logo
"فورين أفيرز": أميركا و"إسرائيل" تتبعان السيناريو القديم نفسه

"فورين أفيرز": أميركا و"إسرائيل" تتبعان السيناريو القديم نفسه

الميادينمنذ 20 ساعات

مجلة "فورين أفيرز" الأميركية تنشر مقالاً يناقش التحوّلات في العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" في عهد دونالد ترامب، خصوصاً خلال ولايته الثانية، ويضعها ضمن سياق تاريخي للعلاقات بين البلدين منذ عام 1948.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
مؤخّراً تكشّفت أزمة في علاقة الولايات المتحدة بـ "إسرائيل"، حليفة واشنطن و"الدولة" التابعة لها في الشرق الأوسط. فلقد قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأوّل زيارة له إلى المنطقة في الشهر الماضي، ولم يتوقّف في "تلّ أبيب" وهو في طريقه إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، حيث فاجأ تجاهله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحوّلات دراماتيكية في الدبلوماسية الأميركية الإقليمية.
وعلى عكس رغبات "إسرائيل"، يتفاوض ترامب مباشرة مع إيران و"حماس" وهما ألدّ أعدائها. كما تواصل فريق إدارة ترامب مع الحوثيين اليمنيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ إلى العمق الإسرائيلي، ويعرقلون حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر. كما اجتمع بالزعيم "الجهادي" السابق في سوريا أحمد الشرع الذي أشاد به ترامب ووصفه بأنّه "صارم" و "جذّاب".
بالنسبة لمنتقدي نتنياهو في الداخل والخارج، يعدّ سلوك ترامب بمثابة خبر منعش لنتنياهو، الذي تباهى لسنوات بعلاقته الوثيقة مع الرئيس ترامب، مؤكّداً بأنّ علاقتهما سبب لبقائه في السلطة. وخلال مدّة ترامب الرئاسية الأولى، منحت الولايات المتحدة "إسرائيل" ونتنياهو كلّ ما طلباه تقريباً. لكنّ هذه المرّة، يخالف ترامب رئيس الوزراء، ولم يكن لدى نتنياهو وأنصاره سوى أعذار واهية لفشل جهودهم.
ومع ذلك، تاريخياً، ليست مبادرات ترامب الدبلوماسية تجاه خصوم "إسرائيل" بالأمر الجديد. فمنذ تأسيس "إسرائيل" عام 1948، دأبت الإدارات الأميركية على اتّباع مصالح واشنطن الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حتّى عندما تتعارض تلك المصالح مع مصالح "إسرائيل". وبناء على هذه المعايير، كانت ولاية ترامب الأولى بدعمها شبه الشامل لطموحات "إسرائيل" الإقليمية انحرافاً عن المسار الأميركي المعتاد. والآن تقف الإدارة على النقيض من ذلك، وأقرب إلى تراجع متوسط.
لقد حصلت "إسرائيل" على تفويض مطلق من واشنطن بتصرفاتها مع الفلسطينيين. كما لم يجبرها أي رئيس أميركي ولا حتّى أكثرهم ليبرالية على وقف بناء المستوطنات أو إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وبهذه تتوافق إدارة ترامب مع ولايته الأولى وعقود من السياسة الأميركية، حيث تسمح لنتنياهو بمواصلة الحرب في غزّة بغطاء أميركي.
كذلك، لم يضغط ترامب على "إسرائيل" للسماح بدخول المساعدات إلى غزّة إلّا من حين لآخر. وخلال شهر شباط/ فبراير الماضي، أعلن ترامب دعمه "للهجرة الطوعيّة" لسكّان غزّة الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة، أو إلى أماكن أخرى كما يتمنّى بالضبط وما يريده ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرّف. وبعد بضعة أسابيع انتهكت "إسرائيل" وقف إطلاق نار قصير الأمد مع "حماس"، وصعّدت حملة القصف، وقطعت الإمدادات الإنسانية عن مليوني فلسطيني في غزّة، بينما أعلن نتنياهو عن نيّته احتلال كامل القطاع، ونزع سلاح "حماس" وتنفيذ "خطّة ترامب العبقرية" لتطهير الأرض من الفلسطينيين.
