logo
مهارات التواصل: خمس نصائح تساعدك في بناء علاقات أفضل مع الآخرين

مهارات التواصل: خمس نصائح تساعدك في بناء علاقات أفضل مع الآخرين

الوسط٣٠-٠٧-٢٠٢٥
Getty Images
كيف يمكنك تحسين تواصلك وتفاعلك مع الآخرين؟ نلقي الضوء هنا على خمس خطوات مفيدة يمكن أن تساعدك على تقوية الروابط وتجنب الأخطاء.
قالت الروائية والناقدة الأدبية ريبيكا ويست في مجموعتها القصصية "الصوت القاسي": "لا يوجد شيء اسمه محادثة، فهذا مجرد وهم، لكن هناك أحاديث فردية (مونولوجات) متقاطعة، وهذا هو كل شيء". وترى ويست أن كلماتنا تمر ببساطة فوق كلمات الآخرين دون حدوث أي تواصل عميق بين الطرفين.
فمن منا لم يحس بهذا الشعور في مرحلة ما من حياته؟ فسواء كنا نجري محادثة قصيرة مع نادل في إحدى الحانات، أو نجتمع مع صديق مقرب نأمل في التواصل معه بشكل أفضل، لتنتهي المحادثة ونحن نشعر بأن عقولنا قد فشلت في الالتقاء.
لقد زاد وباء كورونا بالتأكيد من وعينا بهذه الأحاسيس. وبعد فترات طويلة من العزلة، أصبحنا أكثر اشتياقاً للتواصل الاجتماعي من أي وقت مضى، بل من المخيب للآمال أن نشعر بوجود فراغ بيننا وبين الآخرين، حتى بعدما ألغيت إجراءات التباعد الجسدي.
فإذا كان هذا صحيحاً بالنسبة لك، فقد تستفيد كثيراً من هذه المقالة.
فخلال السنوات القليلة الماضية، حدد علماء النفس الذين يدرسون فن المحادثة العديد من الحواجز التي تقف في طريق التواصل بشكل أفضل وأكثر عمقاً، كما حددوا طرق إزالة هذه الحواجز، ونصحوا باتباع خمس خطوات لتحسين المحادثة مع الآخرين، جاءت كالتالي:
اطرح أسئلة
قد تبدو الخطوة الأولى واضحة، لكننا غالباً ما ننساها: فإذا كنت ترغب في إجراء حوار هادف مع شخص ما، بدلاً من "حوارين فرديين متقاطعين"، فيتعين عليك أن تبذل بعض الجهد لطرح بعض الأسئلة.
ويتعين عليك أن تأخذ بعين الاعتبار البحث الذي أجرته كارين هوانغ، الأستاذة المساعدة في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة.
فأثناء دراستها للحصول على درجة الدكتوراه في السلوك التنظيمي من جامعة هارفارد، دعت هوانغ أكثر من 130 مشاركاً إلى مختبرها وطلبت منهم التحدث في مجموعات ثنائية لمدة 15 دقيقة من خلال أحد برامج المراسلة الفورية عبر الإنترنت.
ووجدت أنه حتى في هذه الفترة القصيرة من الزمن، تباينت معدلات طرح الأسئلة لدى الأشخاص، لتتراوح من حوالي أربع مرات أو أقل في أقل معدلاتها، إلى تسع مرات أو أكثر في أعلى المعدلات.
Getty Images
لا تقلل أبدا من أهمية طرح الأسئلة
وخلال سلسلة من دراسات المتابعة، وجدت هوانغ أن طرح الأسئلة يحدث فرقاً كبيراً في مدى إعجاب الناس بالآخرين. وعند تحليل المحادثات في لقاءات المواعدة السريعة، على سبيل المثال، وجدت أن عدد الأسئلة التي يطرحها أحد المشاركين يمكن أن يتنبأ بفرصته في الحصول على موعد للقاء آخر.
ويجب أن نعرف أن كل الأسئلة ليست ساحرة بنفس القدر: فأسئلة المتابعة التي تسعى للحصول على مزيد من المعلومات حول نقطة سابقة تكون أكثر جاذبية من "أسئلة الانتقال" التي تؤدي إلى تغيير الموضوع الذي يتحدث فيه الطرفان، أو "أسئلة المرآة" التي تنسخ ببساطة ما طرحه عليك الطرف الآخر بالفعل.
والأهم من ذلك، تشير النتائج التي توصلت إليها هوانغ إلى أن معظم الناس لم يتوقعوا آثار طرح الأسئلة. إننا نستمتع بالحديث عن أنفسنا، لكننا نقلل من فوائد السماح للآخرين بالقيام بالمثل، على حساب علاقاتنا.
احذر من التعاطف
غالباً ما يُطلب منا أن نضع أنفسنا في مكان الآخرين، لكن تعاطفنا نادراً ما يكون دقيقاً كما نعتقد.
ويتمثل أحد أسباب ذلك في الأنانية أو "التمركز حول الذات".
يقول نيكولاس إيبلي، أستاذ العلوم السلوكية بجامعة شيكاغو: "يحدث ذلك عندما أستخدم تجربتي الخاصة، وحالاتي الذهنية الخاصة، كوكيل عن تجربتك. إننا نفشل في التمييز بين الاثنين بشكل كاف".
ويمكن رؤية "التمركز حول الذات" في أبسط مظاهره عندما نشير إلى شيء ما في محيطنا المادي ونفشل في إدراك أنه يختلف تماماً من وجهة نظر الشخص الآخر، أو عندما نبالغ في تقدير معرفة شخص ما بموضوع مألوف لنا، ونفشل في شرح وجهات نظرنا بشكل صحيح.
