logo
كاتب أميركي زار حمص بعد 13 عاما فماذا وجد؟

كاتب أميركي زار حمص بعد 13 عاما فماذا وجد؟

الجزيرة١٢-٠٥-٢٠٢٥

قالت صحيفة لوفيغارو إن الكاتب الأميركي جوناثان ليتيل الذي سافر إلى سوريا عام 2012 أثناء الحرب الدموية عاد للقاء من كانوا يقاتلون آنذاك النظام الاستبدادي، وهم يعتقدون اليوم أن الطريق نحو الوحدة والديمقراطية أصبح ممكنا.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير مطول بقلم جوناثان ليتيل نفسه- أن أول ما يخطر ببال الداخل إلى سوريا، بعد مرور 100 يوم على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد المكروه، هو الفرح الأقرب إلى الدهشة بالتخلص فجأة من ثقل تنوء به منذ أكثر من 50 عاما.
ووصل الكاتب الذي يحمل جوازي سفر فرنسيا وأميركيا في مارس/آذار الماضي في الذكرى السنوية لبدء الثورة، إلى حمص التي قضى فيها بضعة أسابيع في يناير/كانون الثاني 2012، في اللحظة المحورية عندما تحولت الثورة التي واجهت قمع النظام القاسي إلى انتفاضة مسلحة، في وقت بدأت فيه البلاد تهوي في أتون حرب أهلية دامية.
فرح ورقص
التقى ليتيل عمر التلاوي، وهو من بين الناشطين القلائل الناجين ممن عرفهم، وحدثه عن هروبه وتجواله 5 سنوات، من مخبأ إلى مخبأ مع عائلته الجديدة، وقراره أخيرا بحمل السلاح والقتال، ثم وصوله إلى إدلب حيث أنشأ محلا لإصلاح الأجهزة المنزلية.
في ساحة الساعة الرمزية، حيث اندلعت أولى المظاهرات الحاشدة عام 2011 قبل أن يفتح النظام النار على المتظاهرين، كانت الفرحة هذه المرة تحمل سعادة النصر الحاسمة، والرجال يرقصون في دائرة، والنساء خلف طوق من الجنود المسلحين، يصرخن سعيدات ومتحمسات مثل الرجال.
يصعد على المسرح عبيدة أرناؤوط، رئيس القيادة السياسية في المحافظة والمتحدث السابق باسم هيئة تحرير الشام ، الفصيل الذي قاد الهجوم الأخير على نظام الأسد، ليقرأ خطابا للرئيس أحمد الشرع يحيّي فيه شهداء حمص الذين لا يحصى عددهم، "يا حمص. سنتذكر دائما كيف صرخت من أجل حريتك وكرامتك".
تجول جوناثان ليتيل في الأحياء الثورية في حمص ، بابا عمرو والخالدية والبياضة، حيث التقى عام 2012 ناشطين مدنيين ومقاتلين من الجيش السوري الحر ، وهم يواجهون نيران القناصة وقذائف الهاون بشكل مستمر، فوجد أن هذه الأحياء الشاسعة لم تعد سوى أنقاض، دمرها النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون.
مشهد الدمار ذاته يلقاك في كل سوريا -كما يقول الكاتب- في ضواحي دمشق الشاسعة، وفي مدينة حلب القديمة، وفي عشرات البلدات بين حماة وإدلب، "مدن ميتة" وكيلومترات من المباني المدمرة، والجدران الخرسانية العارية والمتشققة ونصف المنهارة.
حمام دم مفاجئ
بعد أن تعرضت هذه الأحياء لقصف مكثف بالصواريخ والقنابل و البراميل المتفجرة أفرغت من السكان بعد استسلام آخر مقاتلي المقاومة وإجلائهم إلى إدلب، ليبدأ النهب من قبل شبكات مرتبطة ب الفرقة الرابعة الشهيرة بقيادة ماهر الأسد ، شقيق بشار، فنهبت المدارس والمستشفيات والمنازل الخاصة، وسرق الأثاث والأجهزة ثم الأبواب والنوافذ وكل شيء.
في أنقاض البياضة، "تحدثت -كما يقول الكاتب- مع صبي يبلغ من العمر 11 عاما كان يلوح بعصا وعيناه تلمعان، ويشير إلى أنه يحمل بندقية كلاشينكوف، وهو يقول: لا يزال العلويون يحاولون الدخول إلى أحيائنا".
