logo
سلامة داود: التنوع المذهبي يُعزز من رسوخ منهج الأزهر الوسطي

سلامة داود: التنوع المذهبي يُعزز من رسوخ منهج الأزهر الوسطي

صدى البلدمنذ 19 ساعات
انطلقت فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية التاسع بالجامع الأزهر الشريف، مساء اليوم الأحد، والذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
وجاءت الندوة الافتتاحية تحت عنوان: «الوسطيّة والاعتدال صمّام الأمان المجتمعي»، وحاضر فيها الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة الإسلامية.
في كلمته، أكَّد فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الجامع الأزهر الشريف سيظل منارة علم وهداية، ومشكاة نور لا يخبو ضياؤها، فقد مضت عليه أكثر من ألف وخمسة وثمانين عامًا وهو عامرٌ بالذكر والصلاة والعلم، مشيرًا إلى حرص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على أن يظل الجامع الأزهر ملتقى للفكر الوسطي وميدانًا للعلماء والمربين والدعاة.
رئيس جامعة الأزهر: الإسلام جاء ليُحقّق التوازن في حياة الإنسان
وأوضح أن الإسلام دين وسطي معتدل، جاء ليُحقّق التوازن في حياة الإنسان، فلا يُغالي في الجانب الروحي على حساب المادي، ولا العكس، وقد قال الله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾.
وأشار إلى أن هذه الوسطية تتجلى في كل أوامر الدين، وأن الشريعة الإسلامية لا تفارقها صفة التيسير، كما في فرض الصلاة والزكاة والحج وغيرها من العبادات.
واستشهد فضيلته بحديث النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدينَ يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ، فسدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا ويسِّروا، واستعينُوا بالغَدوةِ والرَّوحةِ وشيءٍ من الدُّلجةِ»، مبينًا أن النبي ﷺ وجّه الأمة إلى السير في طريق العبادة والمعاملة برفق، وأن التشدد يؤدي إلى الانقطاع، بينما الاعتدال هو سبيل الثبات والاستمرار.
وتحدث الدكتور سلامة عن تجربة الأزهر الشريف في تعليم المذاهب الفقهية الأربعة، وما تمنحه هذه التجربة من سعة أفق وتيسير ورحمة، مؤكدًا أن اختلاف العلماء رحمة بالأمة، وأن هذا التنوع المذهبي المنضبط يُعزّز من رسوخ منهج الأزهر الوسطي الذي حافظ على بقائه وتجديده عبر العصور.
أمين مجمع البحوث الإسلامية: الوسطية في الإسلام ليست خيارًا فكريًّا بل هي انسجامٌ تامٌّ مع الفطرة
من جانبه، أكّد فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الوسطية في الإسلام ليست خيارًا فكريًّا أو اجتهادًا فلسفيًّا، بل هي انسجامٌ تامٌّ مع الفطرة الإنسانية التي جُبل الإنسان عليها، مشيرًا إلى أن التطرف يُقحم صاحبه إقحامًا في ما لا يناسب طبيعته، أما الاعتدال فهو الأصل والسجية.
