
«الفاية العالمية».. إنجاز تاريخي يرسخ مكانة الشارقة على خريطة التراث الإنساني
ومن بين كنوزها الأثرية، يبرز موقع "الفاية" كشاهد حي على تاريخ الوجود البشري في البيئات الصحراوية.
مؤخرًا، توّجت الجهود الحثيثة بإدراج هذا الموقع الفريد ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو لعام 2025، ليصبح بذلك إنجازًا تاريخيًا يرسخ مكانة الشارقة ودولة الإمارات على خريطة التراث الإنساني العالمي.
هذا المقال سيسلط الضوء على الأهمية العالمية لموقع الفاية، والدور المحوري الذي لعبه كل من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي.
يتمتع موقع الفاية بقيمة عالمية استثنائية، فهو يمثل أحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، حيث تعود آثاره إلى أكثر من 200 ألف عام.
هذا الموقع الفريد يقدم نموذجًا متكاملًا لما يُعرف بـ"المناظر الصحراوية"، مبرزًا قدرة الإنسان على التكيف والاستيطان في الصحارى القاسية. إن إدراج الفاية في قائمة التراث العالمي يمنحها بعدًا علميًا وإنسانيًا فريدًا، حيث يسجل كأول موقع صحراوي يوثق لحقبة العصر الحجري المسجل في هذه القائمة المرموقة.
هذا الاعتراف يعزز فهمنا لتطور الإنسان ودور شبه الجزيرة العربية كمحطة محورية في تاريخ الهجرات البشرية المبكرة.
لم يكن إدراج "الفاية" في قائمة التراث العالمي لليونسكو ليتحقق لولا الرؤية الثاقبة والدعم اللامحدود من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ قاد ملف الترشح بشكل كامل، مؤمنًا بأهمية صون التراث الثقافي للإمارة والعالم.
تجلى هذا الدعم في إصدار الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قرارًا إداريًا باعتماد حدود موقع الفاية المرشح على لائحة التراث العالمي، مما يؤكد التزامه الراسخ بحماية الإرث الثقافي والتاريخي للمنطقة. إن جهوده لم تقتصر على الدعم الإداري، بل امتدت لتشمل توجيه الأبحاث والدراسات التي أثرت ملف الترشيح، وجعلت من الفاية نموذجًا يحتذى به في الحفاظ على المواقع الأثرية.
كما لعبت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي دورًا محوريًا وحيويًا في تقوية ملف الفاية، بصفتها السفيرة الرسمية لملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية".
قادت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي جهودًا مكثفة لتعريف المجتمع الدولي بأهمية هذا الموقع الأثري الفريد، مستفيدة من خبرتها الواسعة في الدبلوماسية الثقافية والتأثير المؤسسي، وخاصة من خلال رئاستها للاتحاد الدولي للناشرين.
لقد أسهمت جهودها بشكل فعال في إثراء النشاط الأثري لإمارة الشارقة والحفاظ عليه، وعملت على إبراز قيمة الفاية عالميًا.
وأكدت أن إدراج الفاية في قائمة التراث العالمي هو إنجاز جماعي يعكس التزام الشارقة ودولة الإمارات بصون التراث الإنساني المشترك، مما يرسخ مكانة الإمارة كمركز ثقافي رائد.
ويُعد موقع الفاية الأثري في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، كنزًا تاريخيًا فريدًا يقدم رؤى عميقة حول الوجود البشري المبكر في شبه الجزيرة العربية.
بفضل الاكتشافات الأثرية المتواصلة، أصبح هذا الموقع محط اهتمام عالمي، حيث يروي قصة استيطان الإنسان وتكيفه مع البيئات الصحراوية القاسية على مدى مئات الآلاف من السنين.
