logo
الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟

الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟

سيدر نيوز٠٨-٠٤-٢٠٢٥

يُعَدّ انخفاض الرغبة الجنسية وجفاف المهبل، والتقلبات المزاجية الحادة – بعضاً من الأعراض التي تواجهها النساء في فترة انقطاع الطمث.
وبالنسبة للعديد من النساء، قد تبدأ هذه التغيرات قبل عشر سنوات من انقطاع الطمث، وهي المرحلة المعروفة بفترة 'ما قبل انقطاع الطمث'.
سوزان، امرأة في منتصف الأربعينيات من عمرها وتعيش في فانكوفر بكندا، تمر الآن بهذه المرحلة، وتقول: 'أصبح الجماع مؤلماً للغاية. رغم أنني ما زلت أشعر بالرغبة الجنسية إلا أن الألم يبعدني عن ممارسة العلاقة، لم أكن أدرك ما الذي يحدث، ولأكون صادقة، استغرق الأمر وقتاً قبل أن أخبر طبيبتي عن ذلك'.
ومع ارتفاع متوسط عمر البشر، قد تعيش المرأة ما يقارب ثلث حياتها بعد انقطاع الطمث.
ويُعرف انقطاع الطمث بتوقف الدورة الشهرية نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات، مما يُشير إلى نهاية مرحلة الإنجاب لدى المرأة، وقد يصاحبه العديد من التغيرات الجسدية والنفسية.
وتقول الدكتورة عزيزة سيساي، وهي طبيبة عامة ومتخصصة في التثقيف الصحي في المملكة المتحدة، إن جفاف المهبل الذي يمكن أن يسبب ألماً أثناء الجماع، هو نتيجة مباشرة لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين. وتضيف: بما أن الحديث عن الحياة الجنسية يُعَدُّ من المحرمات في العديد من الثقافات، 'لا تزال هناك نساء يعتقدن أن الألم أثناء الجماع أمرٌ طبيعي، وأنه من مسؤوليتنا كنساء في العلاقات الجنسية تحمُّل هذا الألم لإرضاء شركائنا'.
وتضيف الدكتورة عزيزة أنه بسبب هذه المعتقدات، قد لا تلجأ العديد من النساء إلى الطبيب مباشرةً لمعالجة هذه المشاكل، و'قد تستمر معاناتهن في صمت'.
الهرمونات والأعراض الخفية
يُعتبر هرمون الأستروجين المسؤول الرئيسي عن الرغبة الجنسية، إلى جانب هرمون التستوستيرون الذي تفرزه المبايض. وعندما تبدأ مستويات هذه الهرمونات في الانخفاض، تشعر النساء بتغيرات في رغبتهن الجنسية.
روزي، التي تبلغ من العمر 45 عاماً وتعيش في ألمانيا، خضعت لعملية استئصال الرحم في سن الثلاثين بعد تشخيصها بسرطان المبيض، وأدى هذا الإجراء إلى انقطاع الطمث المبكر بشكل مفاجئ.
وقالت في حديثها مع بي بي سي إن التغيرات التي مرت بها كانت جذرية، وتوضح: 'كنت أستمتع بالجنس كثيراً، وفجأة اختفت المتعة تماماً، لم أعد أشعر بأي تحفيز جسدي'.
وتقول الاختصاصية النفسية والمعالجة الجنسية في كاليفورنيا، الدكتورة نازانين معالي، إن النساء اللواتي يمررن بفترة انقطاع الطمث يتوجهن إليها في أغلب الأحيان بسبب نقص الرغبة الجنسية والألم أثناء الجماع.
وتوضح قائلةً: 'في العديد من الحالات، يشعرن بالعجز. لكن هناك العديد من النساء اللائي يرغبن في ممارسة الجنس، لكنهن ببساطة لم يعدن مهتمات بالجماع'.
وليس جفاف المهبل أو انخفاض الرغبة الجنسية فقط هما ما يجعلان النساء أقل رغبةً في هذه المرحلة من حياتهن، فبالنسبة لياس، البالغة من العمر 49 عاماً والمقيمة في المملكة المتحدة، كانت التهابات المسالك البولية المتكررة سبباً لفقدانها الرغبة في ممارسة الجنس.
وتقول لبي بي سي: 'فقدت تماماً اهتمامي بالجنس لأنه في كل مرة يتبعه التهاب مؤلم للغاية'، وتضيف أن الأطباء لم يشخّصوا مشكلتها حتى فترة طويلة، على أنها مرتبطة بانقطاع الطمث.
وتوضح الدكتورة سيساي أن التهابات المسالك البولية تُعَدُّ من الآثار الجانبية لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين، وتضيف: 'عندما يفكر الناس في الأستروجين، غالباً ما يتبادر إلى أذهانهم الدورة الشهرية أو الجوانب التناسلية فقط، لكن الأستروجين هو هرمون قوي يعمل في مختلف أنحاء الجسم'.
