logo
لبنان وحماس.. هل بدأت مرحلة تفكيك ترسانة الفصائل المسلحة؟

لبنان وحماس.. هل بدأت مرحلة تفكيك ترسانة الفصائل المسلحة؟

صوت بيروت٠٨-٠٥-٢٠٢٥

في مشهد نادر يتقاطع فيه الأمن بالسياسة، ويجتمع فيه الداخل اللبناني مع الحسابات الإقليمية، سلّمت حركة 'حماس' مؤخراً 5 من عناصرها إلى الجيش اللبناني، على خلفية الاشتباه في مشاركتهم بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من جنوب لبنان.
هذه الخطوة المفاجئة فتحت الباب أمام قراءات متعددة، بعضها اعتبرها إجراءً أمنياً معزولاً، بينما ذهب البعض الآخر إلى القول إنها ربما تشكل بداية مرحلة جديدة من التعامل مع ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، لا سيما مع ما بدا أنه تنسيق غير مسبوق بين مؤسسات الدولة اللبنانية والحركة.
لكن السؤال الأعمق يبقى: هل تتجه الدولة اللبنانية فعلاً نحو فرض سيادتها الأمنية على المخيمات؟ وهل ما جرى هو مقدمة لتفكيك تدريجي لترسانة الفصائل الفلسطينية، أم مجرد تسوية مؤقتة فرضتها الحسابات الضيقة؟
ملامح تحول أمني فرضته الضرورة؟
الخطوة التي أقدمت عليها 'حماس' لم تأتِ في فراغ، بل في سياق سياسي وأمني متقلب. فبعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في لبنان قبل أيام، وصدور تحذير مباشر للحركة، كُلِّف مجلس الوزراء بإبلاغ 'حماس' رسالة واضحة مفادها أن 'لبنان لن يتحمل مغامرات عسكرية تنطلق من أراضيه'.
الحركة استجابت، وأعلنت التزامها بعدم إطلاق صواريخ من الداخل اللبناني، وأكدت احترامها للسيادة اللبنانية. وبعيداً عن التصريحات، ترجمت 'حماس' موقفها على الأرض بتسليم عناصرها المشتبه بهم، بعدما كان الجيش اللبناني قد أوقف اثنين من المشاركين، وتوصل من خلال التحقيقات إلى تحديد هوية 9 آخرين ينتمون للحركة.
في تصريحات لافتة أدلى بها خلال مقابلة مع 'سكاي نيوز عربية'، شدد الخبير العسكري والاستراتيجي خليل الحلو على أن ما يحدث اليوم هو نتيجة تغيرات جوهرية في توازن القوى داخل لبنان.
وقال: 'حماس كانت في السابق تستفيد من علاقة قوية ومباشرة مع حزب الله، وهو ما منحها نوعاً من الغطاء والتسهيلات داخل المخيمات. ولكن اليوم، حزب الله لم يعد كما كان… انشغل بنفسه، وضعف تأثيره على بعض الأجهزة، وتغيرت المعادلة'.
ويرى الحلو أن الدولة اللبنانية، وللمرة الأولى منذ سنوات، استطاعت أن تُوحد موقفها تجاه هذا الملف المعقد، مستفيدة من التنسيق الوثيق بين الجيش، الأمن العام، شعبة المعلومات ومديرية المخابرات.
ويتابع: 'سابقاً، لم تكن حماس تتعاون بالشكل المطلوب، لا بل كانت تتجاهل أحياناً الإجراءات الرسمية. أما اليوم، فقد فهمت أن البيئة تغيرت، وأن الدولة اللبنانية جادة في ضبط الأمن، وأن المجتمع الدولي يراقب، وأن أي تصعيد قد يكلّفها الكثير داخلياً وخارجيا'.
هل نزع السلاح وارد فعلاً؟
رغم أهمية الخطوة الرمزية المتمثلة في تسليم العناصر، فإن الحديث عن 'نزع سلاح الفصائل' لا يزال مبكراً، وربما سابقاً لأوانه. فالمخيمات الفلسطينية، وخصوصاً مخيم 'عين الحلوة'، ما زالت تضم عشرات التنظيمات والكتائب، وتخضع لتوازنات داخلية شديدة التعقيد، تتداخل فيها المرجعيات السياسية والإيديولوجية والعسكرية.
الحلو يقرّ بذلك، لكنه يصر على أن ما يحدث هو بداية مسار، لا لحظة عابرة. 'صحيح أن الترسانة لا تُفكك بين ليلة وضحاها، لكن الدولة باتت تمتلك زمام المبادرة في الملف الأمني، وهذا تحول جوهري لم يكن قائماً قبل عام واحد'.
وبحسب الحلو، فإن ما يميز الوضع الراهن هو أن هذه الإجراءات 'تنتزع الذرائع من يد إسرائيل، التي لطالما استخدمت إطلاق الصواريخ من الجنوب لتبرير بقائها في النقاط الحدودية الخمس المحتلة'.
وبالتالي، فإن مصلحة لبنان الاستراتيجية تقتضي الاستمرار في ضبط المخيمات، لا فقط لحماية أمنه الداخلي، بل أيضاً لتحصين موقفه السياسي في مواجهة الضغوط الخارجية.
هل تفتح حماس الباب لباقي الفصائل؟
بينما تراقب الفصائل الأخرى الخطوة التي أقدمت عليها 'حماس'، يبقى السؤال مطروحاً: هل تكرّ السبحة؟ وهل تفتح هذه الحادثة الباب أمام تسوية أوسع، تشمل مختلف الفصائل داخل المخيمات؟
الواقع أن ما جرى يمثل اختباراً مزدوجاً، لحماس أولاً، التي أمام فرصة لإعادة التموضع كفصيل سياسي يحترم قواعد السيادة اللبنانية، وللدولة ثانياً، التي تواجه امتحان قدرتها على فرض القانون على كامل أراضيها، من دون استثناء المخيمات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكتائب: نجاح الانتخابات رغم الخروقات ومسألة السلاح أولوية وطنية لا تحتمل التسويف
الكتائب: نجاح الانتخابات رغم الخروقات ومسألة السلاح أولوية وطنية لا تحتمل التسويف

