
قنبلة بوزن حافلة.. «GBU-57/B» تضرب المنشآت النووية الإيرانية
تُعد القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات، أحد أقوى الأسلحة التقليدية التي طورتها الولايات المتحدة لاستهداف المنشآت العسكرية المحصنة والمدفونة عميقًا تحت الأرض، مثل المنشآت النووية الإيرانية.
وأحدث ظهور لهذه القنبلة على ساحة الحروب كان فجر اليوم الأحد، عندما استخدمتها الولايات المتحدة لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
تزن هذه القنبلة حوالي 13,600 كيلوغرام (30,000 رطل) ويبلغ طولها نحو 6.2 أمتار (20.5 قدمًا)، وهي مصنوعة من سبيكة فولاذية عالية الكثافة تسمح لها باختراق ما يصل إلى 60 مترًا (200 قدم) من الصخور أو الخرسانة المسلحة قبل أن تنفجر، بحسب موقع "سايننتفك أمريكان".
القنبلة الخارقة: ما هي GBU-57/B؟
الرمز "GBU" يعني "وحدة قنبلة موجهة" (Guided Bomb Unit)، وهي قنابل ذكية تُوجّه بدقة إلى أهدافها. أما الرقم 57، فيشير إلى ترتيب التصميم ضمن هذه الفئة. أما الحرف "B"، فيُشير إلى الإصدار أو التعديل في سلسلة النماذج.
بعد غزو العراق عام 2003، وجدت البحوث العسكرية أن النماذج القديمة من قنابل الاختراق لم تتمكن من الوصول إلى أعماق كافية، وكان المطلوب سلاحًا فائقًا — قادرًا على اختراق التحصينات، مع احترام ما يُعرف بـ"الخط الأحمر النووي"، وهو إجماع دولي على عدم استخدام الأسلحة النووية لتجنّب العواقب الإشعاعية والتصعيد العالمي والعزلة الدبلوماسية.
فكانت الإجابة GBU-57/B التي تُعرف أيضًا باسم القنبلة الخارقة للتحصينات الثقيلة. ووفقًا لبيان القوات الجوية الأمريكية، فهي "نظام سلاح مصمّم لتنفيذ مهمة معقدة وصعبة تتمثل في الوصول إلى أسلحة دمار شامل داخل منشآت شديدة التحصين وتدميرها".
تصميم القنبلة وآلية عملها
تحتوي قنبلة BU-57 على متفجرات عالية الأداء، بوزن إجمالي يصل إلى 2,423 كيلوغرام (5,342 رطل). هذه المتفجرات مصممة للانفجار بشكل متحكم فيه داخل المساحات المحصنة، مما يزيد من فعالية التدمير داخل المنشآت تحت الأرض.
تمتاز القنبلة بنظام توجيه دقيق يجمع بين الملاحة بالقصور الذاتي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS/INS)، مما يمكنها من إصابة أهدافها بدقة تصل إلى أمتار قليلة.
عندما تُلقى القنبلة من ارتفاع 50,000 قدم (الحد الأقصى لطيران قاذفة الشبح B-2 Spirit)، تستخدم القنبلة زعانف ذكية لتوجيه نفسها بدقة. ورغم أن سرعة الاصطدام مصنّفة كـ"سرية"، إلا أنها تُقدّر بأنها تتجاوز سرعة الصوت (767 ميل/ساعة).
هذه السرعة تُولّد طاقة حركية هائلة تتراوح بين 800 و900 ميغا غول - أي ما يعادل تقريبًا طاقة طائرة بوينغ 747-400 تزن 285 طنًا تهبط بسرعة 170 ميل/ساعة. ولكن في حالة القنبلة، تُركّز هذه الطاقة في مساحة صغيرة جدًّا.
وفقًا لتقرير صادر عن "خدمة البحوث في الكونغرس" عام 2012، فإن القنبلة يمكن أن تخترق ما يصل إلى 200 قدم من الخرسانة أو الصخور ذات الكثافة العالية (5,000 رطل لكل بوصة مربعة، أي ما يعادل صلابة جسور السيارات أو مواقف السيارات متعددة الطوابق). وبعد ذلك، تنفجر شحنتها المتفجرة البالغة 5,300 رطل.
