logo
كواليس صناعة الطعام الصحي .. استثمار في الجسد أم تجارة رابحة للشركات؟

كواليس صناعة الطعام الصحي .. استثمار في الجسد أم تجارة رابحة للشركات؟

أرقاممنذ 18 ساعات
في أحد أركان حي "سوهو" الأنيق في نيويورك، جلس شاب ثلاثيني يتصفح قائمة الطعام في مطعم عضوي شهير، باحثًا عن وجبة "صحية" بعد حصته الصباحية في النادي الرياضي. اختار هذا الشاب سلطة "الكوينوا بالأفوكادو" مع شرائح السلمون المدخن، ومشروب توت عضوي، وقالب بروتين بالحبة السوداء للتحلية ليدفع فاتورة تجاوزت 60 دولارًا أمريكيًا.
نفس هذا الشاب تناول الغداء في مطعم يقدّم "أطعمة صحية طازجة"، واختار هذه المرة طبق رئيسي من صدر بط عضوي مطهو، مع وجبة تحلية خالية من السكر، ولكن أنفق هذه المرة نحو 122 دولارًا.
ورغم أن المكونات تبدو خفيفة على المعدة، فإنها ثقيلة على الجيب، إذ يتطلب الأمر من مثل هذا الشاب أكثر من 200 دولار يوميًا ليحصل على وجبات صحية من المطاعم التي توفر تلك النوعية من الطعام.
بالطبع هناك من يلجأ إلى الطهي تلك المنتجات في المنزل من أجل تقليص الفاتورة، لكن تظل كلفتها أعلى من نظيرتها التقليدية، فهناك ملايين حول العالم من مختلف الأعمار مثل هذا الشاب يسعون لتناول الأكل الصحي الخالي من المواد الضارة.
فهل تُعد هذه الأطعمة فعلًا صحية بما يكفي لتبرير هذا السعر؟ أم أن الأمر يتعلق بالتسويق وجني الأرباح عبر الترويج لطعام يظن مشتريه أنه يقدم نمط حياة أكثر صحة.
أرقام ضخمة لصناعة الغذاء الصحي
في عصر أصبح مهووسًا بالصحة وطول العمر، تحولت منتجات الطعام الصحي من عناصر هامشية في متاجر متخصصة إلى منتجات حاضرة بقوة في الأسواق الاستهلاكية العالمية.
وخلف هذه الوجبات الصحية والتغليف الأنيق، تدور صناعة ضخمة تقدَّر قيمتها عالميًا بنحو تريليون دولار في عام 2024، مع توقعات نمو تصل لنحو 50% بحلول 2030.
وجاءت تلك الأرقام الضخمة مدفوعة بزيادة الإقبال على المنتجات المعلبة تحت لافتات مثل "عضوي"، "خالي من الجلوتين"، "دون سكر مضاف".
ويغذي هذا النمو تغيّر سلوك المستهلكين، إذ كشفت بيانات شركة ماكينزي أن 79% من المستهلكين يعتبرون الصحة والعافية أمرًا مهمًا في حياتهم، مع التركيز على التغذية النشطة والأكل الصحي كأولوية قصوى.
وليس الأفراد وحدهم من ينساقون وراء تلك اللافتات، بل أيضًا المؤسسات الصحية والمدارس وشركات التأمين، التي تروّج لبرامج غذائية تعتمد على ما يُعرف بـ"الأطعمة الوظيفية" التي يُفترض أنها تقي من الأمراض وتُعزز الطاقة والتركيز.
وتتصدر أمريكا الشمالية وأوروبا السوق، بينما يشهد الطلب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ نموًا سريعًا نتيجة زيادة الوعي الصحي.
وساهم المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير في دفع منتجات مثل رقائق الكيل، وحليب اللوز، ومكملات الكولاجين إلى الواجهة.
ثمن العافية.. هوامش ربح عالية
رغم ما يبدو من فوائد صحية مغرية، فإن عالم الأطعمة "الصحية" يخفي خلفه اقتصادًا مزدهرًا قائمًا على هوامش ربح لافتة وأسعار تفوق بكثير المنتجات الغذائية التقليدية.
