logo
«بوابات الجحيم» في الإقليم... هل تَحمل لبنان إلى مسار دبلوماسي مع إسرائيل؟

«بوابات الجحيم» في الإقليم... هل تَحمل لبنان إلى مسار دبلوماسي مع إسرائيل؟

الرأي١٨-٠٣-٢٠٢٥

- الحدود الشرقية مع سورية... فتائل موصولة بـ «برميل البارود» الاقليمي
... «كرة اللهب» في غزة، ووهجُها في لبنان الذي لم يغادر بالكامل «ملعبَ النار» منذ أن زُجّ فيه غداة «طوفان الأقصى».
هكذا بدا المشهدُ في بيروت مع مُعاودةِ اسرائيل اقتيادَ غزة إلى ما يشي بأنه «غرفة غاز» يُراد أن تَخنق القطاع بمَن فيه وصولاً إلى تحقيق تل ابيب أهدافها، بإطلاق الرهائن واستيلاد مستقبلٍ سياسي وحلٍّ دائمٍ لا مكان فيه لـ «حماس» وربما لـ... الغزاويين.
وبمزيجٍ من الصدمة والقلق واكب لبنان مَلامَح ما يشي بأنه «اليوم التالي» الذي يُكتب «بالحديد والنار» للشرق الأوسط برمّته، عبر «بواباتِ الجحيم» التي فُتحت بالتوازي، على الحوثيين الذين باغتتْهم الولايات المتحدة بـ «دقّت ساعتكم» ودكّ مَعاقلهم في إطار قرارٍ كبير باجتثاث خطرهم على الملاحة الدولية وكذراعٍ «بر مائية» وجوية لطهران، وعلى «حماس» التي انقضّتْ عليها اسرائيل في «ليلة القبض» على مسؤولين وقادة فيها اغتيلوا في «عملية الفجر»، في وقت وَضَعَ الرئيس دونالد ترامب «المسدس في رأس» إيران بإعلانه «من الآن فصاعداً، سيُنظر إلى كل طلقة يطلقها الحوثيون على أنها خرجتْ من أسلحة وقيادة إيران، وستتحمل المسؤولية وستواجه عواقب وخيمة».
و«بلاد الأرز» ليست بعيدة عن هذا الصفيح الساخن الذي استعاد «نشاطَه» على الفوالق الأخطر بما يُنْذِر بزلازل يُراد أن «تثبّت» وتكمل المتغيّرات الجيو - سياسية التي مهّدت لها نتائج «حرب لبنان الثالثة» التي كانت المدماك الأول للشرق الجديد الذي يرتسم وعصفت ارتداداتها العميقة بنظام بشار الأسد في سورية وأسقطت ما اعتقدت طهران أنه «درع مانع» وخطوط دفاع متقدّمة أقامتها وشكّلت «نظام حماية» متعدد الطبقة والساحة لها، سرعان ما بدأ يتداعى تباعاً منذ «طوفان الأقصى» وتداعياته الجارفة للمحور الإيراني.
ولبنان الذي ما زال «نصف باب جهنّم» مفتوحاً فيه منذ اتفاقِ وقف النار (27 نوفمبر) الذي تَفهمه اسرائيل والولايات المتحدة على أنه «وَصفة» لإنهاء سلاح «حزب الله» جنوب الليطاني وشماله، والذي تصرّ تل ابيب على ترجمةِ تفسيرها له في «يومياتِ الغارات» التي شملت ليل الاثنين أربع ضربات جوية متلاحقة على خراج بلدة لبايا في البقاع الغربي ثم بالقرب من ميدون.
وفي وقت أسبغ الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي طابعاً غير مسبوق على الخروق المستمرة لاتفاق وقف النار بتأكيده «سيواصل الجيش العمل لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل وسيمنع أي محاولة لإعادة إعمار وتموْضع لحزب الله»، فإنّ حبْس أنفاس ساد بإزاء احتمالاتِ أن تُصَعِّد تل ابيب على جبهة لبنان مستفيدةً من «وحدة الساحات» بالنار التي سادتْ «قوس النفوذ الإيراني»، في غزة وضد الحوثيين، وذلك تمهيداً لربط «بلاد الأرز» أكثر فأكثر بمسار «الحرب والسلم لمرة واحدة وأخيرة» الذي يلوح من خلف دخان الحرائق في الاقليم.
ويتكوف... شروط وأكثر
