logo
مسقط تستضيف الجولة السادسة من المفاوضات الأميركية الإيرانية الأحد المقبل

مسقط تستضيف الجولة السادسة من المفاوضات الأميركية الإيرانية الأحد المقبل

العربي الجديدمنذ يوم واحد

قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي اليوم الخميس، إن الجولة السادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستعقد يوم الأحد في مسقط. يأتي ذلك مع تصاعد القلق من فشل التوصل إلى اتفاق، في ظل رفض الإدارة الأميركية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وإصرار الأخيرة على أن ذلك يجب أن يستمر داخل حدودها. وذكر الوزير العماني في منشور عبر حسابه على منصة إكس "يسعدني أن أؤكد أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستعقد في مسقط يوم الأحد الموافق 15 (يناير)".
وكانت صحيفة واشنطن بوست، قد قالت نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إن جهود إحياء المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران تعثّرت. وقال المسؤولان، أمس الأربعاء، إن انعقاد الجولة السادسة بات مستبعدًا بشكل متزايد، في ظل تزايد التوترات الإقليمية، وتصاعد التحذيرات من احتمالات التصعيد العسكري. وأفادت الصحيفة بأنّ الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى تحسبًا لضربة إسرائيلية محتملة على إيران.
إلا أن موقع أكسيوس الأميركي، أفاد، فجر اليوم الخميس، نقلًا عن مسؤول أميركي بأن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف سيلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط يوم الأحد لمناقشة رد طهران على المقترح الأميركي الأخير. وبينما لم تُقدّم إيران ردها بعد على المقترح الأميركي بشأن الاتفاق النووي، قال المسؤول: "يزداد احتمال انعقاد الجولة السادسة من المحادثات كما هو مخطط له".
وثائق
نص خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران والدول الكبرى 2015
ويأتي هذا بعد أن قال مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي لوكالة رويترز الأربعاء إن
السفارة الأميركية
في العراق تستعد لإخلاء منظم نظرًا إلى تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة، وذلك بالتزامن مع استعدادات مماثلة تجريها
وزارة الخارجية الأميركية
لإصدار أوامر لموظفي سفارتي واشنطن في البحرين والكويت غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم بمغادرة البلدين، لكن سفارة واشنطن في الكويت نفت ذلك. وفي غضون ذلك، قال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إنّ
الجيش الأميركي
سيسمح لعائلات العسكريين الأميركيين في البحرين بمغادرة المملكة مؤقتاً بسبب التوتر المتصاعد في المنطقة.
وأعلنت إيران، الثلاثاء، أن "التحضيرات جارية" لعقد الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة يوم الأحد المقبل في سلطنة عُمان. ويسود ترقّب لرد إيران على المقترح الأميركي الذي تسلمته عبر سلطنة عُمان قبل نحو أسبوعين، إلى جانب تصعيد من جانب الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تسعى هذه الدول لاستصدار قرار يتهم إيران بعدم التعاون مع الوكالة، فيما تؤكد السلطات الإيرانية
اعتزامها الرد على ذلك
.
