logo
الأردن يجلي "الدفعة الأكبر" من الأطفال المرضى والمصابين من غزة، ومنظمات أممية تقول: "الأطفال يموتون أمام أعيننا"

الأردن يجلي "الدفعة الأكبر" من الأطفال المرضى والمصابين من غزة، ومنظمات أممية تقول: "الأطفال يموتون أمام أعيننا"

BBC عربيةمنذ 6 أيام
أجلى الأردن "الدفعة الأكبر" من الأطفال المرضى والمصابين من غزة، منذ بدء مبادرته في مارس/آذار الماضي، في وقت دعت منظمة الصحة العالمية مزيداً من الدول لاستقبال أكثر من 10 آلاف شخص بـ "حاجة لإجلاء طبي".
وبلغ عدد الأطفال الذين أجلوا الأربعاء، 35 طفلاً برفقة 72 من ذويهم من قطاع غزة، إذ تم إجلاؤهم براً عبر جسر الملك الحسين، "وفق إجراءات محكمة وبإشراف الفرق المختصة إلى الأردن ضمن مبادرة الممر الطبي الأردني، ووزّعوا على عدد من المستشفيات الخاصة في المملكة".
وقال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، فوزي الحموري، لبي بي سي، إن هؤلاء الأطفال "يعانون من إصابات متنوعة"، موضحاً أن "الأطفال الذي تم إجلاؤهم يعانون من مجموعة من الحالات المعقّدة، أبرزها تشوهات خلقية أو مكتسبة في القلب، وإصابات بالرأس وشظايا في مناطق مختلفة بالجسم، وإصابات في الأعيُن، إضافة إلى حالات بتر الأطراف العلوية والسفلية التي تستدعي تركيب أطراف صناعية متقدمة".
وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال "بين أقل من عام واحد وحتى عمر الـ 18 عاماً"، وفق الحموري.
وتعليقاً على أن هذه الدفعة تعد الأكبر من حيث أعداد المرضى الذين تم إجلاؤهم منذ انطلاق المبادرة، يقول الحموري: "واجهنا خلال الدفعات السابقة - وبما فيها هذه الدفعة - الكثير من الصعوبات والتحديات للحصول على موافقات الجيش الإسرائيلي"، إضافة إلى "محدودية قدرة الصحة العالمية على إجلاء أعداد أكبر بسبب الأوضاع غير الآمنة في قطاع غزة وتدمير البنية التحتية، إذ لا توجد طرق صالحة لمرور وسائل النقل".
وأضاف أن "العديد من الأطفال وذويهم من الذين كان مبرمجاً لهم أن يحضروا إلى الأردن لتلقي العلاج، استشهدوا بسبب تأخّر إجلائهم وتعرضهم لمضاعفات ونتيجة للقصف المستمر على قطاع غزة" على حد تعبيره.
"لا أريد لابني أن يموت": لماذا أعاد الأردن 17 طفلاً فلسطينياً لقطاع غزة؟
وفي سؤال بشأن ما إذا كان سيتمّ إعادة هؤلاء الأطفال إلى القطاع بعد تلقي العلاج، قال الحموري: "تتم إعادتهم بعد الانتهاء التام من معالجتهم والتأكد بأن حالتهم الصحية تسمح بعودتهم"، مؤكداً أن "الأردن يلتزم بثوابت واضحة وفي مقدمتها رفض التهجير القسري، إذ يتعامل مع هذه المبادرة من منطلق إنساني بحت، مع العلم أن آلية الإجلاء والعودة تتم بالتنسيق الكامل مع الخدمات الطبية الملكية الأردنية، ضمن ترتيبات تضمن سلامة المرضى وكرامتهم".
وبلغ العدد الإجمالي للأطفال الذين تم إجلاؤهم من غزة إلى مستشفيات خاصة في الأردن إلى 112 طفلاً منذ انطلاق المبادرة، إضافة إلى 241 مرافقاً، وفق جمعية المستشفيات الخاصة في المملكة.
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، قد أعلن خلال لقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في واشنطن، في 11 فبراير/ شباط الماضي، عزم بلاده إجلاء نحو 2000 طفل مريض في غزة إلى الأردن لتلقي العلاج.
