
العبداللات لـ "فلسطين": إدراج حماس على اللائحة السوداء "قرار سياسي مخالف للعدالة الدولية"
انتقد الحقوقي موسى العبداللات عضو منظمة العدالة الواحدة لحقوق الإنسان الدولية، قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على اللائحة السوداء، معتبراً أنه يستند إلى "مزاعم إسرائيلية باطلة" ولا يقوم على تحقيقات مستقلة أو أدلة قانونية موثوقة.
وأوضح العبداللات في حديث مع صحيفة "فلسطين"، أن الأمين العام للأمم المتحدة "تجاهل أبسط مبادئ العدالة التي توجب عليه الاستناد إلى حقائق ملموسة وتحقيقات مهنية"، مشيراً إلى أن "التسليم بالأكاذيب الإسرائيلية، التي اعتاد المجتمع الدولي تصديقها دون تمحيص، يعد سابقة خطيرة تضر بمصداقية الأمم المتحدة ودورها المفترض في حماية حقوق الشعوب تحت الاحتلال".
وأوضح أن اتخاذ هذا القرار دون إشراك حركة حماس أو الاستماع إليها "يشكل انحيازاً فاضحاً للرواية الإسرائيلية"، في وقت يتواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "مجازر إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى جانب سياسات التجويع الممنهج والتهجير القسري"، على حد تعبيره.
ولفت العبداللات إلى أن الملف القانوني المتعلق بجرائم الحرب في فلسطين "يعاني من جمود متعمد لدى مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية"، في مقابل ما وصفه بـ"تطور إيجابي تشهده المحاكم الأوروبية، حيث بدأت خطوات فعلية لملاحقة مسؤولين إسرائيليين بارزين من بينهم بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش وغيرهما بتهم ارتكاب جرائم حرب".
وأكد أن إدراج حماس على اللائحة السوداء "ليس سوى قرار سياسي أمريكي بامتياز، يهدف إلى تشويه صورة الحركة وسمعتها الدولية، وحرف البوصلة عن الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين في غزة، وخاصة النساء والأطفال والشيوخ".
وأضاف العبداللات أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى "تمثل الغالبية المطلقة للشعب الفلسطيني، الذي يخوض معركة وجودية من أجل دحر الاحتلال واسترداد أرضه المغتصبة"، مؤكداً أن "القرارات الدولية، بما فيها قرارات الأمم المتحدة وأحكام المحكمة الجنائية الدولية، أقرت بوضوح أن غزة والضفة الغربية أراضٍ محتلة، وأن مقاومة هذا الاحتلال حق مشروع كفلته المواثيق الدولية".
وبيّن أن حماس "تطبق في مؤسساتها آليات محاسبة داخلية تضمن العدالة لكل من يخالف القانون الدولي أو القوانين المحلية"، في حين أن "الفبركات الإسرائيلية والأكاذيب المتواصلة لا تهدف سوى إلى صرف أنظار العالم عن جرائم الحرب والإبادة وعمليات التدمير الشامل لقطاع غزة".
وشدد على أن "الحقيقة التي يحاول الاحتلال طمسها هي أن الشعب الفلسطيني يواجه سياسة ممنهجة من الإبادة والاقتلاع، بينما يجري استخدام المنصات الدولية للتغطية على هذه الجرائم بدلاً من محاسبة مرتكبيها"
وأكد العبداللات أن هذا الواقع الكارثي كان يتطلب من الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات الدولية "ممارسة ضغط حقيقي وفاعل على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات بشكل عاجل، والعمل الجاد على وقف جرائم الإبادة بحق المدنيين"، بدلاً من الانجرار وراء "الأكاذيب والافتراءات الإسرائيلية التي لا هدف لها سوى تبرير العدوان وإخفاء جرائم الحرب المستمرة".
وبيّن أن الاحتلال يواصل قصف ما يسميها "المناطق الآمنة" بعد ساعات من إصدار بيانات طمأنة كاذبة، الأمر الذي يشكل دليلاً إضافياً على سياسة الخداع المنهجي التي يمارسها لتضليل الرأي العام العالمي، في ظل صمت المجتمع الدولي والإقليم والدول العربية.