تواصل إدارة ترامب دور الولايات المتحدة كضامن أمني ​​ودرع دبلوماسي لـ "إسرائيل"، ويمنحها حرّية بممارسة سلوك من النادر أن تتسامح معه واشنطن إن صدر من دول أخرى. على سبيل المثال، تعرقل الولايات المتحدة أيّ جهود للتحقيق في ترسانة "إسرائيل" النووية غير المعترف بها. وتستخدم "الفيتو" ضدّ قرارات الأمم المتحدة التي تنتقد انتهاكات "إسرائيل" للقانون الدولي. كما تساعد واشنطن "الجيش" الإسرائيلي في عملياته عبر الحدود من خلال توفير مساعدات عسكرية لا مثيل لها وإمكانية الوصول إلى تكنولوجيا دفاعية متطوّرة. ربّما لم يعد ترامب يفعل كلّ ما يتمنّاه نتنياهو، لكنّ العلاقة الخاصة لا تزال قائمة، كما كانت دائماً.
على مدى ما يقرب من 80 عاماً، صمد التحالف الأميركي الإسرائيلي في وجه الاضطرابات السياسية في كلا البلدين وحول العالم. ومنذ أن اعترف الرئيس الأميركي هاري ترومان بـ "إسرائيل" بعد دقائق من إعلان استقلالها عام 1948، مخالفاً نصيحة وزير خارجيته جورج مارشال، تجاهلت الإدارات الأميركية المتعاقبة انتقادات دعاة حقوق الإنسان، وكذلك الواقعية في السياسة الخارجية، والذين ينتقدون دعم "الدولة" اليهودية. في المقابل، ازداد اعتماد "إسرائيل" على الغطاء الدبلوماسي الأميركي والمساعدة العسكرية. لكنّ المسؤولين الأميركيين غالباً ما تجاهلوا "إسرائيل" أو مارسوا عليها ضغوطاً عندما ثبت لهم أنّ أفعالها لا تلائم أجندة الولايات المتحدة الجيوسياسية.
في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 كمثال، منح ترومان "إسرائيل" اعترافاً دبلوماسياً حتّى مع التزام الولايات المتحدة بحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على مختلف أطرافها المتحاربة. وقد حصل "الجيش" الإسرائيلي الناشئ على أسلحته من الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، ومن خلال تهريب فائض المعدات الحربية من الولايات المتحدة، عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، وقد صادق ترومان على النتائج الديموغرافية والإقليمية الناتجة عن الحرب آنذاك، ممّا يعني الاعتراف بمكاسب "إسرائيل" من الأراضي التي تجاوزت الخطة الأممية لتقسيم فلسطين في العام 1947، ووافق على النكبة كأمر واقع، حيث اقتلع ونزح مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين لم يسمح لهم بالعودة قطّ إلى وطنهم، ولم يمارس ترومان سوى ضغط طفيف على "إسرائيل" لقبول عودة بعضهم.
في أوائل خمسينيّات القرن الماضي، أبقت الولايات المتحدة "إسرائيل" على مسافة منها في سعيها إلى تحالفات مع الأنظمة العربية الصديقة، وركّزت على جبهات الحرب الباردة الرئيسية في آسيا وأوروبا. وسمحت لحلفائها البريطانيين والفرنسيين بتزويد "الجيش" الإسرائيلي بالدبّابات والطائرات. ولكن في عام 1956، عندما انضمّت "إسرائيل" إلى فرنسا وبريطانيا في محاولة فاشلة لإسقاط الرئيس المصري جمال عبد الناصر، تردّدت واشنطن.
ولأجل الفوز في سباق كسب عاطفة وعقول دول ما بعد الاستعمار، قرّرت الولايات المتحدة أنّها لا تستطيع الوقوف إلى جانب الإمبرياليين الذين عفا عنهم الزمن. وبعد أن احتلّ "الجيش" الإسرائيلي معظم صحراء سيناء في غضون أيّام، غضب الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور من حرب حلفائه، وأجبر بن غوريون على الانسحاب. ومرّة ​​أخرى كان على "إسرائيل" أن تواجه حدود نفوذها.