وكانت الجولة الخامسة من المفاوضات، التي انعقدت في روما، يوم 23 مايو/ أيار الماضي، قد حقّقت "تقدمًا ما لكنه غير حاسم"، بحسب وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الذي قال عبر منصة إكس: "نأمل أن نوضح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة، لنتمكن من المضي قدمًا نحو هدفنا المشترك المتمثل بالتوصل إلى اتفاق مستدام ومشرّف". وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، حينها وفق ما نقله التلفزيون الرسمي الإيراني، إن البوسعيدي "قدّم أفكارًا ستُنقَل إلى عاصمتي البلدين من دون أن تُشكّل التزامات على أي طرف"، مضيفًا: "هذه المفاوضات معقّدة للغاية بحيث لا يمكن حلّها في اجتماعين أو ثلاثة... لسنا هناك بعد، لكننا لسنا محبطين أيضًا". في المقابل، أفاد مسؤول أميركي رفيع تحدث لـ"أسوشييتد برس" شرط عدم الكشف عن اسمه بأن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة "لا تزال بنّاءة"، وأنه "أُحرِز مزيد من التقدم، لكن لا يزال هناك عمل يتوجب القيام به".
أخبار
التحديثات الحية
إيران تهدد بـ"رد حازم" إذا صدر قرار ضدها في "الذرية الدولية"
وتبقى مسألة تخصيب اليورانيوم نقطة الخلاف الأساسية. ففيما طرحت واشنطن إمكانية السماح لإيران بالتخصيب بنسبة 3.67%، إلا أن موقفها تطوّر لاحقًا ليطالب بوقف كامل لأي نشاط تخصيب. من جانبها، تؤكد وزارة الخارجية الإيرانية أن التخصيب يجب أن يستمر داخل حدود البلاد، وسبق أن فشل اقتراح مماثل بتبادل الوقود عام 2010.
وتشير "أسوشييتد برس" إلى أن إيران تمتلك مخزونًا من اليورانيوم المخصب بمستويات قريبة من درجة صنع الأسلحة، رغم أن خبراء يرجّحون أن إنتاج قنبلة فعالة قد يتطلب عدة أشهر. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، فإن "إيران لم تبدأ على الأرجح إنتاج أسلحة نووية، لكنها اتخذت خطوات تُسرّع قدرتها على ذلك إن قررت المضي".
إلى ذلك، كشف "أكسيوس"، الأربعاء، أنّ الخطوات الأميركية غير الاعتيادية بشأن البعثات جاءت قبل جولة تفاوضية كانت توصف بأنها "حاسمة"، وسط تهديدات أطلقتها طهران باستهداف القواعد الأميركية ردًّا على أي هجوم على منشآتها النووية، فيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى حالة "تأهب قصوى" لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي تحسبًا لأي تصعيد.
وأفاد "أكسيوس" بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق أن حدد مهلة مدتها شهران للتوصل إلى اتفاق، وتنتهي هذا الأسبوع. وبدورها أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنّ "الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا"، وأن "التهديد باستخدام القوة الساحقة لن يغيّر الحقائق"، مشيرة، في سلسلة منشورات على "إكس"، إلى أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وأن "العسكرة الأميركية تؤجج عدم الاستقرار فقط".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وصف الهجوم الإسرائيلي على إيران بـ'الممتاز'.. ترامب يحذر طهران من 'غارات قادمة أكثر وحشية' ويدعوها لـ'إبرام اتفاق لإنقاذ ما كانت تُعرف بالإمبراطورية الإيرانية'
وصف الهجوم الإسرائيلي على إيران بـ'الممتاز'.. ترامب يحذر طهران من 'غارات قادمة أكثر وحشية' ويدعوها لـ'إبرام اتفاق لإنقاذ ما كانت تُعرف بالإمبراطورية الإيرانية'

