
وزير الداخلية والبلديات يرعى حفل تخريج الدفعة الأولى من المشاركين في الدبلوم المهني في الدراسات البلدية في جامعة سيدة اللويزة.
أقامت جامعة سيدة اللويزة ومركز التعلّم مدى الحياة، حفل تخريج الدفعة الأولى من المشاركين في الدبلوم المهني في الدراسات البلدية، برعاية معالي وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، وذلك يوم الأربعاء 23 تموز 2025، الساعة السادسة مساء في حرم جامعة سيدة اللويزة - زوق مصبح.
شارك في الحفل، الى جانب أهالي الخرّيجين، وزير الداخليّة والبلديّات العميد أحمد الحجّار راعي هذا اللقاء، وزير الداخلية السابق الدكتور زياد بارود رئيس مجلس أمناء جامعة سيّدة اللويزة، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، رابطة خرّيجي الجامعة برئاسة الأستاذ إيلي حنا، الدكتور داني قزي، مدير مركز التعلم مدى الحياة ومركز التعلم الإلكتروني في جامعة سيّدة اللويزة، وزير الداخلية السابق العميد مروان شربل وزير الداخلية السابق القاضي بسّام مولوي، النائب ندى البستاني ممثلةً التيارَ الوطنيّ الحر، النائب رازي الحاج ممثلاً حزب القوات اللبنانية، المحامي ميشال حكيّم ممثلاً حزب الكتائب اللبنانيّة، محافظ بيروت القاضي مروان عبّود، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله ممثلاً بالعميد عبدو خليل، مدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير ممثلاً بالعميد بسام فرح، مدير عام أمن الدولة اللواء ادغار لاوندوس ممثلاً بالعميد ريمون أبو معشر، مديرعام الدفاع المدني العميد نبيل فرح، مدير عام الإدارات والمجالس المحلية في وزارة الداخلية والبلديات السيدة فاتن محمد أبو حسن ، العميد الركن زياد هيكل مستشار فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مكتب الدراسات في القصر الجمهوري، السيد جان- جاب ساس السكرتير الأول في سفارة مملكة هولندا ورئيس قسم التعاون الإنمائي، النائب الشيخ فريد هيكل الخازن ممثلاً بالسيد رشيد الخازن ممثلاً بلديّة جونية، الأب المدبّر يوسف نصر الأمين العام للمدارس الكاثوليكيَّة، الدكتور نبيل أسطا الأمين العام للمدراس الإنجيليَّة، الأستاذ روجيه هاني رئيس الجامعة اللبنانيَّة الثقافيَّة في العالم، المهندس ميشال متى رئيس المجلس العام الماروني، إضافة الى المدراء العامون والقائمقامون في كسروان وجبيل ورؤساء إتحادات بلديات كسروان، الفتوح، جبيل، البترون، المتن الجنوبي، بشري ورؤساء المجالس البلديَّة والإختيارية وأعضائها من مختلف المناطق اللبنانيّة، والشخصيات العسكريَّة، الإعلاميَّة، الصحافيَّة، الثقافيَّة، الأكاديميَّة.
إستهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثمَّ كانت كلمة ترحيب ألقاها الأستاذ ماجد بو هدير، مدير مكتب الشؤون العامة البروتوكول، والعلاقات الإعلاميَّة في الجامعة الذي قال: "في كلّ مرّة تنبض هذه القاعة الدائريّة بإحتفالٍ، إفتخارٍ، إعلانٍ، تخريجٍ، عرضٍ، إستقبالٍ، صلاةٍ وأكثر، نقول في داخلنا، ما هو سرُّها؟ كيف بها في تخبّىء لنا المفاجآت السارّة في صفحات تجليّات هذه الجامعة المريميّة اللويزية التي تخوض مشوار الرسالة التعليميّة منذ أكثر من ثلاثة قرون، وإلى جانب كليّاتها السبع التي تُشعّ بالإختصاصات الأهم، يأتي مركز مركز التعلم مدى الحياة الذي يلعب دوراً مركزياً في التدريب والتعليم المستمر وتنمية وتمكين القدرات العملية التكميلية للقطاعات المجتمعية، والإدارية في الحقل الخاص، بما يتماشى مع تطور المجتمع وسوق العمل ويأتي اليوم بمبادرة تعني الحقل العام بشكل مباشر ألا وهي التعليم المهني البلدي الذي تحتاجه البلديات، هي التي نبضت منذ ماضٍ قريب من خلال إنجاز أكثر من ناجح لوزارة الداخلية والبلديات التي ساهمت بعودة شعلات المناطق للتوهّج، والتألق لما فيه خير لبنان".
