
أورتاغوس تولول: الجحيم بانتظاركم
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
الآن يقال للسوريين "ألم نحاول اقناع بشار الأسد بأن الطريق الى أورشليم الطريق هو الى الجنة، وأن الطريق الى طهران هو الطريق الى جهنم ؟". ها أن الاستثمارات العربية، والغربية، تتدفق بمئات المليارات على سوريا. لبنان الرافض للتطبيع سيظل يراوح مكانه. لا اعمار، ولا استثمارات، ولا خروج من الفساد الذي اذ قاد الدولة الى الخراب يقودها الآن الى الزوال...
فارق كبير بين شخصية جوزف عون، بالأيدي النظيفة، وأحمد الشرع، بالأيدي الملطخة. هذه مسألة لا تعني العرب، ولا تعني الأميركيين الذين طالما تذرعوا بالديمقراطية، ولكن ليحترفوا صناعة، وادارة، أشد التوتاليتاريات، بل وأشد الديكتاتوريات، هولاً. كاتب سوري قال لنا "وضع بلادنا هكذا... الليدي غاغا بالنقاب الأفغاني".
ولكن ماذا حين يقول خبير في صندوق النقد الدولي لأحد وزرائنا "أن قيمة الليرة السورية قد تتعدى، بعشرات المرات، الليرة اللبنانية، حتى لترى آلاف اللبنانيين يزحفون الى الالدورادو السورية" ؟ قبل اندلاع الأزمة الدموية في سوريا، حضرت مؤتمراً حول "طريق الحرير" في حلب التي كانت احدى المحطات المركزية في هذه الطريق. تجولت بين المصانع، بالمواصفات الحديثة (أشجار وورود ومساحات شاسعة)، وحين دخلت الى أحد المصانع فوجئت برجل بريطاني يستقبلني. سألته ما اذا كان في مهمة استشارية، أجابني "لا، لست كذلك. أنا شريك هنا". شريك انكليزي ويهوى القدود الحلبية.
ما الغرابة، صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية كانت قد توقعت أن تصبح سوريا نمر غرب ىسيا. الكثير من المنتجات السورية يضاهي المنتجات الأوروبية، ويتفوق، نوعياً، على المنتجات التركية. كلام كثير عن الأتراك الذين نقلوا المصانع الى بلادهم أثناء الحرب. هذا ما يفعله الغزاة عادة...
هل حقاً أن الديكتاتورية السورية، وحيث القرار المركزي، أفضل من الديمقراطية اللبنانية، بالدوران السيزيفي داخل الحلقات المفرغة، وحيث الضياع بين المصالح المتشابكة. اذا أردتم أن تعرفوا مدى افتقاد الادارة اللبنانية الى الديناميكية اسألوا فقط لماذا مغارة جعيتا التي تدرّ الملايين على الخزينة مقفلة؟ أدنى أنواع الديمقراطية وأعلى أنواع البيروقراطية. هكذا، بمنتهى الدقة وبمنتهى المرارة، الواقع اللبناني.
أخذنا علماً بأن مورغان أورتاغوس آتية الينا وهي تولول بأن الجحيم في انتظارنا "اذا لم تبادروا، في الحال، الى التطبيع بالوسائل الديبلوماسية، الوسائل العسكرية جاهزة. التحريض الداخلي على أشده. التقارير التي تبعث بها قوى لبنانية اليها تشير الى أن ما بين 70 و 80 % من اللبنانيين مع التطبيع.
لاحظنا كيف أن الأميركيين الذين لا يقدمون لنا سوى الفتات (ماذا نعنيهم أمام تريليونات العرب ؟) لا يكترثون بصيحاتنا، صيحات الاستغاثة، من الغارات الاسرائيلية، ومن الاغتيالات الاسرائيلية، وحتى من فرض الوجود الاسرائيلي على أرضنا، بحيث لا يسمح لأي شخص أن ينصب خيمة فوق أنقاض منزله في البلدات التي أزيلت من الوجود. حقاً لماذا نصرّ وحدنا على المواجهة، ليس في ظل الاختلال الدراماتيكي في موازين القوى، ولكن حين نرى قوافل العرب تائهة بين الـPax Aamericana والـ Pax Isrealena.
