الهاشميون .. أئمة النهضة ورموز الاستقلال
نحتفل في الخامس والعشرين من آيار في كل عام بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، التي تعد مناسبة عظيمة تبعث في القلوب الفخر والاعتزاز.
هذا اليوم التاريخي، الذي شهد ولادة دولة ذات سيادة بعد عقود من الاستعمار، يمثل نقطة تحوّل أساسية في مسيرة المملكة الأردنية الهاشمية نحو النماء والتطور والازدهار، حيث نستذكر ما بذله الآباء والأجداد في سبيل الحفاظ على عزة الوطن وكرامته.
في هذه المناسبة العظيمة، نقف عند دلالات ومعاني الاستقلال، وما ارتبط به من تجسيد لإرادة شعب عظيم في بناء مستقبل مشرق، شهد تطورا متسارعا طال جميع جوانب الحياة في المملكة.
يعد الاستقلال لحظة انطلاق حقيقية نحو التطور والبناء، حيث شهدت المملكة تطوراً هائلًا في مجالات متعددة. فقد بدأ الأردن، منذ إعلان استقلاله، مسيرة طويلة من الإصلاحات الاقتصادية والتعليمية والسياسية، مرسخاً بذلك أسس دولة حديثة تواكب تطورات العصر.
وفي مجال التعليم، أصبحت المملكة مركزًا للتعليم العالي في المنطقة، حيث تسعى جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية إلى تخريج كوادر علمية مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل العالمي.
اقتصاديًا، بدأ الأردن رحلة بناء اقتصاده من نقطة انطلاق ضعيفة، ليصبح اليوم واحدًا من أكثر الاقتصادات تنوعًا في المنطقة، محققًا تقدمًا كبيرًا في مجال التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال. كما أن المملكة أصبحت محط أنظار العالم في جذب الاستثمارات بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به الوطن.
لقد كان للأسرة الهاشمية، منذ اللحظة الأولى لإعلان استقلال المملكة، الدور البارز في تعزيز مكانة الأردن ودفع عجلة تقدمه. فمنذ أن أسس الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه المملكة، حملت الراية الهاشمية نهضة الوطن إلى آفاقٍ بعيدة، حيث وضع اللبنات الأولى في بناء الدولة الحديثة. ثم جاء الملك طلال - رحمه الله - ليستكمل مسيرة التنمية والتحديث من خلال العمل على تطوير النظام الدستوري وترسيخ العدالة الاجتماعية.
لكن المسيرة الحقيقية للنهضة شهدت ذروتها في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الذي قاد البلاد بحنكة وقيادة حكيمة وسط أحداث إقليمية متغيرة.
وفي العهد الزاهر لجلالة الملك عبدالله الثاني، استمر الأردن في تحقيق الإنجازات وتوجيه بوصلته نحو المستقبل، مع تعزيز الاستقرار الداخلي وتطوير قدرات المملكة في شتى المجالات.
لقد كانت الإنجازات في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني شاهدة على استمرار إرث بناء الدولة، وحافظت على الاستقلال والكرامة في ظل التحديات الإقليمية.
لقد كان للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية دور محوري في ضمان استقرار المملكة وحمايتها من التحديات الداخلية والخارجية. وفي ظل التهديدات المستمرة التي يواجهها الأردن، من محاولات التسلل عبر الحدود الشمالية والشرقية، وأعمال تهريب المخدرات، كان الجيش الأردني والأجهزة الأمنية خير السد المنيع في مواجهة هذه التحديات. لقد أثبتت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية احترافيتها وكفاءتها العالية في إجهاض العديد من محاولات العبث بأمن الوطن، وصد محاولات الإرهاب والفكر المتطرف التي تهدد أمننا واستقرارنا.
إن ما يميز جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية هو إخلاصهم وتفانيهم في أداء واجبهم، وهم الذين يظلّون يقظين في حماية الوطن، يعملون في صمت وتضحية، دون أي التفات للضغوطات أو التهديدات.