سيدر نيوز

timeمنذ 22 دقائق

  • سيدر نيوز

الكتائب: نجاح الانتخابات رغم الخروقات ومسألة السلاح أولوية وطنية لا تحتمل التسويف

عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية اجتماعه الدوري برئاسة نائب رئيس الحزب الدكتور برنار جرباقة، وبعد التداول في ما رافق العملية الانتخابية من أحداث ومواقف، اكد المجتمعون في بيان، انه 'مع اختتام المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية، يتوجّه حزب الكتائب بالتهنئة إلى جميع القائمين على هذا الاستحقاق، على الرغم من الخروقات التي شابته، والتي لا تُلغي نجاحه عمومًا'. وخصّ الحزب بالشكر 'وزارة الداخلية ووزارة العدل والجسم القضائي، وكل الإدارات والعاملين الذين أمّنوا انتظام العملية الانتخابية وحضورها في الأقلام'. كما هنأ 'جميع الفائزين، وبشكل خاص المرشحين الأفراد واللوائح التي حظيت بدعمه في مختلف المناطق، والتي أحرزت نتائج مشرفة وحضورًا وازنًا في مختلف الأقضية، على أن تُخصّص وقفة قريبة لتفصيل هذه النتائج ودلالاتها'. واكد المكتب السياسي أن 'مسار حزب الكتائب الوطني سيستمر بالنهج نفسه من الصدق والشفافية، إيمانًا منه بأن اللبنانيين يستحقون الأفضل، وأن العمل السياسي الجاد هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من أزماته المتراكمة'. ورفض 'ما صدر عن رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد، تعليقًا على ما ورد في كلمة رئيس الحكومة نواف سلام'، واعتبر أن 'هذا النوع من التسويف في مقاربة مسألة السلاح يُشكّل تضليلًا للرأي العام وتضييعًا للوقت، ولا يخدم سوى إبقاء لبنان رهينة المعادلات المفروضة عليه بالقوة. وإن الإيحاء بأن حزب الله في موقع يجيز له فرض شروطه على الدولة هو أمر مرفوض بالكامل، وغير قابل للنقاش أو التراجع. فمسألة السلاح، أكثر من أي وقت مضى، باتت أولوية وطنية يجب حسمها بسرعة ومن دون مراوغة، عبر إنهاء كل مظاهر السلاح غير الشرعي، حمايةً لسيادة الدولة واستعادةً لدورها'.\ 🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