ما نخشاه الايعاز بالتفجير الداخلي، وهناك من هو جاهز للمهمة، وفي الحال، بعدما لاحظنا كيف ارتفعت، وعلى نحو خطير، وتيرة التأجيج السياسي، والطائفي، ضد "حزب الله" كونه العدو، لا اسرائيل، للبنان وللبنانيين (ياجماعة طولوا بالكم شوي). لننظر الى الخريطة. الحزب محاصر في الجنوب، وفي البقاع، وفي الضاحية، بل ومحاصر في كل لبنان. في الظل بات الحديث اليومي عن "ضرورة ترحيل الشيعة من لبنان لكي يعود لبنان الى وضعه الطبيعي". متى كان لبنان في وضعه الطبيعي؟ المسألة باتت، حتى في نظر بعض المسؤولين العرب. بنيامين نتنياهو من الجنوب وأحمد الشرع من الشمال.
هل يستطيع أحد، بل هل يتجرأ أحد، على سؤال أو على مساءلة وزير الخارجية يوسف الرجي على تصريحاته الفذة ضد "حزب الله"، والى حد اعتبار الحزب الذي له ممثلوه في الحكومة ـ أي شركاء للوزير ـ تنظيماً غير شرعي وخارج على القانون" ؟ الكل يعلم الى من يسند صاحب المعالي ظهره ورأسه. أولئك الذين يعتبرون أن الحزب هو العائق الوحيد دون استتباب السلام (أي سلام ؟) في الشرق الأوسط.
مورغان أورتاغوس آتية الينا والشر، والشرر، يتطاير من عينيها، ومن شفتيها. هل تريدون لدبابات ايال زامير التي باتت على أبواب دمشق أن تصل الى أبواب بيروت لكي تقبلوا بالتطبيع الذي بات، سورياً، على نار حامية، ودون أن نعلم حتى الآن ما الثمن الذي سيتقاضاه رجب طيب اردوغان مقابل الصفقة التي وضعت كل تفاصيلها في اذربيجان. ولعلمكم أن الصفقة تشمل لبنان. من يشكك في المسألة فليسأل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي وضعته أجهزته الاستخباراتية في الأجواء.
هذه المرة لا نجمة داود بل سيف داود. أي ورقة في أيدينا لنواجه مبعوثة دونالد ترامب؟ حطام سياسي، وحطام مالي، وحطام سوسيولوجي، بعدما نجح القادة الفلسطينيون في تحويل التراجيديا الفلسطينية الى كوميديا ديبلوماسية. لنعترف أن أزمتنا باتت أزمة وجودية. لآ أحد يملك أي تصور لما يمكن أن نفعل. ماذا ترانا نستطيع أن نفعل؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
رؤية أورتاغوس لإنهاء التصعيد وترسيم الحدود اللبنانية قريباً
تتعاكس مقاربة حزب الله لملف السلاح والوضع في الجنوب، مع المقاربة الخارجية المطروحة. بوضوح يطرح حزب الله أولوياته التي يعتبر أنها في سياق الاتفاق والوعود الدولية والامريكية. ولذلك يكرر مسؤولو الحزب التأكيد أن ما جرى الاتفاق عليه في تفاهم وقف إطلاق النار هو الانسحاب الإسرائيلي بشكل كامل من الأراضي اللبنانية، يلي ذلك وقف الاعتداءات وتحليق الطائرات المسيرة والحربية، ثم تأتي عملية إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، بالإضافة إلى إطلاق مسار واضح لإعادة الإعمار ومن ثم يدخل الحزب في تفاوض مباشر مع الدولة اللبنانية على معالجة موضوع السلاح من ضمن استراتيجية دفاعية أو استراتيجية أمن وطني. سحب السلاح تمهيداً لإعادة الإعمار في المقابل، فإن المقاربة