
الهند والجنوب العالمي.. شراكات متكافئة
أكدت زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هذا الشهر إلى دول في أفريقيا وأميركا اللاتينية سعي الهند إلى تعميق روابطها مع دول الجنوب العالمي. وشملت الجولة خمس دول هي غانا وترينيداد وتوباجو والأرجنتين والبرازيل وناميبيا، بهدف تحقيق توازن بين علاقاتها مع الغرب والجنوب العالمي. كما أبرزت الزيارة سعي الهند إلى التواصل مع دول الجنوب العالمي، في الوقت نفسه الذي تواصل فيه انتهاج سياسة «الاستقلال الاستراتيجي» - أي عدم الانضمام إلى أي معسكر عالمي، والحفاظ على علاقات طيبة مع الجميع.
في نامبيا، وصف رئيس الوزراء الهندي البلد بأنه «شريك قيّم وجدير بالثقة» لنيودلهي، مؤكداً أن الصداقة بين البلدين «صمدت أمام اختبارات الزمن». كما ألقى مودي كلمة في الجلسة المشتركة لبرلمان نامبيا، مذكّراً بالدعم التاريخي الذي قدّمه مناضلو الاستقلال الهنود لكفاح نامبيا من أجل الحرية حتى قبل استقلال الهند. وكانت الهند من أوائل الدول التي أثارت قضية استقلال ناميبيا في الأمم المتحدة عام 1946. وتناول مودي قضية كثيراً ما تبرزها الهند، فقال إنّ على أفريقيا ألا تكون مجرد مصدر للمواد الخام والمعادن، بل ينبغي أن تكون رائدة في خلق القيمة وتحقيق النمو المستدام.
وشدّد على أنّ الهند لا تريد فقط المواد الخام من ناميبيا، بل تسعى إلى المساهمة في بنائها والتعاون معها. وقد وقعت الهند ونامبيا أربع اتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات عدة، من بينها الطاقة والرعاية الصحية، كما وقّعت ناميبيا اتفاق ترخيص لاعتماد تقنية «واجهة المدفوعات الموحّدة» (UPI) الهندية.
وكانت المحطة الثانية لرحلته غانا، حيث وقع الجانبان أربع مذكرات تفاهم في مجالات الثقافة والصحة وتوحيد المقاييس والحوار المؤسسي. والأهم من ذلك المباحثات بين مودي والرئيس «جون ماهاما» حول تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدوائية، مع التركيز على رفع القدرة الإنتاجية للقاحات في غانا. وترغب أكرا في أن يؤسّس رواد الأعمال الهنود وحدات تصنيع للأدوية واللقاحات، وهو مجال تمتلك فيه الهند خبرات متقدمة. وهذه أول زيارة لرئيس وزراء هندي إلى غانا منذ ثلاثين عاماً، ما يؤكد حرص نيودلهي على تعميق روابطها مع أفريقيا وعلى إقامة شراكات متكافئة معها مع تقديم خبراتها في مجالي الدواء والرقمنة.
وقد أبرزت زيارات مودي للدول الخمس انخراط الهند الفعلي مع دول الجنوب العالمي - وهو مصطلح يشير إلى مجموعة من البلدان الواقعة أساساً في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وخلال جولته، زار مودي أيضاً الأرجنتين والبرازيل ضمن مساعيه لتعزيز التواصل مع أميركا اللاتينية. وكانت زيارة الأرجنتين أول زيارة لرئيس وزراء هندي منذ 57 عاماً.
وفي ظل حالة عدم اليقين التي خلّفها تبادل الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، طلب مودي دعم الأرجنتين لتوسيع اتفاق التجارة التفضيلية مع تكتل «ميركوسور» ليشمل الهند. و«ميركوسور» هي كتلة تجارية في أميركا الجنوبية تضم الأرجنتين والبرازيل وباراجواي وأوروغواي وبوليفيا.