وأظهرت دراسة صادرة عن كلية هارفارد للصحة العامة أن تناول الأطعمة الصحية يكلف الفرد، في المتوسط، 1.50 دولار إضافيًا يوميًا مقارنة بالأطعمة الأقل صحية، أي نحو 550 دولارًا سنويًا للشخص الواحد.
حجم الاستثمارات المتوقعة في قطاع الأغذية الصحية خلال السنوات الخمس المقبلة
ووفقًا لبيانات شركة آيبيس وورلد لأبحاث السوق، فإن هامش الربح في بعض منتجات الأغذية الصحية يمكن أن يتجاوز 35%، مقارنة بهوامش تتراوح بين 10 و15% فقط في المنتجات التقليدية.
على سبيل المثال، تُباع عبوة من بسكويت الشوفان العضوي بسعر يصل إلى 6 دولارات، في حين أن تكلفة تصنيعها لا تتجاوز 1.2 دولار فقط.
ويرجع الخبراء ارتفاع سعر الغذاء الصحي غالبًا إلى الغلاف الأنيق والعبارات التسويقية مثل "طبيعي 100%"، التي تُضفي إحساسًا بأن المستهلك يدفع ثمن "صحته" لا مجرد منتج غذائي.
هذه الربحية المرتفعة دفعت شركات الأغذية العملاقة إلى دخول هذا القطاع بقوة، فقد استحوذت شركة نسله على علامة فايتيل بروتينز المتخصصة في مكملات الكولاجين.
في حين تمتلك يونيليفير علامة سير كنسينجتونز الشهيرة بمنتجاتها النباتية والنظيفة.
كما وسّعت دانون الفرنسية استثماراتها في المنتجات العضوية واللبن النباتي، إدراكًا منها أن المستهلك مستعد لدفع المزيد مقابل ما يُسوّق له على أنه "الخيار الأفضل لصحة المستقبل".
هل تحقق هذه المنتجات وعودها الصحية؟
رغم أن العديد من منتجات الطعام الصحي تحتوي على عناصر مفيدة مثل مضادات الأكسدة والألياف والبروتينات النباتية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الكثير من تلك المنتجات لا تستند إلى أسس علمية قوية.
كما أشارت مراجعات علمية نُشرت في مجلة بريتش ميديكال إلى أن كثيرًا من هذه الادعاءات تفتقر إلى دليل علمي قاطع، وأن الفارق الصحي بين بعض المنتجات "العضوية" وتلك التقليدية قد لا يكون مؤثرًا كما يُعتقد.
وفي مراجعة نُشرت عام 2023 في المجلة نفسها، تبين أن أكثر من 60% من المنتجات التي تُسوّق على أنها "صحية" أو "طبيعية" في الولايات المتحدة تحتوي على نسب مرتفعة من السكر أو الصوديوم أو الدهون المشبعة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور "مارك هوبكنز"، أستاذ علوم التغذية في جامعة ليدز: "هناك تضخيم كبير في التسويق الغذائي، فمجرد كون الطعام باهظ الثمن ولا يحتوي على إضافات صناعية لا يعني بالضرورة أنه أكثر صحة أو فاعلية".
وأضاف أنه أحيانًا تكون حبة فاكهة من السوق الشعبي أغنى بالفيتامينات من عصير فائق الجودة مستورد."
من جانبها تقول الدكتورة "ماريون نيستل"، أستاذة التغذية في جامعة نيويورك: "غالبًا ما تكون الادعاءات الصحية على عبوات المنتجات الغذائية أكثر ارتباطًا بالتسويق".
وأوضحت أن النظام الغذائي الصحي الحقيقي يجب أن يعتمد على الأطعمة الكاملة مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب، لا على مساحيق أو ألواح غذائية مصنّعة تُسوّق على أنها "أطعمة خارقة".
يستحق الثمن
في المقابل لا يرى البعض أن الطعام الصحي مجرد تغليف فاخر وتسويق ذكي، إذ أن التفاصيل أكثر تعقيدًا.
