logo
القصف الصاروخي الإيراني يشل النقل الجوي في إسرائيل لليوم الثالث

القصف الصاروخي الإيراني يشل النقل الجوي في إسرائيل لليوم الثالث

الجزيرةمنذ 14 ساعات

أبقت إسرائيل مجالها الجوي مغلقا لليوم الثالث على التوالي، بعد ليلة ثانية من القصف الصاروخي الإيراني، ردا على الضربات التي بدأها الطيران الإسرائيلي على إيران، الجمعة.
وقالت وزارتا النقل والخارجية، في بيان مشترك، "نظرا للوضع الأمني ووفقا لتعليمات الجهات الأمنية، المجال الجوي الإسرائيلي مغلق حاليا أمام الطيران المدني، ولا توجد رحلات قادمة أو مغادرة".
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن آلاف الإسرائيليين عالقون في الخارج منذ الجمعة.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسع النطاق طال خصوصا مواقع عسكرية ونووية في إيران التي ردت منذ ليل اليوم ذاته، بضربات صاروخية على دولة الاحتلال.
وأكد المتحدث باسم هيئة المطارات الإسرائيلية، في بيان، أن مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب سيبقى مغلقا، وأن "إشعارا بإعادة فتحه سيعمم قبل 6 ساعات على الأقل".
وأضاف في بيان "لن يُتخذ القرار باستئناف الرحلات الجوية إلى إسرائيل إلا بعد التأكد من أن ذلك آمن".
وأبقت إسرائيل على معابرها البرية مع كل من الأردن ومصر مفتوحة.
"العال" تلغي رحلاتها
في الأثناء ألغت شركة العال الإسرائيلية للطيران رحلاتها من وإلى العديد من المدن الأوروبية، بالإضافة إلى طوكيو وموسكو حتى 23 يونيو/حزيران بسبب التصعيد بين إسرائيل وإيران.
كما ألغت الشركة جميع رحلاتها حتى 17 يونيو/حزيران الحالي.
وقالت الشركة "بمجرد الحصول على الموافقات من السلطات الأمنية والملاحية المختصة، سنبذل قصارى جهدنا للسماح لأكبر عدد ممكن من الإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم واستئناف جدول رحلاتنا تدريجيا، وتيسير رحلات إنقاذ من وجهات قريبة من إسرائيل".
وحذر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي من السفر إلى إسرائيل عبر مصر والأردن، على الرغم من فتح حدودهما.
وأوضح المجلس "نود التأكيد على أن كلا من سيناء (في مصر) والأردن يخضعان لتحذيرات سفر من المستوى الرابع، ما يشير إلى مستوى تهديد مرتفع، ونوصي بتجنب السفر إلى هاتين المنطقتين، وتكتسب هذه التحذيرات أهمية خاصة خلال هذه الفترة من التوتر المتصاعد".
وتابع "بالنسبة للإسرائيليين الموجودين حاليا في الخارج والذين ينتظرون العودة إلى البلاد، نوصي بانتظار المستجدات بشأن هذا الأمر من وزارة النقل".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصبحت شركة العال إحدى شركات الطيران القليلة التي تسيّر رحلاتها إلى تل أبيب بعد أن ألغت العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها بسبب الحرب على غزة.
واستأنف عدد من شركات الطيران الرحلات إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة قبل تبادل إسرائيل وإيران إطلاق الصواريخ منذ يوم الجمعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد أيام من مهاجمة إيران.."نشوة" إسرائيل تتبدد
بعد أيام من مهاجمة إيران.."نشوة" إسرائيل تتبدد

