logo
في سابقة دبلوماسية.. السفير الأمريكي يحضر محاكمة نتنياهو دعماً له

في سابقة دبلوماسية.. السفير الأمريكي يحضر محاكمة نتنياهو دعماً له

الوئام١٦-٠٧-٢٠٢٥
تأجلت محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء، في القضية المعروفة باسم 'قضية ميلتشن'، بسبب تسلم بنيامين نتنياهو 'تحديثا أمنيا عاجلا' من السكرتير العسكري رومان جوفمان، لتتوقف الجلسة بعد أقل من نصف ساعة من بدئها.
ووفقا لما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية، فقد شهدت محكمة الدرجة الثانية في تل أبيب خطوة أمريكية 'غير مسبوقة'، وهي حضور السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي للمحاكمة، للتعبير عن دعمه لنتنياهو خلال استجوابه، وهو ما يعد سابقة دبلوماسية غير معهودة.
وانتقد السفير المحاكمة ووصفها بأنها تصرف يشتت انتباه القيادة عن مسؤولياتها ويضعف رئيس وزراء منتخب خلال ولايته.
ويحاكم نتنياهو في 'القضية 1000″، والمعروفة باسم (قضية ميلتشن)، حيث يتهم رئيس الوزراء بتلقي هدايا من الملياردير ومنتج الأفلام الإسرائيلي الأمريكي أرون ميلتشن، والذي تجمعه علاقة طويلة بنتنياهو، فضلا عن تلقيه هدايا من ملياردير آخر يدعى جيمس باكر، خلال فترة ولايته، مقابل تقديم تسهيلات.
وتشمل الهدايا التي تلقاها نتنياهو سيجارا فاخرا وزجاجات شمبانيا ومجوهرات لسارة زوجة نتنياهو، حيث قدرت قيمة الهدايا بما يفوق 200 ألف دولار.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عمال الإغاثة أصبحوا يقفون في طوابير الطعام«الجوع يزحف على غزة».. و«إسرائيل» تشد الخناق
عمال الإغاثة أصبحوا يقفون في طوابير الطعام«الجوع يزحف على غزة».. و«إسرائيل» تشد الخناق

الرياض

timeمنذ 35 دقائق

  • الرياض

عمال الإغاثة أصبحوا يقفون في طوابير الطعام«الجوع يزحف على غزة».. و«إسرائيل» تشد الخناق

