
من قصص القرآن الكريم.. سيدنا إسماعيل وتفاصيل حفر بئر زمزم
سيدنا إسماعيل، عليه السلام، وقصة حفر زمزم
كلمة "إسماعيل" وردت في القرآن الكريم 12 مرة في 8 سور، هي: سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والأنعام، وإبراهيم، والأنبياء، وص، ومريم.
وأغلب المرات التي ذكر فيها، كان يُذكر فيها اسمه فقط ضمن أسماء مجموعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، جعلهم الله من ذرية "أبي الأنبياء"، إبراهيم عليه السّلام: إسحاق ويعقوب وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوط، ومن قبلهم نوح عليهم الصلاة والسلام والمذكورون في هذه الآيات 18 نبيّا.
ورد اسمه في سورة "إبراهيم" مرة واحدة في الآية (39) التي تثبت شكر وحمد إبراهيم لربّه عز وجل؛ لأنه وهبه على الكبر إسماعيل وإسحاق عليهم السّلام.
وفي سورة "مريم" ورد اسمه مرة واحدة أيضا، حيث أشاد الله به وأثنى عليه، لأنَّه كان صادق الوعد وكان رسولًا نبيا، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان مرضيا عند الله.
قال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا. وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا". (مريم: 54-55).
وصف الله، تعالى، سيدنا إسماعيل بأجمل الصفات، وأكملها، فقال الطبري عند تفسير هذه الآية: يقول، تعالى ذكره، لنبيه سيدنا محمد، صلّى الله عليه وسلّم: واذكر يا محمد في الكتاب إسماعيل بن إبراهيم، فاقصص خبره، إنه كان لا يكذب وعده ولا يخلف، ولكنه كان إذا وعد ربه أو عبدا من عباده وعدًا وفّى به".
كما ورد اسمه في سورة الأنبياء في الآية (85) مقرونا بإدريس وذا الكفل عليهم السلام، قال تعالى: "وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ. وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ". (الأنبياء: 85-86)، فوصف مع غيره من الرسل المذكورين من الأنبياء في القرآن الكريم بالصّبر، والصّبر حمل النفس على ما تكره وتحمّل الأذى في سبيل الله، والصّبر على الطاعات والكفِّ عن المعاصي والصّبر على أقدار الله المؤلمة، وقد كان منهم هذا الصبر بنوعيه؛ فلا يستحق العبد اسم الصّبر التام حتى يوفي هذين النوعين حقّهما.
يقول تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا". (مريم: 54)، لقد أرسله الله إلى قبيلة جرهم وكانت رسالته إليهم رسالة أبيه إبراهيم، عليه السلام، وهذا يدلُّ على اختيار الله تبارك وتعالى لإسماعيل، عليه السّلام، رسولًا منه إلى قومه الذين يقيم معهم في مكة على فضل الله عليه ورحمته به، ومنزلته عند الله عزّ وجل، فالله لا يختار من يحمل رسالته ودعوته للناس إلا من كان كفؤًا لذلك، قال الله تعالى: "اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ". (الأنعام: 124).
أيضا، وصف إسماعيل عليه السّلام بالحلم في قوله تعالى: "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ". (الصافات: 101)، ويعني: الأناة والتثبت في الأمور، وذلك من شعار العقلاء وصفة الحِلم تعني: الأناة ومعالجة الأمور بصبر وعلم وحكمة.
الابن الأكبر لسيدنا إبراهيم
سيدنا إسماعيل، هو الابن الأكبر لسيدنا إبراهيم، عليهما السلام. وأمه هاجر التي أهداها ملك مصر لسارة زوج إبراهيم، عليه السلام، والتي لم تكن قد أنجبت إسحق، عليه السلام.
ويقال إن بين إسماعيل وإسحق بضع عشرة عاما، وهذا ما تقوله التوراة.
كذلك فإسماعيل هو الولد الوحيد الذي فداه الله بذبح عظيم، ثم كانت المعجزة بولادة إسحق، عليه السلام، من سارة.
حكاية بئر زمزم
وجاء في صحيح البخاري، عن سعيد بن جبير: قال ابن عباس: أول ما اتخذ النساء المنطق (حزام على الوسط) من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بهم إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت، عند درجة فوق زمزم، في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ، أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب، وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟! فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لن يضيعنا، ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديهن فقال: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع..... حتى بلغ: يشكرون"، وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم ترَ أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحدا، فلم ترَ أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات.