قد يقودنا ذلك أيضاً إلى الاعتقاد بأن الشخص الآخر لديه نفس الحالة المزاجية التي لدينا، أو أن لديه نفس الآراء، سواء كان ذلك في شكل تفضيل لمطعم معين أو فيما يتعلق بوجهة نظره حول موضوع مثير للجدل.
ومن المثير للاهتمام أن بحث إيبلي قد أظهر أن "التمركز حول الذات" يكون أسوأ عندما نكون مع أحد المعارف، وليس مع شخص غريب، وهي الظاهرة التي يطلق عليها اسم "تحيز التقارب والتواصل".
يوضح إيبلي ذلك قائلاً: "غالباً ما نتصور أن الأصدقاء المقربين والشركاء يشبهوننا، لذلك نفترض أنهم يعرفون ما نعرفه".
أما فيما يتعلق بالغرباء، فقد نكون أكثر حذراً بشأن وضع هذه الافتراضات.
قد ترغب في إيجاد حل لهذه المشكلة من خلال تخيل ما يفكر فيه الشخص الآخر وما يشعر به، بناءً على معرفتك الحالية به.
ومع ذلك، تُظهر دراسات إيبلي أنه في كثير من الحالات، تقلل هذه الممارسة من دقة تصورنا الاجتماعي، لأنها لا تزال تعتمد على وضعنا لافتراضات قد لا تكون صحيحة.
بشكل عام، من الأفضل بكثير أن تسأل الشخص عما يفكر فيه وعما يشعر به، بدلاً من محاولة التخيل.
Getty Images
إذا كنت تنقل معلومات جديدة، فابحث عن طريقة لجعلها قابلة للتوافق مع المستمع، وإلا ستفشل في إيصال وجهة نظرك
اختر موضوعات مشتركة وليس موضوعات جديدة للمحادثة
من الطبيعي أن نفترض أن الناس يفضلون الحديث في موضوعات جديدة، وبالتالي فإننا نحاول دائماً البحث عن شيء جديد ومثير، بدلاً من إخبار الشخص بشيء يعرفه بالفعل.
لكن هذه الأشياء التي نرى أنها من البديهيات قد تكون غير صحيحة. فقد أظهر بحث أجراه غوس كوني، عالم النفس الاجتماعي بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، أننا نعاني مما أطلق عليه اسم "عقوبة التجديد" عندما نناقش شيئاً جديداً، مقارنة بموضوع مألوف بالفعل للمستمع.
وخلال إحدى التجارب، وُضع المشاركون في مجموعات تضم كل منها ثلاثة أشخاص. وشاهد كل شخص، بينما كان بمفرده، مقطع فيديو من مشهدين قصيرين، يصفان ذكاء الغراب أو طريقة تصنيع مشروبات غازية متخصصة. ثم التقى الأشخاص الثلاثة في مجموعتهم، وطُلب من أحد الأفراد -المتحدث- أن يصف الفيديو الذي شاهده، بينما استمع الآخران لمدة دقيقتين.
والمثير للدهشة أن المستمعين فضلا سماع المتحدث وهو يصف الفيديو الذي شاهداه بالفعل، بينما ظلا مرتبكين بشكل واضح عندما تحدث عن المقطع الآخر الذي لا يعرفان عنه شيئاً، على الرغم من حقيقة أنه كان يقدم معلومات جديدة لم يسمعا بها من قبل.
ويشير كوني إلى أن "عقوبة التجديد" تنشأ من "الفجوات المعلوماتية" في حديثنا. فإذا كنا نتحدث عن شيء جديد تماماً، فقد لا يملك المستمع المعرفة الكافية لفهم كل ما نقوله. وإذا كنا نتحدث عن شيء مألوف بالفعل للمستمع، فيمكنه أن يملأ هذه الفجوات بنفسه.
وقد تفسر هذه التجربة سبب فشلك في جذب انتباه زملائك في كثير من الأحيان، وفي وصفك لهم عطلة غريبة قضيتها ما لم يكونوا قد ذهبوا إلى هذا المكان بأنفسهم.
يقول كوني: "عندما تكون التجربة نابضة بالحياة في رأسك، ويمكنك شمها وتذوقها ورؤية كل الألوان، فأنت تفترض فقط أن الآخرين يمكنهم فعل ذلك أيضاً".
ويشير كوني إلى أنه يمكنك التغلب على "عقوبة التجديد" من خلال رواية القصص بدقة لتكوين انطباع حي عن الأحداث التي تصفها. ويقول: "عندما تكون على دراية بهذا، فإنك قد تبذل جهداً أكبر قليلاً لإحياء هذه التجربة".
ومع ذلك، وإلى أن تتقن هذه الطريقة، فقد يكون من الأكثر أماناً اختيار موضوعات المحادثة التي تعتمد على التجارب المشتركة.
لا تخف من التعمق في الحديث
هذه الحاجة إلى وجود أرضية مشتركة لا ينبغي أن تجعل حديثنا مقتصراً على الأحاديث السطحية الصغيرة. بل على العكس تماماً، يمكن أن تكون العديد من التجارب البشرية المشتركة عميقة بشكل لا يصدق، ويُظهر أحدث بحث أجراه إيبلي أن معظم الناس يقدرون فرصة استكشاف أفكارهم ومشاعرهم العميقة، حتى لو كانوا يتحدثون إلى غرباء عنهم تماماً.
طلب الفريق البحثي الذي يرأسه إيبلي من مجموعات ثنائية من المشاركين في البحث -لم يتقابل أفرادها من قبل- مناقشة أسئلة مثل: "إذا كان بإمكان كرة بلورية أن تخبرك بالحقيقة عن نفسك أو حياتك أو مستقبلك أو أي شيء آخر، فما الذي تريد أن تعرفه؟"
قبل ذلك، كان معظم المشاركين يخشون أن تكون الأحاديث المتبادلة بينهم محرجة بشكل كبير، ومع ذلك فقد سارت المحادثات بشكل أكثر سلاسة مما توقعوا.