الكتائب يؤكد الاستمرار في المسار الوطني ويشدد على أولوية تسليم السلاح غير الشرعي
الكتائب يؤكد الاستمرار في المسار الوطني ويشدد على أولوية تسليم السلاح غير الشرعي

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

الكتائب يؤكد الاستمرار في المسار الوطني ويشدد على أولوية تسليم السلاح غير الشرعي

عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية اجتماعه الدوري برئاسة نائب رئيس الحزب الدكتور برنار جرباقة، وبعد التداول في ما رافق العملية الانتخابية من أحداث ومواقف، أصدر البيان الآتي: 1. مع اختتام المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية، يتوجّه حزب الكتائب بالتهنئة إلى جميع القائمين على هذا الاستحقاق، على الرغم من الخروقات التي شابته، والتي لا تُلغي نجاحه عمومًا. ويخصّ الحزب بالشكر وزارة الداخلية ووزارة العدل والجسم القضائي، وكل الإدارات والعاملين الذين أمّنوا انتظام العملية الانتخابية وحضورها في الأقلام. كما يهنّئ الحزب جميع الفائزين، وبشكل خاص المرشحين الأفراد واللوائح التي حظيت بدعمه في مختلف المناطق، والتي أحرزت نتائج مشرفة وحضورًا وازنًا في مختلف الأقضية، على أن تُخصّص وقفة قريبة لتفصيل هذه النتائج ودلالاتها. ويؤكّد المكتب السياسي أن مسار حزب الكتائب الوطني سيستمر بالنهج نفسه من الصدق والشفافية، إيمانًا منه بأن اللبنانيين يستحقون الأفضل، وأن العمل السياسي الجاد هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من أزماته المتراكمة. 2. يرفض المكتب السياسي الكتائبي ما صدر عن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، تعليقًا على ما ورد في كلمة رئيس الحكومة نواف سلام، ويعتبر أن هذا النوع من التسويف في مقاربة مسألة السلاح يُشكّل تضليلًا للرأي العام وتضييعًا للوقت، ولا يخدم سوى إبقاء لبنان رهينة المعادلات المفروضة عليه بالقوة. إن الإيحاء بأن حزب الله في موقع يجيز له فرض شروطه على الدولة هو أمر مرفوض بالكامل، وغير قابل للنقاش أو التراجع. فمسألة السلاح، أكثر من أي وقت مضى، باتت أولوية وطنية يجب حسمها بسرعة ومن دون مراوغة، عبر إنهاء كل مظاهر السلاح غير الشرعي، حمايةً لسيادة الدولة واستعادةً لدورها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حفل مؤسسة مي شدياق لتكريم الصحافيين بالرداء الأزرق-الذهبي الفخم والأنيق في نسخته الثالثة عشرة للمرة الثالثة في دبي
حفل مؤسسة مي شدياق لتكريم الصحافيين بالرداء الأزرق-الذهبي الفخم والأنيق في نسخته الثالثة عشرة للمرة الثالثة في دبي

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

حفل مؤسسة مي شدياق لتكريم الصحافيين بالرداء الأزرق-الذهبي الفخم والأنيق في نسخته الثالثة عشرة للمرة الثالثة في دبي

