
مصر: وفاة حفيد الدجوي تزيد الغموض في «سرقة» أموال «رائدة التعليم»
فاقم رحيل الدكتور أحمد الدجوي، حفيد رائدة التعليم الخاص في مصر نوال الدجوي، الأحد، من أزمة الغموض التي تكتنف قضية سرقة مبالغ مالية تتجاوز 200 مليون جنيه (الدولار يعادل 49.80 جنيه)، من منزلها، وهي القضية التي لا تزال تثير اهتمام الرأي العام في مصر للأسبوع الثاني على التوالي.
وفيما وصفت وزارة الداخلية الوفاة بأنها «انتحار» في بيان صدر بعد ساعات من الواقعة، شكَّكت أسرته في ذلك، مشيرة إلى وجود شبهة جنائية، رافضة تقبُّل «العزاء» في الراحل.
وكانت الدكتورة نوال الدجوي قد اتهمت حفيديها، أحمد وعمرو الدجوي، بالتورط في «سرقة مبلغ 50 مليون جنيه، و3 ملايين دولار، و350 ألف جنيه إسترليني، و15 كيلوغراماً من الذهب، كانت محفوظة في خزائن داخل شقة سكنية تملكها في مدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة)»، وفقاً للمحضر الذي قدمته بعد اكتشافها تغيير الأرقام السرية للخزائن في 18 مايو (أيار) الحالي.
ونفى المحامي محمد حمودة، الموكل عن الراحل وأسرته، خلال مداخلة مع برنامج الإعلامي عمرو أديب «الحكاية»، مساء الأحد، معاناة الراحل من «مرض نفسي»، موضحاً أن «أحمد الدجوي كان قد عاد لتوه من رحلة خارجية، ولاحظ عند عودته، وقبل يوم من وفاته، أن سيارة تلاحقه»، مضيفاً أن الأسرة «تشك في انتحاره، بل تقول إنه قُتل».
وقالت وزارة الداخلية في بيانها إن «حفيد السيدة نوال الدجوي أنهى حياته، الأحد، إثر إطلاقه عياراً نارياً على نفسه بواسطة طبنجة مرخَّصة خاصة به، أثناء وجوده في مقر إقامته بأحد المنتجعات السكنية في مدينة السادس من أكتوبر بالجيزة»، مشيرة إلى أن «التحريات أفادت بأن حفيد الدجوي كان يتلقى علاجاً نفسياً في الفترة الأخيرة، وسافر في رحلة علاجية إلى الخارج، وعاد إلى البلاد مساء السبت».
وقال مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه: «استند بيان الداخلية إلى ما رصدته فِرق البحث الجنائي من أدلة وشواهد في مسرح الجريمة، وهي فرق مدربة ولديها خبرة كبيرة في ملاحظة أدق التفاصيل في هذا النوع من القضايا».
أحمد الدجوي (صورة متداولة على مواقع التواصل)
وأضاف المصدر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه «بتشكيك الأسرة، نصبح أمام قضية وفاة بها شبهة جنائية، والنيابة العامة هي من تستكمل التحقيقات للوقوف على حقيقة الواقعة، بعد قراءة تقرير الطب الشرعي، وتقصي نتائج تحريات الأدلة الجنائية التي تحدد نوع الطلقة التي أصيب بها الراحل، وما إذا كانت صادرة عن نوع السلاح نفسه الذي وُجد في مسرح الجريمة، ومسح البصمات من على سلاح الجريمة».
في غضون ذلك، رفض عمرو الدجوي، تلقي العزاء في شقيقه الراحل، بعد تشييع جثمانه من مسجد الدجوي، داخل جامعة «MSA» التي تترأس مجلس إدارتها نوال الدجوي، وكان الراحل يشغل منصب مدير التسويق والعلاقات العامة فيها. وقد أعلنت الجامعة الحداد لمدة 3 أيام.
https://www.facebook.com/share/p/154Q7zmB6c/
وفي وقت لاحق كتب عمرو الدجوي على «فيسبوك»: «حق أحمد الدجوي مش هيضيع. أحمد كان راجع عنده مقابلة مع جهات حكومية لمساعي الصلح وكان سعيداً جداً إن الكابوس هيخلص».
ولم تظهر رائدة التعليم نوال الدجوي، أو أبناء نجلتها الراحلة منى، وهم الطرف الثاني في الخصومة داخل العائلة، خلال مراسم تشييع الحفيد الراحل، علماً بوجود قضايا متعلقة بالميراث بين الطرفين تعود إلى سنوات عدّة.