القدس العربي

timeمنذ 36 دقائق

  • القدس العربي

وصف الهجوم الإسرائيلي على إيران بـ'الممتاز'.. ترامب يحذر طهران من 'غارات قادمة أكثر وحشية' ويدعوها لـ'إبرام اتفاق لإنقاذ ما كانت تُعرف بالإمبراطورية الإيرانية'

واشنطن ـ 'القدس العربي': قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة في مقابلة مع قناة 'إيه.بي.سي نيوز' الأمريكية إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان 'ممتازا'، وحذر من المزيد من الهجمات في المستقبل. ونقل مراسل القناة على منصة إكس عن ترامب قوله 'أعتقد أنه كان ممتازا، منحناهم فرصة ولم يغتنموها، تعرضوا لضربة قوية، قوية جدا… وهناك المزيد (من الهجمات) في المستقبل، أكثر بكثير'. وكان ترامب حذر سابقا اليوم إيران 'من هجمات أكثر وحشية من إسرائيل'، وحثها على إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي وقال إن الوقت لا يزال متاحا أمام طهران لمنع مزيد من الصراع مع إسرائيل. وقال ترامب على منصة تروث سوشيال (المملوكة له): 'لقد منحت إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام صفقة. قلت لهم، بأقوى العبارات، 'افعلوا ذلك فحسب'، لكن مهما حاولوا، ومهما اقتربوا، لم يتمكنوا من ذلك'. وفي إشارة واضحة لأن إسرائيل استعملت أسلحة أمريكية أضاف: 'قلت لهم إن الأمر سيكون أسوأ بكثير مما يعرفونه أو يتوقعونه أو يُقال لهم، وإن الولايات المتحدة تُصنّع أفضل وأخطر المعدات العسكرية في العالم، بلا منازع، وأن إسرائيل تمتلك الكثير منها، وسيأتي المزيد – وهم يعرفون كيف يستخدمونها'. وذهب ترامب للقول 'تحدث (ما وصفهم) ببعض المتشددين الإيرانيين بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث. لقد ماتوا جميعًا الآن، وسيزداد الأمر سوءًا! لقد شهدنا بالفعل موتًا ودمارًا هائلين، لكن لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المذبحة، مع هجمات مُخطط لها مسبقًا ستكون أكثر وحشية'. وختم ترامب منشوره بالقول 'يجب على إيران إبرام صفقة، قبل أن يضيع كل شيء، وإنقاذ ما كانت تُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار، فقط افعلوا ذلك، قبل فوات الأوان. بارك الله فيكم جميعًا!'. وشنت إسرائيل هجمات على إيران فجر اليوم الجمعة وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين في بداية عملية لمنع طهران من صنع سلاح نووي. ويتكوف 'ما زال يعتزم المشاركة في المحادثات مع إيران بمسقط' وعلى صعيد متصل قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية إن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لا يزال يعتزم المشاركة في المباحثات النووية بين إيران والولايات المتحدة المقررة في العاصمة العمانية مسقط في 15 يونيو/حزيران الجاري. ونقلت الصحيفة، الجمعة، ادعاءات مسؤول مطلع على المباحثات النووية فضَّل عدم الكشف عن هويته. وادعى المسؤول أن المبعوث الأمريكي ويتكوف 'ما زال' يعتزم المشاركة في الاجتماع بمسقط. من ناحية أخرى، أعلنت إيران أنها علّقت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي. أعلنت إيران أنها علّقت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الهجوم الإسرائيلي في تصريحات عبر الهاتف لقناة 'فوكس نيوز': 'إيران لا تستطيع امتلاك قنبلة نووية، ونأمل أن تعود إلى طاولة المفاوضات'. وأضاف قائلا: 'سنرى ما سيحدث، ثمة بعض الشخصيات القيادية (الإيرانية) لن تعود' في إشارة إلى أنهم قتلوا بالضربات الإسرائيلية. وفجر الجمعة بدأت إسرائيل هجوما واسعا على إيران أطلقت عليه اسم 'الأسد الصاعد'، قصفت خلاله أهدافا نووية بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين وعلماء. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه 'أطلق وبتوجيهات من المستوى السياسي هجوما استباقيا دقيقا ومتكاملا لضرب البرنامج النووي الإيراني'. وأضاف: 'استكملت عشرات الطائرات الحربية قبل قليل الضربة الافتتاحية التي طالت عشرات الأهداف العسكرية التابعة للنظام الإيراني ومن بينها أهداف نووية في مناطق مختلفة من إيران'. بالمقابل، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي – برسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل، بـ'عقاب صارم'، ردا على الهجمات. وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء. وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية.

نيويورك تايمز: من الصعب معرفة آثار الضربة الإسرائيلية ضد إيران.. المخاطر كامنة.. وعلى ترامب تجنب الانجرار لحرب
نيويورك تايمز: من الصعب معرفة آثار الضربة الإسرائيلية ضد إيران.. المخاطر كامنة.. وعلى ترامب تجنب الانجرار لحرب

القدس العربي

timeمنذ ساعة واحدة

  • القدس العربي

نيويورك تايمز: من الصعب معرفة آثار الضربة الإسرائيلية ضد إيران.. المخاطر كامنة.. وعلى ترامب تجنب الانجرار لحرب

