
'جبروت'.. أذرع مأجورة في حملة يائسة لضرب أقوى جهاز استخباراتي بالمغرب
غير أن المتتبع العاقل يدرك أن مثل هذه الأساليب الرخيصة لا يمكن فصلها عن أجندات خفية تسعى للنيل من أقوى مؤسسة استخباراتية في المغرب، والتي راكمت عبر سنوات خبرة ونجاحات جعلتها محط إشادة دولية.
إن استهداف الديستي ليس مجرد حملة افتراضية، بل هو محاولة لضرب العمود الفقري للأمن الوطني، فالمؤسسة التي تصدت لشبكات الإرهاب، وأسقطت خلايا تجسسية، وأحبطت عمليات عابرة للحدود، لا يمكن أن تكون في مرمى النار عبثاً.
كل من يحاول التشكيك في مصداقيتها، إنما يسعى إلى إضعاف ثقة المواطن في دولته وإحداث ثغرة يستفيد منها خصوم المغرب.
من الواضح أن 'جبروت' ليست مجرد مجموعة عابرة، بل يبدو أنها أداة مسخرة من أطراف تكن العداء للوطن، وتبحث عن ضرب ركائز الاستقرار من الداخل، عبر بث الشائعات وتضليل الرأي العام.
هذه الحرب الناعمة، التي تعتمد الكذب والفبركة كسلاح، لا تقل خطورة عن أي تهديد خارجي، لأنها تستهدف المعنويات وتضرب الثقة بين الشعب ومؤسساته.
المغاربة اليوم يعرفون جيداً العدو من الصديق، ويعون أن الحملة ضد الديستي ليست سوى فصل من فصول الحرب الإعلامية الممنهجة ضد المملكة.
لكن ما يفرض نفسه هو اليقظة الإعلامية والمدنية: يجب أن يتحمل الإعلام الوطني والنشطاء والرأي العام مسؤوليته في فضح مثل هذه المناورات، ووضعها في حجمها الحقيقي، حتى لا تجد من يصدقها أو يستغلها.
قوة المغرب كانت وستظل في وحدة صفه وراء ملكه ومؤسساته السيادية.
وإذا كان خصوم الوطن يلجؤون إلى فبركة الوثائق وتزييف الحقائق، فهذا في حد ذاته اعتراف ضمني بأنهم فشلوا أمام قوة الدولة في الميدان.
ومهما حاولت 'جبروت' أو غيرها، ستظل الديستي رمزاً للنجاعة الأمنية التي تؤرق أعداء الداخل والخارج على حد سواء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كواليس اليوم
منذ 9 ساعات
- كواليس اليوم
'جبروت'.. أذرع مأجورة في حملة يائسة لضرب أقوى جهاز استخباراتي بالمغرب
بدأت ملامح النوايا الحقيقية لمجموعة 'جبروت' تتضح يوماً بعد يوم، بعدما شرعت في نشر وثائق مفبركة على منصات التواصل، مدعية أنها أدلة على وجود فساد داخل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الديستي). غير أن المتتبع العاقل يدرك أن مثل هذه الأساليب الرخيصة لا يمكن فصلها عن أجندات خفية تسعى للنيل من أقوى مؤسسة استخباراتية في المغرب، والتي راكمت عبر سنوات خبرة ونجاحات جعلتها محط إشادة دولية. إن استهداف الديستي ليس مجرد حملة افتراضية، بل هو محاولة لضرب العمود الفقري للأمن الوطني، فالمؤسسة التي تصدت لشبكات الإرهاب، وأسقطت خلايا تجسسية، وأحبطت عمليات عابرة للحدود، لا يمكن أن تكون في مرمى النار عبثاً. كل من يحاول التشكيك في مصداقيتها، إنما يسعى إلى إضعاف ثقة المواطن في دولته وإحداث ثغرة يستفيد منها خصوم المغرب. من الواضح أن 'جبروت' ليست مجرد مجموعة عابرة، بل يبدو أنها أداة مسخرة من أطراف تكن العداء للوطن، وتبحث عن ضرب ركائز الاستقرار من الداخل، عبر بث الشائعات وتضليل الرأي العام. هذه الحرب الناعمة، التي تعتمد الكذب والفبركة كسلاح، لا تقل خطورة عن أي تهديد خارجي، لأنها تستهدف المعنويات وتضرب الثقة بين الشعب ومؤسساته. المغاربة اليوم يعرفون جيداً العدو من الصديق، ويعون أن الحملة ضد الديستي ليست سوى فصل من فصول الحرب الإعلامية الممنهجة ضد المملكة. لكن ما يفرض نفسه هو اليقظة الإعلامية والمدنية: يجب أن يتحمل الإعلام الوطني والنشطاء والرأي العام مسؤوليته في فضح مثل هذه المناورات، ووضعها في حجمها الحقيقي، حتى لا تجد من يصدقها أو يستغلها. قوة المغرب كانت وستظل في وحدة صفه وراء ملكه ومؤسساته السيادية. وإذا كان خصوم الوطن يلجؤون إلى فبركة الوثائق وتزييف الحقائق، فهذا في حد ذاته اعتراف ضمني بأنهم فشلوا أمام قوة الدولة في الميدان. ومهما حاولت 'جبروت' أو غيرها، ستظل الديستي رمزاً للنجاعة الأمنية التي تؤرق أعداء الداخل والخارج على حد سواء.