وتوضح أنه 'مسؤول عن ترطيب المهبل والإحليل، وعندما تنخفض مستوياته، تصبح الأنسجة المحيطة بالإحليل رقيقة وجافة وأكثر عرضة للإصابة بالعدوى'.
وفي العديد من الثقافات، يُنظر إلى الحياة الجنسية للمرأة على أنها مرتبطة بالإنجاب فقط، وهو ما يؤدي إلى الاعتقاد الخاطئ بأن حياة المرأة الجنسية تنتهي بعد انقطاع الطمث.
وتضيف الدكتورة معالي أن اهتمام المرأة بأن تبدو في مرحلة الشباب قد يجعل هذه المرحلة من حياتها صعبة، حيث 'تشعر بعض النساء بالحزن'. لكنها تؤكد أن بعض النساء اللاتي يترددن عليها 'يبدأن أفضل تجربة جنسية في حياتهن بعد انقطاع الطمث'.
ما هي العلاجات المتوفرة؟
ووفقاً للدكتورة معالي، 'توجد حلول لجميع تحديات انقطاع الطمث، وهناك العديد من التدخلات الطبية وغير الطبية التي يمكن أن تساعد النساء في مواصلة حياة جنسية نشطة والاستمتاع أكثر'.
تعيش هالديتا، البالغة من العمر 65 عاماً، في لندن، وتقول إن حياتها الجنسية ازدهرت مع انقطاع الطمث، الذي تزامن مع طلاقها، وتضيف لبي بي سي: 'انفصلت في سن 43، وبدأت أعراض ما قبل انقطاع الطمث تظهر عليّ في سن 45-46. شعرتُ بسعادة غامرة، أخيراً تحررتُ. في الواقع، بدأتُ أتمتع بحياة جنسية صحية ومثيرة للغاية في ذلك الوقت'.
وعندما يتعلق الأمر بشغف الحياة الجنسية، فإن نصيحة الدكتورة معالي الأهم هي 'إعادة تقييم نمط حياتك الجنسية'. تقول 'جميعنا لنا تصور لما ينبغي أن يكون عليه الجنس وما هو الجنس الجيد، ولكن مع تغير أجسامنا، نحتاج إلى تطوير وتعديل هذا النمط الذهني. في هذه المرحلة من حياتك، اسأل نفسك: ما هو الجنس الجيد بالنسبة لي؟'.
كما تؤكد على أهمية المداعبة واستكشاف المتعة غير الاختراقية. 'قد تُؤدي التغيرات في أنسجة المهبل إلى انخفاض حساسيتها، لذا يمكن أن يساعد استخدام ألعاب جنسية مثل الهزازات في تحسين التجربة'.
إذا كانت أعراض انقطاع الطمث تؤثر سلباً على حياتك الجنسية، تنصح الدكتورة عزيزة سيساي 'بالاستشارة الطبية، وتغيير الطبيب إذا لزم الأمر، وعدم الاستسلام أو الشعور بالحرج'.
وتؤكد الدكتورة سيساي أن 'العلاج الهرموني البديل (HRT) هو الخيار الأمثل، ويتوفر بعدة أشكال: اللصقات، الجِل، والحبوب، وقد لا يُسمح لبعض النساء باستخدام الهرمونات التي تنتقل عبر مجرى الدم مثل الحبوب، ولكن هناك دائماً علاجات موضعية يمكن استخدامها مباشرة على المهبل'.
نيدا التي تعيش في نيوزيلندا، لم تستطع تناول حبوب العلاج الهرموني البديل بسبب إصابتها بالسرطان، تقول: 'لكنني تلقيت علاجاً موضعياً عندما أصررت على رغبتي في العلاج الهرموني البديل لتحسين حياتي الجنسية. وتشخيصي بنوع خبيث من السرطان جعل الأطباء لا يعطون حياتي الجنسية الأولوية'.
توضح الدكتورة عزيزة أن هناك أيضاً علاجات متاحة دون الحاجة لوصفة طبية، مثل المرطبات والمرطبات المهبلية، لكنها تنصح بالتحقق من مكوناتها لتفادي أي حساسية.
بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضعف في عضلات قاع الحوض، فإن العلاج الطبيعي متوفر. ومع ذلك، ما تنصح به الدكتورة سواء في فترة انقطاع الطمث أو سواها، هو 'تغيير نمط الحياة: ممارسة الرياضة، تناول الفاكهة والخضراوات، التقليل من شرب الكحول أو الامتناع عنه تماماً، الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على الوزن'.