لقد شعروا أيضاً بإحساس بالارتباط مع شركائهم في المحادثة أكثر مما كانوا يعتقدون، وكان هذا أيضاً مصحوباً بحالة مزاجية أفضل وأكثر سعادة بعد تبادل الحديث.
بشكل عام، كان المشاركون أكثر اهتماماً بالأفكار والمشاعر العميقة لشركائهم في المحادثة أكثر مما كان يتخيله كل منهم في البداية.
يقول إيبلي: "في هذه المحادثات العميقة، يمكنك الوصول إلى عقل الشخص الآخر، وستدرك أن الشخص الآخر يهتم بك بالفعل".
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تبادل مؤثر للكلمات، حتى لو افترضت أنك لن تقابل هذا الشخص مرة أخرى.
اهتم بالصدق واللباقة وليس بالحديث اللطيف الطائش
تخيل للحظة أنك كنت مضطراً للتحدث بصدق تام خلال كل تفاعل اجتماعي، فكيف ستصبح علاقاتك مع الآخرين؟
قبل بضع سنوات، قررت إيما ليفين، الأستاذة المساعدة للعلوم السلوكية بجامعة شيكاغو، وتايا كوهين، الأستاذة المشاركة للسلوك التنظيمي في جامعة كارنيغي ميلون، تحويل هذه التجربة الفكرية إلى حقيقة، فاستعانتا بـ 150 مشاركاً، جرى تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات.
وطُلب من المجموعة الأولى أن تكون "صادقة تماماً" في كل محادثة، في المنزل والعمل، خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وطلب من المجموعة الثانية أن تكون لطيفة وتهتم بمشاعر الآخرين خلال نفس الفترة، بينما طلب من المجموعة الثالثة التصرف بشكل طبيعي.
يتوقع معظم الناس أن المجموعة اللطيفة ستتمتع بأفضل تجربة، بينما ستعاني المجموعة الصادقة وتجد صعوبة في الحفاظ على الأصدقاء.
ومع ذلك، سجل أفراد المجموعة الصادقة درجات عالية في مقاييس المتعة والتواصل الاجتماعي على مدار الأيام الثلاثة مثل أولئك الذين طُلب منهم أن يتصرفوا بلطف، وغالباً ما وجدوا الكثير من المعاني الجيدة في الأحاديث.
تقول كوهين: "بدا الأمر وكأنه سيكون مروعاً، لكن المشاركين أشاروا إلى أنهم كانوا سعداء بإجراء محادثات صادقة، حتى لو كانت صعبة".
وفي تجارب المتابعة، طلبت كوهين من مجموعات ثنائية من الأصدقاء أو الزملاء أو الأزواج الحديث بصدق بشأن القضايا الشخصية، مثل آخر مرة بكوا فيها أو المشكلات المتعلقة بعلاقتهم الحالية. وفي كل حالة، أثبت التواصل الصادق أنه بناء أكثر بكثير مما توقعه الناس، واستمرت فوائد الحديث الصادق على حالتهم العامة لمدة أسبوع على الأقل بعد ذلك.
تقول كوهين: "كان لهذه المحادثات تأثيرات إيجابية على العلاقات، لقد كانت تجربة قيّمة للغاية".
لكن هذا الصدق يجب أن يكون مقروناً أيضاً بجرعة صحية من الدبلوماسية. تقول كوهين إنه يجب عليك التفكير ملياً في توقيت تعليقاتك وطريقة صياغتها وما إذا كان الشخص سيستفيد من هذه المعلومات أم لا، وتضيف: "قبل خمس دقائق من الزفاف، لا يتعين عليك مثلاً أن تخبر العروس بأنها تبدو فظيعة، أليس كذلك؟" ليس هناك أي عذر لكي تكون متنمراً، حتى لو كنت تعتقد أن إهاناتك تنقل الحقيقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حساسية الضوضاء: ما هي؟ وما علاقتها باضطرابات التركيز؟
حساسية الضوضاء: ما هي؟ وما علاقتها باضطرابات التركيز؟

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

حساسية الضوضاء: ما هي؟ وما علاقتها باضطرابات التركيز؟

Getty Images هناك عدة طرق لعلاج الحساسية للضوضاء على الرغم من تجاهل الأطباء في أغلب الأحيان لحساسية الضوضاء، إلا أنها قد تُحدث آثاراً طويلة الأجل على صحتنا النفسية والجسدية. صوت الطقطقة مجدداً، ذلك الضجيج المتواصل الصادر عن الجيران الجُدد في الطابق العلوي، الذين يبدو أنهم منشغلون بتعليق الصور أو تركيب قطع الأثاث الجديد فيه. ورغم أن المبنى الذي أسكن فيه وسط برلين يتمتع بعزلٍ جيدٍ، ورغم أن الصوت ليس مرتفعاً إلى درجة تجعله مزعجاً لأحدٍ غيري، إلا أنه يثير غضبي. انتابني شعور بتوتر حاد، لكن الأسوأ من ذلك كان القلق الشديد من السؤال التالي: "متى سينتهون؟" لم تكن الضوضاء فقط هي ما يزعجني، إذ كنت ألاحظ طرقات خفيفة عبر السقف بينما يستعد الناس للنوم، ومن مكانٍ ما في