logo
"نتفليكس" تتنصّل وأوديار ينتقد: الجدل يلاحق "إميليا بيريز" المتوّج بجائزة غويا

"نتفليكس" تتنصّل وأوديار ينتقد: الجدل يلاحق "إميليا بيريز" المتوّج بجائزة غويا

النهار١٠-٠٢-٢٠٢٥

فاز فيلم "إميليا بيريز" للمخرج الفرنسي جاك أوديار أفضل فيلم أوروبي في حفلة توزيع جوائز غويا، الرديف الإسباني لجوائز الـ"أوسكار" الأميركية، وسط جدل حول تغريدات اعتُبرت مسيئة نشرتها قديماً بطلة الفيلم كارلا صوفيا غاسكون.
وتنافس العمل الاستعراضي الناطق باللغة الإسبانية والمتمحور حول التحول الجنسي لتاجر مخدرات مكسيكي، في هذه الفئة مع الفيلم البريطاني "ذي زون أوف إنترست" (The Zone of Interest) واللاتفي "فلو" والإيطالي "لا كيميرا" (La Chimera)، وفيلم فرنسي آخر هو "لو كونت دو مونتي كريستو" (Le Comte de Monte-Cristo).
وجرى الإعلان عن فوز "إميليا بيريز" خلال حفل أقيم مساء السبت في غرناطة، لكن تصويت أعضاء لجنة التحكيم كان قد أُغلق في 24 كانون الثاني/يناير، أي قبل أيام قليلة من اندلاع الجدل حول رسائل قديمة نشرتها الممثلة الإسبانية المتحولة جنسياً.
وفي هذه التعليقات التي أعادت نشرها صحافية أميركية نهاية الشهر الفائت، تهاجم الممثلة الأديان، خصوصاً الإسلام، معتبرة أنّه "بؤرة عدوى للإنسانية من الضروري معالجتها". وسخرت من التنوع في مجال الترفيه، وكذلك من الحركة المناهضة للعنصرية التي ولدت بعد وفاة جورج فلويد، الأميركي من أصول أفريقية الذي قتلته الشرطة عام 2020.
وإثر انتشار هذه الرسائل، اعتذرت الممثلة البالغة 52 عاماً عمّا صدر عنها بصفتها "عضواً في مجتمع مهمّش". ونفت لاحقاً في مقابلة مع النسخة الناطقة بالإسبانية من قناة "سي إن إن" الأميركية، الاتهامات الموجهة إليها بكونها "عنصرية".
وسرت تكهنات عبر الصحافة الإسبانية منذ فترة باحتمال حضور كارلا صوفيا غاسكون حفلة توزيع جوائز غويا، بعد أن اضطرت إلى إلغاء مشاركتها في فعاليات عدة في الولايات المتحدة. لكن الممثلة التي تعيش بالقرب من مدريد لم تذهب في نهاية المطاف إلى غرناطة. وتسلّم الجائزة ممثل عن الشركة الموزعة للفيلم في إسبانيا.
وكان الفيلم الذي سبق أن فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كانّ السينمائي 2024، ومُنِحَت بطلاته، ومنهنّ غاسكون، جائزة جماعية في فئة أفضل ممثلة، نال أربعاً من مكافآت "غولدن غلوب" في مطلع كانون الثاني/يناير الفائت، ثم حصل على 13 ترشيحاً للـ"أوسكار"، ما جعله العمل غير الناطق بالإنكليزية الأكثر حصداَ للترشيحات في تاريخ هذا الحدث السينمائي العريق.
ونأى مخرج فيلم "إميليا بيريز" الفرنسي جاك أوديار بنفسه عن بطلته الأربعاء، واصفاً تعليقات غاسكون بأنها "لا تقبل أيّ عذر" و"مليئة بالكراهية".
وبعد الجدل الذي أثارته التعليقات القديمة للممثلة، حذفت منصة "نتفليكس" صورها من حملتها الترويجية للفيلم استباقاً لجوائز الأوسكار في الولايات المتحدة، بحسب وسائل إعلام أميركية. وفي إسبانيا، أعلنت دار النشر "دوس بيغوتس" الخميس صرف النظر عن إعادة طبع رواية لكارلا صوفيا غاسكون نُشرت في المكسيك عام 2018.
ويشكّل فيلم "إميليا بيريز" محور جدل آخر في المكسيك، حيث تعرّض لانتقادات واسعة النطاق، وأخذ عليه كثيرون تناوله بخفّة مآسي العنف المرتبط بالمخدرات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وفاة مخرج الأفلام الوثائقية "الأوسكاري" مارسيل أوفولس عن 97 عاماً
وفاة مخرج الأفلام الوثائقية "الأوسكاري" مارسيل أوفولس عن 97 عاماً

