logo
تخصيب اليوارنيوم يهدد المفاوضات النووية بين أميركا وإيران

تخصيب اليوارنيوم يهدد المفاوضات النووية بين أميركا وإيران

النهارمنذ 2 أيام

فيما أجرت إيران والولايات المتحدة أربع جولات من المفاوضات في عُمان وإيطاليا للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وبدأ ممثلو إيران والاتحاد الأوروبي قبل أيام مشاورات في إسطنبول، أثارت تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة عن حظر تخصيب اليورانيوم في إيران حالة من الغموض بشأن آفاق المفاوضات المقبلة.
الأسبوع الماضي، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج، أعرب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مع إيران في وقت قريب، وكرر تصريحات علي شمخاني، مستشار قائد الجمهورية الإسلامية، التي قال فيها: "إذا رفعت أميركا جميع العقوبات عن إيران، فنحن مستعدون لتوقيع اتفاق معها". هذا الموقف من شمخاني، الذي يتولى مسؤولية لجنة اتخاذ القرار السياسي والأمني بشأن المفاوضات مع أميركا، وإعادة نشره من ترامب، كان إشارة إيجابية للاقتراب من اتفاق، بل وأثر بشكل جيد على أسواق المال والعملات في إيران.
لكن تصريحات المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بأن بلاده لا يمكن أن تسمح لإيران بامتلاك قدرة على تخصيب اليورانيوم، ألقت بظلالها على مسار المفاوضات ومواقف الطرفين.
وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة "إي بي سي نيوز": "لدينا خط أحمر واضح وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة واحد بالمئة من القدرة على التخصيب، لأن التخصيب يمنح إيران إمكانية صنع قنبلة ذرية، وهذا لن نسمح به".
رداً على هذه التصريحات، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال جلسة منتدى حوار طهران، بحضور ديبلوماسيين مقيمين في طهران، إن "امتلاك برنامج نووي سلمي هو حق لإيران، والتهديدات والعقوبات لن تجبرنا على تغيير هذا الموقف".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تصريحات ويتكوف بأنها "بعيدة عن واقع المفاوضات"، مضيفاً أن "المطالب غير الواقعية من إيران لن تؤدي إلى أي نتيجة".
لكن الرد الأكثر حدة جاء من مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية وعضو فريق التفاوض، الذي قال: "لن نتنازل عن مسألة التخصيب بأي حال من الأحوال، وإذا كان هذا هو موقف أميركا، فمن الطبيعي ألا نصل إلى نتيجة". وأضاف أن "المواقف الأساسية تُطرح على طاولة المفاوضات".
كذلك، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية وعضو فريق المفاوضات إسماعيل بقائي على أن "التخصيب ليس موضوعاً يمكن أن يُطلب من إيران إيقافه أو تعليقه". وتابع: "نحن لا نطلب إذناً من أي دولة لتخصيب اليورانيوم على أراضينا، وأميركا ليست في موقع يسمح لها بإصدار تصريح بشأن حق أقرته معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) لنا". وأشار بقائي إلى التقلبات في مسار المفاوضات، قائلاً: "في كل جلسة تفاوض، نحرز تقدماً، لكن للأسف، بمجرد عودة المسؤولين الأميركيين إلى واشنطن يتبنون مواقف مختلفة تعقّد المفاوضات أكثر".
ورداً على ادعاء ويتكوف بأن أميركا قدمت مقترحاتها مكتوبة لإيران، أكد بقائي أنه "لم يتم استلام أي مقترح مكتوب من الجانب الأميركي حتى الآن، وكل المقترحات كانت شفهية".
وذكر بقائي أيضاً اقتراح إنشاء كونسورتيوم مع دول عربية في المنطقة لإنتاج الوقود النووي بشكل مشترك، وقال إن طهران ترحب بهذا الاقتراح، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن التخصيب داخل الأراضي الإيرانية.
ونشرت صحيفة "الغارديان"، قبل أيام، تقريراً ذكرت فيه أن إيران طرحت فكرة تشكيل كونسورتيوم من دول الشرق الأوسط، يضم إيران والسعودية والإمارات، لتخصيب اليورانيوم.
وخلال الأسابيع الماضية، ظهرت أنباء غير رسمية تفيد بأن إيران دعت الولايات المتحدة للاستثمار في برنامجها النووي لضمان طابعه السلمي، ولم يتم نفي هذا الخبر.
علما أميركا وإيران (وكالات).
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لشبكة "سي بي إس"، إن "التخصيب، أياً كان مستواه، يمكن أن يتيح لأي دولة الوصول بسرعة إلى المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي".
ويُشار إلى أن روبيو كان يتبنى منذ البداية مواقف سلبية ومتشددة تجاه إيران، ويُوصف بأنه يلعب دور "الشرطي السيئ" بين السياسيين الأميركيين، لكن طرح حظر التخصيب من ويتكوف، الذي يُعتبر "الشرطي الجيد"، زاد من القلق.
وكان ويتكوف قد أثار هذا الموقف سابقاً بعد الجولة الثانية من المفاوضات، لكن المفاوضات استمرت بشكل جيد على عكس التوقعات. إنما هذه المرة، مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين والأميركيين، وصل الخلاف بشأن تخصيب اليورانيوم إلى نقطة حساسة، ويبدو أنه إذا استمر هذا الموقف على طاولة المفاوضات، فقد تصل المحادثات النووية إلى طريق مسدود.
وأعلن ويتكوف في المقابلة ذاتها أن الجولة الخامسة من المفاوضات ستُعقد قريباً في أوروبا، لكن المسؤولين الإيرانيين لم يعلقوا بعد على استمرار المفاوضات أو موعد ومكان انعقادها.
ويبدو أن موقف ترامب سيكون حاسماً في مسار المفاوضات، وهو لا يزال يسعى للتوصل إلى اتفاق مع طهران، والجميع ينتظر لمعرفة موقفه بشأن تخصيب اليورانيوم في إيران، خاصة أن الوقت يمر لصالح تعثر الاتفاق.
وتعدّ مواقف قادة البلدين مؤثرة للغاية في مسار المفاوضات، حتى أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، رغم تصريحات ترامب المعادية لإيران في السعودية، تجنب الإشارة إلى المفاوضات لئلا يؤثر سلباً على مسارها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"العمل لم ينتهِ بعد"... نتنياهو: اغتلنا نصرالله وبديله وبديل بديله!
"العمل لم ينتهِ بعد"... نتنياهو: اغتلنا نصرالله وبديله وبديل بديله!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون ديبايت