المبنى، أسمع طنيناً حاداً صادراً عن مكنسة كهربائية، وضربات مكتومة لغسالة ملابس، ونباح كلب الجار الصغير طلباً لمكافأة. ناهيك عن الأصوات الصادرة عن أجهزة التكييف وغيرها. فالضوضاء – مهما كانت بسيطة – تقطع تركيزي وتفسد صفاء ذهني. ويمكن القول بأنني – كحال 20 إلى 40 في المئة من الناس – أعاني من حساسية الضوضاء، أي أنني أنزعج منها أكثر من الشخص العادي. ومن السهل اعتبار هذه الحساسية خللاً في الشخصية، أو دليلاً على الميل إلى العدوانية أو التذمر أو التوتر، لكن العلماء اكتشفوا خلال السنوات الأخيرة أن لها جذوراً بيولوجية حقيقية؛ إذ تستجيب أدمغة من يعانون من هذا النوع من الحساسية للضوضاء بطريقة مختلفة، وقد يولد بعضهم بهذا الخلل. والأسوأ من ذلك أن هذه الحساسية لا تؤثر فقط في المزاج العابر، بل تنعكس أيضاً على الصحة النفسية والجسدية على المدى الطويل، ورغم قلة الحلول السهلة المتوافرة لهذه المشكلة، فإن إدراك هذه التأثيرات يمكن أن يساعد من يعانون منها على اتخاذ خطوات تجعل حياتهم أكثر سهولة من خلال التخفيف من حدتها. وقال المتخصص في علم الأعصاب دانييل شيبرد من جامعة أوكلاند للتكنولوجيا في نيوزيلندا: "دائماً ما كنت أرى أن هذه المشكلة غير جديرة بالاهتمام، كما يتجاهلها المتخصصون في الرعاية الصحية أيضاً". لكنه أضاف: "في السنوات الأخيرة فقط بدأ كثيرون يؤكدون على أن هذا الأمر يؤثر على المرضى بشكل ملموس"، مؤكداُ أنه "علينا أن نبدأ فعلاً في أخذ هذه المشكلة على مجمل الجد". Getty Images تختلف الحساسية للضوضاء عن أشكال أخرى من الاستجابة السلبية للأصوات المرتفعة لكن فرط حساسية الضوضاء لا يُعد من التشخيصات الطبية الرسمية، و يمكن لأي منا أن يكتشف ما إذا كان يعاني منه من خلال استبيانات مثل اختبار واينشتاين لحساسية الضوضاء المكون من 21 سؤالاً، من بينها على سبيل المثال، أسئلة عما إذا كان يزعجك همس الناس، أو صوت آلات الحلوى في صالات السينما، أو إذا كنت تغضب من الضوضاء أثناء محاولتك النوم أو العمل، وحتى ما إذا كانت الضوضاء تزعجك أثناء محاولة التركيز. وتختلف حساسية الضوضاء عن اضطرابات أخرى متصلة بالأصوات، مثل الميسوفونيا. فهذه الحالة تمثل انخفاضاً نوعياً في القدرة على تحمل أنواع معينة من الأصوات، كالمضغ، والنقر أو التكتكة، والتي تُثير مشاعر قوية من الاشمئزاز أو الغضب، بحسب شرح جنيفر بروت، الاختصاصية ومؤسسة الشبكة الدولية لأبحاث الميسوفونيا في الولايات المتحدة. كذلك تختلف حساسية الضوضاء عن حالة "فرط السمع"، إذ يشعر البعض بالألم أو بانزعاج شديد نتيجة لأنهم يسمعون الأصوات من حولهم أعلى مما هي عليه في الواقع. وعلى النقيض من ذلك، تشير الحساسية الضوضاء إلى استجابة عامة لجميع الأصوات، بغض النظر عن مدى ارتفاعها الحقيقي أو كيف يدرك البعض مستوى هذا الارتفاع. وتتضمن الأعراض، أن يجد الأشخاص الحساسون للضوضاء أن الصوت مزعج، وقد يثير لديهم ذلك مشاعر الانزعاج أو الغضب أو حتى الخوف والقلق. وقال شيبرد: "أتذكر أن أحدهم وصف الأمر بأنه يشبه طنين بعوضة تحوم حولك، لا يمكنك تجاهله مهما حاولت". وبالنسبة لمن يخشون الضوضاء، قد تتسبب هذه الحالة في ضغط نفسي شديد يدفع أجسامهم إلى الدخول في حالة من "القتال أو الهروب". وقال ستيفن ستانزفيلد، الطبيب النفسي والأستاذ الفخري في جامعة كوين ماري بلندن: "يرتفع لديهم معدل ضربات القلب مع ارتفاع ضغط الدم". وقد تتأثر جودة النوم أيضاً بهذا النوع من الحساسية، ففي دراسة أُجريت عام 2021، تابع الباحثون أنماط النوم لدى 500 من البالغين في الصين ومستويات الضوضاء الليلية على مدار أسبوع. وتبين أن الضوضاء نفسها لم تؤثر في جودة النوم بشكل مباشر، إلا أن الأشخاص الحساسين للضوضاء قالوا إن نومهم أقل راحة، وأقل تجديداً للطاقة، علاوة على شعورهم بحالة من المزاج السيئ والطاقة المنخفضة خلال النهار. ويرتبط التعرض للضوضاء أيضاً بمجموعة من الآثار الصحية طويلة الأمد، بما في ذلك أمراض القلب والسكري – وقد يكون الأشخاص الحساسون للضوضاء أكثر عرضة لتأثيراتها النفسية، وفقاً