
قسوة بنى إسرائيل وصمود الغزاويين
يصف ربنا سبحانه وتعالى بنى إسرائيل (دون غيرهم) بالقسوة فى موضعين من كتابه الكريم، هما: «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» (البقرة: 74). والثانى : «فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَاتَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ».(المائدة: 13) وتجلت هذه القسوة المفرطة غير المسبوقة تاريخيا فيما ارتكبوه من إبادة جماعية وتجويع وتعطيش ونزوح متكرر فى حق أهل غزة. فذكر مكتب الإعلام الحكومى فى غزة أن أكثر من 61 ألف شخص راحوا ضحية حرب الإبادة الإسرائيلية فى القطاع (47 ألفا و487 وصلوا إلى المستشفيات فى حين بقى 14 ألفا و222 مفقودا تحت الركام أو بالطرقات)، وبلغ عدد الجرحى 111 ألفا و588 مصابا. وان عدد من اعتقلهم الاحتلال زاد على 6 آلاف معتقل يتعرضون لأبشع أشكال التنكيل و التعذيب واستشهد منهم العشرات، فى حين طال النزوح القسرى أكثر من مليونى إنسان بعضهم نُزح لأكثر من 25 مرة فى ظروف معدومة الخدمات.هذا فى جانب البشر أما جنس الحجر من مساكن عامة وخاصةً شاملة المستشفيات والجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية فقد دمرت عن آخرها مما دفع مكتب الإعلام الحكومى إلى إعلان قطاع غزة منطقة منكوبة. على الجانب الآخر أكد الغزاويون صمودهم وتمسكهم بوطنهم إلى أبعد مدى والولع والالتصاق بأرضهم على حالتها وقسوتها تدميرا وتجويعا وتعطيشا وبردا أدهشت العالم أجمع وتصدرت فيديوهات وصور مسيرات عودة جحافل السكان مشيا على الأقدام لركام بيوتهم والوقوف على أطلالها فاق كل التوقعات والتكهنات. إن هذه المشاهد التى أَطلقت عليها الميديا «مشاهد القرن» لكفيلة وحدها لخرس ألسنة المنادين بالتهجير. وهنا لا يفوتنا أن نذكًر بالآية القرآنية الكريمة التى تقص علينا رد بنى إسرائيل على نبيهم سيدنا موسى حين طالبهم بالرحيل معه إلى أرض فلسطين المقدسة «قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ» (المائدة: 22)
د. على خلف
أستاذ متفرغ بجامعة أسيوط

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الكنانة
منذ 2 أيام
- الكنانة
هَلِ الْبَشَرُ أَحَقُّ بِالْعِبَادَةِ مِنَ اللَّهِ بِقَلَمِ البَاحثَةِ فاطمة اسكيف
هَلِ الْبَشَرُ أَحَقُّ بِالْعِبَادَةِ مِنَ اللَّهِ؟ فِي زَمَنٍ كَثُرَ فِيهِ الْمُتَكَلِّمُونَ بِاسْمِ الدِّينِ، وَتَعَدَّدَتْ فِيهِ الْمَرَاجِعُ، وَتَضَخَّمَتْ فِيهِ سُلْطَاتُ الْبَشَرِ، نَرَى ظَاهِرَةً خَطِيرَةً تَتَمَثَّلُ فِي إِضْفَاءِ قَدَاسَةٍ مُطْلَقَةٍ عَلَى أَشْخَاصٍ بِعَيْنِهِمْ (رِجَالُ الْدِيْن) ، فَيُمْنَحُونَ حَقَّ الْفَتْوَى وَالتَّشْرِيعِ، وَكَأَنَّهُمْ وُكَلَاءُ حَصْرِيُّونَ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ. وَهُنَا يَبْرُزُ سُؤَالٌ جَوْهَرِيٌّ: هَلْ أَصْبَحَ الْبَشَرُ أَحَقَّ بِالْعِبَادَةِ مِنَ اللَّهِ؟ فَحِينَ نُقِرُّ بِأَنَّ بَعْضَ النَّاسِ هُمُ 'الْأَعْلَمُ'، ثُمَّ نُسَلِّمُ لَهُمْ حَقَّ الْتَفْسِيرِ ، وَتَحْدِيدِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَفَرْضِ الْوِصَايَةِ عَلَى عُقُولِ الْآخَرِينَ، فَإِنَّنَا نَنْتَقِلُ مِنَ الْإِيمَانِ بِوَحْيِ اللَّهِ، إِلَى الْخُضُوعِ لِفَهْمِ الْإِنْسَانِ. وَهَذَا فِي جَوْهَرِهِ انْحِرَافٌ عَنِ التَّوْحِيدِ ، فالْعَقْلُ أَسَاسُ الدِّينِ، لَا نَقِيضَهُ ، ولَقَدْ خُوطِبَ الْإِنْسَانُ فِي الْقُرْآنِ بِعَقْلِهِ، وَقُدِّمَتْ لَهُ الْبَرَاهِينُ، لَا الْأَوَامِرَ الْعَمْيَاءَ ، فَاللَّهُ سُبْحَاْنَهُ لَمْ يَطْلُبْ مِنْ عِبَادِهِ تَعْطِيلَ عُقُولِهِمْ وَ إِتِّبَاْعِ عِبَاْدٍ آخَرِين ، بَلْ اسْتَعْمَلَ أَلْفَاظًا مِثْلَ: 'أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟' 'أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ؟' 'أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ؟' وَهَذِهِ إِشَارَاتٌ تُؤَكِّدُ أَنَّ الدِّينَ الْحَقَّ لَا يَتَنَافَى مَعَ الْعَقْلِ، بَلْ يَقُومُ عَلَيْهِ. أَمَّا حِينَ يُجْعَلُ لِفِئَةٍ مِنَ النَّاسِ سُلْطَةٌ تَفْسِيرِيَّةٌ لَا تُنَاقَشُ، وَيُقَدَّمُ قَوْلُهُمْ عَلَى نُصُوصِ الْوَحْيِ، فَإِنَّنَا نَقَعُ فِي فَخِّ تَأْلِيهِ الْبَشَرِ مِنْ حَيْثُ لَا نَشْعُرُ. فَالَّذِينَ يُقَدِّمُونَ فَتْوَى فُلَانٍ عَلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، أَوْ يُعَطِّلُونَ فَهْمَهُمْ لِأَنَّ 'الْعَالِمَ قَالَ'، فَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ كَمَا يَنْبَغِي، بَلْ يَعْبُدُونَ صُورَةً بَشَرِيَّةً. فَالْعِبَادَةُ لَيْسَتْ إِلَّا خُضُوعًا خَالِصًا لِلَّهِ فِي التَّلَقِّي، وَفِي الْقَبُولِ، وَفِي الِاتِّبَاعِ، وَكُلُّ خُضُوعٍ لِغَيْرِ اللَّهِ بِغَيْرِ دَلِيلٍ مِنَ اللَّهِ، هُوَ صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ الْانْحِرَافِ الْعَقَائِدِيِّ، مَهْمَا تَجَمَّلَ بِلِبَاسِ التَّقْوَى. خِتَامًا، إِنَّ الِاعْتِرَافَ بِأَنَّ الْإِنْسَانَ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، وَأَنَّ الْفَهْمَ الْبَشَرِيَّ نِسْبِيٌّ، فَهَذَا هُوَ أَوَّلُ الطَّرِيقِ نَحْوَ تَصْحِيحِ عِلَاقَتِنَا بِدينِ الله . الشَّرْعُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالْحَاكِمِيَّةُ لَهُ وَحْدَهُ، وَ الْتَحْرِيْمُ لَهُ وَحْدَهُ ، وَالْعَقْلُ هِبَةٌ إِلَهِيَّةٌ لِفَهْمِ دِينِهِ، لَا لِتَقْدِيسِ غَيْرِهِ، وَلَا لِإِبْطَالِ كَلَامِهِ بِرِوَايَاتٍ عَنْعَنِيَّةٍ .