الجزيرة

timeمنذ 18 دقائق

  • الجزيرة

بعد أيام من مهاجمة إيران.."نشوة" إسرائيل تتبدد

أفاق الإسرائيليون صبيحة يوم الجمعة على أخبار أبهجت قلوبهم، فقد أفلح جيشهم في تنفيذ عملية خداع ومباغتة للإيرانيين، مما أتاح المجال لتحقيق إنجازات عسكرية هامة تمثلت في اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، فضلا عن تدمير منشآت نووية وعسكرية إيرانية عديدة. وطبيعي أن هذا الإنجاز المباغت والسريع دفع جميع المعلقين السياسيين والعسكريين تقريبا إلى التباهي والتفاخر بما حدث والالتفاف من جديد ليس فقط حول الجيش، وإنما كذلك حول حكومة نتنياهو. كانت النشوة عارمة بحيث أعمت تقريبا الجميع عن رؤية ما يمكن أن يحدث، وعن أي محاولة عقلانية لقراءة الوضع. فقد بدا لكثيرين في إسرائيل أن الحكومة المسيحانية المجنونة أفلحت أخيرا في اجتراح فعل عقلاني عميق الأثر. فإيران الإسلامية لم تكن بحاجة إلى دعاية كبيرة لإثبات شيطنتها في إسرائيل. فمنذ عقود تضخ إسرائيل في ذهن جمهورها أنها كانت ستبقى في مأمن لو أن إيران الإسلامية غير موجودة. فهي في نظرهم مركز الشر وهي منشئة "محور الشر"، وأن كل مشاكل إسرائيل مع محيطها ما كانت لتكون لولا وجود إيران. لذلك ما أن أفاق الإسرائيليون على أنباء الإنجازات الإسرائيلية الفعلية والمختلقة، حتى نسي أغلبهم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإخفاقاته، وعادت للوجود نغمة الجيش الذي لا يقهر وتجربة الانتصار الساحق في مثل هذا الشهر من عام 1967. فهذه أيضا هي المرة الأولى منذ عام 1973 التي تقاتل فيها إسرائيل دولة ذات سيادة. لكن الفرحة لم تطل. قلة قليلة حذرت من النشوة، وحاولت أن تطلق تحذيرات تبيّن الفارق بين التهور والحكمة، وكيف ينبغي انتظار الرد الإيراني. وكان أن اندفع البعض، وبينهم عدد من المعلقين العسكريين المستندين إلى إيجازات من مسؤولين أمنيين، إلى حد القول بأن إسرائيل قضت في هجومها المباغت على قدرة الرد الإيرانية البعيدة المدى. وذهب بعض من كانوا أعقل من ذلك إلى القول بأن تأخر إيران في الرد ينبع غالبا من ارتباك تراتبية إصدار وتنفيذ أوامر الرد. وطبيعي أن أول ما أثار مخاوف أولية عند خبراء في إسرائيل كان الموقف الأميركي الأولي الذي صدر عن وزير الخارجية ماركو روبيو والذي حاول فيه إظهار ابتعاد أميركا عنها وعدم انخراطها فيها. لكن سرعان ما تبددت هذه المخاوف عندما انضم ترامب نفسه لنشوة الانتصار، معلنا أنه كان في صورة المخططات وأن إسرائيل نفذت الهجوم "المبارك" في نهاية مهلة إنذار الشهرين الذي كان وجهه إلى الإيرانيين لإبرام اتفاق. ولكن بعد الرد الإيراني وتقريبا ظهور الفارق بالمقاربة بما جرى في عهد بايدن عندما جند العالم للدفاع عن إسرائيل في وجه الصواريخ الإيرانية، وقفت إسرائيل وحيدة تقريبا هذه المرة. ولاحظ الإسرائيليون تزايد الطلبات الإسرائيلية بانخراط أميركي أكبر في العملية العسكرية، مما يوحي ببدء الشعور بانعدام الراحة لتطور المواجهة. وبعد القصف الصاروخي الإيراني واستهداف منشآت حيوية عسكرية ومدنية مثل مقر قيادة الجيش في تل أبيب ومصفاة تكرير النفط في حيفا ومحطة الكهرباء المركزية في الخضيرة و معهد وايزمان للعلوم في رحوبوت ومجمعات سكنية في بات يام، بدأت تصدر أصوات أخرى، وانطلقت الانتقادات أولا لعدم إعداد الحكومة المجتمع لتحمل أعباء الحرب الجديدة خصوصا أن أطول حرب في تاريخ إسرائيل لم تنته بعد. ونظرا لأن العدو هذه المرة إيران بإمكانياتها، فإن