الخارجية للملف تتناقض مع مقاربة الحزب، في ظل زيادة الضغط الخارجي على لبنان للإسراع في عملية سحب الأسلحة، ووضع جدول زمني واضح لذلك، من جنوب الليطاني ومن شمال نهر الليطاني وصولاً إلى البقاع حتى. وبعدها يُطلق مسار تثبيت ترسيم الحدود البرية وإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، وفيما بعد يبدأ البحث في ملف إعادة الإعمار. إلى جانب هذا الجو الدولي، تفيد مصادر متابعة بأن الضغط الخارجي سيزداد على قاعدة أن إسرائيل لن توافق على بقاء أي قدرة عسكرية لدى حزب الله ولا السماح بإعادة بناء قواته وقدراته، والغارات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية قبل أيام في منطقة إقليم التفاح ومحيطها هي دليل على الاستعداد الإسرائيلي للتصعيد أكثر في المرحلة المقبلة. ما بين هاتين المقاربتين، لا تزال الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس تعمل على صياغة تصور لحلّ شامل، وهذا الحل يقوم على تقديم صيغة مرضية للطرفين، تتضمن وقفاً للضربات الإسرائيلية مقابل استكمال الجيش اللبناني الانتشار في الجنوب وتفكيك كل البنية العسكرية لحزب الله، ومع تفكيك هذه البنية يبدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من الأراضي التي لا يزال يحتلها، ويتم إطلاق سراح الأسرى ومن ثم الوصول إلى اتفاقات أمنية أو ترتيبات عسكرية من قبل لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، على أن تكون هذه الاتفاقات ضامنة لعدم حصول أي تطورات عسكرية في تلك المنطقة. وفيما بعد يتم التفاوض على تثبيت ترسيم الحدود وإطلاق مسار إعادة الإعمار. صيغة أورتاغوس للنقاش في إسرائيل يفترض أن تنتهي أورتاغوس قريباً من هذه الصيغة التي تعمل عليها، على أن تبحثها مع المسؤولين الإسرائيليين في المرحلة المقبلة في محاولة للحصول على موافقتهم بشأنها، وبعدها تزور لبنان لمناقشة هذا الإقتراح مع المسؤولين اللبنانيين، وفي حال نجحت أورتاغوس في الحصول على موافقة الطرفين ستكون قد حققت إنجازاً يُسجل باسمها على طريق سحب فتيل أي تصعيد مستقبلي على الجبهة الجنوبية للبنان، خصوصاً أن التهديدات الإسرائيلية تتوالى بشأن إمكانية تصعيد وتيرة العمليات ضد حزب الله ومواقعه في حال عدم الوصول إلى حلّ. من آليات الضغط على لبنان أيضاً هو التلويح الأميركي بعدم توفير الميزانية اللازمة بشكل كامل لقوات الطوارئ الدولية اليونيفيل، خصوصاً أن هناك ضغوط إسرائيلية تستند على أن هذه القوات لم تقم بما يتوجب عليها طوال السنوات الماضية لمنع حزب الله من بناء قدراته العسكرية. هذا الضغط والذي يتضمن إشارات ورسائل بعدم التمديد لليونفيل يهدف إلى توسيع صلاحيات ونطاق عمل هذه القوات، أو الوصول إلى تقليص عددها إلى حد كبير في مقابل توسيع صلاحيات عمل لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، وسط مساع لتطوير عمل هذه اللجنة التي ستكون معنية بوضع الترتيبات الأمنية في الجنوب.