وفي موازاة رَصْد أي انعكاساتٍ ميدانية للحرب المستعادة في غزة على جبهة لبنان، وعلى وقع سريان الهدوء الحذر على الجبهة الشرقية لـ «بلاد الأرز» مع سورية بعد تفاهم بين وزيريْ دفاع البلدين على وقفٍ للنار علّق الاشتباكات الدامية بين الجيش السوري وعشائر لبنانية مدعومة من «حزب الله» والتي أثارت مخاوف من أن تتشابك «فتائلُها» مع برميل البارود المشتعل مع اسرائيل وفي المنطقة وأن ترتدّ على الداخل فتناً وتوتراتٍ، لم يقلّ إثارةً للقلق ما نُقل عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف حيال لبنان والذي عَكَسَ تشدداً، بإزاءِ مسألةِ فتْحِ مسارٍ جديدٍ دبلوماسي - سياسي من التفاوض مع اسرائيل كانت «اول إشاراته» إعلان واشنطن الاتجاه لإنشاء مجموعات عمل ثلاثية لبحث مسائل الأسرى اللبنانيين، والتلال الخمس التي بقيت محتلة من تل ابيب، والنقاط 13 المتنازع عليها على «الخط الأرزق».
وتم التعاطي مع مواقف ويتكوف التي نقلتها صحيفة «النهار» عن شخصية لبنانية التقتْه أخيراً في الدوحة على أنها بمثابة «الناظم» لِما يُراد لبيروت أن تَعتمده في ما خص مسألة «حزب الله» وسلاحه، وهو ما بات هامش المناورة فيه أضيق أمام لبنان مع تفعيل واشنطن واسرائيل الحرب والقوة كممرّ إلى... «السلام».
وبحسب ما نُقل عن ويتكوف، فإنه «سيتم الطلب من لبنان التوجه إلى مفاوضات سياسية مباشرة وجها لوجه مع إسرائيل وتكليف شخصية مدنية هذه المهمة، على أن يمثل اسرائيل وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر الأقرب إلى عقل بنيامين نتنياهو».
ووفق ويتكوف فإن على «لبنان التوجه إلى المسار السلمي في وقت قريب (...) ولا إعمار للجنوب والمناطق الأخرى المتضررة في البقاع والضاحية الجنوبية قبل إطلاق هذه التسوية مع تل أبيب، ومن غير المسموح بل من الممنوع عودة الأهالي إلى البلدات الحدودية الأمامية وممارسة حياتهم اليومية رغم الاتفاق الذي حصل (...) وستبقى إسرائيل تحتل النقاط الـ 5 إلى نحو سنة، ولن تدخل في أي تسوية أو بت للنقاط الـ13 المتنازع عليها ما لم تسر الامور بحسب ما ترسمه واشنطن (...) ويمنع على حزب الله الاحتفاظ بسلاحه، ليس في جنوب الليطاني فحسب بل في كل أماكن انتشاره من شمال الليطاني إلى البقاع».
وتبقى رسالة ويتكوف، كما نقلت «النهار» أن «على اللبنانيين و«حزب الله» أولا أن يقرأوا جيدا المتغيرات قبل التوجه إلى حديث آخر. وعندما يتحدث عن لبنان ومسار التطورات في الإقليم، لا تغيب إيران عن صدارة أجندته، علما أن الفرصة لیست مفتوحة أمامها أبعد من يونيو المقبل لمنع تدخلاتها في لبنان».
مكافآت مالية
في موازاة ذلك، لم يكن عابراً إعلان وزارة الخارجية الأميركية مكافآت مالية مهمة، مقابل الحصول على معلومات عن الشبكات المالية لحزب الله.
وأفاد برنامج «مكافآت من اجل العدالة» لوزارة الخارجية، عبر «إكس»، بأنه رصد مكافآت تصل إلى 10 ملايين دولار «مقابل الإدلاء بمعلومات عن تهريب الأموال النقدية من إيران لدعم حزب الله في لبنان».
وأورد المنشور «حزب الله يموّل عملياته الإرهابية من خلال العديد من الأنشطة غير المشروعة، بما في ذلك استخدام الطائرات التجارية والطائرات المدنية لتهريب الأموال النقدية».
ودعا البرنامج «كل من لديه معلومات عن تهريب الحزب الأموال النقدية من موظفي المطار، أو موظفي الجمارك، أو مسؤولي الطيران، أو اي أنشطة غير مشروعة أو المرتبطين بذلك، لإرسالها للحصول على مكافأة مالية».
الـ 1701 و... أخواته