لما ذكره ستانزفيلد. وفي دراسة أُجريت عام 2021، قام ستانزفيلد وزملاؤه بمسح شمل 2398 رجلاً في بلدة كايرفيلي في ويلز ممن تعرضوا لمستويات متفاوتة من ضوضاء حركة المرور، وأظهرت النتائج أن من يعانون من حساسية الضوضاء كانوا أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب على المدى الطويل. وقد يتمثل أحد العوامل المسببة لذلك في أن من يصيبهم القلق يكون لديهم قدر أكبر من اليقظة تجاه ما يحيط بهم، وبالتالي يكون هؤلاء أكثر ميلاً للتأثر بالضوضاء من حولهم. لكن من المحتمل أيضاً أن حساسية الضوضاء تؤدي إلى تزايد القلق لديهم، ففي استطلاع رأي أُجري عام 2023 بمشاركة 1244 بالغاً يعيشون بالقرب من المطارات في فرنسا، كشفت النتائج أن الأشخاص الذين تزعجهم ضوضاء الطائرات بشدة – خصوصاً بعض من يعانون من حساسية الضوضاء – كانوا أكثر ميلاً للتأكيد على ضعف صحتهم العامة. لكن لماذا يتفاعل البعض بسلبية أكبر مع الضوضاء مقارنة بغيرهم؟ للإجابة على هذا السؤال، يمكنا الاطلاع على بعض الدلائل التي كشفتها الدراسات التي أُجريت على أدمغة الأشخاص الحساسين للضوضاء. فعندما قام شيبرد وزملاؤه بتوصيل المشاركين بأجهزة لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ، أظهرت أدمغة غير الحساسين للضوضاء نشاطاً متزايداً فقط عند سماع أصوات تهديدية. أما في حالة الأشخاص الحساسين للضوضاء، فيقول شيبرد: "تبدأ أدمغتهم بالتصعيد بغض النظر عن نوع الصوت، سواء كان صوتاً مهدداً أو غير مهدد". Getty Images تتسبب حساسية الضوضاء في أعراض واضطرابات في المخ والجسد وتوصل شيبرد وعالمة الأعصاب إلفيرا براتيكو، من جامعة آرهوس في الدنمارك – كل على حدة – إلى أدلة تشير إلى أن الأمر مرتبط بكيفية تصفية الدماغ للمعلومات المتعلقة بالأصوات غير المهمة. وكشفت تلك الأدلة التي توصلت إليها مجموعة شيبرد أن لدى الأشخاص الحساسين للضوضاء كتلة محددة من الخلايا داخل النواة الركبية الإنسية – وهي محطة ترحيل المعلومات الصوتية الواردة إلى الدماغ – تعمل بكفاءة أقل في مهمة تصفية الصوت مقارنةً بأدمغة غير المصابين بهذه الحالة. وقال شيبرد إن معظم الناس يستطيعون "تصفية هذه المعلومات والمضي قدماً في حياتهم، أما من يعانون من حساسية الضوضاء فلا يفعلون ذلك بنفس السهولة". ويبدو أن هذه القدرة على التصفية مهمة أيضاً أثناء النوم؛ إذ يُظهر معظم الأشخاص أثناء الاستغراق في النوم نمطاً من النشاط الكهربائي يُعرف بـ "المغازل"، ويُعتقد أنه يساعدهم على التكيف مع الضوضاء المحيطة. أما بالنسبة لمن يعانون من حساسية الضوضاء، فلديهم عدد أقل من هذه "المغازل"، مما يفسر بقاءهم في حالة تفاعل مستمر مع أصوات لا تزعج الآخرين عادةً. ومع ذلك، تبقى كيفية وصول الأدمغة إلى هذه الحالة لغزاً يصعب حله، إذ تشير دراسة فنلندية أُجريت على التوائم إلى أن حساسية الضوضاء غالباً ما تكون وراثية، مما يعني أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم استعداد وراثي لها منذ الولادة. ومع ذلك، تقول براتيكو إنه من الممكن أيضاً أن يتطور الشعور بالحساسية لدى الأشخاص الذين يعيشون في بيئات صاخبة تدريجياً بمرور الوقت. وقال ستانسفيلد إن المصابين بالقلق، أو الفصام، أو التوحد، معرضون بشكل خاص للإصابة بحساسية الضوضاء، وبينما قد تظهر هذه الحالة لدى البعض بعد التعرض لإصابات دماغية مؤلمة، فإنها يمكن أن تلازم أغلب المصابين بها مدى الحياة، مضيفاً أنه "من الصعب جداً، مقارنةً بمن لا يعاني من حساسية الضوضاء، التكيف مع الأصوات أو التعود عليها بحيث يفقد المرء استجابته المفرطة تجاهها". وقد يكون الحل المثالي لهذه المشكلة هو معالجة مصادر الضوضاء ذاتها، إذ يمكن لمخططي المدن تصميم ساحات داخلية هادئة في المباني السكنية، واستخدام مكونات أسفلتية مطاطية تقلل من ضوضاء المرور، أو إقامة حواجز مشتتة للصوت حول الطرق السريعة والمناطق المزدحمة. وبدأت بعض المدن في بلجيكا وفرنسا فعلياً بتطبيق هذه التدابير، إلى جانب تقليل السرعات المسموح بها للمركبات، وتعزيز البنية التحتية