
هل يصمد اتفاق وقف الاشتباكات في السويداء أم يفشل كثلاثة سابقة؟
سورية - بعد إعلان وزارة الداخلية السورية توقف الاشتباكات في مدينة السويداء، وإخلاء المنطقة من مقاتلي العشائر عقب انتشار قوات الأمن السورية لتطبيق وقف إطلاق النار، توعد مجلس القبائل والعشائر بالرد على أي خرق للاتفاق.وضمن هذا السياق يتساءل مراقبون للأوضاع هناك، فيما إذا كان إعلان وقف إطلاق النار سيصمد أمام الجراح التي تسببت بها الاشتباكات المسلحة بين بدو المحافظة ودروزها، وتعرض قوات الامن السورية للنيران من قبل بعض القوى الدرزية، ودخول كيان الاحتلال على الخط بحجة حماية الدروز؟في السياق قال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا في وقت متأخر أمس السبت إن السلطات بذلت جهودا حثيثة لتطبيق وقف إطلاق النار، وأوضح أن قوات الداخلية انتشرت شمال وغرب محافظة السويداء.بدوره، أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية تحرك كافة مقاتليه إلى خارج السويداء امتثالا لوقف إطلاق النار، وتوعد بأن أي "خرق للاتفاق من المجموعات الخارجة عن القانون سيقابل برد قاس من أبناء العشائر".وكانت وزارة الإعلام السورية قد أفادت بأن قوات الداخلية والأمن العام بدأت الانتشار في محافظة السويداء كجزء من المرحلة الأولى، وتفاهمات وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بين المجموعات المسلحة.وأضافت الوزارة أنه تم تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى المحافظة، ثم تتبعها مرحلة تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة بشكل تدريجي ومنظم.وأعلنت وزارة الصحة السورية عن إرسال قافلة طبية عاجلة إلى السويداء تضم 20 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، إلى جانب فرق طبية متخصصة، وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية.طلب حماية دوليةفي المقابل، طالبت الرئاسة الروحية للدروز الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بتحمل مسؤولياتها، والوقوف عند تعهداتها في حماية المدنيين، ودعت إلى فرض حماية دولية مباشرة لأبناء الطائفة الدرزية في سورية.وجاءت تلك التطورات بعد ساعات من إعلان الرئاسة السورية عن اتفاق جديد مع الفصائل الدرزية تضمن وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار بالسويداء.وحذرت الرئاسة من أن أي خرق لهذا الاتفاق يُعد "انتهاكا صريحا للسيادة الوطنية، وسيواجه بما يلزم من إجراءات قانونية وفقا للدستور والقوانين النافذة".وبين وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى تفاصيل الاتفاق، وقال إن "المرحلة الأولى تتضمن انتشار قوى الأمن الداخلي كقوات لفض الاشتباكات في أغلب الريف الغربي والشمالي لمحافظة السويداء، إضافة لطرق رئيسية خارج المدن منعا للاحتكاك".وأما المرحلة الثانية فتتضمن "افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء لتأمين خروج المدنيين والجرحى والمصابين وكل من يود الخروج من السويداء" على أن تشمل المرحلة الثالثة "تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في المحافظة تدريجيا وفق التوافقات التي تم التوصل إليها بما يضمن عودة الحياة الطبيعية وفرض القانون".يأتي ذلك وقد أفادت وزارة الصحة السورية أن 260 شخصا قتلوا وأصيب 1698 آخرين باشتباكات السويداء، في حين وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 321 شخصا خلال القتال منذ أسبوع، بينهم عاملون في الخدمات الطبية ونساء وأطفال.ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة السورية قوله إن حكمت الهجري (أحد شيوخ عقل الدروز) رفض دخول الوفد الحكومي الرسمي، وذلك مع بدء الشرطة السورية الانتشار على أطراف المدينة.