logo
وضع مأسوي في الوزاني.. والأهالي يرفعون الصوت

وضع مأسوي في الوزاني.. والأهالي يرفعون الصوت

صوت لبنان١١-٠٥-٢٠٢٥

كتب روجيه نهرا في 'نداء الوطن':
ناشد أهالي بلدة الوزاني، البلدة الزراعية والسياحية بامتياز، الملاصقة جغرافياً لقرية الغجر المحتلة وللمواقع العسكرية للجيش الاسرائيلي في القطاع الشرقي، الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الخدماتية، الاجتماعية والمعيشية بالعودة اليها َوالعمل فوراً على إعادة مقومات الحياة اليها كما فعلت في العديد من القرى الحدودية التي كانت محتلّة خلال الحرب الأخيرة وما نتج عنها من دمار شامل لبناها التحتية كما هو الواقع الأليم في بلدة الوزاني.
وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة اشهر على انسحاب اسرائيل من بلدة الوزاني وغيرها من القرى الحدودية وفقاً لاتفاق وقف اطلاق النار الموقّع في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام الفائت، فلم تعد الدولة الى بلدة الوزاني كما حصل مع غيرها من البلدات الجنوبية، واقتصر حضور الدولة على الجيش اللبناني والقوى الامنية، فيما بقيت خدمات الدولة على سبيل المثال الكهرباء والماء والطرقات والهاتف وغيرها، غائبة عنها نهائياً، وكأن بلدة الوزاني ليست موجودة في لبنان.
ويحاول أبناء هذه البلدة لملمة جراحهم وتأمين ابسط مقومات العيش على طريقتهم ونفقتهم، فهل يجوز ان تبقى الدولة بعيدة عن ابنائها بعد توقف الحرب وعودة الاهالي الى بلدتهم شبه المدمرة، ليعيشوا في الخيم، فقط لأنهم يؤمنون بوجود الدولة على الحدود مهما كان الثمن؟
ما هي الاسباب الحقيقة لترك الدولة لأبنائها في الوزاني وحيدين لغاية اليوم في مواجهة تحديات الواقع المرير الذي سببه الاحتلال؟ فلا أحد يعلم الا الله، وهل المكتوب على اهالي بلدة الوزاني 'واغلبيتهم من الطائفة السنية' ان يدفعوا وحدهم من ارزاقهم وارواحهم ثمن الحرب الاسرائيلية المدمرة، وثمن غياب مؤسسات الدولة الخدماتية عنهم بعد انتهاء الاعمال العسكرية؟ سؤال نترك الاجابة عليه للايام المقبلة وللمسؤولين في الوزارات المعنية.
يعيش ابناء بلدة الوزاني اليوم بدون ماء ولا كهرباء ولا هاتف، بينما اهالي القرى الحدودية التي احتلتها القوات الاسرائيلية ينعمون بهذه الخدمات. لماذا وزارات الطاقة والمياه والاتصالات لم تصل الى الوزاني؟ الاهالي يستحقون كغيرهم من ابناء هذا الوطن، لاننا نعيش في دولة حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات.
يقيم عدد من اهالي بلدة الوزاني اليوم في خيم بعدما دمرت اسرائيل منازلهم، ويعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة للغاية لا احد يستطيع تحملها، فهم خسروا مصادر معيشتهم الرئيسية خلال الحرب ولا سيما الثروة الزراعية بشقيها الحيواني والنباتي، اضافة الى خسارة منتزهات الوزاني السياحية، فلم يعد باستطاعة السكان الوصول اليها والموجودة على ضفاف نهر الوزاني حيث تمنع القوات الاسرائيلية الاقتراب اليها.
وامل سكان بلدة الوزاني مع انسحاب اسرائيل والعودة الى بلدتهم، عودة الدولة عبر مؤسساتها وخدماتها على المستويات كافة، فهم بدون مياه وكهرباء ويحاولون تأمين مقومات الحياة في ظل غياب تام لخدمات الدولة لا سيما خدمات الكهرباء والمياه وغيرهما كما حصل في العديد من القرى المجاورة لبلدة الوزاني.
واطلق ابناء الوزاني صرخة وجع والم شديدين عبر جريدة 'نداء الوطن' الى جميع المسؤولين المعنيين في الدولة، عسى ان تلقى الآذان الصاغية لكي يتحركوا بسرعة ويعالجوا مشاكل هذه البلدة الصغيرة والتي يستحق سكانها دخول الدولة اليها منذ الاسبوع الاول من تحريرها وليس بعد مرور أشهر على ذلك، ويأمل الاهالي مع وصول الرئيس جوزاف عون الى سدة الرئاسة الاولى ورئيس الحكومة نواف سلام ووزراء الحكومة النظر الى اوضاعهم التي اصبحت اكثر من ماسوية.
'نعيش في ظروف معيشية معقدة وصعب جدا حيث تعاني قرية الوزاني من الحرمان والدمار والاهمال'، وهذا ما اشار اليه حسين الاحمد ابن البلدة وقال نرفع صوتنا عالياً ونناشد فخامة رئيس الجمهورية ان يلتفت الينا، واهلها يعيشون معاناة نفسية واقتصادية، وطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها تجاه اهالي هذه القرية واكد ان المتطلبات كثيرة منها المياه والكهرباء والطرقات والبنى التحتية وشدد على اهمية اعمار البلدة المدمرة بنسبة كبيرة تدميرا شبه كامل.
السيدة ام محمد قالت 'الوضع مأسوي للغاية فمعظم الناس تسكن في الخيم او في مستودعات حديد صنع محلّي وليست صالحة للسكن، والدولة غائبة تماماً فلا أحد يسأل عن حاجاتنا، فنحن بحاجة الى الكثير من الخدمات الضرورية، فالمياه مقطوعة والكهرباء ايضاً وشبكات الصرف الصحي مدمرة، واعتبرت ان القدرة على تخزين الاكل مستحيلة لعدم وجود برادات، وطالبت الدولة بالالتفات الى أحوالهم ومساعدتهم على تحمل المعاناة من خلال تقديم الحاجات الاساسية التي تساعدهم على البقاء والصمود.
'وضعنا صعب ويتطلب تدخلاً عاجلاً نأمل من الدولة المساعدة'، بحزن وأسى تقول ام حسين، 'بالامس القريب كان لدينا منزل نسكن فيه ونحمي نفسنا من الشتاء ومن حرارة الشمس، والآن نسكن في خيمة من صنع اليد لا تحمينا من شيء بل على العكس عندما يأتي المطر تغمرنا المياه أثناء النوم وعند طلوع الشمس نختنق من شدة الحرارة'.
واضافت الوضع لم يعد يطاق ابدا والخوف هو سيد الموقف فعندما نسمع اي صوت في الليل نخاف ونكاد لا نستطيع الوقوف، مؤكدة ان اولادها لم تعد لديهم القدرة على تحمل هذه المعاناة والمأساة، وفي الختام طالبت الدولة بالتحرك السريع وتحقيق مطالبهم لأن احوالهم صعبة جداً والقدرة على الاستمرارية اصبحت شبه معدومة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الانتصارات قادمة"... "حزب الله": نقف خلف الحكومة والجيش
"الانتصارات قادمة"... "حزب الله": نقف خلف الحكومة والجيش

