logo
لأسباب تتعلق بالاحتشام.. قواعد جديدة في الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي

لأسباب تتعلق بالاحتشام.. قواعد جديدة في الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي

الجزيرة١٣-٠٥-٢٠٢٥

تتوجه أنظار عشاق السينما في جميع أنحاء العالم إلى الريفييرا الفرنسية، حيث يُفتتح مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78، التي تمتد من 13 إلى 24 مايو/أيار الجاري. هذا الحدث السنوي الكبير يجمع بين نخبة من نجوم هوليود وصناع السينما العالميين، في تظاهرة فنية وثقافية تبرز دور المهرجان بوصفه منصة محورية للسينما العالمية.
يتنوع برنامج المهرجان هذا العام بين المسابقات الرسمية والعروض الخاصة، ليقدم مجموعة من الأفلام التي تعكس أبرز الاتجاهات السينمائية العالمية وتجارب سينمائية مبتكرة تعكس التطورات الثقافية والاجتماعية الراهنة.
فرض الملابس المحتشمة على السجادة الحمراء
من المتوقع أن تبدو السجادة الحمراء في الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي مختلفة هذا العام بعد قرار مفاجئ أعلنت عنه إدارة المهرجان قبل أقل من 24 ساعة على الافتتاح، يقضي بمنع ارتداء الملابس التي تتسم بالعري أو تكشف أجزاء كبيرة من الجسد، سواء على السجادة الحمراء أو في أي من مناطق المهرجان الأخرى.
ووفقا لما نشره الموقع الرسمي للمهرجان، فإن القرار جاء "لأسباب تتعلق بالاحتشام"، ويهدف إلى الحد من الانتشار المتزايد لما بات يُعرف إعلاميا بـ"فساتين العري".
وأشار بيان المهرجان إلى أن القواعد الجديدة ستدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع، مع افتتاح المخرجة الفرنسية أميلي بونين فعاليات الدورة الحالية بفيلمها "اتركه ليوم ما" (Leave One Day). ووفقًا للوثائق الرسمية، فإن فرق الاستقبال ستكون ملزمة بمنع دخول أي شخص لا يلتزم بقواعد اللباس الجديدة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار ما عُرف بـ"ميثاق الحضور" الجديد الذي أصدرته إدارة المهرجان ويحدد سلوكيات الحضور المتوقعة، بما في ذلك اعتماد قواعد أكثر تحفظًا في اللباس داخل قاعة "لويس لوميير" الكبرى التي تستضيف العروض الأبرز على مدى أسبوع كامل.
ووفقا لما تم الإعلان عنه، يُفضل ارتداء البدلات الرسمية والسترات الكلاسيكية وفساتين السهرة الطويلة، كما يُسمح أيضا بالفساتين السوداء القصيرة، وفساتين الكوكتيل، والبدلات النسائية، والقمصان الأنيقة، والصنادل الراقية سواء بالكعب أو من دونه.
يبث مهرجان "كان" عبر قنوات "فرانس تلفزيون" (France Télévisions)، مما يفتح الباب أمام احتمالات أن تكون هذه الجهات الإعلامية قد لعبت دورًا في الدفع نحو تبنّي قواعد لباس أكثر تحفظا، تجنبا لعرض مشاهد قد تعدّ غير ملائمة للبث التلفزيوني.
ومع تزايد حضور العارضات والمؤثرات في السنوات الأخيرة مقارنة بالممثلين وصناع الأفلام، تحوّلت السجادة الحمراء في "كان" إلى ساحة لعرض الأزياء الجريئة، وهذا ما يبدو أن إدارة المهرجان تسعى لضبطه في هذه الدورة.
ورغم أن القواعد الجديدة لا توضح بدقة ما إذا كانت مثل هذه الإطلالات ستمنع تماما، فإنها تشير إلى رغبة إدارة المهرجان في استعادة طابعه الرسمي والابتعاد عن المظاهر المثيرة للجدل.
21 فيلما في المسابقة الرسمية
تتضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام 21 فيلما من مختلف أنحاء العالم، يتنافسون على نيل السعفة الذهبية. وتشهد المسابقة حضورًا لافتًا للمخرجات.
وترأس لجنة التحكيم لهذا العام النجمة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم في عضويتها أيضا الممثلة الأميركية هالي بيري والنجم جيريمي سترونغ. ومن المقرر أن تختار اللجنة الفيلم الفائز من بين هذه الأفلام المتنافسة:
"ألفا" (Alpha) للمخرجة جوليا دوكورنو.
"صوت السقوط" (Sound Of Falling) للمخرجة ماشا شيلينسكي.
"موتي حبيبتي" (Die, My Love) للمخرجة لين رامسي.
"الأخت الصغيرة" (The Little Sister) للمخرجة حفصية حرزي.
"ماسترمايند' (The Mastermind) للمخرجة كيلي رايشاردت.
"روميريا" (Romería) للمخرجة كارلا سيمون.
"رينيه" (Renoir) للمخرجة تشي هياكاوا.
"صقور الجمهورية" (Eagles Of The Republic) للمخرج طارق صالح.
"كان مجرد حادث" (It Was Just An Accident) للمخرج جعفر بناهي.
"القضية 137" (Case 137) للمخرج دومينيك مول.
"المرأة والطفل" (Woman And Child) للمخرج سعيد روستائي.
"الأمهات الشابات" (Young Mothers) للمخرجين جان بيير داردين ولوك داردين.
