
المشاريع والخطط الغربية "حبر على ورق".. والشطب مصير مشروع ترامب ل"اخلاء" غزة
الأنباط - جزارون في "كيان" الدم
التهجير" جوهر الصهيونية السياسية والدينية
الاحتلال ينتشي بعد خطة ترامب حول غزة: "قد تغير التاريخ
الغزيون ل "بلاندفورد" ب 1951 "كتبوا مشروع سيناء بالحبر وسنمحوه بالدم"
أولا.. ( 3 )
نتنياهو يتابع مسيرة هرتزل وبيغن واشكول
الانباط - عبد الرحمن ابو حاكمة
لم تكن الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في فلسطين وتحديدا منذ اكثر من خمسة عشرة شهرا "أول الدم" الفلسطيني.. بل سبقتها عشرات بل مئات المجازر والمذابح التي ارتكبها المحتلون الصهاينة منذ ما قبل عام النكبة 1948 حينما أعلن عن مولد الكيان الصهيوني على أرض فلسطين..
قبل هذا التاريخ كانت عصابات الصهاينة قد قاموا بسلسلة من العمليات الارهابية والمذابح الدموية ضد الفلسطينيين والعرب لا تقل بشاعتها عن ما جرى ويجري في قطاع غزة "على الهواء مباشرة" من قتل للمواطنين الفلسطينيين العزل الذين من لم يمت منهم برصاص وقنابل الاحتلال مات عطشا او جوعا او بردا او مرضا او قهرا وصولا الى الوصول لجوهر الصهيونية وهو "التهجير" وطرد الفلسطينيين من ارضهم وديارهم... ف حلقات الدم الصهيوني تواصلت منذ ما قبل وعد بلفور في عام 1917 وحنى اليوم وستستمر غدا وبعد غد.
بعد أيام معدودة من تنصيبه رسميا، أفصح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رؤية مثيرة عبر تهجير الغزيين من أراضيهم -بحجة أنها مدمَّرة وغير قابلة للعيش- نحو أراضٍ أكثر ملاءمة، لم يتوقف ترامب عن الحديث عن خطته.. هذه الخط التي قوبلت ب.. و"فاقت أحلامنا" هذه العبارة التي يمكن ان تلخص ردود الفعل الاسرائيلية وعلى رأسهم نتنياهو باقتراح ترامب، معتبرين أن "رؤية الرئيس الأمريكي تمثل تحولا جذريا في المنطقة". ف نتنياهو وصفها بأنها "قد تغير التاريخ". معتبرا ان الرئيس الأمريكي، "أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض". الامر ذاته ينطبق على كل الساسة الصهاينة مسؤولين وعسكريين واحزاب ورجال دين على اختلاف تلاوينهم.
من النادر ان تتملك الكيان الصهيوني نشوة كتلك التي انتابت الكيان بعد تصريحات ترامب في 25 يناير 2025 واعقبت لقائه مع رئيس وزراء الكيان حيث اقترح خطة تتضمن إخلاء قطاع غزة من سكانه وإعادة توطينهم بدول مجاورة زاعما "يهدف هذا الاقتراح إلى إعادة تطوير غزة وتحويلها إلى منطقة سياحية تُشبه "ريفييرا الشرق" وهي خطة تلقفها الكيان بترحاب واحتفى بها الوزراء والعسكريين ورجال الدين واعضاء "الكنيست" وجميع الاحزاب من اقصى اليمين مرورا بالوسط الى اليسار.
