
مواقف القمة الـ34 في بغداد.. مصر صوت الضمير العربي وحامية القضية الفلسطينية
في العاصمة العراقية بغداد انطلقت أعمالُ
القمة العربية
الـ34 وسط أجواء مليئة بالتحديات الإقليمية والدولية، ليحمل المشاركون فيها أعباءَ أزماتٍ متشعبة من غزة المُحاصَرة إلى السودان المنهك، ومن لبنان المهدد بصراعات حدودية إلى سوريا التي تسعى لإعادة بناء نفسها بعد رفع العقوبات.
اجتمع
القادة العرب
تحت شعار "العمل المشترك"، محاولين صياغة رؤيةٍ عربية موحدة تُعيد للأمة بريقها في ظلِّ تعقيداتٍ جيوسياسية غير مسبوقة.
استهل الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الجلسةَ الافتتاحية بتشخيصٍ واقعي: "نعيش في ظروفٍ بالغة التعقيد، حيث يهدد شبحُ الحرب أمنَ المنطقة"، مؤكداً رفض العراق لـ"سياسة الإملاءات الخارجية"، وداعياً إلى حلولٍ سياسية تعتمد الحوار
ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن التزام العراق بتقديم 40 مليون دولار لدعم إعمار غزة ولبنان، مُطلقاً مبادرةً لإنشاء "الصندوق العربي لدعم التعافي ما بعد الحروب"، كمحورٍ لتنشيط العمل العربي المشترك. وعبَّر السوداني عن رؤيةٍ واضحة: "الحل الوحيد لأزمات المنطقة يبدأ بحق الفلسطيني في حياةٍ كريمة على أرضه".
الموقف المصري الأقوى في قمة بغداد
برز الموقف المصري بقوةٍ عبر كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وصف المرحلةَ الحالية بأنها "الأصعب على القضية الفلسطينية"، مُطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف "المذبحة" في غزة.
وجَّه السيسي نداءً مباشراً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل العاجل لوقف إطلاق النار، مُشدِّداً على أن "السلام العادل في الشرق الأوسط لن يتحقق دون قيام دولة فلسطينية".
كما رفض أيَّ محاولات لتشكيل حكومات موازية في السودان، ودعا إلى انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل، مؤكداً ضرورة استعادة الملاحة الطبيعية في باب المندب لضمان الأمن الاقتصادي الإقليمي.
فلسطين.. صرخةٌ ضد التهجير
جسَّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس معاناةَ شعبه بقوله: "القضية الفلسطينية تواجه خطراً وجودياً". وحذَّر من محاولات تهجير سكان غزة، داعياً إلى خطة عربية عاجلة لإنقاذ القطاع وإعادة إعماره. طالب عباس حركةَ حماس بتسليم السلاح للدخول في هدنة، وأعلن استعداد السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية عام 2025، مشدداً على أن منظمة التحرير هي "الممثل الشرعي الوحيد" للفلسطينيين. كما اقترح عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل إعمار غزة، معتبراً أن دعم "الأونروا" ضرورةٌ إنسانية وأمنية.
سوريا.. العودة إلى الحضن العربي
شكَّلت كلمة وزير الخارجية السوري فتحاً دبلوماسياً، حيث أشاد بـ"الدور السعودي والتركي" في رفع العقوبات عن بلاده، واصفاً القرارَ الأمريكي بإنهاء العقوبات بـ"بداية التعافي".
وأكد أن سوريا تعمل على "بناء دستور دائم يمثل كلَّ الطيف السوري"، رافضاً أيَّ تدخل خارجي أو مشاريعَ تهدف إلى تقسيم البلاد، لتأتي التصريحات السورية متوافقةً مع مواقف عربية داعمة، مثل إعلان المغرب إعادة افتتاح سفارته في دمشق، وتأكيد العراق على "وحدة سوريا وسيادتها".
لبنان.. بين سيادة الدولة واستحقاقات السلام
أشار رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بدور العراق في دعم لبنان خلال أزمته الاقتصادية الخانقة، مؤكداً التزام بلاده بتنفيذ القرار الدولي 1701 ووقف التصعيد مع إسرائيل. لكنه حذَّر من استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي اللبنانية، داعياً إلى ضغطٍ عربي لإجبار إسرائيل على الانسحاب. كما رفض سلام أيَّ محاولات لتهجير الفلسطينيين أو توطينهم، مؤكداً دعم لبنان لعودة النازحين السوريين "بشرط توفير بيئة آمنة لهم".