ومع اشتداد الحرب الباردة في ستينيّات القرن الماضي، تقاربت الولايات المتحدة مع "إسرائيل"، وحلّت بدل فرنسا "الديغولية" كمورد رئيسي للأسلحة لها. وحين اندلعت الحرب الإسرائيلية العربية في عام 1967، التي أدّت إلى احتلال "إسرائيل" قطاع غزّة ومرتفعات الجولان وسيناء والضفة الغربية، حيث سمح الرئيس الأميركي ليندون جونسون لها بالاحتفاظ بهذه الأراضي كورقة مساومة في المفاوضات مع الدول العربية. ولكن بعد أن خاضت "إسرائيل" وجيرانها حرباً أخرى عام 1973، فرضت الولايات المتحدة على "إسرائيل" إعادة سيناء مقابل تطبيع العلاقات مع مصر وهي اتفاقية كانت بمثابة حجر الزاوية في النظام الإقليمي منذ توقيعها عام 1979، مع أنّ "إسرائيل" كانت تأمل أن تتمكّن من الاحتفاظ بالأرض، لكنّ مصلحة واشنطن في إخراج مصر من المدار السوفياتي آنذاك كانت هي الأهمّ في النهاية، لذلك أجبرت الولايات المتحدة "إسرائيل" على التنازل.
وقد استمرّ الشدّ والجذب في تحديد العلاقات الأميركية الإسرائيلية بعد انتهاء الحرب الباردة. مع ذلك، دافعت الولايات المتحدة باستمرار عن "إسرائيل" في المنظّمات الدولية، مستخدمة مقعدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للاعتراض على القرارات التي تنتقدها. بالمقابل منعت الولايات المتحدة "إسرائيل" من الردّ على الهجمات الصاروخية العراقية خلال حرب الخليج عام 1991، خوفاً من أن يؤدّيَ تدخّلها إلى تفكيك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة بغداد، والذي ضمّ العديد من الدول العربية.
كذلك باعت واشنطن لـ "إسرائيل" أسلحة لا حدود لها، لكنّها أجبرتها على وقف صادراتها من الأسلحة إلى الصين. ويلتزم المسؤولون الأميركيون الصمت بشأن برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي، ووافقوا على قصفها السرّي عام 2007 لمفاعل قيد الإنشاء في سوريا، لكنّهم منعوا "إسرائيل" من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وفي عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أبرمت واشنطن اتّفاقاً نووياً مع إيران، رغم معارضة نتنياهو الصريحة له.
اليوم 10:41
اليوم 09:03
مع ذلك، ورغم انحراف واشنطن عن موقف "إسرائيل" في بعض القضايا الإقليمية، لم يكبح أيّ رئيس أميركي، ولا حتّى أوباما، جماح "إسرائيل" من قمع الفلسطينيين. بل على العكس، منحت الإدارات المتعاقبة "الدولة" اليهودية حرّية مطلقة لتوسيع مستوطناتها في الضفة الغربية، التي تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية مستقبلية، والتي تعتبر "المشروع الوطني الرئيسي لإسرائيل" منذ عام 1967، مع أنّ رؤساء الولايات المتحدة انتقدوا المستوطنات أحياناً لأسباب قانونية واستراتيجية، لكنّ تصريحاتهم "المتشدّدة" كانت مجرّد كلام، ولم تفعل واشنطن شيئاً ملموساً لوقف البناء المتواصل للمستوطنات، واقتصر تدخّلها في بعض المناطق الفلسطينية الرئيسية.
كذلك، لم تجبر الولايات المتحدة "إسرائيل" قطّ على التفاوض لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل طرحت شتّى أنواع خطط السلام، ورعت جولات متتالية من المفاوضات بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنّها لم توافق على محادثات جادّة مع منظمة التحرير الفلسطينية إلّا بعد أن وافقت "إسرائيل" عليها أوّلاً. وعندما انسحبت "إسرائيل" من عملية السلام، حذّت الولايات المتحدة حذوها، وتخلّت عن العملية رغم دعمها المعلن لحلّ الدولتين، كما لم يفعل ترامب ولا بايدن شيئاً لإحياء الأمل المتضائل في عملية السلام بين الطرفين.
ابتعدت ولاية ترامب الأولى عن هذا التقليد. وقد أبقى الرئيس على تجاهل واشنطن للفلسطينيين، بل وزاد حدّة هذا التجاهل. لكنّه انحاز بشكل لا لبس فيه إلى جانب مصلحة بلاده في مسائل السياسة الخارجية أيضاً. وخلافاً لجميع أسلافه منذ ترومان، قرّر ترامب نقل مقرّ السفارة الأميركية إلى القدس، مع أنّه لا يزال مكتبها الرئيسي في "تلّ أبيب". وأغلق القنصلية العامّة في القدس، التي كانت بمثابة نقطة الاتصال الدبلوماسية الأميركية مع الفلسطينيين. واعترف بضمّ "إسرائيل" لمرتفعات الجولان السورية. وبتشجيع من نتنياهو، تخلّى عن الاتّفاق النووي مع إيران. وردّاً على ذلك، بدأ الإيرانيون بتخصيب المزيد من اليورانيوم عالي الجودة.