في سياق متصل، وعلى وقع تَحَوُّل القرار 1701 «القفل والمفتاح» لجبهة جنوب لبنان، هو الذي يشكل ركيزة اتفاق وقف الأعمال العدائية (27 نوفمبر) مع «أخواته» من القرارات الناظمة لسلاح «حزب الله» (1559) وللحدود مع سورية ووجوب ترسيمها ووقف التهريب عبرها (1680)، رحّب الأمين للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش باستمرار وقف النار رغم التحديات، مشيراً إلى «إحراز تقدم نحو انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية بالتزامن مع تعزيز انتشار القوات المسلحة اللبنانية جنوب نهر الليطاني».وأكد خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن لسماع تقريره في شأن تنفيذ الـ 1701 وإحاطة المنسقة الخاصة للبنان جانين هينيس-بلاسخارت في هذا الإطار، أن من «مصلحة لبنان واسرائيل أن تتمكن القوات المسلحة اللبنانية من إعادة تأكيد وتعزيز سلطتها وسلطة الدولة اللبنانية في كل أنحاء أراضيها؛ بما في ذلك ضمان خلو المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني و(الخط الأزرق) من جميع الأفراد المسلحين والأصول والأسلحة خارج سلطة الدولة».وإذ شدد على وجوب إتمام انسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضي اللبنانية لأن وجودها شمال «الخط الأزرق يُعدّ انتهاكاً لسيادة لبنان وسلامة أراضيه والقرار (1701)»، مندداً في المقابل بأي انتهاك لسيادة إسرائيل من لبنان، عبّر عن «التفاؤل حيال تعهد الرئيس جوزف عون ضمان احتكار الدولة اللبنانية كل الأسلحة في كل أنحاء أراضيها، وعقد حوار لوضع استراتيجية للأمن الوطني».ودعا الحكومة اللبنانية إلى «تسهيل التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من (اتفاق الطائف) والقرارات (1559) و(1701) و(1680)، التي تقتضي نزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية».
الجبهة مع سورية... on off
في هذا الوقت، ساد ترقُّب ثقيل للوضع على الحدود الشرقية للبنان في ضوء الخشية من أن يكون الهدوء الحذر الذي سادها أمس مجرد «استراحةِ مُحارِبٍ» وأن تتحوّل هذه الجبهة «خاصرة رخوة» تنقل الوضع اللبناني إلى منزلقٍ خطير، موصولٌ بطريقة أو أخرى بأجندات إقليمية، وخصوصاً بفعل الجغرافيا السياسية لمنطقة الهرمل وامتدادها السوري نحو القصير وريف حمص والتي يشكّل «حزب الله» العنوان البارز فيها.وغداة ما نقلتْه «وكالة سانا للأنباء» السورية عن الجيش من أنه «سيطر على قرية حوش السيد» الحدودية «بعد طرد مقاتلي جماعة حزب الله»، واضطرار الجيش اللبناني للدخول على خط المواجهات بين العشائر المدعومة من الحزب والقوات السورية، استمرت الاتصالات على خط بيروت - دمشق والتي كان بدأها وزيرا الخارجية والدفاع اللبنانيين مع نظيريهما السورييْن.وفيما أفيد بأن لبنان يطالب بانسحاب المجموعات السورية المسلّحة من حوش السيد علي لإعادة سكانها وأن الجيش عزز وحداته بإنضمام كتائب من «المجوقل» الى القوى العسكرية في المنطقة، تطالب دمشق بتسليم المسؤولين عن «تصفية 3 جنود من جيشها داخل الأراضي السورية (الأحد)»، وهو ما شكّل شرارة المواجهات التي استمرت الاثنين وأدت الى ضحايا على المقلبين بينهم مدنيون.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الأميركي يدعو لإبرام «صفقة غزة».. وجيش الاحتلال يكثّف غاراته على مناطق عدة في القطاع.. ومحكمة إسرائيلية تؤجِّل محاكمة نتنياهو
الرئيس الأميركي يدعو لإبرام «صفقة غزة».. وجيش الاحتلال يكثّف غاراته على مناطق عدة في القطاع.. ومحكمة إسرائيلية تؤجِّل محاكمة نتنياهو