وأكمل بو هدير:" اليوم تأتي وزارة الداخلية بشخص معالي وزير الداخلية أحمد الحجار إلى داخل هذه الجامعة التي تختصر صورة الوطن، وطنٌ يحتاج إلى وزراء يلتزمون حتى العظم في خدمته، يأتي معالي الوزير لكيما يسلّم مفتخراً شهادات الديبلوم في التعليم المهني البلدي لستين مواطناً لبنانياً أرادوا أن يبقوا ههنا يخدمون هذا الوطن بدورهم وينصهرون في البلديات التي تنتظر علمهم وثقافتهم".
بعد كلمة بوهدير، قدَّم الدكتور داني قزّي، مدير مركز التعلّم مدى الحياة ومركز التعلم الإلكتروني في الجامعة، عرضًا تفصيليًا حول "برنامج التطوير المهني المتكامل للبلديات والمنظمات غير الحكومية " (IMPACT)، مشيرًا إلى أنّه ثمرة تعاون مثمر بين مؤسّسات أكاديمية، حكومية ودولية، ويهدف إلى رفع مستوى الأداء وتعزيز المهارات المهنية في القطاع البلدي وفي المنظمات غير الحكومية.
وأوضح د. قزّي أنّ هذا البرنامج يوفّر دورات تدريبية متخصصة وشهادات معتمدة، تسهم في تطوير الكوادر البشرية، وتعزّز الشراكة بين مختلف الجهات المعنيّة، بما يساهم في بناء مؤسسات أكثر كفاءة واستدامة، قادرة على تلبية حاجات المجتمع المحلي بشكل فعّال.
وتابع قائلاً:" هذا البرنامج يقوم على خمسة عناصر رئيسية، تشمل إدراج موارد تدريبية من الوكالة الأميركية للتنمية في مكتبة الجامعة، تنظيم دورات متخصصة للبلديات والمنظمات غير الحكومية، تطوير المناهج الأكاديمية، تعزيز التعاون مع وزارة الداخلية، وإطلاق دبلوم مهني في الدراسات البلدية لتأهيل الكوادر المتخصصة".
كما استعرض الدكتور قزي أبرز إنجازات المشروع، والتي شملت: تطوير المراجع الأكاديمية وإتاحتها عبر مكتبة الجامعة، وتحديث البرامج التعليمية من خلال دمج الجانب التطبيقي بالمحتوى النظري، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل في مختلف المناطق اللبنانية بمشاركة نحو 150 شخصًا. وقد تم أيضًا إدخال البُعد الأكاديمي في تطوير العمل البلدي عبر إطلاق الدبلوم المهني في الدراسات البلدية، الذي خرّج 62 مشاركًا من خلفيات واهتمامات متنوعة.
وقد أشار الدكتور داني قزي إلى أنّ المشروع ساهم في تعزيز التواصل مع وزارة الداخلية والبلديات، والمديرية العامة للإدارات والمجالس المحلية، كما أسهم في تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة من خلال تنفيذ مشاريع مبتكرة في مجالات البيئة، والمياه، والطاقة والصحة، إلى جانب تفعيل دور المرأة التي شكّلت 55% من عدد المشاركين، وتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم مع الحفاظ على جودته.
أما على صعيد التطلعات المستقبلية، فقد لفت الدكتور قزي إلى عزم الفريق على تفعيل دور اللجنة التوجيهية، وتطوير الدبلوم المهني القائم، فضلًا عن إعداد برامج تدريبية خاصة بالشرطة البلدية، وبرامج متقدمة في الحوكمة المحلية المرنة والشاملة، والإدارة العامة. كما شدد على أهمية تعزيز الشراكات والتعاون مع الجهات المحلية والدولية في المرحلة المقبلة.
بعد الشرح الذي قدمه مدير مركز التعلّم مدى الحياة، كانت كلمة لرئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري قال فيها: " لعلَّ ما يُميِّزُ جامعةَ سيّدةِ اللويزة من سواها، هو تلكَ المبادراتُ غيرُ الأكاديميّةِ التي تُطْلِقُها باستمرارٍ، لِأَجْلِ المُساهمةِ في تطويرِ المجتَمعِ اللبنانيِّ، وَرَفْعِ مستوى أَداءِ موارِدِهِ البشَرِيَّةِ وتمْكينِها وبناءِ قدراتِها في إطارِ حوْكَمةٍ رشيدةٍ للأدوارِ العملانيّةِ ومشاركَتِها وانخراطِها وتفاعُلِها في غيرِ مجال. فإنَّ جامِعتِنا تتطلَّعُ من زوايا مختلِفةٍ إلى مواطنةٍ حقيقيّةٍ أساساً بالأفعالِ وليسَ بالأقوالِ والشّعاراتِ".
