
هل تنجح الجهود الدولية في تهدئة الحرب بين إسرائيل وإيران؟
تتصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران بشكل غير مسبوق، ما يثير مخاوف واسعة بشأن سيناريوهات أكثر خطورة تلوح في الأفق، وفي الأثناء تثار تساؤلات حول مدى فرص نجاح الجهود الدولية والإقليمية في احتواء المواجهة، ووقف دوامة الرد، والرد المضاد، التي تتجسد في رشقات صاروخية متبادلة، وهجمات نوعية عبر الأجواء.
لم تتأخر القوى الإقليمية والدولية الكبرى في التحرك، إذ أطلقت بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا دعوات واضحة إلى التهدئة، محذّرة من انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة قد تهدد أمن الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي، وهي دعوات تعكس قلقاً مشتركاً لدى القوى الكبرى من انفجار الموقف خارج حدود السيطرة، خاصة مع ارتباط الصراع الإسرائيلي - الإيراني بساحات إقليمية ملتهبة.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد ذكر في منشور عبر منصة تروث سوشيال، أن سلاماً قريباً بين إسرائيل وإيران ممكن، مؤكداً وجود اتصالات ومشاورات نشطة، تهدف إلى استعادة التهدئة.
كذلك على مستوى الإقليم تبذل بعض الدول جهوداً دبلوماسية لاحتواء الموقف، ومع استمرار المواجهات يبدو أن الطرفين قد يقتربان من مرحلة الإنهاك العسكري والسياسي، وهو ما قد يدفعهما إلى القبول بمقترحات التهدئة؛ فإسرائيل تواجه تحديات داخلية، وتخشى اتساع رقعة المواجهة على أكثر من جبهة، فيما تعاني إيران من ضغوط اقتصادية شديدة، وتوترات داخلية لا تحتمل حرباً طويلة الأمد.
وفي هذا السياق، يقول أستاذ الدراسات الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور: «أرى أن هناك إنهاكاً متبادلاً، فثمة ألم داخل إيران خاصة في يوم الضربة الأولى، وينطبق الأمر ذاته على الجانب الإسرائيلي، الذي بادر بهذه المعركة، وكان يعتقد أنه مستعد لها، وظن أن هذا هو التوقيت المناسب، لكنه فوجئ بوابل من الصواريخ».
ويضيف لدى حديثه مع «البيان» أن استمرار المعركة دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة أمر يثير قلقاً بالغاً داخل إسرائيل، فقد كان الاعتقاد السائد أن واشنطن ستشارك في الهجوم، وتحسم المعركة، فضلاً عن دعمها الدفاعي، معتبراً أن هذا الواقع الراهن قد يدفع الجانبين نحو تسوية سياسية ومفاوضات جدية.
حافز تفاوض
ويستطرد: «بعد تخلي موسكو ربما في إطار تسوية سياسية عن بشار الأسد، وانسحاب عناصر حزب الله، والقوات الإيرانية من سوريا، بدأت إيران تتعرض لضغوط وملاحقات داخل أراضيها، لذا فإن أي تراجع أو رفع للراية البيضاء من الطرفين سيكون أمراً صعباً ومؤلماً، لكنه في نهاية المطاف قد يكون موضع تفاوض، مشيراً إلى أن كل طرف في الصراع الحالي يمارس الضغوط بطريقته، ولديه أهداف لم تتحقق بعد. وأرى أن الحرب النفسية وعمليات الردع قد تكون في الأخير حافزاً للتفاوض، خاصة مع الدعم العربي علاوة على تركيا لوقف التصعيد، وإدانة التصرفات الإسرائيلية، التي أشعلت هذا الصراع».
إعادة حسابات
ويبقى نجاح جهود التهدئة رهناً بمدى استعداد إسرائيل وإيران لإعادة حساباتهما الاستراتيجية، فإذا استمر التصعيد دون أفق سياسي، فإن الحرب قد تنزلق نحو انفجار إقليمي واسع، أما إذا أدرك الطرفان كلفة الاستمرار في التصعيد فإن النوافذ الدبلوماسية بدعم من قوى إقليمية ودولية قد تفتح فرصة لوضع حد لهذا الاشتعال. يقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، في تصريحات لـ«البيان»: «إن العلاقات بين إسرائيل وإيران تشهد توتراً متصاعداً ينذر بمواجهة مفتوحة، فيما تبذل أطراف دولية جهوداً مكثفة لاحتواء هذا التصعيد، غير أن طبيعة الصراع المعقدة، المرتبطة بتضارب المصالح الإقليمية والاعتبارات الأيديولوجية تجعل فرص التهدئة محدودة في المدى القريب».
