logo
اتهام عائلتين بقتل شيري بيباس.. والمقاومة لم تطلق سراح طفليها لهذا السبب!

اتهام عائلتين بقتل شيري بيباس.. والمقاومة لم تطلق سراح طفليها لهذا السبب!

الشروق٢٥-٠٢-٢٠٢٥

اتهم الاحتلال الإسرائيلي، عائلتين غزاويتين بقتل الأسيرة شيري بيباس، حسبما نقل الإعلام العبري عن مصادر استخباراتية، فيما كشف تقرير نشره موقع الجزيرة الأسباب التي جعلت المقاومة تحتفظ بالطفلين في الأسر قبل أن يلقيا نفس المصير.
وقالت المصادر الاستخباراتية في تصريحات صحفية إن العائلتين اللتين يتشكل منهما تنظيم 'كتائب المجاهدين' واللتين أسرتا عائلة بيباس 'ستدفعان ثمن فعلتهما'.
ورأت مصادر سياسية في تل أبيب أن 'هذا الانتقام سيكون حجة من مجموعة حجج يتذرع بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكي يتهرب من اتفاق وقف النار ويستأنف الحرب، لخدمة مصالحه الشخصية والحزبية'.
وتقدر مصادر عبرية أن 'ما يفتش عنه نتنياهو اليوم هو التأييد الأميركي لخطواته'، علماً بأن الرئيس دونالد ترمب كان قد صرح بأن نتنياهو 'غاضب بحق'، وأنه سيدعم أي قرار يتخذه لتصفية حماس.
وقال المحرر العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل إن نتائج تشريح جثتي الطفلين كفير وأريئيل بيباس، والادعاء أنهما قُتلا 'بأيد عارية' والخطأ في تسليم جثة والدتهما، وانفجار الحافلات في بات يام وحولون، 'عصفت بعقول الجمهور الإسرائيلي'.
في ذات السياق، نشرت صحيفة 'معاريف'، تقريراً ادعت فيه أن من خطفت شيري بيباس وطفليها، هي عائلة كبيرة تدعى 'حَمولة' من منطقة خان يونس، واصفة إياها بالإجرامية وزاعمة أن العلاقة بينها وبين حماس لم تكن ودية.
وقالت صحيفة 'هآرتس' أيضاً إن 'قضية إرسال جثة أخرى على أنها جثة شيري بيباس قد تكون نتيجة فوضى، ولكن قد تكون أيضاً عملية تضليل مقصود من جانب هذه الحمولة لإحراج (حماس)، وبعد أن اكتشف، سارعت (حماس) إلى إعادة جثة الأم في الغداة'.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة عن العائلات التي كونت 'كتائب المجاهدين'، فإنها أسست تنظيمها المسلح الذي يحمل الاسم نفسه في غزة سنة 2001.
وقد أنشأت هذه الذراع العسكرية خلال الانتفاضة الثانية بعد انشقاق لواء «الشهيد جمال العماري» الذي كان يمثلها من الذراع العسكرية لفتح (كتائب شهداء الأقصى).
ويُنسب تأسيس «حركة المجاهدين» إلى الفلسطيني عمر أبو شريعة الذي أصيب خلال محاولة اغتيال في نوفمبر 2006 وتوفي جراء الإصابة في أفريل 2007، وبعد اغتياله ترأس الحركة شقيقه أسعد أبو شريعة.
من جانب آخر كشف تقرير نشره موقع الجزيرة نت أن المقاومة أرادت الإفراج عن الطفلين لكن مع اشتداد القصف أصبح الأمر مستحيلا.
وجاء في التقرير أنه في الأيام الأولى للعدوان على غزة عرضت كتائب القسام البدء بعملية تبادل والإفراج عن كل المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأسرى الفلسطينيين، لكن حكومة الاحتلال رفضت الطرح.
ومع ذلك، أطلقت الكتائب في 20 أكتوبر 2023 -أي بعد أقل من أسبوعين على بدء العدوان- سراح محتجزتين أميركيتين (أم وابنتها) لدواعٍ إنسانية.
وبعد 3 أيام أطلقت سراح مسنتين إسرائيليتين محتجزتين لديها للدواعي ذاتها، وتركتهما على الحدود الشرقية دون أي مقابل رغم رفض الاحتلال تسلمهما في وقت سابق كما أعلنت كتائب القسام حينذاك.
ولم تستكمل كتائب القسام إطلاق سراح عدد من المحتجزين لديها لظروف إنسانية بسبب كثافة القصف والاستهداف الإسرائيلي.
وبخصوص الذين يعيبون على حماس احتجاز الأطفال فإن سجون الاحتلال كانت تضم أكثر من 400 سيدة وطفل حتى نهاية العام الماضي.
أما فيما يتعلق بنجاة الزوج ياردن بيباس فأشار التقرير إلى أن المقاومة الفلسطينية كانت تحتجز الأسرى من الذكور لديها في أماكن منفصلة عن تلك التي تحتفظ فيها بالنساء، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية التي اتخذتها للحفاظ على المحتجزين لديها، وتوفير أماكن تتناسب مع النساء والقاصرين.