وأكمل الأب الرئيس:" لمّا كانتْ جامعتُنا مقتنِعَةً بأنَّ البلديّاتِ هي صورةٌ مُصَغَّرَةٌ عنِ الدّولةِ، وهي الأقْرَبُ إلى المواطِن، فحريٌّ بهذهِ البلديّاتِ أَنْ تكونَ على مستوى ما يبغيهِ المواطنُ في خدْمَتِهِ، وعندما نقولُ: "بلديّة"، فإنّنا لا نعْني المبانيَ والمكاتِبَ والتجهيزاتِ، بَلْ نَتَطَلَّعُ إلى الجهازِ البشريِّ الذي يَعْمَلُ داخِلَها في خدمةِ القانونِ والمواطِنِ. ولكي يُحْسِنَ هذا الهَرَمُ من الرئيسِ إلى آخرِ موظّفٍ كيفيَّةَ التّعاطي في هذا المِرْفَقِ العامَ، وُلِدَت لدينا فِكرَةُ مشروع التدريب للحصول على الدبلوم المِهنيّ في الدراساتِ البلديّةِ، الذي يُغطّي جميع الجوانِبِ الإداريّةِ لإدارةِ البلديّات".
وقد توجّه الأب الخوري بالشكر إلى الوزير الحجّار على دعمه وحضوره وتعاونه البنّاء لما فيه خير المجتمع قائلاً: ها نحنُ اليومَ نُخَرِّجُ برعايةِ وحضور معالي وزير الداخليّة والبلديات أحمد الحجّار الدفعةَ الأولى من المتدرّبين الذين سيحصلون على هذا الدبلوم الذي سيُشَكّلُ قيمةً مضافةً إلى أدوارِهم ومواقِعهم في بلداتِهم وبلديّاتِهم. نُطلِقُ مشروع شراكةٍ مَعَ وزارةِ الدّاخليّةِ والبلديّاتِ، لتدريبِ دفعاتٍ جديدةٍ من الموظّفين وأعضاءَ في مجالِسَ بلديّةٍ ورؤساءِ بلديَّاتٍ ومرشّحينَ مستقبليّينَ وسواهم، لنيلِ دبلومٍ مهنيٍّ في الدراساتِ البلديّةِ، بما فيها مجالاتُ الحوكمةِ الرشيدةِ وتحسينِ العمليّاتِ والنتائج ضمنَ بلديّاتِهِم".
كما شدّد الأب الرئيس على الواقع المتردّي الذي يعانيه القطاع العام منذ عقود، حيث تُستهلك القوانين بأساليب تقليدية بعيدة عن الحداثة والشفافية، في ظل تفشّي الفساد.
وفي مواجهة هذا الواقع، أكّد أن مشروع الجامعة التدريبي بالشراكة مع وزارة الداخلية والبلديات جاء كخطوة عملية للمساهمة في تحسين أداء الإدارات المحلية وبناء قدرات العاملين فيها، داعيًا الوزارات الأخرى إلى عقد اتفاقيات مماثلة مع الجامعات والقطاع الخاص.
ووجّه نداءً صريحًا إلى المسؤولين في القطاع العام لتحمّل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية من دون تأجيل أو تبرير، في ظل مواجهة مصيرية بين دولة تُبنى على القانون ومجتمع يتفكّك بفعل الفوضى والاستنسابية.
بعد كلمة رئيس جامعة سيدة اللويزة، كانت مداخلة لراعي الحفل وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار الذي قال: " يُسعدني أن أكون بينكم اليوم للاحتفال سوياً بتخريج الدفعة الأولى ضمن برنامج الدبلوم المهني لتمكين البلديات. هذه المناسبة تحمل رمزية كبيرة وبعداً وطنياً متعدد الدلالات، فتمكين البلديات هو الحجر الأساس في بنيان نظام اللامركزية الإدارية الموسعة الذي نصبو إليه تنفيذاً للدستور ووثيقة الوفاق الوطني، والتزاماً بما ورد في البيان الوزاري لحكومة الإصلاح والإنقاذ".
وأكمل: "إنَّ البلدية تبقى المحرك المحوري لعملية التنمية المحلية التي من شأنها تحقيق الإنماء المتوازن على المستوى الوطني، فالبلدية مهما كبر أو صَغُرَ حجمها، تلعب دوراً فاعلاً في تقديم الخدمات الحيوية واليومية للمواطنين ضمن النطاق البلدي. فمن خلال هذا البرنامج الأكاديمي والمهني، يتم بناء القدرات البشرية للبلديات لتكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها من جهة، ولتكون على قدر تطلُّعات المواطنين وآمالهم من جهة أخرى".
وتابع الوزير الحجار: "إنَّ وجودنا اليوم في جامعة سيدة اللويزة ليس صدفة، فهذا الصرح التربوي العريق عوّدنا على عطاءات بحجم الوطن وعلى كل ما يخدم المصلحة العامة وخير المجتمع. فلنصنع سوياً بالعِلم والمعرفة مستقبلاً كريماً وواعداً لأبنائنا وأحفادنا".