الكثير من المدن شعرت بالعجز عن تلبية احتياجات سكانها من الملاجئ، في وقت منحت فيه الدولة الوزراء وكبار المسؤولين وعائلاتهم ملاجئ رسمية. والأدهى أن ما كان متخيلا من قدرات دفاع صاروخي ظهرت عاجزة أمام حجم وقوة الضربات الصاروخية الإيرانية. كما أُغلقت كل الحدود البرية والمطارات، ولم يعد فاعلا جزئيا سوى بعض الموانئ. وهكذا، فقط بعد أقل من 24 ساعة على "الهجوم الناجح" بدأ الرد الإيراني الذي اضطر الرئيس الإسرائيلي وزعيم المعارضة والكثير من القادة لوصفه بـ"الصعب" والقاسي، وأن "الليلة الماضية كانت صعبة للغاية مع وابل قاتل من إيران". وفي اليوم الثاني للرد الإيراني، قال قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية"الليلة الماضية كانت صعبة على إسرائيل، ونبحث عن ناجين تحت الأنقاض في بات يام"، بل إن صحيفة هآرتس قالت إن المنظومات الدفاعية في إسرائيل فشلت في مواجهة صواريخ إيرانية متطورة الليلة الماضية، وإن على قادة الجيش والحكومة استخلاص العبر ووقف الحرب تجنبا لتطورات قاسية وغير مرغوبة. وبدأ المعلقون العسكريون المقربون من المؤسسة البحث عن تبريرات لما يجري. فالحرب الجديدة ليست على شاكلة حرب 1967 ولن تنتهي بحسم سريع وقريب. وصار كثيرون منهم يتحدثون علنا عن أن "القوة الحاسمة" لتدمير المشروع النووي الإيراني لا تمتلكها في العالم إلا قوة عظمى وحيدة هي الولايات المتحدة. وتزايد الطلب من أميركا بتسريع إنهاء الحرب بإرسال قاذافات "بي 52″ و"أم القنابل" لضرب مفاعل فوردو مثلا. وكتب المحلل العسكري يوآف زيتون في يديعوت أحرونوت: ما زالت "إسرائيل" تأمل أن توفر القنابل الخارقة للتحصينات لدى الولايات المتحدة الأميركية "الضربة الحاسمة" لتدمير المشروع النووي الإيراني، وإن لم يحدث هذا الخيار فسيقوم سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي بـ"تقشير" طبقات الدفاع الإيرانية، الأمر الذي قد يتحوّل إلى حرب استنزاف، لذلك فإن "الإنجاز الدراماتيكي" الوحيد لـ"إسرائيل" حتى الآن هو فتح الأجواء الإيرانية أمام حضور دائم للطيران الإسرائيلي. وقد اضطر زيتون لأن ينقل عن خبير غربي قوله إن غارات إسرائيل كانت ناجحة في بعض المواقع، "لكن في إيران المترامية الأطراف، هناك ما بين 5 آلاف و10 آلاف هدف يجب التعامل معها، منها الدفاعات الجوية الكثيفة والصواريخ الباليستية ومراكز القيادة والسيطرة، وهذا يتطلب وقتًا لضرب البرنامج النووي بشكل فعّال عبر "التقشير" وحتى حينها، قد لا تكون النتائج مثالية". وكتب باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "والا" أن أحد العوامل التي قد تحدد ما إذا كانت حرب إسرائيل على إيران ستُحقق نجاحًا باهرًا أم خطأ فادحًا هو مصير منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو. وأنه لتدمير فوردو -وهي منشأة عميقة تحت الأرض داخل جبل- ستحتاج إسرائيل إما إلى حنكة تكتيكية استثنائية وإما مساعدة أميريية كبيرة. لكن إذا ظلت المنشأة سليمة ومتاحة، فقد يتم تسريع البرنامج النووي الذي تُصرّ إسرائيل على تدميره بدلًا من إيقافه. وقد صرح يحيئيل ليتر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، لشبكة فوكس نيوز يوم الجمعة الماضي، "يجب أن تنتهي العملية برمتها.. عند فوردو". ولهذا السبب تأمل الحكومة الإسرائيلية أن تُقرر إدارة ترامب في النهاية الانضمام إلى العملية. لا شيء يرهب الإسرائيليين بعد حرب مستمرة منذ أكثر من 20 شهرا سوى حرب استنزاف جديدة. وكتب