ثمّ في عام 2020، قدّم ترامب أكبر هدية لنتنياهو اتّفاقيات "أبراهام" التي طبّعت العلاقات بين "إسرائيل" والبحرين والمغرب والإمارات العربية المتحدة. ونظرياً، كانت هذه صفقة ثنائية، حيث كان على نتنياهو أن يتراجع عن خطته لضم ثلث الضفة الغربية مقابل التطبيع. لكن هذا لم يكن تنازلاً يُذكر، حيث لم يكسب الفلسطينيون شيئاً حقيقياً. في الواقع، لم يكن للسلطة الفلسطينية حتى مقعد إلى طاولة المفاوضات.
وفي أسبوعه الأخير في منصبه، أضاف ترامب أيضاً "إسرائيل" إلى القيادة المركزية العسكرية الأميركية في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، تدرّب "الجيش" الإسرائيلي مع نظرائه في دول الخليج ومصر والأردن.
كذلك كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن متساهلة للغاية مع الإسرائيليين، وهو قد دعم "إسرائيل" جهاراً منذ انضمامه إلى مجلس الشيوخ في سبعينيات القرن الماضي، ولم يلغَ أياً من سياسات ترامب تجاه "إسرائيل". بل حاول البناء عليها، دافعاً السعودية للانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام" من خلال تقديم ضمانات دفاعية وتكنولوجيا نووية للرياض. كما أعفى حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من تأشيرات الدخول الأميركية. وعندما شنّت "حماس" هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وكثّف "حزب الله" والحوثيون هجماتهم، أغرق بايدن "إسرائيل" بالأسلحة، ونقل حاملات طائرات من الصين إلى الشرق الأوسط، ودعم الهجوم الإسرائيلي على غزّة، ثمّ على لبنان وسوريا لاحقاً، حتّى مع تزايد الخسائر الفلسطينية والاحتجاجات الشعبية للأميركيين.
ولقد انتقد بايدن "إسرائيل" بين الحين والآخر لرفضها إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزّة، وأمر القوّات الأميركية ببناء رصيف في غزّة مخصص لاستقبال شحنات المساعدات، لكنّ الرصيف سرعان ما انهار في البحر. وفي مرحلة ما، حظر بعض شحنات الأسلحة وعاقب مستوطني الضفّة الغربية العنيفين الذين مكّنتهم الحكومة الإسرائيلية من مهاجمة جيرانهم الفلسطينيين. لكنّ هذه السياسة الأخيرة كانت عابرة، وكانت جميعها مجرّد لفتات رمزية. سمح نتنياهو بين الحين والآخر بدخول بعض المساعدات لإرضاء واشنطن، لكنّه واصل حربه الشاملة. ومن المرجّح أن يستمرّ هذا النمط في عهد ترامب.
من الجدير بالذكر أنّ بايدن وقف بشكل لا لبس فيه إلى جانب "إسرائيل" حتى مع وصول اعتمادها على الدعم الأميركي إلى مستويات غير مسبوقة. وحين هاجمت إيران "إسرائيل" مرّتين في العام الماضي بمئات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار، قام تحالف غربي بقيادة الولايات المتحدة بحماية مجالها الجوّي. ولتعزيز التنسيق العسكري والتخطيط المشترك، أرسلت واشنطن بانتظام قائد القيادة المركزية مايكل كوريلا إلى "تل أبيب" لمتابعة العمليات ومراقبتها.
وفي العام الماضي، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات اعتقال بحقّ نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، انتقد بايدن القرار. ووعدت إدارته بعدم اعتقال نتنياهو وغالانت على الأراضي الأميركية. ومع ذلك، لم تضطر "إسرائيل" قطّ إلى منح واشنطن أيّ مقابل ذي معنى لقاء كلّ هذه المساعدة، فلقد كانت مجانية.