وأوضح فضيلته، أن المنهج الإسلامي يجمع بين العنصرين الأساسيين في تكوين الإنسان: الروحية الراقية، والمادية المعتدلة، فلا يُغلب جانبًا على حساب الآخر، بل يُحقّق التوازن بينهما، كما قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾، مشيرًا إلى أن الغلو الروحي يؤدي إلى الرهبنة، والغلو المادي يقود إلى الانغماس في الشهوات، وكلاهما انحراف عن منهج الإسلام.
وتناول فضيلته مفهوم «الوسطية الشعورية» أو التوازن الوجداني، مشيرًا إلى تعامل النبي ﷺ مع شابٍ جاء يستأذنه في الزنا، وهو انحراف وجداني عاطفي، فخاطبه النبي ﷺ بحكمة ورحمة، وربط بين فطرته وإنسانيته، حتى رجع الشاب معتدلًا مستقيمًا، وقال له النبي ﷺ: «أترضاه لأمك؟... أترضاه لأختك؟...». ثم وضع يده على صدره ودعا له: «اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبَهُ، وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ».
وأشار فضيلته إلى أن الفكر إذا تطرف يمنةً أو يسرةً سقط، أما الاعتدال فهو الذي يُقيم الفكرة ويصون الإنسان، مشيرًا إلى أن «الرفق» هو عنوان الوسطية، وقد قال النبي ﷺ: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه».
وفي ختام الندوة، تحدّث فضيلة الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة الإسلامية، مؤكدًا أن الإسلام جاء بمنهج ربّاني متكامل، يصوغ الحياة وفق توجيهاته الأخلاقية، ويضع لها الإطار والضوابط التي تحميها من الانحراف، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾.
وأوضح فضيلته أن القيم الإسلامية ثابتة لا تخضع للأهواء أو المصالح كما هو الحال في القيم النسبية، مشيرًا إلى أن الأمة بحاجة دائمة لتذكيرها بهذه القيم حتى تستمر في بناء حضارتها المادية والمعنوية.
وقال فضيلته: «اختيار موضوع القيم الإسلامية ليكون محور الأسبوع الدعوي لم يكن وليد الصدفة، بل جاء لإعادة التأكيد على هذه المبادئ التي تُميّز بين السلوك المرغوب والمرفوض، وتهدي الإنسان نحو الطريق القويم»، لافتًا إلى أن أولى هذه القيم التي تناولتها الندوة هي الوسطيّة والاعتدال، لما لها من دور مركزي في إصلاح المجتمع.
ومن المقرر أن تتواصل فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية التاسع بالجامع الأزهر على مدى خمسة أيام، تتنوّع فيها المحاور التي تُطرَح خلال الندوات واللقاءات الفكرية التي يُحاضر فيها كِبار علماء الأزهر الشريف، لتشمل: أثر اليقين في تحقيق الأمن النفسي والمجتمعي، والأخوّة والإيثار كإحدى دعائم الاستقرار، والأمانة والمسؤولية في صيانة الحقوق، وحفظ الأوطان بوصفه مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضغوط الحلفاء و"الظرف التاريخي"... هل تصنّف واشنطن "الإخوان" إرهابيين؟
ضغوط الحلفاء و"الظرف التاريخي"... هل تصنّف واشنطن "الإخوان" إرهابيين؟