الخطة الأميركية ليست جديدة وقدمت من قبل بصيغ مختلفة على مدار عقود بفارق وحيد أن ترامب كان واضحا بطرحها بصورتها العارية دون تجميل. في يوليو/تموز 1951، وبعده في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور. وسبق ان طرح بلاندفورد وقتها باسم "الأونروا" برنامجا جديدا للتعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينيين بوصفها مشكلة تقنية اقتصادية وليست أزمة سياسية. فيما عُرف في حينه بـ"مشروع سيناء"، الذي كان يطمح إلى توطين 60 ألف لاجئ في صحراء سيناء بحشدهم حول مشروع زراعي تنموي. وبالتوازي مع اعلان تلك الخطة قام الاحتلال بالضغط على سكان القطاع بكافة السبل لقبول المشروع مع رُصد ملايين الدولارات لتنفيذه "مشروع سيناء" وهو عبارة عن صفقة لمقايضة الهوية السياسية للفلسطينيين مقابل المنفعة الاقتصادية، مستغلين حالة الإنهاك التي سبَّبتها النكبة، تماما مثل خطة ترامب التي تسعى لاستغلال معاناة الغزيين بعد اكثر من 15 شهرا من الابادة الجماعية والتدمير الممنهج. في حينه قوبلت تلك الخطة بمقاومة شرسة من الفلسطينيين بكل السبل، منها موجة مظاهرت عارمة وهتفوا خلالها: "كتبوا مشروع سيناء بالحبر وسنمحوه بالدم". حيث شطب المشروع كغيره، وتعود مخططات التهجير تلك إلى ما قبل تأسيس كيان الاحتلال بعقود طويلة، وجذورها إلى مؤتمر بازل 1897 الذي وضع اللبنات الأولى لفكرة إقامة الدولة اليهودية على الأراضي الفلسطينية لتدخل مخرجات هذا المؤتمر حيز التنفيذ عام 1917 مع الوعد الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور لليهود بتوطينهم في فلسطين.
لاحقا وبعد نكبة 1948 ظهرت عشرات المشروعات والخطط التي تهدف إلى طمس جريمة تهجير الفلسطينيين، وتسوية مسألة اللاجئين بدمجهم في البلدان التي نزحوا إليها. ومنها مشروع جورج ماك، نسبة إلى مستشار وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط الذي طرح خطة 1949 تهدف إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم، وفي 1951، طرح بلاندفورد "مشروع سيناء" وتكررت المحاولة مجددا مع وزير الخارجية الأميركي جون فوستر دالاس في 1955، ومنها ايضا المشروع الذي طرحه الرئيس الأميركي جون كينيدي عام 1957، كما طرح عضو الكونغرس هيوبرت همفري منظوره للقضية خلال دراسة عام 1957، ليخلص إلى رؤية تضع "حق التعويض" بديلا عن "حق العودة". وتتقاطع مع مشروع قدَّمه الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد عام 1959، بيد ان رفض تلك المشاريع فلسطينيا وعربيا لم يوقف الاقتراحات الغربية والصهيونية. وهو ما طرحه القائد الإسرائيلي إيغال آلون في يوليو/تموز 1967 بعد نهاية الحرب مباشرة، واستمر قادة الاحتلال ومراكز الفكر الخاصة بالكيان بنشر الأوراق وبث المقترحات، وكلها تدور في فلك واحد هو "تهجير الفلسطينيين". ومن أبرزها مشروع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا آيلاند، وحمل عنوان "البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين" في 2000. وتكرر ذات العرض على يد الرئيس السابق للجامعة العبرية "يوشع بن آريه" في مخطط عنوانه "مشروع إقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء"، وفي 2013 طرحت خطة "برافر بيغن" وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، طُرحت وثيقة لوزارة المخابرات الإسرائيلية بشأن سيناريوهات التعامل العسكري مع قطاع غزة لضمان أمن المستوطنين في غلافه.
ما طرح اعلاه من خطط ومشاريع واقنراحات صهيونية وغربية يؤكد أن ما طرحه ترامب ليس جديدا في دعوته لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. ف التهجير" هو جوهر الحركة الصهيونية منذ تأسيسها.