وسط تصاعد الجرائم ضد النازحين وتفاقم الأوضاع الإنسانية، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة جديدة في حي تل الهوى بقصف ليلي استهدف منازل سكنية، تزامنًا مع قصف نازحين في مخيم الشاطئ، فيما كثفت الطائرات الحربية غاراتها على مدينة دير البلح. وأسفرت هذه الهجمات، إلى جانب مجازر سابقة، عن استشهاد أكثر من 80 فلسطينيًا خلال الساعات الماضية بينهم صحفية وعدد من أفراد عائلتها. ويعيش سكان القطاع بين ناري المجاعة والقصف، حيث يقتل البعض أثناء بحثهم عن كيس طحين، في وقت باتت فيه المستشفيات عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. ميدانيا، أفادت تقارير محلية بأن المقاومة الفلسطينية نفذت عمليات ضد قوات الاحتلال في خانيونس ودير البلح، أدت إلى إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين، ما يشير إلى استمرار الاشتباكات رغم الكثافة الجوية الإسرائيلية. سياسيا، تتواصل المحادثات في الدوحة من أجل التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلا أن الأطراف لم تعلن عن تحقيق أي اختراق حتى الآن. وفي السياق نفسه، أعلنت واشنطن أن مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيبدأ جولة أوروبية لبحث إمكانية فتح ممر إنساني وتثبيت هدنة جديدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن ويتكوف يتجه إلى المنطقة "بأمل كبير" لإطلاق وقف جديد لإطلاق النار. وتشير تسريبات صحفية إلى أن المبعوث الأميركي قد يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع إذا ما تم تحقيق تقدم في الاجتماعات المقررة في روما مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين. وفي سياق مواز، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أجرى تقييما أمنيا مع طاقم التفاوض الإسرائيلي بشأن تطورات المحادثات في الدوحة. غزة وإنهاء الحصار طالبت أكثر من 100 منظمة إنسانية عالمية الحكومات حول العالم بالتحرك الفوري لفتح جميع المعابر البرية مع قطاع غزة، واستعادة التدفق الكامل للغذاء والمياه النظيفة، والإمدادات الطبية، ومستلزمات الإيواء والوقود عبر آلية مبدئية، تقودها الأمم المتحدة، وإنهاء الحصار، والموافقة على وقف إطلاق نار فوري، وذلك بعد مرور شهرين بالتمام على بدء عمل مخطط "مؤسسة غزة الإنسانية" الخاضعة لسيطرة الحكومة الإسرائيلية. وقالت المنظمات الإنسانية، في بيان مشترك، صدر امس، إن عمال الإغاثة أنفسهم أصبحوا يقفون في طوابير الطعام، معرضين لخطر إطلاق النار فقط لإطعام أسرهم، بينما يتسبب حصار الحكومة الإسرائيلية في تجويع سكان غزة. وتشهد هذه المنظمات تدهور صحة زملائها وشركائها أمام أعينهم مع نفاد الإمدادات تمامًا. ويتحدث أحد ممثلي الوكالات: " السؤال الذي يتكرر كل صباح، في غزة: هل سأتمكن من تناول الطعام اليوم؟". وتشير في بيانها إلى أن حدوث المجازر في مواقع توزيع الطعام بغزة أصبح بشكل شبه يومي. ووفقًا للأمم المتحدة، حتى 13 يوليو، "تم قتل 875 فلسطينيًا أثناء بحثهم عن الطعام، بينهم 201 شخص على طرق المساعدات والباقي في نقاط التوزيع، وتم جرح الآلاف. في الوقت نفسه، هجّرت القوات الإسرائيلية قسرًا ما يقارب 2 مليون فلسطيني أصابهم الإنهاك، مع صدور آخر أمر بالإخلاء الجماعي في 20 يوليو، مما حصر السكان في أقل من 12 % من مساحة غزة. وقد حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن الظروف الحالية تجعل العمليات غير قابلة للاستمرار. إن استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين يُعد جريمة حرب. وتقول هذه المنظمات، إن الأطنان من الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود تتكدس في المخازن خارج غزة وفي داخلها أيضا دون توزيعها، حيث يتم منعها من الوصول إليها أو إيصالها. وأكدت أن القيود والتأخيرات والتجزئة المفروضة من قبل الحكومة الإسرائيلية ضمن حصارها الكامل، خلّقت حالة من الفوضى والجوع والموت. وتحدث عامل إغاثة يقدم الدعم النفسي عن التأثير المدمر على الأطفال: "الأطفال يقولون لآبائهم إنهم يريدون الذهاب إلى الجنة، لأن الجنة فيها طعام على الأقل". وتضيف: يُبلغ الأطباء عن معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وتنتشر أمراض، مثل: الإسهال الحاد، الأسواق فارغة، القمامة تتراكم، والكبار يتساقطون في الشوارع من الجوع والجفاف، ولا يتجاوز متوسط عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة 28 شاحنة يوميًا، وهو عدد غير كافٍ لأكثر من مليوني شخص، كثير منهم لم يتلق أي مساعدة منذ أسابيع. وشددت على أن النظام الإنساني الذي تقوده الأمم المتحدة لم يفشل، بل تم منعه من العمل، إذ تمتلك الوكالات الإنسانية القدرة والإمدادات للاستجابة على نطاق واسع، ولكن لا يمكننا الوصول إلى المحتاجين بما في ذلك فرقنا المتعبة والجائعة بسبب منع الوصول. وتابعت في بيانها: في 10يوليو، أعلنت إسرائيل والاتحاد الأوروبي عن خطوات لتوسيع نطاق المساعدات، لكن هذه الوعود بـ"التقدم" تبدو جوفاء في ظل غياب أي تغيير حقيقي على الأرض، فكل يوم يمر دون تدفق مستمر للمساعدات يعني مزيدًا من الوفيات، نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها، والأطفال يجوعون في انتظار وعود لا تتحقق. وأوضحت أن الفلسطينيين يعيشون في حلقة من الأمل والانكسار، وينتظرون المساعدات ووقف إطلاق النار، ليستيقظوا على ظروف أسوأ، وليس