نظّمت مؤسسة مي شدياق في فندق هيلتون دبي- الحبتور ستي، النسخة الثالث عشرة من الحفل السنوي لتكريم الصحفيين وصناع الإعلام في المنطقة والعالم لعام 2025، وقد شهد الحفل المرموق حضور نخبة من السفراء والشخصيات البارزة في عالم الأعمال وفي الشأن السياسي والإعلامي والفني والاجتماعي، فضلاً عن حضور لافت لجمع من الأصدقاء والضيوف المميزين.افتتحت الوزيرة السابقة، الدكتورة مي شدياق، مؤسسة ومديرة MCF، الحفل بكلمة استهلّتها بتحية من أرض دبي، هذه الأرض التي تحوّلت إلى واحة الأحلام المتحققة معبّرة عن امتنانها لهذا اللقاء المتجدد للعام الثالث على التوالي واعتزازها بدور دولة الإمارات ومنطقةِ الخليج عموماً في تعزيزِ انخراطِها في منطقة الشرقِ الأوسط،/ بعد سنواتٍ من الطلاق/ نتيجةَ سيطرةِ محورٍ حاولت أذرُعُه سَلْخَنا عن هويتِنا العربية. وأكّدت أن التحوّلات الجارية في العالم العربي، رغم كونها لا تزال في بداياتها، تبعث على الأمل وتفتح المجال أمام تحسّنٍ ملموس في مجال الحريات والانفتاح السياسي.وأشارت إلى أن انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة واعدة بالإصلاح يُشكّلان انطلاقةً جديدةً في لبنان، الذي، على الرغم من اشتداد رياح الغدر فيه، لا تُطفئ العواصف والحروب وهجه، فيبقى نابضًا بالحرية والثقافة.ووجّهت الدكتورة شدياق تحية إلى أرواح الصحافيين والمواطنين الذين واجهوا الظلم بكلمة الحق، ودفعوا أثمانًا غالية دفاعًا عن الحرية، كما عبّرت عن قلقها من تصاعد المخاطر التي تهدّد الإعلاميين في ظل النزاعات العالمية، والتحديات التقنية، وفي مقدّمتها الذكاء الاصطناعي. في كلمتها، أبرزت الدكتورة مي شدياق إيمان مؤسسة MCF برسالة الإعلام النبيلة، وأكّدت أن الإعلام الحر لا يمكن أن يُهزم، وأضافت أن كرامة الإنسان ستبقى الأولوية الدائمة في عمل المؤسسة. وعبّرت عن فخرها بالبرامج التدريبية التي توفرها المؤسسة لمئات المشاركين في مجال الصحافة المهنية، وشددت على مواكبة المؤسسة للثورة الرقمية والدفاع عن حقوق المرأة وإبراز نجاحاتها الفعلية والمؤثرة.كما أعربت عن أهمية هذا الحفل الذي تنظّمه المؤسسة سنويًا، مشيرةً إلى أنه أصبح محطةً ثابتة في الروزنامة العالمية، وقالت إن المؤسسة كرّمت، منذ انطلاقتها، أكثر من 70 صحافيًا وصانع إعلام، وأضافت: "حفلُنا اليوم ليس مناسبةً للتكريم فقط، بل لتجديد الإيمان بأن الإعلام هو سلاحُنا الحضاري في وجه الظلم والجهل." ووجهّت الشكر من القلب إلى كل أعضاء مجلس أمانة مؤسسة MCF على دعمهم ووفائهم لمسيرتها،مؤكدة أن الإلتزام بالمبادئ، في هذا الزمن، بات مغامرةً بحدّ ذاته. وفي نهاية كلمتها، وجّهت الشكر إلى سعادة السفير اللبناني لدى الإمارات، السيّد فؤاد شهاب دندن، وإلى قنصل لبنان في دبي، السيّد عساف ضومط، على ما قدّماه من دعم ومحبّة. كما خصّت بالشكر رجل العطاء والانفتاح، الأستاذ خلف الحبتور، على استضافته الكريمة لهذا الحدث في منتجعه. تولّى تقديم الحفل الإعلامي الجزائري سامي قاسمي من قناة سكاي نيوز عربية إلى جانب الإعلامية الأردنية نوف حجازي من قناة العربية بيزنس. وقد تضمّن سلسلة من التقارير المصوّرة التي أعدّتها الصحافية ماريان زوين.شهدت الأمسية توزيع جوائز مميزة على نخبة من الإعلاميين العرب والدوليين الذين تميّزوا بإنجازاتهم وإسهاماتهم المؤثرة في مجال الصحافة وصناعة الإعلام.