فإنتاج الطعام العضوي، مثلاً، لا يقتصر فقط على زراعة "دون مبيدات"، بل يتطلب دورات زراعية أطول، مراقبة صارمة للجودة، وتكاليف لوجستية أعلى لتفادي التلوث المتبادل مع الأطعمة التقليدية.
كما أن لحوم الأبقار أو الدواجن العضوية تتطلب أعلافًا طبيعية وبيئة تربية خاصة، مما يعني استثمارات أكبر لكل كيلوغرام من المنتج.
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فإن كلفة إنتاج الغذاء العضوي قد تزيد بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالإنتاج التقليدي، وهو ما ينعكس مباشرة على الأسعار النهائية.
من منظور آخر، ينظر بعض الخبراء إلى الطعام الصحي باعتباره استثمارًا طويل الأمد في الصحة، وليس كسلعة استهلاكية فقط.
إذ تشير دراسة منشورة في مجلة بابليك هيلث نيوترشن إلى أن النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان بنسبة تصل إلى 30%.
بمعنى آخر، ما يدفعه الشخص اليوم على وجبة خالية من الزيوت المهدرجة أو السكر المكرر، قد يوفر عليه آلاف الدولارات من نفقات العلاج لاحقًا.
كما تلتزم بعض الشركات بشهادات معتمدة مثل يو إس دي إيه أورجانيك، ما يعني رقابة صارمة من جهات مستقلة، هذا المستوى من الالتزام بالجودة والسلامة يُبرر من وجهة نظرهم التكلفة المرتفعة.
كما يدفع المستهلك أحيانًا أيضًا ثمن الابتكار والتطوير العلمي، فمنتجات مثل بدائل اللحوم النباتية أو الزبادي الغني بالبروبيوتيك تستند إلى أبحاث طويلة ومعقدة لتوفير طعام شهي وبديل صحي بمذاق وقوام مقنعين.
وتُخصص الشركات الناشئة في هذا المجال ملايين الدولارات سنويًا لتطوير هذه المنتجات، ما ينعكس بدوره على سعر المنتج النهائي.
المستهلكون في مرمى النيران
في نهاية المطاف يجد المستهلكون الحريصون على صحتهم أنفسهم في حيرة وسط هذا الزخم، فالكثير منهم يشترون هذه المنتجات معتقدين أنهم يتخذون قرارات صحية، لكن الخط الفاصل بين العلم والتسويق أصبح مشوشًا.
تقول آنا لورانس، مديرة تسويق تبلغ من العمر 32 عامًا إنها تنفق نحو 400 دولار شهريًا على المنتجات الصحية، لذا فهي تريد أن تتجنب الإصابة بالأمراض، وتنام بشكل أفضل، وبالتالي الحصول صحة أفضل، لكنها تشعر أحيانًا أنها تدفع "مقابل التغليف والوعود فقط".
ويمكن لمنتجات الطعام الصحي أن تساهم في نمط حياة متوازن إذا تم اختيارها بعناية، لكن النمو السريع في هذه الصناعة جعل التسويق يتفوق على الحقائق العلمية في كثير من الأحيان.
لذلك، من المهم أن يكون المستهلك واعيًا، يقرأ الملصقات بدقة، ويعتمد على مصادر موثوقة بدلاً من الانجراف وراء الكلمات الرنانة أو توجهات المشاهير.
فالصحة لا تُشترى فقط من أرفف المتاجر الراقية، بل تُبنى بالمعرفة، والاعتدال، والاختيارات الذكية ليست بالضرورة المكلفة.
المصادر: أرقام- جراند فيو ريسرش- شركة ماكينزي- كلية هارفارد للصحة العامة- المجلة الطبية البريطانية- هيئة الغذاء والدواء الأمريكية- هيئة سلامة الأغذية الأوروبية- شركة آي بي آي إس وورلد للأبحاث- بابليك هيلث نيوترشن
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بحث يكشف تأثير السبيرميدين على الوظائف المعرفية لدى كبار السن
بحث يكشف تأثير السبيرميدين على الوظائف المعرفية لدى كبار السن