العذاب جسديًا فحسب، بل نفسي أيضًا، فالبقاء أصبح يُلوَّح كسراب بعيد، ولا يمكن للنظام الإنساني أن يعمل على أساس وعود كاذبة، ولا يستطيع العاملون الإنسانيون العمل في جداول متغيرة أو انتظار التزامات سياسية تفشل في توفير الوصول اليها . وأكدت على ضرورة أن تتوقف الحكومات عن انتظار الإذن للتحرك، فلا يمكننا الاستمرار في التعلق بأمل أن الترتيبات الحالية ستنجح، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة، وهي: المطالبة بوقف إطلاق نار فوري ودائم؛ رفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية؛ فتح جميع المعابر البرية؛ ضمان الوصول إلى جميع أنحاء غزة؛ رفض نماذج التوزيع الخاضعة للسيطرة العسكرية؛ استعادة آلية إنسانية مبدئية تقودها الأمم المتحدة، ومواصلة تمويل المنظمات الإنسانية المحايدة والمبدئية. يجب على الدول اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة. ونوهت إلى أن الترتيبات المجزأة واللفتات الرمزية، مثل: الانزال الجوي أو صفقات المساعدات المعيبة، ليست سوى غطاء للتقاعس عن العمل، ولا يمكنها أن تحل محل الالتزامات القانونية والأخلاقية للدول في حماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات بشكل فعّال، يمكن للدول ويجب عليها إنقاذ الأرواح قبل ذهاب من يمكن إنقاذه. "العفو الدولية" اتهمت منظمة العفو الدولية "إسرائيل" باستخدام التجويع كسلاح حرب وأداة لارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل، مؤكدة أن ما يتعرض له السكان هناك يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي. وقالت المنظمة، في منشور نشرته عبر منصة (إكس) امس، إن الفلسطينيين في غزة، بمن فيهم موظفوها، يعانون من مجاعة متفاقمة لحظة بلحظة، في ظل نظام "توزيع المساعدات" القائم على التمييز والتسليح، والذي تفرضه "إسرائيل" وتمنع عبره وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة ومحايدة. وأضافت أن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، داعية إلى وقف هذه الممارسات فورًا. وشددت المنظمة على أن "الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة يجب أن تنتهي فورًا"، مطالبة برفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات، وإعادة تفعيل نظام توزيع المساعدات التابع للأمم المتحدة، وضمان وصولها الآمن والكريم وغير المقيد إلى جميع أنحاء القطاع. ودعت العفو الدولية المجتمع الدولي إلى "كسر حالة الجمود"، واتخاذ خطوات فورية وفعالة لضمان امتثال "إسرائيل" الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. الخارجية الفلسطينية تدين جميع أشكال المطالبة بضم الضفة وتعتبرها استخفافا اسرائيليا بمؤتمر حل الدولتين أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية التصريحات والمواقف التحريضية وأي صيغ متداولة أو بيانات في "الكنيست" الاسرائيلية التي تدعو لفرض ما تسمى "السيادة الاسرائيلية على الضفة". واعتبرت الوزارة، في بيان، صدر امس، أن هذه الإجراءات استعمارية تشكل تكريسا لنظام "الأبرتهايد" في فلسطين المحتلة، واستخفافا فجا بقرارات الأمم المتحدة والرأي الاستشاري للعدل الدولية، وامعاناً في تقويض فرصة تطبيق حل الدولتين، خاصة بعد قرار الكنيست برفض الدولة الفلسطينية، كما أنها دعوة صريحة لتصعيد دوامة الحروب والعنف. واستدركت قائلة: إجراءات الاحتلال لتوسيع الاستيطان وتعميق ضمها متواصلة بشكل يومي. وطالبت الدول والمجتمع الدولي التعامل بمنتهى الجدية مع تلك التحركات الداعية لتكريس ضم الضفة وادانتها بقوة، واتخاذ ما يلزم من الاجراءات لوقفها فوراً، خاصة ونحن على اعتاب عقد المؤتمر الأممي لحل الدولتين. الاحتلال يواصل حملات الاعتقال في الضَّفَّة ويُحاصر مستشفيين في نابلس شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر امس، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة طالت عدة محافظات في الضفة الغربية، وأسفرت عن اعتقال عدد من الشبان، وسط تخريب واسع لمنازل المواطنين واعتداءات جسدية على المعتقلين. في محافظة الخليل، اعتقل الاحتلال 12 مواطنًا من المدينة ومخيم الفوار وبلدتي دورا وبيت الروش وفي طولكرم، اعتقل الاحتلال مواطنين خلال اقتحام ضاحية شويكة وبلدة عتيل شمال المدينة، فيما نفذت القوات اقتحامًا لبلدة بلعا، تخللته عمليات تفتيش وتحقيق ميداني دون تسجيل اعتقالات. قوات الاحتلال تهدم خيام ومساكن في المغير شمال شرق رام الله شرعت آليات الاحتلال الاسرائيلية ،امس، بهدم عدة خيام ومساكن في منطقة الخلايل ،في قرية المغير، شمال شرق رام الله. وافادت مصادر محلية أن عمليات الهدم طالت مساكن وخيام تعود لمواطنين من عائلة أبو نصر ،وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال. ويأتي هذا الاعتداء في سياق سياسة التهجير القسري ،وتوسيع البؤر الاستيطانية على حساب السكان الأصليين. وتشكل منطقة الخلايل حاجزًا طبيعيًا يحمي المدخل الغربي والوحيد للقرية، ما يجعل الهدم تهديدًا مباشرًا للطريق الوحيد المؤدي للمغير، وتمهيدًا لعزل القرية وتوسيع البؤر الاستيطانية. كما أخطرت قوات الاحتلال، بوقف العمل والهدم، في منشآت سكنية وزراعية في الأغوار الشمالية. وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال اقتحم تجمع الفارسية بالأغوار الشمالية، وأخطر سبع عائلات بوقف العمل، والهدم في منشآت سكنية وزراعية لها.