"إيدينغتون" (Eddington) للمخرج آري أستر.
"فوري" (Fuori) للمخرج ماريو مارتوني.
"تاريخ الصوت" (The History Of Sound) للمخرج أوليفر هيرمانوس.
"الموجة الجديدة" (Nouvelle Vague) للمخرج ريتشارد لينكليتر.
"الخطة الفينيقية" (The Phoenician Scheme) للمخرج ويس أندرسون.
"القيامة" (Résurrection) للمخرج بي غان.
"العميل السري" (The Secret Agent) للمخرج كليبر ميندونسا فيلو.
"القيمة العاطفية" (Sentimental Value) للمخرج يواكيم تريير.
"سيراط" (Sirat) للمخرج أوليفر لاكس.
"المدّعى عليهما" (Two Prosecutors) للمخرج سيرجي لوزنيتسا.
قسم "نظرة ما" في مهرجان كان هذا العام منصة لعرض أفلام وتجارب سينمائية جديدة تسعى لاكتشاف وتقديم أفكار مبتكرة في عالم الفن السابع، حيث يتنافس المخرجون والمخرجون الجدد لإيصال رسائلهم الفنية والإنسانية في صور متعددة وأساليب فنية مختلفة، وهذه الأفلام هي:
"عائشة لا تستطيع الطيران" (Aisha Can't Fly Away) للمخرج مراد مصطفى.
"قافلة" (Caravan) للمخرجة زوزانا كيرشنيروفا.
"تسلسل المياه" (The Chronology Of Water) للمخرجة كريستين ستيوارت.
"إلينور العظيمة" (Eleanor The Great) للمخرجة سكارليت جوهانسون.
"القوس العظيم" (The Great Arch) للمخرج ستيفان دوموستي.
"رؤوس أم ذيول؟" (?Heads Or Tails) للمخرجين أليسو ريغو دي ريغي وماتيو زوبّيس.
"في المنزل" (Homebound) للمخرج نيراج غايوان.
"أنا فقط أستريح في العاصفة" (I Only Rest In The Storm) للمخرج بيدرو بينيو.
"الآخر في الطريق" (The Last One For The Road) للمخرج فرانشيسكو سوساي.
"أحبني بلطف" (Love Me Tender) للمخرجة آنا كازناف كامبيه.
"النيازك" (Meteors) للمخرج هوبرت شارويل.
"ظل والدي" (My Father's Shadow) للمخرج أكينولا ديفيز جونيور.
"النظرة الغامضة للفلمنغو" (The Mysterious Gaze Of The Flamingo) للمخرج دييغو سيبيديس.
"كان يا ما كان في غزة" (Once Upon A Time In Gaza) للمخرجين عرب نصار وطرزان نصار.
"نظرة باهتة للتلال" (A Pale View Of Hills) للمخرج كاي إيشيكاوا.
"سائق الدراجة" (Pillion) للمخرج هاري لايتون.
"الطاعون" (The Plague) للمخرج تشارلي بولينجر.
"شاعر" (A Poet) للمخرج سيمون ميسا سوتو.
"السماء الموعودة" (Promised Sky) للمخرجة إريج سهيري.
"القنفذ" (Urchin) للمخرج هاريس ديكنسون.
خارج المسابقة
تُعرض مجموعة من الأفلام خارج المسابقة في مهرجان كان السينمائي، وتضم مشاركات لنجوم كبار مثل توم كروز بفيلمه الجديد "المهمة المستحيلة- الحساب الأخير" (Mission: Impossible – The Final Reckoning) إخراج كريستوفر ماكاوراي، والمخرج سبايك لي بفيلمه "من الأعلى إلى الأسفل" (Highest 2 Lowest). كما يتضمن خارج المسابقة مجموعة من الأفلام المتنوعة، منها:
"13 يومًا، 13 ليلة" (13 Days 13 Nights) للمخرج مارتن بوربولون.
"ألوان الزمن" (Colours Of Time) للمخرج سيدريك كلابيش.
"اترك يومًا" (Leave One Day) للمخرجة أميلي بونان.
"حياة خاصة" (A Private Life) للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي.
"أغنى امرأة في العالم" (The Richest Woman In The World) للمخرج تيري كليفا.
نصف شهر المخرجين
ويُعرض في قسم نصف شهر المخرجين مجموعة من الأفلام التي يقدمها مخرجون مستقلون، منها:
"الموت لا وجود له" (Death Does Not Exist) للمخرج فيليكس دوفور لابيير.
"المنظر الجديد" (Brand New Landscape) للمخرج يويغا دانزوكا.
"الحيوانات الخطيرة" (Dangerous Animals) للمخرج شون بيرن.
"إنزو" (Enzo) للمخرجين لورا.
من هوليود إلى أروقة كان
على مدى أسبوعين، يستضيف مهرجان كان السينمائي نخبة من نجوم هوليود، مع حضور بارز لأسماء كبيرة في حفل الافتتاح.
ويكرّم المهرجان النجم روبرت دي نيرو بمنحه السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل أعماله تقديرًا لمسيرته الفنية. وفي كلمته، أشار دي نيرو إلى أن المهرجان يجمع "رواة القصص وصنّاع الأفلام والمعجبين".
وتقدم أنجلينا جولي النسخة الـ25 من جائزة شوبارد التي تُقام خلال حفل على شاطئ كارلتون يوم 16 مايو/أيار الجاري، يُنظم بالتعاون بين رئيسة مهرجان كان السينمائي إيريس نوبلوش، والمدير العام للمهرجان تييري فريمو، وكارولين شوفيل الرئيسة المشاركة والمديرة الفنية لدار شوبارد.