الرجل

timeمنذ 3 ساعات

  • الرجل

بحث يكشف تأثير السبيرميدين على الوظائف المعرفية لدى كبار السن

أعلنت دراسة حديثة نشرت نتائجها في مجلة الاضطرابات العاطفية، أن زيادة تناول السبيرميدين يرتبط بتحسن ملحوظ في الأداء العقلي لدى كبار السن، وأظهرت الدراسة أن التأثير كان أقوى لدى الرجال، والأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن، والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الدهون في الدم، بالإضافة إلى البيض غير اللاتنيين. ويعد السبيرميدين مركبًا طبيعيًا موجودًا في جميع الخلايا الحية، وقد دعمت دراسات تجريبية دوره في التحكم بنمو الخلايا، صيانتها، وإزالة المكونات التالفة عبر عملية الالتهام الذاتي، فيما تم ربطه أيضًا بتأثيرات مضادة للشيخوخة وحماية للقلب، ومع تقدم العمر، تنخفض مستويات السبيرميدين، مما قد يساهم في الخلل الخلوي المرتبط بالشيخوخة. تم العثور على السبيرميدين في مجموعة من الأطعمة الطبيعية مثل الجبن المعتق، منتجات الصويا، الفطر، الحبوب الكاملة، البقوليات، والبازلاء الخضراء، ويمكن أيضًا العثور عليه في جنين القمح وبعض الأطعمة المخمرة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن الحصول عليه من المكملات الغذائية. السبيرميدين يرتبط بتحسن الأداء العقلي شملت الدراسة تحليل بيانات من المسح الوطني للصحة والتغذية (NHANES) في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2011 و2014، وتم تضمين 2,674 مشاركًا في الدراسة، حيث تم تقييم وظائفهم المعرفية عبر أربع اختبارات قياسية، وأظهرت النتائج أن المشاركين ممن حصولوا على حصص أكبر من السبيرميدين قد أظهروا أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة مقارنة بالأفراد الذين تناولوا كميات أقل. اقرأ أيضًا: 6 عناصر غذائية ضرورية لصحة كبار السن وأوضح الباحثون إلى أن السبيرميدين قد يكون مكونًا مهمًا في الاستراتيجيات الغذائية التي تهدف إلى تحسين الصحة المعرفية لدى كبار السن، وخاصة في الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، ومع ذلك، أشاروا إلى أن تصميم الدراسة لا يسمح بتحديد العلاقة السببية بين السبيرميدين وتحسين الأداء العقلي. وعلى الرغم من النتائج الواعدة، يجب أن تُؤخذ الدراسة في سياق أوسع، حيث لا يمكن استنتاج العلاقة السببية بشكل قاطع، ويظل السبيرميدين موضوعًا مثيرًا للبحث المستقبلي في مجال حماية الدماغ والتأثيرات المحتملة له على الوظائف المعرفية.

«الصحة العالمية» تنفي اتهامات إدارة ترمب بانتهاك السيادة الأمريكية
«الصحة العالمية» تنفي اتهامات إدارة ترمب بانتهاك السيادة الأمريكية