السقوط الأخلاقي في اختبار غزة
السقوط الأخلاقي في اختبار غزة

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

السقوط الأخلاقي في اختبار غزة

في اختبار غزة الإنساني منذ بدايته، وصولاً إلى الكارثة المهولة التي تحدث الآن، تأكد لنا الانهيار التام لمنظومة الأخلاق والمبادئ والقيم التي تدّعيها النخب الثقافية والإعلامية والحقوقية في الغرب. اتضح أن التواطؤ على هذه الجريمة لم يعد شأن الإدارات السياسية وحدها، بعدم تسمية ما يحدث بمسماه الحقيقي كإبادة جماعية ممنهجة، والتدخل لإيقافها، بل أيضاً بالتبريرات التي تُطرح من قبل بعض الكتّاب والإعلاميين والمثقفين لدحض تهمة الإبادة الإسرائيلية لشعب مشرد أعزل، وبأحقر طريقة وأقذر أسلوب، متمثلاً بمنع الغذاء حتى عن الأطفال والنساء والعجزة من كبار السن، بعد تدمير الملاجئ والمستشفيات، وقطع الإمداد لأبسط وأهم الأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة. المتابع للصحافة الأمريكية والغربية، لا سيما التي تسمي نفسها ليبرالية وتدعي الانحياز للحقائق باستقلالية غير مرتبطة بالخط السياسي، يجد في بعض تقاريرها ومقالات كتّابها ما يندى له الجبين من التفاف فاضح على الواقع الذي يحدث في غزة، وممارسات جيش الدفاع الإسرائيلي البربرية، وسياسة حكومة نتنياهو الرعناء. هناك تكريس لسردية محددة تريد تحويل الذئب إلى حمل، والظالم إلى مظلوم، والمجرم إلى ضحية. يريدون القول بأن هجوم السابع من أكتوبر الذي قامت به حماس واحتجاز رهائن إسرائيليين يبرر كل ما فعلته وتفعله وسوف تفعله إسرائيل، من تدمير كل ما هو على الأرض في كامل قطاع غزة، إلى تشريد شعبها في رحلة تيه قاسية، وصولاً إلى إبادته بالجوع والإعدامات في طوابير انتظار المعونات الشحيحة التي تسمح بها إسرائيل بالقطارة. لا نعرف كيف يمارس هؤلاء مثل هذا السقوط المهني والأخلاقي إزاء كارثة إنسانية فضيعة. إذا كانوا يفعلون ذلك مسايرة لتوجهات حكوماتهم فإنهم يدحضون ادعاءهم بحرية الرأي والتعبير وحياد المؤسسات الإعلامية، وإذا كانت تلك آراؤهم الذاتية المستقلة فإن الأمر أسوأ. وفي الحالين النتيجة واحدة: السقوط في امتحان غزة. أخبار ذات صلة

ما في مستطاع الدرون فعله وما تعجز عنه في المعارك الحربية
ما في مستطاع الدرون فعله وما تعجز عنه في المعارك الحربية