وتكمن الأهمية الكبرى لموقع الفاية في الطبقات الأثرية المتتالية التي تم اكتشافها، والتي توثق فترات مختلفة من الوجود البشري. كشفت عمليات التنقيب، التي بدأت في عام 2009، عن أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم، مما يشير إلى استيطان بشري يعود إلى أكثر من 200 ألف عام. هذه الاكتشافات جعلت من الفاية أحد أقدم المواقع التي توثق وجود الإنسان الحديث تشريحيًا خارج أفريقيا.
ومن أبرز المكتشفات في الفاية العالمية:
أدوات العصر الحجري القديم: تم العثور على مجموعات من الأدوات الحجرية التي تعود إلى فترات مختلفة من العصر الحجري القديم، بما في ذلك أدوات ليفالوازية، والتي تدل على تقنيات متقدمة في صناعة الأدوات.
الاستيطان المتكرر: تشير الأدلة إلى أن الفاية لم تكن مجرد ممر للهجرات البشرية، بل كانت وجهة استيطان متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة، وذلك بفضل توفر الموارد الطبيعية مثل المياه وحجر الصوان.
طبقات جيولوجية متعددة: أسفرت أعمال التنقيب عن كشف 18 طبقة جيولوجية متتالية، توثق مسيرة تطور الإنسان في المنطقة عبر مراحل من الجفاف والمناخ المتقلب، مما يحول الموقع إلى أرشيف حي لتاريخ البشرية في هذه البيئة.
تؤكد هذه الاكتشافات على أهمية الفاية كموقع محوري لفهم تحركات الإنسان العاقل المبكر، وتكيفه، واستراتيجيات بقائه في بيئات صحراوية قاسية ومتغيرة. كما أنها تسلط الضوء على الدور الجوهري الذي لعبته شبه الجزيرة العربية كجسر للهجرات البشرية من أفريقيا إلى بقية أنحاء العالم.
إن الأهمية التاريخية والأثرية لموقع الفاية تتجاوز الحدود المحلية والإقليمية، لتجعله موقعًا ذا قيمة عالمية استثنائية. فمن خلال ما يقدمه من سجلات أثرية فريدة، يساهم الفاية في إثراء فهمنا لتاريخ البشرية، وتطورها، وقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف البيئية.
إن إدراج هذا الموقع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو يؤكد على مكانته كمعلم تاريخي وأثري لا يقدر بثمن، ويفرض مسؤولية عالمية للحفاظ عليه ودراسته للأجيال القادمة.
تؤكد هذه الأرقام والإحصائيات على الأهمية القصوى لموقع الفاية الأثري، ليس فقط ككنز تاريخي للشارقة والإمارات، بل كجزء لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي.
إن إدراجه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي هو اعتراف دولي بقيمته الاستثنائية، ويبرز الدور المحوري الذي لعبته هذه المنطقة في مسيرة تطور البشرية، والحفاظ على هذا الموقع ودراسته يمثل مسؤولية جماعية لضمان استمرار رواية قصته للأجيال القادمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
منذ يوم واحد
- الشارقة 24
حاكم الشارقة يلتقي طلبة جامعة خورفكان المشاركين ببرنامج جامعة إكستر
الشارقة 24 – عمر الجروان: التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة خورفكان، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، أبنائه وبناته طلبة جامعة خورفكان الملتحقين بالبرنامج التعليمي المشترك في مجال علوم البحار والذي ينفذ في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة. وألقى سموه خلال اللقاء كلمةً أبويه وجهها إلى أبنائه وبناته ثمن فيها جهودهم ومثابرتهم لطلب العلم في جامعة إكستر، معرباً عن سعادته بالاستفادة المرجوة من الشراكة المثمرة في تأهيل الطلبة وتزويدهم بالعلم النافع والمهارات اللازمة في مجال علوم البحار. وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: "أنتم تمثلون قمة البحث العلمي الذي نحتاجه خاصة في منطقة شواطئ خورفكان، نحن نحافظ على البيئة من أشجار وجبال ونحافظ على ما في البحر