logo
الذكاء الاصطناعي: أين تكمن فرص ألمانيا؟

الذكاء الاصطناعي: أين تكمن فرص ألمانيا؟

أخبارنا١٨-٠٢-٢٠٢٥

يريد الاتحاد الأوروبي مواكبة الذكاء الاصطناعي ولذا أعلن عن برنامج واسع النطاق بهذا الخصوص. وفي وقت سابق أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد دونالد ترامب عن مشاريع للذكاء الاصطناعي بمليارات الدولارات، وتصدرت الصين عناوين الصحف مؤخرا من خلال الأداء المتميز الذي أظهره برنامج "ديبسيك" اللغوي.
ويقول الباحث بيورن أومر إن الذكاء الاصطناعي يخلق نماذج أعمال جديدة بشكل أسرع من أي وقت مضى. وقال أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ لـ DW: "إن تفويت هذا الأمر سيكلفنا الكثير، ولهذا السبب علينا أن نسرع في ذلك".
ويعتبر أومر أحد رواد الذكاء الاصطناعي في ألمانيا. وتحت قيادته تم وضع الأساس لواحدة من أشهر الشركات الألمانية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وهي مختبرات بلاك فورست/ Black Forest. وتحظى الشركة التي طورت مولدًا للصور بدعم مستثمرين من الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها مدمجة في أداة إنشاء الصور على منصة التواصل الاجتماعي X.
فرص ألمانيا "بعيدًا عن النماذج الأساسية"
لكن مختبرات بلاك فوريست حالة منفردة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية والصين تتصدران المشهد عندما يتعلق الأمر بالنماذج الأساسية. يغطي المصطلح جميع نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتشمل هذه النماذج اللغوية التي يمكنها توليد النصوص والنماذج التي تنشئ مقاطع الفيديو والصور بشكل مصطنع.
مصنع سيارات فولكسفاغن في مدينة إمدن الألمانية، 25 مايو2025 مصنع سيارات فولكسفاغن في مدينة إمدن الألمانية، 25 مايو 2025
وتهيمن الشركات الأمريكية هنا بتطبيقات مثل تشات جي تي بي/ ChatGTP وغوغل جيمني/ Google Gemini و بيرب ليكستي/ Perplexity وميدجورني/ Midjourney و دال إي/ DALL-E. كما قدمت شركة ديبسيك الصينية مؤخرًا نموذجًا أساسيًا لمعالجة النصوص بكفاءة، حسب تقارير إعلامية.
هذا وقد حاولت الشركة الألمانية الف الفا/ Aleph Alpha من هايدلبرغ أيضاً طرح مثل هذا النموذج في السوق. ومع ذلك لم تكن النتائج مقنعة، ولهذا السبب تحولت الشركة الآن إلى تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي مخصصة للمؤسسات والشركات والهيئات.
ويفترض الباحث بيورن أومر أنه يمكن كسب الكثير من المال في ألمانيا خارج النماذج الأساسية. وفي رأيه تكمن الفرص المتاحة للشركات الألمانية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في مجالات الطب والتواصل مع العملاء، إضافة إلى الصناعات المتخصصة في مجالات تتميز بها ألمانيا.
"نحن في الطليعة على صعيد البحث"
وتتبنى كاتارينا موريك وجهة نظر مماثلة. فقد شاركت الباحثة المتقاعدة في تأسيس معهد لامار للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في دورتموند. وهي ترى أن النماذج اللغوية الكبيرة هي نوع من بوابة للذكاء الاصطناعي.
وكما انتشرت الهواتف الذكية على نطاق واسع، فإن النماذج اللغوية تسهّل الآن على الكثير من الناس الوصول إلى الذكاء الاصطناعي. "نحن نستخدم النماذج اللغوية كواجهة ثم يأتي خلفها روبوت أو نظام حجز أو نظام توصيات على سبيل المثال".