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

ما في مستطاع الدرون فعله وما تعجز عنه في المعارك الحربية

خلال أسبوعين من يونيو (حزيران) الماضي، نفذت القوات المسلحة الأوكرانية والإسرائيلية عمليتين من بين أجرأ العمليات وأكثرها طموحاً في التاريخ العسكري الحديث. في الأول من يونيو، استخدمت أوكرانيا مئات المسيرات الانتحارية قصيرة المدى، جرى تهريبها إلى عمق الأراضي الروسية، وتمكنت من إلحاق أضرار كبيرة أو تدمير ما لا يقل عن 11 قاذفة استراتيجية روسية، وذلك ضمن "عملية شبكة العنكبوت". ثم، اعتباراً من الـ13 من يونيو، وضمن "عملية الأسد الصاعد"، استخدمت إسرائيل مسيّرات هجومية جرى تهريب أجزائها تباعاً إلى داخل إيران، لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، مما مكنها من فرض سيطرة كاملة على الأجواء الإيرانية. في كلتا الحالتين، تمكنت طائرات مسيّرة لا تتجاوز كلفة الواحدة منها بضعة آلاف من الدولارات من تدمير أو شل قدرات تساوي عشرات أو مئات ملايين الدولارات من الأنظمة الدفاعية المتطورة التي يصعب تعويضها. وتُشكّل هاتان العمليتان الاستثنائيتان مؤشراً إلى تحول أوسع في أساليب خوض الحروب. فعلى رغم أن أوكرانيا وإسرائيل ما زالتا تعتمدان على أنظمة تسليح تقليدية مرتفعة الكلفة - خصوصاً أن نجاح إسرائيل في إيران استند إلى استخدام مكثف للطائرات المقاتلة المأهولة - فإن الأنظمة غير المأهولة، التي بات الذكاء الاصطناعي يعزز أداءها بوتيرة متسارعة، أصبحت عنصراً حاسماً لتحقيق التفوق في ساحات القتال. وليس في ذلك ما يثير الدهشة: فوفقاً لمسؤولين أوكرانيين، باتت المسيّرات الهجومية الانتحارية مسؤولة عن 70 في المئة من الإصابات على الخطوط الأمامية في الحرب مع روسيا. وعام 2024، رأى رئيس لجنة الأمن القومي الأميركي المعنية بالذكاء الاصطناعي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "غوغل"، إريك شميدت، أن انتشار المسيّرات الرخيصة أفقد تقنيات مثل الدبابات قيمتها القتالية، ووصفها بـ"عديمة الجدوى"، داعياً الولايات المتحدة إلى "التخلص منها" واستبدالها مسيّرات بها. وفي منشورات له على منصة "إكس" في العام نفسه، سخر إيلون ماسك من مواصلة إنتاج الطائرات المقاتلة المأهولة من طراز "أف-35"، قائلاً إن "حروب المستقبل ستتمحور بالكامل حول المسيّرات". وعلى رغم تنامي التوافق على أهمية التحول نحو أنظمة التسليح الحديثة، لا تزال وزارة الدفاع الأميركية تُوجه الجزء الأكبر من إنفاقها نحو أنظمة الأسلحة التقليدية المرتفعة الكلفة. وقد أظهرت "عملية مطرقة منتصف الليل" - وهي الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة في الـ22 من يونيو الماضي ضد مواقع نووية إيرانية بمشاركة أكثر من 125 طائرة، بينها سبع قاذفات من طراز "بي-2" - أن الأسلحة المأهولة الباهظة الثمن لا تزال تحتفظ بدور محوري في ميدان المعركة. ومع ذلك، فإن تطور طبيعة الحروب يفرض على أقوى جيش في العالم أن يواكب هذا التحول. فبينما ينفق البنتاغون عشرات المليارات سنوياً على صيانة وتحديث حاملات الطائرات، وطائرات "أف-35"، والدبابات، لم يخصص سوى 500 مليون دولار للمسيّرات المنخفضة الكلفة ضمن الجولة الأولى من "مبادرة ريبليكاتور" التي أُطلقت عام 2023. وعلى رغم أن المبادرة تمثل انطلاقة واعدة، فإن حجم الاستثمار الأميركي في هذا المجال لا يزال بعيداً من تلبية متطلبات خوض حرب حديثة وعالية الكثافة، إذ يقلّ بعشر مرات في الأقل من المستوى المطلوب. ولن يكون الانتقال إلى نموذج قتالي هجين - يجمع بين أعداد كبيرة من الوسائل الرخيصة نسبياً وعدد أقل من المنصات والأسلحة العالية الكلفة - مهمة سهلة. فبعد عقود ركّزت خلالها الولايات المتحدة على تطوير ترسانة محدودة من الأنظمة المتقدمة، بات لزاماً عليها أن تعوّض ما فاتها من وقت عبر الاستثمار في قدرات جديدة تقوم على أنظمة غير مأهولة، منخفضة الكلفة ولكن عالية الدقة - وهي ما يُعرف اليوم بـ"الكتلة الدقيقة" [مقال "حروب الكتلة الدقيقة" للكاتب نفسه، تُرجِم في أكتوبر "تشرين الأول" 2024]. ويتطلب هذا التحول أيضاً دمج تلك القدرات الجديدة مع الأنظمة التقليدية