logo
الصين وأوروبا.. وفرص التقارب

الصين وأوروبا.. وفرص التقارب

صحيفة الخليج١١-٠٤-٢٠٢٥

الحرب التجارية التي شنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العالم، ربما تجعل الكثير من المناطق والدول تعيد حساباتها. سواء على صعيد علاقاتها مع الولايات المتحدة، أو في ما يخص العلاقات بينها. ويبدو أن الاتحاد الأوروبي والصين من بين المناطق والدول التي يمكن أن يكون لإجراءات ترامب تأثيرات إيجابية فيها.
كل من الصين والاتحاد الأوروبي من أكبر المتضررين من الرسوم الأمريكية، كما أنهما يتبعان سياسة الرد على السلوك الأمريكي. ومن ثم فليس من المستغرب أن يعبر لينغ جي نائب وزير التجارة الصيني عن استعداد بلاده للتعاون مع الجانب الأوروبي «من أجل دعم نظام تجاري متعدد الأطراف قائم على القواعد، وتعزيز الثقة في التجارة العالمية».
العلاقة بين الصين والاتحاد الأوروبي متشعبة ومعقدة في آن واحد، حيث تحقق التبادلات التجارية نمواً مطرداً رغم ما قد يطرأ من خلافات بشأنها ووصلت قيمة التجارة بين الجانبين إلى نحو 780 مليار دولار، بعدما كانت 2.4 مليار دولار فقط منذ خمسين عاماً.
كلا الطرفين الأوروبي والصيني لديه مآخذ على سياسات الطرف الآخر. وفي حالة الاتحاد الأوروبي لا يقتصر الأمر على تصرفات الصين حيال دول الاتحاد، وإنما يتعداه إلى السياسات الصينية في محيطها، فضلاً عما يوجه لبكين من انتقادات في قضايا تعدها من صميم شؤونها الداخلية التي ترفض أي تدخل فيها. من جانبها فإن بكين تأخذ على الاتحاد الأوروبي مسايرته للولايات المتحدة في الكثير من سياساتها التي تستهدفها بشكل صريح وواضح. ومن ثم فإنها كانت تطالب الجانب الأوروبي دائماً بأن يتصرف باستقلالية.
في الظروف الراهنة التي تتميز بالاضطراب وعدم اليقين في ظل إجراءات أمريكية غير مسبوقة تجاه الحلفاء والخصوم على السواء، تبدو الظروف ملائمة لتقارب أكثر بين الاتحاد الأوروبي والصين. لكن مثل هذا التوجه يحتاج إلى ألا يكون طارئاً، وإنما يجب أن يكون هدفاً استراتيجياً مشتركاً. وفي الوقت نفسه فإنه لابد أن يقوم على درجة عالية من الثقة المتبادلة. ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان هناك نقاش جدي وموضوعي حول القضايا الخلافية القائمة، والتي يمكن أن تظهر في المستقبل. كما أن الواقعية والموضوعية تقتضي من كلا الطرفين عدم الذهاب بعيداً في ما يتعلق بعلاقة كل طرف بالولايات المتحدة. فرغم كل الهزات على صعيد العلاقات بين ضفتي الأطلسي إلا أن الأوروبيين يتمسكون بالتحالف مع واشنطن. والأخيرة ما زالت على موقفها بالنسبة لما تعتبره «تهديداً» صينياً ينبغي التصدي له. ومن ناحية أخرى فإن بكين تدرك تماماً مدى التأثير الأمريكي في القرار الأوروبي، وإلا لما أطلقت مناشداتها المتواصلة بالاستقلال الاستراتيجي الأوروبي.
الاتحاد الأوروبي ما زال يعتبر الصين شريكاً ومنافساً وخصماً نظامياً في نفس الوقت. وهو ما تعتبره بكين جامعاً للتناقضات مسبباً للتشويش، مطالبة أن تكون العلاقات في إطار الشراكة والفوائد المتبادلة.
كلا الطرفين لا شك يبحث عن تحقيق مصالحه، وقد يجدان أن من مصلحتهما التقارب في ظل هذه الظروف الضاغطة عليهما من قبل واشنطن. فهل ستقف واشنطن متفرجة في هذه الحالة؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لـ«ردع الخصوم».. بريطانيا تبني مصانع أسلحة جديدة (صور)
لـ«ردع الخصوم».. بريطانيا تبني مصانع أسلحة جديدة (صور)