وفي حين قالت "الرئاسة الروحية للموحدين الدروز بالسويداء" إنها ترحب بكل المساعدات الإنسانية عبر المنظمات والجهات الدولية"، أكدت وزارة الصحة السورية أن الهجري سمح بدخول الهلال الأحمر السوري فقط للسويداء وعودة القوافل مع الوفد الحكومي إلى دمشق.وقال وزير الصحة السوري مصعب العلي إن القافلة تحركت أمس بعد انسحاب مقاتلي العشائر من مدينة السويداء، وبعد تطبيق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة السورية أول من أمس.وأوضح العلي أن وقف إطلاق النار في المحافظة نتج عنه إنشاء ممرات آمنة للوصول إلى المشفى الوطني بالسويداء، لتقديم المساعدات "لأبناء الشعب السوري ولكل من يستحقها". ولفت إلى أن القافلة جرى تجهيزها منذ أيام عدة، لكنها لم تستطع الدخول الى السويداء بسبب قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي.من جهته، دعا وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح المجموعات المحلية في السويداء إلى عدم التعرض للفرق الإنسانية، مؤكدا أن جزءا من قافلة المساعدات لم تسمح له مجموعات محلية بدخول السويداء.وأضاف الصالح أن قوافل المساعدات جاهزة للدخول إلى السويداء في أي وقت، وأن هدفهم "إيصال المساعدات وتقديم الخدمات الطبية لكل سكان المدينة".تهدئة الأوضاعبدوره، قال وزير الداخلية السوري أنس خطاب أمس إن قوى الأمن الداخلي نجحت في تهدئة الأوضاع ضمن المحافظة بعد انتشارها في المنطقة الشمالية والغربية منها، وذلك بعد أيام دامية مرت على السويداء.وأوضح خطاب أن قوى الأمن الداخلي تمكنت من إنفاذ وقف إطلاق النار داخل السويداء، تمهيدا لمرحلة تبادل الأسرى والعودة التدريجية للاستقرار إلى المحافظة.وأضاف أن انتشار قوى الأمن الداخلي يمثل صمام أمان للاستقرار والتهدئة، وخطوة أولى في ضبط فوضى السلاح وترسيخ حالة الأمن، قائلا "بوصلتنا هي وقف إطلاق النار بشكل كامل، بما يتيح للدولة مباشرة دورها في إعادة الحياة إلى طبيعتها في مدينة السويداء وسائر أرجاء المحافظة".وفي إطار مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية عن 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء كان آخرها أول من أمس، وما يميز هذا الاتفاق هو الانتشار الكثيف بمحيط محافظة السويداء لقوى الامن السورية، ما يجعل فرص نجاحه الى حين عودة الامور الى طبيعتها أفضل من الاتفاقات السابقة التي لم يكتب لها النجاح وفي كل مرة عادت المواجهة المسلحة بين الطرفين.ويرى محللون أن هناك قوى درزية أبرزها حكمت الهجري، والذي أكد مطلعون أن يتلقى "الدعم من الكيان الاسرائيلي المحتل" يرفضون أي اتفاق يعيد الامن والاستقرار لمحافظة السويداء.ولم تصمد اتفاقات وقف إطلاق النار الثلاثة السابقة طويلا، إذ تجددت الاشتباكات عقب كل اتفاق إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو وممارسة الانتهاكات ضدهم.-(وكالات)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
مسؤول إسرائيلي : حما.س توافق على انتشار جيش الاحتلال بعمق 800 مترا في غزة
قال مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر لشبكة CNN الأربعاء إن إسرائيل و'حماس' بحاجة إلى الاتفاق على المدى الدقيق الذي سيُسمح للقوات الإسرائيلية بالعمل فيه داخل قطاع غزة في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين. وتطالب إسرائيل بالسماح لها بالتواجد ضمن محيط 1200 متر من حدودها على طول قطاع غزة، فيما تصر 'حماس' على أن هذا المحيط يجب أن يكون 800 متر وليس أكثر، بحسب المصدر. وقال المصدر إن الخلاف يعتبر قابلا للحل، مضيفا أنه من المرجح التوصل إلى حل وسط. وفي مجال آخر من مفاوضات السلام، قال المصدر لشبكة CNN إن إسرائيل اقترحت إطلاق سراح 125 أسيرًا فلسطينيًا. في سياق آخر من مفاوضات السلام، صرّح المصدر لشبكة CNN بأن إسرائيل اقترحت إطلاق سراح 125 فلسطينيًا ضمن صفقة. وأضاف المصدر أنه لا يُعرف أي رقم آخر، بما في ذلك أي رقم بديل اقترحته حماس. ولا تزال إسرائيل تنتظر رد حماس على هجومها الأخير.