فنيون إيرانيون في منشآت تحويل اليورانيوم في أصفهان. 8 أغسطس 2005. ا ف ب لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'نيويورك تايمز' تقريرًا أعده ديفيد إي سانغر قال فيه إن طموح إسرائيل ظل تدمير قلب البرنامج النووي الإيراني، لكن تقييم العملية وما حققته قد يستغرق وقتًا طويلاً. فعندما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليلة الخميس، أن الطيران الإسرائيلي ضرب 'مركز التخصيب الرئيسي الإيراني نطنز'، كان يؤشر إلى مدى طموحاته في الهجوم الكبير الذي استهدف إيران: لقد أراد تدمير القلب النابض للمشروع النووي الإيراني. وتعتبر منشأة نطنز المكان الذي أنتجت فيه إيران الغالبية العظمى من وقودها النووي. وفي السنوات الثلاث الماضية، أنتجت الكثير من الوقود الذي يقارب درجة صنع القنبلة، والذي وضع البلاد على أعتاب بناء أسلحة نووية. ولم ترد تقارير حتى الآن عما إذا كان موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران، فوردو، قد استُهدف أيضًا. إنه هدف أصعب بكثير، مدفون عميقًا تحت جبل، وصُمّم عمدًا ليكون بعيدًا عن أي هجمات، بما فيها الإسرائيلية. الصحيفة: إذا تأخر البرنامج لمدة عام أو عامين فقط، فقد يبدو الأمر كما لو أن إسرائيل قد خاضت مخاطرة كبيرة لتأخير قصير الأجل إلى حد ما ونتيجة لذلك، قد يستغرق الأمر أيامًا أو أسابيع للإجابة على أحد أكثر الأسئلة أهمية المحيطة بالهجوم على منشآت إيران: كم من الوقت أخّرت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني؟ إذا تأخر البرنامج لمدة عام أو عامين فقط، فقد يبدو الأمر كما لو أن إسرائيل قد خاضت مخاطرة كبيرة لتأخير قصير الأجل إلى حد ما. ومن بين هذه المخاطر ليس فقط إمكانية نشوب حرب طويلة الأمد، ولكن أيضًا انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتحويل برنامجها إلى العمل السري، والتسابق للحصول على سلاح، وهي بالضبط النتيجة التي كان السيد نتنياهو يهدف إلى منعها. ويشير التاريخ إلى أن مثل هذه الهجمات لها نتائج غير متوقعة. حتى الهجوم الأكثر براعة على البرنامج قبل 15 عامًا، وهو هجوم إلكتروني وضع برامج ضارة في النظام، ما أدى إلى تدمير أجهزة الطرد المركزي، لم يُبطئ إيران إلا لمدة عام أو عامين. وعندما عاد البرنامج، كان أكبر من أي وقت مضى. وعلى مدى 20 عامًا، استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة آلاف أجهزة الطرد المركزي التي تعمل داخل منشأة نطنز، على أمل خنق المكون الرئيسي الذي يحتاجه العلماء الإيرانيون لبناء ترسانة نووية. وطوّرت الدولتان معًا فيروس 'ستاكسنت'، وهو سلاح إلكتروني يهدف إلى جعل أجهزة الطرد المركزي تخرج عن السيطرة. وقد طُورت تلك العملية، التي تحمل الاسم الرمزي 'الألعاب الأولمبية'، في إدارة جورج دبليو بوش وازدهرت في إدارة باراك أوباما، حتى تم الكشف عنها. ثم قامت إسرائيل بتخريب المباني التي تنتج أجزاء أساسية لأجهزة الطرد المركزي، وبدأت في اغتيال العلماء الرئيسيين للعملية. لكن تلك كانت انتكاسات مؤقتة، تعافت إيران بسرعة، واستمرت أجهزة الطرد المركزي في نطنز في الدوران، حتى أجبرها الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران على التخلي عن 97% من وقودها وإبطاء التخصيب في نطنز إلى حد كبير. كما حدد هذا الاتفاق مستوى التخصيب إلى مستوى مفيد لتوليد الطاقة النووية، ولكنه غير كافٍ لصنع قنبلة. ويضيف سانغر أن مجمع نطنز بدا، على مدى السنوات الثلاث الماضية، وكأنه بات تحت السيطرة. واعتقد