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

لـ«ردع الخصوم».. بريطانيا تبني مصانع أسلحة جديدة (صور)

تم تحديثه الأحد 2025/6/1 04:47 ص بتوقيت أبوظبي أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستبني ستة مصانع جديدة على الأقل لإنتاج الأسلحة والمتفجرات، في إطار مراجعة شاملة لقدراتها الدفاعية. وسيُدرج هذا الاستثمار، الذي تبلغ قيمته 1.5 مليار جنيه إسترليني (2.0 مليار دولار)، ضمن المراجعة الدفاعية الاستراتيجية، وهي خطة عشرية للمعدات والخدمات العسكرية. ومن المتوقع نشر المراجعة الدفاعية الاستراتيجية غدا الإثنين. وتحديث الاستراتيجية الدفاعية هو عبارة عن وثيقة تحدد التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة وتفصّل كيف تعتزم الحكومة الاستعداد لها عسكريا. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أنها تعتزم شراء ما يصل إلى 7000 سلاح بعيد المدى مصنع في بريطانيا. وقالت إن هذه الإجراءات ستوفر حوالي 1800 فرصة عمل، وفقا لـ"رويترز". وأوضح وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في بيان أن الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا "تُظهر أن قوة الجيش لا تتحقق إلا بقدر قوة الصناعة التي تدعمه". وأضاف "نعزز القاعدة الصناعية للمملكة المتحدة لردع خصومنا بشكل أفضل، ولجعل المملكة المتحدة آمنة داخليا وقوية خارجيا". وأعلنت وزارة الدفاع أن هذا الاستثمار الإضافي يعني أن بريطانيا ستنفق حوالي 6 مليارات جنيه إسترليني على الذخائر في إطار الدورة البرلمانية الحالية. وفي شباط/فبراير الماضي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه سيرفع الإنفاق الدفاعي للمملكة إلى ما نسبته 2,5 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول العام 2027، مقارنة بـ2,3 بالمئة حاليا، لمواجهة التحديات الأمنية الجديدة في أوروبا، في حين تحضّ الولايات المتحدة شركاءها في حلف شمال الأطلسي على زيادة الاستثمار الدفاعي. وتطمح الحكومة العمّالية إلى بلوغ مستوى 3 بالمئة في الدورة التشريعية المقبلة، أي بعد العام 2029. ووفق بيان لوزارة الدفاع البريطانية، توصي الاستراتيجية الدفاعية الجديدة "بإنشاء قدرة لإنتاج الذخائر تنشط على الدوام في المملكة المتحدة، مما يسمح بزيادة الإنتاج بسرعة إذا لزم الأمر ووضع الأسس الصناعية لزيادة مخزونات الذخائر من أجل تلبية الطلب في حرب ذات وتيرة عالية". الاستراتيجية الدفاعية وتحديث الاستراتيجية الدفاعية الذي أعده الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون، يفترض أن يؤكد مواجهة المملكة المتحدة "عصرا جديدا من التهديدات"، مع تصاعد قوة الذكاء الاصطناعي والمسيّرات وغيرها من التقنيات التي تغيّر طبيعة النزاعات، وفقا لصحيفة "غارديان". وتصنّف الاستراتيجية الدفاعية روسيا على أنها خطر "فوري وداهم"، فيما تصنّف الصين على أنها "تحد يتّسم بالتعقيد والتطور". وتخطّط لندن أيضا لتعزيز قدراتها السيبرانية واستثمار مليار جنيه استرليني في نظام كشف وتوجيه مبتكر لقواتها القتالية. aXA6IDQ2LjIwMy4yMDEuOTkg جزيرة ام اند امز ES