الذي فيه كنوز وحياة لا نشاهدها وهنالك أماكن لم يغطس بها الإنسان، ونحن نهيب بكم لتكونوا الأوائل الذين يرتادون هذه الأماكن". ووجه سموه لأبنائه وبناته الطلبة عدداً من النصائح المرتكزة على الثقة بالنفس والشخصية والبلد قائلاً: "وصيتي لكم كطالب كنت مثلكم سواء في المدرسة أو الجامعة أو في الدراسات العليا بالثقة بالنفس والاعتماد عليها بالعلم، فأنت من ستحتوي هذا العلم ليس في الدفاتر، وإنما في عقلك فبقدر أنت ما تكون نشيطاً في التحصيل وذكياً في الحفظ لا تفوتك حتى الصغيرة ستستطيع أن تُكَوّن مخزن للعلم والمعرفة، ولا تقول أدرس في الجامعة فقط، بل ادرس حتى خارجها وتَفَهّم الدنيا". وأضاف صاحب السمو رئيس جامعة خورفكان: "شخصيتك يجب أن تكيفها لكي لا تؤثر فيك أي ظروف أو معوقات تحصل سواء في المنزل أو خارجه وتلهيك أو تبعدك عن الدراسة أو تشتت تركيزك، وتفاعل مع الجامعة وأنشطتها مثل المحاضرات والندوات والملتقيات، ولتكن جامعتك بيتك الثاني". وتابع سموه: "كل مدينة عندي يعلم الله أنني أنقشها بالألوان بمشاريع تضيف إليها، وتزيد من ترابط أهلها وانتمائهم واعتزازهم بها سواء المشاريع التعليمية أو السياحية أو الاجتماعية أو البيئية وبشكل دقيق يضفي على جمالها جمالاً، وعلى سكانها ألفة وتفاعلاً أكبر، وترون خورفكان في تقدم من إنجازات علمية وفكرية واجتماعية، ولدينا السيدة فاطمة المغني شعلة نشاط منذ صغرها وعندما أنشأنا السوق القديم في خورفكان عملت به ملتقى يلتقي فيه كل الزائرين، وتُعرف من خلاله بتراث وماضي المدينة، ونريدكم أنتم أيضاً ترتقون ببلدكم بمشاركتكم في الأندية والمراكز المعنية بالشباب والفتيات وتفاعلكم مع المجتمع". واختتم سموه كلمته بالإشارة إلى أهمية التركيز على البحث العلمي، والذي تتميز به أيضاً جامعة إكستر، بالإضافة إلى مركز الشارقة لأبحاث علوم البحار الذي تصل تكلفته إلى 100 مليون درهم مؤكداً سموه أنه لا يبخل على العلم، وعند اكتماله سَيُمَكّن المركز طلبة علوم البحار من تعلم الغوص واستخدام المعدات والبحث في البحر الذي هو مجال اختصاصهم. وثمن الطلبة الدعم الكبير والاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لهم ومتابعته المستمرة لأوضاعهم خلال الدراسة مؤكدين حرصهم على تنفيذ نصائحه والسير على خطاه في التزود بالعلم النافع والمهارات اللازمة والتفاعل مع المجتمع للارتقاء به ورفع اسم دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة عالياً بالعلم والبحث العلمي. ويأتي البرنامج التعليمي المشترك في مجال علوم البحار والذي نفذ في المملكة المتحدة، وشارك به 26 طالباً وطالبة ضمن إطار التعاون الأكاديمي بين جامعتي خورفكان وإكستر البريطانية، واستهدف البرنامج تقديم تجربة علمية متكاملة تجمع بين التأهيل النظري والتطبيقي لطلبة كلية علوم البحار والأحياء المائية بجامعة خورفكان وفق أعلى المعايير الأكاديمية. وشمل البرنامج سلسلة من الأنشطة الميدانية والنظرية استمرت على مدار أسابيع من شهر يوليو، وتتمثل في ورش عمل تخصصية عقدت داخل المختبرات التعليمية، تضمنت موضوعات متعددة كتحليل البيانات البيئية، وإعداد التجارب، ورصد الكائنات البحرية في بيئاتها الطبيعية، ومحاضرات نظرية قدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء، إلى جانب زيارات تعليمية لمواقع حيوية طبيعية في المملكة المتحدة مكنت الطلبة من ربط المفاهيم النظرية بالتجارب الواقعية، وأثرت معرفتهم حول أهمية الاستدامة والتنوع البيولوجي في المناطق الساحلية. وفي ختام اللقاء التقط صاحب السمو حاكم الشارقة صورة تذكارية مع طلاب وطالبات جامعة خورفكان متمنياً لهم التوفيق والسداد والعودة بسلام إلى بيوتهم وأسرهم.