يشهد مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78 حضورا مميزا للسينما العربية ، حيث يشارك هذا العام خمسة مخرجين عرب بأعمالهم في المسابقة الرسمية وبرنامج "نظرة ما"، مما يعكس تزايد الاهتمام بالأصوات السينمائية من المنطقة العربية.
من بين المشاركين في المسابقة الرسمية هذا العام، يبرز المخرج طارق صالح بفيلمه "صقور الجمهورية" (The Eagles of the Republic) الذي يُعد أول حضور عربي في المسابقة الرسمية.
وفي إطار المسابقة الرسمية أيضا، يعرض فيلم "الأخت الصغيرة" للمخرجة والممثلة الفرنسية من أصول تونسية حفصية حرزي، المأخوذ عن رواية "La Petite Dernière" للكاتبة الفرنسية من أصول جزائرية فاطمة داس.
إعلان
أما في برنامج "نظرة ما"، فيستمر حضور السينما العربية من خلال فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى. ومن فلسطين، يشارك الثنائي طرزان وعراب نصار بفيلم "كان يا ما كان في غزة". ويكتمل حضور السينما العربية في "نظرة ما" مع فيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية أريج السحيري.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جعفر بناهي.. حين تنتصر المقاومة بالفن
جعفر بناهي.. حين تنتصر المقاومة بالفن

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

جعفر بناهي.. حين تنتصر المقاومة بالفن

جاء فوز المخرج الإيراني جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78 عن فيلمه 'مجرد حادث'، تتويجا لمسيرته الاستثنائية التي مزجت بين الإبداع والمقاومة. لم يكن هذا الفوز فقط مكافأة لفيلم سياسي جريء استلهمه من تجربته في السجن، بل كان بمثابة اعتراف دولي برمز سينمائي ظل لعقود يدافع عن حرية التعبير في وجه القمع. لا يقاس حضور بناهي الفني فقط بجودة عناصره السينمائية، بل بما يمثله من التزام إنساني راسخ تجاه القضايا العادلة، وتحوّله إلى أيقونة لمقاومة الرقابة من داخل واحدة من أكثر البيئات السياسية تقييدا في العالم. حضور بناهي في 'كان' بعد 15 عاما من حظر السفر، بدا وكأنه لحظة انتصار مضاعف، لا لفيلم وحسب، بل لمسيرة تحدّ طويلة ضد النفي والمنع والاعتقال. رغم الجدل المتوقع الذي قد يرافق هذا الفوز –سواء لأسباب فنية أو سياسية– يظل اسم جعفر بناهي محفورا في الذاكرة السينمائية العالمية كمخرج أعاد تعريف حدود السينما الإيرانية المعاصرة، وقدّم من خلالها مرآة لآلام المجتمع وهمومه. فمنذ أن قدّم رائعته الأولى 'البالون الأبيض' عام 1995، أصبح 'كان' بمثابة بيته الثاني، وفضاء يكرّس صوتا سينمائيا اختار أن يواجه السلطة بالصورة لا بالشعارات، وبالعدسة لا بالمنصة. مجرد حادث فاز بناهي بالجائزة عن فيلم 'مجرد حادث'، وهو فيلم سياسي بالدرجة الأولى، وهو مستوحى من تجارب بناهي الشخصية خلال فترة سجنه، وتدور أحداثه حول مجموعة من السجناء السابقين الذين يقابلون الرجل الذي يعتقدون أنه عذّبهم في السجن، ويفكرون في الانتقام، ويقومون بخطفه بالفعل، ويختلفون حول ذلك الانتقام، ويستعرض بناهي أثر عنف السجان على كل منهم ورد فعله حين أصبحت قدرته على الانتقام متاحة. واجه بناهي حظرا على صناعة الأفلام وسجنا، لكن مهرجان 'كان' أصبح صوتا بارزا للتضامن معه. ففي عام 2011، عُرض فيلم 'هذا ليس فيلما'، الذي أُنتج أثناء إقامته الجبرية وتم تهريبه، في مهرجان 'كان'، مسلطا الضوء العالمي على محنته. وقد رفعت رئيسة لجنة التحكيم، 'جولييت بينوش'، اسم بناهي تكريما له خلال مهرجان 2010 عندما كان قيد الإقامة الجبرية. وعندما لم يتمكن من الحضور تلقى دعما مستمرا فقد فاز فيلم 'ثلاثة وجوه' 2018 بجائزة أفضل سيناريو، ووفّر التزام المهرجان المستمر منصة دولية قيّمة لأعماله، حافظت على صوته الفني حيا رغم محاولات إسكاته. ويأتي فوز بناهي بعد وقت قصير من حضور زميله المخرج الإيراني محمد رسولوف مهرجان كان العام الماضي من ألمانيا التي لجأ إليها من إيران، واحتفى به مهرجان 'كان' أيضا'، وبينما أعلن بناهي عن نيته العودة إلى طهران، إلا أن خطاب قبوله، الذي حث فيه على الوحدة والحرية في إيران، أكد على الأهمية مواصلة النضال. ويحمل الفيلم الفائز ملامح دراما جعفر بناهي التي تغوص في عمق المجتمع وتستكشف تأثيرات القسوة والسلطة عبر الأفراد، وردود أفعالهم، لكن الاختلاف يبدو في تلك