وفي حماة، شرحت فداء الحوراني للكاتب، وهي معارضة أمضت 3 سنوات في السجن قبل أن تذهب إلى فرنسا عام 2013، أن "القنبلة الموقوتة في سوريا هي كل هؤلاء الأشخاص الذين عذبهم النظام طوال 50 عاما"، وقد تم احتواؤها خلال الأشهر القليلة الأولى بعد سقوط النظام، ولكنها انفجرت أخيرا قبل 10 أيام من ذكرى الثورة.
وعلى أمل أن تقبل أغلبية العلويين التي ساندت بشار الأسد الوضع الجديد، سارعت السلطات الجديدة، بعد بضع حملات تمشيط إلى تقليص وجودها الأمني ​​على معقل العلويين في الساحل السوري.
وقد استفاد من هذا التقليص من يسميهم السوريون الآن " فلول النظام"، وفي السادس من مارس/آذار الماضي شنت وحدات منهم مدججة بالسلاح هجوما عاما على مواقع حكومية على طول الساحل، ولكن قوات السلطة تغلبت عليها بسرعة، وأصدرت الحكومة نداء للتعبئة العامة، استجابت له قوات من جميع أنحاء البلاد، ومن خارج هيئة تحرير الشام وحلفائها المقربين.
حمص تقدم لمحة عن وضع البلاد
وبعد أن انتشرت مقاطع فيديو تظهر الإذلال والقتل الوحشي، وتورطت الحكومة في قتال عنيف مع الفلول، خرج الرئيس أحمد الشرع وأمر قواته باسم " سوريا الجديدة" بحماية العائلات العلوية ومعاملة الفلول المأسورين معاملة حسنة، وقال "أعلم أننا نستطيع أن نعيش معا في سلام اجتماعي. هناك تحديات كبيرة، ولكننا قادرون على التغلب عليها".
وذكر الكاتب أنه قبل أيام قليلة من وصوله إلى سوريا، ذهب إلى برلين للقاء عروة نيربية، وهو مخرج سينمائي وناشط سوري في المنفى، فحدثه عن السلطة الجديدة قائلا إن "هؤلاء الرجال أقوى بكثير من المعارضة السورية التقليدية. نختلف معهم في أمور كثيرة، لكننا ندعو لهم بالتوفيق".
وأضاف أن حمص تقدم لمحة عن الوضع الراهن، "فالتوترات هناك شديدة للغاية، والوضع متقلب. حمص أحد الاختبارات الرئيسية لمستقبل البلاد".
أراد عمر التلاوي أن نلتقي بمختار الزهراء، وقد عثرنا عليه في أحد شوارع مسقط رأسه في حي باب السباع، أمام المتجر الذي نجا فيه بأعجوبة من هجوم شنه الشبيحة وأسفر عن مقتل اثنين من أصدقائه في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
وفي دوار الزهراء، حيث وزع الشبيحة الأسلحة عام 2011 لمهاجمة المتظاهرين وحيث عرضوا الأشخاص الذين أسروهم قبل اقتيادهم للتعذيب والاغتصاب أو القتل، يقف 4 جنود حراسة أمام المحلات التجارية، وعندما لاحظ أحدهم لحية عمر سأله: ماذا تفعل هنا؟ فقال "أنا أرافق صحفيا فرنسيا، فقال "لا يمكنك الدخول إذا كان لديك سلاح".
فحص الرجال عمر بتجهيزاتهم، وقال أحدهم "ليس لديكم أي دفاع هنا. إذا هاجمكم الفلول فستقتلون جميعا بسهولة"، ولكن قائدهم هز كتفيه قائلا "أردنا إقامة نقطة إطلاق نار في الطابق العلوي، لكن قادتنا رفضوا. علينا ألا نخيف السكان، لكن الأمر خطير".
مبادرة لاستعادة الحقوق