رؤيا نيوز
منذ 5 ساعات
- رؤيا نيوز
'السويداء'.. المختبر الأخير للحرب العالمية
في كل مرة يبدأ فيها الكيان الصهيوني بالشعور بالاختناق، يبحث عن منفذ للهروب إلى الأمام، وفي كل مرة يفشل في الحسم عسكري، يسعى إلى إعادة ترتيب مشهد الصراع من خلال تضخيم تهديد ما، أو خلق مسرح جديد للعمليات، واليوم بينما تتآكل هيبة الردع في غزة، ترفع تل أبيب عينيها فجأة نحو الجنوب السوري، وتحديداً السويداء، لتضعها في دائرة الاشتباه. اللافت في التقارير الأخيرة الصادرة عن وسائل إعلام الكيان والمقربة من دوائر القرار الأمني، هي نبرة الهلع التي لا يمكن إخفاؤها، فالحديث لا يدور فقط عن 'نشاط إيراني' تقليدي، بل عن سيناريو 'تسلل جماعي'، يجمع في آنٍ واحد بين جهاديين عالميين، وعشائر بدوية، وبنية تحتية عسكرية إيرانية داخل العمق السوري، وهنا لا نتحدث عن تحليل استخباراتي رصين، بل عن سردية يتم تصنيعها بعناية، تحاكي ما جرى في 7 أكتوبر، لكنها تهيئ لنسخة جديدة أكثر ضبابية، وأكثر خطرا من وجهة نظر الكيان. من حيث الشكل، يطرح الكيان هذه الرواية باعتبار الامر جزءا من استعداداته الدفاعية، لكن من حيث الجوهر، فهو يعلن عن تحول خطير في قواعد الاشتباك، قوامه تجاوز الخط الفاصل بين الأمن الوقائي والدخول الفعلي في معركة لم تبدأ بعد، فالكيان الذي اعتاد الرد على التهديد بعد ظهوره، يتجه اليوم إلى صياغة 'خطر نظري'، يستخدمه كذريعة لضرب ما تبقى من بنية الدولة السورية في الجنوب، وربما لخلق مبرر إقليمي يخفف عنه عبء الخسارات المتراكمة في غزة والضربات الايرانية. أما السويداء فهي ليست ساحة حرب تقليدية، بل منطقة حساسة، مشحونة بالغضب والاحتجاج الشعبي، وفي الوقت نفسه خالية تقريبا من الحضور الأمني الكثيف للدولة السورية، وهذا الفراغ الأمني والسياسي يجعلها بيئة مثالية لصناعة سيناريو متوتر قابل للتفجير. اللاعبون في الجنوب كثر، لكن الكيان يحاول أن يحتكر سردية التهديد، ويسيطر على لحظة الفعل، ولذلك يقوم بعمليات نوعية داخل الأراضي السورية، وكل ذلك تحت عنوان 'منع تكرار 7 أكتوبر'، لكن السؤال الجوهري: هل الكيان الصهيوني يخشى فعلاً من خطر حقيقي مصدره السويداء ودرعا؟ أم أنها تستعد لصناعة عدو على مقاس اللحظة؟ التخوف الصهيوني من الجنوب السوري لم يبدأ اليوم، لكنه يدخل الآن مرحلة جديدة وخطيرة، لأن تل أبيب لم تعد تكتفي بمراقبة الوضع أو تنفيذ عمليات خاطفة، بل تسعى لتوسيع مفهوم المعركة ليشمل مدنا وقرى لم تكن تاريخيا جزءا من الاشتباك العسكري. بل إنها بدأت تتحدث بصوت عال عن إمكان قيام 'مجموعات مسلحة' باقتحام المستوطنات المحاذية للجولان، وهو حديث موجه أولا إلى الداخل الذي يعيش صدمة نفسية منذ خرق أسوار غلاف غزة، وثانيا إلى المجتمع الدولي الذي قد يمنح رواية جاهزة تبرر أي