الذروة 'الدرامية' التي يقدمها بناهي في 'مجرد حادث' إذ يصعد بالدراما إلى حد مواجهة رمز للنظام سقط مصادفة في أيدي ضحاياه، وهو ما لم يكن يصل إليه في دراما أعماله السابقة، التي انطلقت من خبرات طفولة فقيرة في إحدى القرى القريبة من طهران. من قرية 'ميانة' إلى 'كان' يلتقط جعفر بناهي شخصياته المهمشة من ذاكرته التي تحتفظ بعالم كامل، عاش فيه لسنوات طويلة، إذ وُلِد عام 1960 في 'ميانة'، وهي بلدة صغيرة شمال غرب إيران، لعائلة من الطبقة العاملة، وعمل مع والده 'الدهان' الفقير، وواجه مع ذلك الأب حياة صعبة. ورغم ذلك، أبدى بناهي اهتماما بسرد القصص والسينما، فكان غالبا ما يرسم مشاهد أو يتخيل سرديات رغم محدودية فرصه في مشاهدة الأفلام، وطوّر بناهي نظرة ناقدة وحساسية عميقة تجاه الظلم، كما شكّل تعرّضه المبكر للفقر والتفاوت الاجتماعي موضوعاته الإنسانية التي أصبحت لاحقا محورية في صناعة أفلامه. اقتحم بناهي عالم السينما من خلال عمله مساعدا للمخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي، ومن ثم قدم فيلمه الروائي الطويل الأول 'البالون الأبيض' 1995، ليفوز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان 'كان' السينمائي، مُسجلا بذلك أول جائزة كبرى لفيلم إيراني في كان. تبع ذلك أعمالٌ نالت استحسانا عالميا مثل 'الدائرة' 2000، الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، و'الذهب القرمزي' 2003. وأبرزت هذه الأفلام منظوره الإنساني ونقده الدقيق للظلم الاجتماعي. كان عام 2010 بداية الصدام بين المخرج الذي ذاع صيته عالميا وبين السلطة في بلاده فقد حُكم عليه بالسجن ست سنوات، ومنعه من الإخراج، أو كتابة السيناريوهات أو إجراء المقابلات أو مغادرة إيران لمدة 20 عاما. لم تُسكته هذه الفترة، بل حفزت مرحلة مذهلة من التحدي الإبداعي. فقد أنتج سرا بعض الأفلام التي تناولت بشكل مباشر حبسه والمناخ السياسي. وكان فيلم 'هذا ليس فيلما' 2011، الذي يضم مذكرات فيديو عن إقامته الجبرية هو الأبرز، وتبدو قصة تنفيذ الفيلم وتهريبه، إلى مهرجان كان، على ذاكرة 'يو إس بي' أقرب إلى سيناريو فيلم مشوق، خاصة أنه آل إلى نهاية سعيدة بعد الإشادة به من قبل لجنة التحكيم في المهرجان. ومن عالمه الضيق والمحدود والمعزول، قدم بناهي فيلم 'الستار المغلق' 2013، ليكشف أبعادا جديدا في العزلة والرقابة الذاتية، ويفوز بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين، ويفوز في 2015 فيلمه 'تاكسي'، الذي صُوّر بالكامل داخل سيارة أجرة قادها بنفسه، بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين. وتميزت أعماله في تلك الفترة بمحاولات استنطاق الصورة، والعمق السينمائي وطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال. ورغم المنع من السفر والتصوير استمرت شهرته العالمية، حيث فاز فيلمه 'ثلاثة وجوه' 2018 بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان، رغم عدم تمكنه من الحضور. وفي عام 2023، فتح إطلاق سراح بناهي من السجن، بعد إضراب عن الطعام، فصلا جديدا في حياته، أتاح له حضور المهرجانات الدولية شخصيا، وتوج ذلك بفوزه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، محققا عودة مظفرة إلى الساحة العالمية بعد سنوات من الغياب. الإبداع والحاجة يحسب للمخرج جعفر بناهي أساليبه المبتكرة في السرد القصصي، والتي نشأت نتيجة لضرورة الرقابة، فقد استخدم الاستعارة والرمزية لإيصال رسائله، محولا الصراعات الشخصية والسياسية إلى روايات آسرة. وقد رسّخت براعته، التي تجلّت في أفلام مثل 'هذا ليس فيلما'، سمعته كخبير في المقاومة الإبداعية. ويحتفى الغرب بالمخرج الإيراني الكبير كرمز للتحدي الفني، وتقدم أفلامه جسرا بين سينما إيران وبقية العالم، وقد أثّر على صانعي الأفلام من خلال مناهجه المبتكرة في سرد ​​القصص في ظلّ الضغوط، مُثبتا قدرة السينما على الازدهار حتى في أكثر البيئات تقييدا. وتتشبع أفلام بناهي بقيمه الجوهرية، التي تدور حول الإنسانية والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير، وتُسلّط الضوء باستمرار على معاناة الأفراد المهمّشين وتنتقد الأنظمة القمعية، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، وتُركّز أفلامه على الحياة اليومية للناس