الصحافي الأميركي ديفيد إغناتيوس "إسرائيل فتحت بابا للحرب من الصعب إغلاقه. وتبدو إسرائيل في إطلاق هجماتها الأخيرة على إيران وكأنها دخلت المعركة من دون تصور واضح لليوم التالي. لقد علمت العقودُ الماضية الولايات المتحدة وإسرائيل معا أن الحروب مع إيران من السهل إشعالها، ولكن من الصعب إخمادها". وحذرت افتتاحية "هآرتس" من أن الحملة التي انطلقت تحت مسمى "شعب كاللبؤة"، هي حرب بكل معنى الكلمة. ورغم أنه في الضربة الافتتاحية كادت تصفي كل سلسلة القيادة العليا لإيران، فإن القيادة السياسية لنظام آيات الله لا تزال على حالها، وعلى رأسها الزعيم الأعلى علي خامينئي. وقد شدد رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي على أن إسرائيل حاليا لا تعمل على تغيير النظام، لكن أقوال نتنياهو أمس ألمحت إلى غير ذلك. ففي خطاب مصور قال نتنياهو "قريبا سترون طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق سماء طهران ، نحن سنضرب كل موقع وكل هدف لنظام آيات الله"، بمعنى ليس فقط منشآت النووي هي الهدف، بل كل النظام أيضا. وأضافت على إسرائيل أن تعرف ما هو الإنجاز السياسي المقبول. الهدف الإستراتيجي الآن ليس تصفية النظام في إيران، بل ضمان أمن إسرائيل. ومحظور أن ننسى أنه في الخلفية لا تزال تدور الحرب الطويلة والأليمة في غزة، والمخطوفون، والكارثة الإنسانية تحتدم. فالنجاحات العملياتية ليست هدفا بحد ذاتها. عليها أن تقود إلى خطوة سياسية تعطي جوابا على تهديد النووي، وإلا تتدهور إلى حرب شاملة وطويلة وهدامة. ولخص ناحوم بارنيع كبير معلقي "يديعوت" موقفه القلق، وكتب "الحروب بالنسبة للمبادر إليها تبدأ بالنشوة، نشوة وقلق. النشوة تذوي والحرب تستمر". وكتب يوسي ميلمان المعلق الأمني في "هآرتس" عبر موقع إكس"لم تدم النشوة طويلا، يوم أول أمس الجمعة سألتُ إنْ كان من الضروري شنّ حرب، وخاصة على الإيرانيين. الشيعة تاريخيا على استعداد لتحمل المعاناة. ذكرت استعدادهم للتضحية، كما برهنوا ذلك خلال سنوات حرب الاستنزاف الثماني مع العراق. أنصح الجميع بتقليص خسائرنا والتوجه إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف هذا الجنون باتفاقٍ معقول، وإلّا فسنضطر إلى التوسل لوقف إطلاق النار ، وسترفض إيران ذلك". وكتب ألوف بن رئيس تحرير هآرتس "هذه حربه، الحرب التي يدعو إليها نتنياهو منذ سنوات. وقرار تعريض الجبهة الداخلية في إسرائيل لخطر غير مسبوق لهجوم صاروخي من إيران، كان قراره هو نفسه، فقط قراره. الشخص الذي حذر وزير الدفاع السابق يوآف غالانت على الفور بعد 7 أكتوبر من أن الأبراج في محيط وزارة الدفاع ستنهار تحت نيران حزب الله، يراهن الآن على صمودها أمام الحرس الثوري". وتابع: خلافا لسلوكه في الحرب على قطاع غزة، التي يتهرب فيها نتنياهو من المسؤولية ويختبئ وراء شركائه سموتريتش وبن غفير أو الإدارة الأميركية، فإننا هذه المرة حصلنا على نتنياهو نسخة "أعطيت الأوامر والتعليمات وأنا وأنا وأنا". بعد لحظة نتنياهو سيقول بأنه سيستبدل وزير الدفاع ورئيس الأركان فقط من أجل أن يسير من سيرثهم في الطريق إلى طهران. بالطبع إذا تعقد هذا الحدث، فإن رئيس الحكومة سيبحث عن أكباش فداء الذين "لم يقوموا بإيقاظه"؟. ‌‏وليس صدفة والحال هذه أن مسؤولا إسرائيليا كبيرا اعترف بأن الانتقادات الداخلية في إسرائيل بدأت تقلق متخذي القرارات في الحكومة. والحرب لا تزال في بدايتها وليس هناك من يضمن أن تنتهي بإنجاز إسرائيلي حقيقي.