قال ابن عباس: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "فذلك سعي الناس بينهما". فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت: صه – تريد نفسها – ثم تسمعت، فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعَقِبِه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تُحوِّضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها، وهو يفور بعدما تغرف.
قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة. فإن ما هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله.
وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول، فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي ةما فيه من ماء، فأرسلوا جريا أو جريين (من يدلهم على وجود الماء من عدمه) فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا، قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 15 دقائق
- الأسبوع
تفسير رؤيا «الصلاة في الشارع» بالمنام لابن سيرين
تفسير حلم الصلاة في الشارع عبد الله جميل تشير رؤيا الصلاة بالشارع في المنام إلى مجموعة من المعاني التي تختلف باختلاف حال الرائي، سواء كان رجلًا أو امرأة، أعزب أو متزوج، وقد تناولها ابن سيرين وعدد من فقهاء تفسير الأحلام في مؤلفاتهم، موضحين أن مكان الصلاة وظروفها تؤثر بشكل مباشر على تفسير الرؤيا. وفيما يلي ترصد «الأسبوع» أبرز دلالات رؤيا الصلاة في الشارع بالمنام، وذلك ضمن خدمة تفسير الأحلام التي تقدمها لقرائها بشكل مستمر. الصلاة في الشارع في المنام لابن سيرين أوضح ابن سيرين أن من رأى نفسه يصلي في الشارع، فإن هذه الرؤية تشير إلى الخير والبركة في الرزق، باعتبار أن الصلاة من أرقى صور التجارة مع الله، وهي تجارة لا تبور. وأضاف أن الصلاة وسط الناس في الطريق أو الأماكن العامة تدل على زوال الهموم وقضاء الدين، وإن كان الرائي مريضًا فهي إشارة إلى الشفاء، أما إذا كان مكروبًا، فإنها بشارة بانفراج قريب. تفسير الصلاة في الشارع للعازب والعزباء إذا رأى الشاب الأعزب أنه يصلي في الشارع، دل ذلك على اقتراب موعد زواجه، كما تدل الرؤية على أنه شاب صالح يؤدي فرائضه ويحافظ على طاعاته. أما الفتاة العزباء، فإذا رأت نفسها تصلي في الشارع، فذلك يشير إلى قدوم الفرح والسعادة، وإن كانت مخطوبة اقترب موعد زفافها، وإن لم تكن، فإن خطبتها باتت قريبة بإذن الله. وفي حال كانت الصلاة وسط جمع من الناس، فهي إشارة إلى أن الرائية محبوبة وذات أخلاق طيبة، وقد يكون الإمام في الرؤيا رمزًا إلى الزوج المستقبلي. الصلاة في الشارع للمتزوجة إذا رأت المرأة المتزوجة أنها تؤدي الصلاة في أحد الشوارع، فإن ذلك يشير إلى تيسير أمورها المعيشية، وربما بشرى بخروجها من ضيق إلى سعة، أما إذا كان زوجها هو الإمام في الصلاة، فهي إشارة إلى منصب عالٍ أو رزق واسع يناله قريبًا. بينما إذا رأت أنها تؤمّ مجموعة من النساء في الشارع، فإن هذه الرؤيا غير محمودة، وتدل على أنها تقع في بعض البدع أو تتبع سلوكًا خاطئًا يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم. الصلاة جماعة في الشارع ويشير عدد من فقهاء تفسير الأحلام إلى أن رؤية الصلاة جماعة في الشارع تدل على تفريج الكروب وزوال الهموم، كما أنها تبشّر بقضاء الديون، وربما تدل على مناسبة سعيدة مثل الزواج أو نجاح الأبناء، أو بشارة بحمل قريب في بعض الحالات الخاصة بالنساء. هل تعتبر الصلاة في الطرقات رؤية محمودة دائمًا؟ رغم أن الصلاة في المنام عمومًا رؤية محمودة، إلا أن أداءها في الطرقات أو أمام الناس بنية التفاخر قد يرمز إلى الرياء أو التكبر بنعمة أنعم الله بها على الرائي، ويُنصح في هذه الحالة بمراجعة النفس والتوبة، خاصة بالنسبة للنساء.