الخاصة بالدراجات الهوائية، وإنشاء مناطق هادئة في الحدائق وعلى ضفاف الأنهار. فرغم أن الضوضاء تُعد سبباً حقيقياً للمشكلات الصحية، إلا أنه – وفقاً لستانزفيلد – "من الممكن تفاديها فعلياً". Getty Images قد تساعد سدادات الأذن في التخفيف من الحساسية للضوضاء لكن وتيرة التقدم بطيئة، ما يضطر الكثيرين ممن يعانون من حساسية الضوضاء إلى الاعتماد على أنفسهم – مثل تجنب المناطق المزدحمة، أو عزل المساحات السكنية، أو استخدام سدادات الأذن، أو سماعات عزل الضوضاء. ومع ذلك، فإن هذه الوسائل غالباً ما تخفف من الأصوات دون أن تزيلها بالكامل، وتقول براتيكو: "حتى الأصوات الهادئة قد تكون مزعجة للشخص الحساس للضوضاء". وأحياناً يساعد علاج الحالات النفسية الكامنة - مثل القلق - باستخدام الأدوية في التخفيف من حدة حساسية الضوضاء، وفقاً لستانسفيلد. وقد يكون العلاج السلوكي المعرفي – وهو نوع من العلاج النفسي القائم على إدارة ردود الفعل النفسية والسلوكيات – مناسباً في الحالات التي يشعر فيها الأشخاص بالخوف من الضوضاء، ويقول ستانسفيلد: "لقد عالجت شخصاً بهذا النوع من العلاج، وأعتقد أنه يمكن أن يكون مفيداً إلى حد كبير". في غضون ذلك، ترى براتيكو أن العلاج بالموسيقى مع مختصين مؤهلين قد يكون مفيداً، ويعتمد ذلك على اختيار موسيقى هادئة وناعمة تهدئ النفس، وينشأ عنها ارتباط إيجابي مع الصوت. ولمن يرغب في تهدئة نفسه ذاتياً، نصحت براتيكو بالاستماع إلى موسيقى عددٍ محدودٍ من الآلات الناعمة مثل البيانو أو القيثارة، والموسيقى الكلاسيكية من عصر النهضة أو الباروك. وإذا كانت الموسيقى نفسها مزعجة، فقد يكون العلاج بالفن خياراً مناسباً: "شيء يمنح الإنسان شعوراً بالاسترخاء ويسمح له بالتعبير عن مشاعره وضبطها"، وفقاً لبراتيكو. أما بالنسبة لي، فقد ساعدتني سدادات الأذن، وسماعات عزل الضوضاء، ومنشفة ملفوفة حول رأسي، إلى حدٍ ما في التخفيف من الإزعاج. وحتى يصبح العالم من حولي أكثر هدوءً، يمكنني على الأقل أن أحاول إيجاد بعض السلام الداخلي.

ثمانية أطعمة تسبب الغازات، بعضها قد يفاجئك!
ثمانية أطعمة تسبب الغازات، بعضها قد يفاجئك!

الوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الوسط

ثمانية أطعمة تسبب الغازات، بعضها قد يفاجئك!

Getty Images إطلاق الغازات أمر طبيعي، فالشخص العادي يفعل ذلك من 5 إلى 15 مرة يومياً. وفي الواقع، فإن إطلاق الكثير من الغازات في بعض الأيام هو علامة على صحة جيدة - إذا تجاهلت طبعاً الشعور بالانزعاج أو الإحراج. وذلك لأن الأطعمة التي تُسبب الغازات غالباً ما تكون من الكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف والمفيدة لصحة القلب، وهي أطعمة لا يستطيع جسمك هضمها بالكامل، لكن بكتيريا الأمعاء تستطيع ذلك. فما هي الأطعمة التي تُسبب الغازات؟ وأيها يجعل رائحة الغازات كريهة؟ ومتى ينبغي عليك مراجعة الطبيب؟ 1. الأطعمة الدهنية تباطؤ الهضم بسبب الأطعمة الدهنية قد يؤدي إلى تخمرها في الأمعاء، مما يُسبب رائحة كريهة. فاللحوم الدهنية صعبة الهضم، لأنها غنية بحمض أميني يُدعى "الميثيونين"، وهو يحتوي على الكبريت. وعندما تقوم بكتيريا الأمعاء بتفكيك الكبريت، تُنتج غاز كبريتيد الهيدروجين، المعروف برائحته الكريهة الشبيهة برائحة البيض الفاسد، وهو سبب الرائحة الكريهة المصاحبة للغازات الناتجة عن تناول اللحوم وأطعمة أخرى. 2. البقوليات Getty Images البقوليات هي أحد الأسباب الرئيسية لتكوين الغازات بسبب محتواها من الألياف والرافينوز الفاصوليا والعدس غنيّان بالألياف، لكنهما يحتويان أيضاً على مادة الرافينوز، وهي نوع من السكريات المعقدة التي لا يهضمها الجسم بسهولة. وتنتقل هذه السكريات إلى الأمعاء، حيث تتغذى عليها بكتيريا الجهاز الهضمي لإنتاج الطاقة، وينتج عن ذلك غازات مثل الهيدروجين والميثان، وأحياناً الكبريت ذو الرائحة الكريهة. 