الشارقة 24
منذ 3 أيام
- الشارقة 24
الشارقة توثق تراثها رقمياً... ذاكرة حيّة للأجيال المقبلة
وتجسّد هذه الجهود رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لبناء منظومة متكاملة لحفظ وصون التراث، من خلال مؤسسات تعمل بتكامل لتحقيق هذا الهدف النبيل. وفي هذا الإطار تأسس معهد الشارقة للتراث بموجب المرسوم الأميري رقم 70 لسنة 2014؛ ليكون مؤسسة ثقافية علمية تحت رعاية اليونسكو؛ إذ يساهم المعهد في حفظ التراث من خلال تطوير قاعدة بيانات محدثة، وتوثيق العناصر التراثية لدى الجهات المعنية، واعتماد آليات محددة لضمان انتقاله بين الأجيال، إلى جانب تنفيذ مسوحات ميدانية شاملة لحصر التراث المادي وغير المادي وتوثيقهما بالتعاون مع الجهات المختصة. كما أُنشِئت هيئة الشارقة للآثار بموجب المرسوم الأميري رقم 57 لسنة 2016، بهدف إبراز والحفاظ على مكتشفاتها الأثرية، وتقوم حالياً بدور محوري في توثيق المواقع الأثرية رقمياً بدقة عالية. فيما يأتي استعراض للتقنيات والأنظمة المتطورة التي تستخدمها مؤسسات إمارة الشارقة في توثيق التراث رقمياً، وتحويله إلى ذاكرة حيّة تخدم الأجيال المقبلة من خلال حلول تقنية رائدة: نظام المعلومات الجغرافية الأثرية: تقنيات متطورة تحرس كنوز الماضي في إطار تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في حفظ التراث الثقافي، أطلقت هيئة الشارقة للآثار خلال مشاركتها في معرض جيتكس العالمي 2024 ضمن منصة حكومة الشارقة تحت شعار "نحو مستقبل رقمي مستدام"، نظام "المعلومات الجغرافية الأثرية" المتطور، والذي يوظف تقنيات الأقمار الصناعية، وأجهزة الليزر المتقدمة، والطائرات دون طيار لرصد المعالم الأثرية وتوثيقها بدقة استثنائية. ويتيح هذا النظام الرقمي المبتكر بناء قاعدة بيانات شاملة ثلاثية الأبعاد لكل معلم أثري، كما يوفر للمختصين أدوات فعالة للمراقبة الدورية الدورية، وحماية المواقع من التعديات، والأضرار الناتجة عن العوامل البشرية والطبيعية. تصوير رقمي ومسح ثلاثي الأبعاد: شراكة تقنية تحفظ معالم الماضي ضمن جهودها لحفظ التراث وتوثيقه رقمياً، أطلقت بالتعاون مع فريق أميركي متخصص مشروعاً شاملاً يستهدف كافة المعالم التراثية في الإمارة. وقد تبنى المشروع منهجية علمية متطورة، وتقنيات تصوير عالمية لإنتاج نماذج افتراضية عالية الدقة، بما يتيح توثيقاً ثلاثي الأبعاد يعكس تفاصيل المواقع بدقة متناهية، كما شمل نطاقه الجغرافي مناطق حيوية عدة في الإمارة مثل كلباء، ودبا، وخورفكان، والمنطقة الوسطى، ومليحة، إضافة إلى موقع جبل البحيص، والثقيبة، مما ساهم في إنشاء أرشيف رقمي شامل يحفظ هوية المكان ويوثق تفاصيله الحضارية للمستقبل. البوابة الإلكترونية لمكنز التراث: تحالف علمي يصون التراث رقمياً عمل معهد الشارقة للتراث بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية على تطوير بوابة إلكترونية متقدمة لمكنز التراث الثقافي غير المادي في العالم العربي؛ لتمثل هذه المنصة الرقمية خطوة مهمة في توثيق التراث الثقافي