السعودية والجزائر والمغرب: تحالفاتٌ من أجل الاستقرار
عبَّرت السعودية عن دعمها لـ"حصر السلاح بيد الدولة في لبنان"، ودعت إلى استثمار رفع العقوبات عن سوريا لتحقيق الاستقرار، فيما حذَّرت الجزائر من "مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية"، بينما أعلن المغرب عن إعادة فتح سفارته في دمشق، مؤكداً ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، وشدَّد الوزير المغربي ناصر بوريطة على ضعف التبادل التجاري العربي، داعياً إلى خطط تنموية مشتركة.
اليمن والسودان.. أزماتٌ تبحث عن مخارج
حذَّر الرئيس اليمني رشاد العليمي من "الميليشيات العابرة للحدود"، واصفاً الحربَ ضد الحوثيين بـ"معركة وجود". وفي السياق نفسه، أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني التزامَ حكومته بوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة، داعياً إلى دعم إعادة إعمار البلاد بعد انسحاب الميليشيات.
الأمم المتحدة والشركاء الدوليون.. دعواتٌ لوقف النزيف
أكَّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن "العقاب الجماعي للفلسطينيين غير مبرر"، مطالباً بوقف دائم لإطلاق النار في غزة. من جانبه، اقترح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خطةً رباعية: إنهاء الكارثة الإنسانية، ضغط دولي على إسرائيل، تسوية سياسية، وتعزيز الحوار الأوروبي-العربي. فيما دعا رئيس الاتحاد الأفريقي إلى تعزيز الشراكة العربية-الإفريقية، معرباً عن أمله في عقد قمة مشتركة قريباً.
إعلان بغداد: تأكيدٌ على الثوابت
اختتمت القمة بمسودة إعلان بغداد، التي جددت التأكيد على: الحق الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس، ودعم الحل السياسي في سوريا مع الحفاظ على وحدتها، وتعزيز أمن لبنان وسيادته، ورفض أيَّ تدخل خارجي في الشؤون العربية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الجمهورية
منذ 21 دقائق
- الجمهورية
إسرائيل ترد بـ"عنف" على الاتحاد الأوروبي
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان نشره المتحدّث باسمها أورين مارمورشتاين على منصة إكس: "نحن نرفض تماما توجّه" مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس "الذي يعكس سوء فهم تامّا للواقع المعقّد الذي تواجهه إسرائيل (..) ويشجّع حماس على التمسّك بمواقفها". وفي وقت سابق، قررت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، كايا كالاس، إصدار أمر بمراجعة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهو اتفاقية للتجارة الحرة بين الطرفين، وذلك على خلفية حظر تل أبيب دخول المساعدات إلى غزة. ونقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي) عن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب قوله إن هذا الأمر جاء في أعقاب قرار إسرائيل حظر دخول المساعدات إلى غزة. يأتي ذلك بعد أن حشدت هولندا ما يكفي من الدعم لمقترحها بمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بسبب استمرار الأخيرة في توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات. وفي بيان صدر، الاثنين، أصدرت فرنسا وبريطانيا وكندا بياناً مشتركا هددوا فيه بفرض عقوبات على إسرائيل في حال لم توقف عمليتها العسكرية في غزة، وفي حال لم ترفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية.


مصراوي
منذ 39 دقائق
- مصراوي
مفوضية اللاجئين تعتزم إلغاء أكثر من 3 آلاف وظيفة.. ما السبب؟
وكالات تعتزم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تسريح ما بين 3 آلاف و4 آلاف من موظفيها البالغ عددهم الإجمالي حول العالم 15 ألفا بسبب تراجع التمويل، وفق ما أفادت رئيسة نقابة عمال الوكالة. والمفوضية هي من بين مجموعة من الوكالات الإغاثية الأممية والخاصة المتضررة بشدة من جراء قطع الولايات المتحدة ودول أخرى التمويل عنها. وقالت ناتالي مينيه، رئيسة نقابة موظفي المفوضية ورئيسة لجنة تنسيقية لنقابات موظفي الأمم المتحدة، إن موظفين في مقر المفوضية في جنيف وفي بلدان أخرى سيستلمون في هذا الأسبوع إشعارات تسريح. وأضافت: أنه أسبوع صعب جدا في منظمتنا، متوقعة إلغاء ما بين 3 آلاف و4 آلاف وظيفة بالمجمل. ولدى سؤاله عن الأرقام، قال