
مساءلة حكومة مغيّبة عن ورقة برّاك وعن الردّ اللبنانيّ!
بالتأكيد، سيركّز النوّاب في مداخلاتهم على ملف حصرية السلاح بيد الدولة وما حمله المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت والردّ اللبنانيّ الذي استغيب مجلس الوزراء. وسيكون نواب حزب "القوات اللبنانية" رأس الحربة لا سيّما وأن الردّ على ورقة برّاك أُعِدَّ عبر لجنة ثلاثية ضمّت الرؤساء الثلاثة خارج إطار الحكومة، ما أثار تساؤلات حول دستوريّة هذه الخطوة.
وسأل النائب غسان حاصباني: "على أيّ أساس تتمّ صياغة الرّد من قبل الرؤساء الثلاثة من دون علم مجلس الوزراء وقراره، وهو الجهة التي أعطاها الدستور هذه الصلاحية؟". فإذا كانت قضايا السياسة الخارجية وحصرية السلاح لا تُبحث داخل الحكومة، فماذا سيناقش مجلس النواب المدعوّ لمناقشة السياسة العامة؟
دور المؤسسات بين البيان الوزاري والدستور
ينصّ اتفاق الطائف والدستور على دور محوريّ لمجلس الوزراء في رسم السياسة العامة للدولة. فقد أناط الدستور السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة للدولة. وأكّدت الحكومة الحالية في بيانها الوزاري التزام حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وبسط سلطة الدولة على أراضيها، باعتباره أمرًا توافق عليه اللبنانيون منذ الطائف. لكن رغم هذا الالتزام، لم يتّخذ مجلس الوزراء خطوات عملية أو يُقرّ خطة لتحقيق ذلك، ما يثير تساؤلات حول جدية تنفيذ البيان الوزاري.
سلاح "حزب اللّه": فقدان الردع ومخاطر داخلية
كانت حجّة المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي هي المبرّر الأساسي لبقاء سلاح "حزب اللّه"، لكنّ هذه الغاية باتت موضع تشكيك مع تفكّك عناصر الردع التقليدية. فمعادلة الردع التي طالما اعتُمدت لتبرير احتفاظ "الحزب" بترسانته بدأت تتفكّك تدريجيًا. خاصةً بعد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير وما تخلله من خروقات إسرائيلية، لم يعد السلاح يُستخدم حصريًا ضد إسرائيل، بل دخل في التوظيف الداخلي عبر تخوين الخصوم. بهذا المعنى، تنهار إحدى ركائز ما كان يسمّى بشرعية سلاح "الحزب"، إذ يفقد الردع الخارجي فعاليّته بينما تُستنزف وظيفته الدفاعية في صراعات سياسية داخلية.
على صعيد الأمن الداخلي، يشكّل استمرار امتلاك "حزب اللّه" السلاح المتوسط وحتى الخفيف تهديدًا لاستقرار الدولة. إذ إنّ وجود جماعة مسلّحة تمتلك ترسانة خارج سلطة المؤسسات يعني أنّ أيّ خلاف سياسيّ قد يتطوّر إلى مواجهة مسلّحة. ولعلّ أحداث 7 أيار 2008 – عندما اجتاح مسلّحو "الحزب" العاصمة بيروت في نزاع داخلي – أبرز مثال على خطورة هذا الواقع. وفي واقعة أحدث، في آب 2023، انقلبت شاحنة ذخيرة تابعة لـ "الحزب" في بلدة الكحالة، ما أشعل اشتباكات مسلّحة مع الأهالي. يذكّر هذا الحادث بتراجع شرعية سلاح "حزب اللّه" خارج بيئته الحاضنة، وينذر بالتبعات الخطيرة لإبقاء أسلحة وذخائر تتحرّك بين المناطق المأهولة.