وحفظه. وتستند هذه المنصة الرقمية الشاملة إلى قوالب تقنية متقدمة، وآليات تصنيف دقيقة تتوافق مع المعايير العالمية، وتتيح بناء قاعدة بيانات متكاملة تخدم الباحثين الأكاديميين والمختصين في مجال التراث، كما تضمن واجهة التصفح السلسة والميسرة وصولاً مثالياً للمحتوى المنظم والدقيق لحفظ التراث الثقافي ونشره. مركز علم الآثار في عالم الميتافيرس: يعيد تشكيل مفهوم التراث الرقمي أطلقت هيئة الشارقة للآثار "مركز علم الآثار في عالم الميتافيرس" كأول منصة رقمية من نوعها عالمياً في مجال ؛ إذ يدمج بين التقنيات المتطورة والمحتوى التعليمي الثري لتقديم تجربة غامرة تحاكي الواقع بدقة متناهية. ويوفر المركز للمستخدمين إمكانية التفاعل المباشر مع المواقع الأثرية الحيوية من النقوش الصخرية في خورفكان وكلباء، إلى عمليات التنقيب في مقبرة الجمال، وترميم الكنوز التاريخية في مليحة، بينما يقدم تعليقاً صوتياً تفصيلياً باللغتين العربية والإنجليزية يشرح المعالم والاكتشافات بوضوح، مما يعزز مكانة إمارة الشارقة بكونها مركزاً عالمياً للابتكار في حفظ التراث ونشره. النقوش الصخرية والتوثيق الرقمي: برنامج يحفظ كنوز الفن الصخري تبنّت هيئة الشارقة للآثار نهجاً علمياً متقدماً في توثيق الفنون الصخرية، من خلال تنظيم برنامج تدريبي متخصص بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وقد ركّز البرنامج على تطوير قدرات الكوادر المحلية في استخدام تقنيات توثيق رقمية للفن الصخري، مما يعكس التزام إمارة الشارقة بتطبيق أحدث الأساليب في هذا المجال. وقد شملت الجهود توثيق مئات النقوش الصخرية المنتشرة في مواقع بارزة مثل؛ صخور الجابر، وخطم الملاحة في كلباء، ومواقع المديفي، واللؤلؤية، ووادي شي في خورفكان، وتُعدّ هذه النقوش من أقدم الشواهد المكتشفة في جبال الحجر منذ أوائل القرن العشرين، ما يمنحها قيمة استثنائية في تاريخ المنطقة. وتُسهم هذه المبادرات في ضمان صون هذا الإرث النادر، وإتاحته للأجيال القادمة عبر أدوات وتقنيات رقمية متقدمة تسهّل الدراسة والوصول والتفاعل مع هذا التراث الإنساني العريق. وفي الختام، تُعد تجربة إمارة الشارقة في التوثيق الرقمي للتراث نموذجاً يُحتذى به عالمياً، إذ تُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُسهم في بناء جسور حضارية تربط بين الماضي والحاضر، وتُؤكد أن الاستثمار في التراث استثمار في المستقبل. المراجع [1] عن المعهد [2] تصوير رقمي ومحاكاة [3] معهد الشارقة للتراث يعرّف ببوابة "مكنز التراث الثقافي غير المادي"


الشارقة 24
منذ 3 أيام
- الشارقة 24
الثروة السمكية في الشارقة: كنز طبيعي يعزّز الأمن الغذائي