"العمل لم ينتهِ بعد"... نتنياهو: اغتلنا نصرالله وبديله وبديل بديله!

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأربعاء، أن ، مشدداً على أن "ضرب حزب الله في لبنان أدى إلى إسقاط الأسد في سوريا"، مشيراً إلى أنه "تم القضاء على القيادة العليا لحزب الله". وأضاف نتنياهو، "نفذنا عملية نوعية ضد حزب الله، واغتلنا نصرالله وبديله وبديل بديله". وحول الوضع في قطاع غزة، أكد أن حكومته "ملتزمة بتحقيق جميع أهداف الحرب"، موضحاً أن "العمل لم ينتهِ بعد. لدينا 20 أسيراً أحياء و38 جثة، وسنعمل على استعادتهم جميعاً". وقال نتنياهو: "أعدنا حتى الآن 197 مختطفاً، وسنعيد جميع المختطفين لاحقاً، ويمكن أن نكون قد تمكنا من قتل محمد السنوار في غزة". كما أشار إلى أن "القوات الإسرائيلية تضرب حماس بقوة"، وقد وجّه وزير الدفاع إلى "تنفيذ ضربات أكثر وأقوى"، مشدداً على أن "كل مناطق قطاع غزة ستكون ضمن مناطق آمنة تحت سيطرتنا". ولم يغفل نتنياهو الملف الإيراني، إذ أوضح أن "إسرائيل تعمل على منع إيران من تخصيب اليورانيوم". واستكمل، "نحافظ على حقنا في الدفاع عن أنفسنا". كما أشار إلى تصعيد ضد الحوثيين، قائلاً: "ضربنا الحوثيين ضربات قوية، لكننا لم نقل كلمتنا الأخيرة بعد". في سياق الحديث عن الوضع الإنساني في غزة، أوضح نتنياهو أن "أصدقاء إسرائيل يدعمونها، لكنهم يتحفظون على حدوث مجاعة أو أزمة إنسانية في القطاع". وأضاف، "سنعمل في مرحلة أولى على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتفادي أزمة إنسانية". وفي ختام تصريحاته، قال نتنياهو: "أنا مستعد لإنهاء الحرب بشروط تضمن أمن إسرائيل"، مؤكداً أنه "إذا كانت هناك إمكانية لوقف إطلاق النار من أجل إعادة المخطوفين، فهم مستعدون، لكن سيكون وقفاً مؤقتاً".