▪ الجائزة الأولى لهذا العام كانت عربون تقديرٍ خاص لفئة القيادة الإعلامية المتميّزة MCF Special Recognition for Pioneering Leadership in the Media Industry Award وقد منحت بشكل استثنائي لأحد أبرز أعضاء مجلس أمناء المؤسسة، الاستاذ علي جابر، الرئيس التنفيذي للمحتوى في مجموعة MBC ومنصة "شاهد". وقدّم له الجائزة عضو المجلس التنفيذي في MCF ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق، النائب غسان حاصباني، والوزيرة السابقة الدكتورة مي شدياق. في كلمته التي ألقاها بالمناسبة عبّر الأستاذ علي جابر عن أهمية هذا التكريم الآتي من أهل بلده حيث تُقَدَّر الكلمة ويُحتَفى بالحقيقة ومن مؤسسة ترأسها مي شدياق رمز الصلابة والشجاعة وجرأة قول الحقيقة في وجه أصحاب السلطة والنفوذ، وهي قيم تسعى مؤسسة MCF لنشرها في العالم فيما لا تزال حاجةً في عالمنا العربي. وختم جابر بأنه لا يرى نفسه مستحقاً لهذه الجائزة، لأن من يستحقها فعلًا هم أولئك الذين قدّموا دماءهم في سبيل قول الحقيقة، مثل الدكتورة شدياق، وجبران، وسمير. ▪ أمّا جائزة "التميّز في الصناعة الإعلامية" MCF Excellence in Media Award، فكانت من نصيب الاستاذة مينا العريبي وهي صحفية عراقية لامعة تقيم في الإمارات العربية المتحدة وتشغل منصب رئيسة التحرير لصحيفة "The National" وسلّمها الجائزة كل من السيد رجا طراد، المستشار الأول للرئيس التنفيذي لمجموعة Publicis للشرق الأوسط وتركيا، والصحافية والمذيعة العالمية بارعة علم الدين، كاتبة عمود في Arab News. أعربت الصحفية مينا العريبي عن امتنانها لهذا التكريم، مثنية على الدور الذي لعبته الصحفية بارعة علم الدين التي كانت قدوة لها في بداياتها المهنية في صحيفة الحياة في لندن. وشدّدت العريبي على أهمية تكريم الصحفيين الذين ضحّوا بحياتهم، ودور الإعلاميين في نقل صوت من لا صوت لهم، مذكِّرةً بالقضية الفلسطينية وقضايا الشعوب العربية. ولفتت مينا العريبي في كلمتها الى التحديات التي يواجهها الإعلام في ظل التطورات التكنولوجية، مشدِّدةً على ضرورة بقاء المصداقية والأمانة جوهر هذه المهنة. واختتمت كلمتها بتوجيه الشكر لأسرتها ومعلميها وزملائها، الذين أسهموا في صقل لغتها العربية وفي دعمها المهني. ▪ جائزة أنطوان شويري عن كامل المسيرة المهنية، MCF Antoine Choueiri's Special Tribute for Lifetime Achievement Award، للعام 2025 حاز عليها الدكتور نبيل الخطيب، المدير العام لقناة الشرق الإخبارية وقد سلّمه اياها السيد بيار أنطوان شويري رئيس Choueiri Group، والسيّدة مهى الشاعر، عضو المجلس التنفيذي في MCF، سيدة الأعمال والصحفية السابقة في التلفزيون الأردني. أعرب الدكتور نبيل الخطيب في كلمته عن تقديره الكبير لتجربة الدكتورة مي شدياق، مشيرًا إلى أنها، بما تمثله هي والمؤسسة التي تقودها، تُجسّد مسؤولية كبيرة وعبئًا ملهمًا يدفع الآخرين للسير على ذات الطريق، لا سيما في ظل التحديات العميقة التي نواجهها في المنطقة وعلى المستوى الشخصي وأكد أن الأهم هو كيفية مواجهة هذه التحديات ، حتى لو بلغ الأمر حدّ التضحيات الجسيمة، وتحويلها الى انتصار ومنارة لغيرنا، وهذا ما تقوم به مؤسسة MCF بالفعل. وختم مبتسماً قائلاً إنه كثيرًا ما يردد بين زملائه وزميلاته أنه محظوظ، فهو يؤمن بأن الصُدَف