تاريخ التطوير والدخول إلى الخدمة
بدأ تطوير القنبلة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية برنامجًا لتصميم سلاح قادر على اختراق المنشآت العميقة المحصنة، خاصة بعد أن كانت الأسلحة النووية تُعتبر الخيار الوحيد لاختراق هذه المواقع، وهو ما كان غير مرغوب فيه لأسباب سياسية.
تولت شركة بوينج مهمة تصنيع القنبلة، وأجريت أولى تجارب إسقاطها في 2008، مع استمرار الاختبارات حتى 2017 في صحراء نيو مكسيكو.
دخلت GBU-57 الخدمة الفعلية في عام 2011، وهي تُستخدم حاليًا فقط من قبل قاذفات الشبح الأمريكية B-2 Spirit، التي يمكنها حمل قنبلتين من هذا النوع. كما يُخطط لدمجها في قاذفات الجيل الجديد B-21 Raider مستقبلاً.
الاستخدامات والقدرات القتالية
تُعتبر هذه القنبلة متخصصة في استهداف المنشآت العميقة مثل منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، التي تقع تحت جبل وتتمتع بتحصينات شديدة. ويُعتقد أن تدمير منشآت بهذا المستوى من التحصين يتطلب استخدام عدة قنابل من طراز GBU-57، حيث قد يحتاج الأمر إلى ست قنابل لكل منشأة لضمان اختراقها وتدميرها بشكل كامل.
aXA6IDQ1LjM4LjgwLjY3IA==
جزيرة ام اند امز
US

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 19 ساعات
- البوابة
لماذا لم تظهر مستويات إشعاعية عالية بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية؟.. الوكيل يجيب
أثار الهجوم الأمريكي الأخير على منشآت إيران النووية الكثير من التساؤلات حول مدى الخطورة الإشعاعية التي كان من الممكن أن تنتج عن هذا الاستهداف العسكري، خاصة مع عدم رصد مستويات إشعاعية مرتفعة بعد الضربة. في هذا السياق أوضح الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق عبر صفحة التواصل الاجتماعي أهمية التصميم العميق لبعض المنشآت النووية مثل فوردو ونطنز، ودور العمق في الحد من المخاطر البيئية المحتملة. وفيما يلي تفصيل مختصر لأسباب غياب الإشعاع المرتفع عقب الضربة، ولماذا ساهمت البُنى العميقة لهذه المنشآت في تقليل الخطر وهل وجود المواد النووية علي أعماق كبيرة داخل فوردو بصفة خاصة ونطنز قلل المخاطر؟ رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق يجيب باختصار نعم ، قائلا وجود المواد النووية على أعماق كبيرة داخل منشأتي فوردو ونطنز يساهم بشكل كبير في تقليل المخاطر الإشعاعية في حال تعرض المنشآت لهجوم عسكري وذلك في حالة استمرار وجودها وعدم نقلها لمكان اخر. اولا: لماذا العمق يحمي من المخاطر الإشعاعية؟ امتصاص الطاقة الانفجارية: المنشآت العميقة تكون محمية بطبقات سميكة من الصخور والخرسانة، مما يخفف من تأثير الموجات الانفجارية ويقلل احتمالية تدمير الحاويات أو المواد النووية الحساسة. احتواء التسربات: في حال حدوث تلف جزئي أو تسرب محدود فإن العمق يعمل كـ"حاجز طبيعي" يمنع المواد المشعة من الوصول السريع للسطح أو للبيئة المحيطة. صعوبة الاستهداف الكامل: حتى القنابل المخصصة لاختراق التحصينات مثل GBU‑57 تحتاج إلى دقة عالية، وقد لا تصل إلى قلب المنشأة مما يُبقي بعض المواد في مأمن. ثانيًا: طبيعة منشأتي فوردو ونطنز منشأة فوردو علي عمق حوالي 80–90 متر تحت الجبل وتستخدم لتخصيب اليورانيوم حتى 60% و مشأة نطنز حوالي 8–10 أمتار تحت الأرض (تحت سقف خرساني مسلح) ويحتوي علي أجهزة طرد مركزي من الجيل الحديث فوردو تتمتع بأقوى مستوى تحصين، بُنيت داخل جبل اما نطنز فهي أقل تحصينًا من فوردو لكن لا تزال تحت مستوى الأرض، ما يمنحها بعض الحماية. ثالثًا: هل العمق يمنع التسرب تمامًا؟ بالطبع لا ولكنه يقلل الاحتمالية والخطورة بحيث انه إذا دُمرت الأجهزة داخل المنشأة يمكن أن تحدث تسريبات محصورة داخليًا كما أن الخطر الإشعاعي البيئي يظل منخفضًا طالما لم يحدث دمار شامل لأنظمة التهوية والتخزين. رابعًا: أثر العمق على انتشار الإشعاع للدول المجاورة العمق يجعل من غير المحتمل أن: تنتقل مواد مشعة مع الغبار أو الانفجارات إلى خارج إيران. يتأثر الغلاف الجوي على نطاق إقليمي، ما لم يحدث انفجار هائل أو حريق في سطح المنشأة. ختاما .. العمق يعمل كحاجز طبيعي يقلل بشكل كبير المخاطر الإشعاعية وهو ما حما إيران والمنطقة المحيطة بشكل كبير حتي الان ...ذلك بالطبع حال كانت هذه المواد النووية ما زالت موجودة في تلك الأماكن ولم تنقل لأماكن اخري.


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
قنبلة بوزن حافلة.. «GBU-57/B» تضرب المنشآت النووية الإيرانية
تُعد القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات، أحد أقوى الأسلحة التقليدية التي طورتها الولايات المتحدة لاستهداف المنشآت العسكرية المحصنة والمدفونة عميقًا تحت الأرض، مثل المنشآت النووية الإيرانية. وأحدث ظهور لهذه القنبلة على ساحة الحروب كان فجر اليوم الأحد، عندما استخدمتها الولايات المتحدة لضرب المنشآت النووية الإيرانية. تزن هذه القنبلة حوالي 13,600 كيلوغرام (30,000 رطل) ويبلغ طولها نحو 6.2 أمتار (20.5 قدمًا)، وهي مصنوعة من سبيكة فولاذية عالية الكثافة تسمح لها باختراق ما يصل إلى 60 مترًا (200 قدم) من الصخور أو الخرسانة المسلحة قبل أن تنفجر، بحسب موقع "سايننتفك أمريكان". القنبلة الخارقة: ما هي GBU-57/B؟ الرمز "GBU" يعني "وحدة قنبلة موجهة" (Guided Bomb Unit)، وهي قنابل ذكية تُوجّه بدقة إلى أهدافها. أما الرقم 57، فيشير إلى ترتيب التصميم ضمن هذه الفئة. أما الحرف "B"، فيُشير إلى الإصدار أو التعديل في سلسلة النماذج. بعد غزو العراق عام 2003، وجدت البحوث العسكرية أن النماذج القديمة من قنابل الاختراق لم تتمكن من الوصول إلى أعماق كافية، وكان المطلوب سلاحًا فائقًا — قادرًا على اختراق التحصينات، مع احترام ما يُعرف بـ"الخط الأحمر النووي"، وهو إجماع دولي على عدم استخدام الأسلحة النووية لتجنّب العواقب الإشعاعية والتصعيد العالمي والعزلة الدبلوماسية. فكانت الإجابة GBU-57/B التي تُعرف أيضًا باسم القنبلة الخارقة للتحصينات الثقيلة. ووفقًا لبيان القوات الجوية الأمريكية، فهي "نظام سلاح مصمّم لتنفيذ مهمة معقدة وصعبة تتمثل في الوصول إلى أسلحة دمار شامل داخل منشآت شديدة التحصين وتدميرها". تصميم القنبلة وآلية عملها تحتوي قنبلة BU-57 على متفجرات عالية الأداء، بوزن إجمالي يصل إلى 2,423 كيلوغرام (5,342 رطل). هذه المتفجرات مصممة للانفجار بشكل متحكم فيه داخل المساحات المحصنة، مما يزيد من فعالية التدمير داخل المنشآت تحت