logo
الأردن على موعد مع ذروة موجة حر استثنائية..كيف نتعامل معها؟

الأردن على موعد مع ذروة موجة حر استثنائية..كيف نتعامل معها؟

الدستورمنذ 5 أيام
عمانتشهد مختلف مناطق المملكة منذ يوم الجمعة الماضي موجة حر شديدة، ارتفعت معها درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة، متجاوزة المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام بما يقارب 6 إلى 7 درجات مئوية. وتؤكد دائرة الأرصاد الجوية أن الموجة ستبلغ ذروتها غدًا الثلاثاء، حيث يُتوقع أن تسجل العاصمة عمان نحو 42 درجة مئوية، فيما قد تصل الحرارة في وادي الأردن والبحر الميت والعقبة إلى ما يقارب الخمسين درجة. هذه الأجواء اللاهبة ترافقها رطوبة مرتفعة في بعض المناطق، وظواهر جوية غير اعتيادية مثل السحب الرعدية المتفرقة واحتمال هبوب عواصف رملية قوية في المناطق الصحراوية والشرقية نتيجة الرياح الهابطة المفاجئة. ولا يقتصر تأثير الموجة على ساعات النهار، بل يمتد إلى الليل، حيث تبقى درجات الحرارة مرتفعة حتى ساعات الفجر، ما يزيد من الشعور بالاختناق خاصة في المدن الكبرى التي تعاني مما يعرف بـ «الجزيرة الحرارية الحضرية»، إذ تمتص الأبنية والطرق الحرارة نهارًا وتعيد إشعاعها ليلًا، ما يرفع درجات الحرارة في الأحياء السكنية بعد الغروب بعدة درجات إضافية. هذه الليالي الساخنة تحرم الجسم من التعافي الطبيعي بعد يوم طويل من الحر، وتضاعف من الإجهاد البدني والنفسي للسكان.المخاطر الصحية وطرق الوقايةالموجات الحارة تشكل تحديًا للصحة العامة، إذ ترتفع معها مخاطر الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري والجفاف الحاد، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والكلى. الرطوبة العالية المصاحبة لهذه الموجة تزيد من الإحساس بالحر، حيث تعرقل عملية تبريد الجسم عبر التعرق، ما يجعل الحرارة المحسوسة أعلى من المقاسة فعليًا.وزارة الصحة أوصت بضرورة الإكثار من شرب المياه والسوائل الباردة، حتى دون الشعور بالعطش، وتجنب المشروبات الغازية أو الغنية بالكافيين لكونها تسرّع فقدان السوائل. كما شددت على تجنب التعرض المباشر للشمس في ساعات الذروة من الحادية عشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، وارتداء الملابس الفضفاضة والفاتحة اللون، مع استخدام القبعات والنظارات الشمسية. وينصح الأطباء باستخدام واقٍ شمسي بدرجة حماية عالية عند الاضطرار للخروج، وترطيب البشرة بانتظام لتجنب الجفاف. كما تحذر الجهات المختصة من ترك الأطفال أو كبار السن أو حتى الحيوانات الأليفة داخل المركبات المغلقة ولو لوقت قصير، إذ يمكن أن تتجاوز الحرارة داخلها 60 درجة مئوية خلال دقائق، ما يعرض حياتهم للخطر. وينصح أيضًا بتهوية المنازل في ساعات الصباح الباكر، وإغلاق النوافذ والستائر خلال النهار لتقليل دخول الحرارة، واستخدام المراوح مع وضع إناء ماء أمامها لزيادة التبريد في حال عدم توفر أجهزة التكييف.