تتمثل جهود إمارة الشارقة في سبيل الحفاظ على الثروة السمكية وتعزيز الأمن الغذائي بالنقاط الآتية: إنشاء هيئة الشارقة للثروة السمكية: حارس البحر وراعي إرث الأجداد أُنشئت هيئة الشارقة للثروة السمكية في عام 2022؛ ترجمةً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى الحفاظ على الثروة السمكية وتعزيزها، وتوجيهات سموّه بضرورة دعم مهنة الصيد وإحيائها بوصفها جزءاً أصيلاً من موروث الإمارة. وتعدّ الهيئة جهةً متخصصةً تقود جهود الحفاظ على الثروات البحرية وتنميتها في الشارقة، وتواكب التطوُّر وتقدّم مساهمةً فعّالةً في ؛ إذ تعمل على حل المشكلات المتعلقة بالثروة السمكية، وتنمية هذه الثروة بالتعاون مع الجهات المعنية، والتوعية بأهمية الحفاظ عليها، بالإضافة إلى توفير بيئة صيد تلبّي احتياجات الصيادين، وتوفير التسهيلات التي تضمن استمرارية أنشطتهم وفق أسس مستدامة، ورفد الأسوق بما تحتاجه. تشجيع التعاون وتفعيل الشراكات لدعم استدامة الثروة السمكية حرصت هيئة الشارقة للثروة السمكية -في إطار جهودها للحفاظ على الثروة السمكية- على توطيد التعاون مع الجمعيات التعاونية لصيادي الأسماك، من خلال فتح قنوات تواصل فعّالة مع الصيادين وتنظيم لقاءات تساهم في التعرف على التحديات التي يواجهونها، وتبادل الخبرات، وبحث أفضل السبل التي تضمن استدامة الثروة البحرية. كما بحثت هيئة الشارقة للثروة السمكية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية "روّاد"، التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة، سبل دعم المشاريع الوطنية الريادية في مجال ، وتنمية هذا القطاع بطريقة مستدامة، إلى جانب ذلك وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع جامعة خورفكان، في خطوة نحو تعزيز التعاون المشترك بين مراكز البحث العلمي والجهات الحكومية؛ لتبادل المعلومات والخبرات في مجال الثروة السمكية والتنوع البيولوجي. وترعى هيئة الشارقة للثروة السمكية مشروع "مشد خورفكان"، والذي جاء ثمرة تعاون وشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتطوير حلول مبتكرة تعزّز الثروة السمكية بطريقة مستدامة، وتسهم في دعم التنوع البيولوجي البحري. فقد أبرمت الهيئة عام 2024 شراكة مع شركة المقاولات العالمية "هايجو إكس" لدراسة المشروع لمدة عام، وأجرت في شهر مايو من هذا العام بالتعاون مع شركة متخصصة مسحاً بيئياً شاملاً لقاع البحر في أحد المواقع في ، في خطوة أساسية ضمن المرحلة التجريبية من المشروع؛ لدراسة فاعلية الكهوف الاصطناعية في إيجاد موائل بحرية آمنة. مبادرات توعوية لحماية الموارد البحرية وتعزيز الوعي البيئي تسعى هيئة الشارقة للثروة السمكية جاهدةً لتعزيز الوعي البيئي البحري وتعريف أفراد المجتمع بأهمية الموارد البحرية وسبل الحفاظ عليها، من خلال إطلاق عدد من المبادرات والفعاليات التوعوية، وتُعد مبادرة "بحرنا أمانة" من أبرز الأمثلة عليها، وهي تهدف إلى توعية الصيادين بأهمية الالتزام بالقوانين البيئية والحفاظ على التنوع الحيوي في البيئة البحرية. كما نظمت الهيئة العديد من المبادرات والورش التعليمية الموجهة لطلاب المدارس والجامعات، لتعريفهم بأهمية الثروة السمكية، منها مبادرة "بحارنا ثروة" الموجهة للأطفال لتعريفهم بالثروة السمكية والحياة البحرية، وتوعيتهم بأهميتها، فضلاً عن الورشة التفاعلية التي أُقيمت في مقر الهيئة، والموجهة لطلبة مدرسة التكنولوجيا