كما لفت إلى أنَّ قوة لبنان هي بوحدة أبنائه، وبقدرة الدولة على بسط سلطتها على كامل التراب اللبناني بقواها الذاتية حصراً، وبالعمل الدبلوماسي الدؤوب لتحرير كل شبر من أرض الجنوب، وبإعادة الإعمار والإلتزام بالإصلاحات والشفافية والمحاسبة، توصلاً إلى بناء دولة تليق باللبنانيين، تحفظ كرامتهم، وتصون حقوقهم، وتستعيد ثقتهم بمؤسساتهم.
وختم كلمته: "أتوجه بالشكر والتقدير لكل من سعى إلى إطلاق هذا الدبلوم المهني في الدراسات البلدية، ولكل من ساهم في تمويل هذا البرنامج وأخْرَجَهُ إلى حيز الوجود ليكون محطة مضيئة في مسار إعادة نهوض لبنان وأشكر إدارة جامعة سيدة اللويزة بشخص رئيسها الأب الدكتور بشارة الخوري متمنين لهذه الجامعة الجامعة، دوام التقدم والترقي لما فيه خير الوطن ورفعة بنائه".
كما تخلل الحفل إطلاق الدورة الثانية من البرنامج. وفي ختام حفل تخريج الدفعة الأولى، قدم الأب الرئيس بإسمه وبإسم جامعة سيدة اللويزة، هدية تذكارية لمعالي وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار عبارة عن "كتاب لبنان الكبير".
وبعدها، تمَّ التقاط الصور التذكارية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
لبنان يدخل شهراً مفصلياً في آب... الضغط يتصاعد
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تواصل واشنطن عبر مبعوثها الى لبنان توم براك ممارسة سياسة العصا والجزرة دون تردد، ويبدو واضحا ان الضغوط الاميركية- «الاسرائيلية» التي تتخذ أشكالا شتى، ستتواصل وتتكثف في شهر آب المقبل، خاصة بعد الجواب اللبناني الرسمي الموحد على الورقة الاميركية الذي لم يرض الطرفين. وكان لافتا يوم أمس، خروج براك ليؤكد ان «مصداقية الحكومة اللبنانية تستند على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والتطبيق. وكما أكد قادتها مرارا وتكرارا، من الضروري أن «تحتكر الدولة السلاح»، معتبرا انه «ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات»، مضيفا:»على الحكومة وحزب الله الالتزام التام والتحرك فورا، لتجنب بقاء الشعب اللبناني في حالة من الركود». ووضعت مصادر سياسية واسعة الاطلاع موقف براك «اللافت بالشكل والتوقيت والمضمون، في اطار الضغوط المتواصلة على حزب الله ولبنان الرسمي على حد سواء»، معتبرة في حديث لـ»الديار» ان «الاميركي كما «الاسرائيلي» غير سعيد على الاطلاق من موقف لبنان الموحد، في التعامل مع هذه الضغوط والتهديدات، وبالتالي من غير المستبعد ان نشهد في الفترة القليلة المقبلة تصعيدا اضافيا يتخذ اشكالا شتى، ولا ينحصر بحزب الله وبيئته». واعتبرت المصادر ان «الخطوة الاولى المطلوبة من لبنان الرسمي، عقد اجتماع للحكومة يتبنى بشكل واضح خطة عملية لحصر السلاح، لكن بالمقابل لا يزال الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام يتجنبان هذه الخطوة، التي قد تؤدي برأيهما لشرخ كبير داخل الحكومة، يهدد استمرارية عملها.. اضف ان الرئيس عون ابلغ الاميركيين اكثر من مرة وبأكثر من طريقة انهم لا يساعدونه بموضوع حصر السلاح، طالما لا يقدمون اي ضمانات تسمح له باقناع الحزب بالتسليم». وبحسب المعلومات، فان «تل ابيب» ابلغت مجددا براك، الذي وضعها بجو الجواب اللبناني على الورقة الاميركية، انها غير مستعدة على الاطلاق لتقديم اي ضمانات، ولا القيام بأي خطوة اولى لاقناع حزب الله بتسليم سلاحه، لاعتبارها ان موازين القوى الحالية تسمح لها بفرض شروطها، دون اي تنازلات تذكر من قبلها. حزب الله: الآتي أعظم! في كلمة القاها يوم أمس، تحدث النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن عز الدين عن «ضغوطات أميركية تزداد يوما بعد يوم، من خلال الضغط النفسي والتضليل والحرب الناعمة لجعلنا نستسلم وتكسر إرادتنا»، معتبرا انها «تضغط على لبنان ولم تأت لتساعده، ولم تضغط على «إسرائيل» لإلزامها بما تم التوافق عليه، في حين أن المقاومة ملتزمة ولبنان التزم بما تعهد به. أما العدو «الإسرائيلي» لم يلتزم وما زال يمارس العدوان بصيغ مختلفة في الجو والبحر والبر، فيقتل من يريد ويغتال بمسيراته اللبنانيين والمواطنين اللبنانيين، دون أن يحرك الأميركي ساكناً». وشدد على ان «المشروع الأساسي في المنطقة هو بيد أميركا، إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق أو غيرها، وما هو آت ربما سيكون أعظم مما نشهده اليوم على مستوى المنطقة». وشدد عز الدين على أن «موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا، التي تجعلنا دائما نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا»، لافتاً إلى أنه «علينا كقوى سياسية في لبنان، بدلاً من الرهان على الأميركي، أن نعمل جميعا لتقوية وتصليب الموقف اللبناني الموحّد فيما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحد، وأبلغه إلى المبعوث الاميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، وأن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا». قوانين لشراء الوقت؟ في هذا الوقت، يُرتقب ان يتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون اليوم الاثنين إلى الجزائر، في زيارة تستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، في وقت تتجه الأنظار إلى مجلس النواب المرتقب أن يعقد جلسة هذا الأسبوع، لاقرار قانونَي هيكلة وتنظيم المصارف، واستقلالية القضاء. وقالت المصادر لـ»الديار»:»بموازاة الضغط الدولي الذي يمارس على لبنان بموضوع حصرية السلاح، هناك ضغط آخر بموضوع الإصلاح وإقرار القوانين المرتبطة بذلك، وهناك في لبنان من يعتقد أن الإسراع بإقرار هذه القوانين قد يسمح بشراء بعض الوقت في ما يتعلق بحصرية السلاح». اما عن زيارات الرئيس عون المكثفة إلى الخارج فتقول المصادر:»حتى ولو لم نكن نشهد تدفقا للمساعدات، فإن مجرد إعادة لبنان إلى الخارطة العربية والدولية أمر مهم جدا ، يفترض التوقف عنده بعد مرحلة طويلة من العزلة التي عاشها لبنان الرسمي في العهد السابق»، مضيفة:»هناك قرار عربي موحد مفاده عدم مد يد العون، وبالتحديد المالية للبنان ، قبل تنفيذ لائحة الاصلاحات المطلوبة منه وعلى رأسها حصرية السلاح، وهذا امر لا يمكن القفز فوقه». تطورات غزة اما على خط غزة، فقد شهد القطاع في الساعات الماضية تطورات كثيرة مع اعلان الجيش «الإسرائيلي» «تعليق تكتيكي للاعمال العسكرية في مناطق محددة»، لـ»السماح بتحرك آمن لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لادخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة». وأفيد عن إرسال أكثر من 100 شاحنة من مصر، و60 شاحنة أخرى من الأردن. وقال الهلال الأحمر المصري في بيان إن شاحنات تحمل أكثر من 1200 طن من المواد الغذائية، بما في ذلك حوالي 840 طنا من الدقيق، تتجه نحو القطاع عبر معبر كرم أبو سالم. يأتي ذلك في ظل سعي بريطاني لتفعيل خطط لالقاء مساعدات عبر الجو على مناطق في غزة. الا ان كل هذا لم يحل دون استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلان خلال الساعات الـ24 الماضية بسبب المجاعة ونقص الدواء. وقالت حركة «حماس» إن وصول الغذاء والدواء وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل «حق طبيعي»، وإن الخطة «الإسرائيلية» لعمليات الإنزال الجوي تمثل سياسة «لإدارة التجويع لا انهائه». ولم تحل الهدنة المحددة بالزمان والمكان دون وقوع عشرات الشهداء، جراء القصف المتواصل على مناطق متفرقة من القطاع. اما على خط المفاوضات المتعثرة للوصول لهدنة في غزة، فقد نقلت شبكة «فوكس نيوز» عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قوله إن المفاوضات مع حركة «حماس» التي تعثرت «بدأت تعود إلى مسارها»، فيما أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن جميع الأميركيين المحتجزين في غزة تم الإفراج عنهم، معتبرا ان «هناك حلا بسيطا للغاية لما يحدث في غزة، أفرجوا عن جميع المحتجزين، وألقوا السلاح، عندها تنتهي الحرب على حماس، لكن من الواضح أنهم لا يوافقون على ذلك حتى الآن». وتابع: «ستيف ويتكوف يقوم بعمل رائع ليلا ونهارا منذ أسابيع، وقد تم إحراز تقدم كبير في المفاوضات، وهم باتوا قريبين جدا». واعتبرت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات لـ»الديار» ان «الطرفين الاميركي و»الاسرائيلي» يراوغان ويتبادلان الادوار، وهما سيواصلان الابادة التي يقومان بها في القطاع، والتي بلغت مراحل متطورة مع اعتماد سلاح التجويع، والهدف بات واضحا ومعلنا من قبلهما، قتل ما أمكن من اهل غزة وتهجير من تبقى منهم، وقبل تنفيذ هذا المشروع لن يوافقا على اي هدنة».


