رئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الإعلامي والكاتب جمال الدين مرداسي
وجاء في نص التعزية:"إثر انتقال الإعلامي والكاتب جمال الدين مرداسي إلى جوار ربه، رحمة الله عليه، تتقدم المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية بأصدق التعازي والمواساة إلى عائلته وإلى أسرته الثانية في المجالين الإعلامي والثقافي، حيث ترك أثرا مهنيا قيما، وتقديرا على عطائه بين زملائه وأصدقائه.
اللهم ارحمه واغفر له وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان."
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 2 ساعات
- الشروق
'أهل غزة في كربٍ شديد'.. ماذا تفعل كمسلم حتى لا يكونوا خصومك أمام الله؟
تطالعنا وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، يوميا بصور ومقاطع من غزة، تقشعر لرؤيتها الأبدان ويشيب من هولها الولدان، ومع ذلك اعتاد أكثرنا على المشهد وركنوا إلى الصمت المطبق دون التحرك لنصرتهم ولو بأضعف الإيمان. منذ أكتوبر 2023، تتساقط على غزة أطنان من القنابل، وتُزهق مئات الأرواح غدرا، كما تُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها قصفا، دون أن ننسى من يحرقون ويدفنون أحياء على مرأى ومسمع العالم.. ومن يبكون جوعا ويصارعون من أجل البقاء، راكضين خلف أمل يرونه يتلاشى تدريجيا! وفي ظلّ استمرار المجازر، والحصار القاتل، وسياسة التجويع التي فاقت حدود الاحتمال، يبرز السؤال بمرارة: ماذا نفعل نحن الذين لا حول ولا قوة لنا؟ نحن الذين لا نملك سلاحًا، ولا قرارًا، ولا منصبًا؟ هل يُعفينا ضعفنا من المسؤولية أم سنُسأل عن تقصيرنا، وبقائنا على الهامش؟ لم تكن العبارة التي قالها 'أبو عبيدة'، المتحدث باسم كتائب القسام، 'نحن خصومكم أمام الله يوم القيامة'، مجرد كلمات عابرة، بل كانت صفعة هزّت القلوب الجافية، وأيقظت المشاعر المتبلدة، كونه حمّل من خلالها كل متقاعس مسؤولية لا يمكن التهرب منها. لقد كان وقع كلمته قاسٍ ومزلزل، خاصة وأنها نقلت المعركة إلى بُعد إيماني وأخروي، فأدرك غافلونا أنها ليست مجرد حرب دنيوية، بل هناك محكمة إلهية في الانتظار ليُسأل فيها كل مقصّر: ماذا فعلت؟ يقول الدكتور عبد الله العمادي، وهو كاتب صحفي ومستشار سابق لوزارة التعليم العالي القطرية أن الأفراد بإمكانهم فعل الكثير من أجل غزة في ظل العجز العربي والإسلامي الرسمي المعيب، لافتا إلى أنه يتعين على كل واحد أن يختار لنفسه ما استطاع إليه سبيلًا، حتى لا يكون أهل غزة خصومه أمام الله يوم القيامة. ومن بين مقترحات الدكتور 'القنوت يومياً في صلاة الفجر، الدعاء، التبرع بالمال، كفالة يتيم، الدفاع عن غزة والمقاومة، نشر أخبار هزائم العدو وبالصور، فضح صهاينة العرب، المشاركة في حملات المقاطعة، رفض كل أشكال التطبيع… وغيرها'. في ظل ما يجري لغزة وأهلنا فيها، والعجز العربي الإسلامي الرسمي المعيب، يتساءل ربما كثيرون : وماذا بأيدينا نحن كأفراد أن نعمل لغزة؟ سأقول: بيدك أنت كفرد، الكثير من العمل الممكن، فاختر لنفسك ما استطعت إليه سبيلا، حتى لا يكون أهل غزة خصومك أمام الله يوم القيامة.. هذه قائمة ببعض… — د.عـبدالله العـمـادي (@Abdulla_Alamadi) July 21, 2025 من جانبها قالت الدكتورة هالة سمير، وهي إعلامية واستشارية أسرية مصرية، في رسالة مؤثرة بعد خطاب الملثم إن 'أصعب كلمة قالها في خطابه 'نحن خصومكم أمام الله يوم القيامة!' شربة ماء، لقمة عيش ، دواء… يا للخزي! يا للعار!'