فيتو
منذ 4 أيام
- فيتو
'عمود رئيسي للعالم العربي'، عمرو موسى يوجه رسالة بشأن العلاقة بين مصر والسعودية
أكد عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن العلاقة بين مصر والسعودية "عمود رئيسي" للعالم العربي، داعيا إلى دعم مسيرة هذه العلاقة التي "يُراد كسرها". العلاقة المتينة بين السعودية ومصر عمود رئيسي للعالم العربي وكتب عمرو موسى عبر صفحته على "إكس"، تويتر سابقا: "العلاقة المتينة بين المملكة العربية السعودية ومصر عمود رئيسي للعالم العربي يراد كسره حاليا". لا تعرضوها لعلماء التشكيك والوقيعة وتابع: "علينا جميعا أن نرعى هذه العلاقة وندعم مسيرتها. لا تعرضوها لعلماء التشكيك والوقيعة ولا يجب ان نقع في شباكهم ولنجعل السوشيال ميديا منطلقا إيجابيًا لخدمة المستقبل العربي وليس العكس". موسى يدعو العرب إلى عدم التورط في تبادل تعليقات عنيفة وكتب عمرو موسى قبل ذلك رسالة للشباب العربي جاء فيها: "أهيب بالشباب العربي بل بكل العرب الواعين ألا يتورط أحد في تبادل تعليقات (عنيفة!) علي السوشيال ميديا مبنية على العنعنة والقراءات الخاطئة بل الخبيثة لمقالات أو تعليقات هنا أو هناك بشأن الأحداث والتطورات الجارية في العالم العربي وحول قضاياه". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


مصراوي
منذ 6 أيام
- مصراوي
عمرو موسى: العلاقات المصرية الأمريكية قد تشهد تحسنًا.. وغياب القادة عن قمة بغداد يثير الدهشة
أكد عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدول الخليج، وخاصة السعودية، تضمنت مصالح مشتركة ووعودًا باستثمارات كبيرة من هذه الدول في الولايات المتحدة. خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الحكاية" على قناة MBC مصر، أوضح موسى أن هذه الجولة جاءت في ظل ظروف إقليمية مضطربة اقتصاديًا وسياسيًا، وتضمنت أيضًا مباحثات حول الوضع الإقليمي، مما يثير اهتمام مصر. ولفت عمرو موسى إلى أن هذه الزيارة تزامنت مع تسريبات في وسائل الإعلام حول خطط لتهجير الفلسطينيين إلى ليبيا، مما يستدعي عناية الأطراف الإقليمية المعنية، مؤكدًا أن هناك عصرًا جديدًا يتشكل في المنطقة، مما يستدعي التعامل بحذر ويقظة. وعن العلاقات المصرية الأمريكية، أشار موسى إلى وجود توترات، لكنه توقع أن قمة محتملة بين الرئيس السيسي وترامب، قد تعقد على هامش افتتاح المتحف المصري الكبير أو خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، قد تساهم في تذويب هذه التوترات. وأعرب الدكتور عمرو موسى عن دهشته من غياب أغلب القادة العرب عن القمة العربية في بغداد، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وزيارة ترامب الأخيرة، مشددًا على أهمية حضور قادة دول مثل السعودية والإمارات وقطر، لإطلاع الرأي العام العربي على ما تم مناقشته مع الرئيس الأمريكي. وانتقد عمرو موسى تشتت الرأي العربي، معتبرًا أنه يضعف دور جامعة الدول العربية في مواجهة التحديات الإقليمية.