الرئيس الإيراني: لا نسعى لامتلاك السلاح النووي بناء على سياسات المرشد وهذا اعتقاد راسخ لدينا
الرئيس الإيراني: لا نسعى لامتلاك السلاح النووي بناء على سياسات المرشد وهذا اعتقاد راسخ لدينا

الجزيرة

timeمنذ 33 دقائق

  • الجزيرة

الرئيس الإيراني: لا نسعى لامتلاك السلاح النووي بناء على سياسات المرشد وهذا اعتقاد راسخ لدينا

عاجل | الرئيس الإيراني: لا نسعى لامتلاك السلاح النووي بناء على سياسات المرشد وهذا اعتقاد راسخ لدينا عاجل | الرئيس الإيراني: لم نكن نحن من ترك المفاوضات وما نطالب به هو حقنا القانوني عاجل | الرئيس الإيراني: لا نسعى للتسلط وإسرائيل هي من تسعى لضرب المسلمين واحدا تلو الآخر وفرض إملاءاتها عليهم عاجل | الرئيس الإيراني: صامدون بكل قوة ولا نخشى شيئا ونطلب من شعبنا الصبر على الأزمات التي فرضها الكيان المتوحش عاجل | الرئيس الإيراني: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدولية بالسماح لإسرائيل بالاعتداء علينا عاجل | الرئيس الإيراني: لا يحق لأحد أن يسلبنا حق الانتفاع بالطاقة النووية والأبحاث التي تصب في مصلحة شعبنا التفاصيل بعد قليل..

لماذا لم تتفاعل تونس مع التغيير السياسي في سوريا؟
لماذا لم تتفاعل تونس مع التغيير السياسي في سوريا؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

