logo
'الملعونون'.. خلل بشري يدير مشهد الحرب العبثية

'الملعونون'.. خلل بشري يدير مشهد الحرب العبثية

الجزيرةمنذ يوم واحد

عندما ذهب الأديب والصحفي الإنجليزي 'جورج أورويل' إلى الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) ليحارب مع الجمهوريين جيشَ الجنرال 'فرانكو'، توقع أن يخوض سلسلة من المناوشات وصيحات الحرب، ثم يتوجها بالنصر أو الموت، لكنه وثق في مذكراته 'الحنين إلى كتالونيا' الملل من الحرب أكثر من أحداث الاشتباك، وركز على أيام طويلة من الانتظار جاءت بين المعارك، امتلأت بحدة الطقس والجوع وانتشار المرض، وكان ذلك عذابا في حد ذاته.
في هذا السياق، وتحديدا داخل الثنايا المملة في وقت الحرب، ينفذ فيلم 'الملعونون' (The Damned) للمخرج 'روبرتو مينرفيني' إلى هامش الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865)، بالتركيز على خط رفيع وشفاف داخل حدث الحرب، بوصفه تاريخا مفتوحا على حروب البشرية.
يعيد الفيلم تمثيل الحرب الأهلية الأمريكية بأساس سردي يقوم على الإيهام والدقة، التي تشوش على اكتمال الاستعادة التوثيقية لحدث الحرب، وبدلا من ذلك تطعمه بسعة أفق التخييل السينمائي.
ينأى الفيلم عن مركز الاقتتال وغرف توجيه التعليمات، ليتحرك عبر الأراضي الغربية، مقدما مجموعة من المتطوعين، يخوضون دوريات في المناطق الحدودية المجهولة خلال شتاء 1862.
الشخصيات العابرة.. كتلة تائهة في معمعان الحرب
عادة ما تقع الشخصيات السينمائية -التي هي طرف حرب ما- في فخ الأحادية، الذي يجعل صاحبها ضحية أو جانيا، أو فخ الهوس بذهنية الشخصية الحربية، التي تمثل طرفا مؤثرا وفاعلا في إشعال الحرب وتغذيتها، أو محاولة إخمادها.
في هذا السياق يمكن للقراءة المركبة القائمة على الفهم أن تقربنا من مشكلات طرف يعي فعل الحرب جيدا، ويتخذ موقفا مباشرا منه، فماذا إذن عن المنخرطين فيها بلا فهم؟
تجتمع شخصيات 'الملعونون' في البرية، في إطار متطوعين من جيش الاتحاد يُرسَلون كتيبةً استكشافية، وكانت حملات الاستطلاع يومئذ جزءا من العمليات العسكرية، ولم تكن بالضرورة لغرض حربي فقط، بل كانت لغرض الاستكشاف وتقديم البيانات عن المناطق النائية، التي لا تدرج ضمن خريطة الحرب.
لا يذكر المتطوعون أي تفاصيل عن سبب وجودهم، ويركز الفيلم على تحولهم من مجموعة نبيلة دخلت جسد الحرب بلا اختيار، إلى كتلة ضالعة في البرية يحيطها التهديد. شخصيات لا وعي لها بمتطلبات الحرب، ولا رغبة واضحة تجاهه، ينطلقون من هواجس بشرية، تجعل العلاقة بينهم وبين احتمال الاقتتال مبطنة بغرابة في منطق وجودهم هنا، في مساحة جغرافية تحتمل القتل أو النجاة.
لذلك، يجاور الفيلم كتيبة المتطوعين بلا تمييز في وجودهم، فما من شخصية مركزية يعتمد عليها الفيلم، كما أن الشخصيات تتكشف تدريجيا، أمام بعضها وأمام المشاهد، باشتباكها مع مفردات الحرب التي هي استثناء يفرض تاريخا جديدا يشوش على الماضي، فالحياة التي يعكسها الفيلم تبدو خارج منطق حياة شخوصها المسالمة وحدودها.
وضع الفيلم أساسا رمزيا مباشرا لطبيعة الاقتتال الأولية، ببلورتها في صورة افتراس ذئبين لفريسة نافقة تؤكل ببطء، في ظل تزايد إشارات الافتراس الحسية.