تصعيد في سورية. وهنا أقول ان التاريخ لا يعيد نفسه بنفس التفاصيل، لكن الخوف الصهيوني من تكرار 7 أكتوبر هو خوف عميق، يتجاوز الحدث نفسه، ليصل إلى فكرة فقدان السيطرة، وما يخشاه الكيان الصهيوني ليس فقط التسلل من السياج، بل التسلل إلى عقل جمهوره، بأن الجيوش والأسوار والطائرات لم تعد تضمن الأمن. فمن كان يظن ان الجنوب السوري اليوم بات مختبرا مفتوحا للرسائل، وأن الرسالة الأكبر تقول إن سورية انتهت، أقول له انه قد يفاجأ بأن رمادها يخفي جمرا ساخنا، وما يحدث في السويداء من تململ شعبي وسياسي قد يتحول إلى وقود لجبهة لا تشبه غزة ولا جنوب لبنان، لكنها تحمل بذور انفجار حرب عالمية ثالثة.


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
براك: داعش تنكروا بزي الحكومة السورية باشتباكات السويداء
البوابة - "مسلحي داعش ربما كانوا متنكرين في زي الحكومة السورية باشتباكات السويداء" بهذه الكلمات دافع السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس براك على الحكومة السورية الجديدة وخاصة بعد الأحداث التي جرت في السويداء. وأضاف أن القوات السورية لم ترتكب انتهاكات بحق الدروز في السويداء جنوب سوريا، مشددا على أن الحكومة السورية يجب أن تكون أكثر شمولاً بأقرب وقت. وقال براك خلال مقابلة مع رويترز في العاصمة اللبنانية بيروت إن القوات السورية لم ترتكب انتهاكات بحق الدروز في السويداء . وأردف أن الغارات الإسرائيلية زادت من ارتباك الوضع في سوريا. أما فيما يتعلق بالتطبيع السوري مع إسرئيل، أشار إلى إمكانية التطبيع ولكن في الوقت المناسب. كما واصل حديث بالقول إن "رسالتنا إلى إسرائيل هي إجراء حوار لتهدئة المخاوف بشأن سوريا". وختم لافتاً إلى أن أميركا يمكن أن تلعب دور "الوسيط النزيه" بين سوريا وإسرائيل لتبديد أي مخاوف. اشتباكات السويداء يذكر أن السويداء شهدت الأسبوع الفائت اشتباكات بين مسلحين محليين وعشائر بدوية، ما استدعى تدخل قوات حكومية. فيما دخلت إسرائيل على خط المواجهة فشنت في 16 يوليو سلسلة غارات ولا سيما قرب مقر الأركان العامة وفي محيط قصر الرئاسة في دمشق، بحجة "الدفاع عن الدروز". إلى ذلك انسحبت القوات السورية، في 17 يوليو، من السويداء وفقاً لاتفاق وقف للنار تم التوصل إليه وأعلنته وزارة الداخلية. غير أن الاشتباكات استمرت بين مسلحين محليين وعشائر بدوية. ثم أعلنت الرئاسة السورية، فجر 19 يوليو، وقفاً "فورياً" لإطلاق النار ودعت كل الأطراف إلى الالتزام به، مع بدء قوات الأمن الانتشار في السويداء بعد الاشتباكات التي شهدتها المحافظة. كما أعلنت الولايات المتحدة، في 19 يوليو، اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف النار، بعد الغارات التي شنتها إسرائيل في خضم المعارك بالسويداء. المصدر: وكالات