. كما نشرت عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو بعنوان 'ملكش حجة يوم القيامة.. 7 خطوات لنصرة غزة وفلسطين'، أكدت من خلاله على ضرورة النصرة لأهل غزة ولو بالدعاء وعدم التخلي عنهم وخذلانهم. ماذا تفعل كمسلم؟ هناك خطوات عملية يوصي بها العديد من المدافعين عن القضية الفلسطينية، ممن يشددون على ضرورة الالتزام بها أو ببعضها، كل حسب استطاعته أبرزها: 1- الدعاء لا بد من عدم الاستهانة به فهو من أعظم وسائل النصرة وأصدقها، خاصة في أوقات الشدة والبلاء، كونه صلة روحية مباشرة بين العبد وربه، ويحمل في طياته رجاء الفرج، واستنصار القوة، وطلب العون والثبات للمظلومين. حين ضاقت الطرق وحوصرت المعابر، بقي البحر واسعًا كرحمة الله..رجل مصري بسيط حمل حفناتٍ من الدقيق ووضعها في زجاجات، وألقاها في الأمواج علّها تصل إلى غزة وأهلها المحاصرين. ربما لا تصل الزجاجات، لكن الدعاء يصل، والنية تصل، والأمل لا يغرق أبدًا. اللهم ارزق أهل غزة وأعنهم وكن لهم معينًا — 🗨Ali mr (@alidawie) July 23, 2025 2ـ التبرع بالمال التبرع بالمال لأهل غزة، من أعظم أشكال الجهاد، فكل درهم ينفقه المرء في سبيل الله يعتبر سهما مباشرا في معركة تحرير الأرض والدين، ولعل من تلبيس إبليس أن يشغلك بالتساؤل عن كيفية وصول التبرعات، وهنا عليك أن تعلم أنّ الله لا يسألك يوم القيامة: 'هل وصلت تبرعاتك؟' بل سيسألك: 'هل بذلت؟ هل أعطيت؟ هل نصرت؟'. 3ـ المقاطعة الاقتصادية 'قاطع كل منتج يدعم الصهاينة فمالك إمّا شهادة لك أو ضدك' وكل ما تنفقه على منتجات داعمة للاحتلال بمثابة رصاص غير مباشر يوجه نحو صدور إخوانك، ولتعلم أن المقاطعة الاقتصادية ليست فعلاً عاطفياً مؤقتاً، بل سلاحا سلميا يمكن أن يستخدمه كل فرد كأداة ضغط فعالة ومؤثرة في زمنٍ تُستباح فيه دماء الأبرياء. #طَيَّبَ_اللهُ_البقاء_عَمَّرَ_اللهُ_الْأَثَر #قاطعوا #مقاطعه_المنتجات_الامريكية #مقاطعة_المنتجات_الداعمة_للاحتلال — وَرْدٌّ🌸 (@VelvetRain10) July 22, 2025 4ـ نشر الوعي وعدم الصمت وهذا لا يعتبر خيارًا هامشيًا، بل واجبا شرعيا وأخلاقيا، في زمن صارت المجازر تُرتكب علنًا، والحقائق تُشوّه بقوة الإعلام المنحاز، وعليه ينبغي على الإعلاميين بشكل خاص وكل النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي العمل بجدية من أجل تعرية الجريمة وكشف زيف الرواية الصهيونية بتبني مصطلحات المقاومة. عليك كفرد أن لا تحتقر كلمة، ولا تستهين بصورة، ولا تؤجل موقفًا، فرب منشور صادق يُحيي قلبًا ميتًا، أو يُوقظ ضميرًا غافلًا، أو يُحوّل الرأي العام لصالح القضية. ∙ فرانشيسكا ألبانيز ترد بقوة على صحفي يطرح ادّعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود 'مناطق آمنة' في غزة على أنها حقائق تنفي مزاعم الإبـ.ـادة الجمـ.ـاعية. — مفتاح (@keymiftah79) July 22, 2025 وفجر كل يوم يرتقي عشرات الشهداء، في غزة، مع تصعيد الاحتلال عدوانه 'النازي' كما تصفه المقاومة، بمواصلة القصف في الوقت الذي يمارس على سكان القطاع سياسة تجويع ممنهجة. وينذر التصعيد المستمر بكارثة إنسانية وشيكة في ظل غياب أي تحرك دولي فعّال، حيث حذّر مدير الإغاثة الطبية في غزة من موت جماعي للسكان بسبب التجويع، قائلا إن 'القطاع دخل مرحلة الخطر من المجاعة ونتوقع موتا جماعيا من النساء والأطفال'.