"أقترح صيغة خطة لضم القدس وغزة، مستعدون أن نقتل لأجل القدس والأرض. وفي غزة، عندما نتذكر وجود 400 ألف عربي، نشعر بالمرارة في القلب".. هذه التصريحات لم تأت على لسان بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب "الصهيونية الدينية" أحد أعمدة مشروع تهجير وتدمير الفلسطينيين حاليا، بل من ليفي أشكول رئيس حكومة الاحتلال خلال حرب 1967 وأحد قادة حزب "العمل" الذي تضعه تحليلات للحالة السياسية الإسرائيلية ضمن "اليسار". ما يؤكد ان فكرة التهجير ونفي الاخر تستوطن في جوهر العقل الصهيوني والحركة الصهيونية وقطباً رئيسياً يحرك قادتها ومؤسساتها السياسية والعسكرية. لذلك تكاثرت المشاريع الإسرائيلية مع تعدد الأجيال التي تعاقبت على قيادة الكيان حول تهجير الفلسطينيين والسيطرة على أراضيهم، وإن كان التهجير صعباً في مرحلة فالحلول هي في "الاحتواء" في سياق سياسي واجتماعي يسلب من الفلسطيني حقوقه السياسية، أو حشره في تجمعات جغرافية ضيقة تجعل من حياته مروراً دائماً بين الحواجز والمستوطنات والسعي خلف لقمة العيش.
وتكشف محاضر اجتماعات حكومة الاحتلال عقب حرب 1967 أن الوزراء بينهم موشيه دايان الذي كان وزيراً للحرب حينها بحثوا السبل المثلى لتسهيل التهجير واقترحوا محاربة الفلسطينيين بالعطش والجوع لدفعهم إلى خارج البلاد. وهو الهدف الأعلى للمنظومة الصهيونية، التي تغذيها الآن العقائد "الصهيونية الدينية"، وتأتي تصريحات ترامب في قلب المشروع الصهيوني الديني الذي وجد حلفاء أشد ارتباطاً به في الإدارة الأمريكية.
ويرى خبراء ومحللون سياسيون ان ما يحدث اليوم من مجازر ابادية جماعية على امتداد مساحة قطاع غزة، والعنف والارهاب الصهيوني على امتداد مساحة الضفة وفلسطين، تقف وراءه ايديولوجية واستراتيجيات واهداف خبيثة حيث ترتقي نزعة العنف والإرهاب لديهم إلى مستوى فلسفي مع تلميذ جابوتنسكي الأبرز والأمين الوفي لمدرسته، مناحيم بيغن، الذي اكد دائما على أهمية العنف في صياغة التاريخ "ان قوة التقدم في تاريخ العالم ليست للسلام بل للسيف.. أنا أحارب إذا أنا موجود'، ليصل إلى القول محرضاً على القتل".. "كن أخي وإلا سأقتلك"، وفي كتابه =الثورة= يقول بيغن "من الدم والنار والدموع والرماد سيخرج نموذج جديد من الرجال، نموذج غير معروف البتة للعالم في الألف والثماني مئة سنة الماضية ، اليهودي المحارب، أولا وقبل كل شئ يجب أن نقوم بالهجوم، نهاجم القتلة".
دافيد بن غوريون أول رئيس لوزراء الكيان الصهيوني عبر عن ذلك ايضا بقوله أيمانه "القوة والعنف وسيلة بعث حضاري لشعب إسرائيل.. الامتداد الحديث لدولة (يهودا) القديمة، مضيفا "بالدم والنار سقطت يهودا وبالدم والنار ستقوم ثانية".
وبهذا الصدد يؤكد المؤرخ العسكري الصهيوني البروفيسور فان كارفيلد: "إن "إسرائيل" تنتهج إستراتيجية محددة تقوم على "الطرد الجماعي للشعب الفلسطيني"، مشددا على أنه يجب طرد الفلسطينيين جميعا وأن "الحكومة الحالية تنتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ هذا القرار".