هناك أيضا جيل كامل من المعارضين السوريين الذين لم أقابلهم قط -كما يقول الكاتب- سجنوا جميعهم تقريبا في عهد الرئيس حافظ الأسد أو ابنه بشار، من ضمنهم أبو علي صالح، وهو ناشط علوي سابق في حزب العمال، هادئ ومتزن، يدير الآن شركة لبيع الألواح الشمسية الصينية في حمص، وهو أيضا أحد مؤسسي مبادرة السلام المدني، وهي جمعية مجتمع مدني تعمل مع السلطات على الحد من التوترات المجتمعية وتوثيق العنف بدقة من أجل تصحيح الأخبار الكاذبة المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وهذه الجمعية تتدخل في حالات مثل النزاع على الأراضي في حي الورود المختلط شمالي مدينة حمص القديمة حيث قامت مليشيات النظام، بعد النزوح القسري لسكان الحي السنّة إلى إدلب عام 2014، بتدمير منازل الفقراء الصغيرة لبناء كتل سكنية وبيع شققها بعد ذلك.
وعندما سقط النظام عاد الملاك الأصليون وأرادوا استعادة أراضيهم لإعادة بناء منازلهم، فقاموا بطرد أصحاب الشقق، ويعلق أبو علي قائلا "من خلال المبادرة، نقوم بالوساطة. ولكن الأمر سيستغرق سنوات".
العدالة هي الأساس
يبقى السؤال المحوري لأبو علي وأصدقائه هو العدالة، " لأنه من دون عدالة انتقالية ، سنبقى على الوضع نفسه. الخسائر فادحة. إذا لم تكن هناك عدالة، فلن يكون هناك سلام. تطالب المجتمعات العلوية بالعفو غير المشروط، ونحاول أن نشرح لهم أن العفو من دون عدالة لا يؤدي إلى شيء".
وأضاف "لا يمكننا أن ننسى حقوق المطالبين بالعدالة. بعد عملية عدالة انتقالية، يمكننا النظر في العفو. لكن علينا أن نعرف من ارتكب الجرائم".
إعلان
وقال المحامي العلوي معن صالح، وهو أحد مؤسسي مركز السلام الدولي، إن "القيادة السياسية غير مهتمة بالعدالة الانتقالية. لا توجد قائمة بأسماء مجرمي الحرب المعتقلين أو المطلوبين. لذا بدلا من العدالة لدينا الانتقام. وهذا يزيد من الخوف. من دون عدالة انتقالية، لن تكون هناك مصالحة بين الطوائف".
ومع ذلك، يبدو أن السلطات أصبحت تدرك هذه الحقيقة ببطء -كما يقول الكاتب- "وفي يومي الأخير في حمص تمكنت من لقاء عبيدة أرناؤوط الذي قرأ كلمة الشرع مساء المهرجان. استقبلني في مكاتب حزب البعث السابقة، وقال: لدينا أوامر صارمة من الرئيس. لقد حررنا البلاد لتحرير الشعب لا للانتقام. الشعب ليس متعطشا للدماء، لكنه لا يستطيع نسيان المجازر والفظائع. مسألة العدالة هي الأساس".
وقد تؤدي مسألة العدالة هذه إلى طرح مسألة بناء الدولة، كما يقول أمجد كلاس، وهو صديق قديم معارض لأبو علي، متحدثا عن الحكومة "إذا تمسكوا بمبادئهم ونسوا الفكر الذي ينتمون إليه، فهذه علامة جيدة للمستقبل، لكن التحديات لا تحصى".
وأثناء مروري في إدلب -كما يقول جوناثان ليتيل- دعيت لتناول إفطار مع أسامة الحسين، الرئيس السابق للمجلس المحلي لمدينة سراقب الذي اضطر إلى الفرار إلى تركيا بعد أن رفض العمل مع جبهة النصرة عندما استولوا على المدينة عام 2017، وقد قال هذا الرجل الذي تابع عن كثب تطور المجموعة منذ إنشائها "لقد تغيروا حقا منذ عام 2020".
ولا يزال الناشطون على استعداد لمنح الشرع وزملائه فرصة، قال عروة نيربية "إذا انتهى بنا المطاف بعد 53 عاما إلى استبداد ناعم، فسيكون ذلك تحسنا هائلا. ربما لا يمكننا توقع ما هو أفضل من ذلك"، وقال أبو علي "أثق بالشعب السوري. لن يدع شيئا يمر دون أن يرحم. لكن علينا أن نعمل. فالثمار لا تأتي مصادفة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجزيرة نت تحصل على رسالة لشقيق شهيد بالقسام يطلب الانضمام لقوات النخبة
الجزيرة نت تحصل على رسالة لشقيق شهيد بالقسام يطلب الانضمام لقوات النخبة

