logo
التجويع والنزوح وغياب التشخيص المبكر.. ثالوث يفاقم مرضى السرطان في غزة

التجويع والنزوح وغياب التشخيص المبكر.. ثالوث يفاقم مرضى السرطان في غزة

الجزيرةمنذ يوم واحد
أمام غرفة عيادة الأورام داخل مجمع ناصر الطبي، تجمّع عشرات المرضى بانتظار الدخول للطبيب المعالج، وكان بينهم سيدة يبدو عليها ملامح الشحوب والتعب والهزال، وآثار العلاج الكيميائي، ذهبت إليها للتعرف على طبيعة مرضها.
بمجرد سؤالها عن حالها، انفجرت السيدة أمل الجد (32 عاما) بالبكاء وهي تصف إصابتها بورم خبيث في غمد العصب المحيطي، وغياب العلاج والعناية الطبية، والغذاء الصحي داخل قطاع غزة لمرضى السرطان.
في شهر أبريل/نيسان 2024، جاء المخاض للسيدة أمل ورزقت بطفلة، وبعدها ولمدة عام كامل بدأت تشكو من آلام شديدة في أسفل الجهة اليسرى من جسدها ولم ينجح الأطباء خلال تلك الفترة من تشخيصها بشكل دقيق بسبب غياب المعدات الطبية، وتعرضها للنزوح أكثر من 6 مرات، وعدم توفر مستشفى متخصص في قطاع غزة لمرضى السرطان، بعد تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الصداقة التركي "مركز غزة للسرطان"، وخروجه عن الخدمة منذ الأيام الأولى للحرب.
بعد التشخيص المتأخر لحالة أمل، دخلت في أتون معركة جديدة للبحث عن العلاج في مدينة تتعرض لأشرس حرب عرفها التاريخ الحديث، أحد أهم أهدافها المنظومة الصحية والمستشفيات.
بكثير من الحسرة تقول أمل لـ"الجزيرة نت": "رزقت بطفلتي الأولى بعملية قيصرية وكانت فرحتنا كبيرة بهذه المولودة لكن اكتشاف المرض سرق الفرحة، ونال من جسدي، وانعكس على الحالة الصحية والنفسية لابنتي".
تضيف أمل "بعد الاكتشاف المتأخر لإصابتي بالسرطان بدأت البحث عن الأطباء المتخصصين وكانت وجهتي الأولى مستشفى غزة الأوروبي، ولكن بعد اقتحام جيش الاحتلال له في مايو/أيار 2025، توقفت الخدمة المقدمة لنا على قلتها لفترة من الزمن".
خلال فترة انقطاع العناية الطبية لمرضى السرطان بعد خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة، تفاقمت الحالة الصحية لأمل، وبدأت حالتها الصحية تتراجع، لتظهر عليها ملامح الهزال، وعدم القدرة على الحركة.
بعد الانقطاع عن العلاج، انتقلت أمل لمتابعة حالتها داخل مجمع ناصر، لكن لتكدس المرضى في المستشفى الوحيد، وقلة عدد الأطباء، لم تتوفر لها الرعاية المطلوبة لمريض السرطان.
إلى جانب كل ذلك، لم تجد أمل أيا من الأصناف التي أوصى الأطباء بتناولها بسبب المجاعة التي تضرب قطاع غزة، ما تسبب في مزيد من تدهور حالتها الصحية.
استئصال للكلى
ذات المعاناة التي عايشتها أمل من مرضى السرطان، كان لرائد حماد وجه آخر منها أشد قسوة بفعل استئصال الأطباء الكامل لكليته اليمنى المصابة بالسرطان منذ عام 2016، وعدم شفائه من المرض رغم ذلك.
جاءت الحرب وحماد (51 عاما) لا يزال يعاني من مرض السرطان، ليزيد من سوء حالته الصحية لعدم توفر العلاج والنظام الغذائي اللازم لمرضه.
يقول حماد لـ"الجزيرة نت": "تم وضع نظام غذائي من قبل الأطباء يتناسب مع حالتي منها تناول الخضروات بكثرة ولكن الحرب ونقص المواد الغذائية تسبب في تدهور صحتي مع تراجع في الوزن وتعب وإرهاق وآلام في المفاصل خاصة مع غياب الطعام والنزوح المتكرر واستهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة".
أجرى الأطباء لحماد تحويلة طبية لاستكمال علاجه خارج قطاع غزة، عبر منظمة الصحة العالمية، لكنه ينتظر ورود اسمه على قوائم السفر الطويلة والوحيدة عبر معبر كرم أبو سالم.