وفي مقابلة معه قال كارفيلد:"يجب أن نستغل أي حادث من شأنه أن يوفر لنا فرصة ذهبية لطرد الفلسطينيين، كما حصل في دير ياسين 1948. وحين سئل: ألا تخشى أن تصنف "إسرائيل" على أنها دولة مجرمة؟ قال: "إسرائيل لا يهمها ماذا يقال عنها، ويجب تذكر مقولة وزير الدفاع الأسبق "موشيه ديان" حين قال: "إسرائيل" يجب أن تتصرف دائماً على أنها "كلب مسعور"، لأنها يجب أن تكون خطرة بنظر الآخرين، أفضل من أن يتم إيذاؤها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 4 ساعات
- صراحة نيوز
لافتة 'ضخمة' تثير جدلا بين الأميركيين
صراحة نيوز ـ أثارت لافتة ضخمة مثبة على مبنى وزارة الزراعة الأميركية، للرئيس دونالد ترامب، حالة من الجدل بين الأميركيين. وقد تم تركيب اللافتة الأسبوع الماضي، إلى جانب أخرى للرئيس الأسبق، أبراهام لينكولن، وذلك احتفالا بالذكرى 163 لتأسيس الوزارة، وستبقى 'لبضعة أشهر قادمة'، بحسب ما ذكره مدير الاتصالات في الوزارة سيث دبليو كريستنسن لصحيفة 'واشنطن بوست'. وذكر كريستنسن: 'وزارة الزراعة لديها الكثير لتتذكره'، مشيرا إلى احتفالات يوم الذكرى، ويوم العلم، والرابع من يوليو، بالإضافة إلى عيد تأسيس الوزارة. وأضاف: 'اللافتات على واجهة المبنى تخلد هذه اللحظات في التاريخ الأميركي، وتُقر برؤية وقيادة مؤسس الوزارة، أبراهام لينكولن، وأفضل من دافع عن المزارعين ومربي الماشية الأميركيين، الرئيس ترامب'. ويظهر الرئيسان على الحديقة التي تمتد من مبنى الكابيتول إلى نصب واشنطن التذكاري، والتي تستقطب أكثر من خمسة وعشرين مليون زيارة سنويا. خارج مبنى وزارة الزراعة، تراوحت ردود الفعل تجاه المشهد الجديد من الحيرة إلى الاشمئزاز إلى الإعجاب. قالت جيسيكا ستيفنز، 53 عاما: 'لقد أفسدوا مبناي المفضل'. وأضافت: 'الأمر يتعلق بالناس، لا بالسياسة'. وعلق البيت الأبيض، الشهر الماضي، لوحة لترامب وهو يرفع قبضته بعد محاولة اغتياله العام الماضي خلال حملته في باتلر، بنسلفانيا، لتحل محل صورة للرئيس باراك أوباما. كما وُضعت نسخة من صورة ترامب الجنائية على غلاف صحيفة 'نيويورك بوست' داخل إطار ذهبي قرب المكتب البيضاوي. وتوقف فرانك آب، 68 عاما، وابتسم عندما رأى اللافتتين، وقال، وهو قد صوت لترامب ثلاث مرات: 'ها هو ترامب، أحتاج صورة'، وأضاف: 'أؤيده في السياسة الخارجية، والسياسة الداخلية، والموقف من الهجرة'. بينما قال بوب جونز، 71 عاما، من سكان أنابوليس، عندما رآهما: 'سخيف'، فيما وقفت ستيفنز، التي تسكن في ألكساندريا، على مقربة وقالت: 'أشعر بالإحراج رغم كوني جمهورية سابقا' مرّ تشيس فورستي، 22 عاما، ووالدته على دراجتيهما، وكانا يزوران المنطقة من شمال ولاية نيويورك للاحتفال بتخرجه من الجامعة، وقال: 'لا توجد كلمة تصف ليس فقط الإحراج بل أيضا الحزن الذي أشعر به'. وأضاف: 'من المفترض أن تكون وزارة الزراعة مؤسسة من أجل الناس، من أجل الصحة والسلامة. وهذا الشخص ليس من كبار المدافعين عن البحث العلمي المهم'.

