برّاك يحذر الدولة ولا يهددها... رفاهية الوقت لم تعد تنفع والخارج لن ينتظر؟
ما لم يقله باراك في التوضيح كان كافيا لتفسير الخلفيات والدوافع، إذ بدا أنه يقرأ في كتاب لبنان في لحظة مصيرية وكلامه يأتي في إطار التحذير. فهو لطالما شدد خلال الزيارتين اللتين قام بهما إلى بيروت على ضرورة إقامة إصلاحات داخلية، ونزع سلاح حزب الله بوساطة أميركية –خليجية وتحديدا السعودية وقطر، مقابل الحصول على مساعدات إقتصادية وضمانات أمنية من جهة إسرائيل. بعبارة أخرى لم يكن كلام برّاك بمثابة التهديد العسكري المباشر من سوريا كما حاول أركان الدولة العميقة تظهيره بهدف التمسك بسلاح حزب الله غير الشرعي،إنما كان مجرد تحذير سياسي ونوع من الضغط الدبلوماسي لتسريع الإصلاحات ونزع سلاح حزب الله مفاده أنه في حال بقي الوضع الراهن سيترك لبنان لمصيره ومجاله مفتوح أمام الدول المجاورة لتعيد تشكيل دوره وربما أيضا تقسيم قراره السياسي.
نقطة أساسية كانت تستحق التوقف عندها في كلام برّاك عندما تطرق إلى دور الجيش اللبناني في عملية نزع سلاح حزب الله حيث قال"يمكن الوثوق بالجيش اللبناني في الأزمة الحالية لكنه يواجه نقصاً حاداً في التمويل بسبب الإنهيار الإقتصادي في لبنان".
صمت الحكومة والسلطة اللبنانية لم يقتصر على كلام برّاك ، فالصمت كان أعمق حيال كلام الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الذي توجه إلى السياديين في الداخل والمجتمعين الغربي والخليجي قائلا" شيلوها من قاموسكن...لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله".بالتوازي وفي فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي رفع أحد مؤيدي حزب الله سقف التهديد والتحريض على عدم تسليم السلاح ومواجهة الأمر بالقوة وقال بالمباشر" لمن في الداخل الذين يرددون كلمات نزع السلاح نقول نحن سننزع أرواحكم. كل شيء يمكن المزاح به والنقاش به. قد نتحاور في كل شيء وعليه إلا السلاح".
سمعت الدولة أو لم تسمع؟ اللبنانيون العالقون بين الأمل بالحياة الهانئة والكريمة والخوف من تهديدات الحزب وعودة مشهدية الحرب المدمرة سمعوا وبدأوا يفكرون بما يمكن أن يكون عليه الغد. ووصل بهم الأمر إلى تبني الأسئلة التي كان يجب أن تطرحها الحكومة والإجابة عليها.
الكاتب والمحلل الجيوسياسي الدكتور جورج أبو صعب يؤكد أن طرح برّاك مرفوض رفضاً قاطعاً من كل اللبنانيين وهناك إجماع لبناني على هذه النقطة لأن لبنان دولة سيدة حرة مستقلة ، وهو دولة للشعب اللبناني بحدوده المعترف بها دولياً هو غير قابل لأي تعديل .هذا في المبدأ" .
ويتابع"إلا أن كلام المبعوث الأميركي يأتي في سياق الضغوط التي تمارس على الدولة اللبنانية لكي تحسم أمرها في ما يتعلق بحصر السلاح ، وكذلك قرار الحرب والسلم واستعادة السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية. وبالتالي علينا أن ننظر إلى كلام برّاك من هذا المنطلق وليس من منطلق الأمر الواقع".
كلام أبو صعب يفتح الباب أمام السؤال عن موقف الحكومة من هذه التحذيرات والضغوطات التي تمارس في سبيل بسط السيادة اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية بما فيها سلاح حزب الله. فهل يجوز القول إنها غير قادرة أو غير جدية؟
"ما يجب التسليم به أن توجه رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام سيادي بامتياز. لكن المشكلة في الأسلوب البطيء لمعالجة ملف مصيري وهو أسلوب لا يفقهه الغرب بشكل عام ولا يقبل به الأشقاء العرب والخليجيون تحديداً".