3. البيض على عكس الاعتقاد السائد، فالبيض لا يُسبب الغازات لمعظم الناس. لكنه يحتوي على الميثيونين، وهو حمض أميني غني بالكبريت. لذلك، إذا كنت لا ترغب في غازات ذات رائحة كريهة، فمن الأفضل تجنب تناول البيض مع أطعمة تُسبب الغازات مثل البقوليات أو اللحوم الدهنية. أما إذا كان البيض يُسبب لك الانتفاخ والغازات، فقد تكون مصاباً بحساسية تجاه البيض. 4. البصل البصل، والخرشوف، والثوم، والكراث تحتوي جميعها على الفركتانات، وهي نوع من الكربوهيدرات المعقدة التي قد تُسبب الغازات والانتفاخ. 5. منتجات الألبان منتجات الألبان من الأبقار والماعز تحتوي على اللاكتوز، وهو سكر قد يسبب تراكم الغازات. بالإضافة إلى ذلك، حوالي 65 في المئة من البالغين حول العالم يعانون بدرجات مختلفة من حساسية اللاكتوز، وتناول الألبان قد يسبب لهم الشعور بالانتفاخ والغازات. Getty Images يُقدر أن ثلثي سكان العالم يعانون من حساسية اللاكتوز، لذا فإن منتجات الألبان يمكن أن تسبب الانتفاخ والغازات للكثيرين 6. القمح والحبوب الكاملة Getty Images الحبوب الكاملة ومنتجات القمح صحية ولكنها قد تسبب الغازات توجد الفركتانات والألياف المُسببة للانتفاخ في الحبوب أيضاً، مثل الشوفان ومنتجات القمح، لذا قد يُسبب الخبز والمعكرونة والحبوب الكاملة الغازات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض الحبوب الكاملة مثل القمح والشعير على الغلوتين. وإذا كنت تعاني من حساسية الغلوتين، فقد تشعر بالغازات والانتفاخ بعد تناول الأطعمة المشبعة به. 7. البروكلي والقرنبيط والملفوف الملفوف، البروكلي، القرنبيط، الكرنب الأخضر، وغيرها من الخضروات الورقية الخضراء غنية جداً بالألياف، وقد تكون ثقيلة على جهازك الهضمي. لكن بكتيريا أمعائك تحب استخدام هذه الألياف كمصدر للطاقة، مما يؤدي إلى تكون الغازات. كما أن العديد من هذه الخضروات الصليبية - وهي خضراوات تتميز بأوراقها المتقاطعة - تحتوي على الكبريت، والرائحة الناتجة عنها شائعة. Getty Images يمكن للخضروات التي تحتوي على الكبريت أن تزيد من رائحة الغازات 8. الفواكه العديد من الفواكه، مثل التفاح، والمانجو، والكمثرى، تحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، بعض أنواع التفاح والكمثرى غنية بالألياف. ويعاني عدد من الأشخاص من صعوبة في هضم الفركتوز، وقد يصابون بالغازات عند تناول هذه الفواكه الحلوة، لأن أجسامهم لا تستطيع تفكيك السكريات بشكل صحيح. ومع ذلك، فإن حساسية الفركتوز ليست شائعة مثل حساسية اللاكتوز. هل يمكنك التوقف عن إطلاق الغازات؟ الفواكه، الخضروات، والبقوليات قد تسبب الغازات، لكن تناول حصص كافية منها يومياً أهم بكثير من محاولة التخلص من الغازات. وإذا لم تكن معتاداً على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، فإن زيادة الكمية بسرعة قد تسبب لك بعض الانزعاج. أضف الألياف إلى نظامك الغذائي تدريجياً لتجنب التأثيرات السلبية. Getty Images ينصح الخبراء بشرب كميات كبيرة من الماء لتقليل خطر الإصابة بالإمساك كما أن الحفاظ على الترطيب يقلل من خطر الإصابة بالإمساك، الذي يمكن أن يسبب زيادة الغازات. فإذا بقيت الفضلات في أمعائك، فإنها تستمر في التخمّر، مما ينتج غازات إضافية قد تكون ذات رائحة كريهة جداً. لذا حاول أن تتناول مشروباً مع كل وجبة واستمر في الترطيب طوال اليوم. وتوصي هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (إن إتش إس) أيضاً بشرب شاي النعناع لتخفيف الغازات والانتفاخ. كما أن المشروبات الغازية تحتوي على نسبة عالية من الغازات، وإذا كنت تشربها بكثرة فمن المحتمل أن تتجشأ وتزيد من الغازات لديك. وينطبق الأمر نفسه على مضغ العلكة أو شرب الحساء أو تناول الحبوب بالملعقة بسرعة، إذ يسبب ذلك ابتلاع كميات من الهواء، الذي لا بد له أن يخرج من جسمك. هل يجب عليك أن تشعر بالقلق؟ في معظم الحالات، لا تُثير الغازات القلق، فالكثير من أسبابها البسيطة لا تحتاج إلى تقييم أو علاج. لكن في بعض الحالات، قد تكون الغازات المفرطة علامة على وجود مشكلة صحية أعمق، فإذا كنت قلقاً، فمن الأفضل استشارة الطبيب. كما أن رائحة الغازات الكريهة قد تنتج أيضاً كآثار جانبية لبعض الأدوية.