دعوة أممية لاستقبال مرضى غزة
في غضون ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية الأربعاء، مزيداً من الدول إلى استقبال وعلاج مرضى قطاع غزة، بعد الإجلاء الطبي لمجموعة من المرضى غالبيتهم من الأطفال إلى الأردن.
وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على منصة إكس: "أشرفت منظمة الصحة العالمية اليوم على عملية الإجلاء الطبي لـ 35 مريضا معظمهم أطفال، من غزة إلى الأردن برفقة 72 شخصاً من أفراد عائلاتهم".
وأضاف: "نحن ممتنون لحكومة الأردن على دعمها المتواصل وتوفيرها الرعاية المتخصصة للمرضى ذوي الحالات الحرجة"، مشيراً إلى أنه "لا يزال أكثر من 10000 شخص في غزة بحاجة إلى الإجلاء الطبي" ودعا "مزيداً من الدول إلى قبول المرضى للإجلاء الطبي - فأرواحهم تعتمد على ذلك. كثيرون ينتظرون".
"الأطفال يموتون أمام أعيننا"
كما حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس/ آذار ويونيو/حزيران، نتيجة "للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة".
وأجرت المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة لأونروا، في الفترة المذكورة، ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وعالجت أونروا أكثر من 3500 طفل في غزة هذا العام من سوء التغذية، وقدمت الوكالة الأممية أكثر من 9 ملايين استشارة صحية منذ بداية الحرب، وهي تقدم حاليا قرابة 15 ألف استشارة يوميا، بحسب بيان لها.
وأكدت أنه "لا يمكن لأي شريك صحي آخر في غزة تقديم الرعاية الصحية الأولية بهذا الحجم". إلا أن أونروا حذّرت من أن استمرارها في تقديم الخدمات يزداد صعوبة.
وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 188 من منشآتها - أي أكثر من نصف جميع منشآت أونروا في قطاع غزة – "تقع داخل المنطقة العسكرية الإسرائيلية، أو في المناطق الخاضعة لأوامر التهجير، أو حيث تتداخل هذه الأوامر".
كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟
وقالت إن ستة فقط من مراكزها الصحية و22 نقطة طبية تابعة لها لا تزال تعمل، إضافة إلى 22 نقطة طبية متنقلة داخل وخارج الملاجئ التي تديرها.
وأكدت أونروا أن خدماتها الطبية تعاني من نقص حاد في الموارد، محذرة من أن 57 بالمئة من الإمدادات الطبية الأساسية قد نفدت لديها، ومشددة على أن "الأطفال يموتون أمام أعيننا، لأننا لا نملك الإمدادات الطبية أو الغذاء المستدام لعلاجهم".
وأضافت الوكالة أنه بسبب المنع الإسرائيلي، نفدت الآن أدوية ضغط الدم، والأدوية المضادة للطفيليات، والأدوية المضادة للفطريات، وأدوية التهابات العيون، وجميع علاجات الجلد، والمضادات الحيوية الفموية للبالغين.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود حذّرت قبل أيام من أن فرقها في غزة تلاحظ ارتفاعاً في مستويات سوء التغذية الحاد في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي دمرته الحرب.
وقالت المنظمة غير الحكومية إن حالات سوء التغذية الحاد شهدت "ارتفاعاً غير مسبوق" في اثنتين من عياداتها في قطاع غزة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

