معركة الدفاع الجوي في زمن التحولات الجيوسياسية.. أوكرانيا تطلب تزويدها بمنظومة «باتريوت» لمواجهة الدب الروسي
في قلب الحرب المستعرة منذ فبراير 2022، تواجه أوكرانيا اليوم معركة موازية لا تقلّ خطورة عن ساحة القتال المباشر: معركة تأمين منظومات الدفاع الجوي، خصوصاً صواريخ "باتريوت" الأميركية، التي باتت تُعدّ خط الدفاع الأخير ضد الهجمات الروسية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
في ظل تصاعد الهجمات الروسية، التي شهدت مؤخراً أعنف موجاتها منذ بدء الحرب، أصبحت الحاجة الأوكرانية إلى هذه المنظومات أكثر إلحاحاً. الهجوم الجوي الروسي، الذي نُفّذ خلال ثلاثة أيام متتالية بمئات الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، كشف الثغرات في قدرات الدفاع الجوي الأوكراني، ولا سيما في مواجهة الصواريخ الباليستية، والتي لا تقدر على صدها بشكل فعّال سوى أنظمة "باتريوت".غير أن الحصول على هذه الأنظمة الحيوية لم يعد مسألة دعم عسكري مباشر كما كان في السابق. فالإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة دونالد ترمب، وإن دانت الهجمات الروسية، تتعامل مع الملف بأسلوب أقرب إلى منطق السوق منه إلى منطق الحلفاء في زمن الحرب. التصريحات الصادرة من واشنطن، ومن شخصيات بارزة مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، تشير إلى تراجع في منح أوكرانيا مساعدات مجانية، وتحول نحو البيع المشروط – ما يعني أن كييف مطالبة بدفع ثمن أمنها الوطني في ظل موارد مستنزفة أصلاً.ولعلّ أبرز ما يعكس هذا التحول هو السماح الأميركي لألمانيا بإعادة تصدير أجزاء من منظومة "باتريوت" بعد توقيع كييف على صفقة معادن مع واشنطن، في صورة تؤكد أنّ الدعم العسكري لم يعد مشروطاً بالتحالفات السياسية أو الأخلاقية، بل بالمقايضات الاقتصادية.خلافات داخل "الناتو" وتردّد أوروبيأما داخل حلف شمال الأطلسي، فتسود حالة من التردد والبطء في الاستجابة. فالمحادثات التي دارت لأسابيع بين أعضاء الحلف حول إمكانية توفير بطاريات "باتريوت" لأوكرانيا لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة. الدول الأوروبية توازن بين رغبتها في دعم كييف، وحرصها على الاحتفاظ بأنظمتها الدفاعية في ظل بيئة أمنية غير مستقرة على حدودها الشرقية.برلين مثلاً، رغم إعلانها دعم كييف بصواريخ "باتريوت"، إلا أن ما ستقدّمه هو النسخة القديمة (PAC-2)، الأقل فعالية في اعتراض الصواريخ الباليستية، مقارنة بالنسخة الأحدث PAC-3. وفي المقابل، لا يزال نظام الدفاع الأوروبي "أستر" – وإن كان واعداً – يفتقر إلى تجربة ميدانية مثبتة أمام الصواريخ الباليستية.تهديد استراتيجي متصاعدالتقارير الاستخباراتية الأوكرانية تُحذر من تفوّق تكنولوجي روسي يتجلى في الصاروخ الباليستي الجديد "أوريشنيك"، الذي لا تستطيع حتى منظومة PAC-3 اعتراضه بفعالية. وبذلك يصبح استمرار نقص منظومات "باتريوت" في أوكرانيا تهديداً وجودياً، يجعل المدن الأوكرانية مكشوفة أمام الضربات الروسية.أحد مسؤولي الاستخبارات الأوكرانية عبّر بوضوح: "امتلاك باتريوت مسألة حياة أو موت"، في إشارة إلى أن كل صاروخ روسي من نوع "إسكندر" قد يُسقط مئات الضحايا، ما يضع عواصم الغرب أمام مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون استراتيجية.