
نرجسية نيتانياهو وأوهام «عتريس»
حالة نتيانياهو «صعبة»! لو كانت هناك جائزة نوبل فى «الوقاحة»، لحصل عليها بلا أى منافس! الأمر لا يتوقف عند حد الدموية، والإجرام، وحب القتل والتدمير، ولكن «النرجسية» لديه لا حدود لها. فى مقابلته التليفزيونية مع شبكة «إيه بى سي» الأمريكية، لا تجد أمامك سوى صورة مكررة من شخصية «عتريس» سفاح قرية «الدهاشنة» فى فيلم «شيء من الخوف»، الذى كان يقتل ويخطف ويحرق ويسرق، بحجة أنه يعمل لمصلحة القرية، ويصفق له «رجالته» على جرائمه.
نيتانياهو يصور نفسه، للرأى العام العالمي، و»الغربي» تحديدا، على أنه زعيم الإنسانية، ومنقذ البشرية، الذى اختاره الله من دون باقى البشر لتخليص الكوكب من الشر والأشرار!
لم أجده يكذب أو يخادع أو يراوغ وهو يتحدث، بل وجدته مؤمنا تماما بما يقول، مقتنعا بما يفعل، وهنا تكمن الكارثة الحقيقية! التصريحات التى تشبه قصة «عتريس» من بدايتها حتى نهايتها، حيث الوهم بالقوة، وتقمص دور الملاك الحارس، من شخص منته سياسيا، وموصوم جنائيا، ليس سوى ذروة نرجسية سياسية تعكس اختلالًا عميقًا فى رؤية الواقع، وتُحوِّل دماء المنطقة إلى مجرد مسرح لتمجيد الذات.
نيتانياهو يبرر حربه ضد إيران بأنه يدافع عن الديانة الإبراهيمية، وعن دول المنطقة، وعن السلام، ويحارب الإرهاب نيابة عن المنطقة والعالم، ويريد منع «النووي»، ادعاءات أشبه بـ»نكتة»، أو مجموعة نكات صاروخية، كتلك التى كان يطلقها المونولوجست حمادة سلطان! وأغرب ما قاله «شوفوا يا ناس»، القصف الإسرائيلى على إيران يقتل ويصيب القادة بدقة، حفاظا على أرواح الناس، بينما القصف الإيرانى لإسرائيل «عشوائي»، ويقتل المدنيين، ويهدف للخراب والقتل.
نيتانياهو الذى تقصف قواته الجوعى والمرضى والنساء والأطفال والمستشفيات فى غزة، ويتوسع فى لبنان وسوريا، ويضرب فى اليمن، ويريد الذهاب إلى ما وراء ذلك، وكيانه «تخصص» حروب وفتن وتصعيد واحتلال وتوسع وجرائم يندى لها جبين البشرية، يدافع عن البشرية، وعن المنطقة، التى هو أصلا دخيل عليها، وسرطان فى جسدها! الكيان «النووي»، هو من يريد منع إيران من استخدام النووي! الكيان هو البادئ بالهجمات على إيران فى 13 يونيو، وليس العكس، ومع ذلك، فإيران فى نظره هى المعتدية! أى منطقة وأى سلام هذا الذى يتحدث عنه نيتانياهو؟ إسرائيل هى آخر من تتكلم بلسان المنطقة والعرب والسلام. يكفى أن شرارة الحرب التى أشعلتها، أثارت موجة غضب جميع دول المنطقة، بما فيها دول ما يسمى باتفاقيات «إبراهيم» نفسها، وزعزعزت استقرار الإقليم، ورفعت أسعار البترول، ووضعت دولا بأكملها على حافة الحرب.
فى مقابلة «إيه بى سي»، قدّم نيتانياهو سرديته المفضلة للرأى العام الغربي: نحن جدار صدّ ضد قوى الشر»، مشبهًا العلماء النوويين الإيرانيين بـ«فريق هتلر النووي».
تضخيم «مرضي» لدور كيان صغير مزروع فى المنطقة، يقوده مجموعة من القتلة والمرضى النفسيين.
لغة استعلائية زائفة تماثل خطاب «عتريس» عندما كان يرتكب جرائمه واعيا متيقظا تماما، وهو مقتنع تماما بأنه يفعل ذلك لأنه «أفضل من الجميع» والمنقذ المختار.