والسبت 22 فيفري الحالي، بدأ الاحتلال الإسرائيلي الترويج لرواية براءته من دم الأسيرة شيري بيباس وطفليها، فيما ردت حركة حماس على المزاعم التي تحمّلها المسؤولية كاملة.
وزعم خبير إسرائيلي بارز في الطب الشرعي، السبت، أن 'التشريح الذي أجري لجثث الأم وطفليها بعد تسلمهم من حماس لم يظهر أي دليل على إصابات نتيجة قصف'.
وقال مدير المعهد الوطني للطب الشرعي تشين كوغل 'لقد تعرفنا على رفات شيري بيباس بعد يومين من التعرف على طفليها، أرييل وكفير، ولم يقد فحصنا للعثور على أي دليل على إصابات نتيجة قصف'.
وسلمت الحركة، الخميس، أربع جثث على أنها تعود لـ شيري وأرييل وكفير، والمسنّ عوديد ليفشيتز، لكن الاحتلال أعلن لاحقا أن شيري بيباس لم تكن بين الجثث، وأن الجثة الرابعة هي لامرأة فلسطينية من غزة.
وبعد الإقرار باحتمال حدوث خطأ، سلمت حماس رفات شيري بيباس لاحقا.
وتبجح رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتانياهو، بالقول إنه 'بعد إصرارنا ومطالبتنا القاطعة بإعادة جثمان شيري، نجحنا في إعادته إلى إسرائيل الليلة الماضية'، متباكيا رغم مسؤوليته عن مقتلهم: 'تحطمت القلوب بسبب اختطاف وقتل شيري وطفليها.. نشارك عائلة بيبس حزنها العميق ونحتضنهم بحرارة.. لن ننسى ولن نغفر'.
ودعا وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير إلى فتح أبواب الجحيم على حركة حماس، مطالبا بالعودة إلى الحرب على غزة للانتقام والتدمير، مضيفا: 'مثلما تأثر كل شعب إسرائيل بعودة الأسرى، شهدنا جميعا الوحشية غير المفهومة التي مارسها النازيون الجدد ضدهم وضد شيري، أريئيل وكفير بيبس'.
من جانبها استنكرت حركة حماس، السبت، بشدة مزاعم الاحتلال مقتل أطفال عائلة بيباس على يد آسريهم في قطاع غزة، مشيرة إلى أن تل أبيب تروج لتلك 'الأكاذيب' لتبرير جرائمها بحق الأطفال والمدنيين الفلسطينيين.
وقال متحدث حماس حازم قاسم، في بيان على منصة تلغرام، إن الحركة 'تستنكر بشدة المزاعم الكاذبة التي يروجها الاحتلال الصهيوني حول مقتل أطفال عائلة بيباس على يد الآسرين، ومحاولة اتهام حماس بذلك'.
وأوضح البيان أن تلك 'الادعاءات ليست سوى أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة، وليس كما يزعم الإعلام الصهيوني بهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتبرير جرائم الاحتلال بحق شعبنا'.
ولفتت الحركة إلى أن 'المقاومة حافظت على حياة الأسرى بكل أمانة ومسؤولية، والتزمت بأخلاقها الإسلامية وقيمها الإنسانية، حتى إنها لم تمس كلبا كان بصحبة إحدى الأسيرات، وحافظت على سلامته، ما يعكس التزامها العميق بمبادئها الأخلاقية والدينية'.
وأكدت أن الادعاءات الإسرائيلية 'باطلة ومحاولة مكشوفة من قبل الاحتلال الصهيوني المجرم للتلاعب بمشاعر عائلات الأسرى، ولحرف الغضب الشعبي المتصاعد ضد (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو وحكومته الإرهابية المتطرفة'.
وسبق أن حملت حماس الاحتلال مسؤولية قتل عائلة بيباس، متهمة تل أبيب بمحاولة التنصل من مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن مقتلها، إلى جانب 'جرائمه' الأخرى التي طالت الأسرى في قطاع غزة.
ومساء الجمعة، قالت وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث الرسمية وإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلمت سلطات تل أبيب جثة تعود لشيري بيباس بعد أن تسلمتها من حماس في غزة.
بدورها، قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية: 'تشير التقديرات إلى أن شيري قُتلت في الأسابيع الأولى من الحرب (على غزة) مع طفليها كفير وأرئيل'.