الإعلان المرتقب وأبعاده السياسيةمن المتوقع أن تناقش قضية الدفاع الجوي خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث لمقر "الناتو"، في مطلع يونيو. وقد يصدر إعلان رمزي عن دعم أوكرانيا بمنظومات "باتريوت"، لكن من مصادر أوروبية لا أميركية، في محاولة لعدم إثارة غضب موسكو أو الإضرار بمحادثات السلام غير المباشرة المحتملة.تبدو الإدارة الأميركية في وضع حساس: فمن جهة، لا تريد التخلّي عن أوكرانيا، ومن جهة أخرى، تخشى أن يؤدي الدعم المفرط إلى تعطيل أي فرصة للمفاوضات أو زيادة التوتر مع روسيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ ساعة واحدة
- تحيا مصر
«تعهدا مكتوبا».. هذه شروط سيد الكرملين لوقف الحرب مع أوكرانيا
قدم الرئيس الروسي فلاديمير تعهد مكتوب بعدم توسع حلف الناتو وحول شروط سيد الكرملين لوقف هذه الحرب هو الحصول على (تعهد مكتوب) من جانب الزعماء الغرب بوقف توسيع حلف الناتو شرقا، إلى جانب رفع جزء من العقوبات المفروضة على روسيا. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسبق وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد إنهاء أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية وأظهر إحباطا متزايدا من بوتين في الأيام الأخيرة، محذرا يوم الثلاثاء من أن الزعيم الروسي "يلعب بالنار" برفضه الدخول في محادثات وقف إطلاق النار مع كييف بينما حققت قواته مكاسب في ساحة المعركة. وأعلن بوتين بأنه وافق على العمل مع أوكرانيا على مذكرة تفاهم تُحدّد الخطوط العريضة لاتفاقية سلام، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار. معلنة إنها تُعدّ حاليًا نسختها الخاصة من المذكرة، ولا يُمكنها تقدير المدة التي ستستغرقها. وكشف مصدر روسي كبير أن: "بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن". فيما صرحت ثلاثة مصادر روسية إن بوتن يريد تعهدا "مكتوباً" من القوى الغربية الكبرى بعدم توسيع حلف الناتو شرقا وهو اختصار لاستبعاد العضوية رسميا في أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا. وقالت المصادر الثلاثة إن روسيا تريد أيضا أن تكون أوكرانيا محايدة، ورفع بعض العقوبات الغربية، وحل قضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وحماية المتحدثين باللغة الروسية في أوكرانيا . أوكرانيا وحق الانضمام إلى الناتو وبدوره، تطالب كييف بعدم منح روسيا حق النقض (الفيتو) بشأن تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). مشددة على ضرورة أن يقدم لها الدول الأوروبية ضمانات أمنية قوية لردع أي هجوم روسي مستقبلي. ترامب، الذي يفخر بعلاقاته الودية مع بوتين، وأعرب عن اعتقاده بأن الزعيم الروسي يريد السلام، حذّر من أن واشنطن قد تفرض عقوبات إضافية إذا أجّلت موسكو جهود التسوية. وأشار ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد إلى أن بوتين "جنّ جنونه" بشنّه هجومًا جويًا غير مسبوق على أوكرانيا الأسبوع الماضي. وكشف مصدر روسي إنه إذا رأى بوتن فرصة تكتيكية في ساحة المعركة، فسوف يدفع أكثر إلى داخل أوكرانيا - وأن الكرملين يعتقد أن روسيا قادرة على القتال لسنوات بغض النظر عن العقوبات والألم الاقتصادي الذي يفرضه الغرب.