الجزيرة

timeمنذ 12 دقائق

  • الجزيرة

الجزيرة نت تحصل على رسالة لشقيق شهيد بالقسام يطلب الانضمام لقوات النخبة

كشف مصدر في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة نت عن رسالة خطية من شقيق أحد شهداء الكتائب. ووفقا للرسالة المؤرخة في 16 مايو/أيار الجاري فقد طلب شقيق الشهيد من أحد كتائب النخبة الالتحاق بها لمواصلة مشوار أخية الشهيد محمد. وتمنى شقيق الشهيد على قيادة سرية النخبة أن يتم إعطائه سلاح أخيه الذي تم تسليمه للكتيبة بعد استشهاده ليستكمل درب شقيقه الشهيد. وتدلل الرسالة أن كتائب القسام لا زالت تجند مقاتلين خلال العدوان الإسرائيلي، وهو ما أشار له الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة في خطاب له في شهر يوليو/ حزيران 2024، فقد أكد حينها "تجنيد آلاف من المقاتلين الجدد خلال الحرب". يشار إلى أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولها إن التقديرات لديهم تشير إلى أن حركة حماس لديها 40 ألف مقاتل في قطاع غزة.

خبير عسكري: المقاومة حولت "نقطة ضعفها" إلى قوة بـ750 كيلومترا من الأنفاق
خبير عسكري: المقاومة حولت "نقطة ضعفها" إلى قوة بـ750 كيلومترا من الأنفاق

الجزيرة

timeمنذ 23 دقائق

  • الجزيرة

خبير عسكري: المقاومة حولت "نقطة ضعفها" إلى قوة بـ750 كيلومترا من الأنفاق

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا، أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحويل افتقادها للعمق الجغرافي الأفقي إلى قوة حقيقية من خلال إبداع الأنفاق بـ"العمق الجغرافي العمودي" تحت الأرض. وأوضح الخبير العسكري -في تحليله للمشهد العسكري- أن هذا التطوير الإستراتيجي يفسر عدم قدرة إسرائيل على حسم المعركة رغم مرور أشهر كثيرة على بدء العدوان. ولفت حنا إلى أن المقاومة في بداياتها كانت تفتقد إلى العمق الجغرافي الأفقي، ومن هنا بدلت هندسة القطاع وخلقت ما يسمى بالعمق الجغرافي العمودي تحت الأرض. وبحسب رؤيته، فإن هناك حوالي 750 كيلومترا من الأنفاق حتى الآن، حسب المعلومات من المصادر العامة، لافتًا إلى أن إسرائيل لم تتمكن من تدمير إلا 30% منها. وأشار الخبير العسكري إلى أن هذا الواقع يفسر بجلاء عدم قدرة الاحتلال على إنهاء الحرب بسرعة، رغم تفوقه التكنولوجي والعددي. في السياق ذاته، أكد حنا على أن المقاومة قادرة على التأقلم أسرع من قدرة جيش الاحتلال على التطوير، موضحًا أنه في كل مرحلة من مراحل الحرب، وبسبب تبدل الهندسة المدنية وتبدل ساحة الحرب، تُظهر المقاومة دائمًا قدرتها على التأقلم. وقدم الخبير مثالًا عمليًا على هذا التأقلم قائلا "بملاحظة الكمين الهندسي في الشجاعية، تم استعمال قذيفة غير منفجرة، ثم قذيفة ثاقبة، وبالتالي تفجير كبير جدا، وهذا ما يؤكد على الإبداع التكتيكي للمقاومة في استغلال الظروف المتاحة". وكانت سرايا القدس -الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي – بثت اليوم الأحد مشاهد فيديو توثق كمينا هندسيا استهدف آليات الاحتلال المتوغلة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بتفجير متزامن لقنبلة من مخلفات الاحتلال وعبوة ناسفة من نوع "ثاقب". حرب استنزاف ومن ناحية أخرى، لفت حنا إلى أن إسرائيل دخلت فعليًا في حرب استنزاف، موضحًا أن الاستنزاف يحدث عندما يبدو العدو عير قادر على القتال أو لديه مشاكل في تعويض جنوده. وأضاف أن هذا الأمر بات ملاحظًا داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة في عدم القدرة على تجنيد الحريديم ، والتذمر وتوقيع العرائض من قبل الاحتياط. وأوضح أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير كان قد تحدث عندما تسلّم منصبه وقال إنه يحتاج 3 أشهر للعملية العسكرية برًّا و9 أشهر لتنظيف المنطقة بالمفهوم الإسرائيلي والانتهاء من المقاومة، لكن حنا يؤكد أن الواقع أثبت عكس هذه التوقعات. وعلى صعيد آخر، انتقد حنا الإستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع المدنيين، موضحًا أن الهدف دائمًا هو منع المقاومة من المساحة، و"لكن في الوقت نفسه هي عملية تهجير للغزيين إلى مناطق معينة تم الحديث عنها على أنها فقاعات إنسانية". وأضاف أن إسرائيل "عسكرت" المياه والغذاء والدواء، وحتى أمن المواطن الغزي، مشيرًا إلى أن الهدف هو تهجير الغزيين من مكان إلى آخر وربطهم بمكان معين لمنع عودتهم إلى مناطقهم الأصلية إن كان في بيت لاهيا ، أو الشجاعية ، أو جباليا. وأكد الخبير على أن الطريق الآخر كي تكون الحرب قصيرة هو عبر السياسة، وهذا هو البعد الذي ينقص فعلًا الطرح الإسرائيلي، منتقدًا رهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على النصر العسكري دون أفق سياسي واضح.