ويمكن أن تكمن فرص ألمانيا في تطوير هذه التطبيقات المحددة بوصفها قطاعاً موجهاً نحو التصدير. "فيما يتعلق بالبحوث، نحن في الصفوف الأمامية. لدينا أشخاص رائعون".
إلا أن المشكلة تكمن في أن العديد منهم يذهبون إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد دراستهم. وتقول موريك في مقابلة مع DW: "لدينا المواهب، لكنها تغادر البلاد لأنه لا يُعرض عليها سوى عقود مؤقتة هنا".
وقد عملت الباحثة أيضا على تأسيس شركة رابد ماينر/ RapidMiner وهي أداة ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات تم إنشاؤها في جامعة دورتموند التقنية، ولكنها نمت بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وتم بيعها هناك في نهاية المطاف. في ألمانيا لم يكن هناك استعداد للدفع مقابل خدمات الشركة، وهنا تضيف الباحثة "لقد لاحظت مراراً أن الشركات الألمانية تريدها مجاناً".
الذكاء الاصطناعي مع إمكانات هائلة لعمليات التصنيع
من أجل جعل ألمانيا دولة ذكاء اصطناعي، هناك حاجة إلى "تغيير ثقافي" بشكل عام. وهنا تقول موريك: "لا أعرف سبب قلة الاستعداد للتجربة هنا".
وأحد المجالات التي تعتبر ألمانيا رائدة فيها بالفعل هو الأنظمة الذكية المدمجة والمستقلة. فعلى سبيل المثال تراقب أجهزة الاستشعار الصغيرة العمليات ويمكنها التدخل بنفسها وتغيير العمليات في الإنتاج. ويقول موريك: "إنها ليست عالية المستوى، لكنها مفيدة للغاية في الصناعة التحويلية".
وينطوي الذكاء الاصطناعي على إمكانات مذهلة للصناعة. على سبيل المثال في تعاون مع شركة ويلو/ Wilo المصنعة للمضخات من دورتموند تم تحديد 82 تطبيقاً محتملاً للذكاء الاصطناعي في مصنعهم الذكي. وحسب موريك: "فإن إمكانيات الذكاء الاصطناعي هائلة، وإذا لم نستفد منها فسوف نصبح متحفاً صناعياً".
معركة البيانات من الشركات الصناعية
وتنظر الباحثة موريك بعين النقد إلى إعلان شركة أوبن/ آي OpenAI عن افتتاح فرع لها في ميونيخ. وتعلل ذلك بالقول: "أريد أن يعمل موظفونا الجيدون هنا. أريد أن تستفيد شركاتنا وصناعتنا من ذلك".
ولهذا السبب من الضروري أيضًا مواصلة العمل على نماذج أساسية واسعة النطاق في أوروبا وجمع بياناتنا بأنفسنا. علاوة على ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي أكثر جدارة بالثقة في أوروبا. وتستشهد بنموذج تويكان 7 بي/ Teuken-7B الخاص بمعهد فراونهوفر وتطبيق شركة ميسترال الفرنسية كأمثلة ناجحة يجب توسيع نطاقها.
كما يعتقد بيورن أومر من جامعة ميونيخ أن المبادرات الوطنية والأوروبية مهمة أيضًا. فعلى الرغم من أن ألمانيا لا تحتاج إلى "الذكاء الاصطناعي المطلق الذي سيتغلب على كل شيء في المستقبل"، إلا أنه من الجيد الاستعداد للنماذج الأساسية.
ويقول أومر: "نحن لا نعرف كيف ستتصرف شركات التكنولوجيا الكبرى. وإذا تم تقييد الوصول إلى التكنولوجيا فجأة، فستكون السيادة ضرورية بالتأكيد".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوربا تعاقب دولتين عملاقتين..المغرب هو الفائز الكبير؟
أوربا تعاقب دولتين عملاقتين..المغرب هو الفائز الكبير؟

