
جازان تقول: شكراً ملايين.. وأهلاً ملايين
لست أدري كيف أستطيع عبور جسر الذكريات الذي يمتد على مدى 25 عاماً، ولا أعرف كيف يمكن ضغط الزمن الممتد في كبسولة كتابية صغيرة، ولا كيف يمكن اختصار رحلة طويلة مكتنزة بالتفاصيل المدهشة التي حولت الخيبات واليأس إلى انتصارات عظيمة وإنجازات باهرة.
أتذكر ذلك المساء التأريخي الذي تم فيه تعيين الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة جازان، فقد قرر عدد من أبناء المنطقة في الرياض زيارة سموه في منزله لتهنئته والحديث حول مستقبل المنطقة. كانت قائمة الأسماء لديه توضح تخصص كل شخص من المجموعة، أكاديميين في مجالات مختلفة عديدة وأطباء ومهندسين وخبراء إدارة ومثقفين وكتاباً وغيرهم، وبعد السلام والتعارف بدأ حديثه بعبارة تمثل تفاؤله الكبير بنجاح مهمته، فقد قال ما معناه: إن منطقة زاخرة بهذه الكفاءات المؤهلة في كل التخصصات ستجعل مهمتنا لتطويرها وتحقيق تطلعات مواطنيها مقدوراً عليها بإذن الله وبالمستوى الذي يطمحون إليه.
وصل الأمير محمد بن ناصر جازان وهي تحت درجة الصفر تنموياً، وما زالت تئن من حمى الوادي المتصدع بسبب الإهمال الشامل في كل القطاعات. كان خيط البداية صعباً لكنه التقطه بمهارة: اختيار كفاءات متخصصة شغوفة بالعمل، لا تهاون مع التقصير لتحقيق تنمية شاملة في كل مدينة وقرية، وكل ذلك تحت إشرافه المباشر. المنصفون يعرفون جيداً أنه كان يعمل ليل نهار، هاتفه لا يغلق، واستطاع بذكائه ومهارته جلب ميزانيات ضخمة للمنطقة تمت إدارتها بكفاءة عالية، لتصبح المنطقة على ما هي عليه الآن.
وعلى الصعيد الشخصي الإنساني، كان الأمير محمد بن ناصر قريباً من الناس، يعيش معهم وبينهم، يشاركهم كل مناسباتهم، يضع الناس في مقاماتهم دون استصغار لأحد، أحبوه فأحبهم، قدروه فقدرهم. مجلسه الأسبوعي المفتوح أصبح منبراً لتبادل الآراء والأفكار الخلاقة لتطوير المنطقة، دخلت المنطقة في حراك مستمر شارك فيه الجميع، وذلك ما أوصلها إلى ما وصلت إليه الآن.
بلا شك أن الأمير محمد بن ناصر أرهق نفسه كثيراً، ومثل أي إنسان من حقه أن يرتاح بعد أن أدى واجبه على أكمل وجه. نعم ستفقده جازان، لكن هناك فارساً آخر من الأسرة المالكة الكريمة سيقود المسيرة من بعده، أمير مفعم بالحيوية والنشاط والطموح، اكتسب خبرة تؤهله لتحقيق تطلعات الدولة وطموح المواطن في المنطقة لتستكمل مسيرتها الرائعة، لاسيما وهو نائب لأميرها لعدة سنوات، ويعرفها جيداً.
جازان الآن في عهدة الأمير الشاب محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، أمير من جيل الرؤية وطموح المستقبل، تثق الدولة أنه سيكون الرهان الرابح للمرحلة القادمة. وعندما نعرف أنه شاعر أيضاً وفي منطقة شاعرة، فإن جازان ستكون أجمل قصيدة.