الدستور
منذ 6 ساعات
- الدستور
في الذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال.. أردننا أقوى وسيبقى
نحتفل هذا العام بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، والأردن يمرُّ بظروفٍ استثنائيةٍ وخطيرة، يعيشها العالم بشكلٍ عام، والعرب على وجه الخصوص. وفي ظل هذه الأجواء، يثبت الأردن كما هو عبر تاريخه الطويل أنه دولة ذات سيادة واستقلال وقانون، بالرغم من مروره بسنواتٍ عجافٍ ازدادت حدَّتها في الخمسة عشر عاماً الأخيرة، إذ يعيش أجواءً ملتهبة في محيطه أطاحت ببعض دول المنطقة، وخاصةً العربية منها، وما زالت هذه الدول حتى الآن تعاني من حالة عدم الاستقرار، بانفلات الأمن والأمان فيها. إلا أن الأردن، وقيادته الهاشمية الحكيمة، يزداد قوةً ومنعةً وصلابةً في مواجهة كل التحديات التي تُحاول التأثير على قراره السياديّ الحرّ، وخاصةً في هذه الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها المنطقة ككل. وما يجري في قطاع غزة وفلسطين الآن من حربٍ إجرامية تهدف إلى إبادة الجنس البشري بطريقة وحشية منذ عامٍ ونصف العام ونيف، حيث يرتكب جيش الاحتلال أبشع أنواع الجرائم في تاريخ البشرية من قتل المدنيين والأطفال الرُّضَّع والشيوخ والنساء، وهدم البيوت على ساكنيها دون رأفةٍ أو رحمة، وممارسة سياسة التجويع والتشريد بهدف التهجير القسريّ لأبناء قطاع غزة. في هذه الأجواء كلّها، استطاع الأردن أن يخرج من ذلك أقوى وأمتن، معبّراً عن موقفه مما يجري بكلّ جرأةٍ وصراحة، نابعاً من انتمائه لأمته وعقيدته الدينية السّمحة. ويعود الفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- لسياسة قيادته الهاشمية الحكيمة الشجاعة، التي تسلّمت نظام الحكم عبر تاريخ المملكة مروراً بممالكها الأربعة بقيادة الهاشميين منذ الثورة العربية الكبرى، التي جاءت من أجل حرية وكرامة العرب واستقلالهم، فجاء الأردن ثمرةً من ثمارها، وجيشه العربي الهاشمي المنبثق من جيش الثورة العربية الكبرى، حامي الاستقلال ومنجزاته ومقدّراته. أما منتسبوه، فهم كما وصفهم جلالة الملك عبدالله الثاني: «الأصدق قولاً، والأخلص عملاً»، وبعد الإحالة على التقاعد وصفهم بأنهم: «بيت الخبرة، والرديف القويّ للجيش النظامي إذا دعت الحاجة». فمن خلال مواكبة هذا الشعب الأردني العظيم للمنجزات الكبيرة التي تحققت منذ الاستقلال وحتى وقتنا الحاضر، صاغ الأردن قصّة وجوده منذ تأسيس إمارة شرق الأردن رسمياً عام 1923، وحتى الاستقلال الذي نحتفل به منذ عام 1946، في عهد الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين، الذي قضى شهيداً على عتبات المسجد الأقصى دفاعاً عن القدس والمقدسات. ثم عهد الملك طلال، محدّث الدستور الأردني، إلى عهد الملك الراحل الحسين، أغلى الرجال وأشرف النسب، باني نهضة الأردن الحديثة عبر نصف قرنٍ من الزمن تقريباً في مختلف المجالات، ومن ثم إلى جلالة الملك المعزّز عبدالله الثاني ابن الحسين -حفظه الله ورعاه- لقيادة الأردن بكل كفاءة واقتدار، للسير على خطى من سبقه من الهاشميين، مترسّماً نهج الأوائل، لينهض بالأردن بكافة الصُّعُد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى أكمل وجه وليأخذ موقعه على الخريطة الدولية، للوصول بالأردن إلى برّ الأمان، بالرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة. ومن خلال قيادته الهاشمية الحكيمة، عبّر الأردن عن موقفه في كلّ المنابر الدولية والأممية لإدانة هذه الحرب المسعورة على الفلسطينيين في قطاع غزة، والمطالبة بوقفها فوراً، ومنع التهجير، وفتح المعابر الحدودية لدخول المساعدات العلاجية والغذائية. وليس هذا فحسب، فقد مدّ الأردن يده للأشقاء، بإرسال المستشفيات العسكرية إلى الأهل في غزة والضفة، وأفشل