logo
فنان يرفع علم فلسطين في عرض مسرحي في دار الأوبرا الملكية ببريطانيا

فنان يرفع علم فلسطين في عرض مسرحي في دار الأوبرا الملكية ببريطانيا

الجزيرة٢٢-٠٧-٢٠٢٥
رفع أحد الفنانين علم فلسطين على خشبة مسرح دار الأوبرا الملكية في لندن، خلال التحية الختامية بعد العرض الأخير من أوبرا "تروفاتور"، في اختتام الموسم الفني.
وتُظهر الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الفنان، وهو يحمل العلم أمام صدره، بينما كان المغنون الرئيسيون يتلقّون تصفيقات الجمهور.
وفي لحظة لافتة، حاول أحد الأشخاص من خلف الكواليس سحب العلم منه، إلا أن الفنان تمسّك به وأعاده إلى مكانه
وجاء في بيان صادر عن دار الأوبرا الملكية: "رفع العلم كان تصرفًا فرديًا وغير مصرح به من الفنان. لم تحظ هذه الخطوة بموافقة فرقة الباليه أو إدارة الأوبرا الملكية، وتُعد سلوكًا غير لائق تمامًا".
وامتنعت الدار عن الإدلاء بأي تعليق، ما إذا كان الفنان سيخضع لإجراءات تأديبية، بينما لا تزال هويته غير معروفة حتى الآن.
وقد أثارت الحادثة تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء على من رأى في ما فعله الفنان خطوة شجاعة ومعبّرة، ومَن اعتبره تجاوزا لحدود التعبير داخل فضاء فني مخصص للأداء المسرحي.
ويأتي هذا التحرك في سياق سلسلة من الاحتجاجات التي نفذها فنانون وموسيقيون في المساحات الفنية، لتسليط الضوء على ارتفاع أعداد الضحايا في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة. وكانت فرقة الهيب هوب الأيرلندية" "Kneecap" ني كاب" قد حققت معها الشرطة بسبب تصريحاتها في مهرجان غلاستنبري، قبل أن تقرر السلطات عدم اتخاذ "أي إجراء إضافي".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل وصلت عبوات طعام من شواطئ مصر إلى غزة؟
هل وصلت عبوات طعام من شواطئ مصر إلى غزة؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

هل وصلت عبوات طعام من شواطئ مصر إلى غزة؟

"من مصر إلى غزة، وشعب يطعم شعبا"، عبارات غمرتها العاطفة وتلقفها الناس كأنها رسالة إنقاذ، بعد أن اجتاحت منصات التواصل صور مثيرة للجدل، قيل إنها تظهر عبوات طعام طافية في البحر، أرسلت من سواحل مصر نحو قطاع غزة المحاصر. الصور، التي انتشرت بلغات متعددة، أظهرت عبوات بلاستيكية تطفو على سطح البحر، بعضها يحمل مواد غذائية وأخرى حليب أطفال، وقد علقت عليها عبارات "من شعب مصر إلى غزة" وغيرها. لكن خلف هذه المشاهد العاطفية المؤثرة، سرعان ما بدأت التساؤلات تظهر: هل حدث هذا حقا؟ وهل الصور حقيقية أم من إنتاج الذكاء الاصطناعي؟ وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة أجرت تحليلا بصريا وتقنيا دقيقا لفهم ما إذا كانت توثق مشهدا واقعيا، أم تمثل نموذجا جديدا من التزييف العميق. قوارير النجاة من أكثر الصور تداولا، كانت مشاهد لأشخاص يقفون على الساحل، ويلقون عبوات بلاستيكية في البحر، وسط تعليقات تزعم أن تلك الصور التقطت في مصر، في مشهد شعبي بديل عن غياب الرسميات وقيود المعابر. بيد أن التحليل البصري الذي أجرته "سند" أظهر أن هذه الصور مفبركة بالكامل، ومولدة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث ظهرت فيها أخطاء تركيبية واضحة: تشوهات في ملامح الوجوه، عدم اتساق الأطراف، واختلالات في تكوين الأجساد والملابس، وهي كلها