«الطلاء الأخضر».. لون جديد لـ«الخصومة» بين إسرائيل وفرنسا
«الطلاء الأخضر».. لون جديد لـ«الخصومة» بين إسرائيل وفرنسا

العين الإخبارية

timeمنذ 4 ساعات

  • العين الإخبارية

«الطلاء الأخضر».. لون جديد لـ«الخصومة» بين إسرائيل وفرنسا

وسط توتر في العلاقات بين باريس وتل أبيب، تفجرت قضية جديدة وضعتها إسرائيل في سياق "الخصومة الإشكالية" مع فرنسا. وندّدت السفارة الإسرائيلية في فرنسا السبت بـ"هجمات معادية للسامية منسّقة" ضد كنس ومطعم ونصب تذكاري لضحايا الهولوكوست في باريس، واصفة إياها بأنها "مروّعة". وأشارت السفارة، في بيان، إلى "سياق من التنافر بين بعض المسؤولين الفرنسيين والإسرائيليين". وجاء في بيان السفارة "نحن متضامنون مع المجتمع اليهودي ونثق تماما في السلطات الفرنسية التي ستتمكن من العثور على الجناة وسوقهم إلى العدالة". وتابع البيان "في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نتجاهل الخصومة الإشكالية التي شهدناه في الأسبوعين الأخيرين". وشدّد البيان على أن "الكلام له تأثيره"، وقال "المواقف التي أطلقت ضد الدولة اليهودية ليست بلا تداعيات ليس فقط على إسرائيل بل أيضا على المجتمعات اليهودية في العالم أجمع". وتشهد العلاقات بين فرنسا وإسرائيل توترات بعد إعلان باريس عزمها على الاعتراف بدولة فلسطينية وإمكان تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. والجمعة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تشديد الموقف الجماعي" ضد إسرائيل "إذا لم تكن هناك استجابة ترقى إلى مستوى الوضع الإنساني في الساعات والأيام المقبلة"، في قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ 20 شهرا. وردا على ذلك، اتّهمت الخارجية الاسرائيلية الرئيس الفرنسي بأنه "يخوض حملة صليبية ضد الدولة اليهودية". وليل الجمعة السبت تم إلقاء "طلاء أخضر" على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست وعلى ثلاثة كنس في باريس. وأشارت النيابة العامة الباريسية الى أنها كلّفت السلطات الأمنية المحلية التحقيق في أعمال تنطوي على "إلحاق أضرار تم ارتكابها بسبب الدين"، وفقا لـ"فرانس برس". بيان الرئيس الإسرائيلي وأبدى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ "استياءه" مساء السبت إزاء "هجوم على مؤسسات يهودية" في باريس، مشيرا إلى أن جده الأكبر كان أول حاخام لأحد الكنس التي تم تخريبها، وفق بيان لمكتبه. وجاء في البيان "أدعو السلطات الفرنسية إلى التحرك بسرعة وحزم لسوق الجناة إلى العدالة، ولحماية المجتمع اليهودي من الكراهية ومن كل أنواع الهجمات". aXA6IDQ2LjIwMi4yNTIuNDcg جزيرة ام اند امز AT

زمرة بورتسودان.. العقوبات مرة أخرى!
زمرة بورتسودان.. العقوبات مرة أخرى!

الاتحاد

timeمنذ 5 ساعات

  • الاتحاد

زمرة بورتسودان.. العقوبات مرة أخرى!