ولدى رائدة التعليم، ابن وابنة متوفيان، بالإضافة إلى 5 أحفاد. 3 من الذكور، أبناء نجلها الراحل شريف الدجوي، أستاذ أمراض القلب في مستشفى القصر العيني، الذي توفي عام 2015، وهم: الراحل أحمد الدجوي، وعمرو الدجوي، مدير أكاديمية «كارير غيتس»، والمحاسب محمد الدجوي. أما ابنتها منى الدجوي، فكانت المديرة العامة للمدارس الخاصة التي أسّستها والدتها في خمسينات القرن الماضي، ولديها ابنتان: إنجي محمد منصور، مديرة الموارد البشرية في جامعة «MSA»؛ والدكتورة ماهي محمد منصور، المدرّسة المساعدة في الجامعة نفسها.
ولم يمثل الراحل أمام النيابة لسماع أقواله، عكس شقيقه عمرو الذي كان قد مثل في وقت سابق، دون أن توجه النيابة حتى الآن اتهامات إلى أي طرف في القضية بالسرقة.
وعلق المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «هناك شق مهم في القضية لا يزال غامضاً، وجارٍ البحث والتحري عنه، وهو المبلغ المسروق وأين يوجد حالياً»، مشيراً إلى أنه «بوفاة الدجوي نصبح أمام قضية جديدة متفرعة من القضية الرئيسة وهي السرقة»، مؤكداً أن «النيابة لن تُصدر أي أمر أو بيان في القضية سوى بعد الوصول إلى حالة اليقين تجاه ما يجري من وقائع، وهي عملية قد تستغرق أياماً أو أسابيع».
https://x.com/lameesh/status/1926791418627993856
وأعادت وفاة الدجوي قضية عائلة رائدة التعليم في مصر، وما تتصل بها من قضايا خاصة بـ«الثروة»، و«الأزمات العائلية»، و«الفروق الطبقية» إلى الواجهة بعد خفوتها أيام عدّة. وهاجم بعضهم الجدة وعدّوها أنها «تسببت في وفاة حفيدها»، في حين سادت نبرة «شماتة» لدى آخرين وكيف أن الثروة لا تُحقق السعادة أو الرضا، وفي المقابل ركز فريق ثالث، خصوصاً من المحيطين بالعائلة، على نعي الراحل وذكر مآثره.
https://x.com/Nouralex15/status/1926729108551086414
وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، عالية المهدي، عبر صفحتها في «فيسبوك»، إن «قتل الإنسان قد يكون معنوياً، بتدميره نفسياً وتوجيه اتهامات له غير مثبتة، أي اتهامات دون دليل».
https://www.facebook.com/share/p/1AR1gEww7p/
وأضافت: «الله يرحمك يا أحمد... كان راغباً في التَّصالح، وأكد لي على رغبته في ذلك منذ 3 أسابيع. وحاول صديق لي وشخصية عامة التوسط... ولكن واضح أنه لم تكن هناك رغبة من الطرف الآخر».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
الداخلية المصرية تضبط عصابة تخصصت في بيع "أرقام وهمية" للأغنياء
تمكنت أجهزة الأمن المصرية من الإطاحة بتشكيل عصابي في القاهرة، امتهن النصب على المواطنين، وخاصة الأثرياء، عبر بيع خطوط جوال ذات أرقام 'مميزة' وهمية، والاستيلاء على أموالهم. وأوضح العقيد أحمد محمود من وزارة الداخلية أن المتهمين – وهما شخصان – استخدما حيلًا متعددة للإيقاع بضحاياهم، أبرزها الترويج عبر الإنترنت ومحال الاتصالات، ثم إقناعهم بتحويل مبالغ مالية عبر تطبيقات إلكترونية أو خلال لقاءات مباشرة، ليتبيّن لاحقًا أن الخطوط وهمية. وأشار إلى أن الفرق الأمنية رصدت عدة بلاغات ونجحت في تتبع الجناة وضبطهم بكمين محكم، حيث عُثر بحوزتهم على عدد كبير من شرائح الاتصالات ومبالغ مالية، ليتبين أنهم يمارسون نشاطهم منذ فترة طويلة، وتمت إحالتهم إلى النيابة. ومن جانبه، حذّر خبير الاتصالات المهندس سامح عبدالمقصود من شراء الخطوط من خارج شركات الاتصالات الرسمية، مؤكدًا أن البعض قد يقع ضحية لخطوط محملة بمشكلات قانونية أو أسعار مضللة.