وعندما ينتقل الفيلم إلى حياة شخصياته اليومية المملة، فإنه يتجاوز شرطية دمجها ضمن مناخ الزمن، ويقدمها بموقفها الوجودي من المكان، فيعطي اهتماما أكبر لهمومها الكتيمة غير المفهومة، ويجعل باب فهمها هو ردود أفعالها غير الواعية، مما يجعلها شخصيات عابرة للزمن، مثلها مثل حدث الحرب ذاته، الذي ينفتح مع الشخصيات على تجاوز حيز التاريخ، ويجرد الحرب من ظرفها السياسي، بحيث تصبح الشخصيات كاشفة لذاتها، كأنها نماذج تنزع عنها الحرب حق الحياة.
يتجنب الفيلم في تقديم الشخصيات فخ الرخصة التي تقدمها موضوعات الحرب، لنثر كثافة شعورية مبررة، فتفتح استثنائية الحدث أبوابا سهلة للمعالجة بصريا، تتمثل في تأطير الشخصيات ضمن هاجس الخوف من الموت، واللجوء البصري إلى مشاهد الاقتتال والفقد.
يقلل الفيلم المشاهد الحربية، ويدخل الشخصيات تدريجيا في التجربة، ويعرفها بطموحات بسيطة تجعل أساس وجودهم واحتمالية قدرتهم على الاقتتال فكرة غير منطقية، لأنهم يعتمدون على أحاديث مقتضبة، تنتقل ما بين التدريب أول مرة على استخدام البندقية، والحديث عن العودة إلى العائلة، والأمل في أن كل شيء في اليوم التالي سيكون أفضل.
على أساس البساطة المشترك، يتضح الأساس التاريخي لشخصيات الفيلم من دون ضرورة العودة إلى التفاصيل، ويتبين أن هذه الشخصيات كانت تعيش حياة أولية، لا تتجاوز هم الاسترزاق والعيش على الكفاف، ولذلك تنطلق من التيه والتردد في كل خطواتها، نظرا لعدم وعيها بموقعها المكاني ومبررات وجودها أمام خصوم يحتمل أن يظهروا في أي وقت.
يتعامل الفيلم مع الأساس الشعوري لهذه الشخصيات بمشترك ذكي، وهو انطلاقها جميعا من خجل وخوف عام، يتعاظم إلى رهبة في التدريب، ويجعلها جميعا متساوية من حيث الرتبة، لأن رهبتها بالأساس بشرية.
عالم للتوثيق بصريا
تستحضر كاميرا مدير التصوير 'كارلوس كورال' مدى حضور الكآبة والاغتراب، اللذين يصيبان شخصيات الفيلم، بمشاهد مطولة تجمع بين التناول الواقعي الأقرب إلى التوثيق، والتجريد الخيالي الذي يبدأ من تفكيك الجانب الداخلي لدى الشخصيات، وينتهي بإحالتها لمواد سردية، ترفض مبررات الحرب ودوافعها العرقية والقومية.
تهتم الصورة السينمائية في الفيلم بعنصر المكان، لكونه طرفا أساسيا في الحدث، عبر وضع الشخصيات داخل المكان في إطار ضيق، يجعل مدى معرفتهم بما وراء مساحة التخييم مقاربا لما يعرفه المشاهد، وبذلك يتكون شيء من التماهي مع الخوف مما يحمله المكان من احتمالات غير مرئية.
يمكن تعريف المكان هنا بأنه وجود مستقل، لا ينتمي للنشاط المتطرف الذي يدور على سطحه، ولا يأبه لأن يكون طرفا لصالح أحدهما ضد الآخر. من جهة أخرى، ترتبط الحرب جذريا بالمكان والسيطرة عليه، وتحدد عوامل التقدم بالاستيلاء على المزيد منه، لذلك يتمثل المكان في الفيلم منطويا على حميمية وهدوء، فيوحي بالتناقض مع حدث الاقتتال، لكنه يعطي معنى مستترا باستقلاليته.
ولكي يظهر المكان مكتملا بذاته، يعتمد الفيلم على أسلوب تداخلي في الإضاءة، يقوم على استعادة أدوات للإضاءة أولية، ولا تنتمي لتقنية اللحظة الراهنة، وذلك يخلق تواصلا أكثر عمقا مع روح المكان ومناخه الزمني، ويعطي مبررا للصورة لتتحرك سطحيا على امتداد المكان وراء حدود نظر الشخصيات، مما يحول المكان إلى وجود حاكم ومتسلط على زائريه.