الجولة الخامسة من محادثات إيران وأميركا ستعقد في روما الجمعة
الجولة الخامسة من محادثات إيران وأميركا ستعقد في روما الجمعة

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

الجولة الخامسة من محادثات إيران وأميركا ستعقد في روما الجمعة

تعقد الجولة المقبلة من المباحثات بين الولايات المتحدة وايران حول البرنامج النووي لطهران الجمعة في روما، وفق ما أعلن اليوم الأربعاء وزير خارجية سلطنة عمان التي تتولى وساطة بين طهران وواشنطن. وكتب بدر البوسعيدي على منصة إكس أن "الجولة الخامسة من المباحثات بين ايران والولايات المتحدة ستعقد في روما الجمعة في 23 أيار/مايو". لاحقاً، أكدت إيران أنها ستعقد جولة خامسة من المحادثات مع الولايات المتحدة في روما في وقت لاحق من هذا الأسبوع بشأن برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان إن طهران وافقت على "اقتراح قدمته عُمان (الوسيط) لتنظيم جولة أخرى من المحادثات الإيرانية - الأميركية" الجمعة في روما. وفي 12 أبريل/نيسان، وبوساطة سلطنة عمان، باشرت واشنطن وطهران اللتان قطعتا العلاقات الديبلوماسية بينهما منذ أربعة عقود محادثات مهمة بشأن القضية الشائكة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وتهدف هذه المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق جديد يحول دون امتلاك إيران السلاح النووي مقابل رفع العقوبات التي تشل اقتصادها. وتنفي إيران سعيها لامتلاك السلاح النووي. وأعرب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الثلاثاء عن شكوكه بشأن نتائج المحادثات، بقوله: "لا نظنّ أنها ستُفضي إلى نتيجة". وأضاف أن حرمان إيران من حقها في تخصيب اليورانيوم "خطأ كبير". وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يأمل التوصل إلى اتفاق مع إيران، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في واشنطن. وتعارض واشنطن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، لكن طهران تقول إن ذلك خط أحمر يتعارض مع أحكام معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعتها.

عُمان تحدد موعد جولة خامسة للمحادثات النووية الإيرانية الأميركية
عُمان تحدد موعد جولة خامسة للمحادثات النووية الإيرانية الأميركية

المدن

timeمنذ 5 ساعات

  • المدن

عُمان تحدد موعد جولة خامسة للمحادثات النووية الإيرانية الأميركية

أعلن وزير الخارجية العُمانية بدر البوسعيدي، أن الجولة الخامسة من المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ستُعقد في العاصمة الإيطالية روما، يوم الجمعة الموافق 23 أيار/مايو الجاري، وذلك وفق ما نشر عبر حسابه على منصة "إكس". وتأتي هذه الخطوة بعد أربع جولات تفاوضية سابقة بوساطة عمانية، وسط مناخ دولي متوتر وتصريحات متباينة بين الأطراف، في وقت تبدو فيه مساعي العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 محفوفة بعقبات سياسية وأمنية، أبرزها الضغوط الإسرائيلية والمواقف المتشددة داخل طهران وواشنطن على حد سواء. لقاءات استباقية في إسطنبول وقبل انعقاد الجولة الخامسة، أجرت إيران محادثات تمهيدية مع مسؤولين سياسيين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في إسطنبول يوم الجمعة الماضي، بحضور نائبي وزير الخارجية الإيرانية كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي. وتهدف هذه اللقاءات إلى تنسيق المواقف الأوروبية مع الجانب الإيراني قبيل الجولة المرتقبة مع الأميركيين، خصوصاً في ظل تعقيدات الملف النووي وارتباطه بعقوبات اقتصادية وأمنية. في المقابل، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خطابه، ملمحاً إلى قرب التوصل لاتفاق مع طهران، في وقت ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، أن واشنطن قدمت لإيران خلال الجولة الرابعة مقترحاً مكتوباً. لكن وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي نفى ذلك، مؤكداً أن بلاده لم تتلق أي مقترحات مكتوبة حتى الآن، وعبر عن استعداد طهران لتعزيز الشفافية في برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. تحفظات إيرانية وضغوط إسرائيلية ورغم الأجواء الإيجابية التي تحيط بالمفاوضات من حين إلى آخر، أبدى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تشكيكه العلني في إمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي. وفي كلمة ألقاها الثلاثاء خلال إحياء ذكرى وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي: "لا أعتقد أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستؤدي إلى نتائج"، مضيفاً أن على الأميركيين "أن يتوقفوا عن الحديث الهراء". على الجهة المقابلة، صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته تجاه أي اتفاق محتمل مع إيران، معتبراً أن الاتفاق المقبول الوحيد هو ما يؤدي إلى إزالة "كافة البنية التحتية النووية"، على غرار النموذج الليبي في عام 2003. ويأتي ذلك بينما تواصل طهران التأكيد على أن أنشطتها النووية شفافة وتخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددة في الوقت ذاته على تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store