تُثار كذلك تساؤلات حول ترسانة "الحزب" غير المستخدمة وما تحمله من أخطار كامنة. فرغم امتلاك "حزب اللّه" إحدى أضخم الترسانات غير النظامية قبل حرب 2024، فإنّ جزءًا من قدراته بقي خارج ساحات المعارك المباشرة. على سبيل المثال، تشير تقارير إلى حصوله سابقًا على صواريخ بحرية روسية متطوّرة من طراز "ياخونت" (يصل مداها إلى 300 كلم)، إلّا أنه لم يظهر أي دليل عملي على استخدامها حتى الآن. كذلك يمتلك "الحزب" منظومات دفاع جوي وصواريخ أرض-جو (قدّر بعضها بنحو 2500 صاروخ مضاد للطائرات)، لكن ثبت أنّ قسمًا كبيرًا منها إمّا دُمّر أو خرج من الخدمة. وهكذا، يتحوّل ثقل الترسانة غير المستخدمة من عنصر قوة إلى عبء استراتيجي؛ فإما أنها قدرات جامدة غير قابلة للتفعيل، أو أنّ استخدامها المحتمل سيجلب دمارًا أشدّ على لبنان في أي مواجهة مقبلة.
على المستويين الإقليمي والدولي، يتفاقم الشعور بأنّ سلاح "حزب اللّه" أصبح مشكلة تتجاوز حدود لبنان. تعتبر واشنطن مثلًا أنّ استمرار وجود هذه الترسانة يبقي لبنان رهينة للوضع الأمني المتوتر، إذ يؤدي إلى استمرار الضربات الإسرائيلية ويقوّض ثقة المجتمع الدولي بأي خطة إنقاذ أو إعادة إعمار للبنان. ومن هنا، بات لبنان يواجه ضغوطًا غير مسبوقة لوضع حدّ لفوضى السلاح وإخضاع أيّ قدرة عسكرية على أراضيه لسلطة الدولة الشرعية.
أمام كل ذلك، لا بدّ من الإسراع في بدء الخطوات العملية لحصر السلاح بيد الدولة، ولا مفرّ من تحرّك الحكومة بشكل فوري على هذا الخط، لذلك كان لا بدّ من أن تكون في صورة ما يحصل من اتفاقات وأوراق وردود عابرة للمحيطات.
كما أنه وفي ظلّ تنامي المخاوف من جرّ البلاد إلى حروب بالوكالة، وتعاظم الدعوات المحلية والدولية لحصر السلاح بيد المؤسسات الدستورية، يغدو احترام اتفاق الطائف والدستور – نصًّا وروحًا – مرهونًا بالمعالجة الجذرية لهذه الإشكالية. فحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة ووضع حدّ لازدواجية السلاح هما شرطان لا بدّ منهما لحماية الأمن الوطني واستعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. واستعادة الدولة تبدأ من استعادة القرار، والقرار يبدأ من مجلس الوزراء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 17 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
برّاك يحذر الدولة ولا يهددها... رفاهية الوقت لم تعد تنفع والخارج لن ينتظر؟
سريعاً جاء التوضيح من المبعوث الأميركي توماس برّاك على صفحته عبر منصة "إكس" على التصريح الذي أدلى به وحذر فيه من تلزيم لبنان إلى سوريا حيث قال" تصريحاتي كانت إشادة بالتقدم اللافت الذي تحققه سوريا وليس تهديداً للبنان، فلديه إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى وسوريا بدأت تسترجع نفوذها، وعليه إذا لم يتحرك لبنان سيصبح جزءا من بلاد الشام". ما لم يقله باراك في التوضيح كان كافيا لتفسير الخلفيات والدوافع، إذ بدا أنه يقرأ في كتاب لبنان في لحظة مصيرية وكلامه يأتي في إطار التحذير. فهو لطالما شدد خلال الزيارتين اللتين قام بهما إلى بيروت على ضرورة إقامة إصلاحات داخلية، ونزع سلاح حزب الله بوساطة أميركية –خليجية وتحديدا السعودية وقطر، مقابل الحصول على مساعدات إقتصادية وضمانات أمنية من جهة إسرائيل. بعبارة أخرى لم يكن كلام برّاك بمثابة التهديد العسكري المباشر من سوريا كما حاول أركان الدولة العميقة تظهيره بهدف التمسك بسلاح حزب الله غير الشرعي،إنما كان مجرد تحذير سياسي ونوع من الضغط الدبلوماسي لتسريع الإصلاحات ونزع سلاح حزب الله مفاده أنه في حال بقي الوضع الراهن سيترك لبنان لمصيره ومجاله مفتوح أمام الدول المجاورة لتعيد تشكيل دوره وربما أيضا تقسيم قراره السياسي. نقطة أساسية كانت تستحق التوقف عندها في كلام برّاك عندما تطرق إلى دور الجيش اللبناني في عملية نزع سلاح حزب الله حيث قال"يمكن الوثوق بالجيش اللبناني في الأزمة الحالية لكنه يواجه نقصاً حاداً في التمويل بسبب الإنهيار الإقتصادي في لبنان". صمت الحكومة والسلطة اللبنانية لم يقتصر على كلام برّاك ، فالصمت كان أعمق حيال كلام الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الذي توجه إلى السياديين في الداخل والمجتمعين الغربي والخليجي قائلا" شيلوها من قاموسكن...لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله".بالتوازي وفي فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي رفع أحد مؤيدي حزب الله سقف التهديد والتحريض على عدم تسليم السلاح ومواجهة الأمر بالقوة وقال بالمباشر" لمن في الداخل الذين يرددون كلمات نزع السلاح نقول نحن سننزع أرواحكم. كل شيء يمكن المزاح به والنقاش به. قد نتحاور في كل شيء وعليه إلا السلاح". سمعت الدولة أو لم تسمع؟ اللبنانيون العالقون بين الأمل بالحياة الهانئة والكريمة والخوف من تهديدات الحزب وعودة مشهدية الحرب المدمرة سمعوا وبدأوا يفكرون بما يمكن أن يكون عليه الغد. ووصل بهم الأمر إلى تبني الأسئلة التي كان يجب أن تطرحها الحكومة والإجابة عليها. الكاتب والمحلل الجيوسياسي الدكتور جورج أبو صعب يؤكد أن طرح برّاك مرفوض رفضاً قاطعاً من كل اللبنانيين وهناك إجماع لبناني على هذه النقطة لأن لبنان دولة سيدة حرة مستقلة ، وهو دولة للشعب اللبناني بحدوده المعترف بها دولياً هو غير قابل لأي تعديل .هذا في المبدأ" . ويتابع"إلا أن كلام المبعوث الأميركي يأتي في سياق الضغوط التي تمارس على الدولة اللبنانية لكي تحسم أمرها في ما يتعلق بحصر السلاح ، وكذلك قرار الحرب والسلم واستعادة السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية. وبالتالي علينا أن ننظر إلى كلام برّاك من هذا المنطلق وليس من منطلق الأمر الواقع". كلام أبو صعب يفتح الباب أمام السؤال عن موقف الحكومة من هذه التحذيرات والضغوطات التي تمارس في سبيل بسط السيادة اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية بما فيها سلاح حزب الله. فهل يجوز القول إنها غير قادرة أو غير جدية؟ "ما يجب التسليم به أن توجه رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام سيادي بامتياز. لكن المشكلة في الأسلوب البطيء لمعالجة ملف مصيري وهو أسلوب لا يفقهه الغرب بشكل عام ولا يقبل به الأشقاء العرب والخليجيون تحديداً". من الواضح أن الدولة اللبنانية تتعاطى مع هذا الملف المصيري وكأن هناك مجموعة خيارات ورفاهية وقت ومماطلة. فهل ثمة خيار آخر؟ الواقع أن الدولة اللبنانية لا تملك رفاهية الإنتظار والمماطلة وتدوير الزوايا .والتهويل الحاصل اليوم بأنه في حال أرادت الدولة حصر السلاح فالخشية كبيرة من وقوع حرب أهلية. وهذا الأمر غير وارد، وعندما تكون الدولة ممثلة بالجيش اللبناني والسلطات الشرعية لا يوجد أي مبرر لهذا الخوف والهواجس لأنها هي من يتولى مسألة بسط سلطتها. ساعتئذ كل الشعب اللبناني سيقف وراء الجيش والدولة، ناهيك عن الدعم الدولي والعربي الذي ستحظى به الدولة عندما تحزم أمرها وتتجه نحو تطبيق وتنفيذ مسألة حصر السلاح. أما السؤال عما يؤخر الحكومة من اتخاذ هذا القرار فالجواب محصور بخيار واحد ويتمثل بالحسابات الداخلية. هناك دولة عميقة في لبنان لا تزال تؤثر على القرار اللبناني السيادي وهذا مؤسف". مكررا ما سبق وذكره حول سيادية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لكن" ثمة حسابات، وهما يحاولان كسب أكبر قدر من النتيجة بأقل قدر من الجهد والتضحيات. هذه المشكلة الأساسية. والمشكلة الأكبر أن الولايات المتحدة وأوروبا والخليج غير مستعدين للانتظار أكثر. فالوقت ليس لصالح لبنان وهنا النقطة الأساسية. من هنا يمكن أن نفهم تصريح المبعوث الأميركي عندما يلمح إلى موضوع إلحاق لبنان ببلاد الشام، إذا كان عاجزا عن الوقوف على قدميه.لذلك المطلوب اليوم أن تحسم الدولة اللبنانية أمرها وتأخذ قرارات حاسمة أقله لجهة وضع جدول زمني لحصر السلاح وهذا ما طالب به المجتمع الدولي، وإلا فإن منسوب الضغوط سيتضاعف" يختم أبو صعب. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
داعش في لبنان... خطر داهم ام شمّاعة سياسية؟!