إيطاليا تلغراف
منذ 8 ساعات
- إيطاليا تلغراف
شيخ الأزهر بين ضغوط الدولة ونداء الضمير: صرخة محذوفة من أجل مأساة غزة
إيطاليا تلغراف عبد الله مشنون كاتب صحفي مقيم بايطاليا في خضم واحدة من أشدّ الأزمات الإنسانية التي عرفها القرن الحادي والعشرين، خرج الأزهر الشريف ببيان غير مسبوق، يعكس موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا صارخًا تجاه ما يجري من تجويع وقتل جماعي ممنهج في قطاع غزة، ثم سُرعان ما سُحب البيان، في مشهد يلخص بدقة مفارقة الواقع العربي: حيث تُكتم الكلمة حين تصدح بالحق، ويُخنق الضمير حين ينهض مدافعًا عن المظلومين. المعلومة التي تسربت من أكثر من مصدر تؤكد أن جهات عليا في الدولة المصرية طلبت من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب سحب البيان بزعم أنه 'يُربك المسار الدبلوماسي' المصري في التعاطي مع القضية الفلسطينية. ورغم أن البيان نُشر فعليًا على منصات إعلامية رسمية وشبه رسمية، إلا أنه اختفى فجأة، مع وعد بإعادة نشره بعد 'تعديلات'، وهو ما لم يتم حتى الآن. هذه الحادثة ليست هامشية، بل تختصر معضلة أعمق تعيشها المؤسسات الدينية في العالم العربي: هل ما زال يُسمح لها بلعب دورها الأخلاقي المستقل؟ أم أنها باتت ذراعًا ناعمة تُستخدم ضمن حدود ما تسمح به الحسابات السياسية الضيقة؟ الأزهر الشريف بين الأمانة الشرعية والضغط السياسي للدولة. البيان المحذوف، رغم عدم اكتمال تداوله، حمل لغة واضحة لا تحتمل التأويل. فقد وصف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة بأنها 'إبادة جماعية مكتملة الأركان'، وأكد أن التجويع والقصف واستهداف المستشفيات والنازحين ليست سوى مظاهر منسقة لسياسة متعمدة لإبادة المدنيين. لم يكن البيان سياسيًا، بل شرعيًا وأخلاقيًا. وقد أعلن الأزهر فيه براءته أمام الله من 'الصمت العالمي المريب'، ومن 'كل من يقبل بتهجير أهل غزة أو يبرر حصارهم أو يمد المعتدي بالسلاح أو الدعم السياسي.' إنها كلمات ليست خفيفة في ميزان السياسة، لكنها جوهر رسالة المؤسسة التي يفترض بها أن تتحدث حين يصمت الآخرون. فما الداعي إذًا إلى سحب مثل هذا البيان؟ وهل أصبحت حرية الضمير مشروطة بمواقف الدولة؟ حين يُطلب من مؤسسة بحجم الأزهر أن 'تُعدل' موقفًا شرعيًا يُدين الإبادة الجماعية، فقط لأنّه قد 'يُحرج' الدولة في علاقاتها مع بعض الأطراف الدولية، فإنّنا نكون قد انتقلنا من مربع الدبلوماسية إلى مربع الخضوع التام. الأزهر الشريف ليس مؤسسة تابعة لوزارة الإعلام أو الخارجية. بل هو مرجعية روحية وعلمية، لها وزن عالمي في تمثيل ضمير الأمة. وإن كانت الحسابات السياسية تستدعي الصمت، فلا ينبغي أن يُفرَض هذا الصمت على من يحملون مسؤولية الكلمة أمام الله والتاريخ. إنّ مأساة غزة لم تعد محل جدال: آلاف القتلى، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وملايين مهددون بالمجاعة، وسط