وأشار إلى أن "قضية فلسطين اليوم تمثل أكثر قضايا العالم عدالة ووضوحاً"، مؤكداً أن الرواية الفلسطينية "انتصرت أمام الرواية الإسرائيلية الفاشية، لا سيما بعد عملية طوفان الأقصى التي أسقطت الكثير من المزاعم الإسرائيلية، وجعلت الرأي العام الدولي، خاصة في الغرب، أكثر وعياً بحقيقة ما يجري على الأرض".
ووفق العبداللات، فإن هذا الانتصار المعنوي للرواية الفلسطينية "لم يكن ليتحقق لولا التضحيات الجسيمة التي قدمها أهل غزة، بصمودهم الأسطوري في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، ورفضهم للتهجير القسري، وثباتهم على أرضهم رغم المجازر اليومية وجرائم الإبادة التي تستهدفهم".
وختم بالتأكيد على أن "التاريخ سيسجل أن الشعب الفلسطيني في غزة، رغم الحصار والتجويع والإبادة، وقف بصلابة نادرة ليقول للعالم إن الأرض لا تُترك، وإن المقاومة حق مشروع لا يمكن مصادرته بقرارات سياسية مسيسة أو قوائم سوداء تُفصل على مقاس الاحتلال وحلفائه".
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 27 دقائق
- معا الاخبارية
الكشف عن خطة احتلال مدينة غزة..الدفع بتعزيزات على حدود الاردن
بيت لحم معا- من المتوقع أن يعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي خطة احتلال غزة على وزير الحرب يسرائيل كاتس اليوم (الثلاثاء) . وفي إطار ما سمي تصعيد الضغط العسكري على حماس، اقتحمت قوات الاحتلال حي الصبرا بجانب حي الزيتون مصحوبةً بقصف مدفعي وغارات جوية. وتشير التقديرات إلى أن معظم مهام السيطرة على مدينة غزة ستُوكل إلى القوات النظامية. وفي الوقت نفسه، بحسب موقع واللا العبري فقد بدأت الفرقة 96 بقيادة بتوزيع أوامر التجنيد على جنود الاحتياط لمدة 45 يومًا لمهام "دفاعية" على الحدود الإسرائيلية الأردنية تحت قيادة المنطقة الوسطى. ووفقًا للخطة، التي نُشرت في صحيفة "إسرائيل اليوم"، فإن معظم القوات التي ستنفذ المناورة ستكون من الجيش النظامي، ولكن لتمكين هذه الخطوة، سيتم تجنيد ما بين 100 ألف و130 ألف جندي احتياطي للانتشار في قطاعات أخرى بدلاً منهم. في المرحلة الأولى، تُعرّف العملية بأنها السيطرة على المدينة وتطويقها باستخدام ثلاث إلى أربع فرق، ويقدر الجيش أنه في غضون شهرين من انطلاقها، سيكون من الممكن تحقيق السيطرة على المنطقة. ومع ذلك، ستبقى قوات الاحتياط لفترة أطول من أجل ما سموه تطهير المنطقة من قوات حماس . وفقًا للتقرير، يعتقد جيش الاحتلال أنه من الممكن شن العملية خلال الأسابيع المقبلة، لكن العملية برمتها مرهونة بقرار القيادة السياسية. وسيتم عرض البدائل المختلفة هذا الأسبوع اليوم على كاتس ويوم الخميس في جلسة نقاش في الكابنيت. ولن تُرسل أوامر الاستدعاء إلى قوات الاحتياط إلا بعد اتخاذ قرار سياسي. في الوقت نفسه، يُكثّف جيش الاحتلال عدوانه حول مدينة غزة، حيث أجرى جيش الاحتلال مناورات في الأيام الأخيرة في حي الزيتون، وكذلك في حي الصبرا وجباليا.