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

وفاة مخرج الأفلام الوثائقية "الأوسكاري" مارسيل أوفولس عن 97 عاماً

توفي المخرج الوثائقي الفرنسي البارز مارسيل أوفولس يوم السبت، في منزله بجنوب غرب فرنسا، عن عمر ناهز السابعة والتسعين، بحسب ما أعلنت عائلته اليوم. وفي بيان تلقّته وكالة "فرانس برس"، قال حفيده أندرياس بنجامان سيفيرت إنّ "أوفولس توفي بسلام في 24 أيار/مايو 2025"، مشيراً إلى أن الراحل كان من أبرز وجوه السينما الملتزمة، وحائزاً على جائزة "أوسكار". وُلد أوفولس في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1927 في مدينة فرانكفورت الألمانية، وهو ابن المخرج الكبير ماكس أوفولس. ومع صعود النازية، اضطرت عائلته إلى مغادرة ألمانيا عام 1933، فاستقرت في فرنسا، قبل أن تفرّ مجدداً إلى الولايات المتحدة عام 1941 هرباً من أهوال الحرب. عاد مارسيل إلى فرنسا عام 1950، وبدأ مسيرته السينمائية مساعداً في إخراج فيلم والده الأخير "لولا مونتيس" (1955). وبالرغم من محاولاته دخول عالم السينما الروائية في ستينات القرن الماضي، بدعم من صديقه المخرج الشهير فرنسوا تروفو، سرعان ما انجذب إلى الوثائقيات، بعد انضمامه إلى مؤسسة "أو آر تي إف" الفرنسية العامة للإذاعة والتلفزيون. في عام 1969، قدّم أوفولس فيلمه الأشهر "الحزن والشفقة" (Le Chagrin et la Pitié)، الذي تناول فيه واقع مدينة كليرمون فيران الفرنسية تحت الاحتلال النازي. لم يكن الفيلم عادياً؛ إذ زلزل الصورة البطولية التي رسمها الفرنسيون لأنفسهم عن حقبة المقاومة، فكشف عن تواطؤات وصمت جماعي. ورغم أن التلفزيون الرسمي، الجهة الممولة، رفض بثه حتى عام 1981، إلا أن الفيلم حقق نجاحاً مدوياً عند عرضه في الصالات عام 1971، رغم مدته التي تجاوزت أربع ساعات. واصل أوفولس تقصّيه للذاكرة الأوروبية والجرائم النازية، فأنجز عام 1976 فيلمه الطويل "بصمة العدالة" (L'Empreinte de la justice)، حيث انطلق من محاكمات نورمبرغ ليطرح أسئلة عميقة حول المسؤولية الفردية والجماعية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. أما تتويجه الأبرز فجاء عام 1989، عندما حاز جائزة الـ"أوسكار" لأفضل فيلم وثائقي عن عمله الشهير "أوتيل تيرمينوس: كلاوس باربي، حياته وعصره" (Hotel Terminus – Klaus Barbie, sa vie et son temps)، وهو تحقيق معمّق في حياة مجرم الحرب النازي الملقّب بـ"جزّار ليون"، ومن ساعده على الإفلات من العدالة بعد الحرب. برحيل مارسيل أوفولس، تُطوى صفحة سينمائي عنيد واجه التاريخ بعدسته، وترك بصمة لا تُمحى في الذاكرة البصرية للقرن العشرين.

بناهي ينتصر في كانّ… رحلة مناضل من سجون إيران إلى 'السعفة'
بناهي ينتصر في كانّ… رحلة مناضل من سجون إيران إلى 'السعفة'

النهار

timeمنذ 2 أيام

  • النهار

بناهي ينتصر في كانّ… رحلة مناضل من سجون إيران إلى 'السعفة'