ومع حلول عيد الاستقلال التاسع والسبعين، يعم الوطن بأسره فرحة كبيرة تعكس عمق الانتماء وصدق الولاء لقائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ولولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
وفي هذا اليوم المبارك، نرفع أكف الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يحفظ وطننا الغالي، ويعيده علينا أعواماً مديدة، من الرخاء والاستقرار والازدهار، تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
كما نؤكد ولاءنا التام لقائد مسيرتنا الذي قادها بحكمة وعزيمة نحو الأمام، محافظًا على هوية الوطن ومكانته في العالم.
ورغم جميع الإنجازات التي حققها الأردن منذ الاستقلال وحتى اليوم، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه المملكة على الصعيدين الأمني والاقتصادي. وتأتي هذه التحديات في وقت يشهد فيه الإقليم تحولات كبيرة، تفرض على الأردنيين، كل في مجاله، مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الاستقرار الوطني وتعزيز التقدم الذي تحقق في مختلف المجالات.
نحن جميعًا مطالبون بمواصلة السير على درب الإصرار والجد، وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على هذه المنجزات.
إن الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتعزيز اقتصادنا الوطني، ودعم مؤسساتنا التعليمية والتكنولوجية، هو السبيل الوحيد لضمان استدامة النهضة الأردنية التي تحققت على مر السنين.
في هذه المناسبة الوطنية، علينا أن نعبّر عن فرحتنا من خلال تجسيد القيم الوطنية في حياتنا اليومية. علينا أن نُظهر حبنا لوطننا في جميع المحافل، وأن نُعلي من قيم المحبة والتضامن بين أبناء الشعب الأردني.
يجب أن نُعبّر عن فرحتنا من خلال العطاء والعمل الجاد، والمساهمة في بناء وطننا في جميع المجالات. ولنعلم أن الاحتفال بعيد الاستقلال ليس مجرد مناسبة عابرة في التقويم، بل هو فرصة لتجديد العهد بالعمل والتفاني من أجل أردنٍ أفضل، ينعم فيه كل فرد بالأمان والاستقرار.
في هذا اليوم العظيم، نُجدد عهدنا للوطن ولقيادته الهاشمية التي لا تدخر جهدًا في سبيل مصلحة شعبها. ونحن على أعتاب تحديات جديدة، فإن الأردن، كما كان دومًا، سيبقى منارةً للخير والسلام، بفضل حكمة قيادته، ووفاء شعبه.
عاش الأردن عزيزًا، ودام الاستقلال، ودام علمنا الأردني مرفوعا، ودامت راية الهاشمية مرفوعة في سماء الوطن.
* أكاديمي ومحامي ومستشار قانوني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 18 دقائق
- أخبارنا
ماجد القرعان يكتب: تهنئة الملك بالإستقلال .. ورهط المتكسبين
أخبارنا : كتب ماجد القرعان : بهذه العبارة التي تنم عن صدق محبة سيدنا ابو حسين لشعبه الوفي " أبناء وبنات شعبي الوفي الأصيل " بدأ جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين كلمته المتلفزة مهنئا ابناء وبنات الإسرة الأردنية بعيد الإستقلال المجيد. في كلمته القصيرة حيا جلالته ابناء شعبه على امتداد وطننا العزيز مستخدما ابسط المفردات المعبرة عن أهمية المناسبة الخالدة بالنسبة للاردن الأغلى الذي وكما قال جلالته نفخر بماضيه العريق، وتقدمه المستمر، ونتطلع