بالنسبة لنتنياهو، بدت عودة ترامب إلى البيت الأبيض بداية، كأنّها هدية من السماء، بعد أن "أقام الصلاة" من أجل فوز "الجمهوريين"، بينما كانت شعبية نتنياهو تتراجع بعد هجوم "حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنّهُ احتفظ بسمعته كمتملّق لترامب. ونتيجة لذلك، أعطى انتخاب ترامب للإسرائيليين المتشكّكين سبباً للإبقاء على رئيس وزرائهم.
وبالفعل، خلال الأسابيع الأولى من ولاية ترامب الثانية، حقّق نتنياهو انتصارات متكرّرة. فقد ألغيت العقوبات المفروضة على بعض المستوطنين في الضفّة الغربية. وبدلاً من ذلك فرض ترامب عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وموظّفيها. وكان نتنياهو أوّل مسؤول في العالم يدعى إلى البيت الأبيض بعد انتخاب ترامب الذي عرض خطّته لإخلاء غزّة من السكّان وتحويلها إلى منتجع سياحي. وهكذا، استطاع نتنياهو أن يتحدّى منتقديه في الداخل، بحجّة أنّ انتظاره وإطالة أمد الحرب قد أثمر. وحتّى حلم "إسرائيل" طويل الأمد بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بدا في متناول اليد.
لكنّ شهر العسل كان قصيراً ومنذ نحو شهرين، التقى ترامب بنتنياهو مجدّداً ليبلغه ببدء مفاوضات بشأن اتّفاق نووي جديد مع إيران. وأعقبت ذلك تقارير تفيد بأنّ ترامب منع "إسرائيل" من قصف المنشآت النووية الإيرانية. ثمّ توالت أنباء عن وقف إطلاق نار بين الولايات المتحدة والحوثيين، استثنى "إسرائيل" منه، وعن تواصل أميركي مع "حماس" وسوريا، حتّى إنّ تْرامب فصل الاتّفاقيات الدفاعية والنووية الأميركية السعودية المقترحة عن الاتفاق الإسرائيلي السعودي. وسرت كندا وأوروبا بهذا التغيير في موقف واشنطن، ورأت أنّه ضوء أخضر لتهديد "إسرائيل" بعقوبات إذا استمرّت الحرب والكارثة الإنسانية في غزّة.
الآن يعرب ترامب عن اهتمامه بوقف إطلاق نار سريع وجديد في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين. لكنّ استراتيجيته تجاه غزّة تختلف اختلافاً جذرياً عن استراتيجيته الإقليمية، بينما تسعى واشنطن إلى أرضية مشتركة مع طهران.
أمّا في غزّة، فقد أشار ترامب إلى موافقته على استمرار "إسرائيل" في القتال واحتفاظها بالأراضي المحتلة حديثاً في القطاع. في الوقت نفسه تحافظ الولايات المتحدة على قناة اتّصال مفتوحة مع "حماس". ورغم أنّ الاتّصالات تقتصر على صفقة تبادل الأسرى، إلّا أنّها تمنح "حماس" التي تعتبرها واشنطن جماعة إرهابية اعترافاً أميركياً غير مسبوق.
بمعنى آخر، لا يمثّل سلوك ترامب تحوّلاً جذرياً في العلاقات الأميركية الإسرائيلية. بل على العكس، بعد تحرّره من هموم إعادة انتخابه وسيطرته الكاملة على الكونغرس، أعاد ترامب سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط إلى أسسها الراسخة. ستسلك الولايات المتحدة طريقها الخاصّ فيما يتعلّق بالمنطقة وخارجها، لكنّها ستقف إلى جانب "إسرائيل" بما يتعلّق بالفلسطينيين، وستواصل حمايتها.
لقد اضطر نتنياهو إلى القبول، وإن كان على مضض، بأنّ ترامب لن يرضخ لمطالبه بشأن إيران. لكن، كما هو الحال مع جميع أسلافه، لا يزال نتنياهو يتمتّع بحرّية التصرّف في غزّة والضفة الغربية. يمكنه المضي قدماً في خططه لتدمير الضفّة الغربية وإخلائها من سكّانها، وضمّ أراضٍ فيها. قد لا يتّخذ هذه الإجراءات في نهاية المطاف، إمّا بسبب ضغوط دولية أوسع أو بسبب أيّ تحوّلات في الرأي العام المحلي، أو لإبرامه اتّفاقاً لتطبيع العلاقات مع السعودية، لكنّه سيواصل تدمير غزّة بموافقة أميركية.
نقله إلى العربية: حسين قطايا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسرار الصحف 11-6-2025
أسرار الصحف 11-6-2025