جلالته المخطط الذي كان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وقالها مدوّيةً وصريحةً من البيت الأبيض عند لقائه بالرئيس الأمريكي ترامب، مؤكداً رفضه القاطع لخطة التهجير التي كانت تسعى إليها أمريكا وإسرائيل. وما زال جلالته يردّد هذا الموقف من خلال «اللاءات الثلاث» المعروفة. وكان الأردن الأول في العالم، والمبادر بإسقاط المساعدات من الجو، بمشاركة شخصية من جلالة الملك عبدالله الثاني ووليّ عهده سمو الأمير الحسين، بالرغم من المخاطر التي قد تترتب على ذلك في ظل الحصار القاسي. وهذا ليس بجديد على الأردن وتاريخه العريق في مثل هذه المواقف. ونحن نتفيّأ هذه الأيام ظلال هذه الذكرى العطرة المجيدة، ونستذكر من خلالها ما حقّقه الأردن من منجزات عظيمة مكّنته من الثبات والتطوّر في كل المجالات، فإننا لا بدّ أن نرجع الفضل لصاحب الفضل، بكلّ وفاءٍ وعرفان، لصانع المجد والاستقلال، ومؤسس المملكة الذي نذر نفسه دفاعاً عن قضايا العرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتي استُشهد في سبيلها الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين، الذي سعى منذ تشكيل أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع في شهر نيسان من عام 1921، إلى رفع كيان هذه الأمة، حتى أصبحت مملكة مستقلة ذات سيادة عام 1946، لتكون للأردنيين دولتهم، وحريتهم، وتُصان كرامتهم. ليقف الأردن إلى جانب العروبة، ويدافع عن فلسطين، فمن هنا شارك الجيش العربي الأردني في معارك القدس، واللطرون، وباب الواد، والشيخ جراح، ليكون من أوائل المدافعين عن ثرى فلسطين ومشاركته في حرب ال?? في كافة الحروب التي خاضها دفاعاً عن الأشقاء العرب وفي عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر، وفي حرب 1967، وحرب الجولان عام 1973، ولا ننسى النصر العظيم الذي توِّج بمعركة الكرامة الخالدة عام 1968، حيث تحقق أول نصرٍ للعرب منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي. لقد سطّر فيها الجيش الأردني أروع صور البطولة والفداء، لتحكي قصص نشامى الوطن، الذين تشهد لهم أضرحتهم في القدس، وجبل المكبر، وتل الذخيرة، وحيّ الشيخ جرّاح، وتلّة الرادار، على ما قدموه دفاعاً عن القدس والمقدسات ولا ننسى ما قام ويقوم به الجيش العربي من دوره خارجياً في حفظ السلم والسلام العالمي في العديد من دول العالم والتي كانت تعاني من حالة من عدم الاستقرار فيها.. حيث كانوا بيد يحملون السلاح وبيد أخرى يحملون غصن الزيتون. ويقدمون الدعم والمساعدات الغذائية للشعوب التي انهكتها الحروب في الكثير من دول العالم التي عانت من ويلات الحروب. ويأتي احتفالنا هذا العام بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، ليُخرج الأردن من كلّ تلك المحن أقوى وأمتن، بالرغم من العواصف التي تحيط بالمنطقة، والوضع الاقتصادي غير المستقر، وتعرضه للكثير من الهزّات والرياح العاتية، التي اجتاحته منذ تأسيس المملكة وحتى وقتنا الحاضر. ومع ذلك، نسمع بين الحين والآخر من يُنكر أو يُشوّه الدور الأردني الكبير، بالرغم من وضوح موقفه تجاه الإخوة الأشقاء العرب، وفي فلسطين وقطاع غزة، وهو موقفٌ نابع من مبادئ رسالة الثورة العربية الكبرى، بالوقوف لما فيه مصلحة الأمة، وحريتها، واستقلالها، وكرامتها وسيبقى هذا هو الموقف الأردني تجاه قضايا الأمة موقفاً قويا نابع من قوة قيادته وجيشه وشعبه. مبارك للأردن، ولمليكنا المفدى، ولجيشنا العربي الهاشمي المصطفوي، حامي الحمى، وحامي الاستقلال ومنجزاته، ومبارك لشعبه الوفي. وسيبقى الأردن حراً عربياً هاشمياً مستقلاً، أبى من أبى، ورضي من رضي. وكل عام والوطن وقائده وجيشه وأجهزته الأمنية المختلفة وفرسان الحق، وشعبه العظيم، بألف ألف خير.