الأنباء

timeمنذ 3 ساعات

  • الأنباء

الرئيس الأميركي يدعو لإبرام «صفقة غزة».. وجيش الاحتلال يكثّف غاراته على مناطق عدة في القطاع.. ومحكمة إسرائيلية تؤجِّل محاكمة نتنياهو

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلا من إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية «حماس» إلى إبرام صفقة في قطاع غزة تهدف إلى إعادة الرهائن ووقف إطلاق النار. وكتب ترامب على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «أبرموا صفقة في غزة. استرجعوا الرهائن!»، وذلك في محاولة منه على ما يبدو للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». جاء ذلك بعد ساعات من دعوة ترامب للمرة الثانية القضاء الإسرائيلي إلى إغلاق القضايا التي يحاكم فيها نتنياهو بتهم الفساد، قائلا: «إنه الآن بصدد التفاوض على صفقة مع حركة حماس تتضمن استعادة الرهائن». وأضاف الرئيس الأميركي أن نتنياهو «حاليا» في طور التفاوض على اتفاق مع حماس»، معتبرا ان «ما يفعله ممثلو الادعاء الخارجون عن السيطرة مع بنيامين نتنياهو ضرب من الجنون»، مضيفا أن الإجراءات القضائية ستؤثر في قدرة رئيس الوزراء الاسرائيلي على إجراء محادثات مع كل من «حماس» وإيران. وفي منشور آخر على «تروث سوشيال»، لوح ترامب بتعليق المساعدات الأميركية لإسرائيل على خلفية الاستمرار في محاكمة نتنياهو، قائلا: «تنفق الولايات المتحدة الأميركية مليارات الدولارات سنويا، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا»، وهو ما اعتبره مراقبون بمنزلة تلميح لاحتمال تعليق المساعدات التي تقدمها واشنطن لتل ابيب. وشكر نتنياهو ترامب عبر حسابه على منصة إكس وكتب «شكرا مجددا»، مضيفا: «معا سنعيد إلى الشرق الأوسط عظمته». وفي سياق متصل، أكد ترامب انه «ملتزم باستعادة السلام في الشرق الأوسط»، وذلك في رسالة وزعها بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لوفاة الحاخام مناحم مندل شنيرسون، أشار فيها إلى أن تعاليمه ألهمت الإصلاحات التي قادها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض. من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن سأرفع العقوبات عن إيران «إذا أحسنت التصرف»، مشيرا إلى أن طهران «مرهقة جدا»، و«لا تفكر الآن بالعودة إلى المشروع النووي». وأضاف ترامب خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية أمس أن «إيران لم تملك الوقت لنقل اليورانيوم المخصب قبل الضربات الأميركية» التي وجهت إلى منشآتها النووية. هذا ووافقت محكمة إسرائيلية على طلب نتنياهو تأجيل جلسات الاستماع في محاكمته بتهم الفساد. ونشر حزب «الليكود»، الذي يتزعمه نتنياهو، وثيقة صادرة عن المحكمة المركزية في القدس جاء فيها «بعد تقديم التوضيحات التي شهدت تغييرات حقيقية واستنادا إلى المعطيات الجديدة مقارنة بالقرارات السابقة، نوافق جزئيا على الطلب ونلغي في هذه المرحلة الأيام المحددة لجلسات استماع (بنيامين) نتنياهو في 30 الجاري، و2 يوليو المقبل». وبعد الاستماع لرئيس الوزراء ورئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس جهاز «الموساد»، قبلت المحكمة أمس طلب التأجيل. وكان الادعاء الإسرائيلي قد وجه إلى نتنياهو في عام 2019 اتهامات بالرشوة والفساد وخيانة الأمانة لكنه ينفيها جميعا. وبدأت محاكمته في عام 2020 في 3 قضايا جنائية. وعلى صعيد الجهود المكثفة لإنجاز اتفاق هدنة غزة، أفاد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار، بأن الفجوات مع «حماس» لاتزال كبيرة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في القطاع. وبحسب قناة «العربية» الفضائية، قال أحد هؤلاء المسؤولين وهو مطلع على المفاوضات الجارية لموقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي: «في هذه المرحلة، ما زلنا عالقين». وأضاف «إن الخلاف مع حماس حول شروط إنهاء الحرب لا يزال قائما، والخلافات لاتزال كبيرة». وأوضح هؤلاء المسؤولون الاسرائيليون أنه في «المرحلة الراهنة لم يتخذ قرار بعد بإرسال وفد تفاوضي إلى مصر أو قطر بشأن صفقة الأسرى مع حماس». ميدانيا، يجهز الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية واسعة وغير مسبوقة في غزة، حيث يدرس تحريك خمس فرق عسكرية كاملة، إضافة إلى تنفيذ واحدة من أكبر عمليات إجبار السكان الفلسطينيين على الإخلاء منذ بدء الحرب، وفق ما نقله موقع «والا» الإسرائيلي. وبحسب الموقع الإسرائيلي يدرس نتنياهو خيارين في هذا الصدد: إما التوصل إلى صفقة مع «حماس» للإفراج عن الأسرى، أو العودة إلى عملية برية واسعة النطاق في غزة. في غضون ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي، أمس، إنذارا لإخلاء مناطق في شمال غزة، بينما أعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل 14 فلسطينيا على الاقل بينهم نساء وأطفال بنيران الاحتلال في مناطق. وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل لـ«فرانس برس» أمس إن طواقمه ومسعفين قاموا بـ«نقل 14 شهيدا بينهم عدد من الأطفال والنساء نتيجة غارات نفذها الاحتلال في مناطق مختلفة في قطاع غزة». وأوضح بصل أن «خمسة شهداء وعددا من المصابين بينهم عدد من الأطفال» قتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في حي التفاح في شمال شرق مدينة غزة. وفي خان يونس جنوبي القطاع، قتل خمسة فلسطينيين آخرين بينهم طفل وامرأتان وأصيب 15 بجروح في غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي. وذكر مصدر طبي في مستشفى ناصر بخان يونس أن «عدة جثث وصلت متفحمة، وأن عددا من المصابين يعانون من حروق خطيرة جدا في أنحاء الجسم». وذكر شهود عيان أن حريقا كبيرا اندلع في عشر خيام على الأقل نتيجة للضربة الجوية.

إسرائيل تستعد لعملية غير مسبوقة في غزة وانقسام في أوساط الجيش حول مسار الحرب
إسرائيل تستعد لعملية غير مسبوقة في غزة وانقسام في أوساط الجيش حول مسار الحرب

