
حظر تجول ليلي في لوس أنجليس وتكساس تنشر حرسها الوطني لحفظ النظام
أعلن حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت ليل الثلاثاء بأن الولاية ستنشر حرسها الوطني "للمحافظة على النظام"، بعدما دفعت احتجاجات ضد توقيف مهاجرين الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإرسال قوات من الجيش إلى لوس أنجليس.
وقال أبوت على منصة "إكس" إنه "سيتم نشر حرس تكساس الوطني في مواقع في أنحاء الولاية لضمان السلم والنظام. التظاهر السلمي قانوني. إلحاق الأضرار بأشخاص أو ممتلكات أمر غير قانوني وسيقود إلى التوقيف". وتابع بأن "حرس تكساس سيستخدم كل الوسائل والاستراتيجيات الممكنة لمساعدة عناصر إنفاذ القانون في المحافظة على النظام".
حظر تجول ليلي
في الموازاة أعلنت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارين باس، أمس الثلاثاء، حظر تجوال ليلي في وسط المدينة، في خطوة تأتي بعدما شهدت ثاني كبرى مدن الولايات المتحدة أعمال شغب وصدامات ليلية بين قوات الأمن ومتظاهرين ضد سياسات الرئيس دونالد ترمب بشأن الهجرة.
وقالت باس للصحافيين، "لقد أعلنتُ حال طوارئ محلية وفرضتُ حظر تجوال في وسط مدينة لوس أنجليس لوقف أعمال التخريب والنهب".
واندلعت اشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة الأميركية في لوس أنجليس، اليوم الأربعاء، مع استمرار الاحتجاجات ضد قرارات ترمب بشأن الهجرة. وتوافد المتظاهرون على الطريق السريع في لوس أنجليس، في تجدد الاحتجاجات لليوم الخامس على التوالي بولاية كاليفورنيا الأميركية.
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس الأميركي، إن لوس أنجليس تتعرض لاجتياح من قبل "أعداء أجانب"، وذلك في خطاب ألقاه في قاعدة عسكرية تناول فيه الاحتجاجات في المدينة.
متظاهرون يلوحون بالأعلام المكسيكية في وسط مدينة لوس أنجليس (أ ب)
وفي خطابه الذي اتسم بنبرة شديدة أمام جنود في قاعدة فورت براغ في نورث كارولاينا، قال ترمب "لن نسمح باجتياح مدينة أميركية واحتلالها من قبل أعداء أجانب"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية عمليات دهم تنفذها سلطات الهجرة.
وتابع، "ما تشهدونه في كاليفورنيا هو هجوم شامل على السلم والنطام العام والسيادة الوطنية، ينفذه مثيرو شغب يرفعون أعلاماً أجنبية بهدف مواصلة اجتياح أجنبي لبلدنا"، مضيفاً أن إدارته "ستحرر لوس أنجليس".
واتهم الرئيس الأميركي المتظاهرين بأنهم "يحملون أعلام دول أخرى بفخر". كما ندد بحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم وبالرئيس السابق جو بايدن.
وقال ترمب مخاطباً مجموعة من الجنود، "أجيال من أبطال الجيش لم يريقوا دماءهم على الشواطئ البعيدة فقط ليشاهدوا بلادنا تُدمر بسبب الغزو وغياب القانون في العالم الثالث".
ترمب في قاعدة فورت براغ للاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس الجيش الأميركي (رويترز)
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الأميركي أوروبا إلى التحرك "قبل فوات الأوان" لمكافحة "الهجرة غير المضبوطة"، مستشهداً بالاحتجاجات الجارية في مدينة لوس أنجليس.
وقال، "كما يرى العالم أجمع الآن، فإن الهجرة غير المضبوطة تؤدي إلى فوضى واختلال وانعدام للنظام. هل تعلمون ماذا؟ هذه هي الحال في أوروبا أيضاً. هذا ما يحدث في كثير من دول أوروبا. من الأفضل لهم أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك قبل فوات الأوان".
جاءت زيارة ترمب إلى فورت براع التي تضم نحو 50 ألف جندي في الخدمة الفعلية، بعد تحركه لنشر 700 جندي من مشاة البحرية و4 آلاف فرد من الحرس الوطني في لوس أنجليس في رد متصاعد على الاحتجاجات في الشوارع على سياساته المتعلقة بالهجرة.