لمستقبله الواعد المشرق بعون ﷲ. . وزاد متفائلا المستقبل الذي نصنعه معا، بإرادتنا وعزيمتنا، وتبنيه سواعدنا، ليواصل الأردن مسيرة التقدم والتحديث، آمنا مستقرا، ترعاه عناية الرحمن، وتحرسه زنود بواسل جيشنا العربي المصطفوي، وأجهزتنا الأمنية. ويكفينا في هذا المقام ما بدا من سعادة وافتخار واعتزاز على محيا جلالته وهو يتحدث لأبناء وبنات شعبه بالمناسبة العزيزة على قلوبنا جميعنا مهنئا الأردنيون وهو يحتفلون بالعيد التاسع والسبعين لاستقلال المملكة . من يتابع المشهد اليوم وعلى امتداد وطننا العزيز يلمس أهمية المناسبة الخالدة حيث البهجة والسعادة والإحتفالات المعبرة التي عمت في كافة مناطق المملكة بريفها وحضرها وباديتها ومدنها وقراها فالاستقلال ليس مجرد التحرر من الإستعمار بكافة اشكاله بل هو قصة شعب اصر على بناء دولة ذات سيادة وما كان ذلك ليتحقق دون تضحيات ووجود قيادة قادرة على قيادة المسيرة فكان ذلك التعاضد الصادق بين اجدادنا وملوك بنو هاشم بدءا من الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى صانع دستورنا الملك طلال فالملك الباني الحسين رحمهم الله ، وصولًا إلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه . المؤسف في احتفالاتنا الوطنية ان بيننا رهط من المتكسبين واصحاب الإجندات الخاصة والمزاجية وهم بالمجمل من شاءت الأقدار ان يكونوا في مواقع صنع القرار فلا يهمهم سوى كراسيهم ومكاسبهم الذين يصنفون ابناء الوطن حسب امزجتهم ولاءاً وانتماءً . وصلتني اتصالات من شخصيات وطنية مشهود لهم وامناء عامون في عدد من الأحزاب المرخصة ومن قادة مجتمعات يحتجون على استثنائهم من دعوات حضور الإحتفالات الوطنية الرئيسية وتحديدا التي يتم تنظيمها من قبل المكلفون بذلك في الديوان الملكي العامر ( بيت الأردنيين ) وفي رئاسة الوزراء فيما يتم دعوة محاسيب واقرباء محسوبين عليهم مع احترامي الشخصي للجميع فكلهم ابناء وطن . من جهتي فان التمييز غير المبرر والمزاجية في التعامل مع الأردنيين لا يتوقف عند الدعوة لحضور الإحتفالات الوطنية بل ايضا في الدعوة لحضور لقاءات مع جلالة الملك وسمو ولي عهد الأمين ومنها ما يخص قطاع الصحفيين وكنت قد تناولت ذلك في مقالات سابقة حيث التركيز في اغلب الدعوات على عدد بعينهم مع الإحترام للجميع واقصاء مقصود لحملة الأقلام الوطنية . مثل هذا التمييز والتصنيف مرفوض وغير مستساغ أو مقبول بل ان مخرجات هكذا تصرفات لا تسر صديق أو عدو ومن شأنها ان تدفع البعض الى التعبير بصور واشكال تهددد سلامة المجتمع الأردني في هذا الوقت العصيب الذي نمر به وسط اقليم ملتهب وتحديات دولية . للتذكر فقط وأخذ العظة اتسائل أين اصبح من تركوا كراسيهم تقاعدا أو اقالة ممن كانوا يصنفون الأردنيين ولاء وانتماء المعاناة تشتد وتزداد يوما بعد يوم من تصرفات بعض المسؤولين قصيري النظر وممن يتم اعادة تدويرهم بين المناصب لعوامل الواسطة والشللية وهم في اغلبهم الذين لم يتركوا بصمة خيرة في أي من المواقع التي ( تبغددوا فيها ) اقول لهم كفاكم عهرا يا من تعبثون بالوطن


أخبارنا
منذ 19 دقائق
- أخبارنا
د. حازم قشوع يكتب : رسالة الشعب الأردني في الإستقلال !