الرأي

timeمنذ 5 ساعات

  • الرأي

إسرائيل تستعد لعملية غير مسبوقة في غزة وانقسام في أوساط الجيش حول مسار الحرب

- تأجيل جلسات محاكمة نتنياهو بتهم الفساد - «الشاباك» يفكّك أكبر شبكة تابعة لـ «حماس» في الضفة... ويعتقل 60 وسط انقسام في أوساط الجيش الإسرائيلي حول مسار الحرب في غزة، أمر الاحتلال، الفلسطينيين بإخلاء مناطق في شمال القطاع، تمهيداً لعملية غير مسبوقة، في وقت حض الرئيس دونالد ترامب، كلاً من تل أبيب وحركة «حماس»، على إبرام صفقة. ودافع مجدداً عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تأجلت جلسات الاستماع في محاكمته بتهم الفساد. وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال» ليل السبت «ابرموا الصفقة في غزة. اعيدوا الرهائن». والجمعة، قال الرئيس الأميركي، إن وقف إطلاق النار بات «وشيكاً». وفي ما يتعلق بمحاكمة نتنياهو، ذكر «تنفق الولايات المتحدة مليارات الدولارات سنوياً، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا». ووصف رئيس الوزراء بأنه «بطل حرب» ومحاكمته من شأنها تشتيت انتباهه عن المفاوضات مع إيران ومع حركة «حماس». وقال «إن ما يفعله ممثلو الادعاء الخارجون عن السيطرة مع بيبي نتنياهو ضرب من الجنون». وهذا هو المنشور الثاني خلال بضعة أيام الذي يكتبه ترامب دفاعاً عن نتنياهو والمطالبة بإلغاء محاكمته، لكن أضاف عليه ربط التحركات القانونية في إسرائيل بالمساعدات الأميركية. وأعاد نتنياهو نشر ما كتبه ترامب على حسابه على منصة «إكس». وأضاف «أشكرك مجدداً... دونالد ترامب. معاً سنعيد إلى الشرق الأوسط عظمته». تأجيل المحاكمة وفي السياق، نشر حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو وثيقة صادرة عن المحكمة المركزية في القدس جاء فيها «بعد تقديم التوضيحات والتي شهدت تغييرات حقيقية واستناداً إلى المعطيات الجديدة مقارنة بالقرارات السابقة، نوافق جزئياً على الطلب ونلغي في هذه المرحلة الأيام المحددة لجلسات استماع السيد نتنياهو في 30 يونيو، و2 يوليو». وكانت المحكمة رفضت الجمعة طلب تأجيل جلسات المحاكمة. انقسام في الآراء عسكرياً، أكدت مصادر مطلعة، وجود انقسام في الآراء في أوساط الجيش بين من يدفع باتجاه مواصلة العمليات العسكرية ومن يرى ضرورة التوجه نحو إنهاء الحرب، وفقاً لموقع «واللا» العبري. ونقل جيش الاحتلال، رسالة حازمة وواضحة للمستوى السياسي، أكد فيها أن استمرار الاجتياح البري للقطاع «يقترب من استنزاف نفسه، ولم تعد هناك أهداف برية مهمة بالإمكان تحقيقها من دون تهديد حياة المختطفين»، بحسب مصادر عسكرية. وجاءت هذه التسريبات بعد تقارير أفادت بأن الاحتلال يدرس تحريك خمس فرق عسكرية كاملة (وليس جزئية كما في المرات السابقة)، إضافة إلى تنفيذ واحدة من أكبر عمليات إجبار السكان على الإخلاء منذ بدء الحرب، وفق موقع «واللا». وبحسب الموقع العبري، هناك خياران على طاولة نتنياهو وكبار قادة المؤسسة الأمنية: إما التوصل إلى صفقة مع «حماس» للإفراج عن الأسرى، أو العودة إلى عملية برية واسعة النطاق. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن قادة عسكريين أن «كتائب القسام»، لاتزال فاعلة وتنتشر من خان يونس (جنوب) إلى مدينة غزة وضواحيها، وهو ما يعكس صعوبة المهمة العسكرية رغم مرور أشهر على بدء العملية العسكرية، بعدما نفذت فصائل المقاومة عمليات عدة ضد الاحتلال، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. إخلاء مناطق وفي السياق، دعا الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان نشر على «إكس»، إلى جانب خريطة لشمال القطاع، سكان منطقة مدينة غزة وجباليا وغيرهما، إلى التوجّه جنوباً «فوراً» إلى منطقة المواصي. وقال إن القوات الإسرائيلية تعمل «بقوة شديدة جداً في هذه المناطق (المذكورة)، وهذه الأعمال العسكرية ستتصاعد وستشتد وستمتد... لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية». ميدانياً، أعلن الدفاع المدني استشهاد أكثر من 25 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، أمس، بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة في غزة. وأعلنت «كتائب القسام»، و«سرايا القدس» عن تنفيذ عدد من العمليات العسكرية ضد جنود وآليات الاحتلال، تركز غالبيتها في خان يونس، في وقت تحدثت فيه مواقع إسرائيلية عن حدث أمني خطير. اعتقالات في الضفة وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلن جهاز «الشاباك» تفكيك خلية ادعى أنها تضم مقاتلين تابعين لـ «حماس» واعتقال 60 من أعضائها. وأفاد في بيان «تم الكشف عن بنية تحتية كبيرة ومعقدة وواسعة النطاق تابعة لحركة حماس في مدينة الخليل» في جنوب الضفة. وأضاف أن الخلية «كانت تعمل على تنفيذ هجمات بأشكال متعددة في مدى زمني قريب» وأن عناصرها «تدربوا على استخدام الأسلحة النارية، وجمعوا معلومات عن أهداف إسرائيلية، وصنعوا مواد متفجرة وركبوا عبوات ناسفة، بهدف تنفيذ هجمات كبيرة باسم حماس داخل الضفة الغربية وداخل إسرائيل». ووفقاً للجهاز، تم اعتقال «أكثر من 60 عنصراً من حماس وصودرت أكثر من 22 قطعة سلاح من أنواع مختلفة... وقدم بعضهم خلال التحقيق معلومات قادت إلى اعتقالات إضافية. وبالمجمل، تم إحباط نشاط 10 خلايا إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات». وأضاف أنه «تمّ الكشف عن ملابسات عملية إطلاق نار نُفذت عند مفترق بني نعيم (قرب الخليل) قبل 15 عاماً، قُتل فيها أربعة إسرائيليين». وأوضح «الشاباك» أن العملية التي استمرت طوال الأشهر الثلاثة الماضية، ومن خلال التعاون مع الجيش والشرطة، تُعد «أكبر إنجاز خلال العقد الماضي» في الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. ببث مباشر في «بي بي سي»: الموت للجيش الإسرائيلي | القدس - «الراي» | يجتذب مهرجان الموسيقى «بغلستونبري» الذي افتتح الأربعاء الماضي في بريطانيا، عموماً، نحو 200 ألف مشاهد. ومثل مهرجانات الموسيقى الأخرى التي عقدت هذا العام، استغل الفنانون الكبار المنصة، لمهاجمة إسرائيل ورفع الأعلام الفلسطينية، لكن هذه المرة تم بث ذلك بصورة حية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). مغني الراب البريطاني بوب فيلان، الذي ظهر أمام حشد يتكون من عشرات آلاف المشاهدين ألهب مشاعرهم، عندما قال «الحرية لفلسطين»، وانضم الحشد لهذا النداء وأطلق شعار «الحرية لفلسطين». وأضاف «أعتقد أنكم سمعتم أيضاً الموت، الموت للجيش الإسرائيلي» وانضم إليه الحشد الصاخب. وعلقت في المهرجان لافتة كبيرة كتب عليها «الحرية لفلسطين ـ أطلقت الأمم المتحدة على ذلك إبادة شعب. وتطلق عليه بي بي سي اسم... صراع». وحاولت «بي بي سي» منع عرض الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ببث حي، وذلك عندما حالت دون نقل عرض الفرقة الإيرلندية «نيكاب» التي تعرض مواقف حادة مناهضة لإسرائيل والتي اتهم أحد أفرادها بـ «الإرهاب» عندما رفع علم «حزب الله». ورفعت الفرقة شعار «الحرية لفلسطين» وهاجمت رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر الذي قال بأن ظهور الفرقة في المهرجان «غير مناسب».