3 أسئلة تشرح المجاعة
3 أسئلة تشرح المجاعة

BBC عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • BBC عربية

3 أسئلة تشرح المجاعة

الملايين من الناس حول العالم على شفا المجاعة وهم يواجهون صعوبة في الحصول على الغذاء. حيث تجتمع الصراعات وتغير المناخ وعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي لخلق أزمات الجوع في كل أنحاء العالم. يتحول السودان إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم، في حين تشمل النقاط الساخنة الأخرى المتضررة بشدة غزة، واليمن والسودان وتشاد وهايتي. فما هو تعريف المجاعة؟

"لماذا يسمح العالم بتجويع أطفال غزة عمداً؟"
"لماذا يسمح العالم بتجويع أطفال غزة عمداً؟"

BBC عربية

timeمنذ 8 ساعات

  • BBC عربية

"لماذا يسمح العالم بتجويع أطفال غزة عمداً؟"

تتناول جولة الصحف، أبرز ما تصدّر الصحف البريطانية حول استمرار منع تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وأثره على سكّان القطاع، والسياسات البريطانية المتعلقة بالهجرة و"الإسلاموفوبيا"، إضافة إلى قدرة التكنولوجيا الحديثة على الكشف عن الكوارث الطبيعية. وبدأ جولتنا، من صحيفة الغارديان التي نشرت شهادة للجرّاح المتطوّع في مستشفى ناصر جنوب غزة نيك ماينارد، الذي تحدث عمّا سماه "التجويع المتعمّد" في القطاع، في مقال بعنوان "أشهد تجويعاً متعمداً لأطفال غزة، لماذا يسمح العالم بحدوث ذلك؟". ويصوّر الطبيب حجم المأساة الإنسانية من داخل المستشفى: "مراهقون يعانون سوء التغذية، ورُضّع أصبحوا جلداً وعظماً، وجراحات تفشل ليس بسبب حدة الإصابة بل لأن المصاب يعاني من سوء تغذية شديد يمنعه من النجاة من العمليات". ويشير الطبيب إلى وفاة أربعة أطفال رُضّع خلال الأسابيع الماضية في المستشفى الذي يعمل فيه، بسبب الجوع، معتبراً أن "التجويع يستخدم كسلاح ضد شعب بأكمله بشكل متعمّد" في غزة. ويقول الطبيب: "لا يوجد ما يكفي من الطعام في غزة. ولا نملك حليب أطفال تقريباً، وغالباً ما تعاني أمهاتهم من سوء التغذية الشديد الذي يمنعهن من الرضاعة الطبيعية. وعندما حاول زميل دولي إدخال حليب أطفال إلى غزة، صادرته السلطات الإسرائيلية". ويُلخص الطبيب سياسة التجويع بنقطتين؛ تتمثلان بـ"منع دخول الغذاء إلى غزة، وترك المدنيين اليائسين بلا خيار سوى زيارة نقاط التوزيع العسكرية للحصول على بعض الإمدادات المحدودة"، متهماً بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويوضح أن السلطات الإسرائيلية قلّصت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية من 400 موقع في مايو/ أيّار إلى 4 مناطق عسكرية، والتي يصفها بـ"الفخ المميت لمن يسعى للحصول على قوت يومه". وينقل ملاحظة أطباء في قسم الطوارئ "عن نمط مُقلق للإصابات، حيث تتركّز في أجزاء مُحددة من الجسم كالرأس، والساقين، والأعضاء التناسلية، ما يُشير إلى استهداف مُتعمد لتلك الأجزاء" على حد قوله. ويختتم الطبيب بقوله إن "استمرار تواطؤ حكومة المملكة المتحدة في فظائع إسرائيل أمرٌ لا يُطاق"، مشيراً إلى أنه "سيحكم التاريخ ليس فقط على مرتكبي هذه الجرائم، بل أيضاً على من وقفوا متفرجين" على حد تعبيره. قانون "الإسلاموفوبيا" هوس خطير وننتقل إلى مقال في صحيفة التايمز، بعنوان "قانون الإسلاموفوبيا هوس خطير"، للكاتبة ميلاني فيليبس. وتتحدّث فيليبس في مقالها عن وجود "فجوة عميقة بين النخبة الحاكمة وعامة الشعب"، فيما يتعلّق بالحاجة