أريفينو.نت

timeمنذ يوم واحد

  • أريفينو.نت

أوربا تعاقب دولتين عملاقتين..المغرب هو الفائز الكبير؟

أريفينو.نت/خاص أقر البرلمان الأوروبي، لائحة تنظيمية جديدة ترفع بشكل كبير الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الزراعية والأسمدة النيتروجينية المستوردة من روسيا وبيلاروسيا. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى وقف كامل لهذه التدفقات التجارية نحو دول الاتحاد الأوروبي، مما يفتح الباب أمام المغرب ليلعب دوراً محورياً كبديل رئيسي. `إجراءات عقابية لـ'تجفيف' الاعتماد على روسيا ومنع الالتفاف عبر بيلاروسيا` ووفقاً للنص الذي اطلعت عليه صحيفة 'يوروبيان برافدا'، فإن هذه الخطوة تعلق فعلياً دخول حوالي 15% من السلع الروسية إلى السوق الأوروبية، وهي النسبة التي كانت لا تزال معفاة حتى الآن. وبالنسبة للمنتجات الزراعية، سيتم رفع الرسوم الجمركية حسب القيمة إلى 50%. أما بالنسبة للأسمدة، فسيُضاف إلى النسبة الحالية البالغة 6.5%، رسم محدد يتراوح بين 40 و45 يورو للطن اعتباراً من عام 2025، ليرتفع تدريجياً ويصل إلى ما بين 315 و430 يورو للطن بحلول عام 2028. وجاء في المذكرة التفسيرية المرفقة باللائحة أن 'الهدف هو تجفيف أي اعتماد على هذه المصادر ومنع عمليات التحايل والالتفاف عبر بيلاروسيا'. وأشارت المذكرة إلى أن 'بعض الدول الأعضاء قد استغنت بالفعل عن الواردات الروسية دون أن تواجه أي ضغوط في الإمدادات أو ارتفاع كبير في الأسعار'. `المغرب ومصر والنرويج ضمن قائمة 'الموردين البدلاء'` إقرأ ايضاً ومن المتوقع أن يؤدي هذا النظام التعريفي الجديد، الذي ينتظر المصادقة الرسمية من المجلس الأوروبي والنشر في الجريدة الرسمية، إلى إعادة توجيه الطلب الأوروبي نحو موردين بدلاء. وتضم قائمة هذه الدول كلاً من المغرب، ومصر، والنرويج، وسلطنة عمان، والولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن للرباط، التي تتمتع أصلاً بموقع قوي في أسواق الفوسفاط والأسمدة المعقدة، أن تجني من هذا التحول فائدة استراتيجية مستدامة. `إعادة توازن تدريجي لإنعاش الصناعات الأوروبية` وتراهن المفوضية الأوروبية على تحقيق إعادة توازن تدريجي للأسواق، بما يساهم في إنعاش القدرات الصناعية للمنتجين الأوروبيين الذين تأثروا سلباً جراء أزمة الطاقة والمنافسة الشرسة من المنتجات الروسية منخفضة التكلفة. وتأتي هذه الخطوة لتعزيز الأمن الغذائي الأوروبي وتقليل الاعتماد على مصادر قد تكون غير مستقرة سياسياً أو اقتصادياً.

الصين تطلق نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة في تحدّ للقيود الأمريكية
الصين تطلق نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة في تحدّ للقيود الأمريكية

برلمان

timeمنذ يوم واحد

  • برلمان

الصين تطلق نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة في تحدّ للقيود الأمريكية