وعقب وصول الجثمان، قالت عائلة الأسيرة الإسرائيلية، في بيان: 'عادت شيري إلى الوطن الليلة، لقد تلقينا الأخبار التي كنا نخشاها، لقد قُتلت شيري في الأسر وعادت الآن إلى الراحة الأبدية'.
وقال موقع 'تايمز أو إسرائيل' إنه لن يحضر أي وزير جنازة شيري وطفليها الصغيرين أرييل وكفير بيباس، بعد أن قيل لهم إن العائلة لا تريد حضور أي ممثل للحكومة.
يأتي ذلك بينما كشفت هيئة عائلات الأسرى، أن عائلة الأسيرة شيري بيباس، لم تتلق أي معلومات رسمية حول تفاصيل مقتلها وطفليها.
وقالت الهيئة في بيان: 'لم تتلق العائلة أي تفاصيل من الجهات الرسمية بخصوص مقتل شيري وطفليها'، داعية وسائل الإعلام والأفراد إلى الامتناع عن نشر أي معلومات حول كيفية مقتلهم.
وأضاف البيان أن 'العائلة لا ترغب في الخوض في أي تفاصيل إضافية، وتطلب عدم تداول أي معلومات، بما في ذلك الإشارة إلى تشويه الجثث، احتراما لرغبتها'.
هكذا قتل الاحتلال الأسيرة الإسرائيلية 'شيري بيباس' وطفليها!
والخميس 20 فيفري 2025 كشف مصدر في كتائب المجاهدين في تصريحات صحفية، على هامش تسليم جثامين 4 صهاينة، بينهم الأسيرة شيري بيباس وطفليها، كيف قضوا نحبهم على يد جيش الاحتلال، بينما نجا زوجها بأعجوبة.
وأُسر ياردن بيباس من تجمع نير عوز السكني، خلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، حيث نقل مع زوجته شيري وطفليهما كفير وأرئيل البالغ أحدهما 4 سنوات والآخر 9 أشهر إلى غزة، قبل أن يقضي صاروخ صهيوني غادر على حياة الجميع ما عدا الوالد، برغم حرص المقاومة على سلامتهم.
وقال مصدر في كتائب المجاهدين في تصريحات لقناة الجزيرة إن شيري بيباس كانت تعمل كسكرتيرة بمكتب قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة ومتدربة في الوحدة 8200 الاستخباراتية، مضيفا أنه تم تأمينها في بيت محصن رفقة ابنيها رأفة بها مع توفير الاحتياجات اللازمة لهم'.
وتابع أن 'الكتائب عاملت الأسيرة وطفليها معاملة جيدة كما حث الدين الإسلامي وكانوا جميعا بصحة جيدة ولكن قوات الاحتلال استهدفت المنزل بصاروخ من طائرات 'إف 16″ مما أدى لتدمير المنزل بشكل كامل وتسويته بالأرض'.
يذكر أن عائلة بيباس تعتبر من الرموز التي يستخدمها المشاركون في احتجاجات عائلات أسرى الاحتلال في غزة، المطالبين بوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى.
وأفرجت كتائب القسّام عن الأسير ياردن بيباس في إطار عملية تبادل الدفعة الرابعة من الأسرى ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وفي نوفمبر الماضي، قالت حركة حماس إنّ الاحتلال قتل أفراد العائلة وهم الزوجة البالغة من العمر 33 عاما، وطفلاها، إضافة إلى آسريهم، خلال قصف عنيف على قطاع غزة.
وفي 30 من الشهر ذاته، نشرت كتائب القسام رسالة مصورة للأسير الإسرائيلي بيباس طالب فيها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالعمل على استعادة جثامين زوجته وطفليه لكي يدفنوا في 'إسرائيل'، وفق مناشدته.
وفي عام 2023 بث الإعلام العبري لقطات قال إنها لأم وطفلين من عائلة بيباس، مشيرا إلى أن اللقطات التي حصل عليها وثقت اللحظات الأولى بعد أسرهم، وتحديدا لدى وصولهم إلى خان يونس، جنوبي القطاع.
🔻 جيش الاحتلال ينشر مقطع من كاميرات المراقبة في #خانيونس تظهر الأسير شيري بيباس ،حسب مزاعمه تم نقلها مع أطفالها إلى جنوب القطاع pic.twitter.com/C9bs2jZGfe
— المرصد العسكري ⧨ (@Military_OSTX) February 19, 2024
وكان مقطع فيديو مسرب من غزة قد أظهر لحظة وصول شيري وهي تحمل طفليها والذعر باد على وجهها، فيما يسمع صوت أحد المجاهدين وهو يطلب عدم المساس بها لأنها أم ولديها أطفال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس ليست منظمة إرهابية، بل حركة مقاومة وطنية!
حماس ليست منظمة إرهابية، بل حركة مقاومة وطنية!