تأثيرات اقتصادية وضغوط على البنية التحتيةالآثار الاقتصادية للموجة الحارة لا تقل خطورة عن أبعادها الصحية. ففي قطاع الطاقة، ارتفعت الأحمال الكهربائية إلى مستويات قياسية بسبب الاعتماد المكثف على أجهزة التبريد، ما يفرض ضغوطًا إضافية على الشبكة الوطنية ويزيد من احتمالات الأعطال أو انقطاع التيار في بعض المناطق. شركة الكهرباء دعت المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك، خاصة في ساعات الذروة، عبر ضبط المكيفات على درجات معتدلة وإطفاء الأجهزة غير الضرورية.أما في القطاع الزراعي، فيهدد تسارع تبخر المياه من السدود والمسطحات المائية بتقليص الحصص المخصصة للري، ما ينعكس على إنتاجية المحاصيل، خاصة أن الأردن من أكثر دول العالم معاناة من ندرة المياه. المزارعون يواجهون خسائر محتملة نتيجة تعرض المزروعات للذبول أو الحروق الشمسية، فيما تتأثر الثروة الحيوانية بارتفاع الحرارة ونقص المياه، مما يستدعي زيادة أوقات السقي وتوفير الظل للحيوانات. الحركة التجارية أيضًا تشهد تراجعًا ملحوظًا في أوقات النهار، حيث يفضل المواطنون البقاء في المنازل.إجراءات ميدانية واستعدادات طارئةلمواجهة هذه الظروف، كثفت الجهات المعنية حملات التوعية الميدانية والإعلامية، كما تم تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس. البلديات وفرت نقاط مياه للشرب في أماكن التجمع، وأصدرت تعليمات لأصحاب الورش والمصانع لتعديل أوقات العمل في الهواء الطلق. وفي المناطق المعرضة للعواصف الرملية، يُنصح السكان بالبقاء في المنازل وإغلاق الأبواب والنوافذ، وتجنب القيادة إلا للضرورة، وارتداء الكمامات لحماية الجهاز التنفسي.ظاهرة متكررة بفعل التغير المناخيورغم أن هذه الموجة يُتوقع أن تبدأ بالانحسار تدريجيًا نهاية الأسبوع، إلا أن خبراء المناخ يحذرون من تكرارها بوتيرة أعلى وشدة أكبر خلال السنوات المقبلة بفعل التغيرات المناخية العالمية. وتشير الدراسات إلى أن عدد الأيام التي تتجاوز حرارتها 35 درجة مئوية في الأردن سيرتفع بشكل ملحوظ خلال العقود القادمة، مما يستدعي خططًا للتكيف تشمل تحسين كفاءة استهلاك المياه والطاقة، وزيادة المساحات الخضراء في المدن، وتطوير أساليب بناء قادرة على مواجهة الحرارة المرتفعة.اليوم، مع بلوغ المملكة ذروة هذه الموجة اللاهبة، يبدو واضحًا أن التعامل معها يجب أن يتجاوز حدود التوعية المؤقتة، ليكون جزءًا من استراتيجية شاملة لحماية الصحة العامة، وتخفيف الأعباء الاقتصادية، وضمان قدرة المجتمع على التكيف مع مناخ أكثر قسوة في المستقبل.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار في باكستان إلى 160 قتيلًا خلال 24 ساعة
ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار في باكستان إلى 160 قتيلًا خلال 24 ساعة