وتعكف المنظمة الأممية على إجلاء فئات من المرضى من ذوي الحالات المستعصية ومنهم مصابو مرضى السرطان بشكل محدود.
خيبة أمل
داخل خيمة من النايلون في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تكابد مريضة سرطان الثدي فايزة أبو صبحة، آلامها الشديدة لعدم توفر العلاج والرعاية الصحية، إضافة إلى نظام غذائي متكامل يساعدها على تجاوز أيام المرض الثقيلة.
بعد 8 أشهر من شكوى الستينية فايزة وجود ندبة صغيرة في الثدي اكتشف الأطباء أنه ورم سرطاني يستلزم استئصال الجزء المصاب فقط، لكن غياب الأجهزة الطبية الخاصة بمرضى السرطان، استدعى استئصال الثدي بكامله.
خضعت فايزة كما تروي لـ"الجزيرة نت" لعملية استئصال كاملة للثدي على أمل القضاء على تفشي السرطان في جسدها داخل مستشفى غزة الأوروبي، ولكن النتائج لم تأت كما أراد الأطباء لها.
تقول أبو صبحة "بعد الاستئصال مازال السرطان في جسدي، ولا أمل في الشفاء التام طالما بقيت في قطاع غزة، حيث لا غذاء، أو رعاية صحية، أو مكان ملائم للعيش والنوم".
أوضاع كارثية
أكد رئيس اللجنة الطبية العليا لطب الأورام في قطاع غزة الدكتور زكي الزقزوق، أن الوضع الصحي لمرضى السرطان في القطاع بات سيئا للغاية، ووصل إلى مستوى لم يشهده منذ عقود بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة.
وقال الزقزوق -استشاري أمراض الأورام- لـ"الجزيرة نت": "مريض السرطان يجب أن يتلقى علاجه في الوقت المناسب، لكن عددا كبيرا من المرضى في قطاع غزة لم يتمكنوا من الحصول على العلاج، ما أدى إلى وفاة الكثير منهم، بفعل النزوح المستمر منذ أكثر من عام ونصف، وفقدان الرعاية الطبية، إضافة إلى الإخلاءات المتكررة، ما فاقم من معاناتهم".
وبيّن أنه بعد خروج "مركز غزة للسرطان" عن الخدمة بفعل اقتحامه وتدميره من قبل جيش الاحتلال، قامت وزارة الصحة بإنشاء قسم أورام في مستشفى غزة الأوروبي، إلا أن إخلاء المستشفى الأوروبي دفعهم لإنشاء قسم آخر في مجمع ناصر الطبي، لكنه متواضع للغاية بسبب غياب المعدات والأسرة.
وبحسب الزقزوق فإن مريض السرطان بحاجة إلى رعاية خاصة تشمل العناية المركزة، والمضادات الحيوية، والعلاج الكيميائي، والإشعاعي، والبيولوجي، لكن غياب هذه الخدمات أدى إلى فقدان حياة العديد منهم.
وحول الأعداد، بيّن الزقزوق أن ما يقرب من 12 ألف مريض سرطان في قطاع غزة لا يتوفر لهم العلاج المطلوب، مع زيادة ملحوظة في أعداد الإصابات خلال الحرب، حيث يتم تشخيص الكثير منهم في مراحل متأخرة جدا، بينما لا يتمكن آخرون من اكتشاف إصابتهم بسبب غياب وسائل التشخيص.
وأضاف أن مرضى السرطان بحاجة إلى غذاء صحي ومتوازن، يشمل الحليب والفواكه والخضراوات والهواء النقي، لكن هذه المتطلبات الأساسية غائبة في قطاع غزة منذ قرابة عام ونصف، وهو ما يفاقم تدهور حالتهم، خاصة أن العلاج الكيمائي يضعف مناعتهم.
وقال إنه لا توجد إحصاءات دقيقة بسبب الوضع الراهن الذي تعاني منه وزارة الصحة، لكن من المؤكد أن الوفيات ارتفعت نتيجة نقص العلاج، مشيرا إلى نجاحهم قبل الحرب في علاج بعض الحالات مثل سرطان الثدي.
وكشف الطبيب الفلسطيني أن أكثر السرطانات شيوعا في القطاع هي سرطان الثدي، القولون، الرئة، والبروستاتا، إضافة إلى زيادة ملحوظة في تسجيل حالات سرطان الأنف البلعومي وسرطانات العقد اللمفاوية خلال الحرب.