هل يمكن صناعة مثلجات لا تذوب في الحر؟
هل يمكن صناعة مثلجات لا تذوب في الحر؟

الوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الوسط

هل يمكن صناعة مثلجات لا تذوب في الحر؟

Getty Images المثلجات من أهم الحلويات خلال الصيف، لكن مشكلته الأساسية تظل في أنه يذوب سريعاً في درجات الحرارة المرتفعة. فهل يستطيع العلماء المساعدة في حل المشكلة والحفاظ عليه بارداً ومتماسكاً لفترة طويلة؟ في فصل الصيف الحار هناك القليل من الأشياء التي تبعث على السعادة من بينها قطعة مثلجات مخروطية. لكن قد تحدث أمور بسيطة أيضاً تصيبنا باليأس، مثل ذوبانه وانسيابه على أصابعنا أو حتى انزلاقه بشكل تام وسقوطه على الأرض، مما يؤدي إلى ما يمكن أن يقال عنه "انهيار وبكاء طفل صغير". وبالطبع هناك الكثير من الحكايات عن الاستمتاع بالأشياء قصيرة الصلاحية، والتي تزداد حلاوتها كلما انتهت سريعاً. لكن بالنسبة للآيس كريم فالأمر يختلف، لأننا لن نتسامح مع هذا الوضع. خلال السنوات الماضية انتشرت تقارير عن مصاصات مثلجة أنتجتها شركة كانازاوا آيس اليابانية، وبعدها ظهر الآيس كريم الطري، الذي يتحمل درجات الحرارة العالية دون أن يذوب. نجح العلماء في إنتاج هذا النوع من المثلجات باستخدام كميات كبيرة من مركب البوليفينول، وهو نوع من جزيئات مضادات الأكسدة الموجودة في العديد من الفواكه. وجاءت النتيجة لتحقق ثباتاً مثيراً في قوام المثلجات، واختفت بوضوح آثار الذوبان والسائل الكريمي الذي يسيل على الأصابع. لكن كيف فعلوا هذا؟ تتكون المثلجات أساساً من الكريمة والسكر. ويوضع هذا المزيج الحلو في أسطوانة عالية التبريد، وعندما يتجمد المزيج داخل الأسطوانة، يمكن استخدامه بكشط طبقات منه وتجهيزه للبيع. هذه الطريقة تمنع تكوين بلورات الثلج وتضخمها داخل قوام الآيس كريم، والتي قد تتسبب في تعرج القوام وعدم استقامة بعض أنواع المثلجات، خاصة عند الرغبة في الاحتفاظ بها لتناولها في المنزل وليس فور الحصول عليها. تنتج بلورات الثلج غير المفضلة، بسبب إعادة التجميد، لأنه يسخن قليلاً (ويبدأ في الذوبان) أثناء رحلة نقله الطويلة من المصنع إلى المجمد، ثم يُعاد تجميده في مبردات متاجر البيع. وهذه المشكلة معروفة عند نقل المثلجات من مكان التجميد الأول في المصنع إلى مكان البيع حيث درجات الحرارة أعلى من الصفر، لذلك يستخدم مصنعوها أنواعاً من المُثبتات، مثل الكاراجينان المستخلص من الأعشاب البحرية، وصمغ القوار (من بذور القوار)، في محاولة لتخفيف الأضرار التي تلحق بقوامها أثناء رحلاتها. عندما شاهدت كاميرون ويكس، عالمة الأغذية التي كانت تدرس آنذاك في جامعة ويسكونسن وتعمل الآن في شركة جنرال ميلز لإنتاج الأغذية، فيديو مثلجات لا تذوب من إنتاج الشركة اليابانية كانازاوا آيس، تساءلت عن تأثير البوليفينولات في تثبيتها. تتمتع جزيئات البوليفينولات بخصائص ربما تساعد في تعزيز الصحة، وليس بالضرورة خصائص هندسية. في المختبر، بدأ استخدامها بتجربة زيادة مستويات أعلى فأعلى من بوليفينول إلى خلطات الكريمة، وكان النوع المستخدم هو: حمض التانيك. في التجارب مزجوا الكريمة مع حمض التانيك بتركيزات بدأت من 0.75 في المئة و1.5 في المئة ثم وصلت إلى 3 في المئة، ولاحظ العلماء أن التركيزات الأعلى بدأت تتكثف فوراً تقريباً. بعد تبريد المزيج لمدة 24 ساعة، وجدت القياسات أن حمض التانيك تسبب في تجلطه بقوة وعدم ذوبانه، لدرجة أنهم استخدموا سكيناً لقطع المزيج المكون من 3 في المئة من حمض التانيك، كما أنه لم يسقط على الأرض عندما وضعوه في كوب وقلبوه رأساً على عقب. عند فحص مزيج الكريمة تحت المجهر، لاحظت كاميرون ويكس أن التركيزات الأعلى تحتوي على كريات دهنية واضحة بشدة. واستنتجت هي وزملاؤها أن حمض التانيك يتفاعل مع البروتينات الموجودة في الكريمة، مما يُشكل شبكة حماية مساعدة أو حاجزاً يمنع اندماج كريات الدهون هذه مع القوام وبالتالي يمنع الذوبان. وهذا يُفسر مقاومة المثلجات المصنوعة من هذه المادة للذوبان: فالدهون المتحررة من بلورات الكريمة لن تذوب، بفضل إضافة البوليفينول. Getty Images ربما تنضم جزئيات البوليفينولات إلى المثبتات القوية جداً التي تحفاظ على الآيس كريم في حالته الطبيعية ومع ذلك، فإن هذه الطريقة الكيميائية ليست وسيلة لتجميد الوقت وكسر قوانين الفيزياء الكونية. فهي تشبه فقط دعامة للإبقاء على قوام الآيس كريم. وبعد ساعات وجدت كاميرون في تجارب لاحقة أن المثلجات المصنوعة بهذه الطريقة تكتسب قواماً يشبه البودينغ، على الرغم من أنها تحافظ بطريقة ما على نفس الشكل السابق. كما أن البوليفينولات لا تحافظ بالطبع على درجة برودتها. وعندها اكتشفت أن المثلجات لا تذوب، بل تتحول إلى كتلة مطاطية عندما ترتفع درجة الحرارة وتسخن، وهذا في الواقع ليس الشكل الذي نتوقعه من هذه الحلوى المجمدة. والمعروف أن توقعاتنا في الطعام مهمة بشكل كبير (للاستمتاع به)؛ فمثلاً إذا كنت تتوقع تناول آيس كريم فانيليا، واكتشفت بعد تذوقه أنه عبارة عن بطاطس مهروسة (نظراً لأن قوامه أصبح مطاطياً)، فهذا يمثل تغييراً جذرياً في حياتك. في النهاية ربما تنضم جزئيات البوليفينولات إلى المثبتات القوية جداً التي تحفاظ على الآيس كريم في حالته الطبيعية إلى حد ما أثناء عملية نقله الصعبة لمسافات طويلة. ولكن السؤال هل ستجد الحلويات الغنية بالبوليفينولات، المصممة لتحمّل الحرارة والمحافظة على شكلها لساعات، طريقها إلى أكشاك الآيس كريم القريبة منك؟ سننتظر ما تأتي به الأيام المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store