فى «شيء من الخوف»، يرفض «عتريس» رؤية حقيقة أفعاله، ويُصرّ على تمجيد ذاته حتى وهو عند حافة الهاوية. وها هو نيتانياهو يعيد إنتاج الدور نفسه:
سواء من خلال التضليل باستخدام الخطاب الديني، عبر تأكيده فى المقابلة أنه فى «معركة بين الخير والشر». أو من خلال الإصرار على تجاهل العواقب.
لن تكون المنطقة أبدا مسرحًا لأوهام «عتريس» وغطرسته. «غطرسة القوة» لا تصنع سلاما.
هذا هو ما أكده بيان الخارجية المصرية فى اليوم الأول من الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وأعاد تأكيده أيضا بيان مجلس النواب «القوي» الصادر يوم الأحد الماضي، ثم البيان الصادر عن 21 دولة عربية وإسلامية، من بينها مصر، وبمبادرة مصرية، أمس الأول، لفضح سردية نيتانياهو الهزلية بأنه يخدم العرب ويحمى السلام وينقذ المنطقة!
وكما سقط «عتريس» وخانه رجاله و»احترق»، بعد أن كشفت القرية زيف أقنعته، لن يتم تمرير أوهام الإنقاذ الزائفة هكذا إلى الأبد، فى ظل وعى الشعوب العربية والإسلامية، والإدانات الدولية المتصاعدة للجرائم الإسرائيلية.
فقط يبقى السؤال كم من الدماء ستزهق قبل أن يدرك الغرب أن «البطل» فى هذه الدراما مجرد قاتل متوهم، و»سادي» أهوج، لا يتورع عن فعل أى شيء لإشباع غريزة القتل والتوسع لديه ولدى كيانه، بما فى ذلك اللجوء لـ»النووي»، لحسم معركة وجد نفسه متورطا فيها؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
رسائل ايرانية: التماسك الإقليمى ضرورة لردع العدوان الإسرائيلى
خلال اتصال هاتفي مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال الرئيس الايراني محمود بزشكيان إن استمرار الجرائم الإسرائيلية يهدد الاستقرار الإقليمي بأسره، موضحًا أن تل أبيب تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وتستفيد من دعم غير مشروط من بعض القوى الكبرى. وأشار إلى أن إيران كانت وما زالت تسعى لحل النزاعات عبر الحوار والمفاوضات، إلا أن الكيان الإسرائيلي يُمعن في العدوان واغتيال الشخصيات، في إشارة إلى حادثة استهداف الشهيد إسماعيل هنية، وعرقلة الجهود السلمية في المنطقة. ردود فعل إقليمية داعمة من جهته، عبّر الشيخ محمد بن زايد عن تضامن بلاده مع إيران، مؤكدًا أن "قلوبنا معكم، ونسأل الله أن يحفظ الشعب الإيراني"، مضيفًا أن الإمارات بدأت مشاورات مكثفة مع أطراف إقليمية لخفض التوترات وضمان الأمن الجماعي. وأكد بن زايد في ختام الاتصال أن الإمارات تأمل بتحقيق نتائج بنّاءة تعود بالخير والاستقرار على شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الإيراني. واختتم بزشكيان كلمته بالإشادة بالقوات المسلحة الإيرانية بفئتيها العسكرية والاستخباراتية، مثمنًا ما وصفه بـ"اليقظة والجهوزية الكاملة في التصدي لأي عدوان"، مؤكدًا أن إيران ستبقى صامدة ولن تنكسر أمام أي تهديد. وفي سياق متصل، أدان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الهجوم الصهيوني على مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، واصفًا إياه بـ"جريمة بشعة" تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، ومثالاً آخر على الوحشية التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي، على حد تعبيره. وفي تدوينة له، شدد بزشكيان على أن المذيعة الإيرانية سحر إمامي، التي واصلت بث الأخبار بهدوء وثبات خلال القصف، جسدت صورة ناصعة لصمود المرأة الإيرانية، وكتب بذلك فصلاً جديدًا في سجل المقاومة الوطنية للشعب الإيراني. وأضاف الرئيس أن استهداف وسائل الإعلام الإيرانية أثناء البث المباشر يكشف طبيعة العدو الذي "لا يتورع عن انتهاك كل الأعراف والمواثيق"، مؤكدًا أن هذا العدوان لن يُرهب الإيرانيين، بل سيزيدهم عزيمة على الثبات والرد المناسب.