من الواضح أن الدولة اللبنانية تتعاطى مع هذا الملف المصيري وكأن هناك مجموعة خيارات ورفاهية وقت ومماطلة. فهل ثمة خيار آخر؟ الواقع أن الدولة اللبنانية لا تملك رفاهية الإنتظار والمماطلة وتدوير الزوايا .والتهويل الحاصل اليوم بأنه في حال أرادت الدولة حصر السلاح فالخشية كبيرة من وقوع حرب أهلية. وهذا الأمر غير وارد، وعندما تكون الدولة ممثلة بالجيش اللبناني والسلطات الشرعية لا يوجد أي مبرر لهذا الخوف والهواجس لأنها هي من يتولى مسألة بسط سلطتها. ساعتئذ كل الشعب اللبناني سيقف وراء الجيش والدولة، ناهيك عن الدعم الدولي والعربي الذي ستحظى به الدولة عندما تحزم أمرها وتتجه نحو تطبيق وتنفيذ مسألة حصر السلاح. أما السؤال عما يؤخر الحكومة من اتخاذ هذا القرار فالجواب محصور بخيار واحد ويتمثل بالحسابات الداخلية. هناك دولة عميقة في لبنان لا تزال تؤثر على القرار اللبناني السيادي وهذا مؤسف".
مكررا ما سبق وذكره حول سيادية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لكن" ثمة حسابات، وهما يحاولان كسب أكبر قدر من النتيجة بأقل قدر من الجهد والتضحيات. هذه المشكلة الأساسية. والمشكلة الأكبر أن الولايات المتحدة وأوروبا والخليج غير مستعدين للانتظار أكثر. فالوقت ليس لصالح لبنان وهنا النقطة الأساسية. من هنا يمكن أن نفهم تصريح المبعوث الأميركي عندما يلمح إلى موضوع إلحاق لبنان ببلاد الشام، إذا كان عاجزا عن الوقوف على قدميه.لذلك المطلوب اليوم أن تحسم الدولة اللبنانية أمرها وتأخذ قرارات حاسمة أقله لجهة وضع جدول زمني لحصر السلاح وهذا ما طالب به المجتمع الدولي، وإلا فإن منسوب الضغوط سيتضاعف" يختم أبو صعب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


OTV
منذ 23 دقائق
- OTV
ما يحصل في سوريا برسم ما يُرسم للبنان (نداء الوطن)
كتبت صحيفة 'نداء الوطن': من يراقب الوضع السوري بتطوراته وتقلباته من بعيد، لا يستغرب كثيرًا الأحداث الأخيرة في منطقة السويداء، ولا يستغرب قبلها الاتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العمال الكردستاني وتداعياته في الداخل السوري، لأن الجواب عن التساؤلات حول ما تقدّم، يمكن تلمّسه في الرؤية الأميركية للمشرق، علمًا أنها تقترب في بعض الجوانب من الرؤية الإسرائيلية وتتمايز عنها في جوانب أخرى، لكن الأكيد أن لبنان ليس معزولًا عن هذه المعطيات، بل إنه يتأثر بها، فضلًا عن أن إشارات عدة توحي بأن لبنان سيكون خلاصة معبِّرة لما سترسو عليه المنطقة، وفق معادلة تجمع بين استقرار الدول ضمن حدودها الخارجية وبين تكريس التنوع الثقافي والديني والإتني لمجتمعاتها داخل حدودها. لقد كشفت الأحداث الأخيرة أن نظام الرئيس السوري أحمد الشرع ما زال هشًا على صعد عدة، وطنية وسياسية وإدارية ومؤسساتية وأمنية، فضلًا عن بروز ارتباك على مستوى القرار بين تقدم وتخبط وانكفاء، وبين رفع لواء الدولة الموحدة فوق أي اعتبار، وبين