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 11 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

حماس ليست منظمة إرهابية، بل حركة مقاومة وطنية!

إيطاليا تلغراف بقلم/ التجاني بولعوالي تم كتابة هذه المقالة في الأصل باللغة الهولندية بهدف وضع القارئ الغربي في الصورة الحقيقية لما يحصل في فلسطين وغزة. هذا القارئ الذي لا يستطيع تبيّن الحقيقة بسبب التزييف الإعلامي والتوظيف السياسي وهيمنة المفاهيم والسرديات المغلوطة، ومن بينها اعتبار المقاومة الفلسطينية عامة ومقاومة حركة حماس خاصة ممارسة إرهابية ضد المواطنين الإسرائيليين. وقد حاولنا بلورة مجموعة من الحقائق التاريخية في فقرات مختصرة ومركزة؛ لعلّ صداها يصل إلى المواطن الأوروبي والغربي المضلل إعلاميا والمقولب سياسيا والمموّه فكربا. في الحقيقة، لا يمكن وضع المسلمين كلهم في سلة واحدة، فالإسلام يتسم بتنوع ثقافي هائل قد لا نجده في ديانات وثقافات أخرى. ومرد ذلك إلى أن انتشار الإسلام وتوسعه سواء قديما عبر الفتوحات العسكرية وتنقلات التجار والرحالة، كما حصل في أسيا وأفريقيا وأجزاء مهمة من أوروبا، أو حديثا عبر الهجرة لأسباب سياسية أو اقتصادية أو دراسية، حيث أصبح المسلمون يعيشون اليوم في أغلب قارات وبلدان العالم. وهذا التنوع لا يقتصر على ما هو ثقافي فقط، بل يتجاوزه إلى ما هو فقهي وقانوني وإلى طبيعة التدين الذي يتأثر بالجغرافيا والأعراف والسياسية. وقد أدى هذا إلى ظهور تيارات وتوجهات ومذاهب مختلفة ضمن الإسلام، منها ما هو فقهي، ومنها ما هو عقدي، ومنها ما هو سياسي، ومنها ما تمتزج فيه هذه الاختلافات كلها. وتجدر الإشارة هنا إلى مجموعة من التيارات المحسوبة على ما يطلق عليه 'الإسلام السياسي'، سواء الجهادي، مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرها، أو المعتدل مثل جماعة الإخوان المسلمين بمختلف حركاتها وتفرعاتها وأحزابها السياسية التي تكاد تغطي أغلب الأقطار العربية والإسلامية، ومنها ما هو محظور كجماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن، وجماعة العدل والإحسان في المغرب، وغيرهما، ومنها ما هو مسموح له، مثل حزب النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وحزب العدالة والتنمية في تركيا، وجمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، وغيرها. ومن بين الحركات الإسلامية النشيطة والحاضرة بشكل مكثف في الإعلام والسياسة منذ سنوات طويلة، حركة المقاومة الإسلامية، التي يطلق عليها اختصارا 'حماس'، والتي ازدادت شهرة مباشرة عقب أحداث 7 أكتوبر 2023، لا سيما في المشهد اليومي والإعلامي الأوروبي والغربي. وقد أصبحت كلمة 'حماس' تتردد على لسان كل إنسان غربي، لكن للأسف الشديد بشكل سلبي في الغالب العام، حيث تُقدم هذه الحركة على أنها حركة إرهابية. ونستغرب كثيرا عندما نسمع صحافيين في وسائل إعلام أوروبية