تقرير لـ"The Telegraph": خامنئي يواجه غضبًا داخليًا.. هل يتجه النظام نحو الزوال؟
ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي يواجه غضبا متزايدا من داخل الدائرة الداخلية الحاكمة للنظام في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية النووية للبلاد. وشنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل كبار القادة والعلماء النوويين، وقصف مواقع في محاولة لمنع طهران من بناء سلاح نووي. وردت طهران بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل. وبينما يواصل المتشددون التهديد بالانتقام من إسرائيل وحلفائها في أعقاب الضربات، هناك دلائل على تفاقم الخلاف بين الأصوات المتطرفة والمعتدلة في إيران".
وبحسب الصحيفة، "نقلت وكالة أنباء فارس الحكومية الإيرانية، والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرس الثوري الإسلامي، عن مسؤول عسكري كبير تحذيره من أنه إلى جانب مهاجمة إسرائيل، فإن "الحرب ستمتد إلى كل أنحاء إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة في الأيام المقبلة، وسيتم استهداف المعتدين برد حاسم وواسع النطاق". وفي محاولة لإسكات الانتقادات الموجهة لتعامل النظام مع الأزمة، أصدر محسني إيجئي، كبير قضاة إيران، تحذيرا يوم السبت بأن أي مواطن إيراني ينشر تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم الهجوم الإسرائيلي سيواجه أحكاما بالسجن تصل إلى ست سنوات".
وتابعت الصحيفة، "مع ذلك، ومع ظهور الانتقادات الموجهة إلى طريقة تعامل النظام مع الأزمة، فمن المرجح أن يجد هذا النظام نفسه تحت ضغوط لتفسير عجزه عن الدفاع عن البلاد في مواجهة الهجوم الإسرائيلي، على الرغم من المبالغ الضخمة التي يدعي أنه أنفقها على تطوير الجيش الإيراني. وتكشف رسائل نصية خاصة تمت مشاركتها مع صحيفة "نيويورك تايمز" أن بعض المسؤولين الإيرانيين يتساءلون عن سبب عدم فعالية الدفاعات الجوية الإيرانية في صد الهجمات الإسرائيلية التي ضربت ترسانتها من الصواريخ الباليستية واغتالت شخصيات بارزة في سلسلة القيادة العسكرية في طهران. كتب أحد المسؤولين في رسالة نصية "أين دفاعنا الجوي؟"، بينما تساءل آخر: "كيف يمكن لإسرائيل أن تأتي وتهاجم أي شيء تريده، وتقتل كبار قادتنا، ونحن غير قادرين على إيقافها؟"
وأضافت الصحيفة، "قال حميد حسيني، عضو لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية: "لقد فاجأ الهجوم الإسرائيلي القيادة تمامًا، لا سيما بقتله كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين. كما كشف عن افتقارنا للدفاع الجوي المناسب وقدرتهم على قصف مواقعنا الحيوية وقواعدنا العسكرية دون أي مقاومة". كما أعرب حسيني عن مخاوفه بشأن التسلل الإسرائيلي الواضح إلى القوات العسكرية والأمنية الإيرانية، مما يمكّنها من تنفيذ عمليات سرية ضد القوات المسلحة الإيرانية والأهداف النووية. وفي ردها على الهجوم الإسرائيلي، لم تتمكن إيران إلا من حشد 200 صاروخ، على الرغم من أمر خامنئي بإطلاق وابل من 1000 صاروخ، وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن إيران كانت تخطط للرد في حالة وقوع هجوم إسرائيلي منذ أكثر من أسبوع".
وبحسب الصحيفة، "منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، كانت المعركة بين الفصيل المعتدل في النظام، الذي يسعى إلى تبني موقف أقل مواجهة تجاه الغرب، والمتشددين الأيديولوجيين إحدى السمات المميزة للنظام. في حين يظل آية الله علي خامنئي الزعيم بلا منازع للمتشددين، يُنظر إلى مسعود بزشكيان، الرئيس المنتخب حديثاً للبلاد، على أنه يمثل الجناح الأكثر اعتدالاً في النظام. وحتى الآن، ظل بزشكيان بعيدا عن الأضواء نسبيا، حيث أدان الهجمات الإسرائيلية ودعا إلى الوحدة بين الشعب الإيراني، وقال: "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الأمة الإيرانية إلى التكاتف والثقة والتعاطف والوحدة والإجماع". وقد اعتبر فوز بزشكيان في الانتخابات الأخيرة على المرشح المحافظ المتشدد سعيد جليل بمثابة مؤشر على رغبة طهران في تبني نهج أكثر بناءً مع الغرب، وخاصة في ما يتعلق بتخفيف العقوبات التي ضربت الاقتصاد الإيراني بشدة".