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
حماس تطالب بضمانات مكتوبة بعدم عودة العدوان ونتنياهو لم يغلق الباب أمام اتفاق جزئي
بيت لحم معا- نجح اقتراح الوسطاء الجديد في تضييق بعض الهوة بين إسرائيل وحركة حماس، التي "تصرّ وفقًا لشبكة CNN على تلقي ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بعدم استئناف القتال. والآن، وبعد تلقي رد من الحركة أصبحت الكرة في ملعب إسرائيل. وقبل ثلاثة أسابيع ونصف، طالبت حماس بالإفراج عن 200 سجين مؤبد، ووافقت إسرائيل على 125 اسيرا فلسطينيا. الآن، خفّضت حماس العدد المؤبد إلى 150-140 سجينًا، بفارق 25 سجينًا فقط. كما أبدت حماس مرونة بشأن مساحة المنطقة العازلة. وافقت حماس الآن على مساحة تتراوح بين 800 و1000 متر، بينما كان المطلب الإسرائيلي يتراوح بين 1200 و1000 متر. أطلق مصدر دبلوماسي عربي على المقترح اسم "ويتكوف بلاس"، لأنه يستند إلى الخطة القديمة. وقال إنه في حال موافقة إسرائيل، ستتلقى دعوةً لإجراء محادثات في الدوحة أو القاهرة، حيث ستُناقش التفاصيل المتبقية. ومن المرجح أنه في حال وجود محادثات وثيقة، قد نرى حتى زيارة ويتكوف نفسه إلى المنطقة لإتمام الصفقة. بالإضافة إلى ذلك، صرحت مصادر مصرية لقناة العربية السعودية أن "الوضع الأمني لا يسمح بالإفراج عن جميع الأسرى الأحياء دفعةً واحدة. سترد إسرائيل على الاتفاق المقترح قبل نهاية الأسبوع. وقد وجه الوسطاء دعوةً إلى فريق التفاوض الإسرائيلي وهم بانتظار الرد. وسيُعقد اجتماع قريبًا بين الوسطاء وكبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين. لن تشارك حماس في عمليات حفظ الأمن داخل غزة مستقبلًا، وستكون هناك خطة جديدة لتوزيع المساعدات في غزة، وستُناقش مسألة سلاح حماس خلال وقف إطلاق النار". أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حماس يجب ألا تشارك في حكم قطاع غزة مستقبلاً. وحدد "خمس نقاط أساسية" للاتفاق: نزع سلاح حماس؛ إعادة جميع الأسرى - أحياءً وأمواتاً؛ نزع سلاح القطاع؛ السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، بما في ذلك محيطه؛ وحكومة مدنية بديلة ليست من حماس أو السلطة الفلسطينية. يؤجل الاقتراح بدرجة أو بأخرى مسألة اليوم التالي للحرب إلى مفاوضات الستين يومًا. وصرح مصدر مطلع على تفاصيل المحادثات لشبكة CNN أن حماس "تصر" على ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار حتى بعد ستين يومًا. ووفقًا له، تطالب حماس ترامب بالالتزام بضمان عدم عودة إسرائيل إلى القتال - ولكن في هذه المرحلة لا يزال من غير الواضح ما هي الضمانات التي يرغب الأمريكيون في تقديمها، ومن سيكون الضامن لتقديمها. بقية تفاصيل الاقتراح معروفة ومتفق عليها: ستفرج حماس عن نصف الأسرى الأحياء والأموات مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا - 10 أسرى أحياء و 18 جثة. و خلال هذه الفترة، ستُعقد مفاوضات لإنهاء الحرب. هذا الجزء مطابق تمامًا للاتفاق الأصلي. قُدّم رد حماس إلى الجهات المختصة لدراسته والبحث عن أي "مغالطات" فيه، ومن المرجح أن يقبل الأمريكيون بهذه الصفقة، وعندها سيُمارس الضغط على إسرائيل للموافقة عليها.


