
قــراءات دوليـــة والإنعكاسات علي الشرق الأوسط
الوقت كفيل بحل الكثير من الأزمات، كما أن التوقيت في إتخاذ القرار هو فيصل، فالقرار الصحيح في الوقت الخاطئ لا يجدي نفعا، والقرار الخاطئ في الوقت الخاطئ يسبب دمارا، وهو ما نستطيع قراءته في الكثير من القرارات الاقتصادية التي اتخذها الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترمب" في خلال المئة يوم الأولي من تولي مهامه، فعلي سبيل الإفتراض، لو تم اتخاذ قرارات مشابهة من الإدارات الأمريكية قبل عشر سنوات مضت لكانت الخيارات الدولية الضدية اقل تأثيرا، ولربما رأينا تأييدا أو انصياعا عالميا لتلك القرارات،
لقد تغير النظام المالي العالمي ولن يكون كما سبق، وهو ما بينته إرادة أعضاء مجموعة البريكس، حيث تم التغلب علي ما سبق من مخاوف، ليخترق الحاجز الأمريكي. لقد منح القرار الأمريكي غير المدروس فرصة ناعمة لتجميع قوي دولية مؤثرة، ك روسيا والصين والهند والبرازيل، مع اقتراب مشاركة سعودية بعد انتهاء اتفاقية ال بترو- دولار الموقعة عام 1974، حيث سيتم من خلال هذا الإندماج تحويلات مباشرة بالعملات المحلية بدلا من تلك المحكومة بالدولار الأمريكي، ولن تخضع للحصار متي شاء الأنكل سام، لقد حان الوقت بأن نقول باستبدال الدولار الأمريكي، ليكون جزءا وليس كلا، وهو ما يعني تبدل المناخ الاقتصادي العالمي،
تتسم المرحلة بكون أن الأطراف الفاعلة مختلطة وغير متوافقة، والمصالح البينية فقدت أواصر الثقة، وتلاشت الطرائق والوسائل الدولية والدبلوماسية المعتادة، ونري ضعفا لممارسات القائمين علي القانون الدولي وما يتبعه، وهو ما يبعث بالأمل للتغيير، ويضع أمام القادة سيناريوهات مستحدثة وفق مرتكزات اقتصادية وسياسية واعدة، لتفتح آفاقا من التغيير أمام دولنا "العالم الثالث" في حالة تحقق الفكر والإرادة الجماعية،
ما ذكرنا سلفا، يجرنا الي الحديث عن الشرق الأوسط بصفة عامة، والقارة الأفريقية وشمالها بشكل خاص، حيث منحت الأخطاء الأمريكية حزمة من الخيارات (ربما إيجابية) بعلاقة دولنا العربية والإفريقية بصانعي القرار الدولي والدول العظمى المتشظية والمختلفة والمتصارعة، فلم تعد خيوط اللعبة في يد أمريكية بشكل مطلق، في الوقت الذي تبحث دول أوروبا وآسيا عن بدائل صلبة لتحالفات مرنة وقد تكون متوسطة الأجل، وذلك لحين استكمال حلقة التحول من القطبية الأحادية للثنائية وفواعل اخري،
إن الضغوطات الأمريكية علي بعض الدول العربية كمصر، والسعودية سيكون شاقا ومرهقا ومستنزفا مادامت تلك الدول تعمل وفق مصالحها الوطنية، حيث أن فك الإرتباط الأمريكي قد يذهب بتلك الدول لحصارات بشتي أنواعها وعقوبات قد ترهق اقتصاداتها، في المقابل، فإن عدم فك الإرتباط يعني التخلي عن الدراسات الاقتصادية والسياسية، والثوابت العربية والإسلامية، وسنري نوعا من التريث والتجاوب والمناورة في الفترة القادمة، ولن يكون طويلا، وذلك حرصا علي السلامة والأمن، فالقاعدة الشعبية هي الوسيلة الأولي للدفاع عن السياسات الخارجية
.
الإنقسام الأمريكي الداخلي بين كل من
MAGA
والتوجهات الأمريكية التقليدية، كما أن التشظى الأوروبي (خروج بريطانيا - صراع إيطاليا وفرنسا - استقلالية المانيا)، والثبات الصيني، والطموح الروسي، كلها دوافع تمنح كافة الدول العربية للتحديث وأن تضع استراتيجياتها بشكل يحفظ لها البقاء والإستقلالية، وستكون ايران الورقة الضاغطة التي يجب احتوائها ضمن التحالفات الخليجية الفارسية
.
وفي ختام ما نذهب به في هذا الجزء، ما جسده الخطاب العقلاني للرئيس تراروري، والذي افصح عن الوجه الحقيقي للإستعمار المبطن للغرب ومدي الوحشية التي تمثلها تلك الدول في الإبتزاز لثروات الأمم الإفريقية،
وسنأتي في هذه السلسلة لكثير من التفاصيل، في لقاء آخر