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
لحادثة الشيخ مرهج شاهين كما رواها لـ«الديار>
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أظهر «فيديو» جرى نشره يوم الثلاثاء 15 تموز الجاري، دخول عدد من العسكريين إلى منزله الواقع في قرية « الثعلة» بريف السويداء، الذي كان قد جرى يوم الإثنين. و<الفيديو» يوثق قيام أحد المسلحين بقص شاربي صاحب المنزل، الشيخ مرهج شاهين ( 79 عاما)، الذي سرت بعدها العديد من الشائعات حول اختفائه، وبعضها قال إن الشيخ « مات قهرا»، خصوصا إن حفيدته كريستين شاهين، كانت قد خرجت على «قناتها» يوم الثلاثاء لتعلن عن وفاة جدها، قبيل أن تتراجع يوم الخميس لتؤكد أن جدها لا يزال على قيد الحياة، لكنه « غادر قريته التي أصبحت أطلالا ولا حياة فيها>. وفي تبريرها لإعلانها عن وفاة جدها، قالت كرستين إن» المهاجمين اصطحبوا جدها وحفيد أخيه إلى مكان غير معروف . وبعد ساعات تواصل أحد المهاجمين من هاتف الشيخ مع ابنته، وأخبرها أن صاحب الهاتف قد توفي»، قبيل أن «تستطيع التواصل يوم الخميس مع عمها( ابن الشيخ)، الذي أخبرها إن» جدها لا يزال على قيد الحياة وهو بجانبي الآن». أشعل «الفيديو» مواقع التواصل الإجتماعي التي باتت، في ظل غياب كبير للإعلام المحايد أو المستقل تماما عن الساحة السورية برمتها، محركا أساسيا في بلورة المزاج العام، الذي راح يتقلب ويتموج على وقع منشوراته. وبعد جهد استمر لثلاثة أيام استطاعت « الديار» الوصول إلى الشيخ مرهج شاهين، في محاولة منها للوقوف على حقيقة ما جرى، فكان هذا الحوار: يقول الشيخ في حديثه: « صباح الإثنين خرج شباب القرية، البالغ عدد سكانها نحو 10 آلاف نسمة، إلى تخومها، في محاولة لدرء المخاطر الناجمة عن تدهور الأوضاع الأمنية الحاصلة في المحافظة منذ يوم الأحد، ومنعا لتصاعد حدة التوتر الذي قد ينشأ عن الصدام . وعليه تقرر مغادرة شباب القرية حقنا للدماء». ويضيف « لكن جزءا من « كبارية» القرية رفضوا المغادرة، وأصروا على البقاء في منازلهم، وكان الظن أن هؤلاء لن يتعرضوا للإعتداء قياسا إلى أعمارهم، التي فاقت كلها السبعين عاما وما فوق» . ويتابع الشيخ حديثه فيقول» كنت ممن قرروا البقاء في منزلي الذي بقيت فيه لوحدي، تماما كما جاري عطا الله الغريزي المقعد والعاجز عن الحركة «، ويقول « في حوالي الساعة 5.30 من عصر ذلك اليوم، طوق فصيل مكون من نحو 18 مسلحا المنزل، وجميعهم يرتدون لباس( الأمن العام)، وقد استقبلتهم بالقهوة داعيا إياهم للدخول، وعندما رفض هؤلاء قلت لهم : نحن سوريون، لكن أحدهم بادره بلكنة عدائية سائلا : عندك سلاح ؟ فرددت بالنفي، ليرد علي السائل بالقول : سنفتش البيت . فما كان مني، وأنا المعروف بهدوئي، إلا أن قلت اشربوا قهوتكم وتفضلوا فتشوا» . ويتابع الشيخ حديثه : «كان هدوئي «استفزازيا « للمسلحين كما يبدو، خصوصا اني لم أنطق بأي كلمة عندما ضربني أحدهم بقبضته على صدري، ولا عندما شدني آخر من عباءتي محاولا إسقاطي أرضا، ليبدأ التصوير بعدها عند دخول أحد المسلحين وفي يده شفرة، فاقترب مني ومراده واضح: قص شاربي . لكن الهدوء أبى أن يغادرني، فوجهت خطابي لمن يهم القيام بالفعل قائلا: « هاي الشفرة فيها ريحة»، فسألني « وشو ريحتها ؟»، فاجبته بكلام لا يبدو أن أحدا من الحاضرين قد فهمه، رددت فقلت: « بكرا بتسمع شو ريحتها» . وانا اردت بذلك القول، إن ما يجري القيام به من انتهاك لقيم وأعراف المنطقة، أمر ستكون له تداعياته التي من الصعب تخمين ردود الأفعال التي سوف تليها بعيد انتشار الخبر. والجدير ذكره في هذا السياق، هو أن كل المحاولات التي جرت عبر التاريخ، في محاولة لتحطيم أطر «الجماعات المذهبية»، التي نشأت بفعل تراكمات تاريخية حتى غدت بالصورة التي هي عليها، قد فشلت، ولم ينشأ عنها سوى المزيد من الإحتقانات، التي غالبا ما كانت تنتج « أطرا» أشد انعزالية ومقاومة للإنصهار في محيطها . بعدها، والكلام لا يزال للشيخ مرهج شاهين، «غادرت الموجة الأولى من المسلحين، لتعقبهم الموجة الثانية بعد نحو نصف ساعة، وعند وصول الأخيرة بادر أحد أفرادها بالسؤال : مين بالبيت ؟ اجبت : لوحدي بالبيت، أنا و رب العالمين» . فما كان من المسلح أن عاجلني بإطلاق رصاصة مرت من جانب رأسي، ولربما، والتقدير هنا نقلا عن الشيخ، لم يرد المسلح إصابتي بدليل عدم إطلاق رصاصة ثانية . وما جرى هو أني تعرضت لهبوط ضغط مفاجئ أدى إلى سقوطي فاقدا للوعي، فظن المسلحون أني توفيت، فغادروا المنزل بعد أن نهبوا محتوياته، والمحتويات المضافة التي تضم مقتنيات أثرية تقدر قيمتها بنحو 50 مليون ليرة سورية». وتابع: « لم تنته القصة عند هذا الحد، فبعد نحو ساعتين جاءت المجموعة الثالثة التي ضمت نحو 50 مسلحا بقيادة خليل البكيري، من» جبهة النصرة»، وهو من قرية» الكرك الشرقية» بريف درعا التي تبعد عن قريتنا الثعلة نحو 15 كم»، ويضيف الشيخ الرواية إن خليل البكيري معروف للعائلة بشكل جيد، فقد سبق لهذا الأخير أن جاء للقرية باحثا عن جرار زراعي، كان قد فقده في حملة التعفيش التي تعرضت لها قريته العام 2018، وبعد أن سمع أن الجرار قد آل أخيرا إلى أحد أبناء الثعلة»، وفور وصوله إلى منزل هذا الأخير في العام 2021، حصل تشابك بينهما حول ملكية الجرار التي آلت» شراءا» للمالك الجديد، وفي أعقاب سماعي لأسباب الشجار اتجهت على الفور إلى موقعه، وقلت لمالك الجرار الجديد «أعد له جراره، وحقك عندي»، وقد انفضت الحكاية عند ذاك الحد». ويتابع الشيخ مرهج روايته فيقول: فور وصول البكيري إلى منزلنا، سأل عن ابني هاشم بالإسم ( يذكر الشيخ هنا إن ابنه هاشم كان قد قضى نحو عام ونصف من خدمته الإلزامية في المخابرات الجوية، و تسرح منها العام 2018 )، ودار بيننا الحوار التالي: - البكيري : أين هاشم ؟ - الشيخ : هاشم ليس بالبيت. - البكيري: أريد رأسه. - الشيخ : اذكر الله يا خليل، ألا تذكر ما فعلناه معك بقصة جرارك المسروق ؟ - البكيري : هذا ليس مهما الآن، أريد رأسه. اضاف الشيخ «ثم صعد خليل إلى بيت هاشم الكائن فوق داري، وقام بإطلاق النار على باب المنزل، وبعد انكساره قام برمي قنبلة صوتية في الداخل . وفي لحظتها غادرت إلى دار جاري عطا الله الغريزي، ليلحق بي المسلحون إلى هناك بعد نحو عشر دقائق، وليدق الباب من جديد علينا، انا وجاري الغريزي. وبعد أن فتحت الباب سأل أحدهم : « من بالبيت»؟ اجبت : «فقط أنا وجاري المقعد»، فبادر المسلح إلى توجيه سلاحه يريد قتل جاري، فما كان مني إلا أن وقفت بوجهه داعيا إياه إلى إطلاق الرصاص عليّ، إلا إن الأخير لم يفعل، وأمر جماعته بالمغادرة فورا>. ويتابع الشيخ روايته: «توجهت إلى مضافتي المنهوبة برفقة جاري العزيزي المقعد، وبقينا فيها ثلاثة أيام من دون طعام، ولا قدرة للإتصال مع أحد . وفي يوم الخميس وصل ابني هاشم برفقته احد الجيران، ومعهما سيارة، وعندما رآني بكى، وقال لا تحزن الشعر بضاعة مخلوفة. ثم نزلنا إلى المدينة لنبقى فيها عدة ساعات، لكن المناظر التي شهدناها فيها كانت عصية على الإحتمال، كانت رائحة الموت تنبعث من كل ركن و زاوية وشارع، و الجثث ملقاة، ولا أحد لديه القدرة على إكرامها . عندها قررنا الإرتحال صوب قرية « المغير» التي لنا أقارب فيها، وهناك بقينا يومين قبل أن نقرر الإرتحال من جديد إلى قرية» حبران»، على بعد 15 كم إلى الشرق من السويداء. وختم « الآن هناك قرار برحيل جديد، لكن لا نعرف هذه المرة إلى أين> . سألت «الديار> في نهاية حوارها مع الشيخ عن عمق الألم الذي خلفته تلك الحادثة فقال : «الألم كبير، لكن مرهج شاهين أقام ( مولد) كرامة لن يخلص زاده في ألف عام».