القائمة، لتمكين الجيش الأميركي من العمل بأساليب أكثر ابتكاراً وكفاءة. وإذا لم يتكيّف البنتاغون مع واقع الحروب المتغير، فقد يخسر قدرته على ردع خصومه قبل أن يشنوا هجماتهم - بل وربما يفقد القدرة على الانتصار في الحروب ذاتها. التأقلُم أو الفناء لقد أظهرت العمليتان الأوكرانية والإسرائيلية أن هجمات "الكتلة الدقيقة" يمكن أن تُحقق أثراً مدمراً، حتى ضد خصوم يملكون تقنيات متقدمة. ففي "عملية شبكة العنكبوت"، لجأت أوكرانيا إلى مجموعة من التقنيات الحديثة، من بينها نظام طيار آلي مفتوح المصدر [أي قابل للتطوير والاستخدام من دون ترخيص تجاري] يُتيح للمسيّرات العمل ذاتياً في حال ضعف أو انقطاع الاتصال بينها وبين المُشغّل البشري. واستخدمت منظومة تصويب مدعومة بالذكاء الاصطناعي، جرى تدريبها على التعرّف إلى القاذفات الروسية استناداً إلى مسوحات ثلاثية الأبعاد لطائرات روسية وسوفياتية معروضة في متاحف الطيران الأوكرانية. ويُجسد نجاح العملية - إلى جانب قدرة أوكرانيا على تهريب أكثر من 100 مسيّرة لمسافة تزيد على 2000 ميل (أكثر من 3200 كيلومتر) داخل الأراضي الروسية - نمطاً بات واضحاً منذ بداية الحرب: الأنظمة العسكرية المرتفعة الكلفة أصبحت أكثر عرضة من أي وقت مضى لهجمات "الكتلة الدقيقة"، خصوصاً حين تكون مكشوفة في قواعد جوية أو موانئ بحرية. أما "عملية الأسد الصاعد" الإسرائيلية، فقد كشفت عن هشاشة أنظمة دفاعية باهظة الكلفة - كأنظمة الدفاع الجوي - أمام قدرات "الكتلة الدقيقة" المنخفضة الثمن، بغض النظر عن مدى العمق الذي تتمركز فيه داخل أراضي العدو. فقبل وقت طويل من بدء الهجوم في منتصف يونيو، كان عملاء إسرائيليون قد هرّبوا أجزاء من المسيّرات إلى داخل إيران، ليُعاد تجميعها لاحقاً لضرب أنظمة الدفاع الجوي بشكل سريع ومن دون أن تُكتشف. وباستخدام أنظمة غير مأهولة منخفضة الكلفة، فرضت أوكرانيا وإسرائيل على خصومهما كلفة غير متماثلة [أي أن الخسائر التي تكبّدها الخصم فاقت بكثير كلفة الوسائل المستخدمة لضربه]. وعلى رغم أن الحجم الكامل لخسائر روسيا جراء "عملية شبكة العنكبوت" لا يزال غير واضح، تؤكد أوكرانيا أنها دمرت أكثر من 40 طائرة. وقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن 11 قاذفة روسية دُمّرت أو أصيبت بأضرار جسيمة، تزيد قيمتها بمئات الأضعاف على كلفة المسيّرات التي استُخدمت في استهدافها. وحتى إذا خسرت روسيا طائرة واحدة فقط من كل طراز من الطائرات المتقدمة التي يُعتقد أن أوكرانيا دمرتها، فإن ذلك يشكل خسارة فادحة: إذ تُقدَّر كلفة طائرة الإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً بنحو 330 مليون دولار، بينما تصل كلفة القاذفات الروسية البعيدة المدى إلى نحو 270 مليون دولار. في المقابل، تتراوح كلفة المسيرات الرباعية الأوكرانية بين 600 و1000 دولار للواحدة، مما يعني أن الكلفة الإجمالية للقدرات التي استخدمتها أوكرانيا في "شبكة العنكبوت" لم تتجاوز على الأرجح 117 ألف دولار، أي جزء ضئيل من كلفة صاروخ واحد من طراز "خا-101"Kh-101 المحمول على إحدى القاذفات الروسية المستهدفة، وأقل أيضاً من كلفة صاروخ "جافلين" الأميركي المضاد للدبابات، البالغ نحو 200 ألف دولار، والذي زُوّدت به أوكرانيا. لم تستثمر الولايات المتحدة في المسيرات المنخفضة الكلفة إلا ضمن مدى ضيق تماماً على رغم أنهما وقعتا في سياقين مختلفين تماماً، تُسلط عمليتا "شبكة العنكبوت" و"الأسد الصاعد" الضوء على نمط متصاعد في الحروب الحديثة: الجيوش التي تبالغ في الاعتماد على أنظمة تسليح تقليدية مرتفعة الكلفة قد تجد نفسها في وضع صعب خلال الحروب الطويلة التي تستنزف القدرات، وإذا لم تبادر الدول الغنية إلى التكيف، فلن تتمكن من تحمل خسارة سوى عدد محدود من تلك الأنظمة قبل أن تصبح كلفتها باهظة إلى حدّ لا يمكن تحمّله، سواء من الناحية المالية أو السياسية. فأسلحة "الكتلة الدقيقة" لا تقل كلفة فحسب عن نظيراتها التقليدية، مما يمنح حتى الجيوش ذات الموارد المحدودة القدرة على مجاراة خصوم أقوى، بل إنها تُنتج أيضاً بوتيرة أسرع بكثير. فأوكرانيا باتت تصنع ملايين المسيّرات سنوياً، في حين ستحتاج روسيا إلى أعوام