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
جعجع: الممانعة تحرّض بعض الفصائل الفلسطينيّة على عدم تسليم السلاح... والسلطات مدعوّة لجمعه
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشار رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع، إلى أنّه «يبدو أنّ محور الممانعة، على الرّغم من الضّرر كلّه الّذي ألحقه بلبنان وشعبه، وعلى الرّغم من الموت والدّمار والخراب كلّه، وعلى الرّغم من التّدهور المالي والاقتصادي والمعيشي كلّه، ما زال مُصرًّا على عرقلة قيام دولة فعليّة في لبنان». ولفت في تصريح، إلى أنّه «تبيّن أنّه بعد الزّيارة النّاجحة للرّئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، وبعدما ساعد موقف عباس السّلطة اللّبنانيّة من أجل البدء بتجميع السّلاح غير الشّرعي كلّه داخل الدّولة بدءًا من السّلاح الفلسطيني، وبعدما وضعت الدّولة جدولًا زمنيًّا واضحًا للمباشرة بجمع السّلاح من المخيمات الفلسطينية في بيروت تحديدًا، كي تستكمل بعدها في الأسابيع القليلة جدًّا جمع السّلاح من مخيّمات البقاع والشّمال والجنوب، تبيّن أنّ مسؤولي الممانعة يحرّضون بعض الفصائل الفلسطينيّة على عدم القبول بأي شكل من الأشكال بتسليم سلاحهم، ومن جهة ثانية يجولون على بعض المسؤولين في الدولة اللبنانية من سياسيّين وأمنيّين؛ بهدف الضّغط عليهم وتحذيرهم من مغبّة البدء بسحب السّلاح الفلسطيني». وأكّد جعجع أنّ «السّلطات المعنيّة مدعوّة إلى عدم التّراجع قيد أنملة عن قرار جمع السّلاح غير الشّرعي، بدءًا من المخيّمات الفلسطينيّة في بيروت»، مشدّدًا على أنّ «أي محاولة لتغيير هذا الجدول الزّمني أو التّلاعب به بشكل من الأشكال، سيشكّل ضربةً قاضيةً لا سمح الله، للعهد الجديد والحكومة الجديدة وللآمال الّتي عقدها اللّبنانيّون على هذه المرحلة بالذّات، من أجل الخروج من وضع اللادولة الّذي كانوا فيه على امتداد العقود الّتي خلت، والولوج إلى مرحلة الدّولة الفعليّة؛ مرحلة الاستقرار والازدهار وإعادة بناء الوطن».


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
الاتحاد العمالي العام يطالب بتعديل الحد
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب طالب الاتحاد العمالي العام بـ "وقفة وطنية مسؤولة من الحكومة لتعديل منطقي للحد الأدنى للأجور"، وذلك في بيان جاء فيه: "سكنك وإيجارك على دولار السوق، سلتك الغذائية على دولار السوق، رسومك وضرائبك والخدمات على دولار السوق، مدارسك أيضاً مع الزيادات السنوية على دولار السوق، استشفاؤك أو فرقه على دولار السوق، النقل أو السيارة وصيانتها مع المحروقات ووقود التدفئة على دولار السوق، وتصل الحكومة الى راتبك، إن كنت في القطاع العام أو في القطاع الخاص فقد توقف الراتب سنة ٢٠١٩ ويؤخذ منك كل شيء، حتى مدخراتك في المصارف ويعطيك المسؤول الفتات مما تبقى من دولار السوق، مسؤول يسعى الى التفرقة، يعطي من يريد ويحرم من يريد ويزيد المحروقات على الجميع لتغطية بعض من حقوق. المطلوب اليوم، وقفة وطنية، مسؤولة من الحكومة وحوار جاد مع الاتحاد العمالي العام لتعديل منطقي للحد الأدنى للأجر في القطاع الخاص وإعطاء زيادة غلاء معيشة على شطور الأجر ودمج ما يسمى بالمساعدات في صلب الراتب للقطاع العام من إدارة الى مؤسسات عامة ومصالح مستقلة والقطاعات العسكرية والمتقاعدين وغير ذلك. فنحن ذاهبون الى حالة من الخلل الاجتماعي الكبير التي تنتج إضرابات واعتصامات وتحركات في الشارع".