وتسعى الهند إلى عقد اتفاقات تجارة حرّة مع عدد من الدول لتنويع سلاسل التوريد وخلق بدائل في ظل الاضطرابات التجارية. كما بحث مودي مع الرئيس الأرجنتيني «خافيير ميلي» إمكانية تعزيز التعاون في قطاعات الطاقة والمعادن الاستراتيجية، مؤكداً أن الأرجنتين يمكن أن تكون شريكاً موثوقاً لتلبية احتياجات الهند المتنامية من الطاقة والصناعة. تسعى الهند إلى تأمين المعادن الحرجة من الأرجنتين وتشيلي وأستراليا إلى جانب بعض الدول الأفريقية، وقد توفر كازاخستان، الواقعة في آسيا الوسطى، هذه المعادن الأساسية والضرورية للهند.
وتبحث الهند أيضاً عن مصادر بديلة للمعادن الأساسية بالتوازي مع إطلاق «مهمة المعادن الأساسية» لتعزيز الاستهلاك المحلي. وتشمل مجالات التعاون بين الهند والأرجنتين حالياً التجارة والدفاع والعلوم والتقنية والتعاون الفضائي. كما استغل مودي وجوده في البرازيل لحضور قمة «بريكس» لمواصلة الانفتاح الهندي على أميركا اللاتينية. واتفقت الهند والبرازيل خلال زيارته على وضع خريطة طريق استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر خلال العقد المقبل حول خمس ركائز أساسية.
وشملت هذه الركائز الخمس الدفاع والأمن، والأمن الغذائي والتغذوي، والتحول في مجال الطاقة وتغير المناخ، والتحول الرقمي والتقنيات الناشئة والشراكات الصناعية في المجالات الاستراتيجية.. ووصف مودي الرئيس لولا دا سيلفا بأنه «المهندس الرئيسي للشراكة الاستراتيجية بين الهند والبرازيل»، مشيراً إلى أنّ البلدين عملا دائماً بانسجام في القضايا العالمية، ومؤكداً أن شراكتهما ذات أهمية خاصة للجنوب العالمي.
وتتطلع الهند إلى رفع حجم التجارة مع البرازيل ليصل إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. لقد أبرزت جولة رئيس الوزراء الهندي في أميركا اللاتينية وأفريقيا، في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي الراهن، التزام الهند المتزايد تجاه الجنوب العالمي، وأوضحت أن نيودلهي لا تعتزم الاكتفاء بالانخراط، بل ستبحث أيضاً عن سبل لتعزيز التعاون مع القارتين.
*رئيس مركز الدراسات الإسلامية - نيودلهي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
إسرائيل بين التطبيع والحرب: قراءة في المشروع الإقليمي الجديد
إسرائيل بين التطبيع والحرب: قراءة في المشروع الإقليمي الجديد في ظل التطورات الأخيرة بالشرق الأوسط، تبرز إسرائيل كطرف مركزي في رسم خريطة المنطقة الجديدة. فمنذ توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية قبل عامين، بدا أن مسار التطبيع العربي مع الدولة العبرية يسير بخطى ثابتة، مدعوماً بدعم أميركي وأوروبي واضح. لكن عند التمعن في المشهد بشكل أعمق، نكتشف أن هناك تناقضاً صارخاً بين خطاب السلام الذي تروج له الدبلوماسية الإسرائيلية، والممارسات على الأرض التي لا تزال تعتمد على القوة العسكرية والاستيطان. لقد شد انتباهي ما كتبه الدكتور رياض قهوجي في جريدة «النهار» عن هذا الموضوع، حيث قدم قراءة دقيقة للمشهد الإسرائيلي المعقد. فبعد دراسة متأنية لتحليله، وإجراء بحث موسع في السياسات الإسرائيلية والمواقف الإقليمية، توصلت إلى أن إسرائيل تمارس سياسة مزدوجة بامتياز، فهي من ناحية توقع اتفاقات سلام مع دول عربية، وتتحدث عن فرص اقتصادية وتنموية كبيرة، ومن ناحية أخرى تواصل عملياتها العسكرية في غزة، وتوسع مستوطناتها في الضفة الغربية، وتشن غارات في لبنان وسوريا. الواقع يشير إلى أن إسرائيل تتعامل مع التطبيع كأداة لتحقيق مكاسب استراتيجية، دون أن تقدم تنازلات حقيقية في الجانب السياسي. فبينما تفتح سفاراتها في بعض العواصم العربية، وتوقع عقوداً تجارية كبيرة، نراها ترفض أي حديث عن حل الدولتين، وتواصل بناء المستوطنات، وتشن حروباً متقطعة على جبهات متعددة. هذا التناقض يطرح سؤالاً جوهرياً: هل إسرائيل جادة في البحث عن السلام، أم أنها تستخدم التطبيع كغطاء لتعزيز هيمنتها الإقليمية؟ وإذا أمعنا النظر في السياسة الإسرائيلية الداخلية، نجد أن هناك معادلة صعبة تواجه صناع القرار في تل أبيب. فمن جهة، هناك ضغوط دولية متزايدة نحو السلام، ومن جهة أخرى هناك واقع سياسي معقد حيث تحكم إسرائيل أكثر حكومة يمينية في تاريخها. هذه الحكومة التي تضم متشددين دينيين وقوميين ترفض أي حديث عن تنازلات جغرافية أو سياسية للفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، فإن الشارع الإسرائيلي، وإن كان يؤيد الأمن والاستقرار، إلا أنه يبدو منقسماً حول مدى الاستعداد للتضحية من أجل السلام الحقيقي. الموقف الأميركي والأوروبي يزيد من تعقيد المشهد. فالولايات المتحدة، رغم حديثها عن حل الدولتين، تواصل دعمها غير المشروط لإسرائيل، وتتغاضى عن انتهاكاتها للقانون الدولي. أما أوروبا، فموقفها أقل وضوحاً، حيث تتراوح بين انتقادات خجولة للاحتلال ودعم اقتصادي لإسرائيل في بعض الأحيان. هذا الموقف الغربي المتناقض يضعف أي ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل لتغيير سياستها. وفي الخلفية، تبقى الولايات المتحدة اللاعب الدولي الأكثر تأثيراً في هذا الملف. لكن السياسة الأميركية تبدو متناقضة هي الأخرى. فبينما تدعو إدارات أميركية متعاقبة إلى حل الدولتين، نراها تستخدم الفيتو لحماية إسرائيل في الأمم المتحدة، وتواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي دون شروط حقيقية. هذا الموقف المتناقض يضعف أي ضغوط جدية على إسرائيل لتغيير نهجها. على الجانب العربي، نجد أن الدول الموقعة على التطبيع تبرر خطوتها بالفوائد الاقتصادية والأمنية، لكنها تواجه معضلة حقيقية. فالشعوب العربية لا تزال ترفض التطبيع دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وإسرائيل لا تقدم ضمانات كافية بأن هذا التطبيع سيؤدي إلى تحسين أوضاع الفلسطينيين. كما أن الاعتماد الكبير على الضمانات الأميركية قد يكون مخاطرة في ظل تقلب السياسات الدولية. أما على الصعيد الإقليمي، فإن التغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة تطرح أسئلة مصيرية. فبينما تتراجع أولوية القضية الفلسطينية في جدول أعمال بعض الدول العربية لصالح قضايا أخرى مثل التنمية الاقتصادية والمواجهة مع إيران، فإن هذا لا يعني أن الشعوب العربية قد نسيت القضية أو تقبلت الوضع القائم. وقد رأينا كيف أن أي تصعيد في القدس أو غزة يمكن أن يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ويهدد بإحراج الحكومات العربية التي سارعت إلى التطبيع. في المحصلة النهائية، يبدو أن إسرائيل تمضي في مشروع يعتمد على تحقيق انتصارات تكتيكية، مثل التطبيع مع بعض العرب والضربات العسكرية ضد خصومها، لكنه يفتقر إلى رؤية استراتيجية للسلام الدائم. فغياب العدالة لن ينتج إلا صراعات جديدة، والتطبيع من دون حل سياسي عادل سيبقى هشاً وقابلاً للانهيار عند أول أزمة. إن المنطقة تقف اليوم عند مفترق طرق حاسم. فإما أن يتحول التطبيع إلى جسر حقيقي لحل الصراع عبر ضمان حقوق الفلسطينيين، وإما أن يبقى مجرد أداة لإطالة أمد الهيمنة الإسرائيلية، مما سيؤدي حتماً إلى انفجارات جديدة. التاريخ يعلمنا أن السلام الحقيقي لا يبنى على التطبيع الاقتصادي فقط، بل على العدالة السياسية أولاً. والسؤال الذي ينتظر إجابة الآن هو: هل ستختار إسرائيل طريق السلام الحقيقي القائم على العدل والمساواة، أم ستستمر في سياسة القوة التي لم تنجح في الماضي، ولن تنجح في المستقبل؟ *لواء ركن طيار متقاعد


العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
هدن غزة «لا تكفي».. بريطانيا وألمانيا تطلبان المزيد
تم تحديثه الأحد 2025/7/27 07:41 م بتوقيت أبوظبي "ليست كافية". هكذا قيمت لندن وبرلين قرارات الحكومة الإسرائيلية بشأن غزة، وطالباها بالمزيد. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن قرار إسرائيل وقف العمليات العسكرية لمدة 10 ساعات يوميا في أنحاء من غزة والسماح بفتح مسارات آمنة للمساعدات "لا يكفيان لتخفيف المعاناة في القطاع". بيان بريطانيا وأضاف لامي في بيان أن إعلان إسرائيل "ضروري ولكنه طال انتظاره"، مشيرا إلى أنه يجب الآن تسريع وصول المساعدات بشكل عاجل خلال الساعات والأيام المقبلة. وتابع البيان "هذا الإعلان وحده لا يكفي لتخفيف احتياجات من يعانون بشدة في غزة. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار ينهي الحرب ويطلق سراح الرهائن ويدخل المساعدات إلى غزة برا دون عوائق". مكالمة ميرتس من جهته، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي إلى ايصال المساعدات الانسانية "بشكل عاجل للغاية" إلى "السكان المدنيين المتضورين جوعا" في غزة. وقال ميرتس في بيان "المساعدات يجب أن تصل إلى السكان المدنيين بسرعة وأمان وبكميات كافية". وأعرب المستشار الألماني لنتنياهو عن "قلقه البالغ" إزاء الوضع الإنساني "الكارثي" في غزة، بحسب البيان. وأضاف "يجب أن تلي الإجراءات التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية تدابير جديدة وملموسة بشكل سريع". إصرار نتنياهو وأعلن الجيش الإسرائيلي تعليقا جزئيا ومؤقتا للأعمال العسكرية لأغراض إنسانية في 3 مناطق بقطاع غزة، تشهد اكتظاظا بالسكان. وحدد ممرات إنسانية سُمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية، كما استؤنف إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو. لكن نتنياهو تعهد بمواصلة القتال في قطاع غزة "حتى تحقيق النصر الكامل". وقال نتنياهو "سنواصل القتال والعمليات حتى نحقق جميع أهدافنا في الحرب.. حتى النصر الكامل". وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أكد أن استئناف عمليات الإنزال الجوي للمساعدات يمثل استجابة "غير فاعلة" للكارثة الإنسانية المستمرة. وكتب لازاريني على منصة "إكس": "لن تنهي عمليات الإسقاط من الجو خطر المجاعة المتفاقم. إنها مكلفة وغير فاعلة ويمكن حتى أن تقتل مدنيين يتضورون جوعا". وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة. aXA6IDE0Ny4xMzYuNzcuMTIxIA== جزيرة ام اند امز JP


الشارقة 24
منذ 5 ساعات
- الشارقة 24
اشتباكات كمبوديا وتايلاند تتواصل رغم اقتراح أميركي لوقف القتال