طويلة لإعادة بناء أسطول قاذفاتها المتضرر. وهذا الفارق في زمن الاستبدال قد يُسهم في تحقيق توازن ميداني، أو حتى في حسم نتيجة نزاع طويل الأمد بين دولة تستنزف مواردها في أنظمة تقليدية باهظة يصعب تعويضها، ودولة تمتلك قدرة على التوسع السريع في إنتاج أسلحة "الكتلة الدقيقة". ولا تقتصر الاستفادة من هذه المزايا على أوكرانيا وإسرائيل، بل إن خصومهما بدأوا أيضاً في استغلالها. فقد ردّت موسكو على "شبكة العنكبوت" بتنفيذ واحدة من أضخم الهجمات بالمسيرات منذ بداية الحرب، كادت تُربك منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية المجهَدة أساساً. كما ردّت إيران على الضربات الإسرائيلية الأولى بإطلاق موجات من المسيّرات والصواريخ المنخفضة الكلفة نحو أهداف إسرائيلية. وعلى رغم أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت معظم هذه الهجمات، فإن الرد الإيراني كان كافياً لإثارة مخاوف لدى مسؤولين إسرائيليين وأميركيين من احتمال نفاد صواريخ الاعتراض لدى الجيش الإسرائيلي. كما أجبر الهجوم المضاد إسرائيل على اللجوء مجدداً إلى استخدام مقاتلاتها لاستهداف منصات الإطلاق الإيرانية على مدى 12 يوماً من القتال، بكلفة يومية قُدّرت بمئات ملايين الدولارات. استدعاء القوة الضاربة وعلى رغم أن المسيّرات المنخفضة الكلفة تزداد أهمية في ميدان القتال، تبقى القدرات التقليدية، مثل الغواصات الشبحية والطائرات المقاتلة والقاذفات، ذات فاعلية - لا سيما عند دمجها مع الأنظمة الأرخص. فعلى سبيل المثال، مكّنت ضربات إسرائيل على الدفاعات الجوية الإيرانية في الـ13 من يونيو، باستخدام مسيّرات هجومية انتحارية، طائرات إسرائيلية متطورة (ولاحقاً أميركية) من اختراق الأجواء الإيرانية وقصف مواقع نووية شديدة الحساسية وأهداف استراتيجية أخرى، من دون أن تواجه مقاومة تُذكر. واللافت أن إيران لم تُطلق صاروخاً واحداً من نوع أرض-جو على الطائرات الأميركية، وتؤكد الحكومة الإسرائيلية أن أياً من طائراتها المأهولة لم تُسقط. أسهم استخدام إسرائيل المبكر لأنظمة الأسلحة غير المأهولة في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية في تقليل الأخطار المالية والبشرية التي كانت لتترتب على فشل الهجوم الأول، في حال أُسقطت المسيّرات. وبعد تمهيد الأجواء، استعانت إسرائيل بطائراتها المأهولة لضرب أهداف مثل منشأة "نطنز" النووية، بقدرة تدميرية ودقة تفوق ما تستطيع المسيّرات تحقيقه. وبصورة مماثلة، لجأت روسيا إلى الدمج بين أنظمة منخفضة الكلفة، مثل مسيّرات "شاهد-136"، وصواريخ متقدمة، بهدف إنهاك أو تدمير الدفاعات الجوية الأوكرانية، تمهيداً لضرب أهداف ذات قيمة استراتيجية عالية. وعلى رغم أن أنظمة الأسلحة الشبحية [التي لا تستطيع أجهزة الرادار رصدها] باهظة الكلفة وتستغرق أعواماً لإنتاجها، فإنها تظل بالغة الفاعلية. فلكي تتمكن الولايات المتحدة من إلحاق أضرار جسيمة بمنشأتَي "فوردو" و"نطنز" النوويتين المدفونتين عميقاً تحت الأرض، اضطرت إلى استخدام 14 قنبلة خارقة للتحصينات يبلغ وزن الواحدة منها 30 ألف رطل (نحو 13.6 ألف كيلوغرام)، وهي ذخائر لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة. وقد استُخدمت سبع قاذفات شبحية من طراز (بي-2) تبلغ كلفة الواحدة منها نحو ملياري دولار - لأنها الوحيدة القادرة على حمل هذه القنابل وإيصالها. ومع أن المسيّرات الانتحارية تمتاز بمزايا كثيرة، فإنها ببساطة غير قادرة على حمل قوة نارية تتجاوز 400 ألف رطل (نحو 182 ألف كيلوغرام). إن الاستثمار الحصري في أنظمة "الكتلة الدقيقة" يفرض بطبيعته حدوداً على نوعية الأهداف التي يمكن للجيوش تدميرها. وفي هذا السياق، يُمثّل الجيش الإيراني نموذجاً واضحاً على أخطار الاعتماد المفرط على أسلحة منخفضة الكلفة. فعلى رغم امتلاك طهران أحد أوسع برامج المسيّرات في العالم، فإن افتقارها إلى قوة جوية حديثة حال دون قدرتها على ضرب أهداف عسكرية ومدنية إسرائيلية محصنة، أو إرغام إسرائيل على إعادة النظر في خططها الحربية. الجمع بين الأنظمة المتقدمة والمنخفضة الكلفة كما كانت الحال في الماضي، لا يزال النصر في الحروب الحديثة يتطلب تنسيقاً بين عناصر