والحقائق التي واجهها هي التي أوصلته إلى هذه اللحظة. ▪ وللسنة الثانية وتماشياً مع التطورات الحديثة ومتطلبات وسائل التواصل الاجتماعي، خُصّصت جائزة ل"الرؤية في تطوير المحتوى" MCF Vision in Content Development Award وقد مُنحت هذا العام لمنصة BLINX الإماراتية التي سبق وأسسها الصحافي نخلة الحاج. تسلم الجائزة باسم المؤسسة ممثل المدير التنفيذي للتحرير ورئيس المحتوى في BLINX السيد إيل العنداري، وقد سلّمه إيّاها السيد موغنس شميت، عضو المجلس التنفيذي في MCF، المدير السابق للمكتب الميداني في منظمة اليونسكو ورئيس مجلس إدارة معهد الإعلام الإقليمي في أوكرانيا، ورئيس مجلس إدارة "بروموسفن" السيد اكرم ميكناس. عبّر إيل العنداري عن قناعته بأن هذه اللحظة، هي في جوهرها لحظة جماعية تعبّر عن جهد مشترك. ورأى أن منصة "بلينكس" تمثّل هذا المفهوم بامتياز، بوصفها نتاج التقاء غرف الأخبار التقليدية – بما تحمله من قوة ومصداقية – مع روح الإبداع والابتكار. ولفت إلى أنه، مثل كثيرين، نشأ على مفهوم أن على الصحفي أن يعلّم الجمهور ماذا يخبرهم، وكيف يخبرهم، وبأي طريقة. إلا أن تجربته في "بلينكس" غيّرت هذا المفهوم، إذ أدرك هناك أن الشباب والشابات هم من يملكون البوصلة، وأنهم من علّموه كيف يُنتج المحتوى، وفق أسلوبهم الجديد والمختلف.▪ وتقديراً لتميّز الإعلاميين في قطاعي المرئي والمسموع، مُنحت جائزة "الأداء الإعلامي الاستثنائي" MCF Outstanding Media Performance Award، للإعلامية سارة دندراوي، المذيعة السعودية ومقدمة برنامج "تفاعلكم" في قناة العربية سلّمها الجائزة سعادة سفير لبنان في الإمارات، فؤاد شهاب دندن، وعضو في مجلس التنفيذي MCF، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة إبسوس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوارد مونين . أعربت الإعلامية سارة دندراوي عن امتنانها العميق لكل من أسهم في تعليمها وتشكيل تجربتها. ولفتت إلى مفارقة مؤثرة لحظة مميزة تعني لها الكثير ألا وهي تزامن تكريمها مع تكريم الدكتور نبيل الخطيب، الذي كان أول من علّمها كتابة الخبر.. وأشارت سارة إلى أن مهنة الإعلام مهنة جميلة لأنها تمكّن الصحفي من إيصال صوته، لكنها في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة، وهي تحرص كل يوم على تذكير نفسها بهذه النعمة وتلك المسؤولية، وتسعى لأن تكون على قدرها. ▪ وفي تحية خارجة عن المألوف هذا العام وفي مبادرة رمزية لاستذكار كل الصحافيين الذين ضحوا بحياتهم في خلال بحثهم عن الحقيقة وتغطيتهم للحروب ومعاناة الشعوب، خُصّصت جائزة MCF Exceptional Courage in Journalism Award for Life Sacrifices أو "جائزة MCF للشجاعة الاستثنائية في الصحافة وللتضحية بالحياة" للصحافية الانكليزية الشهيرة ماري كولفين، التي كانت مراسلة حربية في صحيفة (Sunday Times) واستهدفت مباشرة من قبل نظام الأسد في خلال تغطيتها لحرب سوريا حيث لاقت حتفها عام 2012. تسلمت الجائزة بإسمها شقيقتها كاثلين كولفين التي قدمت خصيصاً من الولايات المتحدة، وقد سلمها إيّاها الصحافية الشهيرة بيكي أندرسون، مقدمة برنامج Connect the World with Becky Anderson على قناة CNN الدولية ، والسيد عثمان سلطان الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (EITC). وقالت الإعلامية بيكي أندرسون