ترمب ألقى خطاباً أمام جنود في قاعدة فورت براغ (أ ف ب / غيتي)
نشر المارينز
وأمس الثلاثاء، وصلت إلى لوس أنجليس تعزيزات عسكرية قوامها مئات من عناصر مشاة البحرية (المارينز) بأمر من الرئيس دونالد ترمب، وذلك خلافاً لرغبة سلطات ولاية كاليفورنيا. وانضمت هذه التعزيزات إلى الآلاف من عناصر حرس الحدود والشرطة المكلفين قمع أعمال الشغب.
فبعد أيام من المواجهات بين قوات إنفاذ القانون والمتظاهرين المعارضين لسياسة الترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين، اتخذ الرئيس الجمهوري قراراً استثنائياً، أول من أمس الإثنين، بنشر 700 من أفراد هذه القوة النخبوية.
كذلك، أمر بنشر قوة إضافية قوامها نحو 4 آلاف فرد من الحرس الوطني الذي يعد قوة احتياطي، في المدينة التي يقطنها ملايين من المهاجرين المتحدرين من أميركا اللاتينية.
ترمب، وإلى جواره وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، يتحدث مع أحد أفراد الجيش في قاعدة فورت براغ (رويترز)
ونظمت تظاهرات محدودة النطاق وسلمية إلى حد كبير مدى أربعة أيام، تخللتها أعمال عنف متقطعة ومعزولة شهدت تفريق محتجين ومواجهات بين ملثمين وعناصر الشرطة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أعمال نهب
كانت الشوارع بدت هادئة، أمس الثلاثاء، مع حملة تنظيف في منطقة ليتل طوكيو بعد فوضى سجلت ليلاً تخللها إطلاق مجموعة من مثيري الفوضى الألعاب النارية باتجاه عناصر مكافحة الشغب الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وسجلت أعمال نهب لممتلكات، بما في ذلك متجر لشركة "أبل".
واندلعت الاحتجاجات، الجمعة الماضي، بعدما صعد ترمب على نحو مفاجئ في الأسبوع الماضي حملة ترحيل المهاجرين غير النظاميين الذين يقول إنهم "غزوا" الولايات المتحدة.
ضباط من دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا يحتجزون متظاهرين قرب الطريق السريع في لوس أنجليس (أ ف ب)
وأمس الثلاثاء، قالت رئيسة بلدية لوس أنجليس، إن الغالبية العظمى من المحتجين كانوا سلميين، وإن قوات إنفاذ القانون المحلية يمكنها تولي الأمور بسهولة.
وأضافت أن "الاضطرابات التي حدثت (كانت) في بضعة شوارع داخل نطاق وسط المدينة". وتابعت "ليس كل وسط المدينة، وليس كل المدينة. للأسف، تجعل الصور الأمر يبدو كما لو أن مدينتنا بأكملها تحترق، وهذا الأمر ليس صحيحاً".
ونددت بنشر جنود الخدمة الفعلية، وهو ما قالت وزارة الدفاع، إنه سيكلف دافعي الضرائب 134 مليون دولار. وتساءلت باس، "ماذا سيفعل مشاة البحرية عندما يصلون إلى هنا؟ هذا سؤال جيد. ليس لدي أدنى فكرة".
منع نشر القوات
بدورها، طلبت سلطات ولاية كاليفورنيا، أمس، من القضاء إصدار مذكرة لمنع نشر القوات العسكرية في شوارع لوس أنجليس.
وقال حاكم الولاية غافين نيوسوم، "إرسال عناصر متمرسين بالقتال الحربي إلى الشوارع أمر غير مسبوق ويهدد جوهر ديمقراطيتنا".
أفراد من الحرس الوطني في لوس أنجليس في 10 يونيو 2025 (أ ب)
وأضاف، "إن دونالد ترمب يتصرف كطاغية وليس كرئيس. نطلب من المحكمة تعطيل هذه الممارسات المخالفة للقانون فوراً".
المذكرة التي تم تقديمها إلى محكمة شمال كاليفورنيا تذكر بالاسم ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث، وتتضمن اتهامات بانتهاك الدستور الأميركي.
"سنرد بقوة"
في تشديد لموقفه، حذر دونالد ترمب المتظاهرين الذين وصفهم بأنهم "مخربون ومتمردون"، على منصته "تروث سوشيال" بقوله، "إذا تحدونا، سنرد بقوة، وأعدكم أننا سنضرب كما لم نفعل من قبل".