بينها الميناء وساحة الجندي.. مرافق حيوية بغزة تكتظ بخيام النازحين
بينها الميناء وساحة الجندي.. مرافق حيوية بغزة تكتظ بخيام النازحين

الجزيرة

timeمنذ 24 دقائق

  • الجزيرة

بينها الميناء وساحة الجندي.. مرافق حيوية بغزة تكتظ بخيام النازحين

تحوّل ميناء غزة البحري إلى مركز لإيواء آلاف العائلات النازحة، وسط انعدام مقومات الحياة الأساسية، من مأوى وغذاء وماء للشرب ورعاية صحية. وافترش النازحون ميناء غزة وساحة الجندي المجهول وعددا من المراكز الحيوية، ولوحظ وجود خيام لهم فوق أسطح مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا). وأظهرت صور أقمار صناعية اكتظاظ المواقع والمرافق الحيوية في مدينة غزة بخيام النازحين، الذين توافدوا بعشرات الآلاف من مختلف مناطق شمال قطاع غزة ، نتيجة توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك أوامر الإخلاء التي شملت مساحات واسعة من القطاع. وتُظهر الصور العالية الجودة، الملتقطة منذ استئناف الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي وحتى 22 مايو/أيار الجاري، اكتظاظ حي الرمال الشمالي والجنوبي بالنازحين، حيث غطّت الخيام معظم الشوارع والأراضي الفارغة والمدارس والمراكز المدنية. كما بينت الصور اضطرار عشرات آلاف النازحين إلى إقامة خيامهم في ميناء غزة وفي محيطه على شارع الرشيد الساحلي، بالإضافة إلى امتلاء منطقة الجندي المجهول ومبنى "مركز رشاد الشوا" المدمّر بالنازحين. ولاحظ تحليل أجرته وكالة سند للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، لصور الأقمار الصناعية أن عددا من العائلات في غزة اتخذت من أسطح مدارس الأونروا مأوى لها، حيث نصبت خيامها نتيجة الاكتظاظ غير المسبوق في المنطقة، وهو نمط لم يكن شائعا خلال أشهر الحرب الماضية. وشهدت منطقة حي اليرموك كثافة عالية من خيام النازحين، حيث لم تعد هناك أي مساحة متاحة، خاصة بعد امتلاء ملعب اليرموك ومحيطه بالخيام. ولم يقتصر توافد النازحين على مناطق شمال قطاع غزة التي تشهد عمليات عسكرية مثل بيت حانون وتل الزعتر وبيت لاهيا، بل شمل أيضا أحياء في مدينة غزة، لا سيما الأحياء الشرقية على غرار حيي التفاح والشجاعية. وأظهر تحليل أجرته "سند" أن 72% من مساحة قطاع غزة أصبحت مناطق خطرة، نتيجة الإنذارات المكثفة التي وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان في معظم مناطق القطاع منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي هجّر أكثر من 300 ألف فلسطيني من شمال غزة منذ بداية العملية العسكرية الحالية. ويعاني النازحون أوضاعا مأساوية تتمثل في نقص المساعدات والغذاء، مما زاد من حدة المجاعة في غزة ، إلى جانب معاناة يومية مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وافتقادهم للمقومات الأساسية للحياة، بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store