
حلّ حزب العمال الكردستاني... نهاية أم بداية؟
لم يكن القرار مفاجئاً بالكامل، فقد سبق لزعيم الحزب عبد الله أوجلان، المعتقل في جزيرة إيمرالي منذ 1999، أن دعا منذ سنوات إلى التَّخلي عن السلاح واعتماد النضال الديمقراطي، غير أنَّ الجناح العسكري ظل يراوغ في التنفيذ، متمترساً خلف ذرائع «الاحتلال» التركي أو «الانحرافات القومية» في إقليم كردستان العراق، لكن الضربات الجوية المكثفة التي تلقتها قواعد الحزب في الشهور الأخيرة، ونجاح تركيا في تقليص العمق اللوجيستي للتنظيم، يبدو أنها دفعت القيادة الفعلية إلى مراجعة خياراتها، خصوصاً مع التململ الشعبي في بعض الأوساط الكردية من استمرار الحرب في مناطقهم.
مع ذلك، لم يكن الموقف موحداً داخل المنظومة المرتبطة بالحزب، فبينما رحّبت بعض الشخصيات في أوروبا التابعة لـ«مؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني» (KCDK-E) بالقرار، وعدّته «خطوة تاريخية نحو الاعتراف الدولي»، التزمت واجهات أخرى الصمت، خصوصاً في سوريا، حيث يسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على مناطق واسعة في شمال شرقي البلاد بدعم أميركي، ويتعاون تكتيكياً في بعض الملفات مع كلّ من إيران وروسيا، وقد تكون هذه المناطق - التي تتقاطع فيها المصالح الدولية - غير جاهزة بعد لتكرار تجربة حل التنظيم. أما في سنجار، حيث يتعاون جناح من الحزب مع ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي، فقد عُدّ القرار مناورة سياسية لتخفيف الضغط التركي والدولي، دون أن تتبعه خطوات عملية على الأرض. وبالمثل، تلوذ وحدات مقاومة سنجار (YBŞ) بالصمت، رغم أن علاقتها بقيادة قنديل كانت عضوية في السنوات الماضية.
وفي إقليم كردستان العراق، ورغم الخلافات العميقة بين قيادة الإقليم وحزب العمال، فقد أبدت حكومة الإقليم ترحيباً مشروطاً بالقرار، خاصة إذا ترافقت «نية حل التنظيم» بخطوات فعلية على الأرض، أهمها: الانسحاب من المناطق الحدودية، إنهاء الوجود العسكري في سنجار ومخمور، وقف التدخل في الشأن السياسي الداخلي للإقليم. ويرى مراقبون في أربيل أن الإقليم يسعى لاستثمار هذا التحول لتثبيت الاستقرار الأمني في مناطقه الحدودية وجذب الاستثمارات، خصوصاً مع تزايد الحديث عن مشاريع ربط اقتصادي بين تركيا والخليج عبر الأراضي الكردية.