لماذا لم تتفاعل تونس مع التغيير السياسي في سوريا؟

رغم مرور أكثر من 6 أشهر على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ، وتشكّل حكومة جديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع ، تواصل تونس صمتها الرسمي تجاه هذا التحول السياسي المفصلي، في وقت سارعت فيه معظم الدول العربية إلى إعلان مواقف واضحة، تفاوتت بين الترحيب الحذر والدعم وإعادة تطبيع العلاقات. وباستثناء البيان الصادر عن الخارجية التونسية في اليوم الثاني لسقوط النظام، الذي أكدت فيه أهمية وحدة سوريا، وسلامة أراضيها واحترام إرادة شعبها، فإن تونس لم تبد حتى الآن أي تفاعل سياسي مباشر مع التغيير الجوهري الذي شهدته سوريا، فلا بيان رسمي، ولا تهنئة، ولا مؤشرات على نية إعادة العلاقات الدبلوماسية. في ضوء ذلك يطرح هذا التقرير تساؤلا محوريا: لماذا لا تتفاعل تونس مع التغيير السياسي الجديد في سوريا؟ وهل يعكس هذا الغياب نهجا دبلوماسيا محسوبا يرتكز على التريث وعدم التسرع؟ أم أنه انعكاس لحالة انشغال داخلي ترك الملف السوري خارج أولويات السياسة الخارجية؟ تونس ونظام الأسد قبل السقوط بينما يأتي الصمت التونسي تجاه التغيير السياسي في سوريا وليد الحياد أو التريث الدبلوماسي بحسب أنصار الحكومة، يعكس وفق مراقبين وناقدين للسياسة الخارجية التونسية، امتدادا لتحالف سياسي سابق بين نظام الرئيس قيس سعيد والنظام السوري المخلوع، إذ شهدت العلاقات بين الطرفين تقاربا لافتا في السنوات الأخيرة، بلغ ذروته بلقاء مباشر جمع سعيّد ببشار الأسد على هامش القمة العربية في جدة عام 2023. وكانت تونس من أوائل الدول التي أغلقت سفارتها في دمشق مطلع سنة 2012، إلا أن الوضع تغير مع انفراد سعيد بالحكم في صيف 2021، إذ سارعت تونس إلى مد يدها للنظام السوري السابق في مسعى لفك عزلته، وفي سنة 2022، التقى سعيد بوزير خارجية الأسد فيصل المقداد، على هامش زيارتهما إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال، وطلب منه نقل تحياته إلى بشار الأسد. وبعد عام من هذا اللقاء، قرر قيس سعيد رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في سوريا وإعادة فتح السفارة التونسية في دمشق، مجددا تأكيد وقوف بلاده إلى جانب دمشق في وجه من يصفهم بـ"قوى الظلام والساعين إلى تقسيم هذا البلد العربي". واستمر الموقف التونسي الداعم لنظام الأسد المخلوع إلى أيام معركة " ردع العدوان"، إذ تبنى الرئيس سعيد رواية النظام، وعبّر عن إدانته الشديدة لما اعتبرها "الهجمات الإرهابية التي استهدفت شمال سوريا"، معلنا تضامنه مع النظام السوري، داعيا المجموعة الدولية إلى "مساندة هذا البلد الشقيق، حتى يحافظ على سيادته وأمن شعبه واستقراره ووحدة أراضيه". ولم يمر يوم واحد على سقوط الأسد، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، حتى عدلت تونس بوصلة موقفها الرسمي 180 درجة عبر بيان أصدرته خارجيتها، معربة عن "احترامها أن يختار الشعب السوري مصيره بنفسه بمنأى عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي". الخوف من التجربة السورية رغم أن الرئيس التونسي، قيس سعيد، وصل إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع، في واحدة من أبرز تجارب الربيع العربي الديمقراطية، فإن استفراده بالحكم لاحقا وسط انتقادات واسعة له بتجاوز صلاحياته وقمع الحياة السياسية، بالإضافة غلى مواقفه اللاحقة، كشفت عن موقف متوجّس من نجاح ثورات الربيع العربي، حيث هاجم ما سماه "الفوضى" و"المؤامرات الخارجية". من هذا المنطلق، يرى مراقبون أنه ليس مستغربا أن يقف سعيد موقف المتفرّج تجاه تجربة التغيير السياسي في سوريا، لا سيما أنها جاءت خارج الأطر التي تروق له، وعبّرت عن مناخ تحرري لا يتوافق مع نهجه. ويرى الباحث التونسي الطيب غيلوفي أن سعيّد وقف "ضد الربيع العربي منذ البداية"، رغم أنه أحد نتاجاته، وقد أغلق قوس الانتقال الديمقراطي الذي أوصله إلى الحكم. ويشير غيلوفي في حديثه للجزيرة نت إلى أن سعيّد والأسد يتشابهان في رفضهما لمطالب الثورات، وإن اختلفت الوسائل، مضيفا "الأسد واجهها بالقمع الدموي، وسعيّد بتجميد المؤسسات والانقلاب على دستور الثورة". ولفت غيلوفي إلى أن هناك بعدا آخر يفسر التحفظ التونسي من السلطة الجديدة في سوريا، يرتبط بموقف سعيد من "الإسلام السياسي"، الذي يعارضه كمنافس على الحكم لا كتوجه فكري أوديني، لذلك لم يلجأ إلى استئصال الإسلاميين بل واجههم كخصوم سياسيين. وفي تقرير نشرته فايننشال تايمز في ديسمبر/كانون الثاني 2024، أكدت الصحيفة أن دولا عربية من بينها تونس حذرت من المخاطر المحتملة بعد سقوط الأسد، مستشهدة بتجارب فاشلة في مصر وليبيا، وأشارت الصحيفة إلى أن تونس ترى في نجاح أي نموذج ديمقراطي تحديا قد يسهم في تقويض الاستقرار الداخلي. ضبابية في