النهار

timeمنذ 11 ساعات

  • النهار

ضغوط الحلفاء و"الظرف التاريخي"... هل تصنّف واشنطن "الإخوان" إرهابيين؟

يرى محللون أن إدراج الولايات المتحدة "جماعة الإخوان المسلمين" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بات مرجحاً أكثر من أي وقت مضى. ورغم أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سعت سابقاً إلى ذلك خلال ولايته الأولى (2017-2021)، فإن عوامل ومستجدات عدة تُرجّح أن تتم هذه الخطوة هذه المرة. وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، مساء الجمعة، إلى أن الإدارة الأميركية "تحبذ" إدراج "الإخوان" على قائمة المنظمات الإرهابية. كما تُجرى حالياً مناقشات جادة في أروقة الكونغرس والإدارة الأميركية حيال إدراج الجماعة التي تأسست في القاهرة عام 1928. وينشط "الإخوان" في أكثر من 70 دولة، وتشكل الأيديولوجيا التي تتبناها الجماعة، بحسب خبراء تحدثوا في جلسة استماع بالكونغرس عام 2018، مصدراً لنشوء جماعات العنف الديني. وجاءت الجلسة، التي عقدتها لجنة فرعية متخصصة بالأمن القومي الأميركي، تحت عنوان "التهديد العالمي للإخوان المسلمين". ظرف تاريخي يقول الكاتب والصحافي محمد ماهر، المقيم في الولايات المتحدة، لـ"النهار"، إن "السناتور تيد كروز، ومجموعة من أعضاء الكونغرس، حاولوا أكثر من مرة سنّ تشريعات لإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب". ويضيف: "هناك موجات تصعد وتهبط في هذا الملف بين الحين والآخر، لكنني أعتقد أن الأمر هذه المرة مختلف، فهناك ظروف تاريخية قد تساعد على تمرير هذا القانون". ويشير إلى أن "وجود ترامب في السلطة، وسيطرة الجمهوريين على غالبية مقاعد مجلس النواب، إضافة إلى المزاج العام الرافض لتيارات الإسلام السياسي المتطرفة، أوجد زخماً بشأن هذا القانون". اختلافات حزبية يتفق الكاتب والمحلل السياسي عمرو حسين مع فكرة أن وجود الجمهوريين في السلطة سيكون له أثره، ويقول لـ"النهار": "ثمة اختلاف بين رؤية الجمهوريين والديموقراطيين؛ فالجمهوريون ينظرون إلى الجماعات الإسلامية على أنها خطرة، تقف وراء هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وضالعة في عمليات إرهابية عدة حول العالم". ويضيف: "أما الديموقراطيون، فيرون أن بعض هذه الجماعات قد يتولى السلطة ويخدم المصالح الأميركية". ورغم هذا الاختلاف، يعتقد حسين أن "القرار لا يزال مجرد طرح، لم يُترجم إلى واقع"، لافتاً إلى أنه "حتى في فرنسا، التي أصدرت تقريراً يحذر من خطر تلك التيارات، لم يُتخذ قرار حاسم، ويرجع ذلك إلى تغلغل تلك الجماعات في دوائر صنع القرار الغربية". ضغوط الحلفاء من جانبه، يرى الباحث في حركات الإسلام السياسي حسام الحداد أن من أبرز العوامل المرجحة لإدراج "الإخوان" على قائمة الإرهاب وجود ضغوط مستمرة من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وتحديداً مصر والسعودية والإمارات. و"الإخوان" مدرجون بالفعل على قوائم الإرهاب في الدول الثلاث، كما تشير تقارير إلى أنشطتهم التي تهدد الأمن القومي في دول أوروبية عدة، أبرزها فرنسا. ويضيف لـ"النهار": "الدول العربية الثلاث ترى في الإخوان تهديداً لاستقرارها السياسي، وتسعى الى دفع واشنطن لاتخاذ موقف مماثل، بما يعزز التنسيق الأمني الإقليمي". ويلفت إلى أن "القلق من النفوذ الأيديولوجي يتزايد في الأوساط الأميركية، خصوصاً بين الجمهوريين، إذ يعتبرون أن الإخوان يشكلون أرضية خصبة للتطرف عبر نشر أيديولوجيا الإسلام السياسي".

سلامة داود: التنوع المذهبي يُعزز من رسوخ منهج الأزهر الوسطي
سلامة داود: التنوع المذهبي يُعزز من رسوخ منهج الأزهر الوسطي