LBCI

timeمنذ 14 دقائق

  • LBCI

أسرار الصحف 11-6-2025

- قدّم موظف كبير في مصرف لبنان فتوى قانونية للحاكم كريم سعيد بأنه يمكن متابعة أعمال المؤسسة من دون وجود نواب الحاكم. - يقوم قضاة شيعة من غير الأسماء المتداوَلة في الإعلام بمحاولة التقرّب من مرجعية طلباً لتزكيتهم للحلول في مراكز قضائية مخصصة لطائفتهم. - التقى دبلوماسي أميركي متقاعد مع رئيس بلدية لبنانية كبرى واطّلع على واقع إمكاناتها في حضور أحد النواب. - استأثر لقاء رئيس حزب سابق ومرجع سياسي، مع سفيرة دولة كبرى بعد خلاف وتباين جراء مواقف أطلقت من الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، واللقاء هو الأول بعد التباينات بين الطرفين. - قال أحد القضاة الروحيين إنّ الاستقرار في البلاد ظهر جليّاً في عدد دعاوى الطلاق التي بعد أن تضاعفت إثر الانهيار المالي، عاد العدد واستقرّ للعامين الأخيرين على معدل وسطي يقرب من عدد ما قبل الأزمة. - عاد الحديث عن استقالات "طوعية" في عدد من المراكز الدينية المسيحية بعد تسلّم البابا الجديد مهماته وبدء عمله لاستنهاض المؤسسات الكنسية. - مع بدء فصل الصيف، وتوقّع عودة الرعايا العرب إلى لبنان، ارتفعت أسعار الشقق وبدلات الإيجار في معظم المناطق الجبلية القريبة من الساحل. - تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات وزير سابق يوجّه فيها النقد القاسي لطهران ونشروا في المقابل صوره مشاركاً في استقبال وزير خارجيتها في بيروت. الجمهورية - تردّدت أنباء عن اتصال جرى بين مسؤول لبناني وسفير دولة صديقة في منتصف الليل، حيث نُقل أنّ الموضوع "سرّي للغاية". - تعمّدت إحدى الجهات لدوافع مالية إلى تشويه حقيقة موقف هيئة مؤثرة من مسألة حساسة قانونية ومالية مطروحة منذ 6 سنوات. - تعارض قيادات من الصف الأول في تنظيم غير لبناني اتفاقاً تمّ أخيراً بين رئيس هذا التنظيم وجهة رسمية في لبنان. اللواء - فوجئت أوساط مالية بخطوة الاتحاد الاوروبي وضع لبنان على اللائحة السوداء، على الرغم من الجهود التي تبذل على صعيد الأداء والتعافي. - تهتم أطراف دبلوماسية بالانطباعات التي تكونت بعد اجتماع مسؤول رفيع مع وفد نيابي – حزبي خارج ما نُشر عن "قفشات" ومزاح ومداعبات كلامية ضاحكة. - تتحدث مصادر مقربة عن توقيف شخصيات نيابية ووزارية في ضوء تقدُّم التحقيقات في عدد من الملفات المفتوحة أمام القضاء. البناء - توقع مصدر دبلوماسي أن تتبع خطوة بريطانيا بفرض عقوبات على رموز التطرّف في حكومة كيان الاحتلال ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش خطوات مشابهة من العقوبات نفسها بحق هذين الوزيرين تحديداً انسجاماً مع مزاج الشارع الذي ينظر لرموز التوحّش والإجرام في الكيان بعين الغضب، ولكن للعقوبات وظيفة سياسية تتصل بقناعة أن الانتخابات في الكيان باتت خياراً شبه أكيد هذا العام، وبأن المهمة الغربية هي إخراج رموز التطرف التي يمثلها الوزيران من المشهد الحكومي المقبل كمدخل ضروريّ لتحرير القرار الإسرائيلي من حق الفيتو الذي يملكونه في الحكومة الحالية ضد إطلاق أيّ مسار سياسي مع الفلسطينيين، وذلك عبر إيصال رسالة إلى الناخب في الكيان مفادها أن هؤلاء يشكلون عقبة لاستعادة علاقة إيجابيّة بين الكيان ودول الغرب. - في تقييم إجمالي وصل إلى سفارة غربيّة من حكومتها وتمّ إطلاع مسؤولين لبنانيين سياسيين وأمنيين عليه، استخفاف بالحديث عن سعي أميركي إسرائيلي لإنهاء مهمة قوات اليونيفيل، لأن خبرة إسرائيل تقول إنّها خاضت كل حروبها ضد لبنان بما في ذلك اجتياح عام 1982 بوجود هذه القوات التي لم تشكّل عائقاً، وهي في عام 1996 قصفت أحد مقارها القياديّة في قانا وارتكبت مجزرة فيه بحق المدنيّين الذين لجأوا إليه، وعام 2006 توسّعت حيث تستطيع، كما فعلت بعد وقف إطلاق النار في حرب الطوفان ولم تلق من اليونيفيل ومن خلفها الأمم المتحدة وحكومات الدول المشاركة أيّ رد فعل يتجاوز موقفاً ظرفياً إعلامياً، بينما يشكل انتشار هذه القوات مع الجيش اللبناني البديل الوحيد المتاح أمام واشنطن وتل أبيب طالما أن الاحتلال فوق طاقة إسرائيل عسكرياً وفوق طاقة أميركا سياسياً، بينما الهدف المرجّح للحملة والتهويل فهو السعي لتعديل مهمة اليونيفيل وتوسيع صلاحياتها بذريعة أنّها غير فاعلة فلترحّل أو تصبح أفعل؟

نتنياهو يتحدّث عن "تقدم كبير" بمفاوضات غزة... هل يتم إقناع حماس باقتراح ويتكوف؟
نتنياهو يتحدّث عن "تقدم كبير" بمفاوضات غزة... هل يتم إقناع حماس باقتراح ويتكوف؟