وغربية، من قنوات تلفزية وجرائد ومنصات إلكترونية، يتبنون أيضا هذه النظرة السلبية إلى حركة حماس، ومنهم من كنا نعتبره في السابق موضوعيا ومحايدا. وقد ساهم مثل هذا الخطاب الإعلامي المدعوم إيديولوجيا وسياسيا من دول غربية مختلفة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، في شيطنة حركات حماس، وإلصاق تهمة الإرهاب بها، دون التمييز الموضوعي بين سياق هذه الحركة التاريخي والسياسي وسياق غيرها من الحركات المتطرفة، مثل داعش وبوكو حرام. لكن لماذا يجب علينا أن لا نضع حركة حماس في السلة نفسها ونماثلها بالحركات المتطرفة في المنطقة العربية أو خارجها؟ في الواقع، لا يمكن الإجابة بشكل سليم عن هذا السؤال دون الرجوع إلى الجذور التاريخية لهذه الحركة، وهذا ما لا يعرفه أغلب المواطنين الأوروبيين والغربيين، وغالبا بسبب تأثير وسائل الإعلام المسيسة، وتواطؤ السياسات الغربية مع السرديات الإسرائيلية. بل وهذا ما يتجاهله أيضا عدد من المثقفين والمدرسين والإعلاميين والكتاب في الغرب، والذين كان يُنتظر منهم إنصاف القضية الفلسطينية، أو على الأقل التعاطي بموضوعية مع ما يرتكب من مجازر بشعة في غزة وفلسطين منذ حوالي قرن من الزمن. ويمكن تفسير هذا التجاهل، إما بسبب الخوف من المتابعة القضائية بتهمة معاداة السامية، أو بسبب المصالح السياسية أو الشخصية، أو بسبب تأثير المناهج التربوية والتاريخية والجغرافية التي يتلقاها التلاميذ في المدارس عن تاريخ فلسطين والاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية على العموم. وعندما نتصفح المصادر التاريخية نجد أن حركة حماس ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها تاريخيا لعقود طويلة؛ إلى ثلاثينات القرن الماضي أثناء ظهور جماعة الإخوان المسلمين مع حسن البنا، وظلت القضية الفلسطينية حاضرة في أجندتها السياسية، وتُوج ذلك بفتح فرع لجماعة الإخوان المسلمين في القدس عام 1945، وافتتاح مقر رئيس للجماعة في غزة في 1946. وفي عام 1973، تأسست الجمعية الخيرية الدينية الاجتماعية في غزة كفرع لجماعة الإخوان المسلمين من طرف أحمد ياسين. والغريب في الأمر أن الكيان الإسرائيلي شجع هذه المؤسسة على التوسع، وذلك بهدف ضرب منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) بها. هذا، إذن، عن الجذور التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين وغزة بكونها الحركة – الأم لما يعرف اليوم بحماس، والتي هي اختصار لاسم الحركة الذي هو 'حركة المقاومة الإسلامية'. ومنذ ديسمبر 1987 سوف يتم الإعلان الرسمي عن حركة حماس، وقد تزامن ذلك مع الانتفاضة الأولى التي اندلعت في الفترة من 1987 وحتى 1994. وكل من يطّلع على تاريخ الحركة الإسلامية الفلسطينية عامة، وحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' خاصة، يدرك أنه لا يمكن مماثلتها بالجماعات الإسلامية العنيفة التي