معظم المسؤولين الأمريكيين أن الاتفاق، وإن لم ينهِ البرنامج، إلا أنه احتواه، حيث أصبح إنتاج منشأة نطنز قليلاً. لكن بعد ذلك، انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق عام 2018، واصفًا إياه بالكارثة وأنه أسوأ اتفاق في التاريخ. وفي غضون بضع سنوات، بدأت إيران في تسريع عمل المنشأة، وتركيب أجهزة طرد مركزي جديدة وأكثر كفاءة. ورفعت مستويات التخصيب إلى نسبة نقاء 60%، أي أقل بقليل من درجة صنع القنبلة. وقال الخبراء إن الأمر لن يستغرق سوى بضعة أسابيع لرفع المستوى إلى 90% وهو المستوى المستخدم عادة في الأسلحة الذرية. كما اتخذت إيران خطوات أخرى جعلت نطنز هدفًا أكبر. وخلال الأشهر القليلة الماضية، خلص المفتشون الدوليون إلى أن إيران سرّعت تخصيبها. ليلة الخميس، صباح الجمعة في إسرائيل، استغل نتنياهو التقدم الأخير ليجادل بأن إيران لديها الآن ما يكفي من الوقود لتسعة أسلحة، وأن البلاد يمكنها 'تسليح' هذا الوقود في غضون عام. وهذا يتفق مع ما أفاد به المفتشون قبل أسبوع. وجاء كلامه في خطاب للإسرائيليين، واقترح المسؤولون الاستخباراتيون أن المخاطر عالية. إلا أن هذا الحكم سيظل محلاً للجدال ولفترة طويلة، إلى جانب الدبلوماسية التي اختارتها إدارة ترامب، وكانت ستقوم باحتواء البرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك فمن المبكر الحديث عن ضرر أصاب منشأة نطنز، فهي ليست مدفونة عميقًا تحت الأرض، لكن قاعات أجهزة الطرد المركزي تقع على عمق 50 ياردة أو أكثر تحت الصحراء، ومغطاة بخرسانة شديدة التسليح. والسؤال هو ما إذا كانت أجهزة الطرد المركزي قد دُمرت. نيكولاس كريستوف: لطالما سادت الشكوك حول إمكانية تدمير موقع فوردو النووي الإيراني، على الأقل بدون قنابل أمريكية خارقة للتحصينات، لأنه يقع في أعماق الأرض وقد تجاوزت هجمات إسرائيل المنشآت، إذ سعت أيضًا إلى القضاء على القيادة العسكرية والنووية. ولسنوات، استهدفت إسرائيل كبار العلماء النوويين بشكل فردي، حيث قُتل بعضهم بقنابل لاصقة مثبتة على أبواب سياراتهم. وقُتل كبير العلماء النوويين في البلاد في عملية اغتيال بمساعدة روبوت. لكن بعض الضربات التي شُنت ليلة الخميس بدت وكأنها قد دمرت مقراتهم وأماكن معيشتهم، في إطار محاولة واضحة للتخلص منهم وبطريقة جماعية. ولا يزال الغموض يحيط بالهجوم، حول ما إذا كانت إسرائيل قد حاولت ضرب أعمق منشأة وأكثرها حماية بين مجمعاتها النووية المترامية الأطراف: مركز التخصيب المسمى فوردو. يقع المركز في قاعدة تابعة لـ 'الحرس الثوري' الإسلامي، في عمق جبل، على عمق نصف ميل تقريبًا تحت سطح الأرض، وفقًا لرافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي زار الموقع. وإذا لم تضرب فوردو، يقول بريت ماكغورك، الذي شغل منصب منسق شؤون الشرق الأوسط لعدة رؤساء أمريكيين من كلا الحزبين، 'فإنك لم تقضِ على قدرتهم على إنتاج مواد صالحة لصنع الأسلحة'. وقال مسؤولون أمريكيون بأن إسرائيل لا تملك القنابل الخارقة للتحصينات اللازمة لضرب تلك المنشأة، حيث تم تركيب أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطورًا لدى إيران. وإذا نجا فوردو من الهجمات، فهناك فرصة كبيرة لاستمرار التكنولوجيا الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني. وفي هذا السياق تساءل نيكولاس كريستوف، في نفس الصحيفة، عن الرد الأمريكي على الغارات، وإن أظهر ترامب ضبط النفس في الشرق الأوسط. وقال إن قصف نتنياهو إيران قد يؤدي إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، وسيكون التحدي الذي يواجه الرئيس ترامب هو حماية القوات الأمريكية في المنطقة، والبقاء بعيدًا عن هذه الفوضى. وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو برر العملية بأن إيران تشكل خطرًا واضحًا مستمرًا، وأن إيران تخصب اليورانيوم إلى مستويات مقلقة، ويعتقد أنها على بعد أسابيع فقط من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع عدة قنابل، مع أن صنع القنابل وطريقة إطلاقها سيستغرق وقتًا أطول بكثير. لكن أحد الأسباب الرئيسية لمسار إيران المتزايد الخطورة كان سوء التقدير الهائل الذي ارتكبه نتنياهو وترامب في تعاملاتهما معها. وبدعم قوي من نتنياهو، انسحب ترامب في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي توصل إليه الرئيس باراك أوباما واحتوى إلى حد كبير البرنامج النووي الإيراني. ويبدو أن ترامب توقع أن تعود إيران زاحفة على قدميها وتقدم تنازلات. وبدلاً من ذلك، سرّعت إيران من مستويات تخصيب اليورانيوم. ووصف مسؤول أمني إسرائيلي سابق قرار إلغاء الاتفاق في عام 2018 بأنه 'كارثة'، وقال آخر إنه كان 'خطأ تاريخيًا'. ولم تنجح عدوانية نتنياهو آنذاك، ويبدو من غير المرجح أن تنجح الآن. وربما كان القصف يهدف إلى تقويض الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي بذلها ترامب لاستعادة شيء قريب من الاتفاق النووي الأصلي مع إيران. ويقول كريستوف: 'سنرى نتائج القصف، لكن لطالما سادت الشكوك حول إمكانية تدمير موقع فوردو النووي الإيراني، على الأقل بدون قنابل أمريكية خارقة للتحصينات، لأنه يقع في أعماق الأرض. ولم يتضح حتى مساء الخميس ما إذا كان قد استُهدف. كما أفادت التقارير بقصف إسرائيل مساكن يسكنها علماء نوويون إيرانيون، وقد يكون ذلك أكثر فعالية؛ إذ صرح خبراء عسكريون لسنوات بأن إيران ستواجه صعوبة أكبر في استبدال علمائها النوويين مقارنة بأجهزة الطرد المركزي'. وقال إن هجمات كهذه قد تسرّع من مساعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، إذ سيكثر قادتها من الحجج التي تثبت حاجة البلاد إلى رادع نووي. لم يستبعد الكاتب ردًا إيرانيًا في الساعات القادمة أو الأيام التالية، والسؤال هو إن كانت ستستهدف القوات الأمريكية في العراق أو البحرين أو أي مكان آخر و'على نطاق أوسع، بدا النظام الإيراني خلال زياراتي الصحافية إلى إيران مكروهًا للغاية، لطالما اشتكى لي العمال والمزارعون الإيرانيون العاديون وغيرهم من الفساد والنفاق وسوء الإدارة الاقتصادية، لكن الإيرانيين وطنيون أيضًا، وقد يدفع القصف الأجنبي الناس إلى الالتفاف حول راية بلدهم'. ولم يستبعد الكاتب ردًا إيرانيًا في الساعات القادمة أو الأيام التالية، والسؤال هو إن كانت ستستهدف القوات الأمريكية في العراق أو البحرين أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط، وإلى أي مدى. ويكمن الخطر في أن نشهد دورة تصعيد تؤدي إلى حرب إقليمية لا يريدها أحد. وستكون القوات والسفارات الأمريكية في خطر، وأفضل طريقة يمكن لترامب حمايتها بها هي البقاء بعيدًا عن هذا الصراع، ومحاولة إحياء الاتفاق النووي. وحذر السيناتور جاك ريد، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة، من أن نتنياهو قد أقدم على 'تصعيد متهور قد يشعل فتيل العنف الإقليمي'، و'هذا يبدو لي صحيحًا. ولحسن حظه، بدا ترامب حذرًا من الدخول في حروب خارجية، ولنأمل أن يظهر ضبط النفس هذه المرة بدلاً من الخوض في صراع مع إيران'.