لإقرار تعريف "للإسلاموفوبيا" وتطبيقه في القطاع العام. وتُقارن هذا الانفصال بما حدث في قضية "بريكست"، حين تجاهلت النخبة رغبة الجماهير في الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتقول: "كما هو الحال مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يشعر البعض بأن وطنهم قد سُلب منهم من قِبل طبقة نخبوية تُلصق بهم اتهامات العنصرية والإسلاموفوبيا إذا اعترضوا". وترى أن تعريف "الإسلاموفوبيا" سيكون وسيلة لقمع حرية التعبير ومنع الناس من مناقشة مشاكل حقيقية، مثل "الجماعات التي تستغل الفتيات أو تهدد الأمن، معتبرة أن هذا التعريف "مصمّم لمنع أي انتقاد للإسلام أو العالم الإسلامي". وتنقل الكاتبة حالة الغضب الشعبي في بريطانيا بسبب شعور كثير من الناس بأن الحكومة البريطانية تتجاهل جرائم خطيرة ارتكبتها "عصابات من أصول باكستانية مسلمة، خوفاً من وصفهم بالعنصرية". وتشير إلى أن استطلاعات الرأي تُظهر إمكانية تقدّم حزب الإصلاح البريطاني على حزب العمّال الحاكم، إذا ما أقرّ حزب العمال تعريفاً "للإسلاموفوبيا"، مما يدل على مدى الغضب الشعبي من هذه السياسات. وتعتقد الكاتبة أن الحكومة البريطانية "تتجاهل الغضب الشعبي المتزايد تجاه هذه القضايا؛ إما بسبب خوفهم من العنف الإسلامي، أو بسبب الرضوخ لضغط لوبي إسلامي طائفي يسعى لفرض نفوذه". وتنهي الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن النخبة الحاكمة تؤمن بأن "الهوية الوطنية البريطانية عنصرية بطبيعتها"، على حد وصفها، إذ "تبحث عن الشرعية الأخلاقية فقط في التعددية الثقافية"، الأمر الذي جعلهم عاجزين عن مواجهة الواقع أو الاعتراف بالأخطاء، كما تقول. "يمكن أن تنبهنا هواتفنا إلى الزلازل" وننهي جولتنا، مع مقال من صحيفة الفايننشال تايمز، بعنوان "يمكن أن تنبهنا هواتفنا إلى الزلازل، ولكن هناك مشكلة"، للكاتبة أنجانا أهوجا. وتستعرض الكاتبة إمكانية استخدام الهواتف الذكية - خاصة التي تعمل بنظام "الأندرويد" - كنظام لرصد الزلازل من خلال مجسات التسارع المدمجة فيها. وتقول إن "الهواتف الذكية تعتبر أداة مفيدة لرصد الزلازل، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان التي تفتقر إلى أنظمة إنذار تقليدية". لكن في المقابل، ترى الكاتبة أن هذا الابتكار يثير إشكالات سياسية، نظراً لأن البيانات والخوارزميات تُعد ملكية خاصة، مما يحول دون وصول علماء الزلازل المستقلين إليها بسهولة. وتتساءل الكاتبة عما "إذا كانت السلطات المدنية والمنتخبة هي المسؤولة عن حماية المواطنين، فماذا يحدث عندما تمتلك جهات خاصة معلومات قد تُحدث فرقاً في إنقاذ الأرواح؟". وتشرح أهوجا آلية عمل النظام، بقولها "يعتمد النظام على رصد الزيادات المفاجئة في التسارع الناتج عن الموجات الزلزالية. وعند تشغيل العديد من الهواتف في منطقة ما، تُرسل المعلومات مع بيانات الموقع التقريبية، إلى خوادم جوجل. وإذا تطابق الاهتزاز مع نمط الزلزال، يُقدّر النظام قوته ووقت حدوثه ومركزه. وفي حالة الزلازل التي تبلغ قوتها 4.5 درجة أو أكثر، يُرسل تنبيه إلى مستخدمي الهواتف في المنطقة، على أمل تحذير الناس قبل وقوع هزة كبيرة". وتشير الكاتبة إلى أهمية حماية خصوصية المستخدم، لكنها تُلمح إلى أن هذا الحذر قد يعرقل التقدم العلمي والتعاون الأكاديمي في مجال الزلازل، مؤكدة أن هذه التكنولوجيا تمنح شركات خاصة مثل "غوغل" دوراً حيوياً كان من اختصاص الحكومات.