ظهرت أثناء العقود الأخيرة، في مختلف البلدان العربية والإسلامية، لأنه كما يظهر من اسم هذه الحركة ومن بيانها التأسيسي في ديسمبر 1987، أنها حركة مقاومة خالصة، ظهرت كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين. وهذا يعني أنها لا تختلف سواء عن حركات المقاومة الأوروبية ضد النازية والفاشية في أربعينات القرن العشرين، أو عن حركات المقاومة في شمال أفريقيا والبلدان الإسلامية وفيتنام والهند والصين وجنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها ضد الاستعمار الأوروبي والغربي التقليدي. لماذا أصبحت العديد من الدوائر الغربية السياسية والإعلامية والأكاديمية تتعامل اليوم مع حركة المقاومة الفلسطينية 'حماس' على أنها حركة إرهابية ينبغي محاصرتها قانونيا واقتصاديا والضرب بيد من حديد على قاداتها وأتباعها ومناصريها، بينما تقدم حركات المقاومة الأخرى في المناهج الدراسية والأبحاث الأكاديمية والبرامج الوثائقية على أن زعماءها أبطال عظماء ينبغي اعتمادهم قدوات لأطفالنا وتلامذتنا وطلابنا؟ ألم تكشف أحداث غزة الأخيرة بالملموس عن ازدواجية التعامل الأوروبي والغربي مع المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة؟ ألم يفضح ما يُمارس في غزة من إبادة وتقتيل وتشريد عن زيف السردية الإسرائيلية وكذب صناعها وداعميها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية؟ ألا تعني الحركة الاحتجاجية الهائلة التي تشهدها أغلب البلدان الأوروبية والغربية أن الحقيقة بدأت تنكشف للعالم، وأنه بات واضحا من هو الجلاد الحقيقي ومن هي الضحية الحقيقية؟ ألا تشكل موافقة 17 دولة في الاتحاد الأوروبي على مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ضربة موجعة للعدوان الصهيوني؟ وفي الختام، نخلص إلى أن أحداث غزة الدموية والمأساوية الأخيرة التي تديرها بلا رحمة ولا إنسانية الآلة الحربية الإسرائيلية بدعم عسكري ولوجستيكي وديبلوماسي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في أوروبا وخارجها، من شأنها أن تجعل الكثير من الناس في أوروبا والغرب يعيدون النظر في السردية الإسرائيلية الزائفة حول أرض فلسطين المحتلة. وهذا ما نتوقعه لا سيما من فئة معينة من العقلاء والحكماء والشرفاء. ولعل هذا الأمر بدأ يُترجم على أرض الواقع من خلال تزايد الوعي الصحيح بالقضية الفلسطينية عامة وبطبيعة حركة المقاومة 'حماس' خاصة. إن الحركات الاحتجاجية التي تشهدها اليوم مختلف العواصم والمدن الأوروبية ضد المجازر الإسرائيلية في فلسطين، والتحولات التي بدأت تطرأ على المواقف السياسية الأوروبية تجاه إسرائيل، ما هي إلا دليل على أن المسألة الفلسطينية سوف تشهد منعطفا 'إيجابيا' جديدا. وإن لم يكن ذلك في الواقع الأوروبي والغربي الحالي، فعلى الأقل على مستوى التصور والوعي حيث تبدأ عملية التغيير الحقيقية، كما نعتقد. إيطاليا تلغراف