بعد إثني عشر يوماً من المنافسة الحامية بين مجموعة أعمال سينمائية، أُسنِدت مساء السبت الماضي "السعفة الذهب" إلى المخرج الإيراني جعفر بناهي، 65 عاماً، عن فيلمه "حادث بسيط"، وذلك في ختام الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كانّ السينمائي (13 - 24 أيار). جاءت الجائزة تتويجاً لاختيار لجنة التحكيم التي ترأستها الممثّلة الفرنسية جولييت بينوش ذات الروابط المتينة بالسينما الإيرانية، منذ تعاونها مع عباس كيارستمي. وكأن القدر شاء أن يكرّس مساراً بدأه كيارستمي نفسه حين نال أولى "السعفات" الإيرانية عن "طعم الكرز"، وها هو بناهي، بعد ثمانية وعشرين عاماً، يعود ليحمل "السعفة" الثانية إلى بلاده. بناهي الفائز الثاني بـ"السعفة"، يتكبّد مرارة الظلم والسجن. فقد سبق له أن شهد هذا المصير المخرج التركي الكردي يلماز غونيه، الذي فاز بها عام 1982 عن فيلمه "يول"، الذي كتبه أثناء وجوده خلف القضبان. وبعد فراره إلى فرنسا، أكمل هناك مونتاج الفيلم، ليصل به إلى مهرجان كانّ ويحرز الجائزة الكبرى، مسجّلاً به شهادة على دور الفنّ في مواجهة القهر والاستبداد. هذه هي المرة الأولى، منذ 15 عاماً، يخرج فيها بناهي من إيران، للمشاركة في مهرجان سينمائي. ورغم أنها ليست زيارته الأولى لفرنسا منذ رفع حظر السفر عنه، إذ سبق أن زارها قبل عامين بعد الإفراج عنه من السجن إثر إضراب عن الطعام، فظهوره هذا العام يحمل طابعاً استثنائياً، ليس فقط لرمزية الحدث، إنما لما يحمله من انتصار شخصي وفنّي يتحقّق بعد عذابات طويلة. بعد تسلّمه "السعفة"، قال بناهي الذي ظلّ جالساً في كرسيه للحظات، بأنه شاهد وجوه الذين كانوا معه في السجن فرداً فرداً. في 2010، حجزت السلطات الإيرانية جواز سفر بناهي، ووجّهت إليه تهمة "نشر الدعاية المناهضة للنظام"، وقضت بسجنه ست سنوات، مانعةً اياه من العمل في السينما لمدة عشرين عاماً؛ وهو حظر لم يرضخ له. ومنذ ذلك التاريخ، دخل السجن وخرج منه أكثر من مرة، وكان آخر اعتقال له قبيل عرض فيلمه السابق "لا دببة" في البندقية، حيث شارك العمل في المسابقة بينما كان مخرجه خلف القضبان، ليفوز حينها بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. رغم المضايقات التي لا تُعدّ ولا تُحصى والتي تعرّض لها بناهي على يد السلطات الإيرانية، لم يتوان عن مواصلة عمله السينمائي. والمفارقة أن فترة الحظر المفروضة عليه، التي كان يفترض أن تغلق باب السينما في وجهه، تحوّلت إلى فسحة إنتاج مكثّفة، إذ أنجز خلالها ستّة أفلام، صوّرها جميعها سراً في مسقطه طهران. من بينها "تاكسي" (2015) الذي نال عنه جائزة "الدبّ الذهب" في مهرجان برلين، إلى جانب عدد من الجوائز الدولية التي لم يتمكن من تسلّمها شخصياً بسبب منع السفر. وكان من المعتاد أن تترك له المهرجانات كرسياً شاغراً، كتعبير رمزي عن حضوره الغائب، في كلّ مرة شارك فيها بفيلم، قبل أن يعود مساء السبت، ليتسلّم بنفسه أول جائزة كبرى له مذ تتويجه بـ"الأسد الذهب" في مهرجان البندقية عن فيلمه "الدائرة" في بداية مسيرته، مطلع الألفية. وبهذا الفوز، ينضمّ بناهي إلى نادٍ صغير من المخرجين الذين حصدوا الجوائز الثلاث الكبرى في كانّ وبرلين والبندقية. شاهدنا "حادث بسيط" في النصف الثاني من المهرجان، وحظي باحتفاء نقدي من البعض وبفتور من البعض الآخر، في دورة انطوت على العديد من الأفلام الخلافية. وقد حرصت جهة الإنتاج، المؤلَّفة في معظمها من فريق فرنسي، على إبقاء العمل طيّ الكتمان حتى لحظة عرضه، إدراكاً لحساسية الموضوع الذي يتناوله الفيلم، وما قد يثيره من تبعات. فهل كانت الجائزة ذات امتداد سياسي، رغبة من لجنة التحكيم في اغتنام الفرصة لجعل التتويج لحظة رمزية، احتفاءً بفنّان لم ينكسر رغم كلّ القيود؟ سؤال مشروع، لا سيما في زمن تزحف فيه الفاشية إلى الفنّ، وفي مهرجان اعتاد أن يكرّم الأعمال التي تقف في وجه القمع منتصرةً لحرية التعبير. وقد يكون هذا البُعد مؤثّراً في قرار لجنة تحكيم تضم فنّانين ذوي حساسيات عالية تجاه ممارسات كم الأفواه ومصادرة الحرية. فكانت الجائزة للفيلم ولعذابات الشخص الذي يقف خلفه. مع ذلك، فالفيلم يستحق التقدير، حتى وإن تكن المنافسة محتدمة بين عدد من الأفلام الممتازة، التي كان لكلّ منها ما يؤهله لنيل "السعفة". غير أن من العبث، في النهاية، مقارنة أعمال تختلف جوهرياً في الشكل والمضمون، إذ لكلّ تجربة خصوصيتها. لكن هذه، ببساطة، هي لعبة المهرجانات. الجوائز الأخرى جاءت على النحو الآتي: 'قيمة عاطفية" للنروجي يواكيم ترير نال "الجائزة الكبرى"، ثانية الجوائز من حيث الأهمية. دراما عائلية تدور على علاقة أب مخرج سينمائي بابنتيه بعد غيابه الطويل ووفاة الأم. يحمل الفيلم بصمة فنية دقيقة، يدمج السخرية بالألم ويتناول مواضيع الفقد والمصالحة. المنزل العائلي يصبح مسرحاً للمشاعر المكبوتة والذكريات المؤلمة، ويتحول إلى رمز للتاريخين الشخصي والعام. الفيلم يبرز الفنّ كوسيلة للتعبير والغفران، مقدّماً رؤية حسّاسة لعلاقات الأسرة المتشابكة، ومؤكداً مكانة ترير كأحد كبار مخرجي السينما المعاصرة. "صوت السقوط" للألمانية ماشا شيلينسكي، فاز بجائزة لجنة التحكيم. الفيلم عن أربع فتيات شابات يعشن مراهقتهن في أربعة عصور متباعدة، لكن في المكان نفسه: مزرعة نائية في شمال ألمانيا. يعبرن سنوات التكوّن وسط جدران تحتفظ بذاكرة الزمن. ورغم تعاقب القرون وتبدّل ملامح الدار، يظل صدى الماضي يتردد بين أركانها. وكأن حياة كلّ واحدة منهن تنسج خيطاً خفياً يصل بين الأزمنة، لتُكمل إحداهن ما بدأته الأخرى، في حوار صامت يتجاوز الزمن. تشارك الفيلم الجائزة (مناصفة) مع "صراط" للمخرج الفرنسي الإسباني أوليفييه لاشيه الذي كان أحد أقرب الأفلام إلى قلوب بعض النقّاد. يأخذ المشاهد في رحلة بصرية وروحية عبر الصحراء، حيث يبحث أب إسباني عن ابنته المختفية. الصحراء هنا فضاء فلسفي يعبّر عن عبور داخلي وتحول وجودي. أما الحفل في قلب الصحراء فيمثّل حرية تحرر من القيود الاجتماعية والسياسية. المخرج البرازيلي كليبير مندونسا فيلو وفيلمه "عميل سري" كانت له جائزة الإخراج. عمل بديع يستعرض فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل عام 1977 من خلال قصّة مارسيلو (فاغنر مورا - فاز بجائزة التمثيل)، الرجل الأرمل الذي يعود إلى مسقط رأسه وسط جوّ من الخوف والترقّب. يتميز العمل ببنيته المعقّدة وتداخل السرد بين الماضي والراهن، مع انتقال سلس بين الدراما والفانتازيا. "أمّهات شابات" للأخوين البلجيكيين لوك وجان بيار درادين، نال جائزة السيناريو. فيلم عن خمس مراهقات يجمعهن سقف دار للأمومة، حيث يجدن الدعم في مواجهة تحديات الأمومة المبكرة. ومن أجواء قريبة، استمدّت المخرجة والممثّلة الفرنسية التونسية حفصية حرزي حكاية فيلمها "الصغيرة الأخيرة" (مراهقة من ضواحي باريس تنتمي إلى بيئة عربية إسلامية تقليدية تكتشف مثليتها). الفيلم جلب لناديا مليتي، في دور فاطمة، جائزة التمثيل التي كانت متوقّعة للممثّلة الفرنسية ليا دروكير عن دور المحقّقة في "قضية 137" لدومينيك مول. أخيراً، ابتدعت لجنة التحكيم "جائزة خاصة" لرد الاعتبار إلى "انبعاث" للمخرج الصيني بي غان (في عام 2068، تستفيق امرأة من جراحة دماغية في عالم منهار، وتروي لتمثال آلي حكايات صينية توقظ مشاعرها). عمل قَسَم النقّاد بين مَن اعتبره تحفة فنية ومَن رأى فيه نصّاً كيتشياً.