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
عز الدين: بدلاً من الرهان على الأميركي علينا أن نعمل لتقوية الموقف اللبناني الموحّد لن نتخلّى عن قوّتنا وقدراتنا ... ولماذا لا تمنع أميركا العدوّ من انتهاك السيادة اللبنانيّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين، خلال الاحتفال التكريمي الذي أحياه حزب الله للشهيد على طريق القدس محمد فادي شعيتو "منتظر" في بلدة الطيري الجنوبية، "نجد أن الضغوطات الأميركية تزداد يوما بعد يوم، سواء من خلال الضغط النفسي والتضليل والحرب الناعمة لجعلنا نستسلم وتُكسر إرادتنا، ولكن دعونا نقوم بجردة سريعة حول ما قدّمه الأميركيون للبنان، فهل قدموا أموالًا للبنان؟ وهل قدموا سلاحًا للجيش اللبناني الوطني ليدافع عن نفسه وعن أرضه؟ وهل قدموا دعما سياسيا أو دبلوماسيا لموقف لبنان في المحافل الدولية؟ ما الذي قدّمه الأميركي؟ هو يتدخل في شؤون لبنان الداخلية في الصغيرة والكبيرة، ويملي إرادته على السياسيين وغير السياسيين بشكل فجّ ووقح أيضًا". وشدد على أن "هذا التدخل في شؤون لبنان ينطلق من دعم أميركا المطلق للعدو وإطلاق يده، فأميركا تضغط على لبنان ولم تأتِ لتساعده، ولم تضغط على "إسرائيل" لإلزامها بما تم التوافق عليه، في حين أن المقاومة ملتزمة ولبنان التزم بما تعهد به، أما العدوّ "الإسرائيلي" لم يلتزم وما زال يمارس العدوان بصيغ مختلفة في الجو والبحر والبر، فيقتل من يريد ويغتال بمسيّراته اللبنانيين والمواطنين اللبنانيين، دون أن يحرك الأميركي ساكنًا". أضاف: "أليس الأميركي قادرا على منعه؟ هو قادر بالتأكيد لكنّه لا يريد ذلك، لأن المشروع الأساسي في المنطقة هو بيد أميركا، إنْ كان في لبنان أو سورية أو العراق أو غيرها، وما هو آتٍ ربما سيكون أعظم مما نشهده اليوم على مستوى المنطقة. وبالتالي، ما يجري اليوم هو أن الأميركي صاحب المشروع، يخطط له ويستخدم العدوّ لتنفيذ أهدافه". وفي هذا السياق، تساءل عز الدين "لماذا لا تساعد أميركا لبنان في الضغط على "إسرائيل" للانسحاب من النقاط الخمسة التي تحتلها؟ ولماذا لا تمنع العدوّ من انتهاك السيادة اللبنانية؟ ولماذا لا تمنعه عن الإغارة التي ينفذها على البنى التحتية التي يدعي استهدافها؟". وأوضح ""إسرائيل" لا تجرؤ على التوغل لو علمت أن هناك من يقف في وجهها ويقاتلها، لكن مع غياب القوّة والقدرة والإرادة والتصميم، تقدمت واحتلت، ومن هنا يجب أن نلتفت إلى هذه المعادلة التي يعمل العدوّ على أساسها، فينزع القدرات والإمكانيات من أي بلد أو شعب أو مجموعة تريد أن تعيش بكرامة وتواجه وتدافع عن نفسها، ومن بعدها يحتل ويدخل ويتوسع، ولكن بماذا نقاتل حينئذ"؟! وانطلاقًا من شرحه للمعادلة التي يعمل وفقها العدو، شدد النائب عز الدين على أن "موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائما نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا"، لافتا إلى أن "علينا كقوى سياسية في لبنان بدلا من الرهان على الأميركي أن نعمل جميعًا لتقوية وتصليب الموقف اللبناني الموحّد في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا". وختم عز الدين مشددا على أن "المقاومة باقية ومستمرة طالما أن هؤلاء الشهداء قدموا دماءهم، وخاصة عائلاتهم التي تتقدّم مسيرة رفع رايتهم لإكمال الطريق على نهجهم... ولن نتراجع".