الاقباط اليوم
منذ 34 دقائق
- الاقباط اليوم
في ذكرى نياحته ..القصة الكاملة 'لرئيس المتوحدين' وديره الأثري بأخميم
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 7 أبيب من الشهر القبطي الموافق 14 يوليه من الشهر الميلادي بتذكر نياحة القديس العظيم الانبا شنودة رئيس المتوحدين، وللانبا شنودة مكانة هامة ومتميزة في التراث القبطي . تقابلت وطني مع الباحث ماجد كامل الذي سرد لنا قائلا: هو من جهة يلقب الانبا شنودة ب'عميد الأدب القبطي ' أما لقبه الأشهر فهو 'رئيس المتوحدين '، وهو نموذج رائع للنبوغ المبكر, إذ تذكر سيرته الذاتية أنه كان وهو طفل صغير يواظب على الصلوات والأصوام وعمل الرحمة مع الفقراء والمساكين ؛ وشنودة 'وهو النطق القبطي للأسم حسب اللهجة الصعيدية ' كلمة قبطية معناها 'ابن الله ' وفي النطق القبطي حسب اللهجة البحيرية تنطق 'شنوتي ' أما النطق اليوناني للأسم فهو 'سنيوت '. ولد حوالي عام 333 في مدينة أخميم ؛وأشتهر منذ طفولته بمحبة الصلاة ؛فأوفده والده إلي خاله الأنبا بيجول 'بيجول كلمة قبطية معناها قرص العسل ' فتولاه بالرعاية حتي ألبسه لباس الرهبنة ؛ وبعد وفاة خاله تولي رئاسة الدير الأبيض الذي توسع في عهده توسعا كبيرا ، وكان ذلك حوالي عام 388م، ولقد ترك لنا سلسلة مؤلفات وعظات قيمة، حتي قال عنه المؤرخ الانجليزي ورل 'أن الانبا شنودة هو أعجب شخصية أخرجها القبط في أي عصر من عصورهم الطويلة وبأنه مؤسس المسيحية القبطية '. ولقد تنيح القديس الأنبا شنودة 451م، أي أنه عاش حوالي 118 عاما تقريبا . تعريف بمدينة أخميم : أما عن مدينة أخميم ، فهي المقاطعة الدينية التاسعة في العصر الفرعوني، وكانت تعرف قديما بأسم مين 'إله الخصوبة عند المصري القديم ' وكان أسم المدينة هو 'برمين 'بمعني مدينة الإله مين ؛ ولقد أشتهرت بأثارها الفرعونية الكثيرة وأشتهرت أيضا بأديرتها ومساجدها الأثرية الكثيرة ؛ كذلك أيضا يوجد في اللغة القبطية اللهجة الأخميمية Achmimic ويرمز لها بالرمز A ؛واللهجة الاخميمية الفرعية Subachmimic ويرمز لها بالرمز A 2 الدير الأثري بأخميم المعروف بأسم ' الدير الأبيض ' : أما ديره الأثري بأخميم، فهو يقع غرب محافظة سوهاج ويبعد حوالي 6 كم عن المحافظة، وتستغرق المسافة بين المحافظة والدير حوالي نصف ساعة بالسيارة، ولقد لقب بالدير الأبيض لأنه بني بالطوب الأبيض، وتمييزا له عن دير آخر بالقرب منه يعرف بالدير الأحمر ، والدير يقع علي أطلال مدينة فرعونية تعرف ب'مدينة أدريبا Adreb s City (وهي بالطبع غير مدينة أتريب بمحافظة القليوبية التي تقع بها كنيسة العذراء المندثرة والتي كتب عنها معظم المؤرخين القدامي ) ولقد بني الدير على أطلال معبد فرعوني قديم ، وتذكر المصادر التاريخية أن هذا الدير أنشيء في القرن الرابع الميلادي على يد مجموعة من الرهبان الباخوميين 'أي تلاميذ القديس الأنبا باخومويس أب الشركة وأتباع رهبنته ' ولقد ذكرت بعض المصادر التاريخية أن الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الكبير ( 323- 337 ) قد ساهمت في بناء الدير وعندما تسلم الأنبا شنودة رئاسة الدير من خاله الأنبا بيجول عام 383م ، أهتم بتوسيع المباني الخاصة بالرهبان ؛كما أسس كنيسة الدير الكبري حوالي عام 441م تقريبا . ما كتبه أبو المكارم عن الدير : ولقد كتب عن هذا الدير العديد من المؤرخين العرب والأجانب ؛ نذكر منهم أبو المكارم الذي قال عنه 'دير القديس أبو شنودة بأخميم وبهذا الدير بيعة عظيمة كبيرة جدا تسع الوف من الأمم وفيها جسدي التلميذين الطاهرين برتولماوس وسمعان القاناني من الرسل الأثنى عشر وجسد الأب العظيم القديس