صوت العدالة
منذ 17 ساعات
- صوت العدالة
الدكتور أنس أبو الكلام يكتب: 'جبروت' حرب هجينة تستهدف أمن المغرب واستقراره
'جبروت'… حملة تضليل أم حرب سيبرانية على المغرب؟ في رأيي المتواضع، ما يسمى بـ'جبروت' ليس مجرد قصة عابرة على وسائل التواصل، بل هو حلقة مدروسة من حرب سيبرانية وإعلامية تستهدف وطننا خطوة خطوة. بدأت هذه الحملة باستهداف شخصيات عامة، ثم انتقلت إلى التشكيك في الدولة ومسارها الديمقراطي، وبعدها ضرب الثقة في القضاء، واليوم جاء الدور على مؤسساتنا الأمنية، وعلى رأسها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DST) والمديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED)، وهما من ركائز الأمن والاستقرار في المملكة، إلى جانب المؤسسة الملكية، وذواتا سمعة دولية في الكفاءة والاحترافية. اتتذكرون مسار و خطة بيكاسوس و التي تبين شيئا فشيئا انها كذب و هراء وراءه اهذاف خفية لظرب المغرب و الاضرار بعلاقته مع حلفائه كفرنسا وتشويه صورة المملكة الشريفة دوليا ؟ المثير للانتباه أنه في نفس السياق، 'جبروت' تتحرك وفق خطة تصعيدية منظمة، هدفها تفكيك أعمدة النظام المغربي واحداً تلو الآخر، وقد لا يكون مستبعداً أن تحاول في المستقبل استهداف رأس الدولة نفسه. الوقائع أمامنا بوضوح: رسائل موحّدة ومتكررة على حسابات متعددة. تغيّر التكتيك وتعدد الوجوه المشاركة (جبروت 1، جبروت 2، وبعض الأسماء المعروفة على مواقع التواصل، أغلبهم في الخارج وبعضهم في الداخل). نشر صور وفيديوهات قديمة أو مفبركة لإثارة البلبلة. غياب أي تحليل علمي أو تقني جاد، والاكتفاء بلعب دور 'الإثارة' عبر مصطلحات فضفاضة ومضللة، مثل الحديث عن 'أبواب خلفية' وكأنها أزرار سحرية تخترق أنظمة معقدة بضغطة واحدة! اختيار توقيت الحملات مباشرة بعد كل نجاح أمني أو دبلوماسي يحققه المغرب. كل هذه المؤشرات تحمل بصمات الحرب الهجينة، وهي حرب تجمع بين التضليل الإعلامي والهجمات الرقمية، وغالباً ما تُدار من أطراف خارجية، مع احتمال كبير لتورط دول لا يسرّها أن ترى المغرب قوياً وآمناً ومؤثراً في محيطه. رسالتي لكم اخواني اخواتي: لا نسمح لأحد أن يستخدمنا كأداة في هذه الحملات، لا نكون أداة في يد أعدائنا. فلنتحقّق قبل مشاركة أي خبر، غالبا مه يمخز القليل من الصحيح و الكثير من المغالطات. لذلك، لا ننجرّ وراء الإثارة السطحية و لنكن جموعا سنداً لمؤسسات مغربنا الحبيب، فهي الدرع الذي يحمينا ويحمي وطننا بل وهي خط الدفاع الأول عنا جميعا. و لنؤمن في كل تصرفاتنا بشعارنا الخالد #اللهالوطنالملك حماية سمعة المغرب… حماية لأمنه واستقراره و كما قال طرفة بن العبد ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له بَتاتًا، ولم تَضْرِبْ له وقتَ مَوعِدِ


كواليس اليوم
منذ يوم واحد
- كواليس اليوم
المغرب في معادلة الأمن العالمي: كيف رسخ حموشي والمنصوري ثنائية القوة الاستخباراتية والدبلوماسية