ومن أبرز الأمور التي تُشدد عليها الدكتورة سيساي أهمية العناية بالنفس، إذ ترى أن 'العناية بالنفس ليست أنانية. حاولي أن تزيلي التوتر من بيئتك. كثيراً ما تحاول النساء تحمّل الكثير كما لو كنّ خارقات. اطلبن المساعدة، وإذا لم تشعرن بالرغبة في طلبها، فاقبلنها على الأقل عندما تُعرض عليكن'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'الرجال لا يبكون': كيف تؤثر التوقّعات الاجتماعية على الصحة النفسيّة؟
'الرجال لا يبكون': كيف تؤثر التوقّعات الاجتماعية على الصحة النفسيّة؟

سيدر نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • سيدر نيوز

'الرجال لا يبكون': كيف تؤثر التوقّعات الاجتماعية على الصحة النفسيّة؟

في كثير من الأسر، لا يُشجَّع الصبيان على التعبير عن مشاعرهم، وغالباً ما يكبرون على قناعة بأن الغضب هو الشعور الوحيد 'المسموح' للرجال بإظهاره، خصوصاً حين يُكرّسه الآباء كمثال يُحتذى. هذا النمط من التربية يترك أثراً طويل الأمد على الصحة النفسية والعلاقات. في مرحلة البلوغ، يُتوقّع من الرجال أن يكونوا متماسكين وألّا يُظهروا الانفعال أو الضعف. ورغم أن بعضهم بدأ يتخطى هذه الصورة، إلا أن كثيرين ما زالوا يكبتون مشاعرهم، ما يزيد من مستويات التوتر، ويؤثّر على صحتهم النفسية والجسدية. تشير مراجعة نشرت في مجلة Psychology of Men & Masculinity إلى أن التمسّك بالمعايير التقليدية للرجولة، مثل الاعتماد على الذات وتجنّب إظهار الضعف، يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق لدى الرجال، ويقلّل من احتمالية طلبهم للمساعدة النفسية. في المقابل، لا تزال الصور النمطية حول المشاعر تتكرّر يومياً، سواء في الحياة اليومية أو عبر وسائل التواصل، ما يدفع كثيرين إلى التماهي معها خوفاً من الحكم أو الرفض، حتى على حساب توازنهم النفسي. كيف يغيّر العلاج النفسي نظرة الإنسان؟ عندما تقهرنا أفكارنا: ما الذي لا نفهمه عن الوسواس القهري؟ 'الرجال بلا مشاعر': أسطورة راسخة إحدى أكثر المغالطات شيوعاً هي الاعتقاد بأن الرجل بطبيعته أقل عاطفية أو غير قادر على الإحساس العميق. تعامل هذه الفكرة في الثقافة السائدة كأنها حقيقة بيولوجية، مدعمة بتنميطات جندرية موروثة، وكأن الرجال لا يشعرون كما تشعر النساء، والعكس صحيح أيضاً، بمعنى أن النساء تحرّكهنّ عواطفهنّ حصراً. يقول المعالج النفسي هادي أبي المنى في حديث إلى بي بي سي عربي: 'واحدة من أبرز الصور النمطية المغلوطة في مجتمعاتنا هي الاعتقاد بأنّ التعبير عن المشاعر سلوكٌ أنثويّ، وكأنّ المشاعر بطبيعتها ترتبط بالأنوثة. في المقابل، ينظر إلى كتمان المشاعر أو تحمّل الألم بصمتٍ على أنه دليل على الرجولة'. ويضيف: 'يقال كثيراً إنّ الرجال غير عاطفيّين أو غير قادرين على التعبير، كأنّ هذا أمر فطريّ. لكن الحقيقة أنّ جميع البشر، رجالًا ونساءً، يتساوون في القدرة على الشعور والتأثّر. ما يحصل هو أن الرجل يتعلّم منذ صغره ألّا يعبّر عن مشاعره بالكلام. لا تختفي هذه المشاعر، بل تتحوّل إلى صمت، أو غضب، أو انغماس في العمل'. ويوضح أنّ هذا التجنّب يمنح أحياناً راحة مؤقتة. 'استبدال الشعور الأساسي بأفعالٍ أخرى يمنع الفرد من إدراك مشاعره، والتعامل معها، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة لاحقًا'، يقول أبي المنى. 'الحديث لا يجدي نفعاً' يستقبل أبي المنى عشرات الحالات، ويخبرنا وفق تجربته، أن الأخصائيين النفسيين يلمسون تردّداً من الرجال في اللجوء إلى العلاج. يقول أبي المنى: 'من أكثر العبارات التي أسمعها من الرجال هي أنّ الحديث لا يفيد ولا يغيّر شيئاً'. لكنه يشدّد على أنّ الحديث هو جوهر العملية العلاجية. 'حين يسمّي الشخص مشكلته، يبدأ باستعادة بعض السيطرة عليها'، يقول. فالفهم والتنظيم العاطفي يساعدان في تهدئة التوتّر وتخفيف الضغط، حتى من دون حلول فورية. توافقه الرأي المعالجة النفسية جيزيل صليبا، وتضيف أنّ هذا التردّد متجذّر في صورة نمطيّة ترسّخت في الطفولة. 