الأرض. تمتاز القنبلة بنظام توجيه دقيق يجمع بين الملاحة بالقصور الذاتي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS/INS)، مما يمكنها من إصابة أهدافها بدقة تصل إلى أمتار قليلة. عندما تُلقى القنبلة من ارتفاع 50,000 قدم (الحد الأقصى لطيران قاذفة الشبح B-2 Spirit)، تستخدم القنبلة زعانف ذكية لتوجيه نفسها بدقة. ورغم أن سرعة الاصطدام مصنّفة كـ"سرية"، إلا أنها تُقدّر بأنها تتجاوز سرعة الصوت (767 ميل/ساعة). هذه السرعة تُولّد طاقة حركية هائلة تتراوح بين 800 و900 ميغا غول - أي ما يعادل تقريبًا طاقة طائرة بوينغ 747-400 تزن 285 طنًا تهبط بسرعة 170 ميل/ساعة. ولكن في حالة القنبلة، تُركّز هذه الطاقة في مساحة صغيرة جدًّا. وفقًا لتقرير صادر عن "خدمة البحوث في الكونغرس" عام 2012، فإن القنبلة يمكن أن تخترق ما يصل إلى 200 قدم من الخرسانة أو الصخور ذات الكثافة العالية (5,000 رطل لكل بوصة مربعة، أي ما يعادل صلابة جسور السيارات أو مواقف السيارات متعددة الطوابق). وبعد ذلك، تنفجر شحنتها المتفجرة البالغة 5,300 رطل. تاريخ التطوير والدخول إلى الخدمة بدأ تطوير القنبلة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية برنامجًا لتصميم سلاح قادر على اختراق المنشآت العميقة المحصنة، خاصة بعد أن كانت الأسلحة النووية تُعتبر الخيار الوحيد لاختراق هذه المواقع، وهو ما كان غير مرغوب فيه لأسباب سياسية. تولت شركة بوينج مهمة تصنيع القنبلة، وأجريت أولى تجارب إسقاطها في 2008، مع استمرار الاختبارات حتى 2017 في صحراء نيو مكسيكو. دخلت GBU-57 الخدمة الفعلية في عام 2011، وهي تُستخدم حاليًا فقط من قبل قاذفات الشبح الأمريكية B-2 Spirit، التي يمكنها حمل قنبلتين من هذا النوع. كما يُخطط لدمجها في قاذفات الجيل الجديد B-21 Raider مستقبلاً. الاستخدامات والقدرات القتالية تُعتبر هذه القنبلة متخصصة في استهداف المنشآت العميقة مثل منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، التي تقع تحت جبل وتتمتع بتحصينات شديدة. ويُعتقد أن تدمير منشآت بهذا المستوى من التحصين يتطلب استخدام عدة قنابل من طراز GBU-57، حيث قد يحتاج الأمر إلى ست قنابل لكل منشأة لضمان اختراقها وتدميرها بشكل كامل. aXA6IDQ1LjM4LjgwLjY3IA== جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
٢٩-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
معادن نادرة وهيمنة ناعمة.. الغرب في سباق لفك قبضة الصين
مع إحكام الصين قبضتها على الإمدادات العالمية من المعادن الرئيسية، يعمل الغرب على تقليل اعتماده على المعادن الأرضية النادرة الصينية. ويشمل ذلك إيجاد مصادر بديلة للمعادن الأرضية النادرة، وتطوير تقنيات لتقليل الاعتماد عليها، واستعادة المخزونات الحالية من خلال إعادة تدوير المنتجات التي شارفت على انتهاء صلاحيتها. وصرحت شركة أليكس بارتنرز الاستشارية لشبكة سي إن بي سي، "لا يُمكن تصنيع سيارة حديثة بدون معادن أرضية نادرة"، مشيرةً إلى كيف أصبحت الشركات الصينية تهيمن على سلسلة توريد هذه المعادن. وفي سبتمبر/أيلول 2024، استثمرت وزارة الدفاع الأمريكية 4.2 مليون دولار في شركة "أملاح المعادن الأرضية النادرة"، وهي شركة ناشئة تهدف إلى استخراج الأكاسيد من المنتجات المحلية المُعاد تدويرها مثل مصابيح الفلورسنت. كما استثمرت شركة تويوتا اليابانية في تقنيات لتقليل استخدام العناصر الأرضية النادرة. ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، سيطرت الصين على 69% من إنتاج مناجم المعادن الأرضية النادرة في عام 2024، وما يقرب من نصف احتياطيات العالم. ويقدر المحللون من شركة أليكس بارتنرز أن السيارة الكهربائية النموذجية ذات المحرك الواحد والتي تعمل بالبطارية تتضمن حوالي 550 غرامًا (1.21 رطل) من المكونات التي تحتوي على معادن نادرة، على عكس السيارات التي تعمل بالبنزين، والتي تستخدم 140 غرامًغا فقط من المعادن النادرة، أو حوالي 5 أونصات. وأكثر من نصف سيارات الركاب الجديدة المباعة في الصين تعمل بالبطاريات فقط أو بالوقود الهجين، على عكس الولايات المتحدة، حيث لا تزال تعمل في الغالب بالبنزين. وصرح كريستوفر إكليستون، المدير واستراتيجي التعدين في شركة هالغارتن وشركاه، "مع تباطؤ إقبال السيارات الكهربائية (في الولايات المتحدة) وتراجع الالتزامات بالتحول من محركات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية مستقبلًا، تتراجع الحاجة إلى استبدال المواد الصينية في السيارات الكهربائية". وقال، "قريبًا جدًا، سيكون الجيل الأول من السيارات الكهربائية جاهزا لإعادة التدوير، مما سيخلق مخزونًا من المواد الصينية السابقة التي ستكون تحت سيطرة الغرب". ووفقًا لشركة كوكس أوتوموتيف، لم تتجاوز نسبة مبيعات السيارات الكهربائية 7.5% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة في الربع الأول من هذا العام، وهي زيادة طفيفة عن العام الماضي. وأشارت الشركة إلى أن حوالي ثلثي السيارات الكهربائية المباعة في الولايات المتحدة العام الماضي جُمعت محليًا، إلا أن المصنعين لا يزالون يعتمدون على الواردات لتوفير قطع الغيار. وستُفاقم الحرب التجارية الدائرة حاليًا مع الصين، المورد الرئيسي عالميًا لمواد بطاريات السيارات الكهربائية، من اختلال السوق بشكل أكبر. دورة المعادن النادرة في صناعة السيارات ومن أصل 1.7 كيلوغرام (3.74 رطل) من المكونات التي تحتوي على معادن نادرة والموجودة في سيارة كهربائية عادية أحادية المحرك تعمل بالبطارية، يبلغ صافي المعادن النادرة داخل هذه المكونات 550 غرامًا (1.2 رطل) في كل سيارة من هذا النوع. وتُستخدم كمية مماثلة تقريبًا، أي 510 غرامات، في السيارات الهجينة التي تعمل ببطاريات ليثيوم أيون. في أوائل أبريل/نيسان، أعلنت الصين ضوابط تصدير على 7 معادن أرضية نادرة، وشملت هذه القيود التربيوم، الذي يُستخدم 9 غرامات منه عادةً في السيارات الكهربائية أحادية المحرك، وفقًا لبيانات أليكس بارتنرز. ووفقًا للبيانات، لا يُستخدم أيٌّ من المعادن الأرضية النادرة الستة الأخرى المستهدفة ضمن هذه القائمة بشكل كبير في السيارات. لكن قائمة أبريل/نيسان ليست الوحيدة، فهناك قائمة صينية منفصلة لضوابط المعادن، دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر/أيلول، تُقيّد صادرات السيريوم، الذي يُستخدم 50 غرامًا منه في المتوسط في السيارات الكهربائية أحادية المحرك، وفقًا لأليكس بارتنرز. وتعني هذه الضوابط