ابو شنودة ….. وكان في صندوق إلي حين وصول شيركوه والغز صحبته إلي مصر واعمالها وكسروا الصندوق فنقل منه وأخفى جسده في الأرض في خزانة مجاور المذبح …. وفي هذا الدير جوسق وعليهما حصن دائر وداخله بستان فيه من كل الأشجار '. كما كتب عنه العلامة المقريزي في موسوعته الشهيرة فقال تحت أسم دير بو شنودة ' ويعرف بالدير الأبيض. وهو غربي ناحية سوهاي } سوهاج{ وبناؤه بالحجر وقد خرب ؛ولم يبق منه إلا كنيسته ؛ويقال أن مساحته أربعة فدادين ونصف ؛وربع ؛والباقي منه نحو فدان ؛وهو دير قديم ' . ما كتبه فانسليب : أما الرحالة الألماني الأصل فانسليب ( 1635- 1679 ) فلقد زار الدير خلال عام 1671م تقريبا ؛وكتب عنه تقريرا نشر في كتابه عن 'تقرير الحالة الحاضرة 1671 جاء فيه 'الدير الأبيض للطوباوي أبا سنوتيوس ، الذي يدعونه الأنبا شنودة ، وقد أسستهما القديسة هيلانة ؛وهما جميلان جدا ؛وعلي الأخص الأبيض ' وقال عنه أيضا ' شكله مستطيل وحوائطه بنيت من الحجارة البيضاء ، وفيه ستة أبواب من الجرانيت الأحمر كلها مسدودة ….. أما صحن الكنيسة ويسميه الأقباط الجمالون فهو محاط بصفين من الأعمدة كل صف ثلاثة عشر عمود وهذه الأعمدة مختلفة الأحجام والارتفاع ….. وداخل الخورس سلم جميل ورائع مليء بالأرقام والرموز والكتابات خاصة الهيروغليفية ' . كما زاره أيضا من العلماء الأجانب روبرت كيرزون ( 1810- 1873 ) خلال عام 1833، وألفريد بتلر ( 1850- 1936 (خلال عام 1884 ، كما أجرى عالم الآثار الإنجليزي وليم بتري (1853 -1942 ) حفائره في هذه المنطقة عام 1907 ، وسومرز كلارك ( 1841- 1926 ) خلال عام 1912 . كما كتب عنه كل من القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي ( 1848- 1935) في موسوعته الشهيرة 'تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين ' والدكتور رؤوف حبيب ( 1902- 1979 )في كتابه عن تاريخ الرهبنة والديرية في مصر وآثارهما الإنسانية علي العالم . ومن الأساطير الشعبية المروية عن الدير الأبيض هو ما يعرف ب'أسطورة المسخوطة ' فلقد ربط البعض بين حادثة تاريخية حدثت في عصر البابا خائيل البطريرك ال 46( 728- 752 ) الذي جلس علي الكرسي البطريرك حوالي 24 سنة ، وحدثت القصة حوالي عام 735 م تقريبا ، وملخص القصة تروي أن أحد الولاة ذهب إلي الدير ومعه جارية من جواريه ؛ولما وصلا الوالي وجاريته إلى الدير ، وكان كل منهما يركبان فرسا مستقلا ، طلب منهما رئيس الدير أن ينزلا عن الفرس لأنه لا يصح أن يدخل بيت من بيوت الله راكبا فرسا ومعه هذه الجارية، فلما رفض الوالي النزول عن الفرس، هدده رئيس الدير بعقاب الله ؛فلما أصر على عدم النزول تروي القصة أن الفرس نفرت ووقعت الجارية تحت أرجل الفرس وسقطت صريعة ، أما فرس الوالي فألقته على الأرض ، فندم الوالي على فعلته وطلب السماح من رئيس الدير ؛ ثم دفع مبلغ 400 دينار تبرع للدير. ولقد ربط البعض من البسطاء بين قصة الجارية هذه ، ووجود بعض النقوش الفرعونية علي جدران الدير التي تمثل إيزيس في سقف السلم غرب البئر الأثري ؛فنسجوا من خيالهم هذه الأسطورة وهي أن إمرأة كانت تركب فرسا وأرادت أن تصنع الخطيئة بجوار البئر ؛فسخطها الأنبا شنوةد ولصقها في الحائط ؛ ولكن هذه أسطورة خرافية لا أساس لها من الواقع ؛فالجارية المذكورة في القصة ترجع قصتها إلي القرن الثامن الميلادي ؛بينما النقوش الفرعونية الموجودة في حجارة سقف السلم وسقف الطريق المؤدي إلي البئر الأثري ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد . الاكتشافات الحديثة بالدير : . أما عن الاكتشافات الحديثة بالدير الأبيض ؛ فلقد قام المجلس الأعلى للأثار بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكي ببعض الحفائر في المنطقة، ولقد كشفت هذه الحفائر عن أساسات لقلالي رهبان من الطوب الأحمر تحتوي كل واحدة منها علي جزئين يقيم في كل جزء أحد الرهبان .