وشدد على ضرورة إرسال قوافل طبية متكاملة من أجل إنقاذ مرضى السرطان في غزة الذين يستغيثون طلبا للعلاج، وإدخال المعدات اللازمة للتشخيص، ووضع آلية لدعم مباشر للعلاج الكيمائي بجميع أنواعه.
انتكاسات خطيرة
بدوره، أكد مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، أن واقع مرضى السرطان في القطاع صعب جدا، خاصة بعد خروج مستشفى غزة الأوروبي و"مركز غزة للسرطان" عن الخدمة، مشيرا إلى أن أعداد المرضى تتجاوز 12 ألف مريض، يتلقى بعضهم العلاج في مستشفى الحلو شمال القطاع.
وأوضح زقوت في حديثه لـ"الجزيرة نت" أن الإمكانيات الطبية المتاحة غير كافية بسبب عدم سماح الاحتلال بدخول الأدوية الأساسية، موضحا أن بعض المرضى تعرضوا لانتكاسات خطيرة في حالتهم الصحية نتيجة توقف جرعات العلاج الكيمائي.
وأضاف أن متابعة المرضى تتم من قِبل ما تبقى من الأطباء المتخصصين، لكنّ هناك نقصا حادا في الكوادر الطبية.
وقال إن شريحة كبيرة من هؤلاء المرضى تحتاج للعلاج خارج قطاع غزة، إلا أن الاحتلال يمنع سفرهم، مما أدى إلى وفاة عدد منهم، بينما يعاني آخرون من تدهور مستمر في حالتهم الصحية.
ولفت إلى أن المجاعة أثرت بشكل بالغ على مرضى السرطان الذين يعانون أساسا من ضعف المناعة، إذ يحتاجون إلى بروتينات وعناية خاصة غير متوفرة حاليا، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة منهم تعاني من فقر الدم، وضعف عام، وشحوب، وهزال، بسبب عدم حصولهم على الغذاء المناسب.
وذكر أن المعاناة في قطاع غزة طالت جميع الفئات، مضيفا أن الدعم النفسي للمرضى غير متوفر بالشكل المطلوب، إذ تقتصر الجهود الحالية على بعض الجلسات المحدودة التي لا تكفي، مؤكدا على ضرورة وضع برامج شاملة لتقديم الدعم النفسي الكامل لمرضى السرطان.
تدمير ممنهج
من جانبه، أكد أمجد الشوا نائب مفوض عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومدير شبكة المنظمات الأهلية، أن الاحتلال الإسرائيلي دمر بشكل ممنهج منظومة حقوق الإنسان، وانتهك بشكل صارخ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، من خلال استهدافه المباشر للقطاع الصحي ومنع دخول الأدوية والطواقم الطبية إلى قطاع غزة.
وقال الشوا في حديث لـ"الجزيرة نت": إن "المرضى في غزة يحرمون من حقهم الأساسي في تلقي العلاج، في ظل خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، وكان آخرها مستشفى الصداقة التركي (مركز غزة للسرطان) الذي تعرض للتدمير الكامل، ما فاقم معاناة المرضى، وأدى إلى وفاة العديد منهم يوميا بسبب نقص الرعاية الصحية".
وأشار إلى أن حرمان المدنيين من العلاج يعد جريمة ضد الإنسانية، ويعكس مستوى الانهيار الأخلاقي للمجتمع الدولي بصمته عن هذه الانتهاكات المتواصلات.
وبين أن الواقع الصحي في غزة يمثل كارثة إنسانية بكل المقاييس، ويشكل جريمة مكتملة الأركان بحق المرضى الذين أصبحوا في حكم المحكومين بالإعدام نتيجة الحصار ومنع الإخلاء الطبي.
وشدد على ان الأطراف الدولية مطالبة بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية عبر التحرك الفوري لتأمين الإخلاء الطبي العاجل للمرضى، وتوفير مساحات آمنة لعلاجهم، وضمان إدخال الأجهزة والمعدات الطبية الضرورية.
واعتبر أن حرمان المدنيين من العلاج يعد جريمة ضد الإنسانية، ويعكس مستوى الانهيار الأخلاقي للمجتمع الدولي بصمته عن هذه الانتهاكات المتواصلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل السرطان مرض معدٍ ؟
هل السرطان مرض معدٍ ؟