انهيار كامل للبنى التحتية الإنسانية والطبية. الصمت هنا لم يعد موقفًا 'متوازنًا'، بل تواطؤًا ضمنيًا، مهما جرى تلميعه بشعارات الدبلوماسية. من هنا جاءت صرخة الأزهر تعبيرًا عن هذا الانفجار الأخلاقي: 'نُعلن براءتنا من كل صمت، ومن كل دعم لهذا الكيان الغاشم، ونُحمّل من يسكت أو يساند مسؤولية الدماء.' هذه ليست كلمات عاطفية، بل توصيف قانوني وإنساني دقيق، ينبغي أن يُرفع في وجه كل من يحاول تبرير الجرائم باسم التفاوض. الرسالة هنا موجهة ليس فقط إلى الجهات التي مارست الضغوط، بل إلى كل مؤسسة دينية وفكرية وثقافية في العالم العربي: حين يُطلب منكم الصمت أمام الجريمة، لا تُطيعوا. فالمؤسسات لا تُقاس فقط بحجم بناياتها، بل بقدرتها على أن تكون صوتًا للحق حين يُطلب منها السكوت. إن سحب بيان الأزهر ليس مجرد حادث عابر، بل مؤشر خطير على تمدد منطق 'تحجيم الضمير' لصالح توازنات ظرفية. والأخطر أن يُطلب من المؤسسة الدينية الكبرى أن تُلائم خطابها بما يتماشى مع 'رضا النظام' لا مع روح الشريعة. من كلمات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب 'إن الأزهر الشريف ليبرأ أمام الله من هذا الصمت العالمي المريب، ومن تقاعسٍ دوليٍّ مخزٍ لنُصرة هذا الشعب الأعزل، ويحمِّل كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، والبطون التي تتضوَّر جوعًا في غزة الجريحة.' إيطاليا تلغراف


إيطاليا تلغراف
منذ 9 ساعات
- إيطاليا تلغراف
الصفات القيادية في شخصية عماد الدين زنكي " انتقاء الرجال الأكفاء وتقديره لهم "
إيطاليا تلغراف بقلم الدكتور علي محمد الصلابي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كان عماد الدين زنكي يختار الرجال الأكفاء الذين أخلصوا له وكانوا دعائم دولته، ودولة أبنائه من بعده، فقد كانت له همَّةٌ عالية، ورغبة في الرجال ذوي الرأي والعقل، ويرغبهم ويخطبهم، ويوفر لـهم العطاء. وقـال ابن الأثير: «حكى لي والدي: قيل للشهيد: إنَّ هذا كمال الدين ، ويحصل له في كل سنة ما يزيد على عشرة الاف دينار أميرية ، وغيره يقنع منه بخمسمئة دينار. فقال لهم: بهذا العقل ، والرأي تدبرون دولتي؟! إنَّ كمال الدين يقل له هذا القدر ، وغيره يكثر له خمسمئة دينار ، إن شغلاً واحداً يقوم به كمال الدين خير من مئة ألف دينار ، وكان كما قال ـ رحمه الله ـ» (1). وكان يتعهد أصحابه ، ويمتحنهم ، فقد أعطى يوماً خُشكُنانكه إلى طشت دار له وقال: احفظ هذه. فبقي نحو سنة لا يفارقه خوفاً أن يطلبها منه ، فلما كان بعد سنة سأله عنها ، فأخرجها من منديل كان لا يفارقه خوفاً من أن يطلب منه ، فاستحسن ذلك ، وجعله داراً لقلعة كواشي (2). وهي قلعة حصينة في الجبال الواقعة شرقي الموصل (3)، وكان يخطب الرجال ذوي الهمم والآراء الصائبة ، والأنفس الأبية ويوسع في الأرزاق، فيسهل عليهم فعل الجميل ، واصطناع الرجال ، ومن أسباب توفيقه: أنه كان نقاداً للرجال ، يعرف كيف