عكاظ

timeمنذ 5 ساعات

  • عكاظ

«الصحة العالمية» تنفي اتهامات إدارة ترمب بانتهاك السيادة الأمريكية

نفت منظمة الصحة العالمية، اليوم، اتهامات إدارة دونالد ترمب بأن التعديلات الأخيرة على اللوائح الصحية الدولية تنتهك السيادة الأمريكية. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحفي: «مهمتنا إصدار توصيات قائمة على البيانات لمساعدة الدول، لكن تطبيقها يبقى ضمن صلاحيات كل دولة وفق أنظمتها الوطنية». وردّاً على تصريحات وزيرَي الصحة والخارجية الأمريكيَين في 18 يوليو التي تحدثت عن تقويض للسيادة، أوضح تيدروس أن التعديلات نوقشت واعتُمدت من الدول الأعضاء، ولا تملك المنظمة سلطة فرض إجراءات مثل الإغلاق أو التلقيح الإجباري. من جهته، أشار كبير الخبراء القانونيين في المنظمة ستيف سالومون، إلى أن مهلة رفض التعديلات انتهت في 19 يوليو، وأن عدداً قليلاً فقط من الدول قدّم اعتراضه، ما يعني أن التعديلات ستسري على الغالبية العظمى من الدول الـ196 الأطراف في الاتفاق. أخبار ذات صلة

باحثون يطورون اختبارًا يتنبأ بمدى سرعة الشيخوخة وعمرك المتوقع
باحثون يطورون اختبارًا يتنبأ بمدى سرعة الشيخوخة وعمرك المتوقع

الرجل

timeمنذ 7 ساعات

  • الرجل

باحثون يطورون اختبارًا يتنبأ بمدى سرعة الشيخوخة وعمرك المتوقع

في دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة Duke الأمريكية، تم تطوير اختبار بسيط يتيح التنبؤ بمدة الحياة المتوقعة بناءً على سرعة الشيخوخة البيولوجية للجسم. وتهدف هذه الدراسة إلى فهم العلاقة بين سرعة الشيخوخة والتغيرات الجسدية في الجسم والدماغ لدى الأشخاص في منتصف العمر، بما يساعد على تقييم المخاطر الصحية وزيادة الوعي حول أمراض الشيخوخة. تأثير الشيخوخة على حياة الإنسان استخدم الباحثون تصوير الرنين المغناطيسي للدماغ لتحديد سرعة الشيخوخة البيولوجية لدى الأشخاص في الـ40 من العمر، وأظهرت النتائج أن هذا الفحص يمكن أن يساعد الأطباء في التنبؤ بظهور أمراض مزمنة مثل مرض ألزهايمر، وتحديد مدة الحياة المتوقعة بشكل دقيق. وتعتمد الدراسة على مفهوم الشيخوخة البيولوجية، الذي يختلف عن العمر الزمني، حيث يُظهر سرعة شيخوخة الجسم مقارنة بعمره الفعلي. وقد ربط الباحثون بين الشيخوخة السريعة والتغيرات في الدماغ، خاصة في منطقة الحُصين، وهي المنطقة المرتبطة بالذاكرة. وقد طور الباحثون أداة تسمى "DunedinPACN"، تعتمد على مسح دماغي واحد لتقدير سرعة الشيخوخة بناءً على مساحة سطح الدماغ وحجم المادة الرمادية. فيما تم تدريب الأداة على بيانات دماغية لـ 860 شخصًا، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتقدمون في السن بسرعة أكبر كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة بنسبة 18%، وارتفعت نسبة الوفاة لديهم بنسبة 40% مقارنة بمن يتقدمون في السن ببطء. تأثير الشيخوخة على الذاكرة وأوضح الباحثون أن سرعة الشيخوخة كانت مرتبطة بأداء أضعف في اختبارات الذاكرة، وتدهور حجم الحُصين في الدماغ. اقرأ أيضًا: علاج شائع لمكافحة الشيخوخة بين الرجال يخفي مخاطر صحية خطيرة كما رُصد ارتباط بين صغر حجم الحُصين وتسارع التدهور الإدراكي، وكذلك بين اتساع البطينات الدماغية وتدهور الصحة العامة. وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتقدمون في السن ببطء لديهم أدمغة أصغر وأكثر صحة، مع قشرة دماغية أكثر سمكًا وحُصين أكبر، ما يرتبط بعمر أطول وصحة أفضل. وأضاف الباحثون أن هذه النتائج كانت مستقرة عبر مختلف الخلفيات العرقية والاقتصادية. وفي دراسة لاحقة شملت 624 شخصًا بين 52 و 89 عامًا، وجد الباحثون أن سرعة الشيخوخة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 60%، وظهور مشاكل في الذاكرة مبكرًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store