نشر في الرأي يوم 21 - 07
خُلقنا مختلفين لا نشبه بعضنا، في أشكالنا، في ألواننا، في طبائعنا، وحتى في خفقات قلوبنا.
لا نشبه بعضنا في الحب، ولا نتفق تمامًا في الإيمان، نقترب من الله كلٌّ بطريقته، وكلٌّ على قدر نور قلبه، وخطوته، وسيرته التي لا يراها إلا الله.
ومع ذلك، لا زال فينا من يتجرأ على إطلاق الأحكام..!!
أنت في الجنة! وأنت في النار!
أنت مؤمن! وأنت كافر!!
على أي أساس؟ وبأي حق؟
هل لأن شخصًا لا يؤمن بما نؤمن به، صار لا يستحق الرحمة؟
هل لأن إنسانًا أحبّ بطريقته، أو تديّن بروح مختلفة، صار مذنبًا؟
هل لأن شخصًا لم يعبد الله على طريقتنا، صار من أهل الهلاك؟
ما هذه الثقة في أنفسنا؟ وما هذه القسوة باسم الدين؟
ننسى أن الله خالق هذا التنوع، ونتجاهل أنه قال في كتابه:
﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾
*سورة هود، الآية ١١٨
الاختلاف ليس خطيئة، بل سُنّة من سنن الله في الخلق.
خذوا غازي القصيبي مثالًا…
فكّر، وكتب، فأبدع، ثم هوجِم.
لمجرد أن فِكْرَهُ كان خارج قوالب الفكر الجاهز، كان بروحٍ لا تُشبه إلا نفسها..
كان مسؤولًا، وشاعرًا، ومثقفًا، ورجل دولة، أحبّ وطنه، وخدمه في الداخل والخارج.
ومع ذلك، لم يسلم من هجوم من لا يحتملون رأيًا مختلفًا.
كأن الإبداع تهمة، وكأن الاختلاف خيانة..
ومثله المفكر عبد الله القصيبي، عالم الاجتماع السعودي الذي نظر للمجتمع من زوايا لم يجرؤ عليها كثيرون.
كتب عن الإنسان، عن التحولات، عن التشدد، وعن وهم القداسة الاجتماعية.
لم يشتم، لم يكفر، لم يُفسد…
لكنّه فقط فكّر بنسقٍ غير مألوف، بصوتٍ خارج الإيقاع المعتاد فكان الهجوم نصيبه، كأنه تجاوز المحرّم.
لماذا نحكم؟
لماذا نستعجل في تصنيف البشر؟
هل رأينا نواياهم؟
هل عرفنا سرائرهم؟
هل شهدنا على صدق قلوبهم وهم بين أيدي الله؟
إن لم نفعل — ولن نفعل — فدعوا الخلق لخالقه..
فهو الأعلم بمن يستحق، وهو الأرحم بهم منّا.
اتركوا القلوب لبارئها..
دعوا الخطى تمضي إلى الله على قدر نورها..
نحن لا نملك الجنة ولا النار، ولا نملك ما يُغلق أبواب الرحمة على الناس.
الدين ليس سيفًا نُشهره، بل نورًا نُهتدى به.
كما قال غازي القصيبي، وكأنّ كلماته كانت ردًا على من هاجموه يومًا:
دعوا الزمان يَفِلُّ حدّ سيوفكم…
فالله أعدلُ من يُقيمُ مقامَهُ"
بقلم/ حصة الزهراني
ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي- وزارة التعليم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رواتب السعودية
منذ 2 ساعات
- رواتب السعودية
يوم الأحد سيبدأ التجهيز بإذن الله لإزالة 800 عقار في المنطقة المحددة من حي الروي
نشر في: 26 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي يوم الأحد سيبدأ التجهيز بإذن الله لإزالة 800 عقار في المنطقة المحددة من حي الرويس في ..جدة وتمثل ما يقارب 80% من إجمالي المنطقة العشوائية وذلك بسبب أنها مباني خطيرة وتصنف أنها آيلة للسقوط الصورتين الأولى تمثل المباني الـ800 التي سيتم ازالتها حاليا الصورة الأخيرة تمثل حدود المنطقة العشوائية كاملة المصدر : رائـد | منصة x


حضرموت نت
منذ 3 ساعات
- حضرموت نت
مدرسة الفقيد القطيبي تزرع الأمل.. مبادرة بيئية تربوية تجسد الوفاء وتبعث الحياة
دُشّنت صباح اليوم السبت الموافق 25 يوليو 2025، مبادرة تشجير في مدرسة الفقيد عبدالله أحمد محمد القطيبي للتعليم الأساسي بمدينة الحبيلين – ردفان، والتي كانت تُعرف سابقًا بمدرسة ردفان. وتأتي هذه المبادرة التربوية البيئية تخليدًا لروح فقيد العلم والتربية الشيخ عبدالله أحمد القطيبي، أحد أبرز رواد العملية التربوية والتعليمية في ردفان، والذي شغل منصب مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية في سنوات العطاء المضيئة. وتجسيدًا لمعاني الوفاء والتقدير، جاءت هذه الخطوة بتشجيع ومتابعة من الشخصية الاجتماعية البارزة العقيد/ جمال عامر، المعروف بإنسانيته وروحه الإيجابية ومبادراته الداعمة للمجتمع، والذي أوفى بوعده الكريم في تشجير مدارس المديرية على نفقته الخاصة، في إطار رؤيته لخلق بيئة تعليمية صحية ومبهجة تسهم في استقرار العملية التعليمية. كما شارك في غرس الأشجار عدد من الكوادر التربوية، يتقدمهم الأستاذ عادل صالح حسين – مدير التعليم العام، والدور الفاعل الذي يقدمه في دعم العملية التربوية، إلى جانب الأستاذ عبدالفتاح العيسائي – مدير المدرسة، ووكيل المدرسة، وأعضاء مجلس الآباء، في صورة تكاملية تعكس روح التعاون والاهتمام بمستقبل الأجيال القادمة. وتأتي هذه المبادرة تزامنًا مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد 2025/2026، لتشكل انطلاقة واعدة تحمل في طياتها الأمل والعمل من أجل بيئة تعليمية أفضل، وذكرى خالدة لرموز التربية والتعليم الذين أسهموا في بناء الأجيال. رحم الله الفقيد القطيبي، وأسكنه فسيح جناته، وجزى الله كل من ساهم في هذه المبادرة المباركة خير الجزاء. *من مروان الردفاني

سعورس
منذ 4 ساعات
- سعورس
آل معنتر مستشاراً لسعادة المدير العام للتعليم بمنطقة عسير
تم تكليف الأستاذ / علي بن أحمد آل معنتر مستشاراً للمدير العام للتعليم بمنطقة عسير ( الرأي ) تتقدم بالتهنئة وجزيل الشكر والامتنان لسعادة المستشار الأستاذ/ علي بن أحمد آل معنتر على ماقدم من جهود مباركة خلال فترة عملة مديراً للتعليم بمحافظة محايل عسير سائلين الله عز وجل أن يجزيه خير الجزاء على ماقدم وأن يكون التوفيق حليفه في عمله القادم .