قوات الإحتلال تأمر بإخلاء شمال غزة وتكثف ضرباتها الجوية وسط دعوة ترامب لاتفاق ينهي الحرب
قوات الإحتلال تأمر بإخلاء شمال غزة وتكثف ضرباتها الجوية وسط دعوة ترامب لاتفاق ينهي الحرب

الوطن الخليجية

timeمنذ 6 ساعات

  • الوطن الخليجية

قوات الإحتلال تأمر بإخلاء شمال غزة وتكثف ضرباتها الجوية وسط دعوة ترامب لاتفاق ينهي الحرب

أصدر الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أوامر جديدة بإخلاء مناطق واسعة في شمال قطاع غزة، بما في ذلك جباليا وأجزاء كبيرة من مدينة غزة، في خطوة تمهد لتوسيع العمليات العسكرية ضد حركة حماس. وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب، عبر منشور على منصة 'تروث سوشيال' كتب فيه: 'أبرموا اتفاق غزة، واستعيدوا الرهائن'، في إشارة إلى مساعٍ جديدة لوقف إطلاق النار قد تكون قيد النقاش خلف الكواليس. ووفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية، من المقرر أن يترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً في وقت لاحق من اليوم الأحد لتقييم تقدم العملية العسكرية في غزة. وأشار مسؤول أمني كبير إلى أن الجيش سيبلغ نتنياهو بأن الحملة تقترب من تحقيق أهدافها، لكنه سيحذر في الوقت ذاته من أن توسيع العمليات إلى مناطق جديدة قد يهدد سلامة الرهائن المتبقين لدى حماس. في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي نداءات عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقاً) وعبر رسائل نصية مباشرة إلى سكان شمال القطاع، مطالباً إياهم بالتوجه نحو منطقة المواصي في خان يونس، والتي تصنفها إسرائيل بأنها 'منطقة إنسانية آمنة'. غير أن مسؤولين فلسطينيين وممثلين عن الأمم المتحدة جددوا التأكيد بأنه 'لا يوجد أي مكان آمن في غزة'، في ظل استمرار الغارات والقصف في كل أرجاء القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه: 'قوات الدفاع تعمل بقوة شديدة جداً في هذه المناطق، وستتوسع الأعمال العسكرية غرباً باتجاه مركز مدينة غزة، بهدف تدمير قدرات المنظمات الإرهابية'. ويُعتقد أن العمليات الحالية تهدف إلى تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، وإضعاف قدرتها على إطلاق الصواريخ واحتجاز الرهائن. في جباليا شمال غزة، أفاد مسعفون وسكان محليون بأن القصف الإسرائيلي اشتد خلال ساعات الصباح الأولى، ما أدى إلى تدمير عدة منازل واستشهاد ستة أشخاص على الأقل قبل أن يطلب جيش الإحتلال بإخلاء شمال غزة. وفي خان يونس جنوباً، قُتل خمسة أشخاص جراء غارة جوية استهدفت مخيماً قريباً من منطقة المواصي. كما أسفرت غارات متفرقة وإطلاق نار في أنحاء القطاع عن استشهاد ما لا يقل عن 12 شخصاً آخرين، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا اليوم إلى 23 شهيداً على الأقل، بحسب ما أكدته مصادر طبية. وفي مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، احتشدت عائلات الضحايا لتقديم واجب العزاء قبل دفن الشهداء. وقال زياد أبو معروف، أحد سكان خان يونس، إن ثلاثة من أطفاله قُتلوا وأصيب رابعهم في غارة استهدفت منزلهم في المواصي، التي سبق أن طلبت إسرائيل من الفلسطينيين التوجه إليها باعتبارها منطقة آمنة. وأضاف أبو معروف في حديثه لوكالة 'رويترز': 'قبل شهر، قالوا لنا اطلعوا على المواصي، رحنا وقعدنا هناك شهر. الآن ضربوا المواصي. وين نروح؟'، قبل أن يوجه نداءً مؤثراً قائلاً: 'نرجو من الله ثم من العرب إنهم يتحركوا، ينهوا الاحتلال هذا والظلم اللي بيصير'. في ظل استمرار العمليات الإسرائيلية وتصاعد أعداد الضحايا المدنيين، تتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وإيجاد ممرات آمنة للمدنيين. ومع غياب أي أفق سياسي واضح، يبقى سكان غزة عالقين في دوامة حرب تتجدد فصولها يوماً بعد يوم، وسط تحركات دبلوماسية خجولة لا تزال بعيدة عن تحقيق أي اختراق حقيقي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store