لكن السؤال الأهم يبقى: هل يمثل هذا القرار تحولاً فكرياً فعلياً أو مجرد تكتيك ظرفي؟ البعض يشكك، عادّاً أن حزب العمال يجيد «إعادة تشكيل نفسه» كلما اشتد الخناق، فمن الحزب الشيوعي الكلاسيكي في الثمانينات، إلى اليسار التحرري المتأثر بكتابات الأميركي موراي بوكتشين، ثم إلى تبني «الكونفدرالية الديمقراطية» كنموذج غير دولتي، لطالما استخدم الحزب أدوات فكرية لتبرير تحركاته، من دون أن يلتزم تماماً بالتحول من العمل المسلح إلى المدني، ومع ذلك، فإنَّ الاعتراف الضمني بـ«نهاية العمل المسلح» قد يكون مؤشراً لتيار داخل الحزب بات مقتنعاً بأنَّ مكاسبَ الحرب وصلت إلى حدودها، وأنَّ المرحلة المقبلة تتطلَّب أدوات سياسية وإدارية جديدة، خاصة في ظلّ نفاد الصبر الدولي من الحركات المسلحة، وتصنيف الحزب منظمة إرهابية في كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
في التحليل الأخير، يمكن النظر إلى القرار بوصفه استجابة لتوازنات جديدة في المنطقة، وضغوط عسكرية وسياسية لم يعد الحزب قادراً على تجاوزها. كما يمكن فهمه بوصفه مدخلاً لتحسين صورته دولياً، وفتح قنوات تفاوض جديدة، وربَّما تقنين وجوده في مناطق نفوذه عبر واجهات مدنية أو محلية أكثر قبولاً. لكن ما لم يترافق ذلك مع خطوات ملموسة على الأرض، فسيظلُّ القرار أقرب إلى إعادة تموضع تكتيكية منه إلى تحول آيديولوجي حقيقي، وسيبقى الباب مفتوحاً أمام عودة الحزب إلى الجبل متى ما تغيّر المزاج الإقليمي والدولي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سودارس
منذ 29 دقائق
- سودارس
ثلاثية تطورات الأحداث في دارفور
واولها: تداعيات العمليات العسكرية الميدانية ، فقد صدت الفاشر أمس الاثنين 21 يوليو 2025م – بفضل الله – الهجوم رقم 223 ، وخسرت المليشيا المتمردة الكثير من عتادها ومستنفريها ، بينما تراجع زخم عملياتها على بابنوسة بعد الخسائر الكبيرة هناك.. دون ان نغفل عن عوامل مهمة : – ما يجرى في شمال كردفان من عمليات عسكرية والتوقعات الميدانية وتطورات الأوضاع في جنوب كردفان ، بعد أن فشلت حركة الحلو في أحداث أى اختراق عسكري وكذلك مجموعات التمرد بالنيل الأزرق.. – حالة التململ في تحالفات المليشيا وحاضناتها الإجتماعية ، فمن الواضح أن الإتفاق مع الحلو جاء على حساب المسيرية في ارضهم وسلطتهم.. وجانب آخر حول ظروف العمليات الميدانية والتسليح والتشوين ، حيث شكا قادة المسيرية بالمليشيا من الإهمال ، وهذا ما تحدث به حسين برشم والصادق ماكن والتاج فولنجق ، بل وتداولوا حوله.. – والنقطة الثانية ، هى نتائج مؤتمر الرباعية المؤجل في واشنطن وتوقعات انعقاده في 29 يوليو الجاري ، وهو في جوهره ضغوط دولية واقليمية على الحكومة السودانية للقبول بتطبيع العلاقة السياسية والمجتمعية مع المليشيا المجرمة ، وضمان عدم تحميل دولة الإمارات العربية المتحدة ما حدث من جرائم وانتهاكات مروعة وفظائع غير مسبوقة ، ومع ذلك تشارك في المؤتمر ، ودون أي حاجة للتقليل من زخم هذه المؤتمرات ، فانها محدودة الفاعلية ما لم تستمد قوتها من مشاركة الدولة السودانية وتتسق مع التطلعات الوطنية ، لا أحد يمكنه فرض شروط على شعب.. – وثالث الشواهد هو سعى المليشيا لاعلان سلطة ، وقد تمت ترتيبات في نيالا ، لا تتجاوز صيانة امانة الحكومة ومبنى الضيافة وبعض المرافق ، وهذا توجه قاصر ، وشكلى وهو يشير إلى عقلية المليشيا المتمردة وداعميها في النظر إلى مفهوم الدولة (الأرض والشعب والتاريخ) ، ومقومات السلطات ، فهذه الأشكال المهرجانية مجرد زيف ، ارادوا أن يعلنوا في القصر الجمهوري صبيحة 15 ابريل 2023م ، فانتهى بهم الأمر إلى سرادب سرية في نيالا وزالنجى .. د.ابراهيم الصديق على 22 يوليو 2025م script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