كما تم الكشف عن أساسات قاعات اجتماعية وأخري كعنابر للمرضي .كما كشفت الحفائر عن مصبغة للأقماش ومطبخ وبقايا أفران ومخازن للمؤن وبئر أثرية وشبكة من أنابيب الفخار لنقل المياه علي مستويات مختلفة ولمسافات بعيدة كما كشفت أيضا عن مصانع للزيوت وطاحونة للغلال . إهتمام المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بالدير : ولقد أهتم المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بالدير اهتماما كبيرا ؛ فلقد أرتبط به منذ طفولته حيث نال سر المعمودية في الدير الأثري ؛ وفي يوم 17 /6/ 1984 أصدر قداسته قرارا بتعيين ثلاثة أساقفة من الصعيد للاشراف والمتابعة علي الدير خلال موسم الإحتفالات بعيد القديس في 14 يولية حتي تتم في أسلوب روحي وحضاري راق وجميل. وفي خلال شهر مايو 1995 كلف قداسته نيافة الحبر الجليل الأنبا يؤانس سكرتير قداسته الخاص ( حاليا أسقف أسيوط وسكرتير المجمع المقدس ) بتعمير الدير والإشراف عليه روحيا ومعماريا. وولقد بذل نيافته جهدا كبيرا في سبيل تعمير الدير .فقام بنقل أثنان من رهبان دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون إلى دير الأنبا شنودة بأخميم للإشراف والمتابعة علي تعمير الدير ؛ وأستمر العمل علي قدم وساق بكل همة ونشاط ، وفي يوم 14 /6/1997 أعترف المجمع المقدس في جلسته بإعادة تجديد الحياة الرهبانية إلي دير الأنبا شنودة بسوهاج. وفي خلال شهر يولية 1997 قام قداسة البابا شنودة برهبنة مجموعة من الأباء الرهبان علي أسم القديس الأنبا شنودة؛وبحضور تسعة من الأباء الأساقفة ، ومن معالم التجديد التي تمت في الدير نذكر :- 1- إقامة العديد من القلالي جنوب وغرب الكنيسة الأثرية 2- تجديد دورات المياه والسلخانة 3- عمل جراج للسيارات 4- إقامة عيادة طبية وصيدلية للأدوية والعلاج 5- إقامة بيت للخلوة واستراحة حديثة للضيوف 6- عمل سور جديد وبوابات حديثة للدير الأثري والمزرعة


المصري اليوم
منذ ساعة واحدة
- المصري اليوم
كيف يحبك الله؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الحب في الله هو من أعظم كرامات الله تعالى التي يختص بها عباده، مؤكدًا أن من لم يعرف طعم الحب في الله، لم يذق طعم الإيمان الحقيقي، وأنه بالحب عرف نفسه، وبالحب عرف الله. وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، اليوم الاثنين، أن حديث النبي ﷺ الوارد في «صحيح مسلم» عن أبي هريرة رضي الله عنه، يبيّن مكانة المحبوبين في الله عند الله وملائكته، حيث قال ﷺ: «إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحبّه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيُحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.» وأوضح أن هذا الحديث الجليل يدل على أن الملائكة لا تملك التصرف أو المبادرة، بل هم مكلّفون بأوامر ربهم، حتى في الحب والبغض، فليس للملك أن يحب أحدًا من تلقاء نفسه، بل كل حب أو بغض يصدر عنهم هو بتكليف مباشر من الله تعالى، مصداقًا لقوله عز وجل: «وما نتنزل إلا بأمر ربك». وأشار «الجندي» إلى أن هذا يعلّمنا أن مكانة الإنسان عند الله ليست فقط بما يراه الناس من ظواهر، بل بما يعلمه الله من صدق السريرة، والإخلاص في العمل، والمحبة الخالصة في القلب، موضحًا: «الملائكة، مع علو منزلتهم وطهارة خلقتهم، يخافون ربهم ويعلمون هيبته، ولا ينطقون إلا بإذنه، فما بالك بنا نحن البشر؟».