زمرة بورتسودان.. العقوبات مرة أخرى! فرح العرب في العام 2019، عندما رُفعت العقوبات الدولية والتي استمرت لعقود عن السودان، وكان هذا في حد ذاته إنجازاً تاريخياً يضاف إلى سجل النمو الاقتصادي، أو التنمية الاقتصادية التي كان العالم ينتظر تحقيقها بعد تلك الخطوة التي كانت دافعة لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان، الذي ذاق مرارة العزلة عن محيطه العربي والإسلامي والإقليمي والدولي. ماذا جنى السودان من الحرب الأهلية الدائرة الآن؟ كل الخسائر يتحملها الشعب السوداني الشقيق، من خلال عودة صوت العقوبات العالي إلى السطح من جديد، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، بأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على السودان بعد ثبوت استخدامه أسلحة كيماوية عام 2024. وستتضمن قيوداً على الصادرات الأميركية وخطوط الائتمان الحكومية، وستدخل حيز التنفيذ في 6 يونيو الجاري تقريباً بعد إخطار الكونجرس. وفي الوقت ذاته تدعو الولايات المتحدة زمرة بورتسودان إلى وقف استخدام الأسلحة الكيماوية والوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة الأسلحة الكيميائية التي تحظر استخدام مثل هذه الأسلحة. وبما أن أميركا قد بادرت في هذه الخطوة، فإن الدول الأخرى ستحذو حذوها في فرض العقوبات الدولية، التي قد لا تقف عند الأسلحة الكيميائية. وما إنْ خرج السودان من طوق العقوبات الذي لم يعط ثماره الاقتصادية، حتى انقلبت طاولة الحكم على رأس الشعب الذي يبحث عن الاستقرار السياسي والسلام كمن يبحث عن إبرة في كومة قش! قبل أشهر من هذا الانقلاب على حكم البشير كان الشعب يتجرع آثار تدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب تضيق خناق العقوبات الدولية. و جاءت الحرب الأهلية لتزيد الطين بلة، ونستشهد بأحدث الإحصاءات الدالة على شدة المعناة اليومية، والتي لن تقف عند حدود ما سنورده من مؤشرات صادمة. ونتيجة لأخطاء زمرة بورتسودان، لجأ أكثر من 8 ملايين نسمة إلى دول الجوار، وأكثر من 18 مليون نسمة يواجهون الجوع الحاد، وأكثر من 50% من السكان بحاجة إلى مساعدات عاجلة، وكل ذلك يتعلق بالجانب الإنساني.أما بالنسبة لتكاليف الحرب من الناحية الاقتصادية، فحدث عنها ولا حرج، حيث أكثر من 4 مليارات دولار يجب توفيرها من أجل مساعدة المدنيين السودانيين الذين يعانون الحصار ومشاكله التي تمس البعد الإنساني للأزمة المستفحلة منذ العام 2023، ولا زال السودانيون يدفعون أثمان الحرب الباهظة على حساب لقمة عيشهم. أما الخسائر الاقتصادية المباشرة، فقد بلغت أكثر من 15 مليار دولار، إضافة إلى أكثر من 60 مليار دولار خسائر البنية التحتية، والأكثر تضرراً هو تعطل قرابة 70% من النشاط الاقتصادي. هذا وقد حذرت وكالات الأمم المتحدة من الحصاد الكارثي لهذه الحرب التي تطحن البلاد وتدفع الملايين إلى النزوح القسري في أسوأ أزمة إنسانية تشهدها، وفقاً لأرقام المنظمة الأممية راح ضحية المعارك الأخيرة الدائرة أكثر من 13 ألف قتيل. وخلفت هذه الحرب العبثية نتائج كارثية على الخدمات والوضع الاقتصادي للبلاد، وبحسب أرقام صادرة عن الحكومة السودانية، يقدّر حجم الدمار والتخريب الذي طال القطاع الصحي بنحو 11 مليار دولار، وتسببت العمليات العسكرية في تعطيل عمل المستشفيات التي تعرضت للتخريب ونهب الأجهزة والمعدات. لقد عادت بعض الأمراض التي انقرضت منذ عقود إلى واجهة المجتمع السوداني، وخاصة وباء الملاريا، حيث تم تسجيل 2323 حالة إصابة جديدة و51 حالة وفاة في البلاد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية منها 90% في ولاية الخرطوم في 20 مايو 2025. ومع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، ومع التراجع المستمر للخدمات العامة في البلاد، وتدهور الرعاية الصحية. ازدادت حالات الإصابة بالمرض، وبلغت 50 ألف حالة حتى يناير 2025. *كاتب إماراتي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store