'الرجال الذين يلجأون إلى العلاج غالباً ما يخفون الأمر، لأنهم تربّوا على عبارات مثل: أنت رجل، عليك أن تحل مشاكلك وحدك'، تقول صليبا. 'التعبير عن التوتر أو الخوف أو البكاء، كان يُقدّم لهم كعيب لا يليق بالذكور'. واحدة من أكثر العبارات المتداولة في ثقافتنا: 'الوقت كفيل بحلّ كل شيء'. لكنها، وفق ما يؤكد أبي المنى، مغالطة خطيرة. 'تجنّب المشكلة لا يحلّها، بل يجعلها أكثر تعقيداً'، يقول. ويقارن ذلك بصحّة الأسنان: 'لا ننتظر تسوّسها لنبدأ بتنظيفها، بل نفعل ذلك كي لا تتفاقم المشكلة. كذلك الأمر مع المشكلات النفسيّة'. التدخّل المبكر، برأيه، يقلّل من حدّة الأعراض، ويمنع امتدادها إلى مجالات أخرى من حياة الفرد. الاستقلالية القاتلة يرى أبي المنى أنّ الرجال لا يطلبون المساعدة لأنّهم لم يتعلّموا أنّ هذا أمر طبيعي. ويشرح: 'الرجل الذي يطلب الدعم يُحمَّل بالعار، ويُعتبر ضعيفًا، لأنّ الرجولة مرتبطة مجتمعيّاً بالاستقلالية المطلقة'. ويضيف: 'الرجل القوي هو من لا يحتاج إلى أحد. هذه الصورة ما زالت مترسّخة في أذهاننا، وتمنع كثيرين من الاعتراف بآلامهم'. النجاح، وفق أبي المنى، لا يُقاس بالتماسك الظاهري، بل بقدرة الشخص على فهم ذاته ومشاعره والتعامل معها. وتوضح صليبا أنّ بعض الأشخاص يعتقدون أنّ عليهم أن يكونوا 'عقلانيين دائماً'، وأن يتجاهلوا الجانب الوجداني. وتقول: 'يرون أنّ المشاعر تضعفهم، وأن التعبير عنها يناقض مفهوم النجاح أو الصلابة'. 'أنت رجل… لا تبكِ' يجمع الباحثون في مجال الصحة النفسية على أن تطوّر الاضطرابات النفسية لا يحدث نتيجة عامل واحد فقط، بل نتيجة تفاعل معقّد بين ثلاثة عناصر رئيسية: الاستعداد البيولوجي، والخلفية النفسية الفردية، والعوامل الاجتماعية المحيطة، بما في ذلك التوقعات الجندرية. وفي هذا السياق، تشير المعالجة النفسية جيزيل صليبا إلى أن الضغوط الاجتماعية التي تحث الرجال على كبت مشاعرهم أو إنكارها، تزيد من خطر الإصابة باضطرابات نفسية متعدّدة، وتؤثّر أيضاً على طريقة ظهور الأعراض لديهم. وتشرح صليبا أن الاكتئاب لدى الرجال قد لا يتجلّى بالحزن أو البكاء، كما هو شائع، بل قد يظهر في صورة نوبات غضب، أو انسحاب اجتماعي، أو حتى سلوكيات متهوّرة، وهي أنماط موثقة في العديد من الدراسات. وتلفت إلى أن نسب الانتحار لدى الرجال لا تزال أعلى بكثير من النساء على مستوى العالم، وهو ما تؤكده بيانات منظمة الصحة العالمية. ففي تقاريرها المتكررة، تشير المنظمة إلى أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بالانتحار، رغم أن النساء غالباً ما يُظهرن معدلات أعلى من محاولات الانتحار. كذلك، ترتفع نسب الإدمان على الكحول والمواد المخدّرة بين الرجال مقارنة بالنساء، وهو ما ترجعه صليبا جزئياً إلى غياب قنوات صحّية للتفريغ العاطفي، بحيث يصبح الإدمان، في بعض الحالات، وسيلة للهروب من الألم أو تخفيفه مؤقتاً. وقد أظهرت دراسات متعددة، من بينها دراسة أجراها باحثون نمساويون ، عن جود علاقة مباشرة بين كبت المشاعر، وعدم طلب الدعم، وزيادة احتمال الاعتماد على المواد المؤثّرة نفسياً. الألم النفسي لا يبقى في العقل فقط. يقول أبي المنى: 'التوتّر والكبت ينعكسان جسديًا. كثير من الأمراض مثل الروماتيزم أو الفيبروميالجيا تتفاقم بسبب الضغوط العاطفية'. وترى صليبا أنّ زيادة الآلام الجسديّة غير المفسّرة عضوياً هي مؤشر على ارتفاع مستويات التوتّر والقلق. وتشرح: 'التوتر قد يضعف المناعة، يؤثر على القلب، يسبّب اضطرابات النوم، أو الأكل، وكلّها أعراض مرتبطة بعدم القدرة على التعامل مع المشاعر'. تختم صليبا: 'جملة مثل: أنت رجل، لا تبكِ، تبدو بريئة، لكنها قد تصنع جرحاً داخلياً طويل الأمد. لا تمنع الطفل من الشعور، بل تعلّمه أن ينكر مشاعره ويخجل منها'. وتضيف: 'حين نمنعه من التعبير، لا نجعل منه رجلاً قوياً، بل نحرمه من الراحة الداخليّة التي يحتاجها ليعيش بشكلٍ متوازن'.

هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى 'ترند' اجتماعي؟
هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى 'ترند' اجتماعي؟

سيدر نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • سيدر نيوز

هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى 'ترند' اجتماعي؟

'لن تشعر بالملل أبداً لو كان لديك صديق من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه … نحن من نعيش الحياة بكاملها…نحن نحب الجدال والحديث ومشتتون…'. هذه جمل من مقاطع فيديو قصيرة لاحقتني على منصة إنستغرام، تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بطريقة مرحة، والبعض منها يبدو كمحتوى علمي أكثر جدية. وفي الدوائر المحيطة بي، وجدت الكثير من البالغين الذين يطبقون على أنفسهم أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) المنتشرة في مقاطع الفيديو القصيرة. تقول لي لمياء (36 عاماً) -اسم مستعار بطلب منها- وتعيش في لندن وتعمل في مجال الإعلام، إنها وبسبب ما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي من أعراض، أصبحت تعتقد أنها مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وتنتظر لمياء دورها الذي قد يأتي بعد خمس سنوات لرؤية مختص نفسي يغطيه التأمين الصحي في البلد الذي تعيش فيه. لمياء ليست وحدها من تعاني من هذه الدوامة، إذ تقول الأخصائية النفسية سحر مزهر لبي بي سي، إنها لاحظت عبر محاضراتها التي تلقيها في جامعات أردنية أن أكثر من نصف الحضور يراجعونها لاعتقادهم أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بسبب ما يعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبحسب دراسة نشرت عبر المكتبة الوطنية للطب، التي تتبع المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، بالاعتماد على التركيبة السكانية العالمية لعام 2020، بلغ معدل انتشار النوع المستمر من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين 2.58 في المئة، في حين بلغ معدل انتشار النوع المصحوب بأعراض 6.76 في المئة، أي ما يعادل 139.84 مليون و366.33 مليون بالغ على مستوى العالم حتى ذلك العام. لكن ما تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على خلق 'ترند' ناتج عن التشخيص الذاتي لاضطراب فرطة الحركة ونقص الانتباه، وما أثر ذلك على الصحة النفسية؟ تأثير السوشيال ميديا PA سارة – فضلت عدم ذكر اسمها الحقيقي – أربعينية تعمل في مجال الإعلانات والتسويق الرقمي، عرفت في مرحلة متأخرة من العمر بأنها مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. لكن توجهها للتحقق من ذلك مع طبيب نفسي في الأردن يعود لنصيحة من صديقتها المختصة في المجال أيضاً. تقول سارة إن لديها الخبرة الكافية لتعرف مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين، وأن ظهور النصائح والإعلانات المتعلقة بالاضطرابات والأمراض النفسية أو غيرها من الموضوعات للمستخدمين، يعود لنمط عمل هذه المنصات ومتابعتها لاهتمامات الأفراد. وتوضح أنها أصبحت تتعرض لمقاطع الفيديو القصيرة المتعلقة بفرط الحركة ونقص الانتباه، بعد مراجعتها للطبيب وبدء اهتمامها بالموضوع. وتحذر سارة، التي تعمل حالياً في قطر، من توجه كثيرين للتشخيص الذاتي، مما يعرضهم للاستغلال التجاري أو يدفعهم للاستسلام لأعراض قد لا تكون موجودة لديهم، مما يؤثر سلباً على مسار حياتهم اليومية. ويرى محمد العمري، طبيب عام ومختص في العلاج السلوكي، أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في زيادة الوعي باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بين الناس، وأزالت إلى حد ما وصمة العار التي كانت مرتبطة به، إذ كان فرط الحركة ونقص الانتباه مرتبطاً في السابق بعدم القدرة على النجاح أو عدم الالتزام. لكن العمري، الذي يعمل في عيادة مايند كلينك في عمّان، قال لبي بي سي إن لوسائل التواصل الاجتماعي أثراً سلبياً أيضاً، إذ أدى انتشار الأعراض والتشخيص الذاتي، إلى زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين يريدون الحصول على تشخيص طبي، وهو ما أدى إلى زيادة الضغط على الهيئات الطبية. ويضرب العمري مثالاً بالولايات المتحدة الأمريكية كواحدة من الدول التي تواجه 'إفراطاً في التشخيص'، مما يعني احتمالية التشخيص الخاطئ أيضاً. ويضيف: 'في العام الماضي، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن 11.4 في المئة من الأطفال الأمريكيين شُخِّصوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهو رقم قياسي'، وهو ما جعل صحيفة نيويورك تايمز تتساءل في مقال لها: هل كنا نفكر في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بطريقة خاطئة؟ بينما تنقل صحيفة الإيكونومست البريطانية أنه يُعتقد بأن 'نحو مليوني شخص في إنجلترا، أي 4 في المئة من السكان، مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفقاً لمؤسسة نوفيلد ترست البحثية'. ويشرح العمري أن التشخيص الخاطئ قد يعني الحصول على دواء لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المعني برفع نسبة الدوبامين، وتؤدي الأدوية المنشطة في حال كان الشخص مصاباً بالقلق على سبيل المثال وليس باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلى زيادة في نبضات القلب وزيادة التوتر وغيرها من الأعراض. ويقول أيضاً إن التشخيص يعتمد على خبرة المعالج النفسي وليس فقط على أسئلة الاختبار المخصصة للفحص التي تنشرها أحياناً وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تشترك أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع أعراض اضطرابات أخرى 'مثل القلق، والاكتئاب الحاد، أو مع أعراض بعض الأمراض الجسدية الناجمة عن نقص في فيتامين ب 12 أو ب 6، أو فيتامين د'. تتحدث بعض الدراسات عن أن التعرض لمقاطع الفيديو القصيرة، خاصة للأطفال بعمر صغير، يجعل قدرتهم على التركيز أقل، وكذلك الأمر بالنسبة للبالغين، مما يعني أن البعض قد يصاب بأعراض الاضطراب لأسباب بيئية وليس جينية، بمعنى أن إصابته بالأعراض لا تعني إصابته بالاضطراب، حسب العمري. وتتفق معه في ذلك الأخصائية مزهر، التي تعتقد أن كثيراً ممن يشخصون أنفسهم بسبب وسائل التواصل الاجتماعي باضطرابات نفسية مختلفة، من بينها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، 'يحرمون أنفسهم من حياة صحية'. وتلفت مزهر إلى أن كل فرد من حقه أن يحصل على الوقت الكافي وعبر مختصين للتحقق من حالته الصحية، مشيرة إلى أن الإجابة على أسئلة في استبيان للاستدلال على وجود الاضطراب لا تكفي وحدها. وتوضح أنه ليس من السهل تشخيص فرط الحركة ونقص الانتباه، وخاصة عند البالغين، لأن أعراضه قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى مثل نقص فيتامين د أو التعرض لصدمة أو توتر مستمر، مما يرفع نسبة هرمون الكورتيزول في جسم الإنسان فيشعر أنه في حالة تأهب. ويعرف اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بأنه 'اضطراب في النمو العصبي، عادةً ما يُشخَّص لأول مرة في مرحلة الطفولة، وغالباً ما يستمر حتى مرحلة البلوغ. لكن بعض الأشخاص لا يُشخَّصون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلا بعد بلوغهم. وتتضمن أعراضه صعوبة في الانتباه، وصعوبة في التحكم في السلوكيات الاندفاعية، وفرط النشاط'، بحسب تعريف منصة 'ميدلاين بلاس' الأمريكية. ويوضح الموقع الإلكتروني للمعهد الوطني الأمريكي للصحة العقلية أنه 'من الشائع أن يُظهر الأشخاص هذه السلوكيات أحياناً. لكن الفرق أنه بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تكون هذه السلوكيات متكررة وتحدث في مواقف متعددة، مثل المدرسة، أو المنزل، أو العمل، أو مع العائلة والأصدقاء'. هل هو اضطراب أم اختلاف؟ وبموجب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، يصنف فرط النشاط ونقص الانتباه – ADHD، تحت بند الاضطرابات المتعلقة بالنمو العصبي. لكن دراسات علمية حديثة ومختصين في علم النفس توجهوا حديثاً لرفض وصف سمات شخصية مثل الاندفاعية والتشتت وعدم الانتباه بالأعراض، وفضلوا اعتبار ذلك ضمن التنوع العصبي وأن العديد من المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه ليسوا 'ناقصين' ولا 'مضطربين'. يعلق العمري على ذلك قائلا: 'هناك نقاش في الأوساط الطبية فيما يتعلق بما إذا كان فرط الحركة ونقص الانتباه اضطراباً أم تنوعا أو اختلافا عصبيا، أي بمعنى أنه لا يوجد فيه خلل لكن المجتمع ليس مهيئا للتعامل معه، مثل الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى بينما غالبية الأدوات مصممة لمن يستخدمون اليد اليمنى. هذه الدراسات دفعت سارة لاستكمال علاجها سلوكياً بمساعدة مختص نفسي، لكن دون الحصول على الأدوية المخصصة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تتحدث مزهر أيضاً عن الدراسات التي ترفض اعتبار فرط الحركة ونقص الانتباه اضطراباً. وترى أيضاً أن البيئة الحالية لم تعد مفتوحة كما كان الحال في السابق، وهو ما يؤدي لوجود الأطفال غالبية الوقت داخل الشقق إضافة لتعلقهم بوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، مما يؤدي لظهور أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه. لكن وجود الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض. وتضيف 'يجب أن نأخذ بعين الاعتبار كل الظروف المحيطة بالشخص، فلا نأخذ جزئية فقط ونقول إنه مصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه'. وتتابع مزهر أن 'السلوكيات مكتسبة، فمثلاً من الممكن أن يكون سلوكي انفعالي، لكن ورثته من عائلتي. تشخيص الحالة يجب أن يتم بشكل دقيق للغاية'. وتروي قصة إحدى الحالات التي تعاملت معها، حيث كانت الأم تعتقد أنها ابنها مصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه، لكن تبين لاحقاً أن الأم تعاني من القلق والتوتر، وهو ما انعكس سلباً على سلوكيات طفلها. وفي مقال نشر عبر الموقع الإلكتروني لصحيفة نيويروك تايمز في ابريل/نيسان 2025، قالت الصحيفة إنه لا يوجد سبب وحيد للإصابة بفرط الحركة ونقص الانتباه، مشيرة إلى أنه ناجم عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. وتنقل الصحيفة عن دراسات حديثة أن أدمغة المصابين قد تعمل بطريقة مختلفة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن فيها خللاً، بل هو اختلاف في نمط التفكير. وتناقش صحيفة الإيكونومست في مقالها المنشور في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن فرط الحركة ونقص الانتباه لا يجب أن يعامل معاملة الاضطراب. وتقول وجهة النظر التي تنقلها الصحيفة إنه في الوقت الحالي، يُعامل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على أنه شيء إما أن يكون لديك أو لا. هذا النهج الثنائي للتشخيص له نتيجتان: الأولى هي أن معاملة الجميع كما لو كانوا مرضى تملأ أنظمة الرعاية الصحية… أما النتيجة الثانية، فتتمثل في التعامل مع الاضطراب على أنه خلل وظيفي يحتاج إلى علاج. وهذا يؤدي إلى إهدار هائل للإمكانات البشرية'. وتضيف الصحيفة أن 'إجبار نفسك على التكيف مع الوضع الطبيعي أمر مرهق، وقد يسبب القلق والاكتئاب. ومن الأجدى والأرخص تعديل الفصول الدراسية وأماكن العمل بما يتناسب مع التنوع العصبي'. لماذا يريد البعض أن يكون مصاباً بفرط الحركة ونقص الانتباه؟ ويلفت الطبيب محمد العمري إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في أن تصبح هناك هالة خاصة بالمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إذ يوصفون بالمرح أو التميز، وأصبح البعض يميل للانتماء لمجتمعات من يحملون هذا التشخيص من أجل ملاحقة 'الترند'. في حين تعتقد مزهر أن البعض يرغب بأن يكون مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لتبرير بعض السلوكيات المتعلقة بعدم الانضباط. ويرى العمري أن البعض قد يسعى بين الأطباء والمختصين للحصول على تشخيص بإصابته بفرط الحركة ونقص الانتباه لأسباب متعلقة بالدراسة أو العمل، فمثلاً بعض مراجعيه كانوا من طلبة المرحلة الدراسية الثانوية في برامج دولية، في حال تبين أنهم مصابون بالاضطراب يحصلون على وقت إضافي في الامتحانات. يشير العمري إلى أنه يتبين إصابة البعض بفرط الحركة ونقص الانتباه بالفعل ويتلقون العلاجات اللازمة، لكن النسبة الأكبر من مراجعيه يتبين في نهاية المطاف أن لديهم قلق وليس اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ماذا تعني درجة غليسون 9؟
ماذا تعني درجة غليسون 9؟