جريدة الوطن

timeمنذ 15 ساعات

  • جريدة الوطن

هل السرطان مرض معدٍ ؟

هل السرطان مرض معدٍ؟ الجواب هو لا. ومع ذلك، وعلى الرغم من أنه ليس معديا، فإن هناك بعض الحالات التي قد تجعل الناس يعتقدون أن السرطان قد انتشر من شخص لآخر. لكن هناك بعض الجراثيم التي يمكن أن تلعب دورا في تطور أنواع معينة من السرطان. قد يدفع هذا الأمر بعض الناس إلى الاعتقاد خطأ بأن «السرطان معد». تشمل العدوى التي تم ربطها بالسرطان الفيروسات والبكتيريا والطفيليات، وفقا للجمعية الأميركية للسرطان. السرطان في العائلات لو كان السرطان معديا، لكان لدينا تفشٍ للسرطان تماما كما يحدث مع الإنفلونزا. كنا نتوقع ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان بين عائلات وأصدقاء الأشخاص المصابين بالسرطان وبين العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يقدمون للمصابين الرعاية. هذا ليس صحيحا. إن حقيقة أن السرطان قد يحدث بشكل متكرر في بعض العائلات لا تعني أن أفراد العائلة قد نشروا السرطان فيما بينهم. وأسباب ذلك تتمثل في: مشاركة أفراد العائلة في الجينات نفسها. قد تتبع العائلات أنماط حياة غير صحية متشابهة (مثل النظام الغذائي والتدخين). قد يتعرض جميع أفراد العائلة للعامل نفسه المسبب للسرطان. مجموعات السرطان يشير البعض إلى «مجموعات» مرضى السرطان الذين كانوا على اتصال ببعضهم بعضا كدليل على أن السرطان معد. لكن هذه المجموعات نادرا ما تعكس معدل إصابة بالسرطان أعلى من المعدل لدى عامة الناس. في حالات نادرة حيث يكون هناك المزيد من السرطان في مجموعة ما، يصعب معرفة العوامل الأخرى مثل التعرض للعوامل المسببة للسرطان ونمط الحياة، والتي قد تكون مسؤولة عن السرطان. نقل السرطان أثناء زراعة الأعضاء في حالات نادرة جدا، تتسبب الخلايا السرطانية من متبرع بالأعضاء في نمو السرطان لدى الشخص الذي حصل على العضو. لا يحدث هذا كثيرا لأن أجهزتنا المناعية تبحث عن خلايا غيرنا وتدمرها. ومع ذلك، يجب على من يخضعون لعمليات زرع أعضاء تناول أدوية لإضعاف أجهزتهم المناعية حتى لا يهاجم جسمهم العضو المزروع ويدمره. يخضع المتبرعون بالأعضاء لفحص دقيق للكشف عن السرطان للحد من هذا الخطر. مع ذلك، أظهرت دراسات حديثة أن السرطان أكثر شيوعا لدى من يخضعون لعمليات زرع أعضاء. ويرجع ذلك على الأرجح إلى الأدوية المعطاة لتقليل خطر رفض العضو، وليس إلى انتشار السرطان من العضو المتبرع به. ولأن هذه الأدوية تضعف جهاز المناعة، فإنها قد تمنع الجسم من العثور على الخلايا التالفة والفيروسات التي قد تسبب السرطان ومهاجمتها. انتقال السرطان أثناء الحمل حتى لو أصيبت المرأة بالسرطان أثناء الحمل، فنادرا ما يصيب السرطان الجنين. يمكن أن تنتقل بعض أنواع السرطان من الأم إلى المشيمة (العضو الذي يربط الأم بالجنين)، لكن معظم أنواع السرطان لا تصيب الجنين نفسه. يحتاج المصابون بالسرطان إلى الوجود مع الآخرين، لكن قد يبتعد الأهل والأصدقاء وزملاء العمل أحيانا عن شخص عزيز مصاب به. قد يشعر هذا الشخص المصاب بالسرطان بالعزلة والوحدة، رغم أنه لا يمكن أن «يصاب» الناس من حوله بالسرطان منه. لذا، لا تتردد في التواصل مع المصاب بالسرطان، فهو بحاجة إلى زياراتك ودعمك.

منظمات إغاثية: إسرائيل ترفض طلبات لإدخال المساعدات
منظمات إغاثية: إسرائيل ترفض طلبات لإدخال المساعدات