التطبيقية بالشارقة، إلى جانب عدد من طلاب جامعة الشارقة. واستقبلت الهيئة -في إطار تعزيز الوعي بأهمية الثروة السمكية لجميع فئات المجتمع- في مقرها عدداً من طلبة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، ومن المنتسبين لمركز الشارقة للتوحّد، بالتعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وقدّمت لهم ورشةً مميزةً حول أنواع الأسماك، والطرق البسيطة للصيد. وتتضمن معظم هذه الورش والفعاليات والمبادرات أخذ جولة تعريفيّة مميزة داخل المتحف البحري التابع للهيئة، لعيش تجربة تفاعلية في أعماق المحيط من خلال شاشات عرض متطورة، في محاكاة واقعية مذهلة، إلى جانب الاطلاع على مقتنيات المتحف التي تضم أدوات الصيد التقليدية، ومجسمات لأسماك محنطة، تسرد تاريخ مهنة الصيد في المنطقة وتوثق تراثها العريق. مبادرات ميدانية لصون الثروات البحرية في الإمارة تنفذ هيئة الشارقة للثروة السمكية الشارقة مبادرات ميدانية لحماية البيئة البحرية، من بينها الحملة التي نظمتها بالتعاون مع جمعية كلباء التعاونية لصيادي الأسماك لتنظيف ميناء خور كلباء، إذ شملت الحملة إزالة المخلفات والعوالق من الشاطئ وقاع البحر، بمشاركة موظفين من الهيئة وغواصين متطوعين، وبدعم من الإسعاف الوطني، والدفاع المدني، وخفر السواحل، والشرطة المجتمعية، في تأكيد على أهمية التعاون في ترسيخ واستدامة الموارد البحرية. مشاريع مبتكرة في الشارقة لدعم الثروة السمكية واستدامتها افتتحت هيئة الشارقة للثروة السمكية مشروع "قرية الصيادين في الحمرية"، والتي تضم العديد من المرافق الخدمية الحديثة، بهدف دعم الصيادين وتوفير بيئة عمل متكاملة لهم، ما يدعم مهنة الصيد واستدامة الثروة السمكية في الإمارة، الأمر الذي يساهم في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي. واعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في عام 2024 مشروع "مزرعة الأحياء المائية" في خورفكان، الذي يُعدّ المشروع الأول من نوعه في الدولة، والذي جاء ضمن مفهوم الاستزراع السمكي الذي يساعد على زيادة إنتاج الأسماك بشكل كبير، ويساهم في تلبية الطلب المتزايد على الغذاء. وتدرس إمارة الشارقة فكرة إنشاء معهد تعليمي لتدريب الراغبين في بدء مشاريع الاستزراع السمكي، يتضمّن تقديم دورات تدريبية نظرية وعمليّة، ممّا يُعزز من تطوير هذا القطاع الحيوي في الإمارة، ويحافظ على الثروة السمكية. ختاماً، تواصل إمارة الشارقة من خلال هيئة الشارقة للثروة السمكية تنفيذ مبادرات نوعية تهدف إلى الحفاظ على الموارد البحرية وضمان استدامتها للأجيال القادمة، باعتبارها جزءاً أساسياً من منظومة الأمن الغذائي؛ إدراكاً بأهمية هذا الكنز الطبيعي، وترسيخ مكانة إمارة الشارقة كنموذج رائد في إدارة الثروات الوطنية وتنميتها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي. المراجع [1] هيئة الشارقة للثروة السمكية [2] سلطان: مشروعات الأمن الغذائي متواصلة [3] "الشارقة للثروة السمكية" تنظم ورشة تفاعلية بالتزامن مع يوم الأرض