المتحدث باسم المفوضية ماثيو سولتمارش في تصريح، إن الوكالة الأممية لم تتوصل بعد إلى العدد الدقيق لعمليات التسريح. وقال إن تكاليف الموظفين يمكن أن تخفض بنحو 30% وإن التصور الجديد سيكون جاهزا بحلول أكتوبر 2025، وفقا للغد. وقلصت الولايات المتحدة بشكل كبير مساعداتها الخارجية بموجب خطة مشددة لكبح الإنفاق أُعدت بتوجيهات من الرئيس دونالد ترامب، كما عمدت دول أخرى إلى خفض الإنفاق. ووفق تقديرات المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، كانت الولايات المتحدة تساهم بنسبة نحو 40 بالمئة في ميزانية المفوضية، أي ما يعادل نحو ملياري دولار في السنة. ونددت مينيه ومسؤولون نقابيون آخرون يمثلون موظفين في الأمم المتحدة بمحدودية تأثيرهم على مستوى اتخاذ القرار في ما يتّصل بالوظائف التي ستلغى. وفي مارس، أمر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بإجراء مراجعة كبرى ترمي إلى جعل منظومة الأمم المتحدة أكثر كفاءة في مواجهة قطع التمويل الأمريكي. وفي مايو الجاري، أوصت مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة بإجراء إصلاحات كبرى في المنظمة الدولية لجعلها أكثر كفاءة بما في ذلك عمليات دمج واسعة لوكالاتها. واكتسبت مبادرة جوتيريش مزيدًا من الأهمية في الأسابيع القليلة الماضية مع إعلان العديد من وكالات الأمم المتحدة بما فيها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، تخفيض خدماتها وعدد موظفيها بسبب نقص التمويل. وفي مذكرة من 6 صفحات تحدثت مجموعة العمل عن تكاثر تدريجي لوكالات وصناديق وبرامج، ما أفضى إلى منظومة تنمية مشرذمة مع تداخل صلاحيات واستخدام غير فعال للموارد وتقديم غير متسق للخدمات. وسلطت المجموعة الضوء على أساليب عمل عفا عليها الزمن داخل الهيئة الدولية وبعض التضخم في عدد المناصب الرفيعة. وجاء في المذكرة: أن التحولات الجيوسياسية والتخفيضات الكبيرة في ميزانيات المساعدات الخارجية تشكل تحديا لشرعية وفعالية عمل الأمم المتحدة. وأمام هذه القضايا المتزايدة تدعو المذكرة إلى الدفع نحو منظمة أكثر انسيابية وتأثيرا ومسؤولة ماليا بشكل أكبر. وتضمنت مقترحات فريق العمل دمج بعض إدارات الأمانة العامة، مثل ضم إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام مع إدارة عمليات السلام. وتقترح المبادرة أيضا إنشاء كيان إنساني واحد ربما من خلال دمج مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) ومكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة. وتشمل الأفكار الأخرى دمج مختلف كيانات التنمية الدولية والجمع بين برنامج الأمم المتحدة للمناخ وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وضمّ صندوق الأمم المتحدة للسكان، المعني بصحة الأم والطفل، إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
«القبة الذهبية» خطة ترامب لفرض الهيمنة.. تكلفتها 175 مليار دولار وتعجز أمامها الصواريخ
«قبة ذهبية» بـ175 مليار دولار.. معلومات عن درع الدفاع الصاروخي لحماية أمريكا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه اختار تصميما لدرع الدفاع الصاروخي «القبة الذهبية» التي تبلغ تكلفتها 175 مليار دولا. وأوضح ترامب أنه عين جنرالا من سلاح الفضاء لرئاسة البرنامج الطموح الذي يهدف إلى صد تهديدات الصين وروسيا ضد الولايات المتحدة، بحسب «سكاي نيوز». وأعلن في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أن الجنرال «مايكل جويتلاين» من سلاح الفضاء الأمريكي سيكون المدير الرئيسي للمشروع، وهو جهد يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حجر الزاوية في تخطيط ترامب العسكري. وأشار ترامب، إلى أن القبة الذهبية ستحمي بلاده، مضيفًا أن كندا قالت إنها تريد أن تكون جزءا منه. وتهدف القبة الذهبية التي أمر بها ترامب لأول مرة في يناير، إلى إنشاء شبكة من الأقمار الاصطناعية لرصد الصواريخ القادمة وتتبعها وربما اعتراضها. سيستغرق تنفيذ القبة الذهبية سنوات، إذ يواجه البرنامج المثير للجدل تدقيقا سياسيا وغموضا بشأن التمويل. وقال ترامب، إن القبة الذهبية ستكون درعًا لن يتوفر لدى أي بلد آخر، مؤكدًا أنها ستحمي بلاده بنسبة قريبة من 100% من جميع الصواريخ الفرط صوتية.