وزير الدفاع الإسرائيلي: هناك احتمال لتجدد الحملة على إيران
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الثلاثاء إن هناك احتمالاً لتجدد الحملة على إيران. وجاءت تصريحات كاتس خلال تقييم شامل للوضع مع عدد من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الأركان. وشدد في بيان صادر عن مكتبه على ضرورة إعداد خطة فعالة للمستقبل لضمان عدم استئناف إيران برنامجها النووي. وكانت وسائل إعلام رسمية أفادت أمس الثلاثاء بأن استخبارات الحرس الثوري الإيراني حذرت المواطنين الإيرانيين من تزايد محاولات التجنيد من جانب أجهزة مخابرات "دول معادية". ويتزايد قلق إيران حيال التعرض لاختراق من جانب جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بعد أن تمكنت تل أبيب من اغتيال عدد كبير من القادة العسكريين والعلماء النوويين في حربها الجوية التي استمرت 12 يوماً على إيران الشهر الماضي. إيرانيون يخشون حرباً جديدة صمد وقف إطلاق النار الذي أنهى حرباً استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل لمدة شهر تقريباً من دون وقوع حوادث، لكن العديد من الإيرانيين لا يزالون يشعرون بالقلق ويعيشون حالة من الريبة وسط استمرار مخاوفهم من مواجهة عسكرية جديدة. وقال بيمان البالغ 57 سنة وأحد سكان شيراز في جنوب إيران "لا أعتقد أن وقف إطلاق النار هذا سيصمد". وشيراز إحدى المدن التي تعرضت لضربات عندما شنت إسرائيل حملة قصف غير مسبوقة على خصمها اللدود. وانتهت الهجمات التي كانت من الأعنف بين العدوين، بوقف لإطلاق النار أُعلن في 24 يونيو (حزيران). غير أن إسرائيل لمحت إلى احتمال عودتها للقتال إذا حاولت إيران معاودة بناء منشآت نووية أو القيام بأعمال تعتبر تهديداً، مثل نقل أو تطوير قنبلة ذرية، وهي مساع دأبت طهران على نفيها. وتعهدت إيران في المقابل توجيه رد قاس إذا ما هوجمت مجدداً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتتعثر المساعي الدبلوماسية المتعلقة بالملف النووي مع الولايات المتحدة التي انضمت لفترة وجيزة إلى الحرب بشن هجمات على مواقع نووية رئيسية، ما يعمق الشعور بالريبة بشأن ما سيأتي لاحقاً. وقال حميد وهو موظف حكومي يبلغ 54 سنة رفض إعطاء اسمه الكامل "أخشى أن تبدأ الحرب مجدداً". ورأى أن الحرب "ستؤدي إلى وفاة مزيد من الأشخاص الأبرياء ودمار البنى التحتية للبلد". خلال الحرب ضربت إسرائيل مدناً رئيسية من بينها العاصمة طهران مستهدفة مواقع عسكرية ومبان حكومية وهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية. وقُتل أكثر من ألف شخص في إيران، بحسب السلطات. وتسببت الضربات بالصواريخ والمسيرات في مقتل 29 شخصاً في إسرائيل. وفر العديد من سكان طهران إلى أجزاء أخرى من إيران رغم أن القليل من المناطق لم تسلم من الانفجارات والسماء المغطاة بالدخان. وبعد قرابة الشهر اندلعت سلسلة من الحرائق في إيران في الأيام القليلة الماضية بينها حريق في منشأة نفط رئيسية، ما أثار تكهنات سارع المسؤولون إلى رفضها ونفوا وقوع أي أعمال تخريب. وقالت غولاندام بابائي ربة المنزل البالغة 78 سنة من محافظة كرمنشاه الواقعة غرباً "هذه الحرب أرعبتني حقاً". عاشت غولاندام حرب الثمانينات بين إيران والعراق، وهي ذكرى مؤلمة لكثيرين من جيلها. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية "ظللت أدعو الله ألا يسمح بتكرار الماضي". وقالت بابائي "ظللت أفكر أنني لا أريد الفرار مرة أخرى، ليس لدينا مكان نذهب إليه. لا أستطيع الركض إلى الجبال كما في الماضي". وبالنسبة إلى علي خنزادي، المحارب السابق البالغ 62 سنة، فإن الحرب مع إسرائيل سلطت الضوء على تغييرات مقارنة بالثمانينات عندما "لم يكن لدينا معدات عسكرية متطورة" لمحاربة العراقيين. وقال خنزادي الذي أصيب في إحدى المعارك عام 1993، إن الحرب مع إسرائيل وإن كانت مدتها أقصر، اتسمت ببعد أكثر خطورة. وفي مواجهة التهديدات والهجمات الإسرائيلية كانت السلطات الإيرانية تدعو باستمرار إلى الوحدة الوطنية. وصرح المرشد الأعلى علي خامنئي أن الهجمات الإسرائيلية هدفت إلى إطاحة النظام الديني في الجمهورية الإسلامية وحض الدبلوماسيين الإيرانيين على التعامل مع المرحلة المقبلة "بعناية ودقة" فيما تمضي البلاد قدماً بحذر. وأكدت طهران أنها لا تزال منفتحة على الدبلوماسية النووية مع الولايات المتحدة التي تعثرت بسبب الحرب، لكن المسؤولين أبدوا قلقهم إزاء تجدد الهجمات وطالبوا بضمانات أميركية غير محددة لاستئناف المفاوضات. ويبدو أن لدى عامة الناس الإيرانيين المخاوف نفسها من احتمال اندلاع النزاع مرة أخرى. وقال حميد "آمل بألا يحدث هذا". وأكدت بابائي أنها تدعو "من أجل السلام، ومن أجل أن نبقى آمنين في منازلنا".

سودارس
منذ 2 ساعات
- سودارس
نشر في كوش نيوز يوم 22 - 07
■ آخر لقاء جمعني بالفريق الكباشي كان ظهر جمعة يوم تشييع الأستاذ عبدالكريم الكابلي بحي الصبابي ببحري .. يومها تنادت أجيال من محبي كابلي المثقف .. الفنان والإنسان .. تنادوا لحضور دفنه في وطنه بعد أن تمت مواراته الثري مؤقتاً في أمريكا..قال لي الفريق الكباشي إنه في ذلك اليوم جاء وهو يقود عربته بنفسه حتي لاتفوته لحظات وداع كابلي حيث كاد تأخير تحضير الكنفوي الرسمي أن يؤخره عن تلك المناسبة الحزينة .. ■ كان حديث الفريق الكباشي متماسكاً وواضحاً في عدة قضايا ومحاور أبرزها الحراك الذي يدور في عواصم أوروبية وعربية لنقاش قضية السلام ووقف الحرب في السودان .. ومما علمته من الفريق الكباشي أن قيادة البلاد لم تتلق إتصالاً رسمياً من أي جهة خارجية فيما يتعلق بالنقاش والتداول الخارجي حول قضايا الحرب والسلام في السودان .. ومع هذا _ والحديث للكباشي _فإن الأجهزة الرسمية للدولة تتحسب لأي طارئ عبر خطة تفكير جمعي للتعامل مع المستجدات .. ■ يري الفريق الكباشي أن تحديات السودان مابعد الحرب ستكون كبيرة خاصة فيما يلي رتق النسيج الاجتماعي والتعافي المجتمعي وهي مهمة تنتظر قطاعات المجتمع كافة ..وفيمايلي المشهد السياسي والتنفيذي في البلاد قال إن تدابير عدة تجري علي قدم وساق لجمع أصحاب المصلحة العليا في البلاد للتشاور حول عدة آليات للتفاكر حول تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي وقال إن الحوار لم يتوقف مطلقاً حول قضايا تشكيل الحكومة نافياً أن تكون هنالك أي ضغوط أو إملاءات علي رئيس الوزراء لاختيار أسماء بعينها للوزارت وأوضح أنه استقبل عدداً من القيادات والكيانات الأهلية بالسودان تحدثوا بصراحة ووضوح عن رأيهم في قضايا عدة من بينها ضرورة مشاورتهم وتنويرهم في هموم البلاد مشيراً إلي أن هذا من حقهم لأن أراءهم تبنع من حرصهم الوطني علي السودان في حاضره ومستقبله .. ■ وعن سير العمليات في كردفان ودارفور قال الفريق الكباشي إن الخطة العملياتية تمضي وفق ماتم ويتم التخطيط له وأن النصر سيكون قريباً بإذن الله ..