النهار

timeمنذ 32 دقائق

  • النهار

نتنياهو يتحدّث عن "تقدم كبير" بمفاوضات غزة... هل يتم إقناع حماس باقتراح ويتكوف؟

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، إنه تم إحراز "تقدم كبير" في مفاوضات صفقة التبادل واستعادة المحتجزين في قطاع غزة. وأضاف نتنياهو: "من المبكر إعطاء الأمل لكننا نعمل دون تلكؤ في هذه الساعات من أجل صفقة تبادل. نعمل في كل وقت من أجل الصفقة وأتمنى أن نستطيع التقدم". لاحقاً، قال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء عقد اجتماعاً مع وزير الدفاع ووزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس الأركان لبحث تطورات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة. إلى ذلك، أفاد مراسل لـ"أكسيوس" عبر منصة "إكس" اليوم، نقلاً عن مسؤولين كبيرين أميركي وإسرائيلي، بأنه لا يُتوقع حدوث انفراجة في محادثات مرتقبة هذا الأسبوع حول وقف إطلاق النار في غزة لكن الجهود المبذولة لإقناع حماس بتخفيف موقفها حيال اقتراح تدعمه الولايات المتحدة تحرز تقدماً. وكانت إسرائيل أعلنت أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، أنها وافقت على المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، متهمةً "حماس" برفضه. فيما أكدت الحركة الفلسطينية أنها وافقت على الاقتراح الأميركي، مطالبةً ببعض التعديلات. وكررت أكثر من مرة استعدادها لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع المحاصر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع مع تعهدات أميركية بذلك. في حين اتهم ويتكوف "حماس" بعرقلة المفاوضات، لافتاً إلى أنها لم توافق على المقترح. يذكر أن اقتراح ويتكوف كان نص على إطلاق 10 أسرى إسرائيليين و8 جثث مقابل هدنة 60 يوماً، وافراج إسرائيل عن مئات الفلسطينيين. إلا أن "حماس" طالبت بتغيير جدول إطلاق سراح الرهائن العشرة الأحياء وجثث الثمانية المشمولة بالصفقة، بحيث يتم ذلك على 6 دفعات خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً. كما طالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل إلى الخطوط التي كان متمركزاً فيها قبل انهيار الهدنة في آذار/ مارس الماضي، وتمسكت بالحصول على ضمانات أميركية لإنهاء الحرب بشكل تام، ما شكل نقطة الخلاف الرئيسية. إلى ذلك، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "إسرائيل أجرت تعديلات طفيفة على اقتراح الصفقة وتنتظر رد حماس، وتدرس كذلك إرسال وفد تفاوضي للدوحة أو القاهرة"، بينما تحدثت القناة 13 العبرية عن "اقتراح قطري جديد يتضمن إطلاق سراح 8 أسرى أحياء في اليوم الأول واثنين في اليوم الأخير، وإطلاق سراح جثث على 3 دفعات، مع وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، وإجراء مفاوضات حول إنهاء الحرب، وضمانات شخصية من ويتكوف وترامب باستقرار وقف إطلاق النار". مزيد من الضحايا... قالت سلطات الصحة في غزة إن 17 فلسطينيا على الأقل قُتلوا وأُصيب العشرات جراء إطلاق إسرائيل النار لدى اقتراب آلاف النازحين من موقع توزيع مساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في وسط القطاع اليوم الثلاثاء. وذكر مسعفون أن المصابين نُقلوا إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط غزة ومستشفى القدس في مدينة غزة بشمال القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت أعيرة تحذيرية على "مشتبه بهم كانوا يتقدمون في منطقة وادي غزة ويشكلون تهديدا للقوات". وأضاف أنه على علم بتقارير تفيد بإصابة عدد منهم، لكنه أشار إلى أن الأرقام التي أصدرتها سلطات الصحة المحلية لا تتوافق مع المعلومات المتوفرة لديه. وقال الجيش: "أطلقت القوات الرصاصات التحذيرية على بعد مئات الأمتار من موقع توزيع المساعدات قبل موعد فتحه تجاه مشتبه بهم كانوا يشكلون تهديدا للقوات". وكان الجيش اتهم سابقا مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بتعمد تعطيل توزيع المساعدات. وقالت مؤسسة غزة الإنسانية في بيان: "حدثت هذه الواقعة قبل ساعات من بدء عملياتنا أمام المركز الذي نوزع منه المساعدات"، وأحالت أسئلة إضافية إلى الجيش الإسرائيلي. وكانت المؤسسة ذكرت في وقت سابق أنها قدمت المساعدات اليوم الثلاثاء من ثلاثة مواقع في جنوب ووسط غزة دون أي مشكلات. وحذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين الأسبوع الماضي من الاقتراب من الطرق المؤدية إلى مواقع مؤسسة غزة الإنسانية بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا بالتوقيت المحلي، ووصف هذه الطرق بأنها مناطق عسكرية مغلقة. وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الطرود الغذائية في القطاع نهاية شهر أيار مايو، وتشرف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات تقول الأمم المتحدة إنه يفتقر للحياد والنزاهة. وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس: "يوما بعد يوم، ترد تقارير عن سقوط قتلى وعشرات المصابين في نقاط توزيع تديرها إسرائيل وشركات أمن خاصة". وأضاف: "يواصل هذا النظام المُهين إجبار آلاف الجياع واليائسين على السير عشرات الأميال، ولا يراعي من هم في أمس حاجة للمساعدة والذين يعيشون على مسافات بعيدة جدا".