ليبانون ديبايت

timeمنذ 32 دقائق

  • ليبانون ديبايت

"الانتصارات قادمة"... "حزب الله": نقف خلف الحكومة والجيش

شدّد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي، على هامش مشاركته في ندوة تضامنية مع غزة واليمن نظّمت في مطعم "الساحة" في الضاحية الجنوبية، على ثبات توجهات الحزب العسكرية والسياسية، قائلاً: "لا تغيير في استراتيجيات حزب الله العسكرية والسياسية، ولا تبدل في التوجهات العملية للمقاومة". وحول الردّ على الاغتيالات المتكررة التي تطال كوادر الحزب، إلى جانب الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في مختلف الأراضي اللبنانية، لا سيّما في الجنوب والمناطق الحدودية، أوضح قماطي، في حديث خاص مع جريدة "الديار"، أن "المقاومة ملتزمة حتى الساعة بالصبر الاستراتيجي، وهي تقف خلف الحكومة والجيش اللبناني، وهناك لجنة تُعنى بوقف الخروقات، ونطالب الجميع بتحمّل مسؤولياته في هذا المجال". وأضاف، "كل الخيارات مفتوحة، ونحن جاهزون لكل السيناريوهات"، قائلاً: "لن نقف مكتوفي الأيدي جراء استهداف شعبنا وأهلنا". واستذكر قماطي مناسبة عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار 2000، معتبرًا أنها تمثّل لحظة عزّ وانتصار تتكرّر في الوجدان الشعبي، ومؤكداً أن الانتصارات مستمرة: "نعيش اليوم أيام العز والانتصار، والانتصارات قادمة بإذن الله".

عون وسلام في مواجهة الضغط الأميركي: لا للسلاح خارج الدولة
عون وسلام في مواجهة الضغط الأميركي: لا للسلاح خارج الدولة

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

عون وسلام في مواجهة الضغط الأميركي: لا للسلاح خارج الدولة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يحاول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام تخفيف حدة الموقف الأميركي الداعي إلى سحب سلاح حزب الله، في مسعى منهما لتفادي صدام داخلي أو خارجي قد يجر البلاد إلى المجهول. انما في الوقت ذاته، يختلف اسلوب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن اسلوب رئيس الحكومة نواف سلام في تصاريحهما الداخلية حول سلاح حزب الله الا ان هدفهما واحد وهو احتكار الدولة وحدها للسلاح. فالرئيس عون كان واضحا في خطاب القسم وفي لقائه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وخلال زيارته لمصر ولقائه الرئيس السيسي بأن الدولة هي المخولة بامتلاك السلاح وعكس ذلك فهو امر مخالف للدستور وغير قانوني وغير شرعي. وكذلك الامر مع الرئيس نواف سلام الذي يصرح بطريقة اقل ديبلوماسية تجاه سلاح الحزب الا ان ما يريده يتطابق ايضا مع ما يريده عون وهو الوصول الى بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية وان يكون الجيش اللبناني العين الساهرة الوحيدة على امن لبنان.