ضمن هذه المكونات الكبرى والمستقرة، التي تشمل المكان المحافظ على حضوره، والحرب المرتكزة على مبررات كافية لأن تستمر، ما يتأرجح دائما هو الشخصيات، فتعكسها الصورة داخل المكان وهي منخرطة فيه، تبحث عن البقاء، ويعكس الحوار بينهم عبثية مسيرتهم الطويلة من مكان غير معلوم إلى آخر مماثل، كأنه لا مكان.
ومع الحضور الحسي في شريط الصوت لمفردات المكان، تتيه الشخصيات أكثر، فتتصاعد مساءلاتها المشتركة في حوارات متكررة حول جدوى الحرب، وهنا يتكشف الخوف من الموت المجاني، فتتجرأ الشخصيات أكثر تجاه بعضها، ويتصادم إيمان بعضهم بعدم إيمان الآخر.
تعطي الكاميرا وما ترتكز عليه من مشاهد مطولة إيحاء بأن هذه الشخصيات مراقبة، موجودة في مكان حي من لحظة مشاهدتها.
وبرغم الاعتراف المكاني بحضور التاريخ، فإن مزاج المراقبة الدائم يحفظ الشخصيات من تحولها إلى أقواس سردية أو نماذج إحصائية، تنسى في التعبير عن لا منطقية الحرب، إذ يظل الأساس في نبذ الفيلم للحرب هو محاكاة تأثير المكان ومختلف أدواته عليهم.
لذلك يتشبث المخرج بمواضعهم داخل ظروف شتى، فيبدأ من وجودهم الجماعي، ثم يقحم مشهد اقتتال لا يبدو فيه الطرف الآخر مرئيا، ولا يسقط سوى قتيل أو اثنين، لكن داعي المشهد يكون في تفكيك هذه المجموعة، ونثرها في المكان الذي يظهر مطهرا جماعيا.
يعطي المكان التطهري تصورا مزدوجا لواقع الشخصيات، فهي من جهة تتحرك بعشوائية عبر ثنائيات، تستأنس ببعضها من الموت، لكنها تستقبل ذروة حدث الحرب، الذي يشتبك الفيلم معه بالنمذجة والاستقطاع، لأن مفردات الحرب تظل حاضرة، لكنها تبتعد عن الصورة الكبيرة، وتستقطع جزءا منها للاستدلال.
هذا البعد يمتد ليخلق علاقة مباشرة مع الواقع، أما الجهة الأخرى فتعكسها ما ورائية المكان، وكونه أقرب إلى مساحة فاصلة ما بين الحياة والموت، كأنه مكان برزخي منطلق من لحظة الاقتراب من الموت، التي هي أيضا لحظة تأمل كل ما فات من الحياة.
لكن شخصيات الفيلم لا تملك رفاهية استدعاء ماضيها، لذا تلجأ إلى الاعتراف، ويقول أحدهم (كأنه يتحدث بلسان الجميع) إنه لم يرغب بهذه الخطوة، بل وجد نفسه -بشكل غير مفهوم- مجبرا على التصرف ضحية أو قاتلا.
الحرب من الخلل البشري إلى الهاوية
وضع المخرج 'روبرتو مينرفيني' مشهد الاقتتال، ليفصل ما قبله عما بعده، ويجعله سببا جذريا لتحول المتطوعين، بوصفهم بشرا قبل أن يكونوا جنودا. وخلال هذا المشهد، تظهر ضرورة استعادة التاريخ في قراءة الحاضر، إذ بدا مشهد الاقتتال مفعما بمفردات بشرية، حيث يستطيع الخصوم الاختباء، وعادة ما تأتي طلقاتهم عشوائية، ونادرا ما تصيب.
التقط 'مينرفيني' هذا الملمح الذكي، ووطّن ذروة الخوف والفزع لدى المتطوعين في قلب ذروة الحرب. وأعطى هذا الفراغ -بسبب بشرية أدوات الحرب وبدائيتها- مساحة للموازاة بين ظاهر الحرب المغلف بثنائية النصر والهزيمة، وبين داخلها الذي يحول أطراف الحرب إلى خوف وتآكل بشري صلب.
بعد ذلك، تباطأ إيقاع الفيلم أكثر ليغطي تطورات مهمة، منها إعطاء مساحة فردية لحزن المتطوعين، وكذلك لعكس التطورات التي نثرها المكان على الشخصيات، فبدأت في التضاؤل والتيه، والوعي بأن المكان المحيط لا يشتمل على أكثر معطياته ضرورية؛ أن تكون له بداية معلومة، ونهاية معلومة ومرجوة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفيفا يحقق في تعاقد الاتحاد البرازيلي مع أنشيلوتي
الفيفا يحقق في تعاقد الاتحاد البرازيلي مع أنشيلوتي