متعددة من القوة العسكرية. فقد استند انتصار الحلفاء في "يوم الإنزال" عام 1944 إلى تناغم دقيق بين سلاح الجو والبحرية والمدفعية، لتفكيك الدفاعات النازية وتمهيد الطريق أمام القوات البرية للسيطرة على شواطئ النورماندي. وقد تطلّب ذلك إتقان أحدث أشكال القتال المشترك المتاحة في ذلك الحين. أما اليوم، فإن الجمع بين الأنظمة المتطورة المرتفعة الكلفة وتلك المنخفضة الكلفة والسريعة الإنتاج يشكّل النسخة المعاصرة من هذا النمط من الحروب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتُظهر العمليات الثلاث - "شبكة العنكبوت"، و"الأسد الصاعد"، و"مطرقة منتصف الليل" - أن الجيوش التي تمتلك موارد كافية بحاجة إلى الاستثمار في كلا النوعين من القدرات، المتقدمة والبسيطة، لتعزيز قدرتها على الردع. ففي الوقت الذي تُسرّع فيه الصين وتيرة تحديث قدراتها العسكرية في مختلف المجالات، بما في ذلك أسلحة "الكتلة الدقيقة"، لم تخصّص الولايات المتحدة سوى نسبة ضئيلة من إنفاقها الدفاعي لتطوير الأنظمة المنخفضة الكلفة، وهي تلك التي يمكن إنتاجها على نطاق واسع وتحديثها سريعاً وفق متطلبات الميدان. فقد بلغ الإنفاق الأولي على "مبادرة ريبليكاتور نحو 500 مليون دولار فقط، أي ما يعادل 0.05 في المئة من ميزانية الدفاع الأميركية لعام 2024. وبسهولة، تستطيع الولايات المتحدة أن تزيد إنفاقها على قدرات "الكتلة الدقيقة"، بما في ذلك المسيّرات الانتحارية ومنصات الاستطلاع، إلى عشرة أضعاف ما تنفقه حالياً، من خلال إعادة توجيه جزء من الموارد المخصصة لبنود أخرى ضمن الميزانية الضخمة للبنتاغون. كذلك يمكن للوزارة أن تمضي بسهولة في تنفيذ رؤية تقوم على تشغيل الطائرات المأهولة والمسيّرة جنباً إلى جنب، وشراء أعداد كبيرة من الزوارق السطحية غير المأهولة وذاتية التشغيل، لتعزيز قدراتها في الاستطلاع والقوة النارية على البحر. ومع ذلك، حتى في هذا العصر الجديد الذي تتصاعد فيه أهمية أنظمة "الكتلة الدقيقة"، ينبغي للبنتاغون أن يواصل الاستثمار في القاذفات الشبحية والغواصات، التي يصعب رصدها أو تدميرها. تاريخياً، أظهرت التجارب أن الدول التي تفشل في التكيف بفعالية مع التحولات في طبيعة الحروب، تكون أقل قدرة على ردع أعدائها وأكثر عرضة لخسارة النزاعات المستقبلية. ففي مطلع الحرب العالمية الثانية، نجحت القوات الجوية اليابانية في تدمير طرادين بريطانيين اعتُبرا في السابق عصيين على الاستهداف، في مياه المحيط الهادئ. وفي "حرب الـ100 عام"، غيّر استخدام إنجلترا للقوس الطويل قواعد الاشتباك، منهياً عهد الفرسان بهزيمة فرنسا في معركة "كريسي". وإذا استمرت الولايات المتحدة في التقليل من الاستثمار في أسلحة "الكتلة الدقيقة"، مقابل الإبقاء على استثماراتها التقليدية، فقد لا تواجه مصيراً كارثياً مباشراً، لكنها قد تشهد تراجعاً تدريجياً في قدرتها على الردع، أمام خصوم يعتقدون أنهم قادرون على استنزاف عزيمتها. وفي الوقت ذاته، ينبغي لواشنطن ألا تغفل عن الأنظمة الشبحية المتقدمة، من منصات وأسلحة يصعب اكتشافها، والتي تُشكّل ركائز أساسية في تفوقها العسكري، ولا أن تنساق وراء أحدث التقنيات وأكثرها بريقاً، على أمل أن تمثل حلاً سحرياً. فالاستعداد لحروب المستقبل لا يعني التخلي عن أدوات الماضي، لكنه يتطلب مرونة وحنكة لم تُظهرهما الولايات المتحدة بعد. مترجم عن "فورين أفيرز" 4 يوليو (تموز) 2025 مايكل سي. هورويتز هو زميل أول لشؤون التكنولوجيا والابتكار في مجلس العلاقات الخارجية، وأستاذ ريتشارد بيري ومدير "بيت بيري العالمي" في جامعة بنسلفانيا. شغل سابقاً منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لتطوير القوة والقدرات الناشئة. لورين أ. كاهن هي محللة أبحاث أولى في مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة في جامعة جورجتاون. جوشوا أ. شوارتز هو أستاذ مساعد للعلاقات الدولية والتكنولوجيا الناشئة في "معهد كارنيغي ميلون للاستراتيجية والتكنولوجيا". وكان سابقاً زميلاً في برنامج "الاستراتيجية الكبرى، والأمن، وبناء الدولة" في "كلية كينيدي بجامعة هارفارد" ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store