وتابعت الصحيفة، "لقد أثارت طريقة تعامل النظام مع الاقتصاد معارضة متزايدة في كل أنحاء البلاد، مما وضع خامنئي تحت ضغوط لتبني نبرة أكثر تصالحية. خلال الحملة الانتخابية، كان بزشكيان ينتقد بشدة الشرطة الأخلاقية القمعية في إيران، كما وتحدى نهج المتشددين بشكل مباشر من خلال الدعوة إلى "الوحدة والتماسك" في إيران، فضلاً عن الدعوة إلى إنهاء "عزلة" إيران عن العالم الخارجي. كما دعا إلى المشاركة في "مفاوضات بناءة" مع القوى الغربية للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي وافقت إيران على الحد منه في مقابل تخفيف العقوبات الغربية. ولكن في حين حاول بزشكيان جاهداً اتباع سياسة اجتماعية وخارجية أكثر اعتدالاً منذ توليه منصبه، فقد اضطر إلى مواجهة
المقاومة المؤسسية من جانب الفصيل المتشدد، الذي ينظر إلى أي اتفاق مع الغرب بشأن طموحات إيران النووية باعتباره بمثابة بيع للبلاد".
وأضافت الصحيفة، "ظهرت إحدى مؤشرات الصراع الأيديولوجي في قلب النظام الإيراني في شهر آذار عندما أُجبر محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني المعتدل السابق، على الاستقالة من منصبه كنائب للرئيس. ويُقال إن إقالة ظريف، الحليف الوثيق لبزشكيان، كانت مرتبطة بمعارضته للتحالف المتنامي بين طهران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي اعتبره بمثابة عامل مضاد للإنتاجية بالنسبة للجهود الدبلوماسية الإيرانية لتحسين العلاقات مع الغرب. وفي حين أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران يعني أن هناك احتمالات ضئيلة لتحسين طهران لعلاقاتها مع الغرب في المستقبل القريب، فإن اندلاع الأعمال العدائية سوف يركز الانتباه على الصراعات الداخلية للنظام، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار النظام".
وختمت الصحيفة، "في الوقت الحالي، يتولى المتشددون في إيران مسؤولية الرد العسكري للبلاد على الهجوم الإسرائيلي المستمر. ولكن كلما استمرت إسرائيل في مهاجمة أهداف إيرانية رئيسية دون عقاب، ازداد الضغط على المتشددين لتبرير فشلهم الذريع في الدفاع عن البلاد، وهو فشل قد يؤدي في النهاية إلى زوالهم".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 3 ساعات
- ليبانون 24
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: لا نريد حاليًّا قتل خامنئي بل إفهام الإيرانيين بوجوب وقف برنامجهم النووي
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: لا نريد حاليًّا قتل خامنئي بل إفهام الإيرانيين بوجوب وقف برنامجهم النووي Lebanon 24

القناة الثالثة والعشرون
منذ 5 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بعد 37 عاماً من الخميني.. هل يتجرّع خامنئي "كأس السم"؟
في صيف 1988 تجرّع المرشد الإيراني السابق، روح الله الخميني، كأس السم، ووافق على وقف إطلاق النار مع العراق، منهياً حرباً مدمرة استمرّت 8 سنوات. وقال حينها الخميني "كان اتخاذ هذا القرار أشد فتكاً من تناول السم. لقد استسلمتُ لإرادة الله وشربتُ هذا الشراب إرضاء له". واليوم بعد سبعة وثلاثين عاماً فإن كأس السم موضوع على طاولة المرشد الحالي، علي خامنئي، لكن صحيفة "هآرتس" العبرية ترى أنه من غير الواضح إن كان سيشرب الكأس. وترى الصحيفة أنه رغم اختلاف الخلفية الجيوسياسية وقدرات طهران العسكرية والتكنولوجية، اختلافاً كبيراً عن تلك التي كانت سائدة في الثمانينيات، إلا أن مخاوف إيران من تهديد وجودي للثورة والنظام، لا تزال حقيقية كما كانت آنذاك، وربما أكبر. وكأس السم الموضوع أمام خامنئي اليوم هو التوقيع على اتفاق يحرم إيران من تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مع السماح لها بتطوير برنامج نووي مدني، فهذا من شأنه أن يُنهي الحرب فعلياً، لكن المرشد ربّما يتمسك بالموقف الذي جعل هذه القضية أيديولوجية، وفق تقدير "هآرتس". لا يُعدّ التخلي عن تخصيب اليورانيوم مجرد تنازل عن حق لإيران، بصفتها دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي والاتفاق النووي لعام 2015، والذي انتهكته ببطء ومنهجية، فطهران تعتقد أن هذا حق سيادي، أشبه بعَلم أو حدود، يجب التضحية بكل شيء من أجله، كما تضيف الصحيفة العبرية. وتعتقد "هآرتس" أن النظام الإيراني سيظل يناور بين "العملي والأيديولوجي"، مشيرة إلى أنه ربط مصلحة النظام بمصلحة البلاد، وبقاءه ببقاء الثورة، ولهذا برزت تعبيرات مثل "المرونة البطولية"، التي تبناها خامنئي لتبرير توقيع الاتفاق النووي. وهذه "المرونة البطولية" بحسب "هآرتس" أيضاً "لم تكن سوى تحريف بلاغي أتاح للمرشد التفاوض مع أمريكا دونالد ترامب، العدو اللدود، في الفترة التي سبقت إبرام اتفاق نووي جديد". لكن قبل أن تتجه الأمور إلى قبول أو رفض طهران لمقترحات ترامب وفريقه التفاوضي، لتقييد تخصيب اليورانيوم أو حتى حظره، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوجّه ضربات عسكرية شديدة قضت على العديد من القادة والعلماء الإيرانيين، واتضح بعد ساعات أن هدفه هو إسقاط النظام، لا ردعه. ومع مخاوف توسع الحرب لمدى زمني أكبر، فقد يكون قد فات آوان تجرّع "كأس السم" على خامنئي، وهنا تعتقد "هآرتس" إنه إذا دفعت إسرائيل إيران إلى اعتبار الحرب تهديداً وجودياً، فإن طهران قد تتخلى عن حذرها وتلجأ إلى إجراءات متطرفة. وتختم الصحيفة العبرية بأن إسرائيل "ربما تجد نفسها أمام حرب استنزاف طويلة مع إيران، وعلى نطاق أوسع بكثير من حرب الحوثيين، الذين هم عدو آخر لم تجد حلا فعالا له بعد". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ 5 ساعات
- بيروت نيوز
خامنئي يواجه غضبًا داخليًا.. هل يتجه النظام نحو الزوال؟
ذكرت صحيفة 'The Telegraph' البريطانية أن 'المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي يواجه غضبا متزايدا من داخل الدائرة الداخلية الحاكمة للنظام في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية النووية للبلاد. وشنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل كبار القادة والعلماء النوويين، وقصف مواقع في محاولة لمنع طهران من بناء سلاح نووي. وردت طهران بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل. وبينما يواصل المتشددون التهديد بالانتقام من إسرائيل وحلفائها في أعقاب الضربات، هناك دلائل على تفاقم الخلاف بين الأصوات المتطرفة والمعتدلة في إيران'. وبحسب الصحيفة، 'نقلت وكالة أنباء فارس الحكومية الإيرانية، والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرس الثوري الإسلامي، عن مسؤول عسكري كبير تحذيره من أنه إلى جانب مهاجمة إسرائيل، فإن 'الحرب ستمتد إلى كل أنحاء إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة في الأيام المقبلة، وسيتم استهداف المعتدين برد حاسم وواسع النطاق'. وفي محاولة لإسكات الانتقادات الموجهة لتعامل النظام مع الأزمة، أصدر محسني إيجئي، كبير قضاة إيران، تحذيرا يوم السبت بأن أي مواطن إيراني ينشر تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم الهجوم الإسرائيلي سيواجه أحكاما بالسجن تصل إلى ست سنوات'. وتابعت الصحيفة، 'مع ذلك، ومع ظهور الانتقادات الموجهة إلى طريقة تعامل النظام مع الأزمة، فمن المرجح أن يجد هذا النظام نفسه تحت ضغوط لتفسير عجزه عن الدفاع عن البلاد في مواجهة الهجوم الإسرائيلي، على الرغم من المبالغ الضخمة التي يدعي أنه أنفقها على تطوير الجيش الإيراني. وتكشف رسائل نصية خاصة تمت مشاركتها مع صحيفة 'نيويورك تايمز' أن بعض المسؤولين الإيرانيين يتساءلون عن سبب عدم فعالية الدفاعات الجوية الإيرانية في صد الهجمات الإسرائيلية التي ضربت ترسانتها من الصواريخ الباليستية واغتالت شخصيات بارزة في سلسلة القيادة العسكرية في طهران. كتب أحد المسؤولين في رسالة نصية 'أين دفاعنا الجوي؟'