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
خامنئي: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب التعامل بقوة في مواجهة الكيان
وكالات شدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في تدوينة فجر الأربعاء، على أن الجمهورية الإسلامية لن تساوم الصهاينة أبدا. وقال المرشد الأعلى الإيراني في تدوينة على منصة "X": "يجب التعامل بقوة في مواجهة الكيان الصهيوني الإرهابي". وأضاف علي خامنئي: "لن نساوم الصهاينة أبدا"، وفقا لروسيا اليوم. والاثنين، نشر خامنئي تدوينة على منصة "X" أكد من خلالها أن النصر على إسرائيل قريب. وقال علي خامنئي في التدوينة: "نصر من الله وفتح قريب". وأضاف: "ستنتصر الجمهورية الإسلامية بإذن الله على الكيان الصهيوني". وفي وقت سابق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه لا يستبعد إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وأشار إلى أن استهداف المرشد الأعلى الإيراني سينهي الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران الذي اندلع أواخر الأسبوع الماضي ولن يؤدي إلى تصعيده.


الدولة الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- الدولة الاخبارية
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : أنا والتاريخ .. إطلاله على شرفاء الوطن .
الأربعاء، 18 يونيو 2025 01:36 صـ بتوقيت القاهرة دائما ماأتذكر زمنا جميلا مضى ، وأطرح مواقف رائعه نستلهم منها العبر وندرك بها أن مجتمعنا بخير ، والمصريين بخير ، يضاف إلى ذلك أن تناول الماضى وأحداثه يستهوينى لعلنى أستطيع من خلاله إحداث حاله من الإنصاف ، وترسيخ اليقين حقيقة بعظمة المصريين ، وذلك من خلال إنصاف الكرام من القاده والرواد ، وتوضيح المفاهيم التى كثيرا ماظلم بها كثيرا من الذين أعطوا لهذا الوطن الغالى الكثير والكثير ، وهى إطلالة صدق ، أقول بها حسبة لله تعالى ثم الوطن ، ولكم وددت أن تخلد أسمائهم إنصافا لجيل من هؤلاء المسئولين يكفى أنهم كانوا أصحاب قرار ، ولديهم رؤيه ، وعندهم إستعداد لتحقيق النجاح ، يكفى أن أطرحهم تباعا على الرأى العام من خلال مواقف رصدتها لهم هى لاشك تدعو للإكبار ، والإعتزاز ، والفخر ، وأحمد الله أن لكل ماأطرحه شهود عيان مازال البعض منهم أحياء ، فتتبدد أى شبهة لنفاق رغم أن تاريخى بفضل الله لم يسجل فيه نفاقا لمسئول ، يتعاظم ذلك لأنه بالمنطق والعقل ليس هناك نفاقا لميت ، لكنها الحقيقه التى إن لم أقل بها أكون قد خنت القسم الذى أقسمته يوم تشرفت بعضوية نقابة الصحفيين قبل أربعين عاما مضت ، وعضوية البرلمان قبل سنوات هى وبحق تجسد فيها الزمن الجميل أشخاصا ، وكيانا ، ووقائع . يبقى أن أقول أن الموروث البغيض القائم على تشويه الشرطه جيلا بعد جيل إستخداما لبعض الوقائع أمر لايمت للحقيقه بصله ، بل إننى من معايشة تلك الفئه عن قرب بحكم تخصصى الصحفى رئيسا للقسم القضائى بجريدة الوفد ، ومحررا متخصصا فى شئون وزارة الداخليه فى عهد شيخ العرب الوزير المحترم محمد عبدالحليم موسى التقى الورع ، وكنائب بالبرلمان عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ أدركت ذلك على مستوى الرتب ، والمواقع الشرطيه ، وحتى على مستوى العلاقات الشخصيه تجلى كل ذلك فى هذا