logo
تسليم بودريقة من ألمانيا إلى المغرب: لحظة عدالة أم بداية لفصل سياسي وقضائي شائك؟

تسليم بودريقة من ألمانيا إلى المغرب: لحظة عدالة أم بداية لفصل سياسي وقضائي شائك؟

المغرب الآن٢٥-٠٤-٢٠٢٥

ماذا يعني قرار وزارة العدل الألمانية بالموافقة على تسليم محمد بودريقة للمغرب؟ وهل هي نهاية المطاف أم بداية لسلسلة من الإشكالات القانونية والسياسية؟
في تطور قضائي بارز، وافقت
وزارة العدل الألمانية
، اليوم الخميس، على
تسليم البرلماني والرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي، محمد بودريقة، إلى السلطات المغربية
، بعد أشهر من احتجازه في أحد سجون مدينة هامبورغ.
يأتي هذا القرار بعد أن
رفضت المحكمة الدستورية الألمانية، في 4 أبريل الجاري، الطعن الذي تقدم به بودريقة ضد قرار تسليمه
، ما اعتبر بمثابة الضوء الأخضر النهائي لإتمام العملية.
لكن يبقى السؤال مفتوحاً:
هل التسليم المرتقب سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاون القضائي بين الرباط وبرلين؟ أم أن خلفيات الملف تتجاوز البُعد القانوني لتطال أبعاداً سياسية واقتصادية قد تُلقي بظلالها على مسار العدالة؟
بين القانون والسياسة: هل يواجه بودريقة محاكمة عادلة أم تصفية حسابات؟
محمد بودريقة، الذي
اعتُقل في ألمانيا في يوليوز الماضي
، بناءً على مذكرة اعتقال دولية أصدرتها السلطات المغربية، يُشتبه في تورطه في
قضايا إصدار شيكات بدون رصيد، والنصب، والاحتيال
.
لكن بقدر ما تبدو التهم واضحة من الناحية الشكلية، فإن
مكانة بودريقة السياسية والاجتماعية وعلاقاته داخل المشهد الرياضي والنيابي المغربي
تطرح أكثر من علامة استفهام:
هل تُحرك خلف هذا الملف دوافع سياسية مرتبطة بصراعات النفوذ داخل مؤسسات رياضية واقتصادية كبرى؟
لماذا اختار بودريقة ألمانيا كوجهة، وهو يعلم مستوى التزامها بالإجراءات القضائية المتشددة والمعايير الصارمة للتسليم؟
هل سيكون القضاء المغربي قادراً على توفير
كل ضمانات المحاكمة العادلة
في ظل هذه الخلفيات المتداخلة؟
القضاء الألماني والشرعية الدولية: أي إشارات تبعثها برلين من خلال هذا القرار؟
حسب ما أورده موقع
DW الألماني
، فإن
النيابة العامة الفيدرالية الألمانية صرحت عقب قرار المحكمة الدستورية بأن ما تبقى هو تنفيذ قرار التسليم فعلياً
، مشيرة إلى أن الملف أغلق من الجانب الألماني قانونياً.
هذا يدفعنا إلى طرح سؤال محوري:
هل يُمثل هذا التسليم تحوّلاً في موقف برلين من التعاون القضائي مع الرباط، خصوصاً في ظل ملفات حقوق الإنسان والضمانات القضائية التي تراقبها المؤسسات الأوروبية بدقة؟
وماذا عن السوابق الأخرى التي رفضت فيها محاكم أوروبية تسليم مواطنين مغاربة أو أجانب للمغرب، بذريعة مخاوف تتعلق بالمعاملة وظروف الاعتقال؟
الأبعاد السياسية والبرلمانية: كيف ستتعامل المؤسسة التشريعية المغربية مع الوضع؟
محمد بودريقة لا يُعد فقط شخصية رياضية، بل هو أيضاً
نائب برلماني حالي
، مما يطرح تساؤلات دستورية وقانونية حول
الحصانة البرلمانية ومدى تأثيرها على المسار القضائي
.
هل سيفتح هذا الملف نقاشاً حول
حدود الحصانة البرلمانية ووجاهة استخدامها في قضايا ذات طابع مالي أو جنائي؟
هل كان البرلمان المغربي على علم بحيثيات القضية وتطوراتها؟ وهل سيتخذ موقفاً رسمياً بشأن وضعية أحد أعضائه؟
في العمق: من هو محمد بودريقة؟ ولماذا كل هذا الاهتمام الإعلامي والسياسي بقضيته؟
لم يكن بودريقة مجرد رئيس نادٍ رياضي، بل شكّل
جزءاً من منظومة شبكات المال والرياضة والسياسة
التي تمتد من الدار البيضاء إلى الرباط، ومن الملاعب إلى قاعات البرلمان.
كان اسمه حاضراً في عدة ملفات متداولة داخل كواليس الرياضة الوطنية، وحتى في نقاشات تتعلق بتمويلات وأدوار بعض المنتخبين في مدن كبرى.
ولذلك، فالسؤال الأخير الذي يفرض نفسه بقوة:
هل تسليم بودريقة سيُفتح الباب لتصفية أوسع لملفات شائكة تطال أسماء وازنة داخل المشهد السياسي والرياضي؟ أم أن الملف سيُغلق ضمن تسوية محدودة تنتهي بمحاكمة شكلية؟
خلاصة تحليلية:
بين قرار التسليم، والتحقيق في المغرب، يقف ملف محمد بودريقة عند تقاطع حساس بين القضاء والسياسة.
ما يُنتظر اليوم ليس فقط كيفية تسليمه، بل
مدى شفافية محاكمته، وجدية مؤسسات الدولة في التعامل مع ملف يرسم حدود الثقة في دولة القانون
.
فهل نحن أمام نقطة تحول، أم حلقة جديدة في مسلسل الإفلات من العقاب والتوظيف السياسي للعدالة؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيداع محمد بودريقة سجن عكاشة بالبيضاء
إيداع محمد بودريقة سجن عكاشة بالبيضاء