، بينما تساءل آخر: 'كيف يمكن لإسرائيل أن تأتي وتهاجم أي شيء تريده، وتقتل كبار قادتنا، ونحن غير قادرين على إيقافها؟' وأضافت الصحيفة، 'قال حميد حسيني، عضو لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية: 'لقد فاجأ الهجوم الإسرائيلي القيادة تمامًا، لا سيما بقتله كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين. كما كشف عن افتقارنا للدفاع الجوي المناسب وقدرتهم على قصف مواقعنا الحيوية وقواعدنا العسكرية دون أي مقاومة'. كما أعرب حسيني عن مخاوفه بشأن التسلل الإسرائيلي الواضح إلى القوات العسكرية والأمنية الإيرانية، مما يمكّنها من تنفيذ عمليات سرية ضد القوات المسلحة الإيرانية والأهداف النووية. وفي ردها على الهجوم الإسرائيلي، لم تتمكن إيران إلا من حشد 200 صاروخ، على الرغم من أمر خامنئي بإطلاق وابل من 1000 صاروخ، وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن إيران كانت تخطط للرد في حالة وقوع هجوم إسرائيلي منذ أكثر من أسبوع'. وبحسب الصحيفة، 'منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، كانت المعركة بين الفصيل المعتدل في النظام، الذي يسعى إلى تبني موقف أقل مواجهة تجاه الغرب، والمتشددين الأيديولوجيين إحدى السمات المميزة للنظام. في حين يظل آية الله علي خامنئي الزعيم بلا منازع للمتشددين، يُنظر إلى مسعود بزشكيان، الرئيس المنتخب حديثاً للبلاد، على أنه يمثل الجناح الأكثر اعتدالاً في النظام. وحتى الآن، ظل بزشكيان بعيدا عن الأضواء نسبيا، حيث أدان الهجمات الإسرائيلية ودعا إلى الوحدة بين الشعب الإيراني، وقال: 'اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الأمة الإيرانية إلى التكاتف والثقة والتعاطف والوحدة والإجماع'. وقد اعتبر فوز بزشكيان في الانتخابات الأخيرة على المرشح المحافظ المتشدد سعيد جليل بمثابة مؤشر على رغبة طهران في تبني نهج أكثر بناءً مع الغرب، وخاصة في ما يتعلق بتخفيف العقوبات التي ضربت الاقتصاد الإيراني بشدة'. وتابعت الصحيفة، 'لقد أثارت طريقة تعامل النظام مع الاقتصاد معارضة متزايدة في كل أنحاء البلاد، مما وضع خامنئي تحت ضغوط لتبني نبرة أكثر تصالحية. خلال الحملة الانتخابية، كان بزشكيان ينتقد بشدة الشرطة الأخلاقية القمعية في إيران، كما وتحدى نهج المتشددين بشكل مباشر من خلال الدعوة إلى 'الوحدة والتماسك' في إيران، فضلاً عن الدعوة إلى إنهاء 'عزلة' إيران عن العالم الخارجي. كما دعا إلى المشاركة في 'مفاوضات بناءة' مع القوى الغربية للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي وافقت إيران على الحد منه في مقابل تخفيف العقوبات الغربية. ولكن في حين حاول بزشكيان جاهداً اتباع سياسة اجتماعية وخارجية أكثر اعتدالاً منذ توليه منصبه، فقد اضطر إلى مواجهة المقاومة المؤسسية من جانب الفصيل المتشدد، الذي ينظر إلى أي اتفاق مع الغرب بشأن طموحات إيران النووية باعتباره بمثابة بيع للبلاد'. وأضافت الصحيفة، 'ظهرت إحدى مؤشرات الصراع الأيديولوجي في قلب النظام الإيراني في شهر آذار عندما أُجبر محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني المعتدل السابق، على الاستقالة من منصبه كنائب للرئيس. ويُقال إن إقالة ظريف، الحليف الوثيق لبزشكيان، كانت مرتبطة بمعارضته للتحالف المتنامي بين طهران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي اعتبره بمثابة عامل مضاد للإنتاجية بالنسبة للجهود الدبلوماسية الإيرانية لتحسين العلاقات مع الغرب. وفي حين أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران يعني أن هناك احتمالات ضئيلة لتحسين طهران لعلاقاتها مع الغرب في المستقبل القريب، فإن اندلاع الأعمال العدائية سوف يركز الانتباه على الصراعات الداخلية للنظام، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار النظام'. وختمت الصحيفة، 'في الوقت الحالي، يتولى المتشددون في إيران مسؤولية الرد العسكري للبلاد على الهجوم الإسرائيلي المستمر. ولكن كلما استمرت إسرائيل في مهاجمة أهداف إيرانية رئيسية دون عقاب، ازداد الضغط على المتشددين لتبرير فشلهم الذريع في الدفاع عن البلاد، وهو فشل قد يؤدي في النهاية إلى زوالهم'.