الاستعداد للتسليم بشراكة معينة مع بعض المجتمعات المتمايزة عن الأكثرية. وإن دل ذلك على شيء فعلى أن قرار تثبيت النظام الجديد في سوريا لم يرسُ بعد على نظرة ثابتة، وإن توافر الدعم الدولي له عبر رفع العقوبات والإفراج عن المساعدات وبوادر الاستثمارات. ويقول دبلوماسي أوروبي في مجالسه الخاصة، وهو ينتمي لدولة حليفة للولايات المتحدة وتتماهى بنسبة كبيرة مع توجهات الرئيس دونالد ترامب، إن التجربة السورية ينبغي أن تكون أمثولة، إذ لا يمكن استبدال ديكتاتورية طائفية بديكتاتورية طائفية أخرى، علمًا أن المجتمع الدولي يتفهم الصعوبات في وجه النظام الجديد، لكنه لا يبرر أبدًا أي أخطاء كبيرة أو نافرة، بل يريد الوصول إلى استقرار معقول بالحد الأدنى في مرحلة أولى في سوريا وفي سائر الدول المضطربة في المنطقة، قبل الانتقال إلى مرحلة ترسيخ الاستقرار على أسس واقعية تكفل الديمقراطية والتنوع وحماية حقوق الأقليات، من خلال تثبيتها في الدساتير والقوانين كما هو حاصل في دول غربية عدة. ويلفت إلى أن النموذج اللبناني هو اليوم الأكثر حساسية، ولا بد من إيلائه عناية معينة تكفل الهدوء على حدوده الجنوبية بشكل مستدام، كما تكفل الهدوء في الداخل على قاعدة تفاهمات معينة بين أبرز المكونات، وحينها ليس لدى المجتمع الدولي أي موقف مسبق سلبًا أو إيجابًا، بل سيسلّم بما يتفق عليه اللبنانيون. ويلفت إلى أن التطورات السورية يمكن أن تخدم لبنان في هذا الاتجاه، باعتبار لبنان بلدًا تشاركيًا تحت سقف الدولة الواحدة، وهذه التشاركية ليست عامل ضعف بقدر ما هي عامل قوة للبنان الدولة وللمكونات الرئيسية فيه على السواء. ويقول: 'الصراع في المنطقة لم ينتهِ بعد، والأجواء توحي بمواجهات شتى، وإذا كانت إيران تراهن على صبر الأميركيين وعدم رغبتهم في خوض الحرب مجددًا، فإنها في الوقت عينه فقدت الكثير من أوراقها، ولذلك تتمسك بالورقة الأبرز بالنسبة لها، وهي 'حزب الله' المسلح. وما لا يقوله الدبلوماسي الأوروبي، يقوله قيادي لبناني سيادي، إذ يلفت إلى أن 'حزب الله' في حالة ارتباك، بين تلبية الرغبة الإيرانية التصعيدية، وبين حساباته المدروسة ماليًا وشعبيًا وسياسيًا. ومن هنا، يبدو 'الحزب' أمام خيارات عدة، وهو يدرك أن الزمن تغير، لكنه يراهن على التعويض ما أمكن من خلال الضغط للحفاظ أو لتحصيل أكبر عدد من المواقع في الدولة والمؤسسات. لقد فقد الدعم غير المحدود من المحور بقيادة الجمهورية الإسلامية، بعد الضربات القاسية التي تلقتها حركة 'حماس' والخسائر الهائلة التي حلت به وقضت على أبرز قياداته وجزء كبير من بنيته العسكرية وبعد سقوط نظام بشار الأسد، والحملة الإسرائيلية الأميركية على المواقع النووية والاستراتيجية الإيرانية. ويعتبر أن العهد يخسر عند كل طلعة شمس بعضًا من رصيده، ويشعر من بنى آمالًا عليه حتى من شخصيات مستقلة وليس لها ارتباطات سياسية، بأن تلك الآمال في تراجع يقارب الخيبة. ولذلك، ماذا