أن ماري كولفين كانت مسلحة ولكن ليس بالأسلحة، بل بالكلمات التي اخترقت ضباب الحرب. وأوضحت أنها فقدت عينها اليسرى أثناء تغطيتها على خطوط المواجهة، ولكنها لم ترمش أمام الخطر. وأضافت أن النظام الذي اغتالها قد انهار ولكن ما يزال صوتها يتردد أعلى من أي وقت مضى، مؤكدةً أنها لم تكتفِ برواية التاريخ، بل أصبحت جزءًا منه. كما عبّرت كاثلين كولفين عن فخرها بتسلّم الجائزة نيابةً عن أختها الراحلة ماري، شاكرةً مؤسسة مي شدياق على هذا التكريم المؤثر. كما أكدت أن ماري كانت لتُشرف بالجائزة، وأنها ما زالت تفتقدها يوميًا. وشددت على أن الصحافة أصبحت اليوم أكثر خطورة، ليس فقط بسبب الحروب، بل بسبب التحديات الجديدة في مواجهة التضليل والمعلومات الخاطئة. وأكدت أهمية دور المؤسسة في الدفاع عن الحقيقة، معربة عن امتنانها لجميع من دعموا الأمسية. ▪ جائزة "الالتزام الصحافي" MCF Engaged Journalist Award للعام 2025 منحت لباسكال بورغو، وهي ومراسلة حربية كاتبة، ومخرجة بلجيكية قامت بتغطية العديد من مناطق النزاع كالحرب في سوريا وأفغانستان . وتسلمت بورغو الجائزة من السفير البلجيكي في دولة الامارات، أنطوان ديلكورت، والسيدة وداد بوشماوي الحائزة على جائزة نوبل للسلام وعضو المجلس الاستشاري في MCF. وقدّمت باسكال بورغو شكرها لمي شدياق وفريق العمل في مؤسستها، معبّرة عن تأثرها الكبير بتسلم جائزة الصحافة الملتزمة، معتبرة أن الالتزام هو جوهر مسيرتها. وأهدت الجائزة إلى النساء المعذّبات والمهمّشات في أفغانستان وسوريا، وخاصة من تعرّضن للتعذيب والاغتصاب، وإلى نساء الطائفة الإيزيدية في العراق اللواتي كنّ ضحايا مرتين. وأكدت أن هذه الجائزة تكرّم نضال جميع النساء من أجل الكرامة والحقوق. وتخلّل الحفل لحظة وفاء مؤثّرة خُصِّصت لتكريم روح الصحافي الراحل صبحي عطري الذي تمنى في أخر رسالة صوتية له أن يحصل السنة المقبلة على جائزة المؤسسة، والذي خطفه الموت غدرًا، فغاب جسدًا وبقي أثره حيًّا لا يُنسى. شارك في إحياء حفل توزيع جوائز مؤسسة MCF للإعلام للعام 2025 كل من الفنان البوب ستار رامي عياش، والمؤلف الموسيقي غي مانوكيان، والممثلة والفنانة مانيل ملّاط، ضمن عرض فني راقٍ ومميّز.تولّى إخراج الحفل المخرج باسم كريستو، فيما أشرفت على الإنتاج التنفيذي كارلا عاد شاهين.نبذة مختصرة عن مؤسستي MCF و MCF MEDIA INSTITUTE :مؤسسة مي شدياق – معهد الإعلام منظمة غير ربحية تُعنى بالبحث والتعليم في مجالات حرية الإعلام، الديمقراطية وحقوق الإنسان وتمكين دور المرأة، إضافةً الى تعزيز الحكم الرشيد ومكافحة الفساد والتشديد على أهمية تفعيل دور الوساطة في بناء السلام . وتسعى المؤسسة من خلال أنشطتها لتقليص الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل من خلال برامج تدريبية متخصصة. منذ عام 2011، يعمل معهد الإعلام التابع لها (MCF – Media Institute) على دعم الخريجين وتطوير مهارات الإعلاميين باستخدام أحدث التقنيات. وفي 2016، أطلقت المؤسسة أكاديمية القيادة والتواصل التطبيقي (ALAC – Academy of Leadership and Applied Communication)، المعتمدة رسميًا في لبنان، والتي تمنح شهادات مهنية في مجالات متنوعة كالصّحافة، ريادة الأعمال، التسويق، العلاقات العامة، وفنون التواصل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store