سرايا الإخبارية
منذ 15 ساعات
- سرايا الإخبارية
أحمد علي يكتب: سرق تريليونات العرب .. وغزة تموت جوعاً
بقلم : - ابو النحس المتشائل - لم يعد ولم يبقى شيء يخيفه أو يخشاه ،سيحكم العالم اربع فترات ،جمع المال لأمريكا وللشعب الامريكي ، بأكثر من وسيلة وطريقة كرئيس يحمل عقلية التاجر ، ويلعب على حبل جائزة نوبل ، ويحقيق مصالح بلاده ، فأعاد فتح البحر الاحمر والعربي أمام سفن وتجارة العالم ، عدا سفن وبوارج العدو ، وخفف بذلك تكاليف الشحن وانعكاساته على دول العالم وبالتالي على أسعار السلع والبضائع وعلى المواطن بالضرورة ، في كل أرجاء العالم ،وبذلك جنب بلاده بهذا الاتفاق حرب خاسرة * مع الحوثيين ، واستثنى طفله المدلل نتن ياهو من هذا الاتفاق ،بكل تحد وعدم اكتراث،*مفضلا تحقيق مصالح بلاده ويعمل على إنهاء الصراع مع إيران التي يمكن أن تؤذيه وبلاده في أي حرب قادمة بينهما ،وبذلك حطم كل طموحات النتن الإجرامية تجاه إيران، ورفع من قدر المقاومة في غزة بأن فاوضها كند من خلال قطر ومصر ، لإطلاق سراح الاسير مزدوج الجنسية الأمريكية الاسرائيليه ،عيدان الكسندر ودون علم ومعرفة النتن ،مقابل أمور كثيرة لم تظهر بشكل كامل بعد، لصالح الغزيين كفتح المعابر وتوريد الغذاء والدواء وأمور أخرى وبذلك تجاوز كل الخطوط والمحرمات ، وذلك يعني اعترافا صريح وغير مباشر بالمقاومة في غزة ، ويقال إن الخبر المفاجئه هو خفض أسعار الدواء في امريكيا،*بنسبة تترواح بين 80/30% ويعتبر مختصون ان هذه الخطوة من أهم القرارات بتاريخ امريكيا ،*كل هذه الخطوات توكد أنه يعمل لصالح بلاده ومواطنيه أكثر مما يعمل من منطلقات وسياسات صهيونية وخطط نتن ياهو، انه يتطلع إلى بلاده من منظار دولي شامل، فخرج باتفاقيات مع الصين ترضي *سياساته الاقتصادية والتجارية والمصالح الامريكية، وها هو من ناحية أخرى *سينهي الحرب بين اكرانيا وروسيا ،واستحوذ على المعادن النادرة من اكرانيا بدل الدعم الذي قدمته امريكيا لأوكرانيا منذ بداية الحرب ،، واوقف الحرب بين حلفاءه الهند وباكستان، كل ذلك وعينه على جائزة نوبل ،ولسان حاله يقول ليذهب نتن ياهو إلى الجحيم، فقضايا امريكا الاستراتيجية تتعدى وتتفوق على خطط اسرائيل ونتن ياهو في غزة*والمنطقة بشكل عام، لكن المشكلة الأكبر للشعب العربي ,يبقى العدو وايضا لكل شعوب العالم التي تتوق للتحرر الانعتاق