الخط : A- A+ إستمع للمقال في ظل تشديد الولايات المتحدة القيود على وصول الصين إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، اتخذت بكين نهجا مختلفا غير متوقع، إذ قامت بإطلاق نماذج ذكاء اصطناعي قوية ومفتوحة المصدر متاحة للعامة، حيث تأتي هذه الخطوة المفاجئة في وقت تُعتبر فيه السرية والاحتكار السمة السائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما جعل إغراق السوق بهذه النماذج الصينية يثير التساؤلات حول دوافعها الحقيقية. وتتبع الصين استراتيجية تعتمد على السرعة والحجم لتجاوز القيود الأمريكية، حيث أطلقت مجموعة من النماذج المتطورة مثل 'ديب سيك' و'QwQ-32B' التي تنافس نظيراتها الغربية، مع السماح للمطورين حول العالم بتعديل وتحسين هذه النماذج، وقد أثرت هذه التحركات بشكل إيجابي على أسواق التكنولوجيا الصينية، مما يعكس نجاح هذه الاستراتيجية في تعزيز حضور الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. من الجانب الأمني، تخشى الولايات المتحدة من خطورة انتشار الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، معتبرة إياه تهديدا محتملا قد يُستخدم لأغراض سيبرانية ضارة، ما دفع بعض الجهات التشريعية إلى محاولة حظر نماذج مثل 'ديب سيك' في الأجهزة الحكومية. بالمقابل، تسعى الصين عبر هذه السياسة إلى تفادي العقوبات، وتشجيع اللامركزية في تطوير التقنية من خلال إشراك مجتمع المطورين العالمي، ما يعزز من قدرة نماذجها على التطور رغم القيود. من جانبهم، يرون خبراء التكنولوجيا أن هذا التوجه الصيني قد يُحدث تحولا جذريا في هيكل سوق الذكاء الاصطناعي، إذ إن وجود نماذج مفتوحة المصدر قوية قد يقلل من هيمنة الشركات الغربية التي تعتمد على نماذج ملكية مغلقة وتراخيص مدفوعة. ما قد يؤدي إلى إغراق السوق بالعروض المجانية، مما يحد من فرص تحقيق أرباح كبيرة، ويجبر الشركات على إعادة التفكير في استراتيجياتها. مع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية لا تخلو من تحديات، ومع الوقت من الممكن أن تضطر الشركات الصينية أيضا إلى تقليص حرية الوصول إلى نماذجها لحماية الملكية الفكرية وضمان الربحية، كما قد تفرض الحكومة الصينية قيودا جديدة لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان التحكم في تدفق المعلومات.

ترامب يهدد بفرض رسوم على جميع شركات تصنيع الهواتف الذكية
ترامب يهدد بفرض رسوم على جميع شركات تصنيع الهواتف الذكية

أخبارنا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبارنا

ترامب يهدد بفرض رسوم على جميع شركات تصنيع الهواتف الذكية

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على شركات تصنيع الهواتف الذكية، بما في ذلك آبل، ما لم يتم نقل خطوط الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة، وذلك في إطار سعيه لإعادة توطين الصناعة وتقليل الاعتماد على الخارج. وجاء التصريح خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عقب منشور له على منصة "تروث سوشيال"، شدد فيه على أن الرسوم ستُطبق على جميع الشركات التي تصنّع هذه الأجهزة خارج أمريكا، معتبراً أن الوضع الحالي غير عادل ويجب تغييره بحلول نهاية يونيو المقبل. وقد يطال القرار المرتقب شركات كبرى مثل جوجل وسامسونغ وغيرها من اللاعبين في سوق الهواتف الذكية، مما يضعها أمام تحديات لوجستية واقتصادية ضخمة، خصوصاً في ظل اعتمادها على مصانع وموردين في آسيا. ويرى محللون أن تطبيق هذا القرار سيكون مكلفاً للغاية وقد ينعكس سلباً على أسعار الأجهزة. وكانت إدارة ترامب السابقة قد أعفت الهواتف الذكية من الرسوم الجمركية التي فرضتها على الواردات من الصين، في إطار ما يُعرف بـ "تعريفات قطاع أشباه الموصلات"، لكنها كانت قد ألمحت إلى إمكانية شمولها لاحقاً، خاصة مع التقارير التي تحدثت عن محاولة آبل نقل تصنيع هواتف آيفون إلى الهند لتفادي تبعات الحرب التجارية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store