غياب رؤية
ويضيف: «الملاحظ في هذه الحرب أن المبادرات الدولية تعاني من ضعف الفعالية، بسبب غياب رؤية موحدة بين القوى الكبرى، خاصة بين الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، ودول أخرى تسعى للحوار مع إيران.
هذا التباين يعرقل أي توافق دولي حول مسارات التهدئة المستدامة، مشيراً إلى أن كلاً من إيران وإسرائيل تستخدمان التصعيد وسيلة لتحسين مواقعهما في الملفات الإقليمية والدولية، ما يجعل من التهدئة مجرد إدارة مؤقتة للأزمة لا تعالج جذورها، وتظل الحسابات الداخلية لدى الطرفين عاملاً أساسياً في إدامة التوتر، ورغم التحذيرات من الانزلاق إلى حرب شاملة تظل الجهود الدولية محكومة بميزان الردع والمصالح الاستراتيجية، ما يعني أن فرص النجاح مرهونة بإعادة بناء الثقة، وتقديم تنازلات متبادلة، وهو ما لا تلوح بوادره حالياً»، وفق عطيف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 37 دقائق
- صحيفة الخليج
متاهات ترامب وحساباته الإيرانية
عبدالله السناوي تقاس الحروب بنتائجها السياسية وما يترتب عليها من معادلات جديدة في الصراع المحتدم على مصير الشرق الأوسط. تكاد الكفة تميل إلى شيء من التعادل الاستراتيجي بين إيران وإسرائيل في الضربات الضارية المتبادلة من حيث حجم الأضرار الاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية والقدرة على تحمل الاستنزاف وتعطيل الحياة لفترة قد تطول. رغم الضربات الإسرائيلية الموجعة للمشروع النووي الإيراني فإنه لم يتقوض تماماً وليس بوسع أحد أن يقول إن أمره انتهى. السؤال الضاغط الآن ليس أن تتدخل أو لا تتدخل الولايات المتحدة لإتمام المهمة وإنقاذ حليفتها الأولى في الشرق الأوسط من خسارة فادحة محتملة. الولايات المتحدة متدخلة فعلاً في الحرب تخطيطاً وخداعاً استراتيجياً وإمداداً بكل ما تتطلبه الحرب من معلومات استخباراتية وأسلحة وذخائر من دون أن تتورط مباشرة في عملياتها، لكن سير المواجهات لم يصادف التوقعات والحسابات المسبقة. تبادل الطرفان المتحاربان المفاجآت. في الضربة الافتتاحية، قصفت إسرائيل عدداً كبيراً من المنشآت النووية، اغتالت مرة واحدة قيادات عسكرية وعلماء من الوزن الثقيل وبدا البلد كله مخترقاً ومنكشفاً. رغم الهزة العنيفة في مراكز القيادة والسيطرة فاجأت إيران العالم كله بقدرتها على الإحلال القيادي وسرعة ردة الفعل في مساء نفس اليوم. ثم فاجأته بأجيال جديدة ومتنوعة من الصواريخ «فرط صوتية»، القادرة على اجتياز منظومات الدفاع الجوي والوصول إلى أهداف استراتيجية وأمنية وعسكرية واقتصادية حساسة. استدعى ذلك إلحاحاً إسرائيلياً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدخول المباشر في الحرب. في البداية أعرب ترامب عن كامل استعداده للتدخل المباشر رغم نفيه أخيراً أن يكون قد وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمثل هذا التدخل. سحب حاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط، لكنها أوقفت جهاز التتبع الخاص بها لأسباب غير معلومة. منع استصدار بيان من قمة السبعة الكبار يدعو لوقف التصعيد. قال نصاً: «لقد نفذ صبرنا» ملوحاً باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي. لم يكن هناك معنى لذلك التصريح سوى أن التدخل العسكري وشيك لا محالة. بعد وقت وجيز أطلق تصريحات عكسية تنفي أي استعداد لديه للانخراط المباشر في الحرب، فهو رجل سلام جاء إلى منصبه لإنهاء كل الحروب. لم يخف تطلعه للحصول على جائزة نوبل للسلام، أو أن يكون خامس رئيس أمريكي في التاريخ يحصل عليها بعد ثيودور روزفلت ووودرو ويلسون وجيمي كارتر وباراك أوباما. هو رجل مربك ومرتبك يصعب توقعه.. يقول الشيء وعكسه في خطاب واحد. في البيت الأبيض فاجأ نتنياهو أمام الكاميرات بإعلان أنه قد فتح حواراً مع إيران