الشارقة 24 – أ ف ب: تبادلت كمبوديا وتايلاند، القصف المدفعي، لليوم الرابع على التوالي، اليوم الأحد، مع الإعلان عن استعدادهما للبحث في وقفٍ لإطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة . نزاع على الأراضي متواصل منذ 15 عاماً وتخوض الدولتان الواقعتان في جنوب شرق آسيا، الاشتباك الأعنف بينهما، في إطار نزاع على الأراضي متواصل منذ 15 عاماً. مقتل 34 ونزوح 200 ألف شخص وأسفر تبادل إطلاق النار وعمليات القصف والغارات الجوية، عن مقتل 34 شخصاً على الأقل، وتسبّب في نزوح نحو 200 ألف شخص . وأكد الجانبان اللذان تواصل معهما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّهما يريدان بدء محادثات، ولكنّ القتال استؤنف في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في ظل تبادل الاتهامات بهذا الشأن . معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة واندلعت التوترات في البداية بين البلدين صباح الخميس، بسبب معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة، قبل أن تنتشر المعارك على طول الحدود الريفية التي تتميز بالغابات البرية والأراضي الزراعية، حيث يزرع السكان المحليون المطاط والأرز . وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مايلي سوشياتا، أنّ تايلاند هاجمت معبدَين متنازعاً عليهما في شمال غرب البلاد، وأضافت في بيان أن بانكوك ارتكبت "أعمالاً عدائية ومنسّقة"، مندّدة بـ"الأكاذيب والذرائع الكاذبة" التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير "الغزو غير القانوني". استخدام أسلحة بعيدة المدى من جانبها، أشارت وزارة الخارجية التايلاندية، إلى أنّ الجيش الكمبودي أطلق "نيران مدفعية ثقيلة" مستهدفاً "منازل مدنيين" في مقاطعة سورين، وأكدّت أنّ أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تُظهر افتقاراً صارخاً لحسن النية، وتستمر بشكل متكرّر في انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. كذلك، اتهم الجيش التايلاندي كمبوديا، باستخدام أسلحة بعيدة المدى. ترامب يتحدث مع زعيم كمبوديا ورئيس وزراء تايلاند بالإنابة والسبت، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه تحدث مع الزعيم الكمبودي هون مانيت، ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على الاجتماع والتوصل بسرعة إلى وقف لإطلاق النار . ورحّب ترامب، بمحادثتين جيدتين للغاية، وأعرب منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، عن أمله في أن تتفق الدولتان الجارتان على مدى سنوات عديدة مقبلة. وأعلنت بانكوك السبت، أنّها توافق من حيث المبدأ على الدخول في وقف لإطلاق النار مع كمبوديا، وأصدر رئيس الحكومة هون مانيت، تعليمات لوزير خارجيته براك سوخون، للتنسيق مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، لإنهاء الصراع . كذلك، حثّت الأمم المتحدة، الدولتين، على التوصل فوراً لوقف لإطلاق النار . خلاف تاريخي على ترسيم الحدود المشتركة ويختلف البلدان على ترسيم حدودهما المشتركة، التي حُددت خلال فترة الهند الصينية الفرنسية، وقبل القتال الحالي، كانت أعنف اشتباكات مرتبطة بهذا النزاع هي تلك التي جرت حول معبد برياه فيهيار بين العامين 2008 و2011، وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً على الأقل ونزوح عشرات الآلاف . محكمة الأمم المتحدة أصدرت حكماً لصالح كمبوديا مرّتين وأصدرت محكمة الأمم المتحدة، حكماً لصالح كمبوديا مرّتين، في العامي 1962 و2013، بشأن ملكية معبد برياه فيهيار المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمنطقة المحيطة به .