ولدى سؤاله مجدداً عما إذا سيفعل قانون مكافحة التمرد، الآلية التي تتيح نشر القوات المسلحة لقمع احتجاجات، قال ترمب "إذا كان هناك تمرد فسأفعله بالتأكيد. سنرى".
الأحد قال الرئيس الأميركي، إنه سيكون "أمراً رائعاً" إذا ما تم توقيف الحاكم الديمقراطي لكاليفورنيا، في حين قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، أمس، إن حاكم كاليفورنيا يجب أن يعاقب بشدة.
في تصريح لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، قالت الأكاديمية والضابطة السابقة ريتشيل فانلاندينغهام، إن قرار نشر وحدة نخبة مثل مشاة البحرية "نادر جداً وقد يؤدي إلى حوادث لأن هؤلاء الجنود غير مدربين على إنفاذ القانون وغير معتادين على العمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية".
عناصر من الحرس الوطني في كاليفورنيا يقفون قرب متظاهرين مناهضين وآخرين مؤيدين لترمب (أ ب)
وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجليس، وأحياناً في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يقترن إجمالاً بموافقة المسؤولين المحليين.
تبرير إقحام الحرس الوطني
هذه هي المرة الأولى منذ عام 1965 التي ينشر فيها رئيس أميركي الحرس الوطني من دون طلب من حاكم الولاية.
ضباط من دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا يشتبكون مع المتظاهرين في لوس أنجليس في 10 يونيو 2025 (أ ب)
تمنع القوانين الأميركية إلى حد كبير استخدام الجيش كقوة لحفظ الأمن، ما لم يحدث تمرد. وتتزايد التكهنات بأن ترمب قد يفعل قانون مكافحة التمرد، ما يمنحه سلطة استخدام العسكر لإنفاذ القانون في جميع أنحاء البلاد.
وقال أستاذ القانون في جامعة ميزوري فرانك بومان، إن "ترمب يحاول استخدام إعلان حال الطوارئ لتبرير إقحام الحرس الوطني في المقام الأول ومن ثم استدعاء مشاة البحرية".
وأشار بومان إلى أنه يعتقد أن ترمب يسعى إلى إثارة نوع من الأزمة الشاملة التي تبرر بعد ذلك اتخاذ تدابير مشددة.
وتابع "هذا النوع من المشهدية يعزز الفكرة بأن هناك حال طوارئ حقيقية، وأن هناك انتفاضة حقيقية ضد السلطات الشرعية، وهذا الأمر يسمح له بأن يباشر باستخدام المزيد من القوة".
رئيسة المكسيك تنفي تشجيع الاحتجاجات
نفت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم الثلاثاء الاتهامات التي وجهتها إليها وزيرة أميركية بتشجيع الاحتجاجات الجارية في مدينة لوس أنجليس.
وقالت شينباوم على منصة إكس إن "وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم قالت خطأً إنني شجعت الاحتجاجات العنيفة في لوس أنجليس. لقد أبلغتها أن هذا كذب مطلق".
وصباح الثلاثاء قالت نويم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض إن الرئيسة المكسيكية "شجعت على مزيد من الاحتجاجات في لوس أنجليس". وأضافت "أدينها على ذلك. لا ينبغي لها أن تشجع احتجاجات عنيفة كالتي نشهدها".
وكانت شينباوم قالت، أول من أمس الإثنين، "يبدو حرق سيارات الشرطة عملاً استفزازياً أكثر منه عمل مقاومة. ينبغي أن يكون واضحاً أننا ندين العنف من أي جهة".