قتيلان باقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة نابلس في الضفة
قتيلان باقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة نابلس في الضفة

النهار

timeمنذ 32 دقائق

  • النهار

قتيلان باقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة نابلس في الضفة

قتل فلسطينيان بنيران إسرائيلية اليوم الثلاثاء مع تنفيذ قوات الدولة العبرية عملية عسكرية واسعة النطاق في محيط البلدة القديمة في مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية المحتلة، على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية والجيش. وقال الجيش إنه أطلق النار و"قضى" على فلسطينيين حاولا سرقة سلاح أحد جنوده خلال عملية "لمكافحة الارهاب". من جهتها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أنها تبلغت "باستشهاد الشاب نضال مهدي أحمد عميرة (40 عاما) والشاب خالد مهدي أحمد عميرة (35 عاما) برصاص الاحتلال في نابلس". وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن الشابين شقيقان. وأظهرت لقطات لـ"ا ف ب تي في" جثتين على الأرض في البلدة القديمة في نابلس، بينما تحرك حولهما عدد من الجنود الاسرائيليين المدججين بسلاحهم. وبعيد منتصف الليل (21,00 ت غ مساء الاثنين)، اقتحمت عشرات المركبات العسكرية مدينة نابلس، بحسب مراسل فرانس برس الذي أفاد بأن القوات الإسرائيلية فرضت قبل العملية حظر تجوال أعلن عنه عبر مكبرات الصوت. واليوم، دخل جنود إسرائيليون إلى المتاجر لتفتيشها واعتقلوا العديد من الأشخاص. وتركزت العمليات العسكرية في البلدة القديمة، وفق المراسل نفسه. وبدت البلدة القديمة التي عادة ما تعج بالحركة والمتسوقين، شبه خالية وأغلقت معظم متاجرها أبوابها. وعلى مقربة من الساحة الكبيرة في وسط المدينة تجمع شبان وفتية لحرق الإطارات ورشق المركبات العسكرية بالحجارة، بينما أطلقت القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع من العربات العسكرية المصفحة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تعامل مع عشرات الجرحى، معظمهم بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع، إلى جانب عدد من الإصابات المختلفة بشظايا رصاص أو الاعتداء بالضرب وغيرها. وأشار الى التعامل مع حالات إخلاء "من داخل البلدة القديمة نتيجة قيام قوات الاحتلال بتحويل منازلهم ثكنة عسكرية". تقع نابلس في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وكانت هدفا رئيسيا لعملية "السور الحديدي" منذ أن أطلقتها الدولة العبرية في 21 كانون الثاني/يناير معلنة أنها تستهدف عناصر في فصائل فلسطينية. شهدت البلدة القديمة في نابلس عدة عمليات اقتحام ودهم إسرائيلية، لا سيما خلال عاميّ 2022-2023 في إطار عمليات استهدفت بشكل رئيسي مجموعة "عرين الأسود" وهي مجموعة من الشبان المقاتلين والمتهمين بالمشاركة في هجمات ضد أهداف إسرائيلية. في عام 2002، اجتاحت القوات الإسرائيلية نابلس ضمن عملية أسمتها إسرائيل "السور الواقي" خلال الانتفاضة الثانية. بعد عامين من الأكثر دموية، انفجرت أعمال العنف في الضفة مع اندلاع حرب غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقُتل على الأقل 938 فلسطينيًا، بينهم مقاتلون وكثير من المدنيين، على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين، حسب بيانات السلطة الفلسطينية. وفي الفترة نفسها، قُتل وفق بيانات رسمية إسرائيلية ما لا يقل عن 35إسرائيليا، بينهم مدنيون وجنود، في هجمات فلسطينية أو خلال غارات عسكرية إسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store