السياسة الخارجية التونسية اتسمت السياسة الخارجية التونسية منذ صعود الرئيس قيس سعيد للحكم عام 2019 بحالة من الغموض، وميلا نحو الانكفاء تجاه القضايا العربية والإقليمية الكبرى، كالموقف من الأزمة الليبية مثلا، والموقف من الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي. ويعتبر الموقف الرسمي تجاه التغيرات العميقة السريعة التي عصفت بنظام الأسد الذي كان النظام التونسي الحالي يقف في صفه أحد عناصر الارتكاز التي يؤسس عليها بعض المراقبين نظرتهم النقدية تجاه سياسة تونس الخارجية المرتبكة، في حين يرى مناصرو الحكومة التونسية أن هذا الموقف يعكس تريثا مدروسا واتباعا لعرف دبلوماسي تونسي بعدم التدخل في شؤون الدول. في هذا السياق، يقول المحلل التونسي صلاح الدين الجورشي للجزيرة نت إن السياسة الخارجية التونسية وجدت نفسها "في التسلل" عند سقوط نظام الأسد بتلك السرعة، موضحا أنها لم تكن تملك لا بعدا استشرافيا ولا معلومات كافية حول إمكانية حدوث هذا التغيير العميق في سوريا. وبالنسبة للباحث الجورشي، فقد عكس البيان الرسمي تجاه سقوط الأسد على يد هيئة تحرير الشام"موقفا باهتا وباردا لأن السلطة السياسية التونسية كانت تحت وقع الصدمة ومتفاجئة من وقوع السلطة في دمشق بيد مجموعات كان يعتبرها الموقف الرسمي "إرهابية ومارقة عن القانون". بدوره، يُفسّر الصحفي التونسي رياض ساكمة هذا الموقف بأنه نابع من حرص تونس على ثوابت سياستها الخارجية، التي تأسست منذ الاستقلال على عدم التدخل وتجنّب التسرع والحفاظ على لغة دبلوماسية متوازنة. وينوه سكمة في حديثه للجزيرة نت أن تغيّرا مفاجئا مثل الذي حدث في سوريا يدفع تونس إلى التريث، تفاديا لأي موقف قد يضر بمصالحها أو علاقاتها المستقبلية، خاصة في ظل استمرار الصراع وغموض المشهد على حد قوله. وكانت الخارجية التونسية أكدت في بيانها الصادر في التاسع من ديسمبر/كانون الأول على ضرورة التفريق بين الدولة من جهة والنظام السياسي القائم داخلها من جهة أخرى، فالنظام السياسي هو شأن سوري خالص يختاره الشعب السوري صاحب السيادة، فهو وحده الذي له الحقّ في تقرير مصيره بنفسه بمنأى عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي. هاجس الجهاديين التونسيين ويمثّل ملف المقاتلين التونسيين الذين التحقوا ببعض المجموعات المسلحة في سوريا أحد أكثر الملفات حساسية بين دمشق وتونس. فقد شكّل التونسيون النسبة الأعلى من المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى، وهو ما جعل -بحسب مراقبين- أي حديث عن تقارب تونسي مع الإدارة السورية الجديدة محاطا بأسئلة صعبة تتعلق بالمحاسبة والتسليم والموقف من العائدين. ومع انهيار نظام الأسد، وتحرر بعض المعتقلين من السجون، برزت مخاوف في تونس من عودة هؤلاء "المقاتلين" إلى البلاد دون رقابة أو محاسبة، بحسب ما أشار إليه الصحفي التونسي رياض ساكمة، الذي يرى أن هذا التطور يزيد من تعقيد المشهد الأمني، رغم تأكيده على جاهزية الجيش والأمن التونسي للتعامل مع أي تهديد محتمل، سواء أكان فرديا أو جماعيا. في المقابل، يقلل الباحث التونسي الطيب غيلوفي من حجم هذا التهديد، ويرى أن الملف لا يشكل عائقا جوهريا أمام إعادة تطبيع العلاقات. ويشير إلى أن معظم المقاتلين التونسيين كانوا ضمن تنظيم الدولة، ويقبعون حاليا في سجون قوات سوريا الديمقراطية"قسد"، بينما لا يشكّل من قاتل مع هيئة تحرير الشام عددا ذا شأن. ويضيف أن قبول الولايات المتحدة بدمج فصائل المعارضة في ترتيبات أمنية مع الحكومة السورية الجديدة يُسقط أي حجة تونسية لتأجيل الانفتاح. ويرى مراقبون أن السلطات التونسية التي تواجه تحديا داخليا بشأن هذا الملف تخشى أن يؤدي تقارب سريع مع السلطة الجديدة في دمشق إلى مطالب مباشرة بالتعاون الأمني، أو حتى تسليم المطلوبين. كما أن دمشق الجديدة، التي تسعى لإعادة بناء شرعيتها، قد تستخدم هذا الملف للضغط السياسي أو للمطالبة بمواقف واضحة من الدول التي جاء منها المقاتلون. وتشير مجموعة سوفان -وهي منظمة بحثية مقرها في نيويورك تقدم خدمات أمن إستراتيجية للحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات- إلى أن تونس تأتي في المرتبة الأولى بعدد المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق، إذ بلغ عددهم 6500 مقاتل، أغلبهم انضم إلى صفوف تنظيم الدولة. يشار إلى أن السلطات التونسية قد أقرت مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، إجراءات جديدة تقضي بتحويل الرحلات القادمة من تركيا إلى محطة منفصلة عن مطار قرطاج الرئيسي، في خطوة يرى مراقبون أنها ذات صبغة أمنية بالأساس، وتهدف إلى قطع الطريق أمام إمكانية عودة عناصر كانت تقاتل في سوريا، خصوصا بعد سقوط نظام الأسد المخلوع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store