صدى البلد

timeمنذ 19 ساعات

  • صدى البلد

سلامة داود: التنوع المذهبي يُعزز من رسوخ منهج الأزهر الوسطي

انطلقت فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية التاسع بالجامع الأزهر الشريف، مساء اليوم الأحد، والذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية. وجاءت الندوة الافتتاحية تحت عنوان: «الوسطيّة والاعتدال صمّام الأمان المجتمعي»، وحاضر فيها الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة الإسلامية. في كلمته، أكَّد فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الجامع الأزهر الشريف سيظل منارة علم وهداية، ومشكاة نور لا يخبو ضياؤها، فقد مضت عليه أكثر من ألف وخمسة وثمانين عامًا وهو عامرٌ بالذكر والصلاة والعلم، مشيرًا إلى حرص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على أن يظل الجامع الأزهر ملتقى للفكر الوسطي وميدانًا للعلماء والمربين والدعاة. رئيس جامعة الأزهر: الإسلام جاء ليُحقّق التوازن في حياة الإنسان وأوضح أن الإسلام دين وسطي معتدل، جاء ليُحقّق التوازن في حياة الإنسان، فلا يُغالي في الجانب الروحي على حساب المادي، ولا العكس، وقد قال الله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾. وأشار إلى أن هذه الوسطية تتجلى في كل أوامر الدين، وأن الشريعة الإسلامية لا تفارقها صفة التيسير، كما في فرض الصلاة والزكاة والحج وغيرها من العبادات. واستشهد فضيلته بحديث النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدينَ يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ، فسدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا ويسِّروا، واستعينُوا بالغَدوةِ والرَّوحةِ وشيءٍ من الدُّلجةِ»، مبينًا أن النبي ﷺ وجّه الأمة إلى السير في طريق العبادة والمعاملة برفق، وأن التشدد يؤدي إلى الانقطاع، بينما الاعتدال هو سبيل الثبات والاستمرار. وتحدث الدكتور سلامة عن تجربة الأزهر الشريف في تعليم المذاهب الفقهية الأربعة، وما تمنحه هذه التجربة من سعة أفق وتيسير ورحمة، مؤكدًا أن اختلاف العلماء رحمة بالأمة، وأن هذا التنوع المذهبي المنضبط يُعزّز من رسوخ منهج الأزهر الوسطي الذي حافظ على بقائه وتجديده عبر العصور. أمين مجمع البحوث الإسلامية: الوسطية في الإسلام ليست خيارًا فكريًّا بل هي انسجامٌ تامٌّ مع الفطرة من جانبه، أكّد فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الوسطية في الإسلام ليست خيارًا فكريًّا أو اجتهادًا فلسفيًّا، بل هي انسجامٌ تامٌّ مع الفطرة الإنسانية التي جُبل الإنسان عليها، مشيرًا إلى أن التطرف يُقحم صاحبه إقحامًا في ما لا يناسب طبيعته، أما الاعتدال فهو الأصل والسجية. وأوضح فضيلته، أن المنهج الإسلامي يجمع بين العنصرين الأساسيين في تكوين الإنسان: الروحية الراقية، والمادية المعتدلة، فلا يُغلب جانبًا على حساب الآخر، بل يُحقّق التوازن بينهما، كما قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾، مشيرًا إلى أن الغلو الروحي يؤدي إلى الرهبنة، والغلو المادي يقود إلى الانغماس في الشهوات، وكلاهما انحراف عن منهج الإسلام. وتناول فضيلته مفهوم «الوسطية الشعورية» أو التوازن الوجداني، مشيرًا إلى تعامل النبي ﷺ مع شابٍ جاء يستأذنه في الزنا، وهو انحراف وجداني عاطفي، فخاطبه النبي ﷺ بحكمة ورحمة، وربط بين فطرته وإنسانيته، حتى رجع الشاب معتدلًا مستقيمًا، وقال له النبي ﷺ: «أترضاه لأمك؟... أترضاه لأختك؟...». ثم وضع يده على صدره ودعا له: «اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبَهُ، وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ». وأشار فضيلته إلى أن الفكر إذا تطرف يمنةً أو يسرةً سقط، أما الاعتدال فهو الذي يُقيم الفكرة ويصون الإنسان، مشيرًا إلى أن «الرفق» هو عنوان الوسطية، وقد قال النبي ﷺ: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه». وفي ختام الندوة، تحدّث فضيلة الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة الإسلامية، مؤكدًا أن الإسلام جاء بمنهج ربّاني متكامل، يصوغ الحياة وفق توجيهاته الأخلاقية، ويضع لها الإطار والضوابط التي تحميها من الانحراف، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾. وأوضح فضيلته أن القيم الإسلامية ثابتة لا تخضع للأهواء أو المصالح كما هو الحال في القيم النسبية، مشيرًا إلى أن الأمة بحاجة دائمة لتذكيرها بهذه القيم حتى تستمر في بناء حضارتها المادية والمعنوية. وقال فضيلته: «اختيار موضوع القيم الإسلامية ليكون محور الأسبوع الدعوي لم يكن وليد الصدفة، بل جاء لإعادة التأكيد على هذه المبادئ التي تُميّز بين السلوك المرغوب والمرفوض، وتهدي الإنسان نحو الطريق القويم»، لافتًا إلى أن أولى هذه القيم التي تناولتها الندوة هي الوسطيّة والاعتدال، لما لها من دور مركزي في إصلاح المجتمع. ومن المقرر أن تتواصل فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية التاسع بالجامع الأزهر على مدى خمسة أيام، تتنوّع فيها المحاور التي تُطرَح خلال الندوات واللقاءات الفكرية التي يُحاضر فيها كِبار علماء الأزهر الشريف، لتشمل: أثر اليقين في تحقيق الأمن النفسي والمجتمعي، والأخوّة والإيثار كإحدى دعائم الاستقرار، والأمانة والمسؤولية في صيانة الحقوق، وحفظ الأوطان بوصفه مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية.