الجريدة

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة

إيداع محمد بودريقة سجن عكاشة بالبيضاء

وصل محمد بودريقة، الرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي والنائب البرلماني المعزول، مساء اليوم إلى مطار محمد الخامس الدولي قادماً من فرانكفورت بألمانيا، بعد أن تم ترحيله على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، بناءً على مذكرة بحث دولية. وكانت السلطات الألمانية قد أوقفت بودريقة في مطار هامبورغ خلال يوليوز الماضي، قبل أن توافق على تسليمه إلى المغرب، حيث يواجه تهماً تتعلق بالنصب والاحتيال وإصدار شيكات بدون رصيد. وبمجرد وصوله، تم تسليم بودريقة إلى عناصر الشرطة القضائية، ونقله إلى السجن المحلي عين السبع بالدار البيضاء (عكاشة)، في انتظار عرضه على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف. يُذكر أن بودريقة تم عزله سابقاً من رئاسة مقاطعة مرس السلطان بسبب تغيبه الطويل، بدعوى الاستشفاء خارج البلاد.

التحقيق مع بودريقة بعد ترحيله من ألمانيا.. اتهامات بالتزوير والنصب تصدم الرأي العام
التحقيق مع بودريقة بعد ترحيله من ألمانيا.. اتهامات بالتزوير والنصب تصدم الرأي العام

الأيام

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الأيام

التحقيق مع بودريقة بعد ترحيله من ألمانيا.. اتهامات بالتزوير والنصب تصدم الرأي العام

باشر قاضي التحقيق بالمحكمة الزجرية عين السبع في الدار البيضاء، اليوم الجمعة، جلسة استماع مطولة استغرقت نحو خمس ساعات مع 'محمد بودريقة'، البرلماني السابق والرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي، وذلك في إطار التحقيقات الجارية بشأن شبهات تورطه في قضايا نصب وتزوير وثائق. وكان محمد بودريقة قد وصل إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، يوم أمس الخميس، بعد ترحيله من ألمانيا، حيث تم ايقافه هناك استنادًا إلى مذكرة بحث دولية صادرة في حقه، وفور وصوله، تم تسليمه إلى عناصر الشرطة القضائية التي أحالته على سجن عكاشة في انتظار استكمال مجريات التحقيق. ويواجه بودريقة تهما ثقيلة، أبرزها إصدار شيكات بدون رصيد، النصب، التزوير في محررات عرفية واستعمالها، فضلاً عن الحصول على وثائق إدارية بطرق غير قانونية واستغلالها. وكان مكتب المدعي العام في مدينة هامبورغ قد وافق على طلب المغرب بترحيل بودريقة، بعد توقيفه خلال سفره من ألمانيا، وهو ما مثّل خطوة حاسمة في تطورات قضيته التي أثارت الكثير من الجدل. يُذكر أن بودريقة، الذي يعتبر أحد أبرز الأسماء السياسية والرياضية بالدار البيضاء، تم عزله سابقاً من منصبه كرئيس لمقاطعة مرس السلطان بسبب غيابه المطول، والذي برره بخضوعه لعملية جراحية في الخارج، حسب ما أعلنه على صفحته الرسمية بموقع 'فيسبوك'.

بودريقة يمثل أمام قاضي التحقيق في ملفات نصب وتزوير وإصدار شيكات بدون رصيد
بودريقة يمثل أمام قاضي التحقيق في ملفات نصب وتزوير وإصدار شيكات بدون رصيد

كش 24

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • كش 24

بودريقة يمثل أمام قاضي التحقيق في ملفات نصب وتزوير وإصدار شيكات بدون رصيد

بعدما أمضى ليلته الأولى في سجن عكاشة، مثل، اليوم الجمعة، محمد بودريقة الرئيس السابق لنادي الرجاء أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية الزجرية عين السبع. وقالت المصادر إنه تم التحقيق مع بودريقة في شأن ملفات لها علاقة بإصدار شيكات بدون رصيد، والنصب والتزوير في محرر عرفي واستعماله، والتوصل بغير حق لتسلم شهادة تصدرها الإدارة العامة واستعمالها. وكانت السلطات الألمانية قد سلمت يوم أمس الخميس بودريقة، تبعا لمذكرة بحث صادرة في حقه من قبل السلطات القضائية المغربية. وحلت الطائرة التي أقلته في مطار محمد الخامس الدولي، وجرى نقله إلى سجن عكاشة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store