كانّ 78 يكرّم القلق الإنساني: نادية مليتي وفاغنر مورا يحصدان جوائز التمثيل
كانّ 78 يكرّم القلق الإنساني: نادية مليتي وفاغنر مورا يحصدان جوائز التمثيل

النهار

timeمنذ 2 أيام

  • النهار

كانّ 78 يكرّم القلق الإنساني: نادية مليتي وفاغنر مورا يحصدان جوائز التمثيل

في اختتام الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كانّ السينمائي، خطف الأداء الإنساني العميق الأضواء، متجلياً في تتويج نجمين من مشارب وتجارب متباعدة، يشتركان في الجرأة والصدق والقدرة على تجسيد هشاشة الإنسان وسط عواصف هويته وتاريخه. من باريس إلى سلفادور... الجرأة نادية مليتي، الطالبة الرياضية البالغة 23 عاماً، دخلت السينما من بوابة كانّ مباشرة، حيث نالت جائزة أفضل ممثلة عن أدائها الأول في فيلم "الأخت الصغيرة" للمخرجة حفصية حرزي، وهو عمل مقتبس من رواية سيرة ذاتية للكاتبة فاطمة دعاس. في هذا الفيلم، جسّدت مليتي شخصية فاطمة، فتاة مسلمة تبلغ 17 عاماً، تصطدم باكتشاف مثليتها الجنسية وسط بيئة اجتماعية ودينية محافظة. الممثلة الشابة، التي اختيرت عبر اختبار أداء، وصفت قراءتها للكتاب بأنها "تجربة هزّتني... شعرت بالقرب منها، من خلفيتها، من سعيها للتحرر"، مؤكدة أنّ هذا الدور كان أشبه بمرآة داخلية، أكثر منه تمريناً تمثيلياً. وفي الضفة الأخرى من العالم، حاز الممثل البرازيلي فاغنر مورا (48 عاماً) جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "العميل السري" لمواطنه كليبر ميندونسا فيليو. في هذا الفيلم، يؤدّي مورا دور أستاذ جامعي تطارده السلطات في ظلّ دكتاتورية عسكرية غامضة. هذا العمل هو أول فيلم يصوّره الممثل في بلاده منذ عام 2012. وعن دوره، قال: "الشخصية التي أؤديها لا تريد سوى العيش بكرامة. للأسف، في الأوقات البائسة، يصبح التمسك بالكرامة فعلاً خطيراً". مورا، الذي اشتهر عالمياً بعد تجسيده لشخصية بابلو إسكوبار في مسلسل "ناركوس"، عاد في هذا الفيلم إلى جذوره المسرحية والسينمائية البرازيلية، بعد مسيرة حافلة بين هوليوود وأوروبا، من "Elite Squad" إلى "Elysium"، مؤكداً أنّ العودة إلى البرازيل كانت أكثر من مجرد موقع تصوير: كانت عودة إلى السؤال الأساسي عن الحرية والعدالة. تكريم مزدوج للجرأة في الحكي والتمثيل ما جمع بين نادية مليتي وفاغنر مورا لم يكن فقط اعتلاءهما منصة التتويج، بل اختيارهما - كلٌ في سياقه - أن يمثّلا شخصيات تسير على الحافة: فتاة تسعى لاكتشاف ذاتها داخل قيود الهوية، ورجل يتمسّك بقيمه في وجه قمع سلطوي. في لحظة تتصارع فيها السينما مع الرقابة والرقمنة والرقص فوق الألغام السياسية، بدا أن مهرجان كانّ هذا العام اختار أن يكرّم القلق الإنساني بوجهه الأكثر رهافة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store