العاديين، مُشدّدة على كرامتهم وصمودهم وقدرتهم على التمسك بالأمل رغم الشدائد. وتعد العدالة الاجتماعية محورا أساسيا في أفلام بناهي، فهو يكشف عبر أفلامه عن أوجه عدم المساواة والظلم في المجتمع الإيراني، والنموذج الأبرز لذلك أفلام مثل 'الدائرة' الذي يرصد الواقع القاسي الذي تواجهه المرأة، بينما يتناول 'الذهب القرمزي' الطبقية الاجتماعية، ويتميز نقده بالدقة والوضوح، ويعتمد على الملاحظة الذكية أكثر من التصريحات السياسية الصريحة. مسيرة وجوائز قدم المخرج الإيراني حتى الآن أحد عشر فيلما أولها 'البالون الأبيض' (The White Balloon) 1995، ففاز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1995، والتي تعد أول جائزة كبرى لفيلم إيراني في كان، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الدولية في مهرجان 'ساو باولو' السينمائي الدولي. وتدور أحداث الفيلم عشية رأس السنة الإيرانية الجديدة، حين ترغب فتاة صغيرة في سمكة ذهبية جديدة لطاولة 'هفت سين' (السفرات السبع وهي المائدة التقليدية في عيد النوروز الفارسي) الخاصة بعائلتها. تقنع والدتها بإعطائها المال لشرائها، لكن رحلتها إلى متجر الأسماك تتحول إلى سلسلة من المغامرات والمواقف غير المتوقعة بينما تلتقي بشخصيات وعقبات مختلفة في طهران. يركز الفيلم على الرغبات البسيطة لطفل في خلفية الحياة اليومية. كان الفيلم مفاجئا للجمهور والنقاد معا، إذ بدا وكأنه اكتشف أبعادا جمالية جديدة في مواجهة الطفل للسينما، رغم أنها لم تكن تجربة فريدة في التمثيل، لكن بناهي قدم جمالا يكمن في البساطة والنقاء والعمق من ذلك المنظور الطفولي للعالم، إذ تُظهر رحلة الفتاة الصغيرة سحر اللحظات العادية والعقبات اليومية من خلال عينيها البريئتين. استخدم بناهي ممثلين غير محترفين، فأضفى لمسة واقعية أضفت -بدورها- مزيدا من الصدق والتعاطف، وجعلت المشاهد ينجذب إلى عالم الطفلة الصغير المليء بالآمال والخيبات. وفاز فيلمه التالي 'المرآة' (The Mirror) 1997 بجائزة الفهد الذهبي في مهرجان 'لوكارنو' السينمائي الدولي، وجائزة الشاشة الفضية لأفضل مخرج – فيلم آسيوي في مهرجان سنغافورة السينمائي الدولي. وبدا أن اكتشاف روعة عالم الطفولة أسر جعفر بناهي ليدور فيلمه الثاني حول فتاة صغيرة تؤدي دور تلميذة في فيلم سينمائي، لكنها تقرر فجأة أنها لا تريد التمثيل بعد الآن وتغادر موقع التصوير. ثم تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الخيال والواقع، بينما تحاول الفتاة، التي لا تزال ترتدي زيها، العثور على طريقها إلى المنزل عبر شوارع طهران الصاخبة، وغالبا ما تصادف أشخاصا يتعرفون عليها من موقع تصوير الفيلم. وبدا بناهي وكأنه اكتسب من الجرأة ما جعله يكسر الحائط الرابع سائرا على خطى الألماني 'بريخت'، وينطلق لتجريب (السينما داخل السينما) سيرا على خطى الأميركي 'وودي آلن'، ليفتح الفيلم نقاشا حول طبيعة الحقيقة والتمثيل في الفن، حين يصبح المشاهد جزءا من اللعبة بين الخيال والواقع، ويظهر جمال العمل في ذكاء السرد الذي يدعو المشاهد للتساؤل عن حدود الفيلم ذاته، وفي التصوير الذي يلتقط عفوية وبراءة الفتاة وهي تتجول في المدينة، مما يمنح الفيلم إحساسا وثائقيا حميما. دائرة نسائية وفاز فيلمه الثالث 'الدائرة' (The Circle) عام 2000 بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، وجائزة 'فيبريسي' للفيلم العام في مهرجان 'سان سيباستيان' السينمائي الدولي، كما فاز بجائزتي أفضل فيلم وجائزة الجمهور في مهرجان 'أوروغواي' السينمائي الدولي. ويحكي الفيلم عن حياة عدة نساء، تم إطلاق سراحهن مؤخرا من السجن، ويسلط الضوء على القيود والتحديات المجتمعية التي يواجهنها في إيران. قدم جعفر بناهي في هذا العمل جماليات قاسية ومؤثرة، تعكس واقعا اجتماعيا مريرا، وأضاف قيمة من خلال الهيكل السردي الدائري الذي يعكس دورة اليأس التي تعيشها النساء، ويخلق إحساسا بالحبس والقيود، وتمكن الرجل من تصوير الظلم الاجتماعي الواقع على المرأة ببراعة فنية، باستخدام التصوير البطيء والتركيز على الوجوه المعذبة، مما يثير التعاطف العميق ويدعو للتفكير في الظروف الإنسانية الصعبة دون الحاجة إلى الحوار المباشر أو الخطابة. وفاز فيلمه الرابع 'ذهب قرمزي' (Crimson Gold) عام 2003 بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، وجائزة الشوكة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان 'بلد الوليد' السينمائي الدولي بإسبانيا. ويبدأ الفيلم حين يشعر عامل توصيل البيتزا، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الإيرانية العراقية، بخيبة أمل تجاه عدم المساواة الاجتماعية والفساد الذي يشهده في طهران، ويؤدي إحباطه وإحساسه بالظلم إلى الانفجار. يقدم الفيلم نقدا دقيقا للفوارق الطبقية والضغوط المجتمعية. استطاع بناهي أن يعكس الضغوط الاجتماعية واليأس الذي يدفع البطل نحو حافة الهاوية من خلال التصوير البصري واستخدم لقطات قريبة والتصوير الواقعي للشوارع المزدحمة والأماكن الضيقة، مما دعم الإحساس بالضيق والاختناق الذي تشعر به الطبقات الفقيرة، واستطاع أن ينقل حالة الاغتراب والغضب الاجتماعي من خلال تفاصيل صغيرة وإيماءات صامتة. فاز فيلم الخامس 'تسلل' (Offside) عام 2006 بجائزة الدب الفضي، الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي. واختار المخرج الإيراني أن تكون بطلاته هذه المرة مجموعة من الفتيات يتنكرن في زي الأولاد لحضور مباراة تصفيات كأس العالم، حيث يحظر على النساء دخول ملاعب كرة القدم في إيران. يتم القبض عليهن واحتجازهن من قبل الجنود، مما يؤدي إلى مفارقات كوميدية ساخرة. قدم الفيلم نموذجا نضاليا كوميديا في سبيل الحرية، وصنع المفارقة الدرامية بين رغبة الفتيات في مشاهدة كرة القدم والقيود السخيفة التي يفرضها المجتمع. ليس فيلما ولم يكن فيلمه السادس' هذا ليس فيلما' (This Is Not a Film) عام 2011 فيلما حقيقيا، وإنما وصفٌ المخرج لعزلته وحياته في الإقامة الجبرية، ورغم ذلك فقد حصل على جائزة 'الكوتش' الذهبي في مهرجان 'كان' السينمائي (على الرغم من عدم تمكن بناهي من الحضور، إلا أن الجائزة اعترفت بمجمل أعماله وظروفه). فقد صنع الفيلم بينما كان بناهي رهن الإقامة الجبرية وممنوعا من صناعة الأفلام، وهو عبارة عن يوميات فيديو لحياته اليومية، يظهره الفيلم محبوسا في شقته، يناقش مشاريع أفلامه التي لم تُنجز، ويتأمل في وضعه، وتم تهريبه بشكل مشهور من إيران على محرك أقراص فلاش مخبأ داخل كعكة لعرضه في 'كان'. وفاز فيلمه السابع 'الستار المغلق' (Closed Curtain) عام 2013 بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ويدور الفيلم، الذي أخرجه بالمشاركة مع المخرج والكاتب الإيراني 'كامبوزيا بارتوفي'، حول رجل اعتزل في فيلا منعزلة على شاطئ البحر لتجنب السلطات، برفقة كلبه. واستخدم بناهي تقنية إزالة الحدود بين الخيال والواقع بشكل متزايد مع دخول الشخصيات وخروجها من السرد. أما فيلمه الثامن 'تاكسي' (Taxi)عام 2015 فقد فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2015، وجائزة 'فيبريسي' في برلين. وقاد بناهي نفسه سيارة أجرة في شوارع طهران، وشارك في محادثات مع ركاب مختلفين من جميع مناحي الحياة. ليقدم عملا شبه وثائقي، ويرسم لوحة متنوعة للمجتمع الإيراني، ويتناول بمهارة مواضيع الرقابة والحرية والتحديات التي يواجهها المواطنون العاديون. وفاز فيلم 'ثلاثة وجوه' (Three Faces) عام 2018 بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي. ويؤكد بناهي في هذا العمل أنه يتعامل مع حياته باعتبارها فيلما سينمائيا طويلا، ويدور العمل حول ممثلة مشهورة ومعها جعفر بناهي، الذي جسد دوره هو بنفسه، يسافران إلى قرية نائية في أذربيجان، للتحقيق في مصير فتاة شابة أرسلت رسالة فيديو يائسة تشير على ما يبدو إلى انتحارها بعد أن منعتها عائلتها من متابعة التمثيل. وفاز فيلم 'لا يوجد دببة' (No Bears) عام 2022 بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية السينمائي، وتدور أحداثه بين قصتي حب متوازيتين، كلتاهما مهددة بقوى خارجية. في إحداهما، يُخرج بناهي نفسه في قرية حدودية، فيلما عن بعد، بينما يراقب العادات المحلية والتوترات السياسية. وفي الأخرى، يحاول زوجان الفرار من إيران. استطاع الولد الفقير أن يحصل على سعفة 'كان'،هذا العام وتحول في الغرب إلى رمز للحرية الفنية والتمسك بالقيم التي يؤمن بها في مواجهة الجميع، لكن السياسة الدولية سوف تلقي، على الأرجح، بظلالها القاتمة على الجائزة وعلى الفائز بها، رغم تاريخه السينمائي.