شيخ الأزهر يدعو لإحياء ثقافة القراءة وإعادة نشر كنوز الإصدارات الإسلامية
شيخ الأزهر يدعو لإحياء ثقافة القراءة وإعادة نشر كنوز الإصدارات الإسلامية

صدى البلد

timeمنذ 19 ساعات

  • صدى البلد

شيخ الأزهر يدعو لإحياء ثقافة القراءة وإعادة نشر كنوز الإصدارات الإسلامية

استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمقر مشيخة الأزهر، الدكتورة كريمة سامي، رئيس المركز القومي للترجمة، والوفد المرافق لها، بحضور الدكتور خالد عبد اللطيف، المدير التنفيذي لمركز الأزهر للترجمة؛ حيث ناقش الجانبان سُبل تعزيز التعاون المشترك. شيخ الأزهر: تربينا على علاقة وثيقة بالقراءة ونحن في المرحلة الثانوية وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر، ضرورة العمل على إحياء حب القراءة لدى الشباب، قائلًا: "حينما كنا طلابًا في المرحلة الثانوية، كان يَطالعنا كل أسبوعين كتاب جديد من إصدارات وزارة الثقافة والإرشاد، فتربينا – بجانب الدراسة النظامية – على علاقة وثيقة بقراءة الكتب العربية والمترجمة، "كنوابغ الفكر الغربي" و"المكتبة الثقافية" و"مجلة الرسالة" وغيرها من الإصدارات. وأشار فضيلته إلى أهمية ترجمة الإصدارات الإسلامية التي تعرف بوسطيَّة الإسلام ومنهجه الصحيح، مؤكدًا أن المكتبة الإسلامية تزخر بالعديد من الكتب والكنوز الثقافية التي ترجمت لعدة لغات وتستحق إعادة طباعتها ونشرها مرة أخرى؛ ككتاب الشيخ شلتوت شيخ الأزهر الأسبق "الإسلام عقيدة وشريعة" الذي ترجمه الأزهر لـ7 لغات لأهميته ولما يحويه من كنوز معرفية بين دفتيه. من جانبها، أعربت الدكتورة كريمة سامي، عن سعادتها بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وتقديرها لجهود فضيلته في نشر ثقافة التسامح والتعايش، مشيدةً بمستوى التعاون بين المركز القومي للترجمة ومركز الأزهر للترجمة، وتفعيل بروتوكول التعاون الموقع بينهما، الذي يشمل: تبادل الإصدارات والنشر المشترك، وعقد ندوات ومؤتمرات مشتركة، وإصدار مجلة متخصِّصة في الترجمة، بالإضافة إلى الترجمة من العربية إلى لغات أوروبية وآسيوية وإفريقية، والتعاون في تطوير مناهج تدريس الترجمة وتبادل المدربين، وتشجيع البحوث العلمية المشتركة في هذا المجال. شيخ الأزهر يستقبل وزير التربية والتعليم وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، استقبل اليوم الإثنين، بمشيخة الأزهر، محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني؛ لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك. ورحَّب شيخ الأزهر بـ وزير التربية والتعليم، معربًا عن تقدير مؤسسة الأزهر لتوجُّه الوزارة في الاهتمام بتدريس مادتي التربية الدينية واللغة العربية وإعادتهما إلى مكانتهما الصحيحة في قائمة المقررات الدراسية؛ نظرًا لما تحمله هذه المواد من ترسيخ الاعتزاز بالهويَّة العربية في نفوس النشء والتلاميذ، ومن ضرورة غرس القيم الدينية والأخلاقية من خلال مناهج التعليم. وأكَّد فضيلته، أن الأزهر الشريف يُولي اهتمامًا بالغًا بالمعلم، وباستعادة قدسيَّة المدرسة الحكومية واحترامها في المجتمع كما كانت سابقًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store