الجزيرة

timeمنذ 18 ساعات

  • الجزيرة

منظمات إغاثية: إسرائيل ترفض طلبات لإدخال المساعدات

قال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل للجزيرة إن القطاع بحاجة إلى ألف شاحنة يوميا من مختلف المساعدات، مشيرا إلى أن هناك 100 شاحنة تدخل يوميا معظمها إلى التجار ولا تلبي حاجة السوق. بدوره، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش إن ما يدخل من مساعدات لا يغطي 5% من احتياجات قطاع غزة. وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن 40 ألف رضيع و100 ألف حامل ومرضع يعانون من سوء التغذية. وحسب بيان لأكثر من 100 منظمة دولية غير حكومية فإن السلطات الإسرائيلية رفضت طلبات عشرات المنظمات لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وأضاف البيان أن 60 طلبا على الأقل لإدخال المساعدات إلى غزة رُفضت الشهر الماضي وحده. كما أشار البيان إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة تستخدم لرفض طلبات المنظمات لإدخال المساعدات إلى غزة. في غضون ذلك، قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة بسام زقوت للجزيرة إن الاحتلال يواصل منع دخول الأدوية والمستلزمات بهدف تدمير القطاع الصحي. وأوضح زقوت أن هذا الوضع ينعكس بشكل مباشر على الفئات الهشة، لا سيما الأطفال الذين لا تتماثل أجسادهم للشفاء في ظل الموارد الطبية المحدودة التي تدخل القطاع. كما حذرت مديرة أنشطة التمريض في منظمة "أطباء بلا حدود" ناتاشا ديفيز من التداعيات الكارثية الناجمة عن استمرار رفض إسرائيل إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة. وأشارت في مقابلة مع الجزيرة إلى أنه في كل مرة يتم فيها الإعلان عن فتح نقطة مساعدات تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية يتم تسجيل إصابات عدة. أما المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، فأكد أنه منذ أكثر من 5 أشهر منعت الوكالة والمنظمات غير الحكومية من إدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وأضاف لازاريني أن مخازن الأونروا في مصر والأردن مليئة بالمواد الغذائية والأدوية ولوازم النظافة تكفي لحمولة 6000 شاحنة. وقال مفوض الأونروا إنه ينضم إلى المنظمات غير الحكومية في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة والسماح بدخول المساعدات تحت إدارة أممية. وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال.

شهداء من المجوّعين ومجزرة في حي الزيتون بغزة
شهداء من المجوّعين ومجزرة في حي الزيتون بغزة

الجزيرة

timeمنذ 18 ساعات

  • الجزيرة

شهداء من المجوّعين ومجزرة في حي الزيتون بغزة

استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، اليوم الخميس، مجددا حشود المجوّعين في شمال وجنوب قطاع غزة مما أسفر عن شهداء، وارتكبت مجزرة أخرى في حي الزيتون ، الذي يتعرض لحملة عسكرية جديدة. وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 32 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم. وقالت المصادر إن من بين الشهداء 13 تعرضوا لنيران قوات الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات. وفي السياق، قال مصدر في الإسعاف والطوارئ بغزة إن قوات الاحتلال فتحت النار على حشد من المجوّعين قرب نقطة للتحكم في المساعدات في منطقة السودانية شمال غربي قطاع غزة مما أسفر عن شهداء ومصابين. وقال مستشفى حمد في غزة إنه استقبل 8 شهداء و70 مصابا من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال شمالي القطاع. وشهدت المنطقة في الأسابيع القليلة الماضية سلسلة من المجازر بحق فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام. ومنذ تولي ما تسمى " مؤسسة غزة الإنسانية" التحكم بالمساعدات في مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من 1880 فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال والمسلحين الأجانب المتعاقدين مع المؤسسة الأميركية. مجزرة بالزيتون في الأثناء، تواصل القصف الكثيف على أحياء مدينة غزة ، وخاصة الشرقية والجنوبية منها. واستشهد فلسطيني آخر عصر اليوم جراء القصف المستمر على حي الزيتون جنوب شرقي المدينة. وكان 8 فلسطينيين استشهدوا فجر اليوم إثر غارة على منزل في الحي، وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال بدأت منذ أيام حملة قصف وتدمير تستهدف وسط حي الزيتون. وفي أيام فقط، دمرت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 300 منزل، وفقا للمصادر نفسها. وفي شرق غزة أيضا استشهد فلسطينيان بقصف إسرائيلي على حي التفاح. وفي جنوب القطاع، أفادت مصادر فلسطينية بنقل شهداء وجرحى إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى الصليب الأحمر جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على المجوّعين قرب مركز للتحكم بالمساعدات شمال رفح. وغير بعيد عن المنطقة شنت طائرات الاحتلال غارات على خان يونس وسط مدينة غزة، وبالتزامن نفذت قوات إسرائيلية عمليات نسف جديدة للمنازل وسط المدينة أيضا. وفي وسط القطاع، أفادت مصادر فلسطينية بأن مدفعية الاحتلال قصفت مناطق شرق مخيم البريج. وكانت وزارة الصحة في غزة أفادت بأن 54 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات القطاع في الساعات الـ24 الأخيرة، مشيرة إلى إصابة 830 آخرين في الفترة نفسها. وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 61 ألفا و776 شهيدا و154 ألفا و906 مصابين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store