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

الفيفا يحقق في تعاقد الاتحاد البرازيلي مع أنشيلوتي

طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من نظيره البرازيلي توضيحات بشأن استخدام الأخير لوسيط لا يحمل رخصة وكيل في عملية التعاقد مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي للإشراف على المنتخب الوطني، وذلك وفقا لوثيقة نشرتها وسائل الإعلام المحلية. وأفاد الاتحاد البرازيلي -مساء الخميس- بأنه سيتعامل مع الوضع "داخليا". وتولى المدرب الإيطالي الاثنين رسميا منصب مدرب أبطال العالم 5 مرات من أجل الإشراف عليهم حتى مونديال صيف 2026. ووفقا لرسالة من فيفا بتاريخ 28 مايو/أيار ونشرتها العديد من وسائل الإعلام البرازيلية، يطلب الاتحاد الدولي من نظيره البرازيلي توضيحا بشأن دور دييغو فرنانديش "الوسيط من دون ترخيص" كوكيل، أي لا يستوفي الشروط المفروضة من قبل "فيفا" في الانتقالات الكروية في عالم كرة القدم. وقت إجراء هذه المفاوضات، كان لا يزال أنشيلوتي مدربا لريال مدريد الإسباني ويرتبط معه بعقد حتى عام 2026. ويعتبر "فيفا" أن مشاركة دييغو فرنانديش في المفاوضات "قد تُشكل انتهاكا" للوائح وكلاء كرة القدم. وأمر "فيفا" الاتحاد البرازيلي بتقديم أي إيصالات للمدفوعات المُقدمة لهذا الوسيط، ونسخ عن أي رسائل مُتبادلة معه بخصوص المفاوضات. وفي رده على استيضاح من وكالة الأنباء الفرنسية، قال الاتحاد البرازيلي إن "شروط المفاوضات تتضمن بنودا سرية، وقد وضعتها الإدارة السابقة" للاتحاد برئاسة إدنالدو رودريغيش الذي أقيل في 15 مايو/أيار بحكم قضائي بعد أيام قليلة من الإعلان عن تعيين أنشيلوتي. وأكد محيط الوسيط في بيان أن "العقد الذي وقعه دييغو فرنانديش مع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتعيين مدرب البرازيل يتوافق تماما مع معايير الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وفيفا". وفقا للبيان، عمل فرنانديش كـ"مستشار" ولم يكن لديه الوقت الكافي لإكمال الإجراءات اللازمة كي يصبح وكيلا بحسب شروط فيفا، نظرا لضيق الوقت المتاح لتعيين المدرب الجديد الذي سيخلف دوريفال جونيور المقال من منصبه في نهاية مارس/آذار بعد الهزيمة التاريخية 1-4 أمام الأرجنتين بطلة العالم، في تصفيات مونديال 2026. وتابع أن دييغو فرنانديش لن يتقاضى "المبلغ العادل لعمله كوسيط" إلا بعد حصوله على رخصته والذي قدرته وسائل الإعلام البرازيلية بـ 1.2 مليون يورو. يصل أنشيلوتي وهو أول مدرب أجنبي للمنتخب البرازيلي منذ 6 عقود، من أجل تلميع صورة "سيليساو" الذي عانى كثيرا في السنوات الأخيرة وما زال يبحث عن لقبه العالمي الأول منذ 2002 حين توج به لمرة خامسة قياسية. ويملك أنشيلوتي سجلا حافلا من الألقاب بينها إحرازه 5 ألقاب في دوري أبطال أوروبا (رقم قياسي)، لكنه سيتولى الإشراف على منتخب وطني للمرة الأولى في مسيرته الزاخرة. وبعد 14 جولة على بداية تصفيات أميركا الجنوبية لمونديال 2026، تحتل البرازيل المركز الرابع المؤهل إلى النهائيات العالمية بفارق 6 نقاط عن المركز السابع الذي يخوض صاحبه (منتخب فنزويلا حاليا) الملحق الدولي. صرح المدرب الإيطالي الاثنين خلال تقديمه الرسمي أن "هدفه الوحيد هو الفوز بكأس العالم" العام المقبل.