وأضافت الرئيسة اليسارية "ندعو الجالية المكسيكية إلى التصرف بسلمية وعدم الوقوع في الاستفزازات"، داعية السلطات الأميركية إلى "احترام كرامة الإنسان والقانون".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 44 دقائق
- الشرق الأوسط
ترمب: اتفاقنا مع الصين «عظيم»
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتفاق الإطار، الذي جرى التوصل إليه مع الصين، بأنه «عظيم»، وذلك في تدوينة له على حسابه الخاص على «سوشيل تروث». وكانت بكين قد أكدت، في وقت سابق، اليوم، اتفاقها التجاري الذي أعلنه ترمب، مشدِّدة على ضرورة التزام الجانبين بالتوافق، ومؤكدة أن الصين ملتزمة بوعودها دائماً. ويُمثِّل هذا الاتفاق، الذي جرى التوصُّل إليه، بعد اتصال هاتفي بين ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ، الأسبوع الماضي، هدنةً هشّةً في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادَين في العالم.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
طهران على حافة الانفجار النووي... وترمب يلوّح بالقوة
في مشهد يوحي بأن لحظة الانفجار باتت أقرب من أي وقت مضى، بدأت واشنطن إجراءات سحب طواقم دبلوماسية من سفاراتها في المنطقة، بينما تكثف إسرائيل استعداداتها لعمل عسكري قد يطاول العمق النووي الإيراني، وفق ما تؤكده تسريبات صحافية وتحليلات أمنية نشرت في صحف عالمية خلال الأيام الماضية. "نحن أمام لحظة فاصلة في التوازن النووي الإقليمي"، هذا ما خلصت إليه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقريرها الصادر في الـ 11 من يونيو (حزيران) الجاري، والذي كشف عن أن إدارة ترمب أصدرت أوامر مباشرة بإجلاء العائلات الأميركية من القواعد العسكرية في الخليج تحسباً لأية تطورات ميدانية مفاجئة في حال أقدمت إسرائيل على شن ضربة استباقية ضد منشآت التخصيب الإيرانية. الاختراق النووي وكشفت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" (IAEA) عن أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة، وهي نسبة تعد الحد الفاصل بين الاستخدامات المدنية والعسكرية، وتكفي لصناعة قنبلة نووية. قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بعض القوات الأميركية أُعيد نشرها خارج مناطق التوتر في الشرق الأوسط كإجراء احترازي، مضيفاً أن "المنطقة قد تكون خطرة"، وشدّد على أن "الأمر بسيط جداً: لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي"#نكمن_في_التفاصيل — Independent عربية (@IndyArabia) June 12, 2025 ويعمق هذا التطور المخاوف الدولية من نيات طهران النووية ويزيد التوترات داخل منطقة الشرق الأوسط التي تشهد بالفعل تصعيداً متسارعاً على أكثر من جبهة، إذ تؤكد تقارير الوكالة الدولية أن طهران راكمت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب تجاوز بعضها الحدود المسموح بها دولياً، مما يثير مخاوف من إمكان قيامها بخطوة مفاجئة نحو "الاختراق النووي"، أي القدرة على إنتاج سلاح نووي في وقت قصير جداً. ويرى مراقبون أن تخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى يعزز موقف إسرائيل التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديداً مباشراً لأمنها، وقد تقدم على خطوات استباقية لمنع اكتماله، سواء عبر ضربات عسكرية أو حملات تخريب سيبراني، كما قد يدفع هذا التطور الدول الخليجية إلى مراجعة حساباتها الأمنية والإستراتيجية، وبحسب التقرير ذاته فإن هذا السلوك الذي تتجاوز فيه إيران سقف الاتفاق النووي بهذا الشكل العلني يحدث للمرة الأولى منذ نحو 20 عاماً. وفي المقابل تدافع طهران عن أنشطتها النووية وتقول إنها مخصصة لأغراض سلمية، مؤكدة أن ارتفاع نسبة التخصيب جاء نتيجة للضغوط الغربية وعدم تنفيذ التعهدات الدولية برفع العقوبات الاقتصادية. الردع لا يتحقق إلا بالقوة وفي تقرير أكثر وضوحاً، نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصادر أمنية مطلعة أن إسرائيل "أبلغت دولاً أوروبية حليفة أنها تخطط لضرب منشآت نووية إيرانية خلال أسابيع قليلة"، مؤكدة أن التحضيرات تشمل توجيه ضربات دقيقة باستخدام طائرات "F-35" وصواريخ ذات قدرة على اختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض، وتحديداً مواقع "نطنز" و"فوردو" و"أراك". وتضيف "التايمز" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات أكثر قناعة بأن "النافذة الدبلوماسية أُغلقت" وأن الردع لا يتحقق إلا بالقوة، بخاصة بعد إعلان "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" أن إيران لم تعد تمتثل لأي من القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015. أما صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فنقلت في تقرير لها عن مسؤول عسكري كبير أن "الجيش الإسرائيلي أنهى جولات محاكاة مكثفة لضرب أهداف نووية إيرانية في عمق الأرض بمشاركة سلاح الجو والمخابرات، وأنه بات جاهزاً للتنفيذ في أية لحظة"، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تثق بأن إيران ستتراجع، وأن إستراتيجيتها الحالية تقوم على "تحطيم الطموح النووي قبل أن يتحول إلى واقع لا يمكن وقفه". واشنطن تتوقع الرد الإيراني فوراً وأشار المتخصص في الأمن القومي ديفيد سانغر ضمن تحليل نشر اليوم في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الإدارة الأميركية لا تمتلك تأكيداً حول موعد الضربة الإسرائيلية المحتملة ضد إيران، لكنها تُرجح أن الرد الإيراني سيكون سريعاً وشاملاً وقد يشمل استهداف قواعد أميركية في الخليج، إضافة إلى ضرب أهداف داخل إسرائيل. وأوضح سانغر أن أجهزة الاستخبارات الأميركية رصدت تحركات عسكرية إيرانية غير معتادة قرب منشآت نووية، إضافة إلى تكثيف ملاحظ في مناورات الدفاع الجوي، مما يشير إلى أن طهران تتهيأ لرد منسق على أي هجوم محتمل، وهو ما قد يفضي إلى تصعيد إقليمي متعدد الجبهات. وفي تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" للكاتبة كارن دي يونغ، فقد أشارت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعلى رغم توجيهه رسائل دعم واضحة لإسرائيل، لكنه لم يمنحها الضوء الأخضر صراحة لشن ضربة، وأيضاً لم يضع أي خطوط حمر تمنعها. وأوضحت الصحيفة أن ترمب يعتبر أن الرد الإيراني سيعطيه ورقة ضغط انتخابية داخلية، ولا سيما أنه يظهر كرئيس "يحمي المصالح الأميركية من التهديد النووي الإيراني"، فيما يرى مسؤولون في الـ "بنتاغون" أن الضربة إن حصلت فقد تؤدي إلى حرب استنزاف مفتوحة في المنطقة تعيد الولايات المتحدة للميدان بعمق غير مرغوب فيه. الرد الإيراني: كل الخيارات مطروحة من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم في تصريح نقلته وسائل إعلام رسمية أن "أي عدوان صهيوني على منشآتنا النووية سيواجه برد ساحق يتجاوز الحدود التقليدية"، مضيفاً أن "طهران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أية محاولة لاستهداف أمنها القومي، والرد سيكون سريعاً ومباشراً وعلى أكثر من جبهة"، وذكر المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الرد لن يقتصر على المواقع العسكرية وحسب، بل سيطاول "مراكز القرار السياسي والمصالح الأميركية في المنطقة"، في تحذير واضح موجه لكل من واشنطن وتل أبيب. وبالتوازي أعادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بث مقاطع قديمة للجنرال قاسم سليماني يشير فيها إلى أن "حيفا وتل أبيب ستكونان أولى الضحايا في حال جرى استهداف إيران عسكرياً"، وهو ما فهم أنه جزء من إستراتيجية ردع نفسية تعيد التأكيد على قدرة طهران على خوض مواجهة واسعة النطاق. "خسائر لا يمكن احتواؤها" وفي تحذير صدر عن "معهد دراسات الحرب الأميركي"(ISW) ، أكد الخبراء أن الضربة الإسرائيلية إن نفذت فستقود حتماً إلى تصعيد لا يمكن احتواؤه، وقال التقرير إن "المسألة لم تعد ما إذا كانت هناك ضربة، بل متى؟ وأين؟ وكيف؟ وإن الحسابات الجيوسياسية الحالية تجعل من رد فعل إيران أكبر من مجرد قصف محدود"، أما "معهد كارنيغي للسلام الدولي" فقد اعتبر أن انهيار الاتفاق النووي بالكامل سيقود إلى سباق تسلح إقليمي يشمل السعودية وتركيا وربما مصر، مما سيغير قواعد اللعبة الإستراتيجية في الشرق الأوسط لعقود مقبلة. "المسدس على الطاولة" المحلل السياسي السعودي حمود الرويس قال في حديث خاص إلى "اندبندنت عربية" إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتبع نهجاً حاسماً في التعامل مع الملف الإيراني منذ ولايته الأولى، فألغى الاتفاق النووي المبرم مع طهران وفرض عليها عقوبات صارمة، معلناً بوضوح رفضه أي برنامج نووي إيراني. وأضاف الرويس أنه "خلال الولاية الثانية لترمب، وعلى رغم إعلانه السعي إلى إنهاء الحروب وتخفيف التوترات في المنطقة، لكن المواقف الإسرائيلية الأخيرة في شأن تغيير شكل المنطقة وتصريحاتها عن توجيه ضربات عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية، دفعتا واشنطن إلى تبني مقاربة مزدوجة تتمثل في التحرك دبلوماسياً لكن مع التلويح بالقوة"، موضحاً أن إرسال المبعوث الأميركي ويتكوف، المعروف بخلفيته في العقارات لا السياسة، جاء بعد تهديدات أميركية ضمنية بالتصعيد العسكري، وقال إن ويتكوف دخل المفاوضات مع إيران بـ "المسدس على الطاولة" بتكليف مباشر من ترمب لفرض معادلة واضحة وهي لا برنامج نووياً في إيران في مقابل وقف التصعيد العسكري، وسبق ذلك، بحسب الرويس، سلسلة من الإجراءات الأميركية لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، من غزة ولبنان إلى العراق واليمن. وأضاف المحلل السعودي أن التهديد باستخدام القوة بات وسيلة ضغط رئيسة في مفاوضات واشنطن مع طهران يفعّل كلما تعثرت المحادثات، كما ظهر في خطوة سحب الموظفين غير الأساسيين من البعثات الأميركية في المنطقة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع شن حرب شاملة من دون موافقة الكونغرس، لكنها تحتفظ بحق الدفاع عن قواعدها العسكرية ومصالحها، ومؤكداً أنه في حال أقدمت إسرائيل على توجيه ضربات لإيران فإن الأخيرة قد تستهدف القواعد الأميركية التي تتمركز في كل من قطر والبحرين والعراق، باعتبارها جزءاً من الدعم غير المباشر لتلك العمليات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) دول الخليج محصنة ولكن وأكد الرويس أن دول الخليج العربي تملك قدرات دفاعية متقدمة وتتمتع بتنسيق أمني وعسكري مشترك عبر القيادة العسكرية الخليجية الموحدة وقوات درع الجزيرة، خصوصاً في ما يتعلق بسلاحي الجو والدفاع الجوي، مما يمكنها من حماية منشآتها الحيوية، وحذر من أن أي صدام عسكري مباشر سيضع دول الخليج في قلب المواجهة، خصوصاً إذا ما أُغلق مضيق هرمز، مما سيؤثر في صادرات النفط والغاز وخطوط الإمداد العالمية. وختم الرويس حديثه بأن إسرائيل لا تبدو مقتنعة بالحلول الدبلوماسية، بل إنها ترفض أية مفاوضات أميركية قد تبقي على نفوذ إيران في المنطقة أو تسمح لها بمواصلة تطوير قدراتها النووية، قائلاً إن "تل أبيب تسعى إلى إفشال هذه المحادثات وتتطلع إلى إعادة رسم ملامح المنطقة بما يخدم رؤيتها لشرق أوسط جديد يخلو من أية قوة إقليمية قادرة على منافستها".


رواتب السعودية
منذ 2 ساعات
- رواتب السعودية
«المرور» يحذر من قيادة المركبة بعكس الاتجاه
نشر في: 12 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي حذرت الإدارة العامة للمرور من قيادة المركبة في عكس الاتجاه، لما يؤديه ذلك الفعل من تعريض الشخص نفسه ومن حوله للمخاطر الجسيمة. وقالت إدارة المرور، عبر منصة إكس، إن ..قيادة المركبة بالاتجاه المعاكس لحركة السير يُعرضك ويُعرض الآخرين لخطر الحوادث… قيادة المركبة بالاتجاه المعاكس لحركة السير يُعرضك ويُعرض الآخرين لخطر الحوادث…المرور_السعودي ..سلامتك_تهمنا المرور السعودي (@eMoroor) June 12, 2025 وكانت الإدارة، أكدت في وقت سابق، أن قيادة المركبة بالاتجاه المعاكس لحركة السير مخالفة مرورية، وقيمة الغرامة المالية 3000 ريال / 6000 ريال. وأوضحت الإدارة العامة للمرور، أن القيادة بالمركبة بعكس اتجاه السير يُهدد سلامة قائدها وسلامة مستخدمي الطريق. وأوضح المرور السعودي، أبرز المخالفات المرورية التي لا تقل غرامتها عن 3000 ريال ولا تزيد على 6000 ريال، ومن بينها مخالفة السير عكس الاتجاه، وكذلك تجاوز إشارة المرور الضوئية في أثناء الضوء الأحمر، وتجاوز حافلات النقل المدرسي عند توقفها للتحميل أو للتنزيل، والعبث بعلامات الطريق أو العاكسات أو الشاخصات المنظمة لحركة السير. المصدر: عاجل