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
"القتل البطيء".. 23 شهرًا من النزوح القسري تأكل أرواح الغزيين
غزة/ نبيل سنونو في خيمة مهترئة تحت لهيب الشمس وسط مدينة غزة، يرزح شاهر الكفارنة (43 عاما) مع أسرته، تحت وطأة انعدام مقومات العيش للشهر الـ23 تواليا، بعدما قصف الاحتلال منزلا شيده في بيت حانون ولم يسكنه سوى أربعة أيام، قبل بدء حرب الإبادة الجماعية. على مدار الحرب الجارية، أحال الاحتلال حياة الكفارنة وسائر الغزيين العزل إلى "كارثة إنسانية" -كما تصفها الأمم المتحدة- عبر التشريد القسري تحت النار، وتدمير المنازل، والتجويع والتعطيش، واستهداف البنى التحتية، إلى جانب القتل المباشر. "دورة الحياة توقفت.. هذا هو الموت البطيء"، بهذه العبارة يصف الكفارنة وزوجته واقع حالهما لـ "فلسطين أون لاين"، بينما كانا يتصببان عرقا، وينظران إلى طفلتهما إيلياء (عام ونصف) التي تعاني من سوء التغذية. هي معاناة قسرية، يئن منها الكفارنة الذي كان يعمل كهربائيا قبل الحرب، وبات في خضمها عاطلا عن العمل، حاله كحال معظم العمال في غزة، مع تدمير الاحتلال جميع مناحي الحياة، ومنها الاقتصادية. وعندما بدأ الاحتلال حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان ذلك نقطة تحول في حياة الكفارنة الذي لم يترك له العدوان فرصة للفرح بمنزله الذي شيده بنحو 200 ألف دولار، وبات الآن مشردا في شوارع غزة المدمرة. ومنذ اليوم الأول للحرب، أسقط الاحتلال حمم نيرانه وقذائفه على المدنيين، لاسيما في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. "طلعنا تحت النار قسرا"، يقول "أبو حسين" عن بداية "رحلة القهر". يمسح على رأس طفلته "إيلياء" التي تعاني مع أسرتها من الواقع ذاته، ويضيف: "نزحنا من بيت حانون إلى المعسكر ثم للنصيرات ثم لدير البلح، وعدنا إلى النصيرات مجددا، ومنها إلى بيت حانون، فغزة". وتكبد الرجل المزيد من المعاناة، عندما انقلب الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 18 مارس/آذار، وأعاد التوغل في محافظة شمال القطاع، وشرق مدينة غزة، ثم جنوبها. وفي كل مرة، يحاول فيها النجاة بنفسه وأسرته، لا يتمكن تحت خطر القصف من اصطحاب أي من أمتعته الشخصية. "بنطلع بس بأواعينا اللي لابسينها". وتشير زوجته إلى الطفلة "إيلياء"، مبينة أنها تفتقر إلى الملابس اللازمة في فصل الصيف، بسبب الحصار المطبق. يحاول بلا جدوى تجفيف عرق طفلته، التي تتضور جوعا بسبب منع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/آذار، مشيرا إلى أن هذه المعاناة تقترب من دخول عامها الثالث. ويعاني أفراد الأسرة من الأمراض الجلدية مع شح المياه وارتفاع درجات الحرارة واهتراء المأوى، وانتشار مياه الصرف الصحي بين الخيام. وفي غياهب العيش اللاإنساني، يكافح الكفارنة لإنقاذ المستقبل التعليمي لأبنائه، مع تدمير الاحتلال للمؤسسات التعليمية، وقطعه الكهرباء ومنع توليدها في قطاع غزة، وتأثر خدمات الإنترنت بالعدوان. وبينما يسعى ابنه الأكبر لاستكمال تعليمه الجامعي الإلكتروني من العدم، لا يسعفه الحال، وقلة المال، من تمكين ابنته (19 عاما) من مواصلة تعليمها في مجال الوسائط المتعددة. أما ابنته الأخرى التي كان من المفترض أن تلتحق قبل عامين بالثانوية العامة فقد سلبت منها ظروف الحرب حقها في التعليم، في وقت تكافح شقيقتها في