يمنع رئيس الجمهورية في لحظة ما أن يقول 'الأمر لي'، ومن خلاله للحكومة، في مسألة حصرية السلاح، على قاعدة إجراءات عملية ضمن جدول زمني محدد وخارطة طريق واضحة. وحينها، سيكون محصنًا بدعم شعبي هائل، يوازي ثلاثة أرباع اللبنانيين، ولن يجرؤ أحد على الحديث عن صلاحيات أو تعد على صلاحيات، طالما أن الهدف وطني والقرار الحازم هو أمنية الأكثرية الساحقة من اللبنانيين. وحينها تستعيد الدولة سيادتها الكاملة تدريجًا، علمًا أن محاولة 'حزب الله' الاحتفاط ببعض من سلاحه أو مطالبته باستراتيجية دفاعية تريحه، لن يكون لها محل على الساحة السياسية، لا سيما وأن قوى أخرى ستطالب في حينه بالمثل، طالما أن مبرر السلاح الثقيل قد انتفى عمليًا. ومع رسوخ الاستقرار العتيد، ستكون الفرصة أمام اللبنانيين لإعادة قراءة الصيغة بما يخدم عدم إلغاء أحد، وبما يؤكد على الحقوق المشروعة لجميع المكونات اللبنانية بمعزل عن الأحجام والأرقام، وليتحمل كل مسؤوليته، لأن المسيحيين، كما يقول القيادي السيادي، لن يكونوا أبدًا مواطنين من فئة ثانية، ولن يسمحوا بإسقاط لبنان الميثاق، بل جلّ ما يريدونه هو الحفاظ على لبنان منزلاً بمنازل عدة.


OTV
منذ ساعة واحدة
- OTV
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 تموز 2025
النهار تبيّن في الفترة الأخيرة أنّ 'حزب الله' لا يؤكد ولا ينفي ما تدّعيه إسرائيل في عملياتها العسكرية لجهة اغتيال قادة في الحزب، وهو يتجنّب الإفصاح عن أيّ معلومات تخصّهم. بعد مطالبة النائب إبراهيم كنعان في جلسة مجلس النواب المخصّصة لمناقشة سياسات الحكومة، بمصارحة المواطنين بخطتها بمسألة النفايات وانتقاده لجدولة طلب مجلس الإنماء والإعمار توسعة مطمر جديدة المتن، تمّت إزالة هذا البند عن جدول أعمال الحكومة. رفض القاضي غسان عويدات تبلّغ موعد جلسة استجوابه أمام القاضي طارق بيطار في الـ21 من الشهر الحالي. وإذ تسلّم نسخة عن مذكرة التبليغ، رفض التوقيع عليها وصرّح بأنّه لن يوقع على ورقة التبليغ كونه لا يعترف بصلاحية وسلطة المحقق العدلي المكفوفة يده. تضاعفت الإجراءات البلدية الاحترازية والمانعة حرية التنقّل في معظم المناطق تجاه حركة السوريين في البلدات والقرى بعد الأحداث الجارية في سوريا والخوف من أيّ تهديد 'داعشي' مستجد في لبنان. ***** الجمهورية شكا أحد الوزراء من أنّ روتين المواعيد وإلحاح أصحاب المصالح الخاصة على مقابلته والوساطات وزيارات المجاملة، تستهلك 90 بالمئة من وقت الإنتاج. يبدي رئيس حزب بارز تشاؤمه من عدم التعامل مع قضية مصيرية بما تمليه موازين القوى الجديدة ومصلحة الناس المعنيين والبلد رأى قطب سياسي أنّ تسريب فكرة تأجيل استحقاق كبير ليس بريئاً، وأنّ أكثر من طرف قد يرى فيه مصلحة له. ***** اللواء سمع ممثلون في مناسبة وطنية لدولة أوروبية صديقة، إشارات إيجابية حول التمديد لليونيفيل، وعمل اللجنة المعنية بوقف النار جنوباً.. جرى حصر الآليات في