مؤشرات معروفة في المحتوى المصنع عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي. وصول الطعام إلى شواطئ غزة لاحقا، ظهرت صور أخرى تظهر عبوات حليب وأكياسا غذائية "وقد وصلت"، حسب الادعاء، إلى شواطئ غزة، بينما يظهر في الخلفية شبان يحملونها ويبدو عليهم الفرح والدهشة. لكن وكالة "سند" توصّلت بعد تحليل الصور إلى أنها أيضا غير حقيقية. إذ لوحظ اختلال في الظلال والإضاءة، وتفاصيل غير منطقية في البيئة المحيطة، إضافة إلى عيوب رقمية دقيقة في تكوين الأجساد، مما يشير إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر. الفكرة حقيقية.. لكن الصورة زائفة رغم أن الصور المنتشرة مزيفة، فإن الفكرة التي حملتها ليست مختلقة بالكامل، فقد رصدت محاولات حقيقية من مواطنين مصريين لإرسال مساعدات بحرية بسيطة نحو غزة، كنوع من التعبير الشعبي عن التضامن في وجه المجاعة والحصار. كما انتشرت مشاهد لشابين من غزة ادعيا أنهما تمكنا من الحصول على قارورتين بهما عدس من بحر غزة، لكن لم يتسن لنا التحقق بشكل مستقل من مصداقية هذه المقاطع أو تأكيدها. وبينما تنشغل بعض الحسابات في تزييف الصور، تؤكد الأرقام القادمة من غزة أن الواقع أسوأ من أي سيناريو مفبرك، فبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن نحو 40 ألف طفل رضيع دون عمر السنة الواحدة مهددون بالموت البطيء، بسبب نقص الغذاء وحليب الأطفال، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر. وطالب المكتب بفتح المعابر "فورا ودون شروط"، محملا الاحتلال الإسرائيلي ومن وصفهم بالدول المتواطئة، والمجتمع الدولي، المسؤولية الكاملة عن الأرواح التي تزهق تحت هذا الحصار الممنهج.

الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة "فرط صوتية" ضد عار العالم
الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة "فرط صوتية" ضد عار العالم

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة "فرط صوتية" ضد عار العالم

في عرف الشاعر، تغدو القصيدة في زمن الجوع رغيفا من الكلام. واللغة لا تُطعِم، لكنها تذكّرنا، كما يقول، "بأننا بشر، لا مجرد أهداف حرارية". هكذا، وبلغة طازجة في أصالتها النابضة، يصرّح يوسف القدرة -للجزيرة نت- قائلا: "أنا رجل نجا بالصدفة، لا أكثر". هكذا يعرّف في البدء نفسه، وسط أكثر من عدوان مستمر على غزة: "كنت واحدا من كثيرين عاشوا أكثر من 560 يوما من الحصار والقصف والموت البطيء في غزة". وبالتأكيد، فإن ما يكتبه يوسف القدرة ليس كتابة بالمعنى التقليدي، إنها شكل من أشكال البقاء. فهو، كما عُرف عنه وعن تجربته، صوت وسط أصوات كثيرة اختنقت، لكنه بصورة أو بأخرى أصرّ على "أن يتكلم"، لا عن نفسه فقط، بل "عنّا جميعا"، كما يقول: "أكتب لأنني لا أريد أن أموت صامتا". عندما تدلف إلى عالم يوسف القدرة، تجد نفسك لا أمام نصوص أدبية فقط، بل داخل غرفة تتنفس فيها غزة— الحجارة، الأمهات، الشهداء، الصمت. صدر له مطلع العام، عن دار الأدهم بالقاهرة، "كتاب غزة: يوميات ورسائل وقصائد من غزة"، و"عشبة الشغف"، كتابه الشعري الكثيف الصادر حديثا عن دار الرقمية برام الله. وفي هذين العملين، تمزج التجربة بين توثيق يومي مرّ من تحت الرّدم، وبين صياغة شعرية تتجاوز الخاص إلى العام. ومن خلالهما، ورؤيته للكتابة بين خطوط النار والعدوان