أن الشركات الصينية التي تتعامل مع هذه المعادن يجب أن تحصل على موافقة حكومية لبيعها في الخارج. وقد أفادت صحيفة كايكسين، وهي وكالة أنباء أعمال صينية، في 15 مايو/أيار، بعد أيام قليلة من الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أن ثلاث شركات صينية رائدة في مجال مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة قد حصلت على تراخيص تصدير من وزارة التجارة لشحنها إلى أمريكا الشمالية وأوروبا. وما يُثير قلق الشركات الدولية هو ندرة البدائل المتاحة للصين للحصول على المعادن الأرضية النادرة، وقد تستغرق المناجم سنوات للحصول على موافقة التشغيل، كما أن إنشاء مصانع المعالجة يتطلب وقتًا وخبرة. وصرحت وكالة الطاقة الدولية في بيان لها، "تسيطر الصين اليوم على أكثر من 90% من إمدادات المعادن المكررة عالميًا لعناصر الأرض النادرة المغناطيسية الأربعة (Nd، Pr، Dy، Tb)، والتي تُستخدم في صناعة المغناطيسات الدائمة لمحركات السيارات الكهربائية"، وتشير هذه الرموز إلى النيوديميوم والبراسيوديميوم والديسبروسيوم والتربيوم. بالنسبة لبطاريات "هيدريد النيكل" المعدني الأقل استخدامًا في السيارات الهجينة، تصل كمية المعادن النادرة بها إلى 4.45 كيلوغرام، أي ما يقارب 10 أرطال، وفقًا لشركة AlixPartners، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى أن هذا النوع من البطاريات يستخدم 3.5 كيلوغرام من اللانثانوم. ويقول هنري ساندرسون، الخبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدفاع والأمن، "أُقدّر أن حوالي 70% من المعادن التي تزيد عن 200 كيلوغرام في السيارات الكهربائية تمر عبر الصين، لكن الكمية تختلف باختلاف السيارة والشركة المصنعة. من الصعب تحديد رقم دقيق". لماذا لن تكون عملية إعادة التدوير كافية؟ وبرغم الكميات المتاحة من المعادن النادرة في الأنواع المختلفة من السيارات الكهربائية، يبقى هناك حدود لإعادة التدوير، فهي لا تزال عملية صعبة، وتستهلك طاقة كبيرة، وتستغرق وقتًا طويلاً. وحتى مع تباطؤ الاعتماد على السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، تُستخدم المعادن بكميات أكبر بكثير في الدفاع. وعلى سبيل المثال، تحتوي طائرة F-35 المقاتلة على أكثر من 900 رطل من المعادن الأرضية النادرة، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن العاصمة. وقيود الصين على المعادن الأرضية النادرة، لا تشمل فقط القائمةَ التي حظيت بمتابعة دقيقة من الغرب، والتي صدرت في 4 أبريل/نيسان. فخلال العامين الماضيين، عززت الصين سيطرتها على فئة أوسع من المعادن تُعرف بالمعادن الحرجة. وفي صيف عام 2023، أعلنت الصين أنها ستقيد صادرات الغاليوم والجرمانيوم، وكلاهما يُستخدم في صناعة الرقائق. وبعد عام تقريبًا، أعلنت عن قيود على الأنتيمون، المستخدم لتقوية معادن أخرى، وهو مكون أساسي في الرصاص وإنتاج الأسلحة النووية وبطاريات الرصاص الحمضية. وفي أكتوبر/تشرين الأول، أصدر مجلس الدولة، أعلى هيئة تنفيذية في البلاد، سياسةً شاملةً لتعزيز ضوابط الصادرات، بما في ذلك المعادن، التي قد تكون ذات استخدام مزدوج، أو تُستخدم لأغراض عسكرية ومدنية. aXA6IDgyLjIzLjIxNy4xMTcg جزيرة ام اند امز CH