ما يتعلق بالرد اللبناني على ورقة براك الجديدة، وعدم إثارة الموضوع في كل جلسة لمجلس الوزراء. تضغط لجنة أهالي المتضرِّرين من انفجار مرفأ بيروت، على صدور القرار الاتهامي بالقضية قبل الرابع من آب المقبل. ***** نداء الوطن توقعت مصادر قضائية أن يصدر القرار الظني في قضية تفجير مرفأ بيروت بالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة للتفجير الذي وقع في الرابع من آب من العام 2020. كشفت مصادر التحقيق في قضية المصنع الضخم للكبتاغون في بلدة اليمونة، عن تورط رجال أمن سابقين مع صاحب المعمل وهو من آل شرَيْف. وبات لدى أجهزة التحقيق كل أسماء رجال الأمن السابقين. توقَّع قطب سياسي أن تنعكس أحداث السويداء على الواقع الدرزي في لبنان لا سيما في قضاء الشوف، ويرصد مراقبون ارتفاع منسوب التباين ليس فقط بين السياسيين في تلك المنطقة بل بين رجال الدين فالولاءات للزعماء الروحيين في السويداء تتعدد ولا تنحصر بزعيم واحد. ***** البناء قالت مصادر مالية إنّه ليس لدى مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف أي ملف تجاوزات قانونية يمكن أن تنسب لجمعية القرض الحسن ويبنى عليها نقاش قانوني ينتهي بقرار حظر التعامل مع الجمعيّة والإيحاء بأنها جمعية مخالفة للقانون، خصوصاً أن مصرف لبنان لم يتخذ أي قرار بحق المصارف التي أضاعت أموال المودعين وتصرّفت بها على هواها، خصوصاً مع التحويلات التي جرت خلسة واستنسابية بعد أزمة 2019، وبينما توقفت المصارف التي تحظى بدعم مصرف لبنان عن القيام بواجباتها القانونية بحق مودعيها تميز القرض الحسن بحفظ أموال مودعيه وهم لبنانيّون على مصرف لبنان أن يهتم لأمرهم أسوة بمسؤوليته عن مودعين سواهم والانتقام من القرض الحسن لحساب المصارف المخالفة للقانون إساءة لمعيار القانون الذي يقوم على ملاحقة المخالف وليس ملاحقة القائم بواجبه، أما أن يكون القرار سياسياً تلبية لطلب دولة أجنبية تصفي حسابات 'إسرائيل' مع بيئة المقاومة فتلك إساءة أخرى يرتكبها مصرف لبنان بحق نفسه وهي علامة على أن حاكميّة المصرف تضع السياسة مكان القانون وتلك أسواً إشارة توجهها السلطات المالية في أي بلد للأسواق المالية سوف تكون تداعياتها خطيرة لاحقاً بانعدام الثقة. قال خبراء استراتيجيون إن ما لفت الانتباه خلال ما شهدته سورية خصوصاً الغارات الإسرائيليّة على دمشق واستهداف مقار سيادية مثل القصر الرئاسي ووزارة الدفاع هو الموقف التركي المتفرّج بما يكشف توازن قوى تركي إسرائيلي في معادلات سورية يجعل سورية مستباحة أمام أي معادلات إسرائيلية طالما أن تركيا تمثل المظلة الأمنيّة الاستراتيجيّة للنظام الجديد في سورية، وكما أن التنازلات السياسيّة السوريّة أمام 'إسرائيل' لم تنفع في تفادي الاعتداءات المتمادية وبلوغها مستوى غير مسبوق، فإن قدرة 'إسرائيل' سوف تزيد على فرض المزيد من التنازلات الأمنيّة والاستراتيجيّة في ظل التحقق من حجم الضعف التركيّ.