أخبارنا : د. حازم قشوع : خرج الشعب الأردني في يوم الاستقلال عن بكرة أبيه، وفق تعبيرات تخللتها مسيرات ورفع للإعلام ليس من أجل تأكيد ولائه لقيادته، لأن ولائه راسخ كرسوخ رسالة المجد الذى تحملها رايته الهاشمية الممتدة منذ فجر التاريخ، وليس من أجل بيان انتماءه فانتمائه لا يقبل التشكيك أو التأويل، لكنه خرج عبر هذه المسيرات حاملا رسالة مفادها يقول كلنا خلف مسيرة جلالة الملك القائد وولي عهده الأمين كلنا أبو الحسين كلنا للاردن. مؤكدا بذلك على صدق ولائه للقيادة الهاشمية و رافضا كل الدعوات التى تحاول ثنيه عن المضى بسياسته تجاه قضيته المركزية التي ستبقى معنونة تجاه القدس وأقصاها و ستبقى تسمو لإحقاق العدالة لقضية الحق الفلسطينية، و ستبقى تعمل من أجل رفع الظلم والمعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لهجمة وحشية غير انسانية كما سيبقى يعمل من اجل فرض القانون الدولي وسيادته بهدف حفظ أمان المنطقة واستقرار شعوبها، ولن يثنى الأردن عن مواصلة صدق عطائه صوت مارق من هنا أو هاتف مشكك قادم من هناك، لان شيلة الأردن ابيض كما تاريخه ناصع البياض. ان الشعب الأردني وهو يرسل رسالة بيعه لمسيرته المظفرة التي يحملها الملك القائد وفق تعبيرات شعبية في يوم الإستقلال، إنما يرسلها من وحى اداركه للظروف السياسية المحيطة وما يواكبها من تبدلات جيوسياسية عميقة، فالأردن قادر للدفاع عن سيرته ومسيرته كما هو قادر للدفاع عن مواقفه وسياساته بفضل حالة الالتفاف الشعبى مع قيادته التي أرادت أن تجسدها مسيراته الشعبية فى يوم الاستقلال، وهي تطوف كل المحافظات حاملة راية الوطن في يوم استقلاله. ولقد كانت إطلالة جلالة الملك في يوم الإستقلال بيان مميز لما احتوته من رسالة توجيهية ومضامين اعتزاز بقدراتنا الوطنية لبالغ الأثر فى نفوس الشعب الأردني الذي خرج من أجل إعلاء راية الوطن، كما كان لرسالة ولى العهد وقعا خيرا فى نفوس نشامى الأردن وهو ما جعل الشعب الأردني يخرج بمسيرات موحده صفا واحدا برسالة مفادها لن يخترقنا الا الهواء النقى وستبقى مسيرتنا الديموقراطية تشكل قبس منيرة في سماء العروبة تنيرها راية الآباء والحرية وهى المصانه بفضل من الله وبفضل قيادتنا الهاشمية وجيشنا العربي ومؤسساتنا الأمنية التى نفخر ونعتز بها، وهما يشكلان الاساس في حماية الوطن والحفاظ على منجزاته و التي نتكئ عليها فى صون مسيرة منجزاتنا وحماية مكتسباتنا، التى نراها تتعاظم في كل يوم فى كل مشتملات مسيرتنا التنموية وحياة الأمان التى ننعم فيها فى بناء نهجنا في الديمقراطية التعددية. ان الشعب الأردني الذى خرج فى يوم الإستقلال رافعا اعلام الوطن بهذه التعبيرات العفوية، إنما أراد أن يقول للملك القائد في بيعة الإستقلال "لن نكون إلا معك"، لعظيم مواقفك الصادقه ولبيان مسيرتك الراسخة التى شكلت "إعجازا يحقق إنجاز"، وهى تحول كل منعطف يفرض على المنطقة الى منطلق قويم يسجل فى سجلات الوطن ومنجزاته، وهذا ما جعل من الشعب الأردني في يوم إستقلاله ينشد انشوده رسالة الأردن أردن الرسالة.


الوكيل
منذ 22 دقائق
- الوكيل
الأردنية للطيران تهنئ جلالة الملك وولي العهد والشعب...
الوكيل الإخباري- تتقدم شركة الأردنية للطيران بأسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وإلى أبناء الشعب الأردني كافة، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية. سائلين الله العلي القدير أن يديم على الوطن الغالي نعمة الأمن والاستقرار، وأن يبقى الأردن شامخاً بقيادته الهاشمية الحكيمة اضافة اعلان