أصدر مركز روك للخبرة والفكر الاستراتيجي تقريراً مطولاً رسم من خلاله ملامح التحول العميق الذي شهده الجهاز الاستخباراتي المغربي، مسلطاً الضوء على الدور المحوري لكل من عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات. التقرير يقدم المغرب كنموذج إقليمي نادر استطاع الجمع بين الفعالية الميدانية والشرعية القانونية، وبين القوة العملياتية وحسن توظيف المعلومة في السياسة الخارجية. في سياق إقليمي معقد، حيث تتشابك النزاعات وتتقاطع المصالح، لم تعد المعلومة الأمنية مجرد أداة داخلية لضبط الاستقرار، بل تحولت إلى ورقة استراتيجية في يد الدولة المغربية. عبد اللطيف حموشي أعاد صياغة العلاقة بين الأمن الداخلي والدبلوماسية الأمنية، حيث أصبح تبادل المعلومات مع العواصم الإقليمية والدولية جزءاً من بناء النفوذ المغربي وتعزيز الثقة مع الشركاء. وفي الجهة الأخرى، يشتغل ياسين المنصوري بمنطق 'الدبلوماسية الاستخباراتية'، موظفاً شبكات التعاون الخارجي لتعزيز الموقف المغربي في ملفات حيوية، وعلى رأسها قضية الصحراء ومكافحة الشبكات الإجرامية العابرة للحدود. التقرير يبرز كيف أن المغرب كسر الحواجز التقليدية بين العمل الاستخباراتي الداخلي والخارجي، فالتحديات الأمنية لم تعد تعرف حدوداً واضحة. خلية إرهابية قد تُخطط في منطقة الساحل وتنفذ في قلب الدار البيضاء، وهجمة سيبرانية قد تُدار من قارة بعيدة وتستهدف بنية تحتية محلية، وحملات تضليل إعلامي قد تضرب الرأي العام من وراء شاشات محمولة في أي مكان. هذا الواقع دفع إلى بناء تكامل غير مسبوق بين 'الديستي' بقيادة حموشي و'الديجيد' تحت إشراف المنصوري، ما سمح بتحقيق سرعة استجابة وقدرة وقائية عالية. لكن التقرير لا يكتفي بالإشادة بالنجاحات، بل يتوقف عند التحديات القانونية التي تواجه المنظومة الأمنية المغربية. فمنذ أحداث 16 ماي 2003، انخرط المغرب في تحديث مستمر لترسانته التشريعية، من قوانين مكافحة الإرهاب إلى تشريعات الأمن السيبراني وحماية المعطيات الشخصية. ومع ذلك، فإن الإشكال الأكبر يكمن في مواكبة هذا الإطار القانوني للتغيرات التكنولوجية المتسارعة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، التشفير الكمي، والجرائم الرقمية العابرة للحدود. على المستوى الجيوستراتيجي، يرصد مركز روك كيف انتقل المغرب من موقع الدفاع إلى دور المبادر، مشاركاً بفعالية في 'حرب الظل' عبر عمليات استخباراتية وتنسيق دولي مكثف، ساهم في إحباط هجمات في أوروبا وتفكيك شبكات تهريب دولية، ما عزز صورة الرباط كحليف موثوق وشريك استراتيجي، لكنه في الوقت نفسه وضعها في مرمى اهتمام ومنافسة قوى إقليمية ودولية أخرى. الخلاصة التي يمكن أن نخرج بها من هذا التقرير أن المغرب اليوم يقف على معادلة دقيقة تجمع بين ثقة الشركاء الدوليين وقدرة الردع الداخلي والخارجي، بقيادة ثنائية حموشي–المنصوري التي أصبحت نموذجاً يحتذى إقليمياً. ومع أن النجاحات العملياتية متواصلة، فإن التحدي المستقبلي يكمن في التكيف مع تهديدات لم تولد بعد، وفي ضمان أن يسير القانون والتكنولوجيا بنفس سرعة حركة المعلومة الأمنية في عالم شديد السيولة والتقلب.