نتنياهو أبلغ ألمانيا قبل ساعات بضرب إيران وبرلين تشدد الحماية حول التجمعات اليهودية
نتنياهو أبلغ ألمانيا قبل ساعات بضرب إيران وبرلين تشدد الحماية حول التجمعات اليهودية

القدس العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • القدس العربي

نتنياهو أبلغ ألمانيا قبل ساعات بضرب إيران وبرلين تشدد الحماية حول التجمعات اليهودية

برلين ـ 'القدس العربي': شهدت الساحة الدولية تصعيدًا خطيرًا فجر اليوم الجمعة، بعد هجوم إسرائيلي واسع النطاق على منشآت عسكرية ونووية إيرانية، أسفر عن مقتل قادة بارزين في الحرس الثوري وعدد من العلماء النوويين الإيرانيين. وفي تطور لافت، كشفت مصادر مجلة ' شبيغل' الألمانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالهجوم قبل ساعات من تنفيذه، في مكالمة هاتفية جرت حوالي الساعة 2:30 صباحًا بتوقيت ألمانيا. ووفقًا لمعلومات 'دير شبيغل'، جاءت المكالمة في سياق تحذير مسبق من إسرائيل لألمانيا، إحدى الدول الغربية الرئيسية الداعمة لها. لم تُكشف تفاصيل دقيقة عن مضمون الحديث، لكن المصادر أشارت إلى أن إسرائيل كانت قد رصدت مؤشرات على هجوم وشيك في الأيام السابقة، مما دفع نتنياهو لإبلاغ ميرتس كجزء من التنسيق مع الحلفاء. هذا الإجراء يعكس العلاقة الخاصة بين ألمانيا وإسرائيل، التي أكدت عليها رئيسة برلمان هامبورغ كارولا فيت خلال زيارتها الحالية لإسرائيل، حيث شددت على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والتعامل بحكمة مع التوترات. واستهدف الهجوم الإسرائيلي منشآت عسكرية ونووية إيرانية، بما في ذلك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، مما ألحق خسائر كبيرة بالبرنامج النووي الإيراني. وبحسب تقارير، قُتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، إلى جانب ستة علماء نوويين بارزين، من بينهم أساتذة من جامعة شهيد بهشتي. الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن منشأة فوردو لم تُصب، لكن الدمار الذي لحق بمنشآت أخرى أثار مخاوف من رد إيراني عنيف. إيران، من جانبها، أعلنت عن إصابة 50 شخصًا على الأقل، وأفادت وسائل إعلامها بأن طائرات مسيرة إيرانية أُطلقت باتجاه إسرائيل رداً على الهجوم، لكن الأردن وإسرائيل أسقطتا عدداً منها فوق الأراضي السورية والأردنية. وفي عمان، عاصمة الأردن، دوت صفارات الإنذار، وطُلب من السكان البقاء في منازلهم. ردود الفعل الألمانية أكد المستشار الألماني مجددا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن وجود وأمن مواطنيها موضحا أن السلطات الأمنية ستعزز حماية المنشآت اليهودية والإسرائيلية فيما حذر النائب الاشتراكي الديمقراطي رولف موتزنيش من مخاطر 'حريق إقليمي'، داعيًا القوى الكبرى إلى بذل جهود لتهدئة التوترات. فيما أصدر السفير الألماني في إسرائيل، شتيفن زايبرت، تحذيرًا عاجلاً للمواطنين الألمان في إسرائيل، طالباً منهم البقاء في منازلهم وتجنب الأنشطة غير الضرورية. من المقرر أن يزور وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إسرائيل الأحد المقبل ضمن جولة شرق أوسطية، لكن مصادر أشارت إلى إمكانية إلغاء الزيارة بسبب التصعيد. وتحدث وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية، يواخيم هيرمان، في تصريحات لإذاعة 'دويتشلاند فونك' صباح اليوم الجمعة عن 'تصعيد خطير' للوضع في الشرق الأوسط. وذكر هيرمان أن وزراء الداخلية في الولايات الألمانية سيولون اهتماما خاصا لحماية المؤسسات اليهودية والإسرائيلية في ألمانيا، وقال: 'يجب منع حدوث ردود فعل مبالغ فيها في الشوارع قدر الإمكان'، مشيرا إلى أن الاعتداءات الجسدية وخطاب الكراهية والتحريض ازداد بالفعل في ألمانيا منذ هجوم حماس على إسرائيل. وينعقد مؤتمر وزراء الداخلية الألمان في مدينة بريمرهافن حتى يوم الأربعاء المقبل. وصرح خبير شؤون السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، رولف موتسنيش، لإذاعة 'دويتشلاند فونك' بأن التركيز الآن يجب أن ينصب على احتواء أي صراع محتمل في الشرق الأوسط، مؤكدا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكنه أوضح، في المقابل، أن ذلك مرهون بالتعرض لخطر داهم وتهديد وجودي. وتكهن العضو في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) بأن قدرة إسرائيل على استخدام هذا الحق ستناقش بالتأكيد في مجلس الأمن الدولي. كما تحدث موتسنيش خطورة البرنامج النووي الإيراني، قائلا: 'تدور طهران دائما في هذه الدوامة، بطريقة غير مسؤولة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store