الإسرائيلي، نجول في هذا الحوار معه، لنتوقف عند تجربته الأدبية، وقضايا تخصّه بوصفه مثقفا وباحثا فلسطينيا، ورؤيته وفلسفته في الكتابة التي تختزل ما ترى دون إسهاب. ذلك أنها تجربة تُكتب من داخل لهب النيران، لتوثّق الشهادة والقضية والشعر معا، لا كحدث، بل كأسلوب حياة. فإلى الحوار: من خلال كتابيك الأخيرين "كتاب غزة" و"عُشبة الشغف"، هل نكون بإزاء معطى جديد من الكتابة كفعل مواجهة: يتحوّل معها الألم إلى وثيقة شعرية مفتوحة على الذاكرة والمقاومة؟ وفي السياق، كيف وُلدت فكرة "كتاب غزة"؟ وما الذي يميّزه عن "عُشبة الشغف"؟ إعلان "كتاب غزة" لم يُكتب كفكرة، بل كفعل بقاء يومي. كل نص فيه خرج من مشهد حقيقي، من لحظة تحت الركام، من يوم فقدنا فيه شخصا أو حيّا كاملا. الكتاب فيه 3 أصوات: اليوميات، التي توثّق ما جرى لحظة بلحظة، والرسائل، التي تتوجه إلى العالم، والقصائد، التي تحاول أن تقول ما لا يمكن أن يُقال. أما "عُشبة الشغف"، فهو نصّ آخر، أكثر كثافة، وأكثر شعرا. كُتب بصيغة الجمع، من "نحن"، لا من "أنا". هو عمل يعبّر عن مدينة تُحِبّ وتحترق في آنٍ واحد. هو ليس عن الحرب فقط، إنّه عن الحب في زمن الدمار، عن رغبةٍ مكبوتة وسط الركام، وعن رجلٍ يفنى ببطء على مرأى من نساءٍ يُنقذن روحه بالكلمات. اللغة المباشرة لم تعد كافية. كنتُ بحاجة إلى لغة تهرب من الألم، ولكن لا تنكره، لغة قادرة على حمل مفارقة أن نحبّ في لحظة موت، وأن نحلم بينما ندفن أحباءنا. الشعر هنا ليس ترفا، إنّه ضرورة، وسيلة للعبور من الألم دون أن نتحطم. وأرى أن الكتابة عن غزة ليست قيدا، ولا اختيارا. هي قَدَر، كما قلتُ سابقا. هي الطريقة الوحيدة لأحمي الوجوه التي رأيتها من النسيان. في "عُشبة الشغف"، مثلا، هناك تحوّل أسلوبي واضح نحو التجريد واللغة الكثيفة. لماذا اخترت هذه النبرة؟ لأن الواقع كان فظيعا لدرجة أن اللغة المباشرة لم تعد كافية. كنتُ بحاجة إلى لغة تهرب من الألم، ولكن لا تنكره، لغة قادرة على حمل مفارقة أن نحبّ في لحظة موت، وأن نحلم بينما ندفن أحباءنا. الشعر هنا ليس ترفا، إنّه ضرورة، وسيلة للعبور من الألم دون أن نتحطم. وأرى أن الكتابة عن غزة ليست قيدا، ولا اختيارا. هي قَدَر، كما قلتُ سابقا. هي الطريقة الوحيدة لأحمي الوجوه التي رأيتها من النسيان. "كتاب غزة" هو محاولة للقول: نحن كُنّا هنا، وشهدنا. و"عُشبة الشغف" هو محاولة لقول: حتى في أقصى الفقد، نحن نحبّ ونحلم ونتمسك بإنسانيتنا. الحرب لا تأتي بنبرة واحدة. هناك ما لا يُقال إلا نثرا، وهناك ما لا يُحتمل إلا شعرا. في "كتاب غزة"، كتبتُ يوميات لكي لا أجنّ، وكتبتُ الرسائل لكي لا أنفجر في العزلة. أما القصائد، فهي لحظات الانهيار الصامت، عندما يتكلم شيء داخلك بلغة لا تُشبهك. تمزج بين الشعر والنثر، اليوميات والرسائل والقصائد، في كتاب واحد. لماذا؟ لأن الحرب لا تأتي بنبرة واحدة. هناك ما لا يُقال إلا نثرا، وهناك ما لا يُحتمل إلا شعرا. في "كتاب غزة"، كتبتُ يوميات لكي لا أجنّ، وكتبتُ الرسائل لكي لا أنفجر في العزلة. أما القصائد، فهي لحظات الانهيار الصامت، عندما يتكلم شيء داخلك بلغة لا تُشبهك. وما الفرق إذا في التجربة الشعورية بين كتاب "عُشبة الشغف" و"كتاب غزة"؟ وكيف يحضر كلٌّ من الموت والحياة؟ كيف تصفهما في كتابيك هذين؟ في "كتاب غزة"، كنتُ أكتب من العراء. لا وقت للتفكير، فقط تسجيل لما يحدث. أما في "عُشبة الشغف"، فقد كتبتُ من داخل الجرح. كان العمل أشبه بمواجهة مع الذات، مع الحب، مع العار، مع الرغبة، مع ما تبقّى من إنسانية وسط كل هذا الجنون. في غزة، الموت ليس نهاية، والحياة ليست ضمانا. الموت يزورنا كل يوم، والحياة تلوّح لنا من بعيد. إعلان في الكتابين، حاولت أن أكتب هذه المفارقة: كيف نغسل ملابسنا بينما الطائرات تحوم، كيف نُحبّ وسط المقابر، وكيف نحاول بناء شيء بينما يُهدَم كل شيء. الأدب لا يوقف الطائرات، لكنه يوقف النسيان. عندما أكتب، أنا لا أغيّر الواقع، لكني أغيّر طريقة النظر إليه. هذا كافٍ في بعض الأحيان وماذا عن دور الأدب؟ هل ترى أنه ما زال قادرا على إحداث فرق أو أثر ما، وسط عجز في كل شيء، حتى الموت ذاته؟ وما الرسائل التي توجهها إلى سكان العالم؟ الأدب لا يوقف الطائرات، لكنه يوقف النسيان. عندما أكتب، أنا لا أغيّر الواقع، لكني أغيّر طريقة النظر إليه. هذا كافٍ في بعض الأحيان. القارئ البعيد ربما لا يُنقذنا، لكنه قد يتعلّم ألّا يصمت. ورسالتي هنا: اقرؤوا غزة، لا كخبر، بل كمرآة. في "كتاب غزة"، ستجدون التفاصيل التي خفيت عن الكاميرا. وفي "عُشبة الشغف"، ستسمعون الهمس الذي لا يصل في صخب الحرب. هذا ليس أدبا فقط، هذا أثر بشريّ في عالم ينسى بسرعة. هل تتوقع احتفاء رمزيا من حفل التوقيع المرتقب في معرض القاهرة الدولي للكتاب مطلع العام القادم؟ أنتظر أن نعيد لغزة مكانها في الذاكرة الجماعية، لا كمأساة، بل ككائن حيّ. والتوقيع ليس مناسبة احتفالية، إنه لحظة اعتراف: هذا كتاب كُتب من تحت الأنقاض، وهذا صوت حاول أن يبقى. الموت كظلّ مقيم، والقصيدة ككائن هشّ وسط الأنقاض. الموت لا يغيب لأنه لا يُستدعى، بل يسكن في التفاصيل: في تنفّس الطفل لرماد الصاروخ، في جسد لم يُلملم، في عين لم تُغلق. القصيدة عندي تمشي على حواف العدم، لا لتُزيّن الدمار، بل لتكشطه من الداخل. جمالها ليس زينة، بل جرحٌ مفتوح يُبقي المعنى حيّا. الكلمة تذكار نجاة حين تُكتب من تحت الردم، لكنها مرآة لفقد لا يرمَّم حين نعيد قراءتها. أنا أكتب لكي لا أموت بالصمت، ولكي لا أزيّن القبر بالبلاغة. الشعر ليس عزاء، بل إنه احتجاج على ضرورة العزاء. ما الذي تعنيه عبارة: "أن تكتب في غزة، يعني ألا تفصل القصيدة عن الجثة"؟ "أن تكتب في غزة يعني ألا تفصل القصيدة عن الجثة"، تعني ببساطة: لا توجد استعارة أنقى من الجثة. القصيدة عندنا لا تُكتب على ورق، بل على بقايا الحائط، على حواف الخوف، على دم الطفل في الممر. لا توجد مسافة بين الشاعر والميت. نحن نكتب بينما نشيح بنظرنا عن أشلاء أقاربنا. أنا لا أرى انقساما بينهما. الباحث يبحث عن المعنى، والشاعر يهجس بما لا يُقال. في لحظات معيّنة، تُعلّق اللغة بينهما. البحث يضيء الخلفية، والشعر يفتح الشقوق. لكنهما معا يشبهان شخصا يحمل مصباحا ليبحث عن نفسه في خرابٍ بلا نوافذ. يهرب الشعر من سلطة اللغة حين تكون اللغة مطفأة، متأخرة عن الجرح. حين يُقال "انفجار محدود"، بينما أمي لا تجد بيتا تعود إليه. حينها، الشعر يفرّ من البلاغة ليصبح همسا، أو شظية، أو حتى صمتا. النص النقدي قد يتحوّل إلى قصيدة حين يعترف بعجزه ويتخفف من غروره التحليلي. إعلان الشعر الآن أشبه بسكين صغيرة في بطن الوحش. لا تقتله، لكن تُبقيه يقظا. نعم، في زمن الجوع، تصبح القصيدة رغيفا من الكلام، تكفي لقلبٍ واحد لكي لا ينهار. اللغة لا تُطعم، لكنها تذكّرنا بأننا بشر، ولسنا مجرد أهداف حرارية. بل تعرّى. لم يخفت، لكنه لم يعد يملك متّسعا للزخرفة. بعضهم مات قبل أن يكتب، وبعضهم كتب لأن لا أحد سواه بقي حيّا. الصورة الآن تسبق القصيدة، لكن من يعيد بناء الروح بعد الخسارة؟ هذا دور الشعر، وإن كان بأصواتٍ متقطعة. نعم. إنها لغة تصرخ حين لا يُسمع الصوت، تُكتب في الهواء، ضد الصمت الدولي، ضد بيانات الشجب، ضد عار العالم. قصائدنا تُطلق في الهواء كرصاصة احتجاج. تصل متأخرة، لكنها تصل. صنعاء كانت استراحة قلبٍ منجرف. لا شيء يُشبه مدينة تفوح منها القهوة والبارود في آن. الشعراء هناك كانوا كمن يكتبون الحنين بلغة الماء. تعلّمت أن القصيدة حين تُقال على جبل، تصدح أبعد. هل ترى مشاركتك في ملتقى صنعاء الشعري لحظة فارقة في مسيرتك؟ نعم. أن ترى أنك لست وحدك، أن الحبر مشترك، وأن الألم له لهجات متعددة. الملتقى جعلني أُصدّق أن الشعر لا يُكتب فقط في الغرف المغلقة، بل يُعاش في العيون التي لا تخاف. رائحة. نَفَس. ظلّ. صورة لشارعٍ في الفجر. صداقة لم تشخ. وقصيدة ما زالت تتخلّق كلما سمعتُ "صنعاء". هل للقصيدة التي تُلقى من غزة طعمٌ آخر حين تُلقى في مدينة تنهض من رمادها؟ نعم، للقصيدة هنا طعم آخر. القصيدة الخارجة من غزة تحمل جرحا لا يُترجم، لكنها حين تُلقى في مدينة تحلم، تصير مرآة لما يمكن أن يُبنى على الرماد. مدينة تنهض من رمادها تستقبل القصيدة كما تستقبل نجمة. حول ثلاثية الأم، الوطن، الغياب… كيف تحضر الأم في شعر يوسف القدرة؟ الأم ليست رمزا، هي اللغة الأصلية للنجاة. حين أكتب عنها، لا أبحث عن استعارة. يكفيني أن ألمح عينيها على باب البيت الذي لم يبقَ. هي الذاكرة، وهي الوطن، وهي الغياب الذي لا يُشفى منه. في قصائدك، يبدو الوطن يُلملم ذاته المكلومة؟ الوطن عندي ليس مكانا فقط، بل إنه جسد. وكلما تكسّر، نحاول بلغة القصيدة أن نُعيد تشكيل ملامحه. الكتابة عنه محاولة لترميم الصور المبعثرة، لكن الخريطة دوما ناقصة. ربما لأن القلب لا يعترف بالحدود. المنفى الداخلي هو الأخطر. منفى داخل بيتك، داخل لهجتك، داخل جسدك. أن تكون هنا، لكنك خارج كل شيء. غزة ليست فقط حصارا جغرافيا، بل إنها استعمار داخلي لذاكرتنا. الشعر الفلسطيني يُعيد خلق نفسه من الردم. نعم، هناك انكسارات، لكن أيضا هناك ولادات قاسية. لا صوت يخفت إلا إذا اختنق. الآن، تتشكّل جماليات جديدة: موجعة، مشوشة، لكنها أكثر صدقا. كيف ترى المشهد الشعري الفلسطيني الآن؟ الشعر الفلسطيني يُعيد خلق نفسه من الردم. نعم، هناك انكسارات، لكن أيضا هناك ولادات قاسية. لا صوت يخفت إلا إذا اختنق. الآن، تتشكّل جماليات جديدة: موجعة، مشوشة، لكنها أكثر صدقا. الأصوات التي أتابعها، أصوات تكتب بالسكين لا بالقلم. لا أريد أن أذكر أسماء هنا، فكل من يكتب بعد أن دفن حبيبا هو شاعرٌ جدير بالذكر. المفارقة أن الشعر أصبح يلمع حين ينكسر. سطر على بوابة غزة: "هنا كتبتُ آخر نبضي… والباقي للسماء". خانتني القصيدة كثيرا، لكنها تعود، أحيانا على هيئة ندم. شغفي باللغة لم يخفت، لكنه تعلّم الصمت. أنا أكتب حين لا أستطيع أن أتكلم. ما يُوجع أكثر هو التعود على الغياب. النسيان له دواء، أما التعود، فهو موتٌ بطيء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store