بيروت نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • بيروت نيوز

ماذا تعني درجة غليسون 9؟

أثار الإعلان عن إصابة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، البالغ من العمر 82 عاماً، بنوع عدواني من سرطان البروستات، تساؤلات حول حالته الصحية وخياراته العلاجية في المرحلة المقبلة. وبحسب ما كشفه فريقه الطبي، فقد تم التشخيص بعد زيارة روتينية بسبب معاناته من أعراض متزايدة في الجهاز البولي، حيث اكتشف الأطباء وجود عقدة صغيرة في البروستات. وأظهرت نتائج الخزعة أن الخلايا السرطانية شديدة العدوانية، ومنح الأطباء حالته درجة 'غليسون 9″، مع تصنيف الورم ضمن 'مجموعة الدرجة 5″، ما يشير إلى ارتفاع كبير في خطر الانتشار السريع، وهو ما تأكد بالفعل بعد رصد انتقال السرطان إلى العظام. تُعد 'درجة غليسون' معياراً أساسياً في تصنيف سرطان البروستات، إذ يستند هذا النظام إلى مدى شذوذ الخلايا السرطانية تحت المجهر. ويتم تحديد الدرجة بعد تحليل خزعة من نسيج البروستات، حيث يُقيّم الأطباء نمطين من الخلايا السرطانية الأكثر شيوعاً، ويمنح كل منهما درجة بين 1 (الأقرب للشكل الطبيعي) و5 (الأكثر شذوذاً). ثم تُجمع الدرجتان لتُشكّل الدرجة النهائية، التي تتراوح بين 2 و10. الدرجات المنخفضة (مثل 6 أو أقل) تشير إلى سرطان بطيء النمو، في حين أن درجة 7 تُعد مؤشراً على خطر متوسط، أما الدرجات العالية (8 إلى 10) فتعني أن الورم عدواني وقد ينتشر بسرعة. في حالة بايدن، تشير درجة 'غليسون 9' إلى أن كلا نمطي الخلايا السرطانية ينتميان إلى الفئة الأكثر شذوذاً (درجة 4+5 أو 5+4)، ما يُترجم إلى ورم شديد العدوانية يُحتمل أن يتقدم بسرعة ويمتد إلى أعضاء أخرى. هذا التصنيف يدفع الأطباء إلى التعامل مع الحالة بجدية قصوى، خصوصاً مع تأكيد انتشار السرطان إلى العظام. اعتمد الأطباء مؤخراً نظام 'مجموعات الدرجة' كمكمل أو بديل عن تصنيف غليسون. يتراوح هذا النظام من 1 إلى 5، حيث تشير المجموعة 1 إلى الأورام منخفضة الخطورة، والمجموعة 5 إلى الأورام الأكثر شراسة. وتشير مجموعة الدرجة 5 إلى ورم غالباً ما ينمو بسرعة وينتشر مبكراً، كما هو الحال في تشخيص بايدن. على الرغم من خطورة التشخيص، فإن استجابة الورم للعلاج الهرموني تُعد مؤشراً إيجابياً. إذ تعتمد هذه العلاجات على خفض مستويات هرمونات الذكورة (مثل التستوستيرون) أو منع تأثيرها، ما يبطئ نمو الخلايا السرطانية. إلا أن الخطر يكمن في تطور مقاومة العلاج مع الوقت، ما قد يستدعي لاحقاً استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. ماذا يعني انتشار السرطان إلى العظام؟ يشير انتقال السرطان إلى العظام إلى مرحلة متقدمة من المرض، حيث تكون الخلايا السرطانية قد انتقلت عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي لتشكيل أورام ثانوية. هذه المرحلة تُصعّب العلاج وتزيد من خطر المضاعفات مثل الألم الشديد، هشاشة العظام، الكسور، وربما تأثيرات على الجهاز العصبي في حال إصابة العمود الفقري، إضافة إلى اضطرابات في الكالسيوم قد تسبب الغثيان أو التشوش الذهني. تُعد الفحوصات الدورية، مثل اختبار مستضد البروستات النوعي (PSA) والفحص السريري، أساسية في الكشف المبكر عن سرطان البروستات. ويوصي الأطباء بإجراء هذه الفحوصات بدءاً من سن الخمسين، أو أبكر لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض. ففي حين يمكن مراقبة الأورام بطيئة النمو أو التعامل معها بعلاجات موضعية، تتطلب الحالات العدوانية تدخلاً علاجياً سريعاً. وتشير البيانات إلى أن نسب البقاء على قيد الحياة تنخفض بشكل كبير في حال وصول السرطان إلى العظام، لتصل إلى نحو 28% بعد 5 سنوات من التشخيص. تشخيص بايدن بدرجة غليسون 9 ومجموعة الدرجة 5 يضعه في مواجهة مباشرة مع أحد أكثر أشكال سرطان البروستات عدوانية. ورغم التحديات، فإن العلاج الهرموني لا يزال يمثل بارقة أمل في إبطاء تقدم المرض، مع أهمية المراقبة المستمرة والتقييم الدقيق للاستجابة. وتبقى الوقاية، عبر الفحوصات الدورية واتباع نمط حياة صحي، الركيزة الأساسية في تقليل خطر الإصابة. (روسيا اليوم)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store