كان 2025.. تتويج فلسطيني وتألق عربي وإيراني في قلب السينما العالمية
كان 2025.. تتويج فلسطيني وتألق عربي وإيراني في قلب السينما العالمية

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

كان 2025.. تتويج فلسطيني وتألق عربي وإيراني في قلب السينما العالمية

خاص-الوثائقية 25/5/2025 | 25/5/2025 05:33 PM (توقيت مكة) شهد مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78 تحولًا لافتًا في خريطة الحضور العربي والإيراني، من المشاركة الرمزية إلى حصد الجوائز الكبرى والاعتراف العالمي. عدة بلدان عربية قدّمت أعمالًا قوية تحمل رسائل سياسية واجتماعية عميقة، تؤكد أن السينما لم تعد تكتفي بسرد القصة، بل تحولت إلى فعل مقاومة وأداة تعبير إنساني بليغة. فلسطين.. من الألم إلى 'السعفة الذهبية' في واحدة من أبرز لحظات المهرجان، فاز المخرج والممثل الفلسطيني توفيق برهوم بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير عن عمله 'أنا سعيد لأنك ميت الآن'، الذي جاء وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية. الفيلم حمل صوتًا فلسطينيًا جريئًا في أكبر محفل سينمائي عالمي، مجسدًا معاناة بلده وآمال شعبه، ومؤكدًا أن السينما الفلسطينية ليست فقط توثيقًا، بل فعل مقاومة حيّ. العراق.. 'الكاميرا الذهبية' تكتشف صوتًا جديدًا من بغداد، قدّم المخرج حسن هادي فيلمه الروائي الأول 'كعكة الرئيس'، الذي حصد جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل عمل أول. الفيلم جمع بين السخرية السياسية والتأمل الوجودي، وقدّم صوتًا سينمائيًا جديدًا ينبض بالألم والواقعية، ليؤكد حضور السينما العراقية على خارطة المواهب العالمية. الجزائر وتونس والمغرب.. تألق نسائي في السرد والتمثيل في المسابقات الموازية، تألقت الجزائرية نادية ميلنتي بأدائها اللافت في فيلم 'الأخت الصغيرة'، للمخرجة التونسية حفصية حرزي، ونالت جائزة التمثيل عن دورها. الفيلم ناقش قضايا الهجرة والهوية النسوية في أوروبا، وقدم نموذجًا لقوة السرد النسائي العربي وقدرته على منافسة الأسماء العالمية. فيما فازت المخرجة المغربية راندا معروفي بجائزة 'اكتشاف لايتز للأفلام القصيرة' ضمن قسم 'أسبوع النقاد' في مهرجان كان السينمائي عن فيلمها القصير 'لمينا'. ويُعد 'أسبوع النقاد' أحد الأقسام الموازية الرسمية في كان، ويُركّز على الأعمال الأولى والثانية للمخرجين الواعدين. غزة.. 'حدث ذات يوم' يروي وجع المدينة المحاصرة في مسابقة 'نظرة ما'، ثاني أبرز أقسام المهرجان، فاز الشقيقان الفلسطينيان عرب وطرزان ناصر بجائزة أفضل إخراج عن فيلمهما 'حدث ذات يوم في غزة'. الفيلم يعكس الذاكرة الجماعية لمدينة تعيش الحصار والموت، مؤكدًا أن السينما القادمة من غزة لا تكتفي بالتوثيق، بل تمثل فعلًا فنيًا يعكس الواقع بقوة وجمال. إيران.. حضور تاريخي بعد فكّ القيود سجّلت السينما الإيرانية إنجازًا نوعيًا، مع فوز المخرج جعفر بناهي بالسعفة الذهبية عن فيلمه 'مجرد حادث'، وهو أول فيلم يصوّره سرًا بعد رفع الحظر عنه. وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من السجناء السابقين الذين يقابلون الرجل الذي يعتقدون أنه عذّبهم في السجن، ويفكرون في الانتقام، ويقومون بخطفه بالفعل، ويختلفون حول طريقة الانتقام. كما قدّم المخرج الشاب سعيد روستائي فيلم 'المرأة والطفل'، الذي أثار جدلًا واسعًا بقصته حول أرملة تواجه تحديات اجتماعية وجندرية في سبيل بناء حياة جديدة. تألقت في البطولة النجمة بريناز إيزديار بأداء مؤثر وحضور قوي. الجوائز الكبرى.. من النرويج إلى الصين فاز النرويجي يواكيم تريير بالجائزة الكبرى عن فيلمه 'قيمة عاطفية'، الذي يتناول علاقة مضطربة بين مخرج وابنته. نال البرازيلي فاغنر مورا جائزة أفضل ممثل عن فيلم 'العميل السري'، من إخراج كليبر مندونسا فيليو، الذي حاز أيضًا جائزة أفضل مخرج. جائزة لجنة التحكيم تقاسمتها أفلام 'صراط' للإسباني أوليفييه لاكس و'صوت السقوط' للألمانية ماشكا شيلينسكي. وحصل الصيني بي غان على جائزة خاصة عن فيلمه 'القيامة'. وثائقيات في لحظة تكريم ضمن التكريمات الخاصة، عُرض الفيلم الوثائقي 'ضع روحك على كفك وسر'، تكريمًا للراحلة فاطمة حسونة من غزة، والمخرجة الإيرانية سبيدة فارسي. الفيلم شكّل ردًا فنيًا على المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، وعكس عبر لغة الوثائقيات ألم الشعوب وصمودها.