تقرير: إسرائيل تنتظر انهيار المفاوضات لشن هجوم شامل على المنشآت النووية الإيرانية
تقرير: إسرائيل تنتظر انهيار المفاوضات لشن هجوم شامل على المنشآت النووية الإيرانية

خبر للأنباء

timeمنذ يوم واحد

  • خبر للأنباء

تقرير: إسرائيل تنتظر انهيار المفاوضات لشن هجوم شامل على المنشآت النووية الإيرانية

وأشار المصدران إلى تحوّل مفاجئ في التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، من الاعتقاد بقرب التوصل لاتفاق نووي إلى توقعات بانهيار وشيك للمفاوضات. وأفاد أحد المصادر بأن الجيش الإسرائيلي يرى أن النافذة الزمنية المناسبة لتنفيذ ضربة ناجحة قد تضيق قريبًا، مما يستدعي تحركًا سريعًا حال فشل المفاوضات، دون إيضاح أسباب تراجع فعالية الضربة لاحقًا. كما أكد المصدران تقارير عن قيام الجيش الإسرائيلي بإجراء تدريبات مكثفة استعدادًا لسيناريو الضربة، مع إشارة أحد المصادر إلى أن القوات الأمريكية تتابع هذه الاستعدادات وتدرك نوايا إسرائيل. من جهة أخرى، عبّر مسؤول أمريكي عن مخاوف الإدارة الأمريكية من احتمال قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحرك دون انتظار موافقة واشنطن، فيما كشف مسؤول إسرائيلي عن عقد نتنياهو اجتماعًا سريًا مع كبار الوزراء والمسؤولين الأمنيين لاستعراض تطورات الملف النووي. وتأتي هذه التطورات مع استئناف الجولة الخامسة من المفاوضات في روما، بعد أن قدم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف عرضًا كتابيًا لإيران قبل عشرة أيام. إلا أن المفاوضات واجهت عقبة رئيسية حول مسألة تخصيب اليورانيوم داخل إيران، حيث أصر الجانب الأمريكي على منع أي قدرة تخصيب إيرانية، بينما أعلنت طهران رفضها لأي اتفاق لا يسمح لها بالاستمرار في التخصيب. وأكد المصدران الإسرائيليان من أن أي عملية عسكرية لن تقتصر على ضربة واحدة، بل ستتخذ شكل حملة تمتد لأسبوع على الأقل، مع تنبيههما إلى التعقيدات والمخاطر الجسيمة المترتبة على مثل هذا السيناريو، بما في ذلك مخاوف دول الجوار من تداعيات إشعاعية أو اندلاع حرب إقليمية. وفي مؤتمر صحفي نادر، أكد نتنياهو التنسيق الكامل مع واشنطن بشأن الملف الإيراني، مع تأكيده التزام إسرائيل بأي اتفاق يمنع امتلاك طهران لسلاح نووي، لكنه شدد في الوقت ذاته على حق بلاده في الدفاع عن نفسها ضد "نظام يهدد وجودها".

'كنت مع السنوار'.. عيدان ألكسندر يكشف تفاصيل أسره لدى القسام
'كنت مع السنوار'.. عيدان ألكسندر يكشف تفاصيل أسره لدى القسام

الشروق

timeمنذ يوم واحد

  • الشروق

'كنت مع السنوار'.. عيدان ألكسندر يكشف تفاصيل أسره لدى القسام

كشف الجندي الصهيوني -الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي أفرجت عنه كتاب القسام قبل أيام، تفاصيل أسره خلال لقاء جمعه بوزير دفاع الاحتلال السابق يوآف غالانت. ونقلت وسائل إعلام دولية عن القناة الـ 12 العبرية أن الأسير عيدان، كشف أنه تنقل أثناء فترة الأسر بين مواقع عدة، قائلا: 'كنا نجلس في شقق، وفي مساجد، وحتى في الشارع'، في إشارة لتغيير مكان الأسرى داخل القطاع. عيدان: 'كنت في مكان واحد مع يحي السنوار' وذكر عيدان ألكسندر أنه كان محتجزا إلى جانب عدد من قياديي حماس، بينهم رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، في تأكيد نادر من طرف الكيان الصهيوني على تقاطع وجود الأسرى مع قادة حماس خلال الحرب الدائرة في غزة. وتحدث عيدان الكسندر عن فترة اعتقاله مشيرا إلى أنه فقد الكثير من وزنه، وأنه اضطر إلى شرب مياه البحر بسبب انعدام الغذاء والماء الصالح للاستهلاك، واصفا الفترة بأنها 'سنة من الجحيم'. نُقل بعربة يجرها حمار وسط سوق مزدحمة وسرد ألكسندر واقعة وصفها بأنها 'غريبة'، إذ 'نُقل في إحدى المرات بعربة يجرّها حمار وسط سوق مزدحمة، وهو مقنع، وبرفقة فرد من حماس متنكر بزي امرأة، في محاولة لتجنب كشف موقعه.' وتحدث عن لحظة مشاهدته صورة والديه برفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال إن تلك الصورة كانت رمزا له بأن عائلته تقاتل من أجل إطلاق سراحه. وأشار ألكسندر إلى أنه نجا بأعجوبة من قصف صهيوني لنفق كان محتجزا فيه، وذلك قبل أسبوعين فقط من إطلاق سراحه، دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل بشأن الحادثة. والسبت الماضي، قال القيادي في حماس طاهر النونو إن 'الحركة ليست نادمة على إطلاق سراح ألكسندر '، مشيرا إلى أن حماس 'أثبتت للعالم أن الحركة ليست الطرف المعطل للاتفاق'، وأنها تتعامل بجدية وحسن نية في مختلف مسارات التفاوض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store