رؤيا

timeمنذ 4 دقائق

  • رؤيا

ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار في باكستان إلى 160 قتيلًا خلال 24 ساعة

هيئات إدارة الكوارث: غالبية الوفيات بسبب الأمطار في خيبر بختونخوا باكستان تواجه أمطارًا غزيرة وسيولاً قاتلة في كشمير وولايات جبلية ارتفعت حصيلة القتلى في باكستان إلى 160 شخصًا خلال 24 ساعة، نتيجة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت البلاد، وفق ما أعلنت هيئات إدارة الكوارث الجمعة. وسُجلت معظم حالات الوفاة في ولاية خيبر بختونخوا الجبلية، بينما لقي سبعة أشخاص حتفهم في شطر كشمير الخاضع للإدارة الباكستانية، بحسب سلطات إدارة الكوارث في المنطقة. تعمل فرق الطوارئ والإنقاذ على مواجهة آثار الأمطار والسيول، وسط تحذيرات من استمرار سوء الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة.

موجة الحر القاسية: تحدٍّ صحي وإداري واقتصادي… وعمال الوطن في الصفوف الأمامية
موجة الحر القاسية: تحدٍّ صحي وإداري واقتصادي… وعمال الوطن في الصفوف الأمامية

خبرني

timeمنذ 4 دقائق

  • خبرني

موجة الحر القاسية: تحدٍّ صحي وإداري واقتصادي… وعمال الوطن في الصفوف الأمامية

خبرني - في هذه الأيام، يمرّ وطننا بموجة حر غير مسبوقة، تلامس درجات الحرارة فيها مستويات عالية تُنهك الأجساد وتثقل العقول. في خضم هذا الجو اللاهب، نجد أنفسنا أمام مشهد يستحق التأمل والتقدير؛ عمال الوطن الذين يواصلون عملهم تحت الشمس الحارقة، والموظفون الذين يسعون لأداء واجبهم رغم الإرهاق والتعب. إن هذه الموجة ليست مجرد حالة جوية عابرة، بل هي امتحان حقيقي للقدرة على إدارة الوقت والموارد، واتخاذ القرارات التي توازن بين استمرار العمل والحفاظ على صحة الأفراد. فالحرارة الشديدة لا تؤثر فقط على الأداء البدني والنفسي، بل تمتد آثارها إلى الاقتصاد والإنتاجية، حيث قد يتسبب انخفاض الكفاءة وزيادة الإجازات المرضية في إبطاء عجلة العمل. من الناحية الإدارية، تتحمل المؤسسات مسؤولية مضاعفة في مثل هذه الظروف، إذ يتعين عليها تعديل ساعات العمل، وتوفير أماكن مهيأة للتبريد، وضمان توفير المياه ووسائل الوقاية للعاملين. أما على الصعيد الفردي، فيجب علينا جميعًا الالتزام بالنصائح الصحية: شرب كميات كافية من الماء، تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، ارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتناول وجبات خفيفة وصحية تساعد على ترطيب الجسم. اقتصاديًا، تُعتبر موجات الحر الطويلة مؤشرًا على ضرورة الاستثمار في بيئات عمل أكثر مرونة، واستراتيجيات إدارة أزمات الطقس، لما لذلك من أثر على استدامة العمل وتقليل الخسائر. ختامًا، في ظل هذه الأجواء، يبقى الاحترام والتقدير لعمال الوطن واجبًا أخلاقيًا، فهم خط الدفاع الأول في الحفاظ على نظافة المدن وصحة المجتمع. ولنُدرك جميعًا أن التعامل الذكي مع موجة الحر هو مسؤولية مشتركة، تضمن سلامة الإنسان واستمرار عجلة الحياة.

طقس العرب: هبات رياح قوية وموجات غبارية خلال الساعات القادمة في هذه المناطق بالأردن
طقس العرب: هبات رياح قوية وموجات غبارية خلال الساعات القادمة في هذه المناطق بالأردن

رؤيا

timeمنذ 23 دقائق

  • رؤيا

طقس العرب: هبات رياح قوية وموجات غبارية خلال الساعات القادمة في هذه المناطق بالأردن

طقس العرب: رياح نشطة مثيرة للغبار في المناطق الصحراوية مع تراجع الموجة الحارة الساعات القادمة طقس العرب: اشتداد ملحوظ على سرعة الرياح الساعات القادمة وتكون مصحوبة بهبات قوية أفاد موقع "طقس العرب" بحدوث نشاط ملحوظ للرياح الشمالية الغربية التي يرافقها هبات قوية تعمل على إثارة الموجات الغبارية الساعات القادمة في مناطق من جنوب وشرق الأردن. ويشمل ذلك أجزاء من منطقة الطريق الصحراوي الذي يربط العاصمة عمّان بالمناطق الجنوبية، وذلك بالتزامن مع حدوث تراجع ملحوظ على تأثيرات الموجة الحارة. وتوقع طقس العرب أن يحدث اشتداد ملحوظ على سرعة الرياح السطحية، حيث تكون نشطة السرعة خاصة فترة الظهيرة والعصر، وتكون مصحوبة بهبات قوية أحيانًا قد تتجاوز حاجز الـ60 كم/ساعة في المناطق الصحراوية والجبلية الجنوبية. ويُتوقع نشوء الموجات الغبارية في جنوب شرق وشرق المملكة بما في ذلك الطرق الصحراوية. أبرز النصائح ويُنصح بتخفيف السرعة أثناء القيادة على الطرقات التي تشهد تدنيًا في مدى الرؤية الأفقية بفعل الغبار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store