يختار الأكفاء الصالحين منهم ، ويوليهم ثقته (4)، فمن هؤلاء: أ ـ بهاء الدين الشهرزوري الذي يقول عنه ابن القلانسي: وكان صاحب عزيمة وهمة نافذة ويقظة ثابتة. ب ـ ومنهم وزيره ضياء الدين أبو سعيد ابن الكفرتوثي ، وكان على ما حكي عنه: حسن الطريقة جميل العقل كريم النفس مرضي السياسة مشهوراً للنفاسة والرئاسة. ج ـ ومنهم نصير الدين جقر ، وقد كان لنصير الدين أخبار في العدل والإنصاف وتجنب الجور والاعتساف ، أخباره متداولة بين التجار والمسافرين ، ومتناقلة بين الواردين ، والصادرين من السفار ، وقد كان رأيه جمع الأموال من غير جهة حرام ، لكنه يتناولها بألطف مقال ، وأحسن فعال ، وأرفق توصل واحتيال ، فهذا محمود من ولاة الأمور وقصد سديد في سياسة الجمهور ، وهذه هي الغاية في مرضيِّ السياسة ، والنهاية في قوانين الرياسة (5). ويظهر تقديره للرجال من تولية نائبه بالموصل، فبعد مقتل نصير الدين ارتاب في من يقيمه في موضعه ، ويخلفه في منصبه، فوقع اختياره على الأمير علي كوجك، لعلمه بشهامته ومضائه في الأمور وبسالته ، فولاه مكانه، وعهد إليه أن يقتفي اثاره في الاحتياط والتحفظ ، وتتبع أفعاله في التحرز واليقظة ، وإن كان لا يغني غناءه ولا يضاهي كفاءته ومضاءه ، فتوجه نحوها ، وحصل بها وساس أمورها سياسة سكتت معها نفوس أهلها ، وبذل جهده في حماية المسالك وأمن السوابل ، وقضاء حوائج ذوي الحاجات ، ونصرة المظلومين ، فاستقام الأمر ، وحسنت بتدبيره الأحوال ، وتحققت بيقظته في أعماله الأمان (6). وكان عماد الدين الزنكي رحمه الله قليل التلون والتنقل ، بطيء الملل والتغير ، شديد العزم ، لم يتغيَّر على أحد من أصحابه مُذْ مَلَك إلى أن قتل إلا بذنب يوجب التغيُّر والأمراء ، والمقدَّمون الذين كانوا معه أوَّلاً هم الذين بقوا أخيراً من سَلِمَ منهم من الموت ؛ فلهذا كانوا ينصحونه ، ويبذلون نفوسهم له ، وكان الإنسان إذا قدم عسكره؛ لم يكن غريباً ، إن كان جندياً؛ اشتمل عليه الأجناد ، وأضافوه ، وإن كان صاحب ديوان؛ قصد أهل الديوان ، وإن كان عالماً؛ قصد القضاة بني الشَّهرزوري، فيحسنون إليه، ويؤنسون غربته، فيشعر وكأنه في أهله، وسبب ذلك جميعه: أنه كان يخطب الرجال ذوي الهمم العليَّة والآراء الصائبة والأنفس الأبية ، ويوسع عليهم في الأرزاق ، فيسهل عليهم فعل الجميل ، واصطناع المعروف (7). المصادر والمراجع: ( ) كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، أبو شامة المقدسي، (1/159 ، 160). (2) مفرج الكروب، محمد بن سالم التميمي الحموي، (1/103). (3) الحروب الصليبية والأسرة الزنكية، شاكر أحمد أبو بدر، ص 166. (4) المصدر نفسه ص 166. (5) ذيل تاريخ دمشق، ابن القلانسي، ص 275. الحروب الصليبية والأسرة الزنكية، شاكر أحمد أبو بدر، ص 166. (6) ذيل تاريخ دمشق، ابن القلانسي، ص 172. (7) كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، أبو شامة المقدسي، (1/163).