إدارة ترامب تأمر بتدقيق إضافي في طلبات التأشيرات المرتبطة بهارفارد
إدارة ترامب تأمر بتدقيق إضافي في طلبات التأشيرات المرتبطة بهارفارد

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

إدارة ترامب تأمر بتدقيق إضافي في طلبات التأشيرات المرتبطة بهارفارد

أظهرت وثيقة داخلية اطلعت عليها رويترز -اليوم الجمعة- أن وزارة الخارجية الأميركية أمرت جميع بعثاتها القنصلية في الخارج بالبدء في إجراء تدقيق إضافي لطالبي التأشيرات المرتبطة بالسفر لزيارة جامعة هارفارد لأي غرض، وذلك في تشديد كبير لحملة الرئيس دونالد ترامب على المؤسسة الأكاديمية. وفي برقية بتاريخ 30 مايو/أيار أرسلت إلى جميع البعثات الدبلوماسية والقنصلية الأميركية، أصدر وزير الخارجية ماركو روبيو تعليمات بالبدء الفوري في "تدقيق إضافي لأي متقدم للحصول على تأشيرة، لغير المهاجرين، يسعى للسفر إلى جامعة هارفارد لأي غرض". وجاء في الوثيقة أن هؤلاء المتقدمين يشملون على سبيل المثال لا الحصر الطلاب المحتملين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والمتعاقدين والمتحدثين الضيوف والسياح. وذكرت الوثيقة -نقلا عن وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة- أن جامعة هارفارد "تقاعست عن الحفاظ على خلو الحرم الجامعي من العنف ومعاداة السامية"، وبالتالي فإن إجراءات التدقيق المعززة تهدف إلى مساعدة الموظفين القنصليين على تحديد طالبي التأشيرات "الذين لديهم تاريخ من المضايقات والعنف المعادي للسامية". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية -في رسالة عبر البريد الإلكتروني ردا على طلب للتعليق على الوثيقة- إن الوزارة لا تعلق على وثائقها أو اتصالاتها الداخلية. وشنت إدارة ترامب هجوما متعدد الجبهات على أقدم وأغنى جامعة في البلاد إذ جمدت منحا وتمويلات أخرى بمليارات الدولارات واقترحت إنهاء إعفائها الضريبي ضمن إجراءات أخرى. وتأتي الخطوة في إطار حملة إدارة ترامب المشددة على الهجرة، وفي أعقاب توجيه أصدره روبيو بوقف جدولة مواعيد جديدة لطالبي تأشيرات الدراسة. وقال روبيو في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن واشنطن ستبدأ في إلغاء التأشيرات الممنوحة للطلاب الصينيين بالجامعات الأميركية الذين تربطهم علاقة بالحزب الشيوعي الصيني والذين يدرسون في مجالات حيوية. ويوجه الأمر أيضا للموظفين القنصليين بالتشكيك في مصداقية مقدم الطلب إذا كانت حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي مغلقة أمام العامة، ويوجههم كذلك لأن يطلبوا منه تعديل إعدادات الحسابات إلى عامة. وجاء في الوثيقة "إذا لم تكن مقتنعا تماما وبشكل شخصي بأن مقدم الطلب، خلال فترة وجوده في الولايات المتحدة، سيشارك في أنشطة تتوافق مع وضعه كحاصل على تأشيرة لغير المهاجرين، فعليك رفض التأشيرة".