تفاقم المجاعة في غزة وظهور حالات شلل نادرة، وسط تحذيرات من "كارثة إنسانية جماعية"
تفاقم المجاعة في غزة وظهور حالات شلل نادرة، وسط تحذيرات من "كارثة إنسانية جماعية"

BBC عربية

timeمنذ 11 ساعات

  • BBC عربية

تفاقم المجاعة في غزة وظهور حالات شلل نادرة، وسط تحذيرات من "كارثة إنسانية جماعية"

قُتِل سبعة فلسطينيين بينهم أطفال وأصيب آخرون بجروح، فجر الأربعاء، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة. وأُصيبت طواقم إسعاف بجروح، جراء قصف مركبة إسعاف في محيط مستشفى حمد للتأهيل شمال غرب مدينة غزة، إذ نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية، أن القصف أوقع إصابات في صفوف الطواقم الطبية التي كانت تؤدي مهامها الإنسانية في نقل الجرحى والمصابين من المنطقة. وخلفت الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أكثر من 201 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين. مع تفاقم المجاعة التي يعاني منها سكان قطاع غزة إلى مستويات "غير مسبوقة"، وفقًا لما أعلنته الأمم المتحدة، أفاد مجمّع الشفاء الطبي يوم الثلاثاء بوفاة 21 طفلًا خلال الساعات الـ72 الماضية نتيجة "سوء التغذية والمجاعة". وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفع إجمالي عدد الوفيات المرتبطة بالجوع إلى 101 حالة، من بينهم 80 طفلاً. وأضافت الوزارة أن 1026 شخصاً، قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية منذ بدء نظام التوزيع التابع لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في 27 مايو/أيار الماضي. وأعلنت الوزارة تسجيل 45 حالة شلل رخو حاد خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2025، فيما وصفته بـ"ارتفاع غير مسبوق لمثل هذه الحالات". وبيّنت أنه مع "انعدام القدرة على التشخيص فإن هذه الحالات قد تكون حالات شلل أطفال أو ما يُعرف بحالات متلازمة غيلان باريه"، داعياً إلى "إنقاذ النظام الصحي المنهار وتحسين ظروف الحياة". "أوقفوا جريمة التجويع" دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تنظيم تظاهرات واسعة في مختلف أنحاء العالم، أيام الجمعة والسبت والأحد، احتجاجاً على ما وصفته بـ"جريمة التجويع والإبادة الجماعية" التي يتعرض لها سكان قطاع غزة. وفي بيان أصدرته الحركة الأربعاء، قالت إن قطاع غزة يشهد "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في ظل ما اعتبرته "صمتاً دولياً مريباً"، مشيرة إلى وفاة أطفال ونساء ومسنين نتيجة الجوع وسوء التغذية. دعت حماس من وصفتهم بـ"أحرار العالم"، إلى المشاركة في فعاليات احتجاجية، تشمل التظاهر أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية، وتنظيم اعتصامات ومسيرات في الساحات والجامعات ومختلف المنصات الإعلامية، للمطالبة بوقف الحرب وإنهاء الحصار المفروض على غزة. واعتبرت الحركة أن ما يجري في القطاع "لحظة فاصلة في الضمير الإنساني"، مطالبة العالم برفع صوته ضد ما وصفته بـ"جريمة التجويع"، ومؤكدة أن استمرار هذا الوضع يتطلب تحركاً شعبياً متصاعداً حتى إنهاء المجاعة. أكثر من مئة منظمة تحذّر: المجاعة تنتشر وزملاؤنا يعانون من الهزال حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في غزة، فيما أعلنت الولايات المتحدة أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على "ممر" للمساعدات الإنسانية الى القطاع. وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني المروّع في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهراً. وفي نهاية مايو/أيار، خفّفت إسرائيل جزئياً الحصار الشامل الذي فرضته على القطاع مطلع مارس/آذار وأدّى إلى نقص حادّ في الغذاء والدواء وغيرها من السلع الأساسية. والأربعاء، قالت المنظمات غير الحكومية ومن بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام إنترناشونال" وفروع عديدة من منظمتي "أطباء العالم" و"كاريتاس" إنّه "مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال". ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كلّ المعابر البرية للقطاع، وضمان التدفق الحرّ للمساعدات الإنسانية إليه. ويأتي هذا البيان غداة اتّهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو/أيار، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل وتمويلها غامض. من جهتها، تتّهم إسرائيل حركة حماس باستغلال معاناة المدنيّين، لا سيّما عبر نهب المساعدات الإنسانية من أجل إعادة بيعها بأسعار باهظة أو عبر إطلاق النار على منتظري هذه المساعدات. بدورها، تُحمّل "مؤسسة غزة الإنسانية" حماس المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع. وتؤكّد السلطات الإسرائيلية أنها تسمح بشكل منتظم بمرور كميات كبيرة من المساعدات، لكن المنظمات غير الحكومية تندد بوجود العديد من القيود. وقالت المنظمات الإنسانية في بيانها: "خارج قطاع غزة مباشرة، في المستودعات - وحتى داخله - لا تزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، في ظلّ عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store