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
ألمانيا تتعهد بمساعدة أوكرانيا في شراء صواريخ بعيدة المدى
تعهدت ألمانيا بمساعدة أوكرانيا في شراء صواريخ بعيدة المدى، وذلك بهدف إنتاجها بشكل مشترك، وذلك حسبما أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عقب لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين اليوم الأربعاء. وأوضح زعيم الاتحاد المسيحي، أن من المنتظر أن يوقّع وزيرا دفاع البلدين، الألماني بوريس بيستريوس والأوكراني روستم أوميروف، على إعلان نوايا بهذا الشأن.وقال ميرتس: "نحن نريد إتاحة أسلحة بعيدة المدى (لأوكرانيا)، ونريد أيضًا إتاحة الإنتاج المشترك. سنسعى بشكل خاص إلى تزويد الجيش الأوكراني بكل الإمكانيات للدفاع بنجاح عن البلاد"، ولم يتطرّق ميرتس في حديثه إلى صواريخ "تاوروس" الألمانية التي لا تزال أوكرانيا تطلب تسلمها من ألمانيا.من جانبه، قال زيلينسكي إن الأمر يتعلق بتمويل مشاريع قائمة بالفعل داخل أوكرانيا.وشرح ميرتس أن التعاون سيشمل أيضًا المستوى الصناعي، مؤكدا أن هذا التعاون يمكن أن يتم في أوكرانيا وفي ألمانيا على حد سواء، وأوضح أنه لن يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حتى إشعار آخر. وقال ميرتس مخاطبا الحضور: "لكن لتفترضوا أن رفض الجانب الروسي إجراء محادثات ورفضه الالتزام بوقف إطلاق النار، سيكون له عواقب فعلية الآن".يذكر أنه بعد مضي أكثر من 3 سنوات على الحرب، لا تزال أوكرانيا تفتقر إلى أسلحة بعيدة المدى وعالية القدرة التدميرية، تُمكّنها من ضرب الأهداف العسكرية الروسية وخطوط الإمداد الواقعة خلف الجبهة بعمق. صحيح أن بريطانيا وفرنسا زودتا أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز "ستورم شادو/سكالب"، كما أسهمت الولايات المتحدة لاحقًا بتقديم صواريخ مدفعية من طراز "أتاكمز"، فإن عدد هذه الأنظمة التي حصلت عليها أوكرانيا، ضئيل، كما وُضعت قيود على استخدامها، خُففت لاحقًا. وفي الوقت الراهن، بدأت أوكرانيا، مدفوعةً بالضرورة، بتطوير قدراتها الصاروخية الذاتية.يُعَدّ الصاروخ الأوكراني المضاد للسفن "آر-360 نيبتون" الذي تمكنت به أوكرانيا من إغراق الطراد الروسي "موسكفا" في البحر الأسود عام 2022، هو السلاح الأوكراني الأعلى تدميرًا حتى الآن. وكان الرئيس زيلينسكي صرّح في مارس الماضي أن النسخة المطوّرة من هذا الصاروخ "نيبتون-إم دي" يبلغ مداها 1000 كيلومتر.ووفقًا لبيانات من وزارة الدفاع الأوكرانية عام 2024، فإن الصاروخ دخل مرحلة الإنتاج التسلسلي. ويُستخدم حاليًا أيضًا ضد أهداف برية. ففي مارس، أصاب صاروخ من نوع "نيبتون" مصفاة نفط في مدينة توابسي الروسية على البحر الأسود.وإلى جانب ذلك، تمتلك أوكرانيا صاروخًا محليًا آخر هو "هريم-2" /أي الرعد/، ويبلغ مداه المعزز 450 كيلومترًا، أي أقل قليلًا من مدى صاروخ "تاوروس". وهناك صواريخ أخرى قيد التطوير مثل صاروخ "كورشون" وأسلحة أخرى ذات مدى متنوع. ومن خلال قفزات تكنولوجية سريعة، طورت أوكرانيا أيضًا طائراتها القتالية المسيّرة، والتي يمكن لبعضها اختراق العمق الروسي حتى مسافة 2000 كيلومتر.


فيتو
منذ 3 ساعات
- فيتو
الخارجية الروسية تعلن التوصل لاتفاق بين موسكو وأوكرانيا على تبادل وثائق تحمل رؤية للتسوية
كشفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم، أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا في إسطنبول على تبادل الوثائق بشكل مباشر بشأن رؤية للتسوية ومناقشتها في الجولة المقبلة من المفاوضات. اتفاق بين روسيا وأوكرانيا على مناقشة رؤية للتسوية وأكدت ماريا زاخاروفا فى سياق تعليقها على تصريحات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، حول نقل مزعوم لبنود اتفاقية السلام إلى الولايات المتحدة، إن روسيا تجهل هذه المزاعم. وفى وقت سابق اليوم، حدد الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، شروطه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أنه على القادة الغربيين تقديم تعهّدًا مكتوبًا بوقف توسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" شرقًا، ورفع جزء من العقوبات المفروضة على روسيا، وفقًا لما نقلته رويترز عن ثلاثة مصادر روسية مطلعة. بوتين يوافق على العمل مع أوكرانيا لتحديد ملامح اتفاق سلام قال بوتين عقب محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضي، إنه وافق على العمل مع أوكرانيا لصياغة مذكرة تُحدد ملامح اتفاق سلام، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار. وأوضحت موسكو أنها تعمل حاليًا على صياغة نسختها من المذكرة دون تحديد موعد لإنهائها. لكن الحكومة الأوكرانية وحكومات أوروبية اتهمت موسكو بالمماطلة لكسب الوقت، بينما تواصل قواتها التقدّم في شرق أوكرانيا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.