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
حفل زفاف يتحول إلى ساحة معركة بالقاهرة وسقوط ضحايا.. ما القصة؟
تحوّل حفل زفاف داخل قاعة أفراح بأحد النوادي الشهيرة في حي مصر الجديدة إلى ساحة دامية، بعد أن اندلعت مشاجرة عنيفة بين العريس وشقيق العروس، تصاعدت خلالها الأحداث بشكل كارثي لتسفر عن جريمة قتل مأساوية. وشهد الحفل لحظات من الفوضى العارمة، قبل أن يتلقى أحد المدعوين، وهو صديق للعريس، طعنة قاتلة بسلاح أبيض على يد صديق شقيق العروس، ما أدى إلى وفاته في الحال داخل القاعة. وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً من مستشفى هليوبوليس يفيد بوصول جثة شخص يحمل آثار طعن نافذة، إذ انتقلت قوة من قسم النزهة إلى مكان الواقعة، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى، بينما باشرت النيابة العامة التحقيق في الحادثة. وأسفرت التحقيقات الأولية عن ضبط 6 متهمين، بينهم العريس وشقيق العروس، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. وتعود بداية القصة إلى مشادة كلامية بين العريس وشقيق العروس أثناء الزفاف، تطورت إلى مشاجرة عنيفة شارك فيها أقارب الطرفين، وانتهت بطعنة قاتلة أنهت حياة شاب في مقتبل العمر، وسط ذهول وصدمة الحضور. وأثارت الحادثة موجة من الغضب والصدمة في المجتمع المحلي، لا سيما أن النادي الذي شهد وقوع الجريمة يُعد من أرقى الأندية الاجتماعية والرياضية بالقاهرة، ويقع في قلب حي مصر الجديدة المعروف بطابعه الراقي وهدوئه، ما جعل الواقعة حديث الساعة، ودفع البعض للمطالبة بتشديد الرقابة الأمنية على قاعات الأفراح والأندية الكبرى. أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 5 ساعات
- الرجل
بعد سرقة دقيقة وحكم قاسٍ.. نهاية درامية لقضية المرحاض الذهبي
في واحدة من أكثر قضايا سرقة الأعمال الفنية إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، حكم القضاء البريطاني بالسجن على رجلين تورطا في سرقة مرحاض ذهبي صممه الفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان (Maurizio Cattelan)، حمل عنوان "أمريكا" America، ويبلغ وزنه 227 رطلًا، مصنوع بالكامل من الذهب عيار 18 قيراطًا. المرحاض الفاخر كان معروضًا ضمن معرض خاص بأعمال كاتيلان في قصر بلينهايم ، منزل العائلة التاريخي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، وذلك في سبتمبر من عام 2019. ولم يمضِ على عرضه سوى يومين، حتى تعرّض لعملية سرقة نفذت خلال خمس دقائق فقط. أدلة مشفّرة تكشف المستور حكمت المحكمة على جيمس شين James Sheen، العقل المدبر للعملية، بالسجن أربع سنوات، بينما تلقى مايكل جونز Michael Jones، الذي كُلّف بمراقبة القصر، حكمًا بالسجن لمدة 27 شهرًا. وتبين أن شين استخدم سيارتين مسروقتين لاختراق بوابات القصر في الخامسة فجرًا، واستعان بمطارق حديدية لاقتحام القاعة الرئيسية وانتزاع المرحاض. ووفق بيان صادر عن النيابة الملكية البريطانية، ساعدت رسائل الهاتف المحمول، وآثار الحمض النووي في إحدى السيارات المسروقة وعلى أدوات الاقتحام، في إدانة الجناة. كما استعرضت النيابة نحو 30 ألف صفحة من الأدلة الرقمية تضمنت تسجيلات صوتية ورسائل مشفّرة تناولت خطط بيع الذهب المسروق، بسعر وصل إلى 26,500 جنيه إسترليني للكيلوغرام. رغم مرور أكثر من خمس سنوات على الواقعة، لا يزال المرحاض الذهبي، الذي قُدّرت قيمته التأمينية بـ6 ملايين دولار، في عداد المفقودين، وسط ترجيحات بأنه جرى إذابته وبيعه ضمن شبكة أوسع من عمليات غسل الأموال.