الصف الأول الإعدادي لمواكبة متطلبات مرحلتها التعليمية مع انعدام المقومات. ورغم كل ذلك، لا يزال الاحتلال يهدد بتشريد نحو مليون مواطن من وسط وغرب مدينة غزة في إطار عدوان بري آخر يلوح به، وهو ما يشبهه الكفارنة بأنه "ضرب في جثة"، في إشارة إلى حالة الإنهاك التي يعاني منها النازحون. ويتابع: لا طاقة لنا بأن ننزح مرة أخرى إلى جنوب القطاع. ومنذ بداية الحرب، هدد الاحتلال المواطنين، مطالبا إياهم بالنزوح القسري إلى جنوب القطاع الذي زعم أنه "آمن"، بيد أنه ارتكب هناك الإبادة ذاتها التي مارسها في شمال القطاع، كما احتل مدينة رفح بما في ذلك الجانب الفلسطيني من المعبر مع مصر، ودمر معظم محافظة خانيونس، وزج النازحين في شريط ضيق يطاله الاستهداف المكثف أيضا، قرب شاطئ البحر. عذاب يومي بالكاد، تحاول "أم حسين" في ذروة الحر التقاط أنفاسها، قائلة: "احنا بننشوي من الشوب، والخيمة ضيقة، ومعنا كمان أخت زوجي أرملة". تجد هذه السيدة نفسها وسط بحر من المتاعب، تلطمها فيه أمواج العذاب اليومي في الكفاح بحثا عن لقمة عيش، أو شربة ماء، أو نوع دواء، كأنما تطحنها الرحى. "بننقل مية من مسافات بعيدة.. بنصف طوابير عشان نجيب صحن عدس إذا توفرت التكية"، تصف بذلك واقع نضال يومي تخوضه لتوفير أبسط المقومات الحياتية. وتشير إلى أن سماح الاحتلال بإدخال بضعة شاحنات من البضائع التجارية لغزة لم ينه واقع المجاعة المستشرية، لاسيما مع افتقار المواطنين المجوعين القدرة على شرائها بأسعار باهظة. وتتابع بحسرة: "فقدنا كل شيء... لم يتبق فينا سوى الروح"، التي تفتك بها أيضا الحرب. أما ابنتها التي لم تتمكن من إكمال تعليمها الجامعي، فتبدو في حالة من الإحباط الذي يجتاح مشاعرها، قائلة إنها تأثرت بشدة من النزوح والحرب، ولم تعد واثقة بأنها قادرة على مواصلة مشوارها التعليمي. وفي ظل هذا الواقع اللاإنساني، جاء تحذير المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام مهنا، في تصريحات سابقة لـ "فلسطين أون لاين" من أن أي أوامر إخلاء إضافية لأهالي غزة تهدد بتفاقم "الوضع المروع على الأرض"، مشددا على وجوب التوصل إلى اتفاق فوري ومستدام لإطلاق النار. ويواجه قرابة 1.9 مليون غزي، أي ما يعادل 90% من إجمالي الأهالي، أوضاعا إنسانية كارثية بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح مع استمرار العدوان. وتشير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أن آلاف العائلات تعرضت للنزوح عدة مرات، ما فاقم من هشاشة أوضاعهم وأفقدهم أي شعور بالأمان أو الاستقرار. وفي تموز/يوليو وآب/أغسطس، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في القطاع، إذ يعاني النازحون من فشل شبه كامل في مواجهة الحر ونقص حاد في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية—وما بات يُوصف بـ'أسوأ سيناريو مجاعة' في أجزاء واسعة من القطاع. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، قتلا وتدميرا وتجويعا وتعطيشا وتشريدا، أسفرت عن استشهاد 61944 غزيا وإصابة 155886 آخرين، وفق وزارة الصحة. وبينما يستمر الاحتلال في تهديدهم بموجات نزوح جديدة تمثل بالنسبة لهم "مقتلة" لا حدثا عابرا، يحاول الغزيون المنهكون الإمساك ببقايا حياة، علّهم يصمدون حتى تنطفئ نار حربٍ إبادة فتكت بحقوقهم الإنسانية على مرأى العالم. المصدر / فلسطين أون لاين