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جوهرة FM
منذ ساعة واحدة
- جوهرة FM
هدية قطر لترامب تثير الجدل
أثار خبر الهدية التي قدّمتها قطر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمتمثلة في طائرة بوينغ 747-8 تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، جدلا كبيرا. وصرّحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أمس الاثنين، أن الطائرة القطرية الفاخرة المثيرة للجدل التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي "مشروع القوات الجوية" وأن ترامب "لا علاقة له بها". وقالت ليفيت: "لنكن واضحين تمامًا، حكومة قطر، والعائلة القطرية، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأمريكية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقًا لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية.. سيتم تحديثها وفقًا لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأمريكية - هذه الطائرة ليست تبرعًا شخصيًا أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأمريكية". من جهته، اعتبر رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن تقديم الدوحة طائرة "بوينغ 747-8" هدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أمر طبيعي يحدث بين الحلفاء". وأضاف خلال منتدى اقتصادي عقد في الدوحة، الثلاثاء: "عندما يتعلق الأمر باتهامات سابقة بالرشوة فإنه لا يوجد دليل على ارتكاب قطر أي خطأ". وتابع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "آمل أن تنظر الولايات المتحدة إلى قطر باعتبارها شريكا موثوقا في الدبلوماسية لا يحاول شراء النفوذ".


تونس تليغراف
منذ 2 ساعات
- تونس تليغراف
Tunisie Telegraph البنك الإسلامي للتنمية يقرض الجزائر 3 مليارات دولار لدعم المشاريع التنموية
من المرجح أن تحصل الجزائر على قروض بقيمة 3 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم تنفيذ مشاريع تنموية رئيسة، وفق ما أفاد رئيس البنك الإسلامي للتنمية، محمد سليمان الجاسر. جاء ذلك على هامش انطلاق الاجتماعات السنوية للبنك «الإسلامي للتنمية» المنعقدة في الجزائر، والتي تمتد لمدة 4 أيام، خلال الفترة بين الـ19 والـ 22 من ماي الجاري بالمركز الدولي للمؤتمرات في الجزائر. الجاسر قال: «التمويل سيوجه نحو مشاريع من بينها تطوير السكك الحديدية، ضمن خطة الرئيس لربط المناطق الاقتصادية في البلاد». وصادق «الإسلامي للتنمية»، أمس الاثنين، بالجزائر، على تمويلات تنموية تتجاوز قيمتها 1.3 مليار دولار, تهدف لتحفيز النمو الشامل، والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، والفرص الاقتصادية في البلدان الأعضاء، حسبما أفاد بيان للبنك. وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال يوم 14 ماي 2025 إن' الجزائر ،البلد الأفريقي الوحيد الذي ليس لديه مديونية خارجية وهو مؤشر على قوة الاقتصاد الجزائري' .


الإذاعة الوطنية
منذ 7 ساعات
- الإذاعة الوطنية
ارتفاع طفيف في أسعار النفط عند التسوية
ارتفعت أسعار النفط بمقدار طفيف عند التسوية اليوم الاثنين إذ تفوق التأثير الناجم عن مؤشرات على حدوث جمود في المحادثات الأمريكية مع إيران بشأن برنامج طهران النووي على تبعات خفض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية لتسجل 65.54 دولار للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ليصل إلى 62.69 دولار للبرميل عند التسوية. وارتفع كلا الخامين بأكثر من واحد بالمائة الأسبوع الماضي.