للتوصل إلى اتفاق بشأن المشروع النووي. كانت تلك إهانة بالغة لحليف استراتيجي مقرب، لكنه واصل التنسيق معه بأدق التفاصيل «إننا نتهاتف يومياً». ذهب في مدح نتنياهو إلى حدود غير متخيلة، وهو يتراجع خطوات للخلف. وصفه بعبارات يصعب أن يصدقها أحد في العالم، وداخل إسرائيل نفسها: «إنه رجل طيب وخير لا يجد الإنصاف من بلده». بالتوصيف القانوني والسياسي فإنه يتحدث عن رجل متهم من المحاكم الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية. في الدعوة إلى إنصافه تبن لسياساته وجرائمه. إنه انتهاك كامل لأية قيمة إنسانية، وانتهاك آخر للصفات والمعاني. بنفس اليوم وصف نتنياهو إصابة مستشفى في بئر السبع مخصص لعلاج الضباط والجنود المصابين في معارك غزة بأنها «جريمة حرب». لا اهتز له جفن ولا خطر بباله القصف المنهجي المتعمد لمستشفيات غزة وقتل من فيها. بدا التناقض فادحاً في تصريحات ترامب بين النوازع والروادع. بنوازعه المؤيدة على طول الخط لإسرائيل فهو أقرب للتدخل، غير أن الروادع منعته حتى الآن من إصدار هذا القرار. الانخراط المباشر في الحرب يناقض تعهداته، التي انتخب على أساسها.. بالوقت نفسه فإنها تناقض رغبة أغلبية ناخبيه في التفاوض مع إيران. وفق استطلاعات الرأي العام الحديثة، التي أجرتها شركة «يو جوف»، فإن (16%) فقط يؤيدون التدخل، فيما يعارضه (60%).. وداخل حزبه الجمهوري تبلغ نسبة المعارضة (51%) مقابل (23%). النسب رادعة، والتقارير الاستخباراتية تحذر من الكلفة الاقتصادية الباهظة لأي تدخل، وهذه مسألة حاسمة مع رجل الصفقات وأولوية الاقتصاد. وفق تقارير أخرى فإن المهمة الرئيسية للتدخل وهي تقويض منشأة فوردو النووية الحصينة ليست سهلة ولا من المؤكد نجاحها بضربة واحدة، فضلاً عن أن القنابل الخارقة الضخمة، التي سوف تستخدم في القصف لم يسبق مطلقاً استخدامها في ساحة معركة. احتمال الفشل وارد تماماً، والحل السياسي قد يكون ناجعاً عن العمل العسكري. بقوة الروادع أبلغ ترامب كبار معاونيه بموافقته على خطة التدخل، لكنه أرجأ القرار الأخير لأسبوعين حتى يمكنه التعرف إلى فرص تخلي طهران عن برنامجها النووي. أفضت الروادع إلى فتح المجال واسعاً لاتصالات ورسائل دبلوماسية إلى إيران عبر قنوات شبه علنية: «أن الحل السياسي ما زال ممكناً». إيران متأهبة لذلك الخيار بشرط وحيد هو وقف الهجوم الإسرائيلي. أشباح الفوضى تخيم على الشرق الأوسط، الذي يريد نتنياهو أن يرسم خرائطه من جديد من دون قدرة على حسم أية حرب، أو أن يمتلك أي تصور سياسي لليوم التالي في غزة، أو إيران. كل سيناريو وارد وكل خطر ماثل في متاهات ترامب وتقلباته الحادة.


صحيفة الخليج
منذ 38 دقائق
- صحيفة الخليج
إيران: لا تلوث إشعاعياً.. ولا خطر على السكان بعد الضربات الأمريكية
طهران-أ ف ب أكدت السلطات الإيرانية الأحد أنه لا توجد «علامات تلوث» إشعاعي بعد الهجمات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية رئيسية في عدة مناطق من البلاد. وقال المركز الوطني لنظام السلامة النووية الذي يعمل تحت إشراف منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إنه «لم يتم تسجيل أي علامات على تلوث... لذلك لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع». وفي السياق، أعلنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية الأحد «عدم رصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة ودول الخليج العربية نتيجة الاستهدافات العسكرية الأمريكية لمرافق إيران النووية». وجاء ذلك بعد ساعات على إعلان واشنطن ضرب ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران. وأعلنت السلطات الإيرانية أنه «لم يتم تسجيل أي علامات على تلوث» بعد الضربات و«لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع».