ليبانون 24
منذ 2 ساعات
- ليبانون 24
براك سيطرح ترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية والشمالية
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": مصادر سياسية مطلعة تقول بأنّ الاستراتيجية المعتمدة من قبل العدو " الإسرائيلي" تتجاوز مجرد ضربات عسكرية موضعية تطال الجنوب والبقاع أو دمشق، وقد تعكس مشروعاً أعمق يرتبط بإعادة رسم خرائط النفوذ والجغرافيا السكانية في المشرق العربي. ولا تبدو واشنطن ، بعيدة عن هذا الأمر، سيما وأنّ المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ، والمكلّف حالياً بالملف اللبناني توم بارّاك، سوف يناقش موضوع ترسيم الحدود الجنوبية والشمالية مع المسؤولين اللبنانيين، خلال زيارته المرتقبة إلى لبنان هذا الشهر. وهي من ضمن النقاط التي تدخل في بند "العلاقات اللبنانية- السورية". في حين أنّ الهدف الأساسي من ترسيم الحدود هو تأمين المصالح الاقتصادية "لإسرائيل"، من خلال حصولها على خزّان المياه في المنطقة، فضلاً عمّا يمكن أن تحصل عليه من قطاع النفط والغاز في حال وجود حقول نفطية مشتركة. وقد أفادت المعلومات في هذا الإطار، بأنّ ما تقوم به الشركات النفطية في بحر فلسطين المحتلّ، قد أظهر أنّ هناك حقولاً مشتركة بالقرب من البلوك 8 اللبناني، ولهذا على الحكومة المطالبة بحقوقها فيها. فهل تسعى " إسرائيل" فعلاً إلى تهجير الأقليات من لبنان وسوريا، انطلاقاً من البُعد الطائفي؟ تجيب المصادر بأنّ تصعيد الضربات أو إثارة الفوضى في السويداء، يهدف إلى إجبار الدروز على الهجرة، سواء نحو الجولان المحتل أو إلى الخارج، مما يؤدي إلى تفريغ المنطقة من مكوّنها الطائفي الأساسي. فضلاً عن خلق "منطقة عازلة" بشرية وجغرافية، تمتدّ من الجولان إلى العمق السوري خالية من قوى مقاومة، شبيهة بتجربة جنوب لبنان خلال الاحتلال "الإسرائيلي". أمّا الضربات على دمشق التي تضمّ عددا كبيرا من المسيحيين ، لا سيما في أحياء مثل باب توما والقصاع، فضلاً عن قرى مسيحية قرب القلمون، فيمكن أن تُفسر أيضا في إطار استراتيجية تهجير الأقليات التاريخية في سوريا، وضرب نموذج التعايش فيها. كما أنّ الضربات "الإسرائيلية المستمرة على جنوب لبنان والبقاع، والتي تُبرّر غالباً باستهداف حزب الله ، فتؤثر فعليا على نسيج سكاني غني بالطوائف، لا سيما الشيعة والمسيحيين. والتوتر الدائم في هذه المناطق دفع العديد منهم إلى النزوح أو الهجرة إلى خارج البلاد، فضلاً عن ضربه الاقتصاد المحلي وقطاع الزراعة، وقد تؤدي الإعتداءات المتواصلة حالياً إلى ضرب الموسم السياحي في لبنان الذي استعاد أخيراً بعضاً من عافيته. من هنا، فإنّ مشروع إعادة تقسيم المنطقة، ما بعد اتفاقية "سايكس- بيكو"، بعد كلام بارّاك عنها بأنها فشلت وانتهت، تقرأه المصادر ضمن اتجاه أميركي – "إسرائيلي" لإعادة هندسة المشرق العربي، وليست محرّد توصيف تاريخي. ويتمّ هذا المشروع عبر تفكيك دول المنطقة أي ضرب لبنان وسوريا والعراق التي هي نماذج لدول متعدّدة الطوائف، ما يؤدّي إلى انهيار المفهوم التقليدي للدولة الوطنية. فضلاً عن تعزيز الانقسام الطائفي والمناطقي، الذي بهدف إلى تقويض أي وحدة سياسية أو عسكرية يمكن أن تُهدّد "إسرائيل"، من وجهة النظر الأميركية. فضلاً عن تشكيل كيانات بديلة، الأمر الذي جعل بارّاك يتحدّث عن إعادة رسم المنطقة وفق اتفاقيات جديدة مختلفة عن تلك القديمة أو التاريخية.