العيون العربية على سلاح حزب الله قبل المخيمات
العيون العربية على سلاح حزب الله قبل المخيمات

ليبانون 24

timeمنذ 3 ساعات

  • ليبانون 24

العيون العربية على سلاح حزب الله قبل المخيمات

بات واضحا أن هناك قرارًا دوليًا - أميركيًا وإسرائيليًا يقضي بضرورة ضبط سلاح حزب الله في لبنان. إلا أن طريقة معالجة هذا الملف تبقى غامضة حتى اللحظة.ويسعى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى تخفيف حدة الموقف الأميركي الداعي إلى سحب سلاح حزب الله، في مسعى منه لتفادي صدام داخلي أو خارجي قد يجر البلاد إلى المجهول. وكتبت" الديار": يبقى لبنان في عين الاعصار حيث تقول معلومات مؤكدة بان هناك جهات عربية ابلغت مرجعا سياسيا بان لا نزع لسلاح المخيمات الفلسطينية قبل نزع سلاح حزب الله، وبان الضغوط في هذه المسألة تتجه الى التصعيد في المرحلة المقبلة، بعدما بات معلوما ان حكومات عربية ابلغت البيت الابيض بان حزب الله هو العائق الوحيد دون التوصل الى صفقة تربط بين التعهد باقامة الدولة الفلسطينية مقابل تطبيع لبنان وسوريا مع اسرائيل وما تبقى من الدول العربية مثل العراق وبعض الدول الخليجية التي لم تنخرط في اتفاقات ابراهام. في هذا الملف، تضاربت الاراء حول جدية نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية ، فالبعض اعتبر ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اعطى موافقة معنوية للدولة اللبنانية برفع الغطاء عن سلاح المخيمات. وعليه رأت اوساط سياسية بأن عباس باع «سمكا في البحر» للدولة اللبنانية نظرا للنسبة الضئيلة التي تسيطر عليها السلطة في المخيمات في حين هناك فصائل اخرى ابرزها حماس الى جانب وجود تنظيمات ارهابية تغلغلت في مخيم عين الحلوة. في المقابل، كشف البعض الاخر ان عباس يمهد لتقديم شيء ما للاميركيين والاسرائيليين ، ظنا منه ان اي خطوة نحو ازالة العسكرة عن الفلسطينيين ، وتوطينهم في الاماكن الذين يتواجدون فيها يمكن ان يمهد الطريق لموافقة الائتلاف الراهن الاسرائيلي على خارطة الطريق باقامة الدولة الفلسطينية. ولكن ما من مرة، اثار الاسرائيليون ملف سلاح المخيمات الفلسطينية والتي لم تشكل يوما خطرا على الدولة العبرية لا بل انه طالما استخدم هذا السلاح سواء لزيادة الانقسام بين الفلسطينيين او سواء لابقاء الوضع الداخلي متوترا في المناطق اللبنانية. في الحالتين، لا شيء يشير بان عملية نزع سلاح المخيمات الفلسطينية سيكون امرا سهلا حيث قالت اوساط سياسية للديار بان الدولة اللبنانية اعتادت على هذه التصريحات المطاطة والضبابية التي اطلقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اثناء زيارته الاخيرة الى لبنان، لا سيما ان هناك معارضة حتى داخل حركة فتح بحجة انه ليس منطقيا بان تتخلى الفصائل المرتبطة بمنظمة التحرير عن سلاحها في حين تحتفظ فصائل اخرى بسلاحها. الى ذلك، كشفت مصادر عسكرية لبنانية ان القوى الاسلامية المتشددة لن تسلم سلاحها الا ضمن حل سياسي نهائي فضلا انه في المخيمات لا يوجد طرف فلسطيني مركزي ياخذ قرارا بتسليم السلاح. ورأت ان الامور ستكون اشبه بتمثيلية حيث لن يسلم السلاح الثقيل بل سلاح «غير مهم». في المقابل، شددت مصادر حزبية لبنانية رفيعة المستوى ان الدولة اللبنانية ووفقا لاتفاق الطائف الذي ينص على تجريد كل سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية اي الفلسطينية، يتوجب عليها سحب سلاح المخيمات الفلسطينية وخاصة السلاح المهم منها لاسقاط اتفاق القاهرة المذل واسقاط التوطين وعودة الدولة الى بسط سلطتها على كامل المناطق اللبنانية. واضافت ان اليوم لبنان دخل مرحلة جديدة وبالتالي بات امرا اساسيا باخلاء المخيمات الفلسطينية من السلاح وان تكون تحت امرة الجيش اللبناني ، سواء وافق الرئيس عباس ام لم يوافق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store