من "ستري" إلى "لاباتا لايديز".. صعود بطيء للسينما النسوية في الهند
من "ستري" إلى "لاباتا لايديز".. صعود بطيء للسينما النسوية في الهند

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

من "ستري" إلى "لاباتا لايديز".. صعود بطيء للسينما النسوية في الهند

تشهد السينما الهندية تغييرا ملحوظا، فعلى هامش الصناعة البوليودية المحافظة التي يطغى عليها الرجال، تتسع موجة جديدة من المخرجات اللاتي تعبّر أفلامهن بقدر أكبر عن أوضاعهنّ. وتلاحظ المخرجة ريما كاغتي أن "الوضع يتغير"، وتشرح أن "عدد النساء اللواتي يكتبن سيناريوهات أفلامهن ويخرجنها يتزايد". وتقول "مع مرور الوقت، نتجه نحو وضع أكثر صحة وواقعية". ففي الأشهر الأخيرة، عُرضت على الشاشات، وخصوصا خارج الهند، أفلام عدة تندرج في هذا التوجه النسوي الجديد. وفي رأس قائمة هذه الإنتاجات "لاباتا لايديز" (Laapataa Ladies) لكيران راو، والذي رشحته الهند لتمثيلها في السباق إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية لسنة 2025. وفاز فيلم "أول وي إيمادجين آز لايت" (All We Imagine as Light) للمخرجة بايال كاباديا بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي الأخير. وتتناول هذه الأفلام قصص نساء "حقيقيات"، بعيدا عن الصور النمطية السائدة في مواقع تصوير معظم الإنتاجات الهندية الضخمة. ويتمحور "مسز" (Mrs.) للمخرجة أراتي كاداف الذي عُرض عام 2024 على الاستغلال اليومي الذي تتعرض له امرأة متزوجة، حتى تمردها على زوجها. وتقول عالمة الاجتماع لاكشمي لينغام إن "مجرّد قراءة وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أنه الواقع الذي تعيشه غالبية النساء في الهند". وتشكل الشخصيات النسائية المتجذرة في الواقع استثناء في الإنتاج السينمائي الوفير في الهند، الذي يصل إلى نحو ألفَي فيلم سنويا بأكثر من 20 لغة مختلفة. وتضيف لاكشمي لينغام أن "الرجال يهيمنون إلى حد كبير على الأفلام السينمائية التجارية في الهند، وقصصها تتسم بقدر كبير من الكراهية تجاه النساء". وتشير إلى أن "الرجال يؤدون فيها الأدوار الرئيسية، فيما تتولى النساء الأدوار الرومانسية، والجميلة، من دون مشاركة متساوية". "نساء قويات" وفي دراسة نُشرت عام 2023، دققت عالمة الاجتماع بالتعاون مع معهد تاتا للعلوم الاجتماعية في أكثر من ألفَي دور في بعض الأفلام الأعلى إيرادات في الهند بين عامي 2012 و2019. وتبيّن أن 72% من الأدوار أداها رجال، فيما اقتصرت أدوار النساء على 26%، غالبا ما كانت أدوارا داعمة نمطية. وليس مفاجئا أن تكون الرياح النسوية هبت على السينما المستقلة، إذ تذكّر المنتجة والمخرجة شونالي بوز بأن "مخرجين من أمثال شيام بينيغال يصوّرون منذ سبعينيات القرن العشرين شخصيات نسائية قوية"، إلاّ أن الممثلة والمنتجة ضياء ميرزا توضح أن "النساء لا يزلن يواجهن صعوبة في فرض السيناريوهات التي تعكس واقعهن (…) لكنّ عدد المخرِجات والمنتجات وكاتبات السيناريو أصبح أكبر. لذا، أصبحت السرديات أكثر شمولا". وهذه هي حال الأعمال التي تخرجها ريما كاغتي، إذ تتحدى المعايير المجتمعية السائدة؛ ففي المسلسل البوليسي "دهاد"، تحاول شرطية شابة التفوق على زملائها الذكور لجهة التحقيق في سلسلة من حالات اختفاء النساء. وتقول شونالي بوز "مشكلتنا لا تتعلق بالنوع الاجتماعي، بل بالقدرة على فعل ما نريد". وتضيف "عندما نريد أن نصنع أفلاما تجارية، نواجه سوقا محافظة بشكل متزايد". وتقول كونكونا سين شارما المعروفة بأفلامها الناشطة، إنها متفائلة بحذر، وتتوقع أن "يصبح عدد النساء العاملات في مجال السينما في المستقبل أكبر من ذي قبل"، لكنها تضيف "لا يزال عدد النساء في مواقع السلطة وصنع القرار غير كاف". وترى لاكشمي لينغام أن "هذه الأمور لن تتغير بين ليلة وضحاها، لكن المشاهدين باتوا يرون خطابا مختلفا". وتلاحظ أن الحركة التي دبّت في السينما المستقلة بدأت تصل إلى أفلام أكثر شعبية، بفضل مخرِجات قويات الشخصية، إذ انتزع فيلم الرعب الكوميدي "ستري 2" (Stree 2) من بطولة النجمة البوليودية شرادا كابور المركز الأول في شباك التذاكر لعام 2024 من النجم شاه روخ خان. لكن الحركة لا تزال بطيئة جدا؛ ففي العام الماضي، كان المنتجون التنفيذيون نساء في 15% من الأفلام الهندية، مقارنة بـ10% قبل عامين، وفقا لتقرير "أو وومانيا" الذي يرصد وضع المرأة في قطاع الترفيه. وتوضح لاكشمي لينغام أن "لدى كاتبات السيناريو أفكارا ممتازة، لكن المنتجين لا يدعمونهن". وتؤكد عالمة الاجتماع أن "المال في نهاية المطاف هو الذي يحدد الأفلام التي يتم إنتاجها والتي لا يتم إنتاجها (…) ولا يزال من الصعب جدا العثور على تمويل لأفلام مثيرة للاهتمام ومختلفة وأقرب إلى الواقع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store