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
ترامب يعلن تدمير 3 مواقع إيرانية نووية.. ويحذّر طهران من التصعيد
واشنطن-أ ف ب أكد الرئيس دونالد ترامب أن الضربات الجوية الأمريكية على إيران، الأحد، 'دمّرت بشكل تام وكامل' ثلاث منشآت نووية مستهدفة، وهدّد بضربات أخرى أشدّ إذا لم تسع طهران إلى السلام، أو إذا بادرت الى الردّ. وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض بعد انضمام بلاده الى الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران، وصف ترامب الهجمات الأمريكية بأنها 'نجاح عسكري باهر'. وكان ترامب أعلن قبيل ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن طائرات أمريكية ضربت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران. وتعهّدت إيران بالردّ على القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة إذا تدخلت واشنطن في الحرب. وقال الرئيس الأمريكي في خطابه القصير: 'تمّ تدمير منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران بشكل تام وكامل. على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن'. وأضاف ترامب الذي كان محاطاً بنائبه جاي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، 'إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر وأسهل بكثير'. وكان ترامب قال في وقت سابق عبر منصة 'تروث سوشال'، إن 'حمولة كاملة من القنابل' أسقطت على منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، واصفاً إياهاً بأنها 'الموقع الرئيسي'. وأكد أن 'جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام. تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء'. 'إشعار مسبق' لإسرائيل وكانت تقارير إعلامية أفادت مساء السبت، أن قاذفات أمريكية من طراز 'بي 2' قادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات، في طريقها إلى خارج الولايات المتحدة. ولم يذكر ترامب نوع الطائرات أو الذخائر الأمريكية التي استخدمت في استهداف المنشآت النووية الإيرانية. في إيران، أفادت وسائل إعلام بأن هجوما طال جزءا من منشآت فوردو وأصفهان ونطنز النووية. وأكدت السلطات الإيرانية عدم وجود 'أي خطر' على سكان مدينة قم إلى الجنوب من طهران عقب الهجوم الأمريكي على منشأة فوردو النووية المبنية في منطقة جبلية والقريبة من المدينة. وقال المركز الوطني لنظام السلامة النووية الذي يعمل تحت إشراف منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إنه 'لم يتم تسجيل أي علامات على تلوث.. لذلك لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع'. وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران ستواصل أنشطتها النووية رغم الهجمات الأمريكية. وتحدث ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الضربات الأمريكية، وفق مسؤول في البيت الأبيض قال أيضاً إن واشنطن 'أعطت إسرائيل إشعاراً مسبقاً قبل الضربات'. وشكر نتنياهو الرئيس الأمريكي، قائلاً: إن الضربات الأمريكية تثبت أن الولايات المتحدة 'لا نظير لها'. كما أكد أن الهجوم تم 'بالتنسيق الكامل' مع إسرائيل، وتوجه إلى مواطنيه قائلاً: إن وعده بتدمير النووي الإيراني 'تم الوفاء به'. وأغلقت إسرائيل مجالها الجوي بعد الهجوم، فيما رفع الجيش الإسرائيلي مستوى التأهب، مع السماح فقط بالأنشطة الضرورية حتى إشعار آخر. ويشمل الحظر المعلن في إسرائيل 'الأنشطة التعليمية والتجمعات والأنشطة في أماكن العمل، باستثناء القطاعات الضرورية'. وجاء الهجوم الأمريكي، بعد أن صرّح ترامب، الخميس، بأنه سيقرر 'خلال أسبوعين' ما إذا كان سينضم إلى حليفته إسرائيل في مهاجمة إيران، لكنه حسم قراره قبل ذلك بكثير. وصعّد الرئيس الأمريكي من لهجته ضد إيران في الأيام الأخيرة، مكررا إصراره على أنها لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا أبدا. وتبادلت إسرائيل وإيران موجة تلو الأخرى من الضربات منذ أن بدأت إسرائيل حملتها الجوية في 13 حزيران/ يونيو، بعد أن اعتبرت أن طهران على وشك تطوير سلاح نووي. وتوعّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان السبت، بردّ 'أكثر تدميرا' إذا استمرت حملة القصف الإسرائيلية المتواصلة منذ تسعة أيام، قائلا إن إيران لن توقف برنامجها النووي 'تحت أي ظرف من الظروف'. وقالت إسرائيل، السبت، إنها هاجمت موقع أصفهان النووي الإيراني للمرة الثانية، فيما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منشأة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي تعرضت للقصف. وأعلن الحرس الثوري الإيراني إطلاق 'طائرات مسيّرة انتحارية' ضد 'أهداف استراتيجية' في أنحاء إسرائيل. وتنفي إيران سعيها لتطوير قنبلة ذرية، وقد شدد بزشكيان السبت، على أن حق بلاده في برنامج نووي سلمي 'لا يمكن أن يُنتزع.. بالتهديدات أو الحرب'. وزار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسطنبول، السبت، لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة النزاع. وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا التقوا مع عراقجي في جنيف، الجمعة، وحثوه على استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة التي توقفت مع بدء الحرب. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات الأمريكية 'تصعيدا خطيرا في منطقة على حافة الهاوية'. وقال في بيان: 'في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى'، مضيفا 'لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام'.