الموقف العظيم الذى كنت فيه مرافقا لأستاذى الحبيب مصطفى شردى أثناء زيارة إبن محافظتى الغربيه وإبن الكرام الوزير حسن أبوباشا وزير الداخليه السابق بمستشفى النيل بدراوى بعد الحادث الذى تعرض له كشف عن وطنيه صادقه كان يتمتع بها هذا الرجل تعظيما لمصرنا الحبيبه ورفضا لإستغلالها منطلقا لأى تجاوز فى حق أى أحد أشخاص أو كيانات ، وكذلك عندما تقدمت بالعديد من طلبات الإحاطه لوزير الداخليه اللواء حبيب العادلى متصديا لبعض الوقائع وكانت الإستجابات مع ماطرحت سريعه وقويه . أشهد الله تعالى أن فى هذا الجهاز فيما مضى ، والبعض الآن قاده ، وأفراد ، صوامين قوامين أكثر من أشخاص كثر كنا نظنهم أسوياء بل ملائكه ، وفيهم منصفين نالوا الدعوات الطيبات من الذين رفعوا عنهم ظلما وأنصفوهم ، يعيشون وأسرهم وأهليهم الآن ببركتها وفى ذلك يكتب مجلدات ، فما أعظم دعوات الطيبين أو المظلومين ، منهم الأكارم الفضلاء الأحباب الوزير اللواء جميل أبوالدهب محافظ بورسعيد السابق ، واللواء عادل فوزى شبل ، واللواء أحمد شامه الحبيب والغالى إبن بلدتى بسيون رحمهم الله ، والقامات الأصدقاء الأعزاء الفضلاء اللواء عزالدين الأحمدى ، واللواء محمد الشامى ، واللواء كمال الدالى محافظ الجيزه السابق ، واللواء عادل الهرميل ، واللواء وجدى بيومى ، واللواء صالح المصرى ، واللواء عطيه محمود ، واللواء محمد العباسى ، واللواء محمد عبداللطيف خضر ، واللواء طارق عطيه ، واللواء رشدى القمرى ، واللواء سيد زمزم ، واللواء سيد غنيم ، واللواء سليمان نصار ، والنائب اللواء سعيد طعيمه ، واللواء محمد جاد ، واللواء هشام خطاب ، وزميل الدراسه ورفيق العمر اللواء جمال الرشيدى ، واللواء محمود الفيشاوى ، واللواء عبدالمنعم معوض ، واللواء محمد أبوسمره ، واللواء عادل رشاد ، واللواء أحمد زكى ، واللواء يوسف عبدالغنى . أطرح ذلك في تلك الأيام الطيبه التي أخلد فيها مع النفس شهادة للتاريخ بعد إفتقاد كثر منا للمنطق والعقل والإنصاف ، خاصة أصحاب الأقلام ، ومن يطل علينا عبر الإعلام ، وكل صاحب منصب ، أو لديه جاه ، الذين لايدركون أننا جميعا فى معية الله تعالى رب العالمين ، سيحاسبنا فى يوم لاينفع فيه مال ولابنون ، وجميعا سنعيش تلك المراحل التى رصدتها ، وسيأتى من يطرحها من الذين يرصدونها ، ويقتربون من فعالياتها ، لذا تدون فى الذاكره يتناقلها الأجيال ، وتسجل فى صفحات التاريخ شهادات تكون ضياءا ينير الطريق لأبناء الوطن ، أو مثار تندر وإستهجان ، لذا مؤلم عدم الإنصاف ، والأكثر إيلاما هذا الموروث البغيض عاش الملك مات الملك ، حيث رأيت بعينى رأسى من كانوا يعددون الخصال الحميده لمسئولين سابقين وقت شغلهم المنصب ، بالقطع زملاء بالصحافه والإعلام ، وحملة مباخر من الحواريين المنتفعين ، بل كانوا يعتبرونهم منزهين لاأخطاء لهم ، ثم فجأه عندما تبدلت الأحوال ، يطرحونهم إنطلاقا من تقصير دون وازع من ضمير . حفظ الله من بقى منهم على قيد الحياه تاجا على رؤوسنا ، وفخرا لشعبنا ، ونماذج مشرفه يستحق أن يفخر بهم أولادهم وأحفادهم جيلا بعد جيل ، وحفظ الله من بقى منهم على قيد الحياه فخرا وعزه وشرف ، يسعد بهم أبناء الوطن . وللحديث بقيه تابعونى . الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس الشعب السابق .