شكراً ملايين للأمير محمد بن ناصر، وأهلاً ملايين بالأمير محمد بن عبدالعزيز.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 40 دقائق
- العربية
سوريا بعد رفع العقوبات
ستدخل سوريا مرحلة جديدة بعد قرار الرئيس الأمريكى فى الرياض رفع العقوبات عنها؛ لأنه أعقبه قرار أوروبى آخر برفع العقوبات، وأصبحت دمشق أمام مرحلة جديدة لم تعد فيها عقوبات أو تصنيفات المجتمع الدولى عائقًا أمام المسار الجديد، إنما بات أداء النظام وقدرته على مواجهة مشاكله الداخلية هو العامل الحاسم أمام نجاحه أو تعثره. إن رفع العقوبات عن سوريا ليس مجرد قرار إجرائى اتخذه رئيس أكبر دولة فى العالم، إنما هو بوابة لاندماج سوريا داخل المنظومة العالمية، بحيث سيسمح لها بالتصدير والاستيراد دون أى قيود، وستكون على بداية الطريق لحل مشكلات المشافى البدائية والمصانع المتهالكة، وستفتح الباب دون أى قيود أمام الاستثمارات الأجنبية، بما يعنى ولو من الناحية النظرية دوران عجلة الإنتاج وانطلاقها إذا وجدت بيئة داخلية سياسية واقتصادية تكون قادرة على إخراج طاقة المواطن السورى فى البناء والإنتاج، وهى الطاقة التى شهدها العالم مع سوريى المهجر، وكانت دليلًا على جدية هذا الشعب وقدرته على العمل والإنجاز. ومع ذلك، تبقى هناك تحديات عديدة تواجه النظام الجديد، فهناك الأزمة الاقتصادية التى كانت المقاطعة أحد أسباب تفاقمها، وهناك مشكلة التوافق السياسى بين النظام الجديد والمكونات الأخرى، خاصة الدروز والعلويين.. وأخيرًا، هناك أزمة بناء المؤسسات الجديدة التى مازالت لم تنل قبولًا شعبيًا ومناطقيًا شاملًا، ومازالت بعض الأطراف تنظر إليها على أنها امتداد للفصائل المسلحة وليس مؤسسات وطنية محايدة. صحيح أن قادة سوريا الجدد يبنون مؤسسات جديدة من خارج نظام المحاصصة واقتسام السلطة الذى فشل فى كل التجارب العربية الأخرى، كما جرى فى السودان أثناء حكومة حمدوك أو يجرى فى ليبيا من انقسام بين الشرق والغرب وانقسام آخر داخل طرابلس الغرب تحول إلى اشتباكات على مدار أسبوع كامل، ومع ذلك فإن هذا المسار السورى لا يخلو من أخطار، أهمها: كيف يمكن بناء مؤسسات دولة مهنية ومستقلة عن السلطة التنفيذية يحكمها تقريبًا لون عقائدى وسياسى واحد، وخلفيات كثير من عناصرها قادمة من فصائل إسلامية متشددة وبعضها ارتكب بعد الوصول للسلطة انتهاكات فجة؟. لقد نجح النظام الجديد فى مهمته الأولى التى تتمثل فى إسقاط بشار، وضمن من أجل تحقيق هذا الهدف حاضنة شعبية من الأغلبية السنية وقطاعات واسعة من الطوائف الأخرى، ولكنه بالقطع لن يحصل على نفس الحاضنة فيما يتعلق بتقييم أدائه فى حكم البلاد. لقد تقدمت سوريا خطوة نحو الاستقرار وغيرت الولايات المتحدة تصنيفاتها لقادة سوريا التى سبق أن اعتبرتهم «إرهابيين»، والآن اعتبرتهم قادة تحرر وزعماء جديرين بالثقة، وأصبح أداؤهم وقدراتهم على بناء مؤسسات جديدة تحصل على شرعية مجتمعية وتمتلك أداء مهنيًا احترافيًا، ولو بالمعنى النسبى، هو التحدى الكبير أمام بناء سوريا الجديدة.