بأمر مباشر من ترامب.. شركات برمجيات الشرائح الأميركية توقف مبيعاتها للصين
بأمر مباشر من ترامب.. شركات برمجيات الشرائح الأميركية توقف مبيعاتها للصين

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

بأمر مباشر من ترامب.. شركات برمجيات الشرائح الأميركية توقف مبيعاتها للصين

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا مباشرا إلى الشركات الأميركية المسؤولة عن صناعة البرمجيات -المختصة بتصميم الشرائح الذكية وأشباه الموصلات- بإيقاف عملية البيع المباشر إلى الشركات الصينية، وذلك حسب وكالة "رويترز". تضم قائمة الشركات التي وجّه ترامب الأمر لها مجموعة عديدة من الشركات البارزة في قطاع سلاسل التوريد وأشباه الموصلات من مثل "كادنزا" (Cadence) و"سينوبسيس" (Synopsys) و"سيمنز"، وقد وصل الأمر إلى هذه الشركات عبر رسالة رسمية من وزارة التجارة الأميركية والبيت الأبيض. ورفضت وزارة التجارة التعليق على الأمر عند محاولة "رويترز" للتواصل معها بخصوص وجود مجموعة من الإجراءات والمراجعات المختصة بالمنتجات التي يتم توريدها للشركات الصينية تتمتع بأهمية إستراتيجية للحكومة الأميركية، وتضمنت هذه المراجعات إيقاف رخص التصدير السارية حاليا مع إضافة مجموعة من المتطلبات الإضافية من أجل تجديد هذه الرخص. تهاوت أسهم الشركات المعنية بهذا القرار بعد ظهور التقرير، إذ خسرت "كادنزا" ما يقرب من 10.7% من سعر أسهمها و"سينوبسيس" 9.6% من قيمة سهمها، وفي حين رفضت "كادنزا" التعليق على هذا التقرير، قال المدير التنفيذي لشركة "سينوبسيس"، في مكالمة مع أحد الخبراء، إن شركته لم تستقبل الرسالة ولم يوجّه لها أي أوامر من خلال وزارة التجارة أو البيت الأبيض، ومن ناحيتها رفضت "سيمنز" التعليق. تعتمد الشركات الأميركية على العملاء الصينيين في مجال تطوير الشرائح وأشباه الموصلات بشكل كبير، إذ يمثلون ما يصل إلى 16% من أرباح "سينوبسيس" و12% من أرباح "كادنزا"، كما تجدر الإشارة إلى أن "سينوبسيس" تتعاون مع العديد من الشركات الرائدة عالميا مثل "نفيديا" و"كوالكوم" و"إنتل". وأوضح مسؤول سابق في وزارة التجارة الأميركية، في حديث مع "رويترز"، أن هذه القوانين ليست جديدة، إذ تمت مناقشتها مع إدارة ترامب السابقة، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ، لكونها صارمة أكثر من اللازم، وأضاف أن برمجيات تصميم الشرائح وأشباه الموصلات تمثل نقطة اختناق محورية في سلاسل توريد الشرائح وأشباه الموصلات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store