منذ تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق الشهر الفائت، تجدد الحديث عن عودة "داعش" الى لبنان من البوابة السورية، الامر الذي يحمل الكثير من المؤشرات الامنية السلبية في وقت ما زال فيه لبنان يلملم جراح الحرب الاسرائيلية. لكن يبدو ان موضوع داعش يُستخدم شمّاعة وهو سياسي أكثر منه أمني بهدف صرف النظر عن عدة ملفات داخلية، كما ان اثارة هذا الموضوع اتت بالتزامن مع التحرك الاميركي المستجد تجاه لبنان من خلال الموفد توم برّاك. وقد اشارت مصادر امنية واسعة الاطلاع الى ان الرئيس السوري احمد الشرع اكد امام كافة الوفود التي زارت دمشق منذ الزيارة التي قام بها الرئيس نجيب ميقاتي بعد سقوط نظام بشار الاسد، ان ليس لديه مصالح في لبنان وهذا ما كرره ايضا امام المفتي عبد اللطيف دريان في الخامس من الشهر الجاري، حيث قال بوضوح لن أقع في الخطأ الذي وقع فيه الأسدين (بشار ووالده حافظ الاسد)، مشددا على ان ليس لديه اي مصلحة او نية او مبتغى في الدخول بالملف اللبناني. وبالتالي شددت المصادر على ان كل ما يقال عن وجود عناصر ارهابية في طرابلس او تجاوزها الحدود الشرقية الشمالية بدفع من النظام الجديد غير صحيح إطلاقا، والبيانات الصادرة عن الجيش اللبناني المتعلقة بالمداهمات والتوقيفات تؤكد ان كافة الموقيفين لا علاقة لهم بأي تنظيم ارهابي في الداخل اوالخارج. وردا على سؤال، اوضحت المصادر الامنية عينها، ان الجهات الامنية المعنية وتحديدا الجيش يقوم بمراقبة الحدود بشكل دقيق عبر الدرون والطائرات المسيرة التي تجري الكشف الكامل للحدود بشكل دوري، ولم يتبين وجود اي تعزيزات او حشود او قوات مسلحة تابعة للنظام السوري او لسواه قرب الحدود. وانطلاقا مما تقدم، جزمت المصادر ان كل ما يقال عن وجود خلايا داعشية في لبنان لا اساس له من الصحة اطلاقا، مكررة انه لا توجد اي مصلحة للسلطة السورية من تحريك اي خلايا نائمة الآن خصوصا وانها تسعى الى الظهور بأنها ترفض العنف مما يساعدها في خطب ودّ الاميركيين ودول الخليج وتحديدا السعودية من اجل الدفع نحو الاستثمار في سوريا، بمعنى آخر ان هدف الشرع هو تعزيز اقتصاد بلاده، وليس التدخل في شؤون دول اخرى. وفي سياق متصل، اعتبرت المصادر ان الخوف من بعض الاحداث الامنية دائما موجود في لبنان او في اي بلد آخر، ولكن هناك يقظة امنية وجهوزية من خلال التعاون مع كل الاجهزة وتضافر الجهود لمنع اي خطر امني محدق. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 3 ساعات
- النهار
صباح "النهار": التّهديد الوجودي للبنان والرجل الغامض في دمشق... لماذا لا يُبادر "حزب الله" إلى القتال؟
1- مانشيت "النهار": عاصفة برّاك تُعجّل في زيارته الثالثة "الحاسمة"... جلسة مناقشة نارية غداً محورها سلاح "الحزب" شكّلت "عاصفة" توم برّاك في الساعات الـ48 الأخيرة مادة ملتهبة إضافية، سيكون من شأنها إذكاء حماوة المداخلات والنقاشات التي ستشهدها جلسة المناقشة العامة لسياسات الحكومة التي سيعقدها غداً مجلس النواب في جلستين قبل الظهر وبعده. وإذا قرّر رئيس المجلس فتح الجلسة للتغطية التلفزيونية المباشرة، فإن ذلك سيشكّل بدوره عامل تسخين إضافياً بما سيجعل من هذه الجلسة محطة تتخطى تسجيل المواقف للكتل والنواب من التطورات الراهنة، إلى اختصار صورة الإرباك الكبير والغموض الواسع اللذين يرخيان بذيولهما على مجمل الوضع في لبنان. ومن نافل القول إن جلسة المناقشة العامة سيكون حجر الرحى في مداخلاتها وكلماتها ونقاشاتها الموضوع المتفجر المتصل بنزع سلاح "حزب الله"، بعدما أثارت المقاربة الرئاسية الثلاثية للردّ على ورقة برّاك انتقادات لعدم عرضها على مجلس الوزراء بما سيستتبع باتساع النقاش حول مجمل الملف في مجلس النواب. للمزيد اضغط هنا 2- حصيلة اشتباكات السويداء ترتفع إلى 37 قتيلاً... قطع طريق دمشق الدولية ودعوات إلى "ضبط النفس" قُتل 37 شخصاً الأحد وأصيب عشرات في اشتباكات بين مقاتلين دروز وبدو في محافظة السويداء، وفق ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما صرّح مصدر حكومي أن قوات وزارة الداخلية توجّهت إلى المنطقة لـ"فضّ الاشتباكات". للمزيد اضغط هنا 3- ترامب: سنُرسل منظومات دفاع جوي "باتريوت" إلى أوكرانيا أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، أنّ الولايات المتحدة ستُرسل منظومات دفاع جوي من طراز "باتريوت" إلى أوكرانيا لمساعدتها في صدّ الهجمات الروسية، مع ازدياد التدهور في علاقته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. للمزيد اضغط هنا 4- "حادثة مأسوية"... تحطُّم طائرة بعيد إقلاعها من مطار ساوثند في لندن (فيديو) تحطّمت طائرة صغيرة في مطار ساوثند في لندن، وفق ما أعلنت شرطة إسيكس في واقعة استدعت إغلاقه. وأظهرت مشاهد فيديو الطائرة البالغ طولها 12 مترا مشتعلة وتصاعد دخان أسود في مطار ساوثند أون سي الواقع إلى الشرق من لندن. للمزيد اضغط هنا 5-أسعار الذهب تصل إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع... كم بلغت؟ ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع اليوم الاثنين، مدعومة بالتهافت على الملاذ الآمن بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك. للمزيد اضغط هنا اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم: كتب نبيل بومنصف: هكذا الردّ على برّاك... والفزّاعات! لو لم يكن توم برّاك السفير الأميركي في تركيا والموفد "فوق العادة" للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا ولبنان، لكان مستساغاً جداً ان ننظر إلى تلك الفزاعة التهويلية بإلحاق لبنان بـ"بلاد الشام" على انها صادرة عن محلل صحافي مثلا تحلو له المقاربات التي تستحضر التاريخ القديم. ولكن حتى في هذا الكار التاريخي ليس مأثورا عن الاميركيين، ديبلوماسيين ومحللين ومؤرخين، الشغف بتاريخ كولونيالي في الشرق أيام كانت فرنسا وبريطانيا، وليست اميركا، تتقاسمان الانتدابات ومن ثم ترسمان خرائط سايكس بيكو. وعلى يد أو لسان من لا يحسب له اللبنانيون اطلاقا ان يستحضر فزاعة بلاد الشام، المتجذر من زحلة "مربى الأسودي"، جاءت آخر البدع الصادمة وحتما ليس آخرها. للمزيد اضغط هنا وكتب رياض قهوجي: لبنان والتّهديد الوجودي بين ما حاوله محور الممانعة والبعث السّوري وتحذيرات توم براك التصريح الأخير للموفد الأميركي توم براك بشأن الخطر الوجودي الذي يداهم لبنان نتيجة إصرار "حزب الله" على الاحتفاظ بسلاحه وربط مصيره بإيران يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لا بسبب وجود مؤامرة عالمية لإزالة لبنان عن الخريطة، بل نتيجة التطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة، ولا تزال، منذ أحداث 7 أكتوبر 2023. فمحاولة "حزب الله"، بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، إعادة عقارب الساعة للوراء ومنع التغيير الجارف الذي أحدثته الضربات الكبيرة لمحور الممانعة، وتحديداً سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ستأتي بعواقب كارثية على لبنان عامةً وشيعته خاصةً. للمزيد اضغط هنا وكتب سركيس نعّوم: لماذا لا يُبادر "الحزب" إلى القتال إذا استعاد جاهزيته؟ قاوم مقاتلو "حزب الله" ببسالة جيش إسرائيل يوم شنّت هجوماً عسكرياً كبيراً جداً على لبنان قبل أشهر وحالوا دون وصولها إلى مجرى نهر الليطاني، علماً بأنها كانت قادرة على ذلك لو قرّرت دفع المزيد من جيشها إلى الجبهة. لكنها لم تفعل لأن حربها مع "حماس" في غزة كانت في أوجها (ولا تزال)، ولأنها كانت تحسب حساباً لاحتمال تورّط إيران عسكرياً ضدها مباشرةً وعبر حلفائها الحوثيين وربما "الحشد الشعبي العراقي". ولم تفعل لأنها كانت واثقة منذ بداية الحرب بأن جيش "حزب الله" لم يكن في رأيها كما في رأي حليفتها أميركا، مؤهّلاً لأن ينتصر عليها، بل لأن يمنعها من تحقيق أهدافها بإبعاده عن الحدود وبتدمير قرى وبلدات وبعض المدن. للمزيد اضغط هنا وكتب عبدالله سليمان علي: الرجل الغامض في دمشق: من هو أبو مريم الأسترالي الذي يقود سياسة الغفران؟ كشف موقع "إنتلجنس" الاستخباري الفرنسي، في إطار حديثه عن ملاحقة أموال بشار الأسد والمقرّبين منه قانونياً، عن وجود لجنة سرّية في القصر الجمهوري في دمشق، مهمّتها إجراء تسويات مع كبار رجال الأعمال الذين كانوا داعمين للنظام السابق. وأشار الموقع إلى أن من يترأس هذه اللجنة هو شخص يُعرف بـ"أبو مريم الأسترالي"، ما أثار تساؤلات عن هويته والأدوار التي لعبها سابقاً ضمن "هيئة تحرير الشام" قبل سقوط الأسد. للمزيد اضغط هنا وكتب عبدالله بدرخان: عندما تُذكر "الإبادة" كنتيجة "منطقيّة" للحرب وقف بنيامين نتنياهو وانحنى فوق مائدة العشاء ليسلّم دونالد ترامب رسالة ترشيحه لجائزة نوبل للسلام. يعرف ترامب أن ضيفه لا يريد أي نوع من السلام لكنه يرشحه للجائزة. ويعرف الرجلان أن ما بينهما من صداقة لا يخلو من التكاذب، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر العارفين بالقاعدة الرابحة والمتّبعة حالياً في الديبلوماسية الأميركية، وهي تُختصر بـ"دغدغ الأنا الترامبية"، وإذا لم تكسب كلّ ما تريده فإنك لن تخسر جلّه، لأنه مع ترامب لا مجال لليقين. غير أن الطرف الوحيد الرابح معه دائماً هو إسرائيل. تساءلت الصحف الأميركية "عما إذا كان الترشيح لنوبل من نتنياهو - المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من جانب المحكمة الجنائية الدولية - يساعد فعلاً الرئيس" في سعيه الى الجائزة. للمزيد اضغط هنا وكتب عمّار الجندي: رهان اليسار البريطاني! تراجع اليسار في بريطانيا منذ تسعينيات القرن الماضي تدريجياً أمام زحف الليبراليين الجدد وقوى اليمين ويمين الوسط. وإذ أخفق في استثمار صعود جيرمي كوربين زعيم حزب العمال السابق لتعزيز موقعه، فقد عانى بعد انتخابات 2019 مزيداً من التضييق والإلغاء. لكن تغيرات عميقة تشهدها البلاد تغري أنصاره بمحاولة لعب دور فاعل من جديد، والوقوف في وجه الشعبويين الذين يربحون الرهان فيما الأحزاب التقليدية تخسر باضطراد. للمزيد اضغط هنا