الرياض
منذ 42 دقائق
- الرياض
أمير المدينة يشيد بدور مركز 911 في دعم الأمن وخدمة ضيوف الرحمن
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس لجنة الحج والزيارة بالمنطقة، أن مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) يجسد ما وصلت إليه المنظومة الأمنية في المملكة من تقدم وجاهزية عالية، مشيدًا بالإمكانات التقنية والبشرية التي يتمتع بها المركز، ودوره المحوري في دعم الجهود الأمنية والخدمية بالمنطقة. جاء ذلك خلال تفقد سموه مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) بالمنطقة، التابع للمركز الوطني للعمليات الأمنية. ورفع سموه شكره وتقديره للقيادة الرشيدة – أيدها الله – على ما توليه من دعم متواصل لتطوير المنظومة الأمنية في مختلف مناطق المملكة، كما عبّر عن بالغ شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، على متابعته المستمرة وحرصه على تحقيق أعلى معايير الكفاءة في الأداء الأمني والخدمي، بما يسهم في خدمة ضيوف الرحمن وزوّار المدينة المنورة. ونوّه سموه بأهمية تعزيز التكامل بين الجهات المعنية، والعمل المستمر على تطوير آليات العمل ورفع كفاءة الأداء، بما يسهم في تسريع الاستجابة للبلاغات، وضمان أمن وسلامة الزوّار والمواطنين والمقيمين. واستمع سمو الأمير سلمان بن سلطان إلى شرح عن مرافق المركز التشغيلية، قدّمه العميد عمر بن عيضه الطلحي، قائد المركز الوطني للعمليات الأمنية، واطّلع سموه على صالة تلقي البلاغات، وصالة المراقبة التلفزيونية، وصالة ترحيل البلاغات، إضافة إلى صالة الأزمات والكوارث، كما استمع خلال الجولة إلى شرح مفصل عن سير العمل والتقنيات المتقدمة المستخدمة في إدارة البلاغات والتعامل مع الحالات الطارئة.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
محمد بن عبدالعزيز يستقبل أهالي جازان المهنئين بتعيينه أميراً للمنطقة
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} استقبل أمير منطقة جازان الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، بقصر الإمارة مساء أمس، بحضور نائبه الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي، جموع المهنئين من المشايخ والأهالي بالثقة الملكية الكريمة بتعيينه أميراً للمنطقة، وتعيين الأمير ناصر بن محمد نائباً لأمير المنطقة. وخلال الحفل الخطابي، ألقى عضو مجلس الشورى الدكتور عاصم مدخلي كلمة الأهالي رحب فيها بأمير المنطقة ونائبه، وهنأهما بالثقة الملكية الكريمة، سائلاً الله تعالى لهما العون والتوفيق. وبيّن أن الثقة الملكية الغالية في تعيين الأمير محمد بن عبدالعزيز أميراً للمنطقة تُعد مصدر اعتزاز لكل أهالي جازان، وهو الذي أسهم في بناء حاضرها بسنوات من العطاء والتنمية وشواهد الإنجاز التي تترجمها ملامح خطتها الإستراتيجية الواعدة ومستقبلها المشرق -بإذن الله تعالى- وبمتابعته ونائبه وتحت توجيهات القيادة وفق رؤية المملكة 2030. أخبار ذات صلة بعد ذلك ألقى أمير منطقة جازان، كلمة شكر فيها أهالي المنطقة على مشاعرهم النبيلة التي هي محل ثقة واعتزاز، رافعاً في هذا الصدد باسمه وباسم نائبه الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان على الثقة الملكية الكريمة بتكليفهما لخدمة المنطقة بتعيينه أميراً لجازان وتعيين الأمير ناصر